اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أنس بن محمد بوابرين
قال ابن القيم رحمه الله: (واختصّت آية النساء بالقسط والشهادة لله، وآية المائدة بالقيام لله والشهادة بالقسط لسر عجيب من أسرار القرآن ليس هذا موضع ذكره).
فهلا تكرمتم شيخنا الكريم أثابكم الله ببيان هذا السر الذي ذكر.
وجزاكم الله خيرا
|
مثل هذا التقديم والتأخير يكون سببه غالباً مراعاة السياق، وقد قال ابن عاشور رحمه الله تعالى في تفسيره في جواب هذا السؤال في تفسير آية المائدة: (وقد تقدم نظير هذه الآية في سورة النساء ولكن آية سورة النساء تقول: {كونوا قوامين بالقسط شهداء لله} وما هنا بالعكس.
ووجه ذلك أن الآية التي في سورة النساء وردت عقب آيات القضاء في الحقوق المبتدأة بقوله: {إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله}؛ ثم تعرضت لقضية بني أبيرق في قوله: {ولا تكن للخائنين خصيما} ثم أردفت بأحكام المعاملة بين الرجال والنساء فكان الأهم فيها أمر العدل في الشهادة؛ فلذلك قدم فيها {كونوا قوامين بالقسط شهداء لله} ؛ فالقسط فيها هو العدل في القضاء ولذلك عدي إليه بالباء إذ قال: {كونوا قوامين بالقسط}.
وأما الآية التي نحن بصدد تفسيرها فهي واردة بعد التذكير بميثاق الله فكان المقام الأول للحض على القيام لله أي الوفاء له بعهودهم له، ولذلك عدي قوله: {قوامين} باللام، وإذ كان العهد شهادة أتبع قوله: {قوامين لله} بقوله: {شهداء بالقسط} أي شهداء بالعدل شهادة لا حيف فيها، وأولى شهادة بذلك شهادتهم لله تعالى.
وقد حصل من مجموع الآيتين: وجوب القيام بالعدل والشهادة به ووجوب القيام لله والشهادة له)ا.هـ.