دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 19 ربيع الأول 1445هـ/3-10-2023م, 10:21 PM
هيئة الإشراف هيئة الإشراف متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,809
افتراضي مجلس مذاكرة القسم العاشر من تفسير سورة النساء

مجلس مذاكرة القسم العاشر من تفسير سورة النساء
(من الآية 116 إلى الآية 130)


أجب عن مجموعة واحدة مما يلي:

المجموعة الأولى:
س1. بيّن دلالة الصيغة الصرفية لكلمة {مَريدًا} من قول الله تعالى: {وَإِن يَدْعُونَ إِلاَّ شَيْطَانًا مَّرِيدًا}.
س2: ما معنى: {وترغبون أن تَنكحوهنَّ} في قول الله تعالى: {وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاء قُلِ اللّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَمَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ فِي يَتَامَى النِّسَاء الَّلاتِي لاَ تُؤْتُونَهُنَّ مَا كُتِبَ لَهُنَّ وَتَرْغَبُونَ أَن تَنكِحُوهُنَّ}؟
س3. بين معنى الشرط والمسائل المتعلقة به في قول الله تعالى: {من يعمل سوءًا يُجز به وَلاَ يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللّهِ وَلِيًّا وَلاَ نَصِيرًا}.
س4. بيّن معنى الاستفهام والمسائل المتعلقة به في قول الله تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله وَهُوَ مُحْسِنٌ واتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا}.
س5: بيّن الفوائد السلوكية من قول الله تعالى: { يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورً}، مع بيان وجه الدلالة عليها.


المجموعة الثانية:

س1. بيّن دلالة الصيغة الصرفية لكلمة {محيصًا} من قول الله تعالى: {أُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَلاَ يَجِدُونَ عَنْهَا مَحِيصًا}.
س2. بيّن المراد بـ {ما كُتِبَ لَهُنَّ} في قول الله تعالى: {{وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاء قُلِ اللّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَمَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ فِي يَتَامَى النِّسَاء الَّلاتِي لاَ تُؤْتُونَهُنَّ مَا كُتِبَ لَهُنَّ وَتَرْغَبُونَ أَن تَنكِحُوهُنّ}.
س3. بين معنى الشرط والمسائل المتعلقة به في قول الله تعالى:{وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِهِ عَلِيمًا}.
س4. بيّن معنى الاستفهام والمسائل المتعلقة به في قول الله تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله وَهُوَ مُحْسِنٌ واتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا}.

س5: بيّن الفوائد السلوكية من قول الله تعالى: {وَأُحْضِرَتِ الأَنفُسُ الشُّحَّ وَإِن تُحْسِنُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا}، مع بيان وجه الدلالة عليها.


تنبيهات:
- دراسة تفسير سورة النساء ستكون من خلال مجالس المذاكرة، وليست مقررة للاختبار.
- مجالس المذاكرة تهدف إلى تطبيق المهارات التي تعلمها الطالب سابقا؛ المهارات المتقدمة في التفسير، أصول التفسير البياني، أصول تدبر القرآن.
- لا يقتصر بحث المسائل على التفاسير الثلاثة الموجودة في الدروس.
- يوصى بالاستفادة من التفاسير الموجودة في جمهرة العلوم، وللطالب أن يستزيد من غيرها من التفاسير التي يحتاجها.


وفقكم الله

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 3 ربيع الثاني 1445هـ/17-10-2023م, 08:34 PM
صلاح الدين محمد صلاح الدين محمد غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 1,868
افتراضي

مجلس مذاكرة القسم العاشر من تفسير سورة النساء (من الآية 116 إلى الآية 130)
المجموعة الثانية:
س1. بيّن دلالة الصيغة الصرفية لكلمة {محيصًا} من قول الله تعالى: {أُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَلاَ يَجِدُونَ عَنْهَا مَحِيصًا}.
تدل الصيغة الصرفية لكلمة "محيصا" إما على اسم المكان, وإما على المصدر, وهو من حاص يحيص.
والمراد بها: الملجأ والمنجا, والمخلص والمهرب.
والمعنى: أن الذين اتخذوا الشياطين أولياء, حينما يدخلون جهنم لا يجدون عنها مهربا أو محيدا أو مهربا.
قال ابن عاشور: والمَحِيصُ: المَراغُ والمَلْجَأُ، مِن حاصَ إذا نَفَرَ وراغَ، وفي حَدِيثِ هِرَقْلَ فَحاصُوا حَيْصَةَ حُمُرِ الوَحْشِ إلى الأبْوابِ. وقالَ جَعْفَرُ بْنُ عُلْبَةَ الحارِثِيُّ:
ولَمْ نَدْرِ إنْ حِصْنا مِنَ المَوْتِ حَيْصَةً ∗∗∗ كَمِ العُمْرُ باقٍ والمَدى مُتَطاوِلُ
رُوِيَ: حِصْنا وحَيْصَةً - بِالحاءِ والصّادِ المُهْمَلَتَيْنِ - ويُقالُ: جاضَ أيْضًا بِالجِيمِ والضّادِ المُعْجَمَةِ، وبِهِما رُوِيَ بَيْتُ جَعْفَرٍ أيْضًا.
وقال السمين الحلبي: والمحيصُ: اسمُ مصدر من حاصَ يَحِيص إذا خَلَص ونَجا، وقيل: هو الزَّوَغَان بنُفُور، ومنه قولُه:
ولم نَدْرِ إنْ حِصْناً من الموت حَيْصَةً ... كم العمرُ باقٍ والمَدَى مُتَطاوِلُ
ويروي: «جِضْنا» بالجيم والضاد المعجمة، ومنه: «وقعوا في حَيْصَ بَيْصَ» وحاصَ باصَ، أي: وقعوا في أمرٍ يَعْسَرُ التخلُّص منه، ويقال: مَحِيص ومَحاص قال:
أتَحِيصُ من حُكْمِ المَنِيَّةِ جاهداً ... ما للرجال عن المَنونِ مَحاصُ
ويقال: حاصَ يَحُوص حَوْصاُ وحِياصاً أي: زَايَل المكانَ الذي كان فهي، والحَوْصُ: ضيق مؤخر العين ومنه الأحْوَصُ.
وقال صديق حسن خان: (ولا يجدون عنها محيصاً) أي معدلاً من حاص يحييص، وقيل منجًى ومخلصاً ومحيداً ومهرباً وقيل الحيص هو الروغان بنفور والمحيص اسم مكان أو مصدر.
وقال الألوسي: ﴿جَهَنَّمُ ولا يَجِدُونَ عَنْها مَحِيصًا﴾ أيْ مَعْدَلًا ومَهْرَبًا، وهو اسْمُ مَكانٍ، أوْ مَصْدَرٌ مِيمِيٌّ مِن حاصَ يَحِيصُ إذا عَدَلَ ووَلّى، ويُقالُ: مَحِيصٌ ومَحاصٌ، وأصْلُ مَعْناهُ - كَما قِيلَ – الرَّوَغانُ، ومِنهُ: وقَعُوا في حَيْصَ بَيْصَ، وحاصَ باصَ، أيْ: في أمْرٍ يَعْسُرُ التَّخَلُّصُ مِنهُ، ويُقالُ: حاصَ يَحُوصُ أيْضًا، وحَوْصًا وحِياصًا، و(عَنْها) مُتَعَلِّقٌ بِمَحْذُوفٍ وقَعَ حالًا مِن (مَحِيصًا).
س2. بيّن المراد بـ {ما كُتِبَ لَهُنَّ} في قول الله تعالى: {{وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاء قُلِ اللّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَمَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ فِي يَتَامَى النِّسَاء الَّلاتِي لاَ تُؤْتُونَهُنَّ مَا كُتِبَ لَهُنَّ وَتَرْغَبُونَ أَن تَنكِحُوهُنّ}.
ذكر في المراد بــ (ما كتب لهن) أقوال:
الأول: الميراث. وهو قول ابن عباس, ومجاهد, وأبي مالك.
  • قول ابن عباس أخرجه ابن جرير في تفسيره عنه, قال: كانت اليتيمة تكون في حجر الرجل فيرغب أن ينكجها ولا يعطيها مالها رجاء أن تموت فيرثها وإن مات لها حميم لم تعط من الميراث شيئا وكان ذلك في الجاهلية فبين الله لهم ذلك.
  • قول مجاهد أخرجه عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن مجاهد في الآية قال: كان أهل الجاهلية لا يورثون النساء ولا الصبيان شيئا كانوا يقولون: لا يغزون ولا يغنمون خيرا ففرض الله لهن الميراث حقا واجبا.
  • قول أبي مالك أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره عن السّدّيّ، عن أبي مالكٍ قوله: لا تؤتونهنّ ما كتب لهنّ قال: الميراث.
الثاني: المهر. وهو رواية عائشة رضي الله عنها. ذكره ابن عطية, والواحدي.
- رواية عائشة رضي الله عنها أخرجه البخاري، ومسلم ، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن عائشة -من طريق عروة- قالت: ثم إنّ الناس استفتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد هذه الآية فيهن؛ فأنزل الله: ﴿ويستفتونك في النساء قل الله يفتيكم فيهن وما يتلى عليكم في الكتاب في يتامى النساء﴾. قالت: والذي ذكر الله أنه يتلى عليكم في الكتاب الآية الأولى التي قال الله: ﴿وإن خفتم أن لا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء﴾ [النساء:٣]. قالت: وقول الله: ﴿وترغبون أن تنكحوهن﴾: رغبة أحدكم عن يتيمته التي تكون في حجره حين تكون قليلة المال والجمال، فنهوا أن ينكحوا ما رغبوا في مالها وجمالها من يتامى النساء إلا بالقسط، من أجل رغبتهم عنهن
الدراسة:
اختلف أهل العلم في المراد ب (ما كتب لهن), فمنهم من قال أنه الميراث, واستدل على ذلك بسبب نزول الآية فيما رواه البخاري عن عائشة في هذه الآية قالت: هو الرجل تكون عنده اليتيمة هو وليها ووارثها قد شركته في مالها حتى في العذق فيرغب أن ينكحها ويكره أن يزوجها رجلا فيشركه في مالها فيعضلها، فنزلت, وما أخرجه ابن أبي حاتم عن السدي: كان لجابر بنت عم دميمة ولها مال ورثته عن أبيها، وكان جابر يرغب عن نكاحها ولا ينكحها خشية أن يذهب الزوج بمالها، فسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك فنزلت.
قال الواحدي: وهذا على قول من يقول: نزلت الآية في ميراث اليتامى والصغار.
ورجحه ابن جرير مستدلا بسياق الآيات ورد القول بأنه الصداق, فقال: وأولى هذه الأقوال الّتي ذكرنا عمّن ذكرناها عنه بالصّواب وأشبهها بظاهر التّنزيل قول من قال: معنى قوله: {وما يتلى عليكم في الكتاب} وما يتلى عليكم من آيات الفرائض في أوّل هذه السّورة وآخرها. وإنّما قلنا ذلك أولى بالصّواب، لأنّ الصّداق ليس ممّا كتب للنّساء إلاّ بالنّكاح، فما لم تنكح فلا صداق لها قبل أحدٍ، وإذا لم يكن ذلك لها قبل أحدٍ لم يكن ممّا كتب لها، وإذا لم يكن ممّا كتب لها، لم يكن لقول قائلٍ: عنى بقوله: {وما يتلى عليكم في الكتاب} الإقساط في صدقات يتامى النّساء وجهٌ، لأنّ اللّه قال في سياق الآية مبيّنًا عن الفتيا الّتي وعدنا أن يفتيناها في يتامى النّساء اللاّتي لا تؤتونهنّ ما كتب لهنّ، فأخبر أنّ بعض الّذي يفتينا فيه من أمر النّساء أمر اليتيمة المحول بينها وبين ما كتب اللّه لها، والصّداق قبل عقد النّكاح ليس ممّا كتب اللّه لها على أحدٍ، فكان معلومًا بذلك أنّ الّتي عني بهذه الآية هي الّتي قد حيل بينها وبين الّذي كتب لها ممّا يتلى علينا في كتاب اللّه أمره فإذا كان ذلك كذلك، كان معلومًا أنّ ذلك هو الميراث الّذي فرضه اللّه لهنّ في كتابه.
ورجح ابن عطية أن المراد هو الصداق فقال: مَعْناهُ النَهْيُ عَمّا كانَتِ العَرَبُ تَفْعَلُهُ مِن ضَمِّ اليَتِيمَةِ الجَمِيلَةِ الغَنِيَّةِ بِدُونِ ما تَسْتَحِقُّهُ مِنَ المَهْرِ؛ ومِن عَضْلِ الدَمِيمَةِ الفَقِيرَةِ أبَدًا؛ والدَمِيمَةِ الغَنِيَّةِ؛ حَتّى تَمُوتَ؛ فَيَرِثَها العاضِلُ؛ ونَحْوَ هَذا مِمّا يَقْصِدُ بِهِ الوَلِيُّ مَنفَعَةَ نَفْسِهِ؛ لا نَفْعَ اليَتِيمَةِ؛ والَّذِي كَتَبَ اللهُ لَهُنَّ: هو تَوْفِيَةُ ما تَسْتَحِقُّهُ مِن مَهْرٍ؛ وإلْحاقُها بِأقْرانِها.
س3. بين معنى الشرط والمسائل المتعلقة به في قول الله تعالى:{وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِهِ عَلِيمًا}.
"ما" شرطية جاءت في الآية للتهييج, واقترن جواب الشرط بالفاء وجوبا في قوله تعالى: "فإن الله كان به عليما" لأنها جملة اسمية.
قال ابن كثير: ﴿وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِهِ عَلِيمًا﴾ تهييجًا عَلَى فِعْلِ الْخَيْرَاتِ وَامْتِثَالُ الْأَمْرِ وَأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ عَالِمٌ بِجَمِيعِ ذَلِكَ، وَسَيَجْزِي عَلَيْهِ أوفر الجزاء وأتمه.
وقال ابن عثيمين: ﴿فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِهِ عَلِيمًا﴾ هذه جملة الجواب، واقترنت بالفاء لأن الجملة اسمية، وكلما كان جواب الشرط جملة اسمية وجب قرنه بالفاء.
س4. بيّن معنى الاستفهام والمسائل المتعلقة به في قول الله تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله وَهُوَ مُحْسِنٌ واتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا}.
الاستفهام في الآية استفهام إنكاري, والمراد منه النفي.والمعنى كما ذكر السعدي: أي: لا أحد أحسن من دين من جمع بين الإخلاص للمعبود، وهو إسلام الوجه لله الدال على استسلام القلب وتوجهه وإنابته وإخلاصه، وتوجه الوجه وسائر الأعضاء لله.
قال ابن عثيمين: (مَن) هنا اسم استفهام، والمراد به النفي، وقد قلنا عدة مرات: إن النفي إذا جاء بصيغة الاستفهام كان أبلغ مما لو أتى بصيغة النفي الصريحة؛ وذلك لأنه إذا أتى بصيغة الاستفهام صار مُشْرَبًا معنى التحدي، أي كأن المتكلم يقول: ائتني بأحسن من كذا، ائتني بأظلم ممن افترى على الله كذبًا، وما أشبه ذلك.
قال الألوسي: والِاسْتِفْهامُ إنْكارِيٌّ، وهو في مَعْنى النَّفْيِ، والمَقْصُودُ مَدْحُ مَن فَعَلَ ذَلِكَ عَلى أتَمِّ وجْهٍ.
س5: بيّن الفوائد السلوكية من قول الله تعالى: {وَأُحْضِرَتِ الأَنفُسُ الشُّحَّ وَإِن تُحْسِنُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا}، مع بيان وجه الدلالة عليها.
من الفوائد السلوكية في الآية:
1 - إذا علمت أن النفوس مجبولة على الشح فإنه ينبغي مجاهدة النفس على ترك هذا الخلق الذميم, والتحلى بالكرم والإيثار والسماحة. (وأحضرت الأنفس الشح).
2 - ينبغي على المرء أن يحسن عشرة زوجته ويتقي الله تعالى في تعامله معها. (وإن تحسنوا وتتقوا).
3 - إذا علمت أن الله تعالى خبير بكل شيء؛ فإنه ينبغي علي أن أراقب الله تعالى في كل أفعالي. (فإن الله كان بما تعملون خبيرا).
والله أعلم

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 1 رمضان 1445هـ/10-03-2024م, 08:22 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صلاح الدين محمد مشاهدة المشاركة
مجلس مذاكرة القسم العاشر من تفسير سورة النساء (من الآية 116 إلى الآية 130)
المجموعة الثانية:
س1. بيّن دلالة الصيغة الصرفية لكلمة {محيصًا} من قول الله تعالى: {أُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَلاَ يَجِدُونَ عَنْهَا مَحِيصًا}.
تدل الصيغة الصرفية لكلمة "محيصا" إما على اسم المكان, وإما على المصدر, وهو من حاص يحيص.
والمراد بها: الملجأ والمنجا, والمخلص والمهرب.
والمعنى: أن الذين اتخذوا الشياطين أولياء, حينما يدخلون جهنم لا يجدون عنها مهربا أو محيدا أو مهربا.
قال ابن عاشور: والمَحِيصُ: المَراغُ والمَلْجَأُ، مِن حاصَ إذا نَفَرَ وراغَ، وفي حَدِيثِ هِرَقْلَ فَحاصُوا حَيْصَةَ حُمُرِ الوَحْشِ إلى الأبْوابِ. وقالَ جَعْفَرُ بْنُ عُلْبَةَ الحارِثِيُّ:
ولَمْ نَدْرِ إنْ حِصْنا مِنَ المَوْتِ حَيْصَةً ∗∗∗ كَمِ العُمْرُ باقٍ والمَدى مُتَطاوِلُ
رُوِيَ: حِصْنا وحَيْصَةً - بِالحاءِ والصّادِ المُهْمَلَتَيْنِ - ويُقالُ: جاضَ أيْضًا بِالجِيمِ والضّادِ المُعْجَمَةِ، وبِهِما رُوِيَ بَيْتُ جَعْفَرٍ أيْضًا.
وقال السمين الحلبي: والمحيصُ: اسمُ مصدر من حاصَ يَحِيص إذا خَلَص ونَجا، وقيل: هو الزَّوَغَان بنُفُور، ومنه قولُه:
ولم نَدْرِ إنْ حِصْناً من الموت حَيْصَةً ... كم العمرُ باقٍ والمَدَى مُتَطاوِلُ
ويروي: «جِضْنا» بالجيم والضاد المعجمة، ومنه: «وقعوا في حَيْصَ بَيْصَ» وحاصَ باصَ، أي: وقعوا في أمرٍ يَعْسَرُ التخلُّص منه، ويقال: مَحِيص ومَحاص قال:
أتَحِيصُ من حُكْمِ المَنِيَّةِ جاهداً ... ما للرجال عن المَنونِ مَحاصُ
ويقال: حاصَ يَحُوص حَوْصاُ وحِياصاً أي: زَايَل المكانَ الذي كان فهي، والحَوْصُ: ضيق مؤخر العين ومنه الأحْوَصُ.
وقال صديق حسن خان: (ولا يجدون عنها محيصاً) أي معدلاً من حاص يحييص، وقيل منجًى ومخلصاً ومحيداً ومهرباً وقيل الحيص هو الروغان بنفور والمحيص اسم مكان أو مصدر.
وقال الألوسي: ﴿جَهَنَّمُ ولا يَجِدُونَ عَنْها مَحِيصًا﴾ أيْ مَعْدَلًا ومَهْرَبًا، وهو اسْمُ مَكانٍ، أوْ مَصْدَرٌ مِيمِيٌّ مِن حاصَ يَحِيصُ إذا عَدَلَ ووَلّى، ويُقالُ: مَحِيصٌ ومَحاصٌ، وأصْلُ مَعْناهُ - كَما قِيلَ – الرَّوَغانُ، ومِنهُ: وقَعُوا في حَيْصَ بَيْصَ، وحاصَ باصَ، أيْ: في أمْرٍ يَعْسُرُ التَّخَلُّصُ مِنهُ، ويُقالُ: حاصَ يَحُوصُ أيْضًا، وحَوْصًا وحِياصًا، و(عَنْها) مُتَعَلِّقٌ بِمَحْذُوفٍ وقَعَ حالًا مِن (مَحِيصًا).
س2. بيّن المراد بـ {ما كُتِبَ لَهُنَّ} في قول الله تعالى: {{وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاء قُلِ اللّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَمَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ فِي يَتَامَى النِّسَاء الَّلاتِي لاَ تُؤْتُونَهُنَّ مَا كُتِبَ لَهُنَّ وَتَرْغَبُونَ أَن تَنكِحُوهُنّ}.
ذكر في المراد بــ (ما كتب لهن) أقوال:
الأول: الميراث. وهو قول ابن عباس, ومجاهد, وأبي مالك.
  • قول ابن عباس أخرجه ابن جرير في تفسيره عنه, قال: كانت اليتيمة تكون في حجر الرجل فيرغب أن ينكجها ولا يعطيها مالها رجاء أن تموت فيرثها وإن مات لها حميم لم تعط من الميراث شيئا وكان ذلك في الجاهلية فبين الله لهم ذلك.
  • قول مجاهد أخرجه عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن مجاهد في الآية قال: كان أهل الجاهلية لا يورثون النساء ولا الصبيان شيئا كانوا يقولون: لا يغزون ولا يغنمون خيرا ففرض الله لهن الميراث حقا واجبا.
  • قول أبي مالك أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره عن السّدّيّ، عن أبي مالكٍ قوله: لا تؤتونهنّ ما كتب لهنّ قال: الميراث.
الثاني: المهر. وهو رواية عائشة رضي الله عنها. ذكره ابن عطية, والواحدي.
- رواية عائشة رضي الله عنها أخرجه البخاري، ومسلم ، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن عائشة -من طريق عروة- قالت: ثم إنّ الناس استفتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد هذه الآية فيهن؛ فأنزل الله: ﴿ويستفتونك في النساء قل الله يفتيكم فيهن وما يتلى عليكم في الكتاب في يتامى النساء﴾. قالت: والذي ذكر الله أنه يتلى عليكم في الكتاب الآية الأولى التي قال الله: ﴿وإن خفتم أن لا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء﴾ [النساء:٣]. قالت: وقول الله: ﴿وترغبون أن تنكحوهن﴾: رغبة أحدكم عن يتيمته التي تكون في حجره حين تكون قليلة المال والجمال، فنهوا أن ينكحوا ما رغبوا في مالها وجمالها من يتامى النساء إلا بالقسط، من أجل رغبتهم عنهن
الدراسة:
اختلف أهل العلم في المراد ب (ما كتب لهن), فمنهم من قال أنه الميراث, واستدل على ذلك بسبب نزول الآية فيما رواه البخاري عن عائشة في هذه الآية قالت: هو الرجل تكون عنده اليتيمة هو وليها ووارثها قد شركته في مالها حتى في العذق فيرغب أن ينكحها ويكره أن يزوجها رجلا فيشركه في مالها فيعضلها، فنزلت, وما أخرجه ابن أبي حاتم عن السدي: كان لجابر بنت عم دميمة ولها مال ورثته عن أبيها، وكان جابر يرغب عن نكاحها ولا ينكحها خشية أن يذهب الزوج بمالها، فسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك فنزلت.
قال الواحدي: وهذا على قول من يقول: نزلت الآية في ميراث اليتامى والصغار.
ورجحه ابن جرير مستدلا بسياق الآيات ورد القول بأنه الصداق, فقال: وأولى هذه الأقوال الّتي ذكرنا عمّن ذكرناها عنه بالصّواب وأشبهها بظاهر التّنزيل قول من قال: معنى قوله: {وما يتلى عليكم في الكتاب} وما يتلى عليكم من آيات الفرائض في أوّل هذه السّورة وآخرها. وإنّما قلنا ذلك أولى بالصّواب، لأنّ الصّداق ليس ممّا كتب للنّساء إلاّ بالنّكاح، فما لم تنكح فلا صداق لها قبل أحدٍ، وإذا لم يكن ذلك لها قبل أحدٍ لم يكن ممّا كتب لها، وإذا لم يكن ممّا كتب لها، لم يكن لقول قائلٍ: عنى بقوله: {وما يتلى عليكم في الكتاب} الإقساط في صدقات يتامى النّساء وجهٌ، لأنّ اللّه قال في سياق الآية مبيّنًا عن الفتيا الّتي وعدنا أن يفتيناها في يتامى النّساء اللاّتي لا تؤتونهنّ ما كتب لهنّ، فأخبر أنّ بعض الّذي يفتينا فيه من أمر النّساء أمر اليتيمة المحول بينها وبين ما كتب اللّه لها، والصّداق قبل عقد النّكاح ليس ممّا كتب اللّه لها على أحدٍ، فكان معلومًا بذلك أنّ الّتي عني بهذه الآية هي الّتي قد حيل بينها وبين الّذي كتب لها ممّا يتلى علينا في كتاب اللّه أمره فإذا كان ذلك كذلك، كان معلومًا أنّ ذلك هو الميراث الّذي فرضه اللّه لهنّ في كتابه.
ورجح ابن عطية أن المراد هو الصداق فقال: مَعْناهُ النَهْيُ عَمّا كانَتِ العَرَبُ تَفْعَلُهُ مِن ضَمِّ اليَتِيمَةِ الجَمِيلَةِ الغَنِيَّةِ بِدُونِ ما تَسْتَحِقُّهُ مِنَ المَهْرِ؛ ومِن عَضْلِ الدَمِيمَةِ الفَقِيرَةِ أبَدًا؛ والدَمِيمَةِ الغَنِيَّةِ؛ حَتّى تَمُوتَ؛ فَيَرِثَها العاضِلُ؛ ونَحْوَ هَذا مِمّا يَقْصِدُ بِهِ الوَلِيُّ مَنفَعَةَ نَفْسِهِ؛ لا نَفْعَ اليَتِيمَةِ؛ والَّذِي كَتَبَ اللهُ لَهُنَّ: هو تَوْفِيَةُ ما تَسْتَحِقُّهُ مِن مَهْرٍ؛ وإلْحاقُها بِأقْرانِها.
[استخلاص المسائل التي تؤثر في الترجيح وتلخيصها بأسلوبك يفيد في تنمية الملكة التفسيرية، ويفيد في بيان وجه كل قول؛ فيمكن حمل الآية على جميع المعاني إذا فُهم سبب الخلاف.
ومن الأسباب هنا تفسير معنى: {وترغبون أن تنكحوهن} وسبب النزول]

س3. بين معنى الشرط والمسائل المتعلقة به في قول الله تعالى:{وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِهِ عَلِيمًا}.
"ما" شرطية جاءت في الآية للتهييج , واقترن جواب الشرط بالفاء وجوبا في قوله تعالى: "فإن الله كان به عليما" لأنها جملة اسمية.
قال ابن كثير: ﴿وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِهِ عَلِيمًا﴾ تهييجًا عَلَى فِعْلِ الْخَيْرَاتِ وَامْتِثَالُ الْأَمْرِ وَأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ عَالِمٌ بِجَمِيعِ ذَلِكَ، وَسَيَجْزِي عَلَيْهِ أوفر الجزاء وأتمه.
وقال ابن عثيمين: ﴿فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِهِ عَلِيمًا﴾ هذه جملة الجواب، واقترنت بالفاء لأن الجملة اسمية، وكلما كان جواب الشرط جملة اسمية وجب قرنه بالفاء.
[من المسائل التي تُبحث هنا: دلالة تنكير (خير) في سياق الشرط، ومن الناحية السلوكية: مناسبة جواب الشرط لفعل الشرط، وكلاهما أفاد التهييج المفهوم من الآية ]
س4. بيّن معنى الاستفهام والمسائل المتعلقة به في قول الله تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله وَهُوَ مُحْسِنٌ واتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا}.
الاستفهام في الآية استفهام إنكاري, والمراد منه النفي.والمعنى كما ذكر السعدي: أي: لا أحد أحسن من دين من جمع بين الإخلاص للمعبود، وهو إسلام الوجه لله الدال على استسلام القلب وتوجهه وإنابته وإخلاصه، وتوجه الوجه وسائر الأعضاء لله.
قال ابن عثيمين: (مَن) هنا اسم استفهام، والمراد به النفي، وقد قلنا عدة مرات: إن النفي إذا جاء بصيغة الاستفهام كان أبلغ مما لو أتى بصيغة النفي الصريحة؛ وذلك لأنه إذا أتى بصيغة الاستفهام صار مُشْرَبًا معنى التحدي، أي كأن المتكلم يقول: ائتني بأحسن من كذا، ائتني بأظلم ممن افترى على الله كذبًا، وما أشبه ذلك.
قال الألوسي: والِاسْتِفْهامُ إنْكارِيٌّ، وهو في مَعْنى النَّفْيِ، والمَقْصُودُ مَدْحُ مَن فَعَلَ ذَلِكَ عَلى أتَمِّ وجْهٍ.
س5: بيّن الفوائد السلوكية من قول الله تعالى: {وَأُحْضِرَتِ الأَنفُسُ الشُّحَّ وَإِن تُحْسِنُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا}، مع بيان وجه الدلالة عليها.
من الفوائد السلوكية في الآية:
1 - إذا علمت أن النفوس مجبولة على الشح فإنه ينبغي مجاهدة النفس على ترك هذا الخلق الذميم, والتحلى بالكرم والإيثار والسماحة. (وأحضرت الأنفس الشح).
2 - ينبغي على المرء أن يحسن عشرة زوجته ويتقي الله تعالى في تعامله معها. (وإن تحسنوا وتتقوا).
3 - إذا علمت أن الله تعالى خبير بكل شيء؛ فإنه ينبغي علي أن أراقب الله تعالى في كل أفعالي. (فإن الله كان بما تعملون خبيرا).
والله أعلم


التقويم: ب+
أحسنت، بارك الله فيك ونفع بك.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مذاكرة, مجلس

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:09 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir