[زَوْجَاتُ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ]
ذِكْرُ أَزْوَاجِهِ عليهِ وعليهنَّ الصلاةُ والسلامُ [1]
وأَوَّلُ مَنْ تَزَوَّجَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَدِيجَةُ بنتُ خُوَيْلِدِ بنِ أَسَدِ بنِ عبدِ الْعُزَّى بنِ قُصَيِّ بنِ كِلابٍ.
تَزَوَّجَها وهوَ ابنُ خَمْسٍ وعشرينَ سَنَةً.
وبَقِيَتْ معهُ حتَّى بَعَثَهُ اللَّهُ عَزَّ وجَلَّ، فكانتْ لهُ وَزيرَ صِدْقٍ، وماتَتْ قبلَ الهجرةِ بثلاثِ سنينَ. وهذا أَصَحُّ الأقوالِ.
وقيلَ: قبلَ الهجرةِ بخَمْسِ سنينَ، وقيلَ: بأَرْبَعِ سنينَ [2].
ثم تَزَوَّجَ سَوْدَةَ بنتَ زَمْعَةَ بنِ قَيْسِ بنِ عبدِ شمسِ بنِ عبدِ وُدِّ بنِ نَصرِ بنِ مالكِ بنِ حِسْلِ بنِ عامرِ بنِ لُؤَيٍّ، بعدَ خَديجةَ بِمَكَّةَ قبلَ الْهِجْرَةِ.
وكانتْ قَبْلَهُ عندَ السَّكْرَانِ بنِ عَمْرٍو، أَخِي سُهَيْلِ بنِ عَمْرٍو. وكَبِرَتْ عِنْدَهُ، وأَرادَ طَلَاقَها، فوَهَبَتْ يَوْمَها لعائشةَ، فأَمْسَكَها [3].
وتَزَوَّجَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عائشةَ بنتَ أبي بكرٍ الصِّدِّيقِ بِمَكَّةَ قبلَ الهجرةِ بسنتَيْنِ.
وقيلَ: بثلاثِ سنينَ، وهيَ بنتُ ستِّ سنينَ، وقيلَ: سبعِ سنينَ. والأَوَّلُ أَصَحُّ.
وبَنَى بها بَعْدَ الهجرةِ بالمدينةِ، وهيَ بنتُ تِسعِ سنينَ[4]، على رَأْسِ سبعةِ أَشهُرٍ، وقيلَ: على رَأْسِ ثمانيَةَ عَشَرَ شَهْرًا [5].
وماتَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهيَ بنتُ ثَمانِ عَشْرَةَ.
وتُوُفِّيَتْ بالمدينةِ ودُفِنَتْ بالبقيعِ، أَوْصَتْ بذلكَ، سنةَ ثمانٍ وخمسينَ، وقيلَ سنةَ سبعٍ وخمسينَ. والأَوَّلُ أَصَحُّ، وصَلَّى عليها أبو هُرَيْرَةَ.
ولمْ يَتَزَوَّجْ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكْرًا غيرَها، وكُنْيَتُها أُمُّ عبدِ اللَّهِ. ورُوِيَ أنَّها أَسْقَطَتْ من النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سِقْطًا، ولمْ يَثْبُتْ[6].
وتَزَوَّجَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَفْصَةَ بنتَ عمرَ بنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عنهما.
وكانتْ قَبْلَهُ عندَ خُنَيْسِ بنِ حُذافةَ، وكانَ منْ أصحابِ رسولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، تُوُفِّيَ بالمدينةِ، وقدْ شَهِدَ بَدْرًا [7].
ويُرْوَى أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَلَّقَها [8]، فَأَتَاهُ جِبريلُ عليهِ السلامُ فقالَ: إنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكَ أنْ تُراجِعَ حَفْصَةَ؛ فإنَّها صَوَّامَةٌ قَوَّامَةٌ، وإنَّها زَوْجَتُكَ في الجنَّةِ [9].
ورَوَى عُقْبَةُ بنُ عامرٍ الْجُهَنِيُّ قالَ: طَلَّقَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَفْصَةَ بنتَ عُمَرَ، فبَلَغَ عُمَرَ فَحَثَا على رَأْسِهِ التُّرَابَ وقالَ: ما يَعْبَأُ اللَّهُ بعُمَرَ وابْنَتِهِ بعدَ هذا. فنَزَلَ جِبريلُ من الغَدِ على النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقالَ: إنَّ اللَّهَ عزَّ وجَلَّ يَأْمُرُكَ أنْ تُراجِعَ حَفْصَةَ رَحْمَةً لِعُمَرَ [10]. تُوُفِّيَتْ سنةَ سَبْعٍ وعشرينَ، وقيلَ: سنةَ ثمانٍ وعشرينَ، عامَ أَفْرِيقِيَّةَ [11].
وتَزَوَّجَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُمَّ حَبيبةَ بنتَ أبي سُفيانَ. واسْمُها رَمْلَةُ بنتُ صَخْرِ بنِ حَرْبِ بنِ أُمَيَّةَ بنِ عبدِ شَمْسِ بنِ عبدِ مَنافٍ.
هاجَرَتْ معَ زَوْجِها عُبَيْدِ اللَّهِ بنِ جَحْشٍ إلى أرضِ الحبشةِ، فتَنَصَّرَ بالحبشةِ، وأَتَمَّ اللَّهُ لها الإسلامَ.
وتَزَوَّجَها رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهيَ بأَرْضِ الحبشةِ.
وأَصْدَقَها عنهُ النَّجَاشِي بأَرْبَعِمِائَةِ دِينارٍ، بَعَثَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَمْرَو بنَ أُمَيَّةَ الضَّمَرِيَّ فيها إلى أرضِ الحبشةِ [12].
ووَلِيَ نِكاحَها عُثمانُ بنُ عَفَّانَ، وقِيلَ: خَالِدُ بنُ سعيدِ بنِ العاصِ.
تُوُفِّيَتْ سنةَ أربعٍ وأربعينَ[13].
وتَزَوَّجَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُمَّ سَلَمَةَ، واسْمُها هِنْدُ بنتُ أبي أُمَيَّةَ بنِ الْمُغيرةِ بنِ عبدِ اللَّهِ بنِ عُمَرَ بنِ مخزومِ بنِ يَقَظَةَ بنِ مُرَّةَ بنِ كَعْبِ بنِ لُؤَيِّ بنِ غالبٍ.
وكانتْ قَبْلَهُ عندَ أبي سَلَمَةَ عبدِ اللَّهِ بنِ عبدِ الأَسَدِ بنِ هِلالِ بنِ عبدِ اللَّهِ بنِ عمرَ بنِ مَخزومٍ.
تُوُفِّيَتْ سنةَ اثنتَيْنِ وسِتِّينَ، ودُفِنَتْ بالبَقيعِ بالمدينةِ.
وهيَ آخِرُ أزواجِ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفاةً.
وقِيلَ: إنَّ مَيْمُونَةَ آخِرُهُنَّ.
وتَزَوَّجَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَيْنَبَ بنتَ جَحْشِ بنِ رِئابِ بنِ يَعْمَرَ بنِ صَبِرَةَ بنِ مُرَّةَ بنِ كَبيرِ بنِ غُنْمِ بنِ دُودَانَ بنِ أسدِ بنِ خُزَيْمَةَ بنِ مُدْرِكَةَ بنِ إلياسَ بنِ مُضَرَ بنِ نَزَارِ بنِ مَعْدِ بنِ عَدْنَانَ.
وهيَ بنتُ عَمَّتِهِ أُمَيْمَةَ بنتِ عبدِ الْمُطَّلِبِ.
وكانتْ قَبْلَهُ عندَ مَوْلَاهُ زيدِ بنِ حارثةَ، فطَلَّقَها، فزَوَّجَها اللَّهُ إيَّاهُ من السماءِ، ولمْ يَعْقِدْ عليها.
وصَحَّ أنَّها كانتْ تَقولُ لأزواجِ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "زَوَّجَكُنَّ آبَاؤُكُنَّ، وَزَوَّجَنِي اللَّهُ منْ فَوْقِ سَبْعِ سَمَاواتٍ" [14].
تُوُفِّيَتْ بالمدينةِ سنةَ عشرينَ، ودُفِنَتْ بالبَقيعِ.
وتَزَوَّجَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَينبَ بنتَ خُزَيْمَةَ بنِ الحارثِ بنِ عبدِ اللَّهِ بنِ عمرِو بنِ عبدِ مَنافِ بنِ هِلالِ بنِ عامرِ بنِ صَعْصَعَةَ بنِ مُعاويَةَ.
وكانتْ تُسَمَّى أمَّ المساكينِ؛ لكَثرةِ إطعامِها المساكينَ.
وكانتْ تَحْتَ عبدِ اللَّهِ بنِ جَحْشٍ، وقِيلَ: عَبْدِ اللَّطِيفِ[15] بنِ الحارثِ. والأَوَّلُ أَصَحُّ.
وتَزَوَّجَها سنةَ ثلاثٍ من الهجرةِ، ولمْ تَلْبَثْ عندَهُ إلَّا يَسيرًا، شهرَيْنِ أوْ ثلاثةً [16].
وتَزَوَّجَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جُوَيْرِيَةَ بنتَ الحارثِ بنِ أبي ضِرارِ بنِ حبيبِ بنِ عائذِ بنِ مالكِ بنِ الْمُصْطَلِقِ الخُزَاعِيَّةَ.
سُبِيَتْ في غَزوةِ بني الْمُصْطَلِقِ، فوَقَعَتْ في سَهْمِ ثابتِ بنِ قَيْسِ بنِ شَمَّاسٍ، فَكَاتَبَها [17]، فقَضَى رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كِتابتَها، وتَزَوَّجَها في سِتٍّ من الهجرةِ. وتُوُفِّيَتْ في ربيعٍ الأَوَّلِ سنةَ ستٍّ وخمسينَ [18].
وتَزَوَّجَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَفِيَّةَ بنتَ حُيَيِّ بنِ أَخْطَبَ بنِ أبي يَحْيَى بنِ كعبِ بنِ الْخَزْرَجِ النَّضْرِيَّةَ [19]، وَمِنْ وَلَدِ هَارُونَ بنِ عِمرانَ أخي موسى بنِ عِمرانَ عليهما السلامُ.
سُبِيَتْ في خَيْبَرَ سنةَ سبعٍ من الهجرةِ، وكانتْ قَبْلَهُ تحتَ كِنَانَةَ بنِ أبي الْحُقَيْقِ، قَتَلَهُ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [20]، وأَعْتَقَ صَفِيَّةَ، وجَعَلَ عِتْقَها صَدَاقَها.
وتُوُفِّيَتْ سنةَ ثلاثينَ. وقيلَ: سنةَ خمسينَ.
وتَزَوَّجَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَيْمُونَةَ بنتَ الحارثِ بنِ حَزْنِ بنِ بُجَيْرِ بنِ الهَرْمِ بنِ رُوَيْبَةَ بنِ عبدِ اللَّهِ بنِ هِلالِ بنِ عامرِ بنِ صَعْصَعَةَ بنِ مُعاويَةَ.
وهيَ خالةُ خالدِ بنِ الوليدِ وعبدِ اللَّهِ بنِ عبَّاسٍ.
تَزَوَّجَها رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسَرِفَ، وبَنَى بها فيها، وماتَتْ بهِ [21].
وهوَ مَاءٌ على تِسعةِ أميالٍ منْ مَكَّةَ.
وهيَ آخِرُ مَنْ تَزَوَّجَ منْ أُمَّهاتِ المؤمنينَ.
تُوُفِّيَتْ سنةَ ثلاثٍ وسِتِّينَ.
فهذهِ جُملةُ مَنْ دَخَلَ بِهِنَّ من النِّساءِ، وهنَّ إحدى عَشرةَ [22]. وعَقَدَ على سَبعٍ ولمْ يَدْخُلْ بهنَّ [23].
تعليق الشيخ: خالد بن عبد الرحمن الشايع
[1] راجِعْ: (تَسميَةَ أزواجِ النبيِّ) لأبي عُبيدةَ، (زادَ الْمَعادِ) (1/105)، (كتابَ أزواجِ النبيِّ) للصالحِيِّ، وتَرَاجِمَ أُمَّهَاتِ المؤمنينَ في (سِيَرِ أعلامِ النُّبلاءِ) للحافظِ الذهبيِّ.
[2] راجِعْ: (فَتْحَ البارِي) (7/ 134) (سِيَرَ أعلامِ النُّبلاءِ) (2/109).
[3] انظُرْ: (صحيحَ البخاريِّ) (2593)، و(مسلمٍ) (1463).
[4] كانَ مِن الْمُتَعَارَفِ بينَ العرَبِ أنْ تَتَزَوَّجَ الفتاةُ في مِثلِ هذا العُمْرِ، خاصَّةً وأنَّ بلادَهم كانتْ حارَّةً يكونُ فيها منْ نُضْجِ الفتاةِ ما لا يكونُ في غيرِها مِمَّا لا يُشابِهُ خصائصَها وأعرافَ ساكِنِيهَا، وقدْ نُقِلَ عن الإمامِ الشافعيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ أنَّهُ لَقِيَ جَدَّةً ولها من العُمْرِ واحدٌ وعِشرونَ عامًا.
[5] يعْنِي منْ مَقْدِمِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المدينةَ.
[6] انْظُرْ (صحيحَ البخاريِّ) (3894)، و(مسلمٍ) (2438)، و(فتحَ البارِي) (7 / 107، 224)، و(السِّيَرَ) (2/ 135).
[7] انظُرْ: (صحيحَ البخاريِّ) (5122).
[8] روى أبو داودَ (2283)، والنَّسائيُّ (6/213)، وابنُ مَاجَهْ (2016)، أنَّ رسولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَلَّقَ حَفْصَةَ ثمَّ رَاجَعَها. وصَحَّحَهُ الشيخُ الألبانيُّ.
[9] أَخْرَجَهُ ابنُ سَعدٍ (8/84)، والحاكمُ (4/15)، وانْظُرْ: (مَجمَعَ الزوائدِ) (9/ 245).
[10] أَوْرَدَهُ الهَيْثَمِيُّ في (الْمَجْمَعِ) (9/ 244)، وعَزَاهُ للطبرانيِّ في الكبيرِ [23/188] وقالَ: فيهِ عمرُو بنُ صالِحٍ الحضرميُّ، لمْ أَعْرِفْهُ، وبَقِيَّةُ رجالِهِ ثِقاتٌ.
[11] أَفريقيَّةُ: اسمٌ للبلادِ الواقعةِ ما بينَ مصرَ والمغربِ، وعامُها هوَ عامُ فَتْحِها. انظُرْ: (مُعْجَمَ البُلدانِ (1/228).
[12] روى أبو داودَ (2107)، والنَّسائيُّ (6/119) بسَنَدٍ صحيحٍ عنْ أُمِّ حَبيبةَ، أنَّ رسولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَزَوَّجَها وهيَ بأرضِ الحبشةِ، زَوَّجَها النجاشي، وأَمْهَرَها أربعةَ آلافٍ، وجَهَّزَها منْ عِنْدِهِ، وبَعَثَ بها معَ شُرَحْبِيلَ ابنِ حَسَنَةَ، ولمْ يَبْعثْ إليها رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بشَيْءٍ، وكان مَهْرُ نسائِهِ أَرْبَعَمائةِ دِرْهَمٍ. هذا لفظُ النَّسائيِّ، وهوَ أَتَمُّ.
[13] انْظُرْ: (سِيَرَ أعلامِ النُّبلاءِ) (2/ 218).
[14] رواهُ البخاريُّ (7420) في التوحيدِ: بابِ وكانَ عَرْشُهُ على الماءِ. قالَ اللَّهُ تعالى: {فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا} [سورة الأحزابِ، جزءٌ من الآيَةِ: 37].
[15] في الْمَصَادِرِ الأُخرى: الطُّفَيْلُ بنُ الحارِثِ.
[16] ولمْ يَمُتْ أحَدٌ منْ أزواجِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حياتِهِ إلَّا هيَ، وخديجةُ قَبْلَها.
[17] المُكَاتَبَةُ والكِتابةُ: إِعتاقُ السَّيِّدِ عَبْدَهُ أوْ أَمَتَهُ على مالٍ في ذِمَّتِهِ يُؤَدِّيهِ مُؤَجَّلًا؛ سُمِّيَ بذلكَ لأنَّ السَّيِّدَ يَكْتُبُ بينَهُ وبينَهُ كتابًا بما اتَّفَقَا عليهِ، وقِيلَ غيرُ ذلكَ. انْظُر (الْمُغْنِيَ) لابنِ قُدامةَ (14/ 441).
[18] انْظُرْ: (مُسْنَدَ الإمامِ أحمدَ) (6/ 277)، (سُننَ أبي دَاوُدَ) (3931)، (فتْحَ البارِي) (7/469).
[19] يُوجَدُ اختلافٌ في سَرْدِ النَّسَبِ بينَ الذي هنا والذي في الْمَصادِرِ الأُخْرَى. في (فتحِ البارِي): صَفِيَّةُ بنتُ حُيَيِّ بنِ أَخْطَبَ بنِ سَعْيَهْ بنِ عامرِ بنِ عُبيدِ بنِ كَعْبٍ، منْ ذُرِّيَّةِ هارونَ بنِ عِمرانَ أخي موسى عليهما السلامُ.
[20] أيْ: قَتَلَهُ جيشُ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وذلكَ في غَزوةِ خَيْبَرٍ.
[21] رَوَى مسلمٌ (1411)، وأبو داودَ (1843)، وابنُ مَاجَهْ (1964) عنْ مَيمونةَ قالتْ: تَزَوَّجَنِي رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ونحنُ حَلالٌ بِسَرِفَ. ورواهُ أحمَدُ (6/333)، والترمذيُّ (845)، والبيهقيُّ (5/66) عنْ يَزيدَ بنِ الأَصَمِّ عنْ مَيمونةَ، أنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَنَى بها حَلالًا، وماتَتْ بسَرِفَ، ودَفَنَاهَا في الظُّلَّةِ التي بَنَى بها فيها.
[22] وقدْ كانَ لِتَزَوُّجِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بهؤلاءِ النساءِ الكريماتِ والأُمَّهاتِ الفاضلاتِ حِكَمٌ عَظيمةٌ ومَقاصِدُ جَليلةٌ ذَكَرَها جَمْعٌ منْ أهلِ العلمِ، وقدْ لَخَّصَها الحافظُ ابنُ حَجَرٍ رَحِمَهُ اللَّهُ في كتابِهِ المَاتِعِ ( فتحِ البارِي) (9/115) في عَشَرَةِ أُمورٍ؛ منها:
1- أنْ يَكْثُرَ مَنْ يُشاهِدُ أحوالَهُ الباطنةَ، فيَنْتَفِيَ عنهُ ما يَظُنُّ بهِ الْمُشْرِكونَ منْ أنَّهُ ساحرٌ أوْ غيرُ ذلكَ.
2- لِتَتَشَرَّفَ بهِ قبائلُ العربِ بِمُصاهَرَتِهِ فيهم.
3- الزيادةُ في تَأَلُّفِهم.
4- الزيادةُ في التكليفِ؛ حيثُ كُلِّفَ أَلَّا يَشْغَلَهُ ما حُبِّبَ إليهِ منهم عن المبالَغَةِ في التبليغِ.
5- لِتَكْثُرَ عشيرتُهُ منْ جِهةِ نسائِهِ، فتَزدادَ أعوانُهُ على مَنْ يُحارِبُهُ.
6- نَقْلُ الأحكامِ الشرعيَّةِ التي لا يَطَّلِعَ عليها الرجالُ؛ لأنَّ أَكثرَ ما يَقَعُ معَ الزوجةِ مِمَّا شأنُهُ أنْ يَخْتَفِيَ مِثْلُهُ.
7- الاطِّلاعُ على مَحاسِنِ أخلاقِهِ الباطنةِ؛ فقدْ تَزَوَّجَ أمَّ حبيبةَ وأبُوها إذْ ذَاكَ يُعَادِيهِ، وصَفِيَّةَ بعدَ أنْ قُتِلَ أَبُوها وعمُّها وزَوْجُها، فلوْ لمْ يكُنْ أَكْمَلَ الْخَلْقِ لنَفَرْنَ منهُ، بل الذي وَقَعَ أنَّهُ كانَ أحبَّ إليهنَّ منْ جميعِ أَهْلِهِنَّ.
8- كفالَتُهُنَّ والقِيامُ بحقُوقِهِنَّ، فعامَّةُ مَنْ تَزَوَّجَ بهنَّ كُنَّ أَرامِلَ مُنقطِعاتٍ فَقَدْنَ الْمُعِيلَ لهنَّ.
[23] انْظُرْ: (تَسميَةَ أزواجِ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأولادِهِ) ص (70 - 80) لأبي عُبَيْدَةَ.
وقالَ الحافظُ ابنُ عبدِ الْبَرِّ رَحِمَهُ اللَّهُ في كتابِهِ (الاستيعابُ في أسماءِ الأصحابِ) (1/90): "وأمَّا اللَّوَاتِي اخْتُلِفَ فيهنَّ مِمَّن ابْتَنَى بها وفَارَقَها، أوْ عَقَدَ عليها ولمْ يَدْخُلْ بها، أوْ خَطَبَها ولمْ يَتِمَّ لهُ العَقْدُ منها، فقد اخْتُلِفَ فيهنَّ وفي أسبابِ فِرَاقِهِنَّ اختلافًا كثيرًا يُوجِبُ التوَقُّفَ عن القَطْعِ بالصِّحَّةِ في واحدةٍ مِنْهُنَّ". اهـ