اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صلاح الدين محمد
س1: كيف ترد على المعتزلة في استدلالهم بقوله صلى الله عليه وسلم: (إذا قام أحدكم إلى الصلاة...) على أن الله عز وجل في كل مكان بذاته؟
يرد عليهم بأن يقال :
أولا : أن هذا الكلام منهم دليل جهلهم الفاضح بأدلة الكتاب والسنة ؛ فالأدلة متواترة على علو الله تعالى وفوقيته واستوائه على عرشه سبحانه وتعالى .
لو ذكرت بعضها
ثانيا : أن آخر الحديث ينقض قولهم هذا وهو قوله صلى الله عليه وسلم : ( أو تحت قدميه ) , فلو كان الله بذاته في كل مكان كما زعموا فهو تحت القدمين تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا وتقدس .
ثالثا : أنه لا يلزم من ذلك أن الله في كل مكان بذاته فإن الرجل لو خاطب القمر فإنه يتوجه إليه بوجهه مع أنه في فوقه كما ذكر ذلك ابن تيمية فقال : وكذلكَ العبدُ إذا قامَ يُصلِّي فإنهُ يستقبلُ ربَّهُ وهوَ فوقهُ، فيدعوهُ مِن تلقائِه لا عن يمينِهِ ولا عن شمالِه، ويدعوهُ مِن العلوِّ لا مِن السفلِ، كما إذا قُدِّرَ أنَّه يخاطبُ القمرَ فإنَّه لا يَتوجَّهُ إليه إلاَّ بوجههِ مع كونهِ فوقَه، ا هـ.
س2: بين وسطية أهل السنة والجماعة في باب الأفعال.
إن من أهم ما يتميز به أهل السنة أنهم وسط بين فرق الأمة جميعا , فهم وسط بين الإفراط والتفريط , وبين الغلو والجفاء , فهم وسط في كل شيء , ومما يتميز به أهل السنة وسطيتهم في باب الأفعال بين القدرية والجبرية :
فالقدرية يقولون : إن أفعال العباد وطاعاتهم ومعاصيهم ليست داخلة تحت قدرة الله تعالى ولا قضاؤه , وأن العبد هو الذي يخلق افعال نفسه , وأن الله تعالى لا يقدر على أفعالهم ولا شاءها , وأن الله لا يقدر أن يهدي ضالا ولا أن يضل مهتدي , فأشركوا في الربوبية وأثبتوا خالقين لله تعالى .
قالَ الشَّيخُ تقيُّ الدِّينِ بنُ تيميةَ -رحمَه اللهُ-: "وقَولُ القدريَّةِ يتضمَّنُ الإشراكَ والتَّعطِيلَ، فإنَّه يتضمَّنُ إِخْراجَ بَعضِ الحوادثِ عن أنْ يكونَ لها فاعِلٌ، ويتضمَّنُ إثباتَ فاعِلٍ مستقِلٍّ غيرِ اللَّهِ، وهاتان شُعبتانِ مِن شُعَبِ الكُفرِ، فإنَّ أَصْلَ كُلِّ كُفرٍ هو التَّعطيلُ والشِّركُ". انتهى.
والجبرية : نفوا أفعال العباد , وزعموا أن الفاعل على الحقيقة هو الله , وأنهم لا يفعلون شيئا ألبتة , وأن العبيد ليس لهم قدرة ولا إرادة ولا فعل , وعليه فإن سائر الأعمال عندهم طاعات فالزنا واللواط وغيرها من المنكرات تعد طاعة عندهم وهذا القول من أفسد الأقوال , وأبطل الباطل .
فأهل السنة وسط بين الطائفتين فهم يثبتون للعبد قدرة وإرادة ومشيئة , ولكن هذه المشيئة تابعة لمشيئة الله تعالى لا تخرج عنه , قال تعالى : ( وما تشاؤون إلا أن يشاء الله ) .
س3: اشرح قوله صلى الله عليه وسلم: (وأنت الباطن فليس دونك شيء).
في قوله صلى الله عليه وسلم : ( وأنت الباطن فليس دونك شيء ) دليل على قرب الله تعالى من عباده , وأنه سبحانه محيط بهم , وأنه أقرب إلى كل شيء من نفسه , ولا ينافي قربه سبحانه علوه , فهو قريب في علوه , لا كقرب الأجسام بعضها من بعض ( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ) .
والمعية معيتان : معية عامة لكل الخلق؛ وهي معية العلم والاطلاع، ومعية خاصة لعباده الصالحين؛ وهي معية النصرة والتأييد.
س4: كيف نثبت وقوع عذاب القبر؟
عذاب القبر ثابت بما تواتر من أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم , فمن ذلك حديث عائشة رضي الله عنها أنها قالت: سألتُ النَّبيَّ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- عن عذابِ القبرِ قال: (نَعَمْ عَذَابُ الْقَبْرِ حَقٌّ) , وبما ثبت عن ابن عباس عن النَّبيِّ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- أنَّه كان يُعلِّمُهم هَذَا الدُّعاءَ كما يُعلِّمُهم السُّوَرَ مِن القرآنِ: (اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ، وَعَذَابِ الْقَبْرِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ) , وعنه أيضا قال: مَرَّ النَّبيُّ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- بقبرَيْنِ فقال: ((إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِيرٍ))، ثم قال: ((بَلَى إِنَّهُ كَبِيرٌ، أَمَّا أَحَدُهُمَا فَكَانَ لاَ يَسْتَتِرُ مِنَ الْبَوْلِ، وَأَمَّا الآخَرُ فَكَانَ يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ)).
وأيضا بما ثبت من إجماع أهل السنة على ذلك قال الشَّيخُ تقيُّ الدِّين -رَحِمَهُ اللَّهُ-: العذابُ والنَّعيمُ على النَّفْسِ والبَدنِ جميعًا باتِّفاقِ أهلِ السُّنَّةِ والجماعةِ .
فعذاب القبر ثابت بالسنة المتواترة , وإجماع أهل السنة .
وهو ثابت بأدلة من القرآن كذلك , لعلك تراجعها .
س5:هل يكون الميزان في حق كل أحد؟
لا يكون الميزان في حق كل أحد , فالسبعون ألفا الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عقاب , لا يرفع لهم ميزان ولا يأخذون صحفا . قاله الغزالي والقرطبي .
والله أعلم
|
أحسنت نفع الله بك
أ