المـُــقـَـدِّمـَـةُ
انبرى المؤلف رحمه الله في تأليف هذا الكتاب حين لمس إقبال الشباب على تعلم العلم الشرعي، فأراد أن يتعهد طالب العلم في طريقه لطلب العلم ليجنبه التعثر الذي تسببه الانحرافات الفكرية والعقدية والسلوكية والطائفية والحزبية. وأرسى الشيخ رحمه الله قاعدة مفادها أن العلم لا يصل إليه إلا المتحلي بآدابه المتخلي عن آفاته، ولهذا عني العلماء بتأليف مصنفات في هذه الآداب، والشأن هنا في الآداب العامة لمن يسلك طريق التعلم الشرعي.
وهذه الحلية تهذب الطالب وتسلك به الجادة في آداب الطلب وحمل العلم وأدبه مع نفسه ومع مدرسيه ودرسه وزميله وكتابه وثمرة علمه، فالآداب نواقضها آفات، من فاته أدب اقترف المفرط آفة من آفاته، والناس في ذلك مقل ومستكثر، صعودا إلى السنة والوجوب ونزولا إلى الكراهة والتحريم.
وهذه الآداب منها ما يخص عموم المكلفين ومنها ما يخص طالب العلم ومنها ما يعرف ضرورة بالشرع أو بالعرف ويدل عليه عموم الشرع، والمؤلف رحمه الله أراد ضرب المثل ولم يعن الإحاطة بكل هذه الآداب.