حسن الصياغة للشيخ: محمد ياسين بن عيسى الفاداني
فمِن دواعي الذكْرِ(1):
زيادةُ التقريرِ(2) و(3) الإيضاحِ(4)، نحوُ(5):}أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ{(6).
والتسجيلُ على السامعِ(7) حتى لا يَتأتَّى له الإنكارُ, كما إذا قالَ الحاكمُ لشاهدٍ(8): هل أَقَرَّ زيدٌ هذا(9) بأنَّ عليه(10) كذا؟ فيقولُ الشاهدُ: نعم، زيدٌ هذا أَقرَّ بأنَّ عليه(11) كذا(12).
____________________
قال محمد ياسين بن عيسى الفاداني:
(1) (فمن دواعي الذكْرِ) أي: ذكْرِ المسنَدِ أو المسنَدِ إليه أو متعلَّقاتِهما.
(2) (زيادةُ التقريرِ) أي: التثبيتُ في نفسِ السامعِ.
(3) (و) زيادةُ
(4) (الإيضاحِ) أي: الانكشافِ لفَهْمِ السامعِ. ويُؤخذُ من هنا أنَّ التقريرَ والإيضاحَ حاصلان عندَ الحذفِ, وهو كذلك لوجودِ القرينةِ المعيِّنَةِ للمحذوفِ وعندَ الذكْرِ يَزدادان؛ لأنَّ الدَّلالةَ اللفظيَّةَ اجتَمعتْ مع القرينةِ المعيِّنةِ.
(5) (نحوُ) قولِه تعالى
(6) ({ أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}) فذَكَرَ المسنَدَ إليه, أَعْني اسْمَ الإشارةِ الثانىَ, ولم يَجعلْ هم المفلحون خبراً عن اسمِ الإشارةِ الأوَّلِ بطريقِ العطفِ لأجْلِ زيادةِ التقريرِ والإيضاحِ في إفادةِ اختصاصِهم بكلِّ واحدٍ من الفلاحِ في الآجِلِ والهُدَى في العاجلِ مميِّزاً لهم عمَّا عداهم، ولو حُذِفَ لاحتَمَلَ اختصاصَهم بالمجموعِ فلا يكونُ المميَّزُ كلَّ واحدٍ فيَفوتَ المعنى المقصودُ الذي أفاده الذكْرُ.
(7) (والتسجيلُ على السامعِ) أي: كتابةُ الحُكْمِ عليه بينَ يدَيِ الحاكِمِ.
(8) (حتى لا يَتأتَّى له الإنكارُ كما إذا قال الحاكمُ لشاهِدٍ) أي: لشاهِدِ واقعةٍ.
(9) (هل أقَرَّ زيدٌ هذا) على نفسِه.
(10) (بأنَّ عليه) أي: على نفسِه.
(11) (كذا؟ فيقولُ الشاهِدُ: نعمْ، زيدٌ هذا أقَرَّ بأنَّ عليه) أي: على نفسِه.
(12) (كذا) فذكَرَ المتكلِّمُ الشاهدُ المسنَدَ إليه, وهو زيدٌ؛ لئلاَّ يَجِدَ السامعُ المشهودُ عليه سبيلاً للإنكارِ بأن يقولَ للحاكمِ عندَ التسجيلِ: إنما فَهِمَ الشاهدُ أنك أشَرْتَ إلى غيرى فأجابَ, ولذلك لم أُنكِرْ, ولم أَطلُب الإعذارَ فيه.