الدرس السادس: علماء مكة المكرمة في القرون الفاضلة [ طبقة التابعين ]

[عبد العزيز الداخل]

الدرس السادس: علماء مكة المكرمة في القرون الفاضلة
طبقة التابعين

عناصر الدرس
● علماء مكة من طبقة التابعين.
1: سليمان بن قيس اليشكري (ت:73هـ تقريباً)
2: عبيد بن عمير بن قتادة الليثي(ت:74هـ)
3: عباد بن عبد الله بن الزبير بن العوام الأسدي(ت: 85هـ تقريباً )
4: كريب بن أبي مسلم المكي(ت:98هـ)
5: مقسم المكي صاحب ابن عباس (ت:101هـ)
6: مجاهد بن جبر المكي(ت:102هـ)
7: عكرمة مولى ابن عباس(ت:104هـ)
8: الحسن بن مسلم بن يناق المكي(ت:105هـ تقريباً)
9: طاووس بن كيسان اليماني(ت:106هـ)
10: يوسف بن ماهك المكي(ت:113هـ)
11: عطاء بن أبي رباح المكي(ت:114هـ)
12: أبو سفيان طلحة بن نافع المكي القرشي (ت: 115هـ تقريباً)
13: عكرمة بن خالد بن سعيد بن العاص بن هشام بن المغيرة المخزومي(ت:116هـ)
14: عبد الله بن عبيد الله بن عبد الله بن أبى مليكة التيمي القرشي(ت:117هـ)
15: عبد الرحمن بن سابط الجمحي(ت:118هـ)
16: قيس بن سعد الحبشي(ت:119هـ)
17: عبد الله بن كثير الداري المكي(ت:120هـ)
18: محمد بن عبد الرحمن بن محيصن السهمي(ت:123هـ)
19: القاسم بن أبي بزة نافع المكي (ت:124هـ)
20: عمرو بن دينار المكي الأثرم(ت:126هـ)
21: أبو الزبير مسلم بن تدرس المكي(ت:128ه)
22: أبو صفوان حميد بن قيس الأعرج المكي(ت:130هـ تقريباً)
23: عبد الله بن أبي نجيح المكي (ت: 131هـ)
24: أيوب بن موسى بن عمرو الأشدق الأموي(ت:133هـ)
25: شبل بن عباد المكي (ت: 160هـ تقريباً )

[عبد العزيز الداخل]

الطبقة الثانية: علماء مكة من التابعين رحمهم الله

1: سليمان بن قيس اليشكري (ت:73هـ تقريباً)
أصله من البصرة، جاور بمكة سنة جاور جابر بن عبد الله، وكتب عنه صحيفة، ثم مات في زمن ابن الزبير قبل جابر بن عبد الله، وبقيت الصحيفة عند أمّه وقيل امرأته، فقرئت على حُجاج من أهل البصرة وفيهم قتادة فحفظها.
وممن حضر معه السماع من جابر أبو الزبير وأبو سفيان والشعبي؛ فكان من هؤلاء من يروي من حفظه، ومنهم من إذا وهم في الشيء رجع إلى صحيفة سليمان.

[عبد العزيز الداخل]

25: شبل بن عباد المكي (ت: 160هـ تقريباً )
ولد سنة 70هـ، وحدّث عن أبي الطفيل عامر بن واثلة الكناني رضي الله عنه، وقرأ على ابن كثير المكي، وتصدر للإقراء بمكة بعده، وعرض على ابن محيصن، وهو أحد رواة تفسير ابن أبي نجيح عن مجاهد.
اختلف في تاريخ وفاته، ورجّح الذهبي أنه بقي على قريب سنة ستين ومائة.

[عبد العزيز الداخل]

2: عبيد بن عمير بن قتادة الليثي(ت:74هـ)
العابد الواعظ، والمفسّر الفقيه.
روى عن عمر وابنه وعائشة وأبي ذر وابن الزبير وغيرهم.
وروى عنه: ابنه عبد الله، ومجاهد، وعطاء بن أبي رباح، وعمرو بن دينار، وعطاء بن السائب، وأبو الزبير المكي، وعبد العزيز بن رفيع، ويسار والد عبد الله بن أبي نجيح، وغيرهم.
- قال مسلم بن الحجاج: (ولد في زمان النبي صلى الله عليه وسلم).
وهو أوّل من قصّ بمكة، زمن عمر بن الخطاب، وبقي يقصّ إلى زمن ابن الزبير، وكان ابن عمر يحضر بعض مجالسه.
- وقال عفان بن مسلم: حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، قال: (أول من قصَّ عبيد بن عمير على عهدِ عمر بن الخطاب). رواه ابن سعد وابن أبي خيثمة.
قلت: هذا محمول على أنه أوّل من قصّ بمكة، وأما بالمدينة فأول من قصّ تميم الداري رضي الله عنه.
- وقال علي بن أبي ستارة: حدثنا ثابت قال: (كان عبيد بن عمير الليثي يقصّ في المسجد الحرام، ويقعد فيما بين زمزم والحجر). رواه ابن أبي خيثمة.
- وقال عطاء بن أبي رباح: دخلت أنا وعبيد بن عمير على عائشة؛ فقالت: من هذا؟
فقال: أنا عبيد بن عمير
قالت: قاصّ أهل مكة؟
قال: نعم.
قالت «خفّف فإن الذكر ثقيل» رواه ابن سعد.
- وقال مجاهد بن جبر: كان عبيد بن عمير قاصّا لابن الزبير، فنام نومة الضحى، فقال له ابن الزبير: ما أبطأك؟
قال: نمت هذه النومة.
قال: (أما علمت أن الأرض تعج إلى ربها من نومة العلماء؟). رواه ابن أبي خيثمة.

[عبد العزيز الداخل]

3: عباد بن عبد الله بن الزبير بن العوام الأسدي(ت: 85هـ تقريباً )
كان قاضي مكة في زمان أبيه، وكان يستخلفه على مكة إذا حجّ، له أقوال في كتب التفسير المسندة أكثرها من رواية ابنه يحيى.
ولابن إسحاق نسخة طويلة عن يحيى بن عباد عن أبيه في التفسير والمغازي.

[عبد العزيز الداخل]

4: كريب بن أبي مسلم المكي(ت:98هـ)
مولى ابن عباس روى عنه وعن زيد بن ثابت وعائشة وغيرهم، وكانت عنده كتب ابن عباس، حمل بعير.

[عبد العزيز الداخل]

5: مقسم المكي صاحب ابن عباس (ت:101هـ)
- قال ابن سعد: (وهو مولى عبد الله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب ويكنى أبا القاسم وكان قد لزم ابن عباس وروى عنه، فبعض الناس يقول: مولى ابن عباس للزومه له، ولخدمته إياه وإنما هو مولى عبد الله بن الحارث).

[عبد العزيز الداخل]

6: مجاهد بن جبر المكي(ت:102هـ)
مولى قيس بن السائب المخزومي، وهو قارئ مفسّر فقيه، مولده في خلافة عمر، لازم ابن عباس وابن عمر، وروى عن جماعة من الصحابة، وطوّف في البلدان ثم تصدر للإقراء والتفسير بمكة زمناً طويلاً، ومات بالمسجد الحرام سنة 102هـ وهو ساجد خلف المقام.

[عبد العزيز الداخل]

7: عكرمة مولى ابن عباس(ت:104هـ)
مولده في أول خلافة عثمان نحو عام 25 للهجرة.
- قال يزيد بن زريع: (كان عكرمة بربرياً للحصين بن أبي الحرّ العنبري، فوهبه لابن عباس حين ولي البصرة). رواه ابن عدي في الكامل.
وكانت ولاية ابن عباس للبصرة في خلافة عليّ بن أبي طالب؛ وبقي عكرمة ملازماً لابن عباس يخدمه ويتعلم منه إلى أن توفي ابن عباس وهو في الرقّ، فتكون مدّة مكثه عند ابن عباس نحو ثلاثين عاماً، استفاد فيها علماً غزيراً مما سمعه من ابن عباس وغيره.
وروى: عن الحسن بن علي، وأبي هريرة، وجابر بن عبد الله، وابن عمر وغيرهم، وأرسل عن أبي بكر وعليّ وسعد بن أبي وقاص، واختلف في سماعه من عائشة.
وكان حافظاً فَهِماً، ولما رأى منه ابن عباس النجابة والحفظ ألزمه تعلّم القرآن والأحكام.
- قال أيوب السختياني: قال عكرمة: (إني لأخرج إلى السوق فأسمع الرجل يتكلم بالكلمة فينفتح لي خمسون باباً من العلم). رواه ابن سعد.
- وقال مغيرة بن مقسم: قيل لسعيد بن جبير: تعلم أحدا أعلم منك؟ قال: (نعم؛ عكرمة). رواه ابن أبي خيثمة.
وعكرمة زوج أمّ سعيد بن جبير.
طوّف عكرمة في البلدان بعد موت ابن عباس؛ فرحل إلى العراق وخراسان ومصر وإفريقية واليمن ومات متخفياً في المدينة عند داوود بن الحصين، وكان داوود ينتحل مذهب الشُّراة من الخوارج.
وقد اتّهم بعض العلماء عكرمةَ بأنه يرى رأي الخوارج، وقد برَّأه جماعة من الأئمة من هذه التهمة.

[عبد العزيز الداخل]

8: الحسن بن مسلم بن يناق المكي(ت:105هـ تقريباً)
روى عن صفية بنت شيبة العبدرية رضي الله عنها.
وروى عن طاووس بن كيسان وكان من خاصة أصحابه وأرفعهم شأناً عنده، وكان يحدّث عنه بحضرته، ومات قبله.
وروى عن عبيد بن عمير، وسعيد بن جبير، ومجاهد، وغيرهم.
وروى عنه: ابن جريج، وسليمان التيمي، وعمرو بن مرة.
- قال الذهبي: (وقد بقي أبوه حتى سمع منه شعبة).

[عبد العزيز الداخل]

9: طاووس بن كيسان اليماني(ت:106هـ)
من كبار أصحاب ابن عباس، أقام بمكة زمناً ثم انتقل إلى اليمن.

[عبد العزيز الداخل]

10: يوسف بن ماهك المكي(ت:113هـ)
أصله من فارس، ونزل مكة، وكان من خيار التابعين وفقهائهم.
- قال أبو الوليد الطيالسي: حدثنا أبو عوانة، عن أبي بشر، عن يوسف بن ماهك قال: (انطلقت مع ابن عمر إلى عبيد بن عمير وهو يقص على أصحابه , فنظرت إلى ابن عمر , فإذا عيناه تهراقان). رواه ابن سعد.
- وقال ابن جريج: قلت لعطاء: هذا يوسف بن ماهك يتمنى الموت فعاب ذلك وقال: «ما يدريه على أي شيء هو منه» رواه ابن سعد.

[عبد العزيز الداخل]

11: عطاء بن أبي رباح المكي(ت:114هـ)
الفقيه المفسّر، شيخ أهل مكة في زمانه، أصله من الحبشة وقيل من النوبة، ومولده باليمن، ونشأ بمكة، ذكر أنه كان يبيت في المسجد الحرام عشرين سنة، وكان من أحسن الناس صلاة، لازم ابن عباس وأخذ عن ابن الزبير وجابر وعبد الله بن عمر وغيرهم، وتصدر للإفتاء في المناسك مدة طويلة.

[عبد العزيز الداخل]

12: أبو سفيان طلحة بن نافع المكي القرشي (ت: 115هـ تقريباً)
من رواة الآثار ونقلة التفسير، روى عن جابر وأنس وابن عباس وعبيد بن عمير.
وكان جاراً لجابر بن عبد الله ستة أشهر لما جاور بمكة، وله عنه صحيفة، وهي الصحيفة التي كتبها سليمان بن قيس اليشكري.
- قال ابن عيينة: (حديث أبي سفيان عن جابر إنما هي صحيفة) رواه ابن أبي حاتم.
- قال أحمد بن حنبل والنسائي: لا بأس به، وليّنه يحيى بن معين.

[عبد العزيز الداخل]

13: عكرمة بن خالد بن سعيد بن العاص بن هشام بن المغيرة المخزومي(ت:116هـ)
من قراء مكة وأعيانها، جدّه سعيد معدود من الصحابة، وعمّه خالد بن العاص أمير مكة في آخر خلافة عمر بن الخطاب.
قرأ عكرمة القرآن على ابن عباس عرضاً، وعرض عليه أبو عمرو بن العلاء وغيره.
وروى عن أبي هريرة، وابن عمر، وسعيد بن جبير.
وروى عنه: ابن جريج، وعبد الله بن طاوس، وقتادة، وحنظلة بن أبي سفيان، وغيرهم.

[عبد العزيز الداخل]

14: عبد الله بن عبيد الله بن عبد الله بن أبى مليكة التيمي القرشي(ت:117هـ)
وأبو مليكة اسمه زهير له صحبة، وهو ابن عبد الله بن جدعان التيمي، من رهط أبي بكر الصديق، وكان عبد الله قارئاً عالماً فاضلاً، ولاه ابن الزبير قضاء الطائف، فكان يسائل ابن عباس ويكاتبه، وكان يصلى بالناس التراويح في المسجد الحرام من بعد وفاة عبد الله بن السائب المخزومي رضي الله عنه إلى زمان عمر بن عبد العزيز، وذلك نحو 35 سنة.
وهو القائل: (أدركت ثلاثين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كلّهم يخاف النفاق على نفسه).

[عبد العزيز الداخل]

15: عبد الرحمن بن سابط الجمحي(ت:118هـ)
روى عن أبيه وله صحبة، وعن عائشة وجابر وأبي أمامة، وكان من الفقهاء بمكة.

[عبد العزيز الداخل]

16: قيس بن سعد الحبشي(ت:119هـ)
مولى نافع بن علقمة، من الفقهاء، خلف عطاء بن أبي رباح في الفتوى.

[عبد العزيز الداخل]

17: عبد الله بن كثير الداري المكي(ت:120هـ)
مولى علقمة بن عمرو الكناني، أحد القراء السبعة، وإمام أهل مكة في القراءة، وكان فصيحاً بليغاً مفوهاً، أصله فارسي، من أبناء الفرس الذين بعثهم كسرى إلى اليمن، وكان عطاراً.
قرأ على عبد الله بن السائب المخزومي، ومجاهد، ودرباس مولى ابن عباس.
وقرأ عليه: شبل بن عباد، وأبو عمرو بن العلاء، ومعروف بن مشكان، وإسماعيل ابن قسطنطين، وابن جريج، وحماد بن سلمة وغيرهم.

[عبد العزيز الداخل]

18: محمد بن عبد الرحمن بن محيصن السهمي(ت:123هـ)
من أئمة القرّاء بمكة، اختلف في اسمه على أقوال: محمد بن عبد الرحمن، وعمر بن عبد الرحمن، وعبد الرحمن بن محمد، ومحمد بن عبد الله، وقال مصعب الزبيري: هو عبد الرحمن بن محيصن بن أبي وداعة.
قرأ على سعيد بن جبير ومجاهد ودرباس مولى ابن عباس
وقرأ عليه: شبل بن عباد وأبو عمر بن العلاء، وعيسى بن عمر.

[عبد العزيز الداخل]

19: القاسم بن أبي بزة نافع المكي (ت:124هـ)
مولى عبد الله بن السائب المخزومي مقرئ أهل مكة، روى عن أبي الطفيل رضي الله عنه، وعن سعيد بن جبير ومجاهد، وأملى عليه مجاهد كتاباً في التفسير، وهو جدّ البزّي القارئ الراوي عن ابن كثير.

[عبد العزيز الداخل]

20: عمرو بن دينار المكي الأثرم(ت:126هـ)
عالم أهل مكة، أصله من الفرس، وهو مولى من أبناء موالي باذان عامل كسرى على اليمن، ولد سنة 46هـ، وهو خال عثمان بن الأسود بن موسى ابن باذان.
كان أحد أوعية العلم، حافظاً واعياً فقيهاً ثبتاً في الرواية، سمع ابن عباس وابن عمر وابن الزبير وجابر وغيرهم، وتصدّر في مكة زمناً طويلاً.
- قال سفيان بن عيينة: (كان عمرو قد جزأ الليل ثلاثة أجزاء؛ ثلثا ينام، وثلثا يدرس حديثه، وثلثا يصلي، ما كان أثبته!).

[عبد العزيز الداخل]

21: أبو الزبير مسلم بن تدرس المكي(ت:128ه)
مولى حكيم بن حزام، روى عن ابن عباس وعائشة وابن عمر، وكان حافظاً لكنه ربما وهم في الشيء فرجع إلى كتاب سليمان أو غيره فرواه كما في الكتاب، ولذلك تُكلّم في ضبطه.
وقد روى له مسلم مقروناً، وطعن عليه شعبة، ووثقه يحيى بن معين، وقال أحمد في رواية: لا بأس به، وقال الشافعي: أبو الزبير يحتاج إلى دعامة.

[عبد العزيز الداخل]

22: أبو صفوان حميد بن قيس الأعرج المكي(ت:130هـ تقريباً)
مولى بني أسد بن عبد العزى، وكان مقرئ أهل مكة في زمانه، عالماً بالفرائض، لكنه ليس بقويّ في الحديث، وهو من شيوخ مالك بن أنس.
- قال ابن عيينة: (لم يكن بمكة أحد أقرأ من حميد، وعبد الله بن كثير).
ولحُميد أخ يقال له سندل، واسمه عمر، ضعيف الحديث جداً، ولهما روايات في كتب التفسير المسندة.

[عبد العزيز الداخل]

23: عبد الله بن أبي نجيح المكي (ت: 131هـ)
مولى آل الأخنس بن شريق الثقفي، مفتي أهل مكة بعد عمرو بن دينار، كان قارئاً فقيهاً موثقاً في الحديث، وهو من أشهر رواة التفسير عن مجاهد.
جالس عمرو بن عبيد المعتزلي بأخرة، وعنه أخذ القول بالقدر، وكان يظنه قول الحسن البصري، فكان يدعو إليه.