![]() |
تطبيقات على درس الأسلوب الاستنتاجي
تطبيقات على درس الأسلوب الاستنتاجي الدرس (هنا) |
قال تعالى :(وَالْعَصْرِ * إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ﴾ (العصر1-3)
قال تعالى : ( والعصر ) -لعظم هذا الزمان ،وتصرف وتبدل أحواله ،ومافيه من عبر للناظر ،ولأنه محل أفعال العباد ، أقسم الله به وجلَ من شأنه . (لفي خسر ) : -خسارة الإنسان بإحباط العمل ، وعدم القبول ، فالمؤمن متقلب بهذه الدنيا وما فيها من بلاء وفتن ،ومن خلط عمل صالح بعمل سيء، والخسران أحاط به من كل جانب ، فباب التوبة مفتوح ،وهي التوبة الصادقة التي تجب ماقبلها . -تنكير { خسر } يجوز أن يكون للتنويع ، ويجوز أن يكون مفيداً للتعظيم والتعميم في مقام التهويل وفي سياق القسَم ، ذكره ابن عاشور -سلامة النفس من الخسران لاتكون إلا بالإيمان بالله والعمل الصالح قوله (إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات ) ،فيها تسلية للمسلم وبشارة ،بإستثاءه ببلوغ الفوز والنجاة من الخسارة -(الصالحات) ، التعريف هنا قصد به الإستغراق بفعل الأعمال الصالحة ، وترك النواهي ، فهي طريق المؤمن الحق - كمال الإيمان لايتم إلا بالتواصي على الحق والتواصي بالصبر ، فعلى المؤمن التواصي مع أخيه في سراءه وضراءه -استثناء الله سبحانه المؤمنين الموحدين دليل على كمال إيمانهم ، ولأنهم عملوا بجوارحهم بفعل الأوامر واجتناب النواهي، واستبقوا الخيرات ، ويمكن أن يشمل من عملوا ضد ذلك بالخسران المبين -الإستثناء بقوله :(إلا الذين آمنوا )، يبين أن الناس فريقان ،فريق يلحقه الخسران ، وفريق لايلحقه ،فالذين آمنوا وعملوا الصالحات لايلحقهم ذلك لكمال إيمانهم قوله (تواصوا بالحق ) ، قال قتاده وأكثر أهل العلم هو القرآن ، فما أعظمهم من تواصي ، وتدارس لكتاب الله ، ومافيه من أحكام وعبر ، فالمؤمن من يستلهم من معانيه ومواعظه . -( وتواصوا بالصبر ) ، -الصبر بالمعنى العام ليس على المصائب فحسب ،بل يشمل الصبر على الطاعات وفعلها والمعاصي وتركها ، ذكره قتادة وأكثر أهل العلم -التواصي بين العباد ،ديدن المؤمن الحق ، وشأن حياته ، فلا يتم إلا إذا أصلح من نفسه وساقها للخيرات ، فكيف يأمر بعمل وهو لايفعله ، وقد قال الله تعالى توبيخاً لبني إسرائيل : { أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون } [ البقرة : 44 ]، بتصرف من تفسير ابن عاشور -العبد المؤمن يستغل نشاطه وشبابه في العمل الصالح ، ليدخر ماكان يعمله لوقت مرضه وهرمه . قال ابن عون عن إبراهيم :الإنسان إذا عمر في الدنيا وهرم ، لفي نقص وتراجع إلا المؤمنين ، فإنهم يكتب لهم أجورهم ومحاسن أعمالهم التي كانوا يعملونها في شبابهم وصحتهم ، وهي مثل قوله : (لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ثم رددناه أسفل سافلين إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات،) سورة التين ذكره البغوي -الخسران يشمل الأعمال السيئة ،ظاهرها وباطنها ، والعبد المسلم إذا ترك فعل الكبائر والفواحش ،وكان نصيبه اللمم من الذنوب ،فالله لطيف بغفرانه لمن شاء ،قال عز من قائل :( إن الحسنات يذهبن السيئات }[ هود : 114 ] . -رغم مافي هذا السورة من بشارة للعبد المؤمن الموحد ، إلا أن فيها وعيد شديد وخسارة لمن لم يتصف بالإيمان والعمل الصالح والتواصي بالحق والصبر ، فهي دليل على عظم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر - هذه السورة فيها صفات منجية من بلوغ الخسران ، قال الشافعي رحمه الله : لو تدبر الناس هذه السورة ، لوسعتهم .ذكره ابن كثير -وقال الآلوسى: وهي على قصرها جمعت من العلوم ما جمعت، ذكره الطنطاوي |
وَلَا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِّأَيْمَانِكُمْ أَن تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)
في هذه الآية أمور منها : - يجب تعظيم الله ومن تعظيم الله عدم كثرة الحلف . - من تعظيم الله الحرص على حفظ الأيمان ويستثنى من ذلك إذا كان البر باليمين يتوجب ترك ماهو أحب إلى الله أو اتقاء شر أو اصلاح بين الناس . - من حلف على محرم وجب عليه الحنث ، وأما في المباح فوجب عليه حفظ اليمين من الحنث . - الأيمان جاءت في القرآن بمعاني أخرى ، فيعرف معناها بحسب القرينة والسياق ،فهنا جاءت اليمين بمعنى الحلف ، وتأتي بمعنى الرقيق كما في قوله تعالى ( وما ملكت أيمانكم ) ، ويطلق اليمين أيضا في القرآن على جهة اليمين واليد اليمين كما في قوله تعالى : ( عن اليمين وعن الشمال عزين ) ، وقوله ( وعن أيمانهم وعن شمائلهم ) . - من حلف بغير الله فلا يجب عليه الوفاء ولا كفارة له وعليه التوبة من ذلك لأنه شرك . - ومن حلف بالله على أمر ماض أنه كان وهو لم يكن وهو عالم ذلك فهذا نوع من الحلف يسمى اليمين الغموس وهو من الكبائر ، وسميت يمينا غموسا لأنها تغمس صاحبها في النار . - النهي عن استعمال الحلف الكاذب في الأمور التي فيها الخير وللإصلاح بين الناس . - -الله سميع عليم ، فيسمع الحالف حين حلفه ويعلم سره وجهره ؛ وعليه لو حلف الشخص دون قصد فإن الله يعلم ذلك ،فلا يؤاخذه عليه ولا كفارة له ،كما قال تعالى : ( لايؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم ) ، فما عقد عليه اليمين فإنه محاسب عليه لأن الله سمعه وعلمه . |
تقويم تطبيقات الأسلوب الاستنتاجي 1: صفية الشقيفي أ+ أحسنت بارك الله فيك ونفع بك. 2: بدرية صالح أ+ أحسنت بارك الله فيك ونفع بك. 3: هيا أبو داهوم أ أحسنت بارك الله فيك ونفع بك. - الرقيق هم ملك اليمين، لا اليمين نفسها. - بالنسبة لقولك: (النهي عن استعمال الحلف الكاذب في الأمور التي فيها الخير وللإصلاح بين الناس)، فقد أجاز أهل العلم الحلف الكاذب لغرض الإصلاح. - توجد أخطاء في كتابة الآيات القرآنية وقد قمتُ بتصحيحها، فاعتني بمراجعة الرسالة قبل اعتمادها خاصّة الآيات فيها. رزقكم الله العلم النافع والعمل الصالح |
رسالة في تفسير قوله تعالى ( فبما رحمةٍ من الله لنت لهم ... إن الله يحب المتوكلين)
(فبما رحمةٍ من الله لنت لهم ولو كنت فظًا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين)
(فبما رحمةٍ من الله لنت لهم) - رحمة الله أساس كل خيرٍ في الدنيا والآخرة وأصل كل اهتداء، ورحمة المخلوقين فيما بينهم إنما هو من رحمة الله ويؤيد هذا أن "ما" صلة فيها معنى التأكيد، وأن تقديم المجرور مفيد للحصر الإضافي ، أي : برحمة من الله لا بغير ذلك. - بيان حسن خلق الرسول – صلى الله عليه وسلم- وأنه من تأديب الله له ومما فطره الله عليه برحمته، ويؤيد هذا قوله (من الله). - أن حسن الخلق وصف تقرّر وعرف من خُلقه – صلى الله عليه وسلم- دل على ذلك فعل الماضي في قوله { لنت } - أن من أوجب الواجبات، وأهم المهمات، الاقتداء بأخلاقه الكريمة، ومعاملة الناس بما يعاملهم به صلى الله عليه وسلم، من اللين وحسن الخلق والتأليف. - في اللين والمحبة جذب لقلوب الناس ومدعاة للامتثال للأمر ( وما كان الرفق في شيء إلا زانه) وسوء الخلق منفر للناس جالب للكراهية صاد عن القبول والامتثال. - أن الرحمة التامة في اللين من غير ضعفٍ ويكون في تنفيذ الشريعة بدون تساهل وبرفق وإعانة على تحصيلها ؛ فالباء للمصاحبة ، أي لنتَ مع رحمة الله : إذ كان لينه في ذلك كلّه ليناً لا تفريط معه لشيء من مصالحهم، ولا مجاراةً لهم في التساهل في أمر الدّين ، فلذلك كان حقيقاً باسم الرحمة . (ولو كنت فظًا غليظ القلب لانفضوا من حولك) - فيها: تصديق الكتب السماوية بعضها لبعض فقد وصف النبي صلى الله عليه وسلم في القرآن بأنه ليس فظًا ولا غليظًا وكذا صفته في التوراة (ليس بفظٍ ولا غليظ). - الفرق بين الفظاظة والغلظة :أن الفظاظة تكون في القول والغلظة في الفعل. {فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ } - أنه ينبغي رحمة المذنب والمخطئ والرفق به حتى لا يمنعه الاحتشام والهيبة من القرب بعد المعصية. - التدرج في التربية والتأهيل فأمر النبي بالعفو عنهم في حقه خاصة فلما حازوا هذه الدرجة أمره بالاستغفار لهم عن تقصيرهم في حق الله فلما ارتقوا لهذه الردجة أمره بمشاورتهم إذ صاروا بعد ذلك أهلًا للمشاورة . (وشاورهم في الأمر) - أن المشاورة من العبادات المتقرب بها إلى الله وهي من قواعد الشريعة وعزائم الأحكام. - أن المشاور ينبغي أن يتحرى لمشورته أهل العلم والفضل والرأي من الناس. - أن المشاورة فيها تسميح الخواطر، وإزالة لما يصير في القلوب عند الحوادث. - أن المشاورة جالبة للطاعة التامة والمحبة الخالصة والنشاط للعمل فإن من له الأمر على الناس إذا جمع أهل الرأي والفضل وشاورهم في حادثة من الحوادث اطمأنت نفوسهم وأحبوه، وعلموا أنه ليس بمستبد عليهم، وإنما ينظر إلى المصلحة الكلية العامة للجميع، فبذلوا جهدهم ومقدورهم في طاعته، لعلمهم بسعيه في مصالح العموم، بخلاف من ليس كذلك، فإنهم لا يكادون يحبونه محبة صادقة، ولا يطيعونه وإن أطاعوه فطاعة غير تامة. - أن المشاورة مجلبة للطف الله تعالى وتوفيقه للصواب فالمؤمنون إذا تشاوروا في أمور دينهم متبعين الحق في ذلك، لم يُخْلهم الله عز وجل من لطفه وتوفيقه للصواب من الرأي . - ما في المشاورة من الفضل والبركة ولهذا أرشد لها رسوله – مع عدم حاجته لها وهو يأتيه خبر السماء – لتستن به أمته. - جلالة وقع المَشُورة لذكرها مع الإيمان وإقامة الصّلاة مما يدلّ على أنَّنا مأمورون بها، يدل عليه قوله تعالى{ وأقاموا الصلاة وأمرهم شورى بينهم } - أن المشاورة تكون فيما لم يأتِ فيه نص أو أثر من الأمور . - مراعاة حال المدعوين وتأليف قلوبهم، يدل على ذلك: 1- مشاورة النبي لأصحابه قال مقاتل وقتادة والربيع: كانت سادات العرب إذا لم يشاوروا في الأمر شق عليهم: فأمر الله تعالى؛ نبيه عليه السلام أن يشاورهم في الأمر: فإن ذلك أعطف لهم عليه وأذهب لأضغانهم، وأطيب لنفوسهم. فإذا شاورهم عرفوا إكرامه لهم. 2- لينه معهم فالعرب أمَّة عُرفت بالأنفة فهم محتاجون للين؛ ليتجنّبوا بذلك المكابرةَ الَّتي هي الحائل الوحيد بينهم وبين الإذعان إلى الحقّ . - أن المشاورة مذهبة للملامة والحزن الناشئ عن فوات المطلوب أو عدم تمامه؛ فإن المشاوِر وإن أخطأ أو لم يتم له مطلوب، فليس بملوم لأنه استفرغ الجهد في إعمال عقله واستعان بعقول أهل العلم. - أن المستشار مؤتمن فينبغي أن يبذل جهده في إسداء النصيحة. - أن المستشار غير ضامن إذا اجتهد في الصلاح وبذل جهده فوقعت الإشارة خطأ. - صفة المستشار في الأحكام أن يكون عالما دينا عاقلًا، وصفة المستشار في أمور الدنيا أن يكون عاقلا مجربا وادا في المستشير. - أنّ المشاورة بها يستخرج الحقّ والصّواب ، يدل على ذلك أصل اشتقاقها من شار العسل أي جناه من الوقَبَة أو من شار الدابّة إذا اختبر جَريها عند العرض على المشتري. فالمشاور لا يكاد يخطئ في فعله، بسبب إعمال العقول فيما وضعت له، فصار في ذلك زيادة للعقول. - الاستشارة تكون في الأمر المهمّ المشكل من شؤون المرء في نفسه أو شؤون القبيلة أو شؤون الأمة . وفي مراتب المصالح كلها يدل عليه أن ( أل ) في الأمر للجنس ، والمراد بالأمر المهمّ الَّذي يؤتمر له - ترك التشاور تعريض بمصالح المسلمين للخطر والفوات - قد يَخْرج من آراء أهل الشورى رأي آخر يلوح للمستشير سداده ، وفي المثل : «مَا بَيْنَ الرأيَيْن رأي» . {فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ} - أنه بعد الاستشارة عليه أن يعزم أمره على الفعل ويتوكل على الله لا على المشاورة متبرئا من الحول والقوة. - أن العزم هو الأمر المروى المنقح، وليس ركوب الرأي دون روية عزما. أخرج ابن مردويه عن علي قال « سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن العزم فقال : مشاورة أهل الرأي ، ثم أتباعهم » . - لا ينبغي لمن عزم أن ينصرف؛ لأنه نقض للتوكل الذي شرطه الله عز وجل مع العزيمة - أن العزم يكون بعد الشورى وظهور وجه السداد، وهو ظاهرٌ من التفريع (فإذا عزمت ) - لا ينبغي لمن عزم – بعد الشورى- أن يتردد أو يتأخر؛لأنّ للتأخّر آفاتٍ ، والتردّد يضيّع الأوقات. (إن الله يحب المتوكلين) - وفيها :محبة الله للمتوكلين اللاجئين إليه؛ لأنّ التوكّل علامة صدق الإيمان، وفيه ملاحظة عظمة الله وقدرته واعتقادُ الحاجة إليه ، وعدم الاستغناء عنه وهذا، أدب عظيم مع الخالق يدلّ على محبّة العبد ربّه فلذلك أحبَّه الله. -هذه الآية أوضح آية في الإرشاد إلى معنى التَّوكل: فبين فيها ضرورة الأخذ بالأسباب وهي المشاورة (وشاورهم في الأمر) مع عدم الركون للمشاورة بل اعتماد القلب على الله (فتوكل على الله). |
اقتباس:
التقويم : أ أحسنتِ ، بارك الله فيكِ. - يفضل التقدمة للرسالة بما يناسب قبل الشروع في سرد الفوائد. - اعتني بإسناد الأحاديث والآثار وعزوها إلى مصادرها ، وبيان حكمها من حيث الصحة والضعف - إن أمكن - مثال : أثر مقاتل وقتادة والربيع ، سقت كلامهم في مساق واحد دون بيان مصدره. - الخصم للتأخير. |
الساعة الآن 11:26 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir