دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > الأقسام العامة > المنتديات > المنتدى العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 4 جمادى الآخرة 1436هـ/24-03-2015م, 12:33 PM
الصورة الرمزية إسراء خليفة
إسراء خليفة إسراء خليفة غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Jul 2014
الدولة: مصر
المشاركات: 1,182
افتراضي مقالات مختارة

المقال الأول: أربع عشرة طريقة لاستغلال أوقات الانتظار..


1- القراءة:
فالقراءة نعمةٌ عظيمة تنقل للإنسان علومًا ومعارِفَ نافعة، وتجارِبَ مفيدة، فيستطيع المسلمُ أن يقرأ في المجالات التَّالية:

أ - قراءة القرآن: يمرُّ على الكثير من الناس أيامٌ عديدة دون أن يفتح المصحف لأجل القراءة فيه؛ فلماذا لا تفتحه في هذا الوقت لتقرأ شيئًا من كلام ربِّك، وفي ذلك زيادةٌ في حسناتك، وترقيةٌ لإيمانك، واستغلالٌ لفراغك.
ب - القراءة في الموضوعات: التي لا تحتاج إلى تركيزٍ شديد: كالقصص النافعة، كسلسلة الزَّمن القادم لـ"عبدالملك القاسم"، وكتاب "مباحث وفكر" للطنطاوي، وكتاب "صيد الخاطر" لابن الجوزي، وهذا الكتاب فِقْراتُه في الغالب قصيرة، تشبه اليوميَّات التي كان الصحفيُّون يكتبونها في الصحف الصباحيَّة.
ج - القراءة في الحديث النبوي: ككتاب "الأربعين النوويَّة"، و"رياض الصالحين"، و"المتجر الرابح"، و"مختصر صحيح مسلم".
2 - كتابة الخواطر:
احرص على أن يكونَ معك مذكِّرةٌ صغيرة، تكتب فيها خواطِرَك؛ فالخواطر النافعة كَنْز نافعٌ يستفيد منها الأجيالُ اللاَّحقة، وانظر إلى كتاب: "هكذا علَّمتْني الحياة" للسباعي؛ فهو مجرَّد خواطر، لكنه رائع.

3 - الذِّكْر:
وهو من العبادات السَّهلة، العظيمة في الأجر، والأذكار تنقسم إلى قسمين: أذكار مُطْلقة؛ كالتَّسبيح، والتكبير، والتحميد، والتهليل، وهي سائغةٌ في كلِّ وقت، وأذكار مقيَّدة: كأذكار الصَّباح والمساء، والتي بعد الصلوات، فيستطيع المرءُ أن يأتي بها إنْ صادفَ وقْتُها وقتَ انتظار.

4 - كتابة رسالة قصيرة (sms):
وإرسالها عبر الهاتف أو البريد الإلكتروني إلى أحد الأصدقاء، ولهذه الرَّسائل أثرٌ كبير في النفوس إنْ أحسنَّا الاستفادةَ منها.

5 - إجراء مكالمة هاتفيَّة مع أحد الأقارب:
تسأله عن أخباره، وتطمئنُّ فيها على حاله، وتُدخل السُّرور على فؤاده، وفي هذا صلةٌ للرَّحِم، وترسيخٌ لعلاقاتك معه، ويكفي في فضل الصِّلة قولُ النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - كما في "صحيح البخاري" من حديث أنس بن مالك - رضي الله عنه -: ((مَن سَرَّهُ أنْ يُبسَط له في رزقِه، أو يُنْسَأَ له في أثَرِه، فلْيَصِلْ رَحِمَه)).

6 - الحفظ:
وهو نعمةٌ كبيرة تساعد الدَّاعية على الإفادة في كلِّ الأوقات، وتسعفه في أصعب الأحوال التي يصعب فيها التحضير والاستعداد، ومن مجالات الحفظ:

أ - حفظ آياتٍ من كتاب الله: فلقد يسَّرَ الله كتابَه للحفظ والتدبُّر، يقول تعالى: ﴿ وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ ﴾؛ أيْ: سَهَّلناه للحِفْظ، وهيَّأناه للتَّذَكُّر، ﴿ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ ﴾ [القمر: 17]؛ أيْ: مُتَّعِظ به، وحافِظ له؟ والاستِفْهام بِمعنى الأمر؛ أَي: احْفَظوه، واتَّعِظوا به، وليس يُحْفَظ مِن كتُب الله عن ظهرِ القلب غيرُه[1]، فيستطيع المسلمُ أن يحفظ الكثيرَ من الآيات؛ إنْ داومَ على استغلال أوقات الانتظار في ذلك، خاصَّة مع تَكْرار ذلك في أوقات الانتظار كلَّ يوم.
ب - حفظ المتون العلميَّة: مثل مَتْن "ألفيَّة ابن مالك" في النحو، أو "التحفة الجزريَّة" في التجويد، أو "ألفية السُّيوطي" في الحديث، ابدأ فقط ببيتٍ واحد كلَّ يوم في أوقات الانتظار، ستجد نفسك بعد فترة زمنيَّة قد حفظت عددًا منها، مع الإتقان الجيد؛ لأنَّ حفظ القليل يساعد على إتقان المَحفوظ.
ج - حفظ الأشعار: الكثير من النَّاس يرغب في السَّماع إلى الأشعار ذات الكلمات السَّهلة والواضحةِ في معانيها، فما أحوجَ الدُّعاةَ إلى استخدام الشِّعر في نُصرة قضايا الأمَّة، وتأييدِ ما يطرحونه بها! فيستطيع القارئ كتابةَ ما يمرُّ عليه من أشعار طيِّبة المعاني، ويحفظها في أوقات الانتظار، وهي تساعده في إلقاء درسٍ أو موعظة، أو كتابةِ مقال أو خاطرة.
7 - الاستماع إلى المُحاضرات والدُّروس:
عن طريق الهاتف المَحمول، أو الحاسوبِ الشَّخصي، ومن نعمة الله علينا تنوُّع أساليب الدُّعاة في الإلقاء، فيستطيع المرء أن يستمع إلى مَن يروق له من الدُّعاة، ولا أظنُّ أن ذلك يعدُّ عيبًا.

8 - الدعوة إلى الله:
عن طريق تقديم نصيحةٍ، أو تذكيرٍ لشخص صادفَ لقاءك، ويحسن الاختيار الجيِّد لبداية الحوار، وهذا يقتضي الحكمة لمعرفة حال المدعوِّ، وما النُّقطة التي نبدأ منها؟ وهذا يحتاج إلى تأمُّل وفِراسة.

9 - مُحاسبة النَّفس:
في ظلِّ الغفلة التي يعيش فيها الكثير، يحتاج المرء إلى إعادة حساباته، والوقوف مع النَّفس وقفةً، ليعرف أين وصل؟ وهل أنا قدَّمت ما يستحقُّ التقديم، وأخَّرتُ ما استحقَّ التأخير؟ وكيف حالي مع الله، ومع سُنَّة رسول الله؟ وماذا قدَّمتُ لديني ودعوتي، وأمَّتي، وكيف علاقاتي مع والدي وزوجتي وأولادي؟ فما أعظمَها من وقفة طيِّبة! لو وقفَها المرءُ مع نفسه في أوقات الانتظار، لكان لها الأثَرُ الكبير في إصلاح النَّفس، وتقوية الإيمان.

10 - التَّوبة:
قد يَعْجب البعض من هذا الاقتراح، ولكن سرعان ما يزول هذا العَجب إن عرفَ أنَّ التوبة هي وظيفةُ العمر؛ يقول الإمام ابن القيم - رحمه الله -: "ومَنْزل التَّوبة أوَّل المنازل، وأوسَطُها، وآخِرُها، فلا يفارقه العبد السَّالك، ولا يزال فيه إلى الممات، وإن ارتحل إلى منزلٍ آخَر ارتحل به، واستصحَبَه معه ونزل به؛ فالتَّوبة هي بداية العبد ونهايته، وحاجته إليها في النِّهاية ضروريَّةٌ، كما أنَّ حاجته إليها في البداية كذلك، وقد قال الله تعالى: ﴿ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [النور: 31]"[2]، فالمرءُ قلَّ أن يخلو من مَعاصٍ، فيحتاج إلى تجديد التَّوبة.

11 - سماع الإذاعات النافعة؛ مثل إذاعة القرآن:
التي تبثُّ من مصر والسعوديَّة، وغيرها، وقد توفَّرَت هذه الخاصية في الكثير من أجهزة الهاتف، لكن لا بدَّ من مُراعاة عدم إزعاج الآخَرين.

12 - كتابة فكرةٍ من الأفكار النافعة:
التي قد تكون عنوانَ كتاب، أو موضوعًا لِمُحاضرة، أو شبهةً طرأَتْ فيعرضها على أحد العلماء، أو وسيلة دعويَّة، أو طريقةً لتطوير عمله الدُّنيوي، والفكرة كالصَّيد؛ إن لم تُقيَّد بكتابة، فستذهب سُدًى - إلاَّ أن يشاء الله.

13 - التفكير في موضوعٍ نافع:
مثل اتِّخاذ قرارٍ تتردَّد في القيام به، أو موضوعٍ عزَمْتَ على القيام به، فتُفكِّر في إيجابيَّات هذا الموضوع وسلبيَّاته، ثم تقرِّر، وإن كنتَ قد اتَّخذتَ القرار، ففكِّر في أفضل الطُّرق الموصلة إليه.

14 - النِّية الصالحة: فكِّر في عملٍ نافع، واعقِد النيَّة على القيام به:
واستحضِرْ هذه النيَّة الصالحة؛ فالنِّية الصالحة لها أجرٌ عظيم عند الله، قال بعض السَّلف: رُبَّ عملٍ صغير تعظِّمه النية، ورُبَّ عمل كبير تصغره النية، وقال يحيى بن كثير: تعلَّموا النية؛ فإنَّها أبلَغُ من العمل.


كتبه أحمد نصيب علي
نقلا عن صفحة ملتقى أهل الحديث على الفيس بوك


التوقيع :
علمك ما ضمنه صدرك وليس ما حوته مكتبتك
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 4 جمادى الآخرة 1436هـ/24-03-2015م, 12:43 PM
الصورة الرمزية إسراء خليفة
إسراء خليفة إسراء خليفة غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Jul 2014
الدولة: مصر
المشاركات: 1,182
افتراضي

المقال الثاني: لا يسخر

فى خضم هذه الأحداث و سرعتها تناسى أقوام أنهم عن ألسنتهم سيُسألون و بما لفظوه سيُقيدون ! حتى صار دأب بعضهم اللغو و آخرين السخرية و ليت شعرى أى نافع حازوه بل إن شئت فقل كم من خير تركوه !

إن السخرية من الآخرين لها عدة أوجه أن يكون الساخر على حق و المسخور منه على باطل أو العكس.

فأما فى الحالة الأولى فهذا خطأ من وجوه :

منها : أن السخرية للمتأمل فى القرآن دأب
أهل الباطل وديدنهم، والقارئ المتدبر للقرآن سيبصر هذا الأمر جيدا.

ومنها : أنها فى ذاتها ليس فيها نفع، فهى لا تجلب حسنة ولا تمحو سيئة.

ومنها : أن من صفات المؤمنين "وهدوا إلى الطيب من القول " فالسخرية لا يمكن وصفها أنها من طيب القول، إذن ففاعلها تخلى عن صفة من أهم صفاتهم !

ومنها : أنها تلهى عن ذكر الله، واللسان الذى ذاق حقا لذة ذكر الله لأشتغل به عن كل ما سواه بل إنه إن انشغل بغيره عنه عاد بالائمة على نفسه.

ومنها : أنها تلهى كذلك عن الدار الآخرة ففاعلها مغبون، لأنه اضاع وقتا كان اسثماره بالخير خير، فإذا كان الانشغال بالمفضول عن الأفضل من خلل فى الفهم، فكيف بما دون المفضول !! ، ابن تيمية -رحمه الله - قال فى آخر عمره "ندمت على تضييع أوقاتى فى غير معانى القرآن " وهو من هو !! الذى قضى عمره فى العلم والتعليم وقمع أهل البدع ودحض شبهاتهم، ولكن قال ذلك لأنه لما أبحر فى كنوز القرآن ندم أن انشغل بغيره عنه.

ومنها : أن الذى دأبه هذا فى حقيقة الأمر إن كان مخالفه على باطل إلا أنه مشغول بعيب غيره عن عيب نفسه، وبالتالى مشغول عن إصلاح نفسه.

ومنها : إن المسخور منه إذا كان على باطل فهو أقل من أن يتحدث فى شأنه، إلا فى حالة تحذير الناس منه إذا خُشى منه الفتنة ولكن لابد حينها أن تكون لله وحده لإحقاق حق أو إبطال باطل ليس مجرد شهوة كلام أو شهوة إزدراء الآخرين أو شهوة إعلاء نفسه على الآخرين بإزدراءهم _ فإن بعض الناس لا يمدح نفسه لأنه يعلم أن ذلك من العجب لكن الشيطان قد يُلبّس عليه فيدفعه للعجب عن طريق إزدراء الآخرين _ فإن كلامه لله تكلم و إن دخلت على نيته الدواخل فليصمت فإن صمته حينئذ خير من كلامه لأن صمته حينها لله أما حديثه حين حظ نفس ، ففى الحديث : ....فليقل خيرا أو ليصمت " فخيّرنا رسول الله بين قول الخير أو الصمت و الخير لا يكون خير إلا إذا كان لله.

ومنها : أنه فى بعض الأحيان يكون فعل المسخور منه خطأ لكنه رجل له من الفضل الكثير فهنا لا ينبغى أن ننظر إلى سيئاته و نغض الطرف عن حسناته فهذا ليس عدلا و من هذا دأبه فليراجع قلبه _إن كان له قلب _ و لينيب إلى ربه ، قال ابن حجر الهيثمي في الزواجر:" كل من رأيته سيء الظنّ بالناس طالباً لإظهار معايبهم فاعلم أنّ ذلك لخُبْثِ باطنه وسوء طَوِيَّتِه".

ومنها : أن من باب درئ المفاسد عدم السخرية للباطل وأهله لئلا يسخرون هم من الحق و أهله ،قال تعالى "وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ ".

أما فى الحالة الثانية ( أن يكون الساخر على باطل و الآخر على حق ) فهذا ظلم من وجوه :

منها : أن هذا يُنبأ عن عشى البصيرة و عمى القلب فيرى الحق باطلا و الباطل حقا

ومنها: أن هذا الساخر يقع فى الغيبة و البهتان و آفات اللسان.

ومنها : أنه المسخور منه إن كان مثلا عالما من العلماء الربّانبين فقد أهلك الساخر نفسه لأنه عادى أولياء الله ، فليس بعد الأنبياء خير من العلماء فهو ورثتهم ، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : إن الله قال ( من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب .... " رواه البخارى

ولو تدبر المرئ هذا الأية لكفته : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (11)
وهذا الحديث : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه ، ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه ، ولا يدخل الجنة رجل لا يأمن جاره بوائقه" .

وأخيرا من كان أصاب ذنبا فليستغفر الله، و" عليك بحسن الخلق، وطول الصمت، فوالذي نفسي بيده ، ما تجمل الخلائق بمثلهما" حسنه الألباني.


التوقيع :
علمك ما ضمنه صدرك وليس ما حوته مكتبتك
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 16 شعبان 1436هـ/3-06-2015م, 02:19 PM
الصورة الرمزية إسراء خليفة
إسراء خليفة إسراء خليفة غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Jul 2014
الدولة: مصر
المشاركات: 1,182
افتراضي

يا أيها الحيران.. هنا الصلاة فادخل!
د.فريد الأنصاري

إلى أطياف المُدلجين بمحاريب السُّرى..
الموقدين فتيل التراتيل..
من لهيب الشوق و تباريح الجَوى..!
إلى الحيارى التائهين بين الحرائق و الدخان..

*هنا يا صاح! تحت شلالات الصلاة، تستطيع أن تتخلص من أدوائك، و عَبْر بوابتها الخضراء، تستطيع أن تخرج من كهف ذاتك، إلى عالم الخير و الجمال، و فضائه الفسيح.. بعيداً عن شاطئ الصلصال النتن، و كهوف الطين المظلمة!

*الصلاة.. هذه الرياضة الفريدة الشاملة، تفتح أشواقك على ملكوت الله، و تمد فؤادك بِوارد السكينة الرقراق..

* ( وَ الصَّلاَةُ نُورٌ ) رواه مسلم.

هل دخلتَ أقواس النور مرةً في حياتك؟ هل شهِدتَ كوثر السلام المتدفق في ملكوت الله؟ هل ذقت من كؤوس التحيات المقدمة في جلسات التكريم؟ و هل سَبَحْتَ في موجة النور الوهاج؛ فرأيت كيف تمتد الأيدي إلى الله، مستدرةً ألطاف التجلي، و أمطار الغفران، فإذا بها أجنحة مرسلة في فضاءات الأنس و الجمال، و خمائل الرضوان؟

أن تفتح محراب الصلاة؛ يعني أنك تبحر إلى مقامات النور، تحت أشرعة السلام عبر رياضة الأنبياء و الصديقين.. حيث تفيض الروح ببهائها على سائر أعضاء البدن، فتوقد بين الجوانح قناديل خضراء، تملأ القلب سكينة و مواجيد، ذات هالات من نور، تسري بك إلى مقام الجوار الأعلى، لدى الملك العظيم.

فانظر إلى أحوال البهجة الربيعية، و هي تميد أنساماً لطيفة بالغصن السالك إلى الله، ركوعاً و سجوداً، حتى إذا كان مقام التجلي الكريم، أومضت بوارق الأنس في الآفاق، و توهجت القناديل؛ احتفالاً بتدفق شلال الجمال الصافي على الأغصان الساجدة، و تفتحت براعم الخشوع أزهاراً و رياحين.. فإذا الربيعُ عبقٌ يملأ الزمان و المكان! فتنهل النفس الكئيبة من جداول الراحة العذبة، و منابع الرضوان الصافي؛ فرحاً لا تظمأ بعده أبداً..!

ثم تهب ألطاف السلام الندية:
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته!
و تعود إلى وطن التراب أطهر ما تكون، و أجمل ما تكون، و أقوى على اختراق عاصفات الظلام! فما زال بين جوانحك نور علوي، لا يفتأ يستمد زيتَه من مشكاة الله، عند كل مطلع جديد!

*( يَا مُحَمَّدُ إِنَّهُنَّ خَمْسُ صَلَوَاتٍ كُلَّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ ، لِكُلِّ صَلَاةٍ عَشْرٌ ، فَذَلِكَ خَمْسُونَ صَلَاةً )
حديث قدسي،متفق عليه

أي فريضة هذه التي هي فضل كلها، و رحمة كلها، و نور كلها، و جمال كلها؟
و إن عبادة فرضت في السماء، بغير واسطة الملاك؛ لَحَرِيِةٌ بالارتقاء صُعًداً بعشاقها إلى منازل السماء.

فاصطبري يا أبدان على إدامة التطهر بنهر النور! فإن غصناً ينبت في جوار الغدير لا يجف أبداً ! إن لم ينل من فيضه نال من طَلِّه، و إن لم يَرِد من ربيعه ورد من نَداه.. فلم يزل الأمل يسري نضرةً و جمالاً في قَدِّه المياد ركوعاً و سجوداً !

*فهل لك إذن يا صاح! أن تقدح أنوار الفجر بين ضلوعك؟ فتتخلص من أغلال التراب، و تحلق بأجنحة ملائكية في سماء الروح، إلى حيث كثبان المسك و رمال العنبر تُنبت أعشاباً بريةً، ذات أزهار و أنوار، تغمر القلب بعبير السلام!

فَهُبِّي يا رياحُ على التلال ، يبتهج الجمال..!

*هذا الوصف... رذاذ من كوثر الصلاة الفياض، بأذواق التجليات العذبة، و المواجيد اللذيذة.

فاملأ كأسك بأنداء الجمال .. و ذق!

----------
قناديل الصلاة-بتصرف يسير

منقول


التوقيع :
علمك ما ضمنه صدرك وليس ما حوته مكتبتك
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 17 شعبان 1436هـ/4-06-2015م, 05:21 AM
الصورة الرمزية إسراء خليفة
إسراء خليفة إسراء خليفة غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Jul 2014
الدولة: مصر
المشاركات: 1,182
افتراضي

طالبُ العلم .. والقَفَزات ! .. مشاري الشثري

مقال رائـــــــع جدا ..

تمثِّل الإجازة الصيفية ربيعًا علميًّا لطالب العلم، وهي تبرهن على صدق طلبِه إنْ هو استغلَّها، فالعطاء المشيخي تعتريه - عدا مطلعِ الإجازة - عواملُ التعرية لصالح البرامج العلمية الخاصة، إنْ على مستوى طالب العلمِ نفسِه، أو مجموعته الضيقة، فإذا فرَّط في هذه الأيام المهداة كان ذلك طعنا في عدالة جدِّيته.

عليه ليسلَمَ: أن يسعى في تكثيفِ تحصيله، وسدادِ ديونه العلمية، أن يقلِّب دفتر المهام، فيلحقَ الكتابَ بنظيرِه، والمتنَ بشرحِه، ثم يبسطَ سجادة قراءته، ويدنيَ كأسَه المثلوجَ في قيظ الظهيرة النجدية ليبدأ من بعدُ قفزتَه المرتقبة ..
******

القفزة .. لها مبدأٌ ومنتهى
يتفاوت شداة العلم في رسم مشاريعهم العلمية (الجزئية/المرحلية)، وأيًّا ما كانت ماهية تلك المشاريع (حفظ، قراءة، تأليف، ...) فإن الفاضلَ أن يكون مشروعُه الصيفيُّ (قفزةً) ذاتَ مبدأ ومنتهى، بحيث يكون إنجازُه المرحليُّ مكتملَ الأركان، وليس مجردَ خطواتٍ يواصلُ بها مسيرَ مشروعٍ سابق، متعثِّرًا كان أو غيرَه .. وخاصَّةُ هذه القفزات أنها تجعل موقع المشروع من ذهنية طالب العلم ذا حظوة، لتماسكه بسبب قرب إنجازه واتضاح حدوده، ولا أعونَ على ضبط المعارف من ربطِ طالبِ العلم ألِفَ مشاريعه بيائها، كما أن هذه القفزات - إن كانت عاقلةً - تجعل من تعهُّدها بعد ذلك ميسورا.

وقد أكرمني الله بمصاحبة أفذاذٍ أكابرَ في همتهم، سادَةٍ في جديتهم، وما حرَّكني لهذه الكتابة إلا الرغبة في إشعال فتيل الهِمَمِ الصيفيَّةِ بإذاعة قفزاتهم الفاخرة

******
· ابنُ إبراهيم الفرضي:

صَحِبته بعد فرضِيَّته، فوجدته على حداثة سنِّه فرضيًّا بامتياز، يتناول المسائل الفرضية ويحلِّلها بجهدٍ يجانس الجهد الذي يبذله مَن يعبث بهاتفه حين يقلبه بأصبعيه، أخذت أسائله عن مشروعه الفرضي فقال لي:

(تعلمتُ الفرائض دفعة واحدة، واستغرق ذلك مني شهرين تقريبا، سمعت فيها "شرح الرحبية" للشيخ د. سعد الخثلان، ولخَّصته - وقد أراني دفاترَه بخطِّه الفاتر السيِّئ - تلخيصًا، وحفظتُ منظومة "موقظة الوسنان" للشيخ بدر العوَّاد - وهي منظومة راقصة فائقة -، وقد كنت أتمرَّن على المسائل الفرضية .. لـمَّا تعلمت الفرائض تلك الأيام تعلمتها بحقّ، وأصبحتُ فَرَضيًّا، وكنت أشرحها لطلاب كلية الشريعة، كما شرحت موقظة الوسنان كاملة، وشرحت أبوابًا من الفرائض والمناسخات لبعض مجاميع الطلبة مرارًا، وليس لي من عتاد إلا ذانك الشهران).

· ابنُ ناصرٍ الخالدي:

كتب لي تجربته الفاذَّة بيده الشريفة، نصُّها:

(أحسست يومًا بضعف في معرفة تفسير كلام الله، فعزمت على قراءة تفسير كامل لكلام الله، فاستشرت، ووقع الاختيار على "تفسير ابن جزي الغرناطي"، فذهبت لمدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم في إجازة صيفية، وقرأت التفسير كاملا قراءةً فاحصةً في عشرة أيام، ثم عدت.

أصدقُك القول: تغيرت قراءتي لكتاب الله بعد هذه التجربة، بل أصبحت أتتبع كل ما يُكتَب حول علم التفسير، وكان أثرُ هذه التجربة ملحوظا لكل من جالسني من أصحابي بعد البرنامج، والحمد لله رب العالمين).

· ابنُ عبدالعزيز التيميّ:

لا أخفي عجبي يوم ناولني (الفلاش ميموري) لأنسخَ له ملفًّا .. لما فتحته - وقد كان واقفا أمامي - طلب مني نسخ الملف في مجلدٍ عنونه بـ (الجامع)، دخلت المجلد فبهرتني عناوينه المعرفية الموزَّعة على مئات الصفحات التي قيَّدها من وحي قراءاته، ولظنِّي ممانعتَه إن طلبت نسخه، باشرت نسخَه وألقيت الوَرَع جانبا ولم أستأذنه، وذلك أن المفاسد الجزئية تنطمر في جنب المصالح الكلية !

أخذت أحادثه وأسلِّيه حتى اكتمل النسخ، ثم صارحته بجريرتي، حاولَ جاهدا أن يستنقذ مجلدَه لكني أصررت على فكِّ الاحتكار، ونجحت باشتراطات معينة .. سألته أن يحدثني عن إحدى قفزاته التي أفرزت مئات الأوراق هذه، فقال لي:

(أُثيرت في بعض المنتديات جملة إشكالات حول موضوع البدعة، واستطال بعضهم بنصوص لابن تيمية يظن فيها سَنَدًا لشبهاته، فكان ذلك حافزا لي على مراجعة المشروع التيمي، فأخذت مجموع الفتاوى وقرأت مجلداته الخمسة والثلاثين في شهر تقريبا).

· ابنُ عمر المعاملاتيّ:

أَثَرتُ عليه بعض السؤالات المتعلقة بالمعاملات المالية المعاصرة والبحوث المكتوبة فيها، فكان يتكلم عن حادِّ المسائل ونادِّ البحوث ككلامه عن حلية طالب العلم، وفي سياق إمعانه في إثارة المسائل وغربلة البحوث بعث الله من فِيه كلامًا يبحث في أرض دهشتي .. قال:

(تقدَّمت إلى دائرة عملي بطلب إجازة مدةَ أسبوعين، ثم طفقت أذهب كل يوم إلى مكتبة الملك عبدالعزيز من شَرخِ الصباح حتى العتمةِ - قريبًا من العاشرة -، فجردت كلَّ ما فيها من كتب المعاملات المالية المعاصرة، وكتبت عن كل كتابٍ تقريرا).

يا ويلتى، أعَجَزت أن أكون مثلَه !

· ابنُ عبدالرحمن الرشيدي:

هذا الشابُّ من أفراد من رأيتُ شغفًا بالقراءة وتهالكًا عليها، وكم كان لتحدثه عن مشاريعه وقراءاته من أثر بالغ في إذكاء همَّتي الباردة، ولو استقصيتُ ما أدركته من مشاريعه لاستطالت المقالة، ولكني سأكتفي منها بشاهدٍ يدل على ما وراءه .. قال لي مرةً:

(أردت الإشراف على التاريخ الغربي المعاصر، فاقتنيت "موسوعة هوبز باوم" في التاريخ الغربي الحديث، وهي تقع في أربعة أجزاء في قرابة أربعة آلاف صفحة، فأنهيتها بفضل الله في أسبوعين)

· ابنُ زيدٍ القحطاني:

في ثاني سنيِّه الجامعية لحظ أقرانه بروزَه النحويّ، على غير العادة في محيطه النائمِ نحْويًّا، باحثته حول برنامجه فكتب لي:

(أوصاني أحد أشياخي بسماع الشرحِ العثيمينيِّ لمتن الآجرومية "16 شريطًا"، فسمعته بعد أن حفظت المتن، وقرأت شرح عبدالحميد مع تدوين الزوائد العثيمينة على هوامشه، فأنهيت ذلك في مدة متوسطة، ولما أقبَلَتْ إحدى الإجازات الصيفية عزمتُ على تطويقِ النحو، فلم أشغل نفسي بغيره، أنهيت شرح الشيخ عبدالله الفوزان على قطر الندى "29 شريطًا" وقيدت زوائده على شرح ابن هشام، وبعد أسبوع من فراغي منه شرعت في حفظ ألفية ابن مالك، فكان نجازُها في 25 يومًا مع مطالعة شرح ما أشكل عليَّ من أبياتها من خلال نافذة الأشموني ودليل السالك)

· ابن محمد الراشديّ:

عرفته وهو طالبٌ في المرحلة الثانوية، لكني عرفته ابنًا للحواسيب والمواقع الشبكية، وليس له إذ ذاك في القراءة ناقة ولا جمل، غبتُ عنه، بل غاب عني، ثم لقيته بعد سنين فإذا بعينيه كتابان ناطقان، اجتاحتْه طفرة معرفية أذهلت كلَّ من تعلق منه أيام الثانوية بطرف ..له مشاريع فاخرة، وقد سألته أن يحدثني عن آخر مشاريعه فكتب لي:

(كانت الهمة نائمة، وفي يوم عادي وبشكل عفوي حدثني أحدهم أنه قرأ برمضان المنصرم التفسيرَ الفلاني وهذا الشهر - رمضان 1433 هـ - سيقرأ تفسيرًا غيره .. قالها بكل بساطة !

استحقرت ذاتي وعزمت على البدء بأول تفسير، فكان الاختيار على كتاب الظلال للشهيد سيد قطب تقبله الله، فعقدت العزم على إنهاءه برمضان.

بدأت .. وكان الأثر يصافحني كلَّ ليلة في قرآنِ التراويح .. الآية من الإمام والتفسير من الذاكرةِ الطريَّةِ حديثةِ العهد بمعاني القرآن، كانت لهذه القراءة الأثر البين عليّ، لأنك ترى أثرها كل ليلة، فكنت أسرعَ مما ظننت، فأنجزته في اليوم العشرين ولله الحمد، وكان لها أثرٌ آخرٌ أكثرُ عمقًا: كسرت الحواجز التي بيني وبين مطوَّلات الكتب)

الجدير بالذكر أن تفسير الظلال يقع في 4012 صفحة من القطعِ الكبير، الكبيرِ جدًّا

هناك الكثير من الشواهد المبثوثة في كتب السير والتراجم، ولكني قصدتُّ أن أقيِّد ما وقفتُ عليه بنفسي، فذلك أجدر في إيقاظ همتي وإذكاء همتك، لنستثمر هذه الإجازة التي آذنت أيامها الأولى بالرحيل .. (وعلى الله قصدُ السبيل)

******
ثلاثُ خطراتٍ في فقه القفزات

· الأولى:

لتكنْ محدودَ المصادر، ولا تشتِّت قفزتك بكثرة منافذ المطالعة، فالمشاريع المرحليَّة بحاجة إلى مزيد تركيز، وتكثيفٍ للنظر في مساحات محدودة، فإذا عزمتَ على حفظ عمدة الأحكام فخذ كشفَ السفَّاريني أو عُدَّةَ العطَّار، وإذا نهضتَ لبلوغ المرام فلا تجاوز منحةَ الفوزان، وإذا طمعت في ذوق مستصفى الغزالي فأدنِ منك مصدرًا أو مصدرين، ولْيكُن إحكامَ الآمديّ مع شرح مختصر الروضة للطوفي، وبَسْ.

· الثانية:
أعِدَّ متكأ القفزة بعناية، أبلِغ في ترتيبه وتطييبه، خلِّصه من مكدِّرات العصر، وسائلِ التواصل الاجتماعي، افعل كلَّ ما يعينك على نجازِ مشروعك، ولو كلَّفك الكثير، ولا تكن شحيحا، فـ (الاقتصاد الصحيح أن تنفق في ما تحتاج إليه كلَّ مبلغٍ مهما يكنْ كبيرا، وإيَّاك أن تشتري شيئا لا تحتاج إليه مهما يكن متدنيا) قاله عمر فرُّوخ نقلًا عن عمِّه حسين.

الثالثة:
لتكن أيام قفزتك كالشركاء المتشاكسين، يقايض بعضها بعضا .. لا تُجرِ بين أيامك عقود تبرع، ولك في أجزاء يومِك الواحدِ مندوحة عن بسط اليد السفلى لبقية الأيام، إذا فاتك نصيب الفجر فأدِّه الظهر، أو العصر فأدِّه مغربًا، وإنما سَيلُ العثرات اجتماعُ نُقَطِ التأجيل.

نقلا عن صفحة "ملتقى أهل الحديث" على الفيس بوك


التوقيع :
علمك ما ضمنه صدرك وليس ما حوته مكتبتك
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مختارة, لقاءات


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:28 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir