دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > إدارة برنامج إعداد المفسر > سير المفسرين

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 8 ربيع الأول 1436هـ/29-12-2014م, 01:56 AM
رزان المحمدي رزان المحمدي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الرابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 255
افتراضي

· اسمه ونسبه:

إنه الشيخ هود بن محكم الهواري، ولم تزودنا كتب التاريخ التي بين أيدينا بمعلومات واضحة تزيل اللبس والغموض عن معالم حياة هذا المفسر.(1)

قال بالحاج بن سعيد شريفي:(( إن كتاب السير والمؤرخين من الإباضية لا يمدوننا بترجمة للشيخ هود تشفي الغليل ، فلا حياته مبسوطة في كتبهم،ولا آثاره معروفة لديهم،وكل ما أوردوه عنه إنما هو عبارة عن أخبار يسيرة في أسطر قليلة وردت عرضا في مصدرين أو ثلاثة يكررها خلف عن سلف........))(2)


· نشأته:
في تلك المواطن من جبل أوراس وما يحيط به وفي كنف هذا الوالد الورع التقي القاضي الحازم وتحت رعايته نشأ الشيخ هود بن محكم.(3)
نشأ الشيخ هود بن محكم في قبيلة هوارة البربرية وقد اختلف المؤرخون في بدء أنساب البربر ومما يؤكد ذلك قول المسعودي: " وقد تنازع الناس في بدء أنساب البربر فمنهم من رأى أنهم من غسان وغيرهم من اليمن، وأنهم تفرقوا حول تلك الديار حين تفرق الناس من بلاد مأرب عندما كان سيل العرم ومنهم من رأى غير ذلك "(4)

أما في فترة شبابه فمن المؤكد أنه قد ترك قبيلته هوارة ليتلقى تعليمه في أحد المراكز العلمية التي كانت منتشرة آنذاك في أربعة مدن هي:
- سبته حيث دولة بني عاصم الموالية لبني أمية والتي كانت موطن العلماء الكبار.
- وتاهرت: عاصمة الدولة الرستمية حيث الجامع المشهور والمدرسة الإباضية ذات الفقه الإباضي المدون باللغة البربرية،
- والقيروان: حيث دولة بني الأغلب الموالية للدولة العباسية.
- وفي سجلماسة



وكانت هذه المراكز خاصة تاهرت والقيروان تشع بأنواع المعرفة عامة، وبالعلوم الدينية خاصة، حيث العلماء والأدباء من مختلف الطوائف الإسلامية والمذاهب الدينية، وكانت مجالس العلم والمناظرة في أوج نشاطها.(5)


· شيوخه :
وأما عن نسبه في الدين وشيوخه الذين جلس إليهم وأخذ عنهم فليس لدينا أي علم بأسمائهم إذا استثنينا أباه محكما وكذلك الأمر بالنسبة لتلاميذه الذين تلقوا العلم عنه أو تربوا على يديه لأن المصادر التي بين أيدينا لم تشر إلى شيئ من ذلك،وحاولت جاهدا أن أجد إشارة إلى بعض شيوخه في ثنايا تفسيره فلم أعثر على أي واحد منهم.(6)
وهكذا كانت طريقة العلم التي تُذكر أوصافها في كتب سير الإباضية، فكثيراً ما كان الشيخ يتنقل بطلبته في بعض فصول السنة إلى البوادي والأرياف، وتتواصل الدراسة هناك في أوقات من ليل أو نهار تحت ظلال الأشجار أو تحت الخيام أو تحت السماء في حياة كلها جد ونشاط وعمل دائب من دروس علمية للخاصة أو مواعظ للعامة، وكتب تؤلف وتستنسخ، ومجالس تنتظم للمناظرة في مختلف العلوم والفنون.(7)


· عقيدة المفسر " هُود بن مُحَكَّم "
بعد أن استعرضنا ترجمة الشيخ هُود بن مُحَكَّم الشخصية والعملية تنتقل للحديث عن عقيدته التي يعتقدها ، حيث وافق أهل السنة والجماعة في الوحدانية والنبوات والغيبيات ومع ذلك فقد كان يعتقد بمعتقدات فرقة الإباضية وهي من فرق الخوارج.


· أخباره :
- قال البدر الشماخي:(( ومنهم هود بن محكم الهواري،وتقدم الكلام على أبيه،وهو عالم متفنن،غائص،وهو صاحب التفسير المعروف،وهو كتاب جليل في تفسير كلام الله،لم يتعرض فيه للنحو والإعراب،بل على طريقة المتقدمين))(8)
- ((وذكر الشيخ ميمون بن حمودي أن هود بن محكم الهواري جاءه رجل من العزابة يستعين به على ما يفك كتبا مرهونة له عند رجل من النكار في خمسة دنانير،فدعا هود بن محكم رجلا فقال له:سر مع هذا الرجل إلى مواطن مزاته،فجاءهم وأخبرهم القصة،وتسارعوا فيما يصنعون له،ويجمعون له من الأموال،فبسطوا بساطا،فطفق الرجال والنساء يرمون فيه الدنانير والدراهم وما أمكن كل واحد منهم ، فجمع من ذلك مالا كثيرا،فلموا أطراف البساط فرفعوه،فأتوا به هود بن محكم،فعمد الرجل صاحب الكتب إلى الخمسة دنانير فأخذها وترك الباقي.(9)





· نبذة عن كتابه ( تفسير الكتاب العزيز ):
لقد ظل هذا التفسير أكثر من أحد عشر قرنا منسيا مغمورا إلى أن ظهرت مخطوطاته المتفرقة في بعض الخزائن الخاصة ، وهي خزائن لعلماء القرون الأربعة الأخيرة يحتفظ بها أبناؤهم وحفدتهم.
إن المصادر الإباضية القديمة هي وحدها التي أشارت إلى وجود هذا التفسير وذكرته بصفة موجزة جدا،وهي تتفق بشأنه على أمور ثلاثة:
- أولها: صاحب هذا التفسير هو الشيخ هود بن محكم الهواري.
- ثانيها:أثبتت كتب السير والتاريخ اسم المؤلف في الطبقة السادسة من العلماء،وهم الذين عاشوا في النصف الثاني من القرن الثالث الهجري التاسع الميلادي.
- ثالثها: ينتسب هذا العالم إلى قبيلة هوارة البربرية التي كانت تسكن بطون منها ولا تزال،جبال أوراس ونواحيها،بغرب إفريقية الإسلامية بلاد الجزائر الآن.
وهكذا يعتبر الكتاب من التفاسير الأولى التي ظهرت في عهد التدوين عندنا،وهو فيما أعلم أقدم تفسير جزائري وصل إلينا كاملا. (10)


· أهمية كتابه التفسير عند الإباضية:
يعد كتاب التفسير للشيخ هود من المراجع المهمة للإباضية في التفسير، بل جزءاً من عقيدتهم وتراثهم إذ تم جمعه وتأليفه في القرن الثالث الهجري، وهو القرن الذي عاش فيه المفسر، وقد بين ذلك محقق التفسير بالحاج بن سعيد شريفي، حيث قال: " لقد بحثت في أغلب المصادر الإباضية التي وصلتنا حتى الآن وقارنت بينها فوجدت أنَّ أقدم مصدر أشار إلى تفسير الشيخ هود الهواري هو كتاب السيرة وأخبار الأئمة لأبي زكريا، هذا ما جاء فيه: وذُكر أن رجلين اختصما على تفسير هود بن محكم الهواري، حتى بلغ تشاجرهما قبيلتيهما، وكادت الثورة تقوم بينهما، وتصافَّ الفريقان، وكاد الشر يقع بينهم، فلما رأى ذلك أبومحمد جمال نزع المصحف (التفسير) من بينهم فقسمه نصفين، فوافق قرطاساً بين النصفين لم يُكتب، وأعطى لكلٍّ نصفاً وزال الشر واصطلحوا "(11)


· نماذج من تفسيره:
- من منهجه الإيجابي في تفسيره:أنه كان يستشهد بأقوال الصحابة والتابعين:
قال تعالى :(( قال إنه يقول إنها بقرة لا ذلول تثير الأرض ولا تسقي الحرث...)):
قال:ذكروا عن ابن عباس:لا ذلول:لا يحرث عليها.ولا تسقي الحرث:لا يسقى عليها.(12)

- ومن منهجه السلبي في التفسير:أنه كان يكثر النقل عن الكلبي والسدي المشهورين بالتدليس:
((أفرأيتم اللات والعزى*ومناة الثالثة الأخرى))
قال:قال الكلبي:كان النبي عليه السلام يصلي في البيت والمشركون جلوس،فقرأ:(( والنجم إذا هوى ))فحدث نفسه ،حتى إذا بلغ (( أفرأيتم اللات والعزى*ومناة الثالثة الأخرى ))ألقى الشيطان على لسانه:فإنها من الغرانيق العلى – يعني الملائكة – وإن شفاعتهم لترتجى.(13)


· وفاته:
وأما عن سنة وفاة الشيخ هود فلم تذكر أيضا بالتحديد في أي مصدر وأقدر أنها كانت في العقد الثامن أو التاسع من القرن الثالث الهجري أي حوالي سنة مائتين وثمانين ،فإن كل من ذكره من المؤرخين وكتاب السير يؤكد أنه من علماء الطبقة السادسة(250-300).(10)


تـــــــــــــم بحــــمد الله


(1) هود بن محكم الهواري ومنهجه في التفسير،ص4.
(2) تفسير الكتاب العزيز،ج1،ص7.
(3) المرجع السابق،ص13.
(4) هود بن محكم الهواري ومنهجه في التفسير،ص 5.
(5) هود بن محكم الهواري ومنهجه في التفسير،ص 6.
(6) تفسير الكتاب العزيز،ج1،ص 17.
(7) هود بن محكم الهواري ومنهجه في التفسير،ص 6.
(8) تفسير الكتاب العزيز،ج1،ص 16.
(9) تفسير الكتاب العزيز،ج1،ص 17.
(10) تفسير الكتاب العزيز،ج1،ص 17.
(11) هود بن محكم الهواري ومنهجه في التفسير،ص 14.
(12)المرجع السابق ص 18.
(13) المرجع السابق ص 24.


· قائمة المراجع:

1- منهج الشيخ هود بن محكم الهواري في تفسيره(تفسير كتاب الله العزيز) دراسة ونقد،سامي محمود محمد أحمد،رسالة ماجستير.
2- تفسير الكتاب العزيز، هود بن محكم الهواري (ت: 299هـ)، تحقيق: بالحاج بن سعيد شريفي، دار الغرب الإسلامي.

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المفسر, سيرة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:25 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir