فهرست الدرس الثالث: معلّمو القرآن وعلومه في العهد النبوي
-) تعليم القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم
- تعليمَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم القرآنَ لأصحابه شامل لتعليم حروفه ومعانيه وهداياته
- تعليم النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه القران أحسن وأفضل وأبين وأعظم تعليم حصل البيان النبوي للقرآن بطرق متنوّعة يكتمل بها البيان، وتتمّ بها النعمة.
طرق تعليم النبي صلى الله عليه وسلم القران لأصحابه
التلاوة:
-كان النبي صلى الله عليه وسلم يتلو عليهم القرآن تلاوة بيّنة بلسان عربي مبين ليتدبروا معانيه ويهتدوا بهداه
بيان المعاني:
-كان النبي صلى الله عليه وسلم ربما فسّر لهم آيات من القرآن، وبيّن المراد بها تذكيراً وتبصيراً ليزدادوا إيمانا ويقينا، وَلِيَعُوا ما فيها من العلم والعمل.
الإجابة عما أشكل عليهم
-كان النبي صلى الله عليه وسلم يجيب على ما يسألون عنه مما يشكل عليهم..
البيان بالعمل
أرشد النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه لكل ما ينفعهم حذرهم من كل ما يضر.
-حرص النبي صلى الله عليه وسلم أن يكون هو أول من يعمل بالقران حتى يقتدي به أصحابه فكان هو قدوتهم وأسوتهم
تعليم النبي صلى الله عليه وسلم شامل وعام
-عن أبي ذر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما بقي شيء يقرب من الجنة ويباعد من النار إلا وقد بُيّن لكم"
- وقال أبو ذر رضي الله عنه:(تركنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما طائر يقلب جناحيه في الهواء إلا وهو يذكّرنا منه علما
.-التعليم النبوي وأثره على الصحابة
-كان الصحابة يعظمون القران حق تعظيمه ويفرحون بتعليم النبي صلى الله عليه وسلم لهم القران
-اجتهد الصحابة بالانتفاع بما علمهم النبي صلى الله عليه وسلم
-كانوا يرون في عمل النبي صلى الله عليه وسلم في عباداته ومعاملاته أسوة حسنة ماثلة أمام أعينهم.
-تعلم الصحابة العلم والإيمان جميعاً، وحملوا القرآن أحسن الحمل، وعملوا به أحسن العمل، وأدوه أحسن الأداء.
(2) بعوث النبي صلى الله عليه وسلم لتعليم القرآن
ارتبطت دعوة النبي صلى الله عليه وسلم ارتباطاً وثيقاً بتعليم القران إذ هو رسالة رب العالمين لبعاده فحرص النبي صلى الله عليه وسلم على إيصال تلك الرسالة للناس فبعث جمع من أصحابه لتعليم القران في الأمصار
1. مصعب بن عمير العبدري القرشي
-بعثه إلى أهل المدينة بعد بيعة العقبة الأولى، يقرئهم القرآن ويعلّمهم شرائع الإسلام، ويدعو إلى الله.
-أسلم على يديه جماعة من أفاضل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، .
2. مصعب بن عمير وابن أمّ مكتوم
بعثهما بعد بيعة العقبة الثانية. إلى المدينة يعلمهم القران وشرائع الدين
3. سبعين من قراء أصحابه
-بعثهم إلى رعل وذكوان وعصية وبني لحيان،وهم قبائل من العرب.
-بعثهم يُمِدّونهم على بعض المشركين ويقرئونهم القرآن ويعلّمونهم الدين
- فما كان من تلك القبائل إلا أنهم غدروا بهم فقتلوا أكثرهم يوم بئر معونة، وأُسِرَ بعضُهم ثمّ قُتِلَ بعد.
-وجد عليهم النبي صلى الله عليه وسلم فمكث شهراً يدعو على قَتَلَتِهم
4معاذ ابن جبل
-خلَّف النبيُّ صلى الله عليه وسلم معاذَ بنَ جبل على أهل مكة بعد غزوة الفتحليعلّمهم القرآن ويفقههم في الدين.
- قال عروة بن الزبير: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استخلف معاذ بن جبل رضي الله عنه على أهل مكة حين خرج إلى حنين، وأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعلّم الناس القرآن، وأن يفقّهَهم في الدين، ثم صدر رسول الله صلى الله عليه وسلم عامداً إلى المدينة، وخلَّف معاذَ بنَ جبلٍ على أهل مكة»
5- عمرو بن حزم بن زيد بن لوذان النجاري الخزرجي الأنصاري
وبعث عمرو بن حزم بن زيد بن لوذان النجاري الخزرجي الأنصاري إلى أهل نجرانوهو ابن سبع عشرة سنة ليفقههم في الدين ويعلمهم القرآن.
-كتب النبي صلى الله عليه وسلم له كتابا فيه الفرائض والسنن والصدقات والديات
وأمره به وبتبليغه لأهل نجران
- قال ابن شهاب الزهري: (قرأت كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كتبه لعمرو بن حزم حين بعثه على نجران، وكان الكتاب عند أبي بكر بن حزم}
-مات عمرو بن حزم بالمدينة سنة إحدى وخمسين.على ما ذكره ابن عبد البر في الاستيعاب
- 6- أبو موسى الأشعري
-بعث أبا موسى الأشعري إلى اليمن ثم أتبعه بمعاذ بن جبليعلّمان الناس القرآن، ويقضيان بينهم، وكان مبعثه بعد غزوة تبوك.
- وقال لهما النبي صلى الله عليه وسلم : " : «يسرا ولا تعسرا، وبشرا ولا تنفرا، وتطاوعا ولا تختلفا
-ولما بعث معاذ ابن جبل خرج معه النبي صلى الله عليه وسلم يوصيه ومعاذ راكب ورسول الله صلى الله عليه وسلم يمشي تحت راحلته، فلما فرغ قال: (( يا معاذ، إنك عسى أن لا تلقاني بعد عامي هذا، ولعلك أن تمر بمسجدي وقبري ))
فبكى معاذ بن جبل خشعا لفراق رسول الله صلى الله عليه وسلم
- وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قسم اليمن على خمسة رجال: خالد بن سعيد على صنعاء، والمهاجر بن أبي أمية على كندة، وزياد بن لبيد على حضرموت، ومعاذ بن جبل على الجَنَد، وأبي موسى الأشعري على زبيد وعدن والساحل.. كما قال ابن إسحاق
7- عثمان بن أبي العاص الثقفي
-بعث عثمان بن أبي العاص الثقفي إلى قومه بالطائف وأمّره عليهم وكان أكثرهم قرآناً.
-جاء عثمان بن أبي العاص الثقفي مع وفد ثقيف الذين قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فأسلموا . كان عثمان أصغرهم سنا
-لزم أبي ابن كعب فتعلم عليه القران؛ فكان كيسا فطنا فأمره النبي صلى الله عليه وسلم علي قومه لما عادوا إلى الطائف
-قال عثمان: قال: استعملني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أصغر الستة الذين وفدوا عليه من ثقيف، وذلك أني كنت قرأت سورة البقرة
-قبل قومه إمارة عثمان عليهم وقالوا : : لا نغيّر أميرا أمَّره رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقدم معهم الطائف؛ فكان يصلي بهم ويقرئهم القرآن
.
-وقد شكا عثمان إلى النبي صلى الله عليه وسلم تفلت القران منه ؛ينفلت مني، فوضع النبي صلى الله عليه وسلم يده على صدره، وقال: « يا شيطان اخرج من صدر عثمان » قال عثمان فما نسيت شيئا بعده أريد حفظ
8- عباد بن بشير الأشهلي
-ذكر ابن سعد في الطبقات أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث عباد بن بشر الأشهلي إلى بني المصطلقيأخذ صدقات أموالهم ويعلمهم شرائع الإسلام ويقرئهم القرآن؛ فأقام عندهم عشرا ثم انصرف راضيا.
- و بعثته لبني المصطلق كانت سنة عشر للهجرة؛ بعد نزول قول الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا}
-وقد قال النبي صلى الله عليه وسلمفي حق عباد بن بشر ":رحمه الله لقد أذكرني كذا وكذا آية، أسقطتهن من سورة كذا وكذا."
-وقال فيه أيضا لما سمع صوته وهو يصلى في المسجد قال: «اللهم ارحم عبَّادا».
. نقل شيخ الإسلام ابن تيمية عن أبي سليمان الخطابي في كتابه "شعار الدين" وهو مفقود أنه قال: (بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أسعد بن زرارة إلى المدينة يدعو الناس إلى الإسلام، ويعلّم الأنصار القرآن، ويفقههم في الدين، وبعث العلاء بن الحضرمي إلى البحرين في مثل ذلك، وبعث معاذا وأبا موسى إلى اليمن، وبعث عتاب بن أسيد إلى مكة).
- أمر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه بتعلّم القرآن والتفقه في الدين
-ومن حرص النبي صلى الله عليه وسلم على تعليم الصحابة القران أنه كان يأمرهم بتعلم القران ويحثهم عليه؛ وعلى تعاهده ؛والقيام به باليل؛ يثنى على المحسن منهم في أخذ القران وينذر ويحذر من هجرَه وأعرض عن تعلمه وتلاوته والعمل به
-حتى أنه صلى الله عليه وسلم كان ينهى أصحابه عن كتابة شيء من العلم غير القرآن ليتفرّغوا له، فيأخذوه بقوّة وإقبال نفس وعناية حسنة.
ما ورد من الأحاديث في ذلك
1-عن عثمان بن عفان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «خيركم من تعلم القرآن وعلمه»رواه البخاري.
وفي رواية في صحيح البخاري عن عثمان مرفوعاً:"إنَّ أفضلكم من تعلم القرآن وعلمه»
2-. عن عقبة بن عامر الجهني رضي الله عنه قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في الصُّفَّة، فقال: « أيّكم يحب أن يغدو كل يوم إلى بطحان، أو إلى العقيق، فيأتي منه بناقتين كوماوين في غير إثم، ولا قطع رحم؟ »
فقلنا: يا رسول الله نحب ذلك.
قال: «أفلا يغدو أحدكم إلى المسجد فيَعْلَمُ أو يقرأُ آيتين من كتاب الله عز وجل، خير له من ناقتين، وثلاث خير له من ثلاث، وأربع خير له من أربع، ومن أعدادهن من الإبل»رواه مسلم وأحمد وأبو داوود وفي روايتهما(فيتعلم آيتين من كتاب الله .. ).
3- عن عبد الرحمن بن أبزى، عن أبيه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (أنه خطب الناس قائما، فحمد الله وأثنى عليه، وذكر طوائف من المسلمين فأثنى عليهم ثم قال: «ما بال أقوام لا يعلّمون جيرانهم، ولا يفقهونهم، ولا يفطّنونهم، ولا يأمرونهم، ولا ينهونهم، وما لأقوام لا يتعلمون من جيرانهم، ولا يتفقهون، ولا يتفطنون، والذي نفسي بيده ليعلمن جيرانهم وليفقهنهم وليفطننهم وليأمرنهم ولينهونهم، وليتعلمن قوم من جيرانهم وليتفقهن وليتفطنن أو لأعاجلنهم بالعقوبة في دار الدنيا ».ثم نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل بيته)
4-عناية الصحابة رضي الله عنهم بالقرآن وعلومه
لقد اعتنى الصحابة الكرام بتعلم القران وعلومه منها:
-اهتموا بتعلم بإتقان تلاوة القران؛ كما كان لهم عناية كبيرة بمعرفة وتدبر معانيه والتفقه فيه والعمل بأحكامه .
.قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: « كان الرجل منا إذا تعلم عشر آيات لم يجاوزهن حتى يعرف معانيهن، والعمل بهن ».رواه ابن أبي شيبة وابن جرير.
-.وقال أبو سلمة بن عبد الرحمن:« ما رأيت أحدا أعلم بسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا أفقه في رأي إن احتيج إلى رأيه، ولا أعلم بآية فيما نزلت، ولا فريضة من عائشة»رواه ابن سعد.
- اعتنوا بتعلم أحوال نزول القران وأسبابه
-قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: « والله الذي لا إله غيره، ما أنزلت سورة من كتاب الله إلا أنا أعلم أين أنزلت، ولا أنزلت آية من كتاب الله إلا أنا أعلم فيم أنزلت، ولو أعلم أحدا أعلم مني بكتاب الله، تبلغه الإبل لركبت إليه»رواه البخاري في صحيحه.
-.وقال مجاهد: « لقد عرضتُ القرآن على ابن عباس ثلاث عرضات أقف عند كل آية أسأله فيم أنزلت؟ وفيم كانت؟». رواه الدارمي وابن جرير.
-كما أنهم حرصوا على تعلم ناسخه ومنسوخه ؛وعامه ومطلقه
-.وذكر أبو عبد الرحمن السلمي أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه رأى رجلا يقصّ، قال: «علمت الناسخ والمنسوخ؟»قال: لا، قال: «هلكتَ وأهلكت»رواه ابن أبي شيبة والبيهقي.
- كان لهم مجالس مدارسة وتدارس تفسير القران وتدبره وتعليمه
-.وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أيضاً: « من أراد العلم فليثوّر القرآن، فإن فيه علم الأولين والآخرين ».رواه سعيد بن منصور وابن أبي شيبة والطبراني.
-كان للصحابة عناية في معرفة مكان نزول الآي
-وقال عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه:« والله ما نزلت آية إلا وقد علمت فيما نزلت، وأين نزلت، وعلى من نزلت، إن ربي وهب لي قلباً عقولاً ولساناً طَلْقاً »رواه ابن سعد في الطبقات وأبو نعيم في الحلية.
- كانوا أحرص الناس على الاهتداء بهدي القران والتأدب بآدابه ؛وتعقل أمثاله .
-وقال عطاء بن السائب عن أبي عبد الرحمن السلمي قال: « حدَّثنا من كان يُقرِئُنا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، أنهم كانوا يقترئون من رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر آيات؛ فلا يأخذون في العشر الأخرى حتى يعلموا ما في هذه من العلم والعمل، قالوا: فعلمنا العلم والعمل ».رواه الإمام أحمد وابن جرير الطبري وابن سعد في الطبقات.
وأبو عبد الرحمن السلمي قرأ القرآن على عثمان وعليّ وأبيّ بن كعب وابن مسعود وزيد بن ثابت.
-كانوا يهتمون بتعلم عد الآي؛ كما أنهم كانوا يكتبون ما يملي عليهم النبي صلى الله عليه وسلم
-تعلم الصحابة من النبي صلى الله عليه وسلم فضائل القران وفضائل سوره وآياته
-كانوا يؤمنون بالقران؛ وبالقران يزداد إيمانهم ويقوى
-وقال القاسم بن عوف الشيباني: سمعت ابن عمر، يقول:« لقد عشنا برهة من دهرنا وإنَّ أحدنا يؤتى الإيمان قبل القرآن، وتنزل السورة على محمد صلى الله عليه وسلم فيتعلَّم حلالها وحرامها، وما ينبغي أن يوقف عنده فيها كما تعلَّمون أنتم القرآن، ثم لقد رأيت رجالاً يُؤتَى أحدهم القرآن فيقرأ ما بين فاتحته إلى خاتمته ما يدري ما آمره ولا زاجره، ولا ما ينبغي أن يوقف عنده منه، ينثره نثر الدقل ».رواه الطحاوي والحاكم والبيهقي.
.وقال أبو عمران الجوني، عن جندب بن عبد الله البجلي قال: « كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ونحن فتيان حزاورة، فتعلَّمنا الإيمان قبل أن نتعلم القرآن، ثم تعلمنا القرآن فازددنا به إيمانا »رواه البخاري في التاريخ الكبير وابن ماجه في سننه.
(5) معلّمو القرآن من الصحابة رضي الله عنهم
اهتم الصحابة بتعليم القران ؛ ..كما تعلموا علموه
.-تزكية النبي صلى الله عليه وسلم للصحابة في الأخذ عنهم القران
-قال مسروق بن الأجدع الهمداني: ذُكر عبدُ الله بن مسعود عند عبد الله بن عمرو، فقال: ذاك رجل لا أزال أحبه، سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: « خذوا القرآن من أربعة من عبد الله بن مسعود- فبدأ به -، وسالم، مولى أبي حذيفة، ومعاذ بن جبل، وأبي بن كعب ».متفق عليه.
-عن عبد الله بن مسعود قال: جاء معاذ إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله أقرئني، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « أقرئه »فأقرأته ما كان معي، ثم اختلفت أنا وهو إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأه معاذ، فكان معلّما من المعلمين على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ». رواه ابن أبي شيبة.
-وقال شعبة عن قتادة عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:« جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة كلهم من الأنصار: أبي بن كعب، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبو زيد أحد عمومتي »متفق عليه.
تعليم الصحابة القران
-وقال أبو إسحاق السبيعي: سمعت البراء بن عازب رضي الله عنهما، قال:« أول من قدم علينا مصعب بن عمير وابن أم مكتوم، وكانا يُقرئان الناس ».رواه البخاري في صحيحه
.تعليم الصحابة القران في بيوتهم
- عن عبادة بن الصامت قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُشغل، فإذا قَدِمَ رجلٌ مهاجر على رسول الله صلى الله عليه وسلم دفعه إلى رجل منّا يعلّمه القرآن، فدفع إليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً، فكان معي في البيت أعشّيه عشاءَ أهلِ البيت، فكنتُ أقرئه القرآن فانصرف انصرافةً إلى أهله، فرأى أنَّ عليه حقاً فأهدى إليَّ قوساً لم أرَ أجودَ منها عوداً ولا أحسنَ منها عطفاً؛ فأتيت رسولَ الله صلى الله عليه وسلم؛ فقلت: ما ترى يا رسول الله فيها؟
قال: « جمرة بين كتفيك تقلدتها - أو تعلقتها -»..
فضل القراء ومنزلتهم.
-وقال سفيان الثوري عن عاصم الأحول عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: « ما رأيت رسولَ الله صلى الله عليه وسلم وجدَ على سريَّة ما وجد على السبعين الذين أصيبوا يوم بئر معونة، كانوا يُدعون القُرَّاء؛ فمكث شهراً يدعو على قَتَلَتِهم ».رواه مسلم.
موت القراء مظنة لذهاب القران
-وقال الزهري عن عبيد بن السباق عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال:« أرسل إليَّ أبو بكر مقتل أهل اليمامة فإذا عمر بن الخطاب عنده؛ قال أبو بكر رضي الله عنه: إنَّ عمر أتاني فقال: إن القتل قد استحر يوم اليمامة بقراء القرآن، وإني أخشى أن يستحر القتل بالقراء بالمواطن؛ فيذهب كثير من القرآن .. »فذكر الحديث، وهو في صحيح البخاري وغيره.
تسمية القراء من الصحابة
- من المهاجرين: أبا بكر، وعمر، وعثمان، وعلياً، وطلحة، وسعداً، وابن مسعود، وسالماً مولى أبي حذيفة، وحذيفة بن اليمان، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن عمرو، وعمرو بن العاص، وأبا هريرة، ومعاوية بن أبي سفيان، وعبد الله بن الزبير، وعبد الله بن السائبقارئ مكة.
- ومن الأنصار: أبي بن كعب، ومعاذ بن جبل، وأبا الدرداء، وزيد بن ثابت، ومجمع بن جارية، وأنس بن مالك.
- ومن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم: عائشة، وحفصة، وأم سلمة..