تسجيل الحضور اليومي بفوائد علمية مما يدرس في الأسبوع الأول

[هيئة الإشراف]

تسجيل الحضور اليومي بفوائد علمية مما يدرس في
(الأسبوع الأول)

*نأمل من جميع الطلاب الكرام أن يسجلوا حضورهم اليومي هنا بذكر فوائد علمية مما درسوه في ذلك اليوم، وسيبقى هذا الموضوع مفتوحاً إلى صباح يوم الأحد.

[دينا المناديلي]

ما يستفاد من درس الأحد 26 جمادى الأولى 1442ه:


وقد عُلم بالتجربة أن الذي يؤجل طلب العلم إلى حين تحسّن أحواله، وقلّة أشغاله لا يواصل طلب العلم غالبا، وإنما يواصل الطلب من جعل للعلم أولوية تزاحم أشغاله.
وذلك لأن طلب العلم فضيلة محفوفة بالمكاره، وليست مرتعاً سهلاً لضعفاء العزيمة والهمة؛ فمن صبر على المكاره واجتهد في الطلب
ظفر بفضائل العلم وارتفع شأنه بسبب صبره على طلب العلم ابتغاء مرضاة الله، وقد كان العلماء يُبتلون بأمور شديدة فلا تصرفهم عن طلب العلم،
ولا تثني عزائمهم، فرفع الله شأنهم وأعطاهم ما طلبوه بصدق وعزيمة، وقد قال يحيى بن أبي كثير: (العلم لا يستطاع براحة الجسد).

[محمد حجار]

فوائد مقرر الأحد 26 -5-1442 المشتمل على بيان مراحل التكوين العلمي لطالب العلم
1 – ضرورة الإهتمام بمرحلة التأسيس في التكوين العلمي و التركيز في تفاصيلها و اجتناب محاذيرها لأنها الأساس الذي سيبنى عليه صرح العلم و لأني من المبتدئين في طلب العلم
2 – الإهتمام باتخاذ أصل علمي ينمو و يزدهر بالإضافة إليه و تصحيحه و تنقيحه و تهذيبه خلال مسيرة طلب العلم
3 – من الأمور التي يجب أن يهتم بها طالب العلم محاولة الكشف عن قدراته و إمكانياته و ميوله و المجالات التي يبرع فيها لتكون له أساساً في اختيار المنهج الذي سيتبعه في بناءه العلمي مسترشداً في ذلك بسِير العلماء و مناهجهم و أساليبهم

[محمد حجار]

فوائد مقرر الأثنين 27 -5-1442 المشتمل على تفسير سورة الأعلى
1 – من هدي النبي صلى الله عليه و سلم قراءة سورة الأعلى في العيدين و الجمعة و الوتر و قول سبحان ربي الأعلى عند قراءتها
2 – أورد الأشقر معناً لطيفاً في تفسير قوله (سبح اسم ربك الأعلى ) و هو معناً متعلق بحال الذاكر بحيث يكون ذكر اسم الله مصحوباً بحالة من التعظيم و التنزيه و التقدير و لا يكون مصحوباً بحالة من الغفلة و الشرود و السهو عن معاني أسماء الله و صفاته و أفعاله
3 – خَلْقُ الله قائمٌ على كمال الوظيفة و جمال الشكل و من نعم الله على مخلوقاته التي لها شيء من الإختيار هديُه لها لأداء مهمتها وفق ما قدَّر ؛ فقد قدَّر لكل مخلوق وظيفة يؤديها اختياراً أو اضطراراً
4 – المراد بـ ( فلا تنسى ) وجهان مختلفان محتملان الأول أنها خبرية و عليه يكون المعنى أنَّ النبي صلى الله عليه و سلم معصومٌ من نسيان القرأن و الثاني أنها طلبيه و عليه يكون المعنى أنَّه توجيهٌ من الله لنبيه صلى الله عليه و سلم و لأمته بتعاهد القرأن لئلا يُنسى
5 – في قوله تعالى ( و نيسرك لليسرى ) بشارتين من الله جلَّ جلاله لنبيه صلى الله عليه و سلم و لأمته الأولى أنَّ الشرع يسير سهل و الثانية أنَّ المؤمن ميسر لما خلق له
6 – يُؤخذ من قول الله تعالى ( فذكّر إن نفعت الذكرى ) الأدب في نشر العلم فلا يوضع عند غير أهله أو عند من لا يطلبه و يعرف له قدره و خاصة في حالة التكرار كما ذكر الأشقر
7 – الإيمان و الخشية من الله شرط الانتفاع بالقرأن و أما غير المؤمن فلا ينتفع بالقرأن و يكون عليه عمى و هذا المعنى متكرر في كتاب الله
8 – هناك قسم من الكفار و هم الخالدون فيها لا يموتون و لا يحيون فيها و هذا المعنى متكرر في كتاب الله
9 – شروط الفلاح ثلاثة
• التَّزكّي : و هو التخلية و التحلية أو التطهير و التطوير و ذلك بأن يتخلَّى العبد عن كل محظور من محرَّم و مكروه و يتحلَّى بكل مأمور من واجب و مستحب
• ذكرُ اسم الله : و هو توحيد المعرفة و الإثبات و مستلزمات هذا التوحيد و مقتضياته وهذا عمل قلبي و بيان للتزكية بتخصيص جزء منها بالذكر لشرفه
• الصلاة : عموماً و الصلوات الخمس خصوصاً و هذا عمل الجوارح و بيان للتزكية بتخصيص جزء منها بالذكر لشرفه
10 – المراد بـ ( هذا ) في قوله تعالى ( إنَّ هذا لفي الصحف الأولى ) فيه أقوال جميعها متفقة على أنَّ المشار إليه جزء من معاني القرأن و لكن اختلفت هذه الأقوال في تحديد هذا الجزء و أياً كان هذا الجزء فالمعنى المستفاد أنَّ الدين عند الله واحد و هو الإسلام ( بمعنى الإستسلام لله و توحيده بأسمائه و صفاته و أفعاله و أُلوهيته و ما يستتبع ذلك من أمور الإيمان و منها الإيمان باليوم الأخر و أنَّ الأخرة خير من الدنيا ) و إن اختلفت شرائع الرسل

[دينا المناديلي]

ما يستفاد من درس الاثنين ٢٧ جمادى الأولى ١٤٤٢هـ :


* قال السعدي: قال تعالى: ({وَالآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى}
وللآخرةُ خيرٌ من الدنيا في كلِّ وصفٍ مطلوبٍ، وأبقى؛ لكونهَا دارَ خلدٍ وبقاءٍ وصفاءٍ، والدنيا دارُ فناءٍ،
فالمؤمنُ العاقلُ لا يختارُ الأردأ على الأجودِ، ولا يبيعُ لذةَ ساعةٍ، بترحةِ الأبدِ، فحبُّ الدنيا وإيثارُهَا على الآخرةِ رأسُ كلِّ خطيئةٍ).


* وفي الحديث المتفرد به أحمد عن أبي موسى الأشعريّ أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال:
((من أحبّ دنياه أضرّ بآخرته، ومن أحبّ آخرته أضرّ بدنياه، فآثروا ما يبقى على ما يفنى))



* قال الأشقر : قَالَ مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ: لَوْ كَانَتِ الدُّنْيَا مِنْ ذَهَبٍ يَفْنَى، وَالآخِرَةُ مِنْ خَزَفٍ يَبْقَى، لَكَانَ الْوَاجِبُ أَنْ يُؤْثَرَ خَزَفٌ يَبْقَى عَلَى ذَهَبٍ يَفْنَى،
فَكَيْفَ وَالآخِرَةُ منْ ذَهَبٍ يَبْقَى، وَالدُّنْيَا منْ خَزَفٍ يَفْنَى؟!

[هاجر محمد أحمد]

الصدق في الطلب:
من صدق في طلب العلم وفق له، لأنّ الله تعالى هو الذي يعلّم، والعبد إنّما يبذل أسباب التعلّم، وقد قال الله عز وجل: {واتقوا الله ويعلمكم الله}، وقال جلّ ذكره: {فاذكروا الله كما علّمكم ما لم تكونوا تعلمون}، وكان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: «اللهم انفعني بما علمتني، وعلمني ما ينفعني، وارزقني علما تنفعني به» رواه النسائي في الكبرى والحاكم

طالب العلم من الأفضل أن يكون على دراية بالمراحل العلمية التي يمرّ بها ، ويعرف قدراته (قدرة الحفظ ،والفهم) حتى يتمكن من بناء نفسه بناء صحيحاً

الجد والإجتهاد في الطلب:
قال يحيى بن أبي كثير: (العلم لا يستطاع براحة الجسد)

الحذر من العجلة :
ينبغي لطالب العلم أن يحذر من العجلة في هذه المرحلة، وأن لا يسأم من التكرار والمراجعة، لأنّه لا سبيل إلى التأسيس العلمي الجيّد بغير تأنّ وضبط

الحذر من التأجيل والإستجابة للمعوقات في طريق الطلب:
عُلم بالتجربة أن الذي يؤجل طلب العلم إلى حين تحسّن أحواله، وقلّة أشغاله لا يواصل طلب العلم غالبا، وإنما يواصل الطلب من جعل للعلم أولوية تزاحم أشغاله.

[هاجر محمد أحمد]

ذكر الإمام مسلم في مقدمة صحيحه:
أنّ ضبط الصحيح القليل أولى من معالجة الكثير الذي لا يميز صحيحه من سقيمه، وأنّ من عجز عن معرفة القليل الصحيح فلا معنى لاستكثاره مما لا يميّزه.

[هاجر محمد أحمد]

درس يوم الإثنين : تفسير سورة الأعلى من الأية 1-10
{فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى}؛ أَيْ: عِظْ يَا مُحَمَّدُ النَّاسَ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ، وَأَرْشِدْهُمْ إِلَى سُبُلِ الْخَيْرِ، وَاهْدِهِمْ إِلَى شرائعِ الدِّينِ، وَذَلِكَ حَيْثُ نَفَعَتِ الذِّكْرَى، فَأَمَّا مَنْ ذُكِّرَ وَبُيِّنَ لَهُ الْحَقُّ بِجَلاءٍ فَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَأَصَرَّ عَلَى العِصيانِ فَلا حَاجَةَ إِلَى تَذْكِيرِهِ، وَهَذَا فِي تكريرِ الدعوةِ، فَأَمَّا الدُّعَاءُ الأَوَّلُ فَعَامٌّ. من تفسير الأشقر

(10-{سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى}؛ أَيْ: سَيَتَّعِظُ بِوَعْظِكَ مَنْ يَخْشَى اللَّهَ، فَيَزْدَادُ بِالتَّذْكِيرِ خَشْيَةً وَصَلاحاً). من تفسير الأشقر

({ثُمَّ لا يَمُوتُ فِيهَا وَلا يَحْيَى} أي: يعذبُ عذاباً أليماً، منْ غيرِ راحةٍ ولا استراحةٍ، حتى إنهَّمْ يتمنونَ الموتَ فلا يحصلُ لهمْ، كما قالَ تعالى: {لا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا}). من تفسير السعدي

({قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى} أي: قدْ فازَ وربحَ منْ طهَّرَ نفسهُ ونقَّاهَا منَ الشركِ والظلمِ ومساوئِ الأخلاقِ) .من تفسير السعدي
({وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى} أي: اتصفَ بذكرِ اللهِ، وانصبغَ بهِ قلبهُ، فأوجبَ لهُ ذلكَ العملَ بما يرضي اللهَ، خصوصاً الصلاةَ، التي هيَ ميزانُ الإيمانِ، فهذا معنى الآيةِ الكريمةِ).

{وَالآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى}: قَالَ مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ: لَوْ كَانَتِ الدُّنْيَا مِنْ ذَهَبٍ يَفْنَى، وَالآخِرَةُ مِنْ خَزَفٍ يَبْقَى، لَكَانَ الْوَاجِبُ أَنْ يُؤْثَرَ خَزَفٌ يَبْقَى عَلَى ذَهَبٍ يَفْنَى، فَكَيْفَ وَالآخِرَةُ منْ ذَهَبٍ يَبْقَى، وَالدُّنْيَا منْ خَزَفٍ يَفْنَى؟!

{صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى}:تَتَابَعَتْ كُتُبُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنَّ الآخِرَةَ خَيْرٌ وَأَبْقَى مِنَ الدُّنْيَا).من تفسير الأشقر

[محمد حجار]

فوائد مقرر الثلاثاء 28 -5-1442 المشتمل على تفسير سورة الغاشية
الحياة الدنيا لها أجل مسمى ، و ستنتهي لا محالة ، و سنَقْدُمُ على حياة أبدية لا نهاية لها ، و الناس فيها فريقين لا ثالث لهما ، فريقٌ في السعير و وجوههم عاملة ناصبة من شدة و ألوان العذاب ، و فريقٌ في الجنة و وجوههم ناعمة لما يرونه من ألوان النعيم ، فليخْتَر الإنسان لنفسه مكاناً ضمن هذين الفريقين ، و بديهيٌ أنَّ هذا الإختيار ليس بالتحلّي و لا بالتمني و لكن بما وَقَرَ بالقلب و صدقه العمل ؛ و هذه الحقيقة يُوضحها و يُقررها و يُكررها البيان الإلهي في مواضع متعددة من كتاب الله جل و علا و سورة الغاشية أحد هذه المواضع

[دينا المناديلي]

ما يستفاد من درس الثلاثاء 28جمادى الأولى 1442هـ :

ورد في المراد بضريع عدة أقوال:

القول الأول : شجر من نار قاله ابن عباس، وذكره ابن كثير .
القول الثاني: الزقوم قاله سعيد بن جبير، ذكره ابن كثير.
القول الثالث : الحجارة وهو مروي عن سعيد بن جبير، ذكره ابن كثير.
القول الرابع: الشبرق المسمى بذلك إذا كان رطبا في الربيع والمسمى بالضريع إذا كان يبسا في الصيف،
قاله ابن عباس ومجاهد وعكرمة وقتادة وأبو الجوزاء، وذكره ابن كثير والأشقر.
القول الخامس : شر الطعام و أبشعه وأخبثه قاله قتادة ، ذكره ابن كثير.

[هاجر محمد أحمد]

سورة الغاشية :1-16
تذكر بيوم القيامة ومافيه من العذاب للخاسرين والنعيم للفائزين
قال ابن كثير : (لمّا ذكر حال الأشقياء ثنّى بذكر السّعداء؛ فقال: {وجوهٌ يومئذٍ}. أي: يوم القيامة {ناعمةٌ}. أي: يعرف النّعيم فيها، وإنما حصل لها ذلك بسعيها).

قال ابن كثير: ({لا تسمع فيها لاغيةً}. أي: لا يسمع في الجنّة التي هم فيها كلمة لغوٍ، كما قال: {لا يسمعون فيها لغواً إلاّ سلاماً}. وقال: {لا لغوٌ فيها ولا تأثيمٌ}. وقال: {لا يسمعون فيها لغواً ولا تأثيماً إلاّ قيلاً سلاماً سلاماً}).

قال السعدي: ({فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ} وهذا اسم جنس أي: فيهَا العيونُ الجاريةُ التي يفجرونَهَا ويصرفونَها كيفَ شاؤوا وأنَّى أرادوا).

[محمد حجار]

فوائد مقرر الأربعاء 29 -5-1442 المشتمل على تفسير سورة الغاشية و سورة الفجر
1 - توجيهٌ إلهيٌ متكررٌ في غير ما موضع من كتاب الله جل و علا ؛ حريٌ بالعبد أن يأخذ نفسه به ، ألا و هو التفكُّرُ في مخلوقات الله ، لينتفع العبد في دينه فيزداد إيمانه و تعظيمه لله ، و في دنياه فيتعرَّف على هذه المخلوقات و طبيعتها و وظائفها فيُحسنُ استخدامها و الإنتفاع بها
2 – توجيهٌ إلهيٌ أخر مستفاد من سورة الغاشية إلى الرسول صلى الله عليه و سلم و الدعاة من بعده أنهم مبشرين و منذرين و ليسوا مجبرين الناس على الإيمان
3 – يستفاد من القسم الإلهي بمخلوقاته - في سورة الفجر - أمران : أولهما شرف المقسوم به ، و عظمته ، و ما فيه من إعجاز ؛ و هذا يتطلَّلب الإهتمام بالمقسوم به ، و التفكُّر به ، و الوقوف على مواضع شرفه و اعجازه . و الثاني صدق المقسوم عليه ، و أنه حقيقة لا ريب فيها . فالمقسوم به ( الفجر و الليالي العشر و الشفع و الوتر و الليل ) و المقسوم عليه سنة الله في خلقه و هي تدمير و إهلاك العتاة الظالمين الطاغين

[دينا المناديلي]

ما يستفاد من درس الأربعاء ٢٩ جمادى الأولى ١٤٤٢هـ:

*قال تعالى: {إلاّ من تولّى وكفر}
قال ابن كثير: أي: تولّى عن العمل بأركانه وكفر بالحقّ بجنانه ولسانه، وهذه كقوله: {فلا صدّق ولا صلّى ولكن كذّب وتولّى}.
ولهذا قال: {فيعذّبه اللّه العذاب الأكبر}.

[دينا المناديلي]

ما يستفاد من درس الخميس ٣٠ جمادى الأولى ١٤٤٢هـ:

قال تعالى:
{فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ (15) وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ (16) كَلَّا بَل لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ (17)}


قال السعدي:
(فردَّ اللهُ عليهِ هذا الحسبانَ: بقولهِ: {كَلاَّ} أي: ليسَ كلُّ منْ نعَّمْتُهُ في الدنيا فهوَ كريمٌ عليَّ، ولا كلُّ مَنْ قدَرتُ عليهِ رزقهُ فهوَ مهانٌ لديَّ، وإنَّمَا الغنى والفقرُ، والسعةُ والضيقُ ابتلاءٌ منَ اللهِ،
وامتحانٌ يمتحنُ بهِ العبادَ، ليرى مَنْ يقومُ لهُ بالشكرِ والصبرِ، فيثيبُهُ على ذلكَ الثوابَ الجزيلَ، ممنْ ليسَ كذلكَ فينقلهُ إلى العذابِ الوبيلِ.

وأيضاً فإنَّ وقوفَ همّةِ العبدِ عندَ مرادِ نفسهِ فقطْ، منْ ضعفِ الهمةِ، ولهذا لامَهمُ اللهُ على عدمِ اهتمامِهمْ بأحوالِ الخلقِ المحتاجينَ، فقالَ: {كَلاَّ بَل لاَّ تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ} الذي فقدَ أباهُ وكاسبَهُ، واحتاجَ إلى جبرِ خاطرهِ والإحسانِ إليهِ.
فأنتمْ لا تكرمونهُ بلْ تهينونَهُ، وهذا يدلُّ علَى عدمِ الرحمةِ في قلوبكمْ، وعدمِ الرغبةِ في الخيرِ).


وقال الأشقر :
وَلَيْسَ سَعَةُ الدُّنْيَا كَرَامَةً، وَلَيْسَ ضِيقُهَا إِهَانَةً، وَإِنَّمَا الغِنَى اخْتِبَارٌ للغَنِيِّ هَلْ يَشْكُرُ، وَالفَقْرُ اخْتِبَارٌ لَهُ هَلْ يَصْبِرُ.

[محمد حجار]

فوائد مقرر الخميس 1 -6-1442 المشتمل على تفسير سورة الفجر
1 – حقيقة يبينها الله سبحانه لعباده ليستصحبوها فيما يعرض لهم من أقدار الله و هي أنه ليس كل من نعمه الله في الدنيا فهو كريم عليه، ولا كل من قدر عليه رزقه فهو مهان لديه، وإنما الغنى والفقر، والسعة والضيق، ابتلاء من الله، وامتحان يمتحن به العباد، ليرى من يقوم له بالشكر والصبر، فيثيبه على ذلك الثواب الجزيل، ممن ليس كذلك فينقله إلى العذاب الوبيل.
2 – بيان أن الحياة الحياة التي يجب أن يعمل لها اإنسان هي هي حياة الأخرة الأبدية و ليس حيادة الدنيا الفانية

[هاجر محمد أحمد]

درس الخميس :
الغنى والفقر امتحان وابتلاء ..يوم القيامة يتذكر كل انسان ماعمل ،
{يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الإِنْسَانُ}: يَنْدَمُ عَلَى مَا قَدَّمَهُ فِي الدُّنْيَا من الْكُفْرِ وَالْمَعَاصِي، {وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى}؛ أَيْ: وَإِنَّمَا كَانَتْ تَنْفَعُهُ الذِّكْرَى لَوْ تَذَكَّرَ الْحَقَّ قَبْلَ حُضُورِ الْمَوْتِ).
والدار الباقية هي الأخرة
({يَقُولُ} متحسِّراً على ما فرَّطَ في جنبِ اللهِ: {يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي} الدائمةِ الباقيةِ، عملاً صالحاً، كمَا قالَ تعالَى: {يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً (27) يَا وَيْلَتَا لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً}.
وفي الآيةِ دليلٌ على أنَّ الحياةَ التي ينبغي السعيُ في أصلهَا وكمالهَا، وفي تتميمِ لذّاتهَا، هيَ الحياةُ في دارِ القرارِ، فإنَّهَا دارُ الخلدِ والبقاءِ).ذكره السعدي