الدرس الخامس عشر: علماء واسط في القرون الفاضلة
علماء واسط في القرون الفاضلة عناصر الدرس: ● تمهيد طبقة التابعين: 1: يعلى بن عطاء العامري(ت:120هـ) 2: أبو هاشم يحيى بن دينار الرماني (ت:122هـ) 3: أبو الحكم سيّار بن دينار العنزي الواسطي(ت:122هـ) 4: القاسم بن أبي أيوب بهرام الواسطي(ت: 125هـ تقريباً ) 5: أبو بشر جعفر بن إياس بن أبي وحشية اليشكري(ت:125هـ) 6: منصور بن زاذان الواسطي(ت:131هـ) 7: أبو عقيل هاشم بن بلال الواسطي(ت:135هـ تقريباً) 8: حسين بن حسن الواسطي طبقة تابعي التابعين: 1: أيوب بن مسكين القصاب(ت:140هـ) 2: مستلم بن سعيد الثقفي(ت:145هـ تقريباً) 3: العوام بن حوشب بن يزيد الشيباني الربعي(ت:148هـ) 4: أصبغ بن زيد بن علي الجهني(ت:159هـ) 5: سفيان بن حسين بن حسن الواسطي 6: شعبة بن الحجاج بن الورد الأزدي (ت:160هـ) 7: أبو عوانة الوضاح بن عبد الله اليشكري(ت:176هـ) 8: خلف بن خليفة الأشجعي(ت:181هـ) 9: هشيم بن بشير بن أبي خازم السلمي(ت:183هـ) 10: عباد بن العوام بن عمر بن عبد الله الكلابي(ت:185هـ) 11: صالح بن عمر الواسطي(ت:187هـ) 12: محمد بن يزيد الكلاعي الواسطي(ت: 190هـ ) 13: إسحاق بن يوسف الأزرق(ت:195هـ) 14: سرور بن المغيرة بن زاذان السلمي 15: يزيد بن هارون بن زاذي السلمي(ت:206هـ) |
واسط:
وأما واسط فهي مدينة عراقية على نهر دجلة على رأس مثلث بين الكوفة والبصرة، بناها الحجاج بن يوسف الثقفي ليكون أقرب إلى البلدين، وكانت تسمّى واسط القصب؛ فسماها واسطاً، وأنفق في بنائها مالاً كثيراً حتى ذُكر أن ما أنفقه في بناء واسط وفي فتنة ابن الأشعث قد استغرق خراج العراق خمس سنين. ذكر بحشل وهو أسلم بن سهل الواسطي(ت:292هـ) في كتابه "تاريخ واسط" أنّ الحجاج اشترى موضعها من رجل من الفرس سنة 75هـ بعشرة آلاف درهم، فأقام بها، وأمر ببناء القصر والمسجد والسورين، وحفر الخندق وأجرى النهر وفرغ منها سنة 78هـ، وأنفق عليها خراج العراق كلّه خمس سنين. وبالغ في تنظيمها، ورتّب أسواقها، وجعل لكل أهل حرفة قطعة لا يخالطهم فيها غيرهم، وأمر أن يكون مع كلّ أهل قطعة صيرفيّ، ونقل إلى واسط وجوهاً من أهل الكوفة والبصرة. - قال أبو سفيان الحميري: (لم يكن بالعراق أفصح من أهل واسط، وذلك أن الحجاج كان لا يدع أحدا من أهل السوادِ يسكن واسطا، فلم يزل على ذلك حتى زال ملك بني أمية، فسكن فيها أهل السواد. وأما أهل الكوفة فخالطهم أهل السواد وسكنوا معهم، وأما أهل البصرة، فخالطهم الخوز وسكنوا معهم. وكان الحجاج لا يدع أحدا من أهل السواد يبيت بواسط. إذا كان الليل أخرجوا عن واسط، ثم يعودون بالغداة في حوائجهم). رواه بحشل في تاريخ واسط. ثم ذكر بحشل أن ممن قدم واسط من الصحابة رضي الله عنهم: أنس بن مالك، وأبيُّ بن مالك، وأبو الغادية، وسمراءُ بنتُ نهيك، وأمّ عياش أَمَة رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي جدّة عنبسة بن سعيد بن أبي عياش والد روح بن عنبسة. - قال ابن حبان: (واسط مُحدثة بعد أن أحدثت لم يسكنها صحابي وبعد أن مصرت ما سكنها تابعي). قلت: هكذا قال، وقد سكنها جماعة من صغار التابعين. طبقة التابعين: 1: يعلى بن عطاء العامري(ت:120هـ) روى عن أبيه، ووكيع بن عدس، وأوس بن أبي أوس الثقفي، وعمرو بن الشريد، وغيرهم. وروى عنه: شعبة، وسفيان الثوري، وحماد بن سلمة، وهشيم بن بشير، وأبو عوانة، وغيرهم. وهو مولى عبد الله بن عمرو بن العاص، وكان من أهل الطائف، ثم قدم واسطاً وأقام بها. 2: أبو هاشم يحيى بن دينار الرماني (ت:122هـ) اختلف في اسم أبيه؛ فقيل: دينار، وثيل: نافع. رأى أنس بن مالك، وروى عن: أبي العالية، وأبي وائل، وإبراهيم النخعي، وسعيد بن جبير، وحبيب بن أبي ثابت، ومجاهد، وعكرمة، والحسن البصري، وأبي مجلز، وأبي قلابة الجرمي، وأبي صالح السمان، وغيرهم من الأئمة. وروى عنه: هشيم بن بشير، ومنصور بن المعتمر، وشعبة بن الحجاج، وسفيان الثوري، وشريك بن عبد الله النخعي، وحماد بن سلمة، وحماد بن زيد، وخلف بن خليفة، وغيرهم. - قال منصور بن مهاجر: حدثنا شعيب بن ميمون، قال: سمعت أبا هاشم يقول: (سألت إبراهيم عن مائة ألف باب). رواه بحشل في تاريخ واسط. - قال بحشل: (إنما كان ينزل قصر الرماني؛ فسمي الرماني). وثقه أحمد، ويحيى بن معين وأبو زرعة والنسائي وغيرهم، وأخرج له البخاري ومسلم. وقال أبو حاتم الرازي: (كان فقيهاً، وكان صدوقاً). - وقال الذهبي: (كان من أئمة العلم). 3: أبو الحكم سيّار بن دينار العنزي الواسطي(ت:122هـ) كان عظيم القدر في أهل واسط، وقد اختلف في اسم أبيه فقيل: دينار، وقيل: وردان، وقيل: ورد. روى عن: أبي وائل شقيق بن سلمة، وزر بن حبيش، وعامر الشعبي، وعبد الرحمن بن أبي ليلى، وبكر بن عبد الله المزني، وثابت البناني، وأبي بردة بن أبي موسى الأشعري، وجبر بن حبيب، وجرير بن أبي الهياج الأسدي، وحفص بن عبيد الله بن أنس بن مالك، وأبي حازم الأشجعي، وغيرهم. وروى عنه: إسماعيل بن أبي خالد، وشعبة بن الحجاج، وسفيان الثوري، وعبيد الله بن عمر، وهشيم بن بشير، وأبو هلال الراسبي، وغيرهم. - قال أحمد بن حنبل: (صدوق ثقة ثبت في كل المشايخ). ووثّقه يحيى بن معين، والعجلي، والنسائي، وغيرهم. - قال سليمان بن أبي شيخ: (سيار أبو الحكم مولى جديلة، وأخو مساور الوراق). رواه ابن أبي خيثمة. يريد أنه أخو مساور لأمّه، كما نصّ عليه يحيى بن معين. وقال أبو الحجاج المزي: (من عنزة بن أسامة بن ربيعة بن نزار). وقال الذهبي: مولى عنزة. - قال أسد بن الحكم: سمعت سفيان بن عيينة يقول: قدم عبيد الله بن عمر الكوفة؛ فلما خرج إلى المدينة شيّعه سيّار منازل؛ فدفع إليه خمسمائة درهم؛ فأبى أن يقبلها، وقال: (إني إنما شيّعتُك حباً لعمر بن الخطاب رضوان الله عليه؛ فما كنت لأرزأك عليه شيئاً). رواه بحشل. - وقال الليث بن بكار، قال: سمعت أبي يقول: (كان سيار يذهب إلى مجلس القاضي قبل أن يعقد؛ فلا يزال يصلح بين الخصوم حتى إذا جاء القاضي قام). رواه بحشل في تاريخ واسط. - وقال وهب بن بقية: أخبرني حسين بن زياد، قال: بعث بعضُ القضاةِ إلى سيّار بواسط، فأتاه فقال له: لم لا تجيء إلينا فقد يجيء إلينا من هو دونك؟!! فقال له: (إن أنت أدنيتني فتنتني، وإن باعدتني غممتني، وليس عندك ما أرجوه، ولا عندي ما أخافك عليه، ثم قام). رواه بحشل في تاريخ واسط. - قال البخاري: (قال سيار لأصحابه: ويحكم! أترون أني لا أحسن أجلس إلى سارية؛ فأجمع الناس فأقول: سمعتُ الشعبيَّ، وقال الشعبيُّ؟!!). وهو غير أبي الحكم العنزي البصري ذاك اسمه زيد بن أبي الشعثاء يروي عن البراء بن عازب رضي الله عنهما. وقد ذكر البخاري في ترجمة سيار أبي الحكم أنه روى عن طارق بن شهاب، وتعقبه الدارقطني، وقال: (وهم منه). والحديث الذي رواه أبو داوود في سننه من طريق بشير بن سلمان، عن سيار، عن طارق، عن ابن مسعود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أصابته فاقة، فأنزلها بالناس، لم تسد فاقته، ومن أنزلها بالله، أوشك الله له، بالغنى، إما بموت عاجل، أو غنى عاجل». اختلف في سيّار هذا؛ والراجح أنه أبو حمزة الكوفي. - قال أبو داوود: (هو سيار أبو حمزة، ولكن بشير كان يقول: سيار أبو الحكم، وهو خطأ). - وقال أحمد بن حنبل: (هو سيار أبو حمزة، وليس قولهم سيار أبو الحكم بشيء، أبو الحكم ما له ولطارق بن شهاب، إنما هو سيار أبو حمزة). وقال في موضع آخر: سيار أبو الحكم لم يحدّث عن طارق بن شهاب. وممن ذكر أن سياراً أبا الحكم روى عن طارق بن شهاب أبو حاتم الرازي، وابن حبان، ولعلّهما تبعا البخاري في ذلك، وهي مسألة محلّ بحث ونظر. 4: القاسم بن أبي أيوب بهرام الواسطي(ت: 125هـ تقريباً ) أصله من أصبهان، وروى عن سعيد بن جبير بأصبهان. روى عنه: أصبغ بن زيد الجهني، وشعبة بن الحجاج، وأبو خالد الدالاني، وغيرهما. وهو راوي حديث الفتون المشهور عن سعيد بن جبير عن ابن عباس. وثقه يحيى بن معين وأبو حاتم. - قال شعبة بن الحجاج: أخبرني القاسم بن أبي أيوب، قال: (كان سعيد بن جبير عندنا في قريتنا بأصبهان سنتين، وكان معه غلام مجوسي يخدمه، وكان يأتيه بالمصحف بعلاقته). رواه أبو الشيخ الأصبهاني في طبقات المحدثين بأصبهان. - وقال أبو عبيد الآجري: سئل أبو داود عن القاسم بن أبي أيوب، فقال: (ثقة هو الأعرج سمع من سعيد بن جبير بأصبهان). ذكره أبو الحجاج المزي. 5: أبو بشر جعفر بن إياس بن أبي وحشية اليشكري(ت:125هـ) روى عن عباد بن شرحبيل اليشكري وله صحبة، وعن سعيد بن جبير، ومجاهد، وعكرمة، وعطاء، وعامر الشعبي، ونافع مولى ابن عمر، وغيرهم. وروى عنه: أيوب السختياني، وداوود بن أبي هند، وسليمان الأعمش، وشعبة بن الحجاج، وهشيم بن بشير، وأبو عوانة، وغيرهم. وهو من أثبت الرواة في سعيد بن جبير، وروى عنه في التفسير وغيره فأكثر. - قال أبو حفص الفلاس: (كان عنده كتب). مات بمكة ساجداً خلف المقام. 6: منصور بن زاذان الواسطي(ت:131هـ) أبو المغيرة الثقفي، مولى عبد الله بن أبي عقيل الثقفي. روى عن أنس بن مالك، والحسن البصري، وابن سيرين، وقتادة، وحميد الطويل، وغيرهم. وروى عنه: شعبة، وحبيب بن الشهيد، وجرير بن حازم، وهشيم بن بشير، وأبو عوانة، وخلف بن خليفة، وغيرهم. تحكى عنه أعاجيب في كثرة التلاوة وطول التعبد. - قال أبو الصلت الهروي عن ابن المبارك قال: قلت لهشيم: مَن منصور بن زاذان؟ قال: (كان يصلي الغداة لا يكلم أحداً حتى تطلع الشمس، فإذا طلعت الشمس قام فصلى إلى نحو الزوال، ويدخل منزله، ثم يخرج إلى الظهر، ويصلي ما بين الظهر والعصر، ثم يصلي العصر ويسلم علينا، فيقول: هل من مريض؟ هل من جنازة؟ فإن كان، قام فتبع أو عاد، ثم صلى المغرب، فصلى ما بين المغرب والعشاء، ثم صلى العشاء ثم يدخل منزله). قلت: كم كان هذا حاله؟ قال: (أربعين سنة). رواه يعقوب بن سفيان. - وقال إبراهيم بن عبد الله الهروي: قال هشيم: (لو قيل لمنصور بن زاذان: ملك الموت على الباب ما كان عنده زيادة في العمل). قال: (وذلك أنه كان يخرج ويصلي الغداة في جماعة، ثم يجلس فيسبح حتى تطلع الشمس، ثم يصلي إلى الزوال، ثم يصلي الظهر، ثم يصلي العصر، ثم يجلس فيسبح إلى المغرب، ثم يصلي المغرب، ثم يصلي العشاء، ثم ينصرف إلى بيته فيكتب عنه في ذلك الوقت). رواه البيهقي في شعب الإيمان. - وقال شعيب بن حرب، عن أبي عوانة، قال: (لو قيل لمنصور بن زاذان: إنك ميت اليوم أو غداً؛ ما كان عنده من مزيد). رواه أبو نعيم في الحلية. - وقال شعبة بن الحجاج: حدثنا هشام بن حسان: قال: (ختم منصور بن زاذان في ليلة ختمة، وبلغ في الثانية إلى النحل). رواه بحشل في تاريخ واسط. - وقال تميم بن المنتصر: سمعت يزيد بن هارون يقول: زعموا أن منصوراً كان يختم القرآن في كل يوم في الضحى، وإنما كان يعرف ذلك منه بسجود القرآن، وكان سريع القراءة، وكان إذا أراد أن يرتل لم يستطع). رواه بحشل في تاريخ واسط. - وقال الحافظ أبو علي الحسين بن منصور النيسابوري، عن علي بن عثام الكلابي، أنه ذكر منصور بن زاذان؛ فقال: قال لي ابنُ ابنه: (كان جدّي منصور بن زاذان يختم القرآن في شهر رمضان عشرين ومائة مرة). قال: (وكان لا يُسمع منه إلا في وقت لا يصلي فيه). رواه البيهقي في شعب الإيمان. قلت: ابن ابن منصور لا أعرفه. - وقال ابن سعد: (كان ثقة ثبتاً، سريع القراءة، وكان يريد يترسل فلا يستطيع، وكان يختم في الضحى، وكان يعرف ذلك منه بسجود القرآن، وكان قد تحوّل فنزل المبارِك على تسعة فراسخ من واسط). - قال عبد الله بن الإمام أحمد: قال أبي: (كان منصور بن زاذان من أَعْبَدِ الناس، حدّث عنه حبيب بن الشهيد وشعبة وهشيم وأبو عوانة، أرواهم عنه هشيم، وكان منصور يتعبَّد، صاحب صلاة، وكان هشيم يصلي معه، إذا انفتل من الصلاة سأله عن الشيء والكلمة). قال أبي: زعم منصور قال: (سألنا الحسن عمّا بين لوحي المصحف). - وقال أبو معمر القطيعي: ذكر عباد بن العوام أنه شهد جنازة منصور بن زاذان، قال: (فرأيت النصارى على حدة، والمجوس على حدة، واليهود على حدة، وقد أخذ خالي بيدي من كثرة الزحام وأنا حدث). رواه أبو نعيم في الحلية. - وقال عبد الحميد بن بيان: حدثني أبي، قال: (شهدت جنازة منصور فما أمكنهم أن يدفنوه حتى جاء الشرط، فحالوا بينه وبين الناس. وكان معنا رجل من قريش، فقال: هذا والله الشرف، لا ما نحن فيه). رواه بحشل في تاريخ واسط. - قال أحمد بن حنبل، عن يزيد بن هارون: (مات سنة الوباء في الطاعون). رواه البخاري في التاريخ الكبير. - وقال العجلي: (رجل صالح متعبد). وثقه أحمد ويحيى بن معين وأبو حاتم الرازي. 7: أبو عقيل هاشم بن بلال الواسطي(ت:135هـ تقريباً) ويقال: ابن سلال، ويقال: ابن سلام، قاضي واسط، وأصله من الشام. روى عن: أبي سلام ممطور الحبشي، وسابق بن ناجية وروى عنه: شعبة، وسفيان الثوري، ومسعر بن كدام، وهشيم بن بشير، وغيرهم. - قال أحمد بن حنبل: (هو من ولد أبي سلام الحبشي). - قال يحيى بن معين: (هاشم بن بلال ثقة). - قال صالح بن الإمام أحمد: حدثني أبي قال: سمعت يزيد [بن هارون] قال: (أبو عقيل الذي روى عنه شعبه اسمه هاشم بن بلال). 8: حسين بن حسن الواسطي قال البخاري: (سمع أنساً) وروى عن الحسن البصري، وروى عنه شعبة. - قال البخاري: (حسين، أبو سفيان بن حسين، الواسطي، السلمي، قال: أملى عليَّ الحسن كتاباً). - وقال ابن حبان: (ومن زعم أنه سمع أنس بن مالك فقد وهم). - وقال يحيى بن سعيد القطان، عن شعبة قال: حدثني أبو سفيان بن حسين قال: (سمعت رجلاً سأل أنساً عن السحور...).رواه ابن منده في فتح الباب. لم أقف على تاريخ وفاته. طبقة تابعي التابعين: 1: أيوب بن مسكين القصاب(ت:140هـ) ويقال: ابن أبي مسكين، مفتي أهل واسط، من أقران حماد بن سلمة وحماد بن زيد لكنه مات قبلهم بمدة طويلة، ولذلك لم يشتهر حديثه. روى عن: قتادة، وأبي هاشم الرماني، وعبد الله بن شبرمة، وحجاج بن أرطأة، وسعيد المقبري، وغيرهم. وروى عنه: يزيد بن هارون، وهشيم بن بشير، ومحمد بن يزيد الواسطي، وإسحاق بن يوسف الأزرق، وغيرهم. - قال إسماعيل بن يوسف: سمعت إسحاق الأزرق وذكر أبا العلاء؛ فقال: (ما كان سفيان الثوري بأورع منه، وما كان أبو حنيفة بأفقه منه). رواه بحشل في تاريخ واسط. - وقال الفضل بن زياد: سألت أحمد بن حنبل عن أيوب أبي العلاء من أهل الكوفة؟ فقال: (من أهل واسط، وكان مفتي أهل واسط). رواه ابن عدي. - وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: قال أبي: (كان أيوب بن أبي مسكين أبو العلاء رجلاً صالحاً ثقة). رواه ابن أبي حاتم. - وقال أبو حاتم الرازي: (لا بأس به، شيخ صالح يكتب حديثه ولا يحتج به). - وقال ابن حبان: كان يخطئ. - وقال ابن عدي: (أحاديثه ليست بالمناكير، وهو ممن يكتب حديثه، حدّث عن أهل واسط هشيم، ويزيد بن هارون، ومحمد بن يزيد وغيرهم). - وقال أحمد بن حنبل: حدثنا يزيد بن هارون قال: (مات سنة أربعين). رواه البخاري في التاريخ الكبير. - وقال الذهبي: (مات في الكهولة قبل انتشار حديثه). 2: مستلم بن سعيد الثقفي(ت:145هـ تقريباً) أبو سعيد، ابن أخت منصور بن زاذان. روى عن: خاله منصور بن زاذان، والأوزاعي، والحكم بن أبان العدني، وغيرهم. روى عنه: يزيد بن هارون، ومحمد بن يزيد، وسيّار أبو الحكم، وابن المبارك، وغيرهم. - قال وهب بن بقية عن سليمان بن منصور، قال: (كان سعيد أبو مستلم يبيع الأسماء من أهل الشام، يجيئه الرجل وقد ولد له؛ فيقول: ما تريد، اسم العرب أو اسم الموالي؟ فيخرج إليه صحيفة فيها أسماء. فيختار منها اسما فيكتبه له ويعطيه درهمين). رواه بحشل في تاريخ واسط. - وقال محمد بن عبادة: سمعت يزيد بن هارون، يقول: (بتّ مع مستلم بن سعيد، وكان لا يكاد ينام، إنما هو قائم وقاعد). رواه بحشل في تاريخ واسط. - قال إسحاق بن إبراهيم السقطي: سمعت أصبغ بن زيد الوراق يقول يوم مات مستلم: (لو كان هذا في بني إسرائيل، لاتخذوه حبراً). رواه بحشل في تاريخ واسط. - قال أحمد بن حنبل: (شيخ ثقة من أهل واسط، قليل الحديث). 3: العوام بن حوشب بن يزيد الشيباني الربعي(ت:148هـ) روى عن: إبراهيم التيمي، وإبراهيم النخعي، ومجاهد بن جبر، وعطاء بن السائب، وعمرو بن مرة، وأبي إسحاق الشيباني، وأبي إسحاق السبيعي، وحبيب بن أبي ثابت، وسلمة بن كهيل، وغيرهم. روى عنه: شعبة، وهشيم بن بشير، ويزيد بن هارون، ومحمد بن يزيد الواسطي، وغيرهم. - وقال يزيد بن هارون: (كان يكنى أبا عيسى، وكان صاحب أمر بالمعروف، ونهي عن المنكر، مات سنة ثمان وأربعين ومائة). رواه ابن سعد. - وقال أبو بكر بن عياش: أسلم يزيد بن رويم الشيباني على يدي علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فوهب له جارية فولدت له حوشبا). رواه بحشل في تاريخ واسط. - قال الذهبي: (كان يزيد على شرطة علي). - وقال الليث بن بكار: حدثنا أبي، قال: كان العوام صاحب أمر بالمعروف ونهي عن المنكر؛ فكنت أراه يجيء إلى الصيارفة فيقوم فيأمرهم ويتكلم ثم ينصرف). رواه بحشل في تاريخ واسط. - قال عبد الله بن الإمام أحمد: سمعت أبي يذكر عن عبد الرحمن بن مهدي قال: قلت لهشيم: ما أرواك عن العوام بن حوشب؟ فقال: (كان من آخرِ شيوخنا بقي ففتشته). - وقال وهب بن بقية: سمعت هشيماً، يقول: (كان العوام آخر من بقي من أصحابنا فلم نترك عنه شيئاً). رواه بحشل. - وقال العجلي: (العوام بن حوشب بن يزيد بن رويم الشيباني من أنفسهم، كوفي، ثقة رجل صالح، وكان أبوه على شرط الحجاج وكان رجل سوء وكان العوام صاحب سنة ثبت صالح وكان أخوه خراش على شرطة يوسف بن عمر). قوله: (كوفيّ) لعله يريد به النشأة، وإلا فكونه من أهل واسط مشتهر. قال محمد بن عمر الحنفي: حدثني طلاب بن حوشب، قال: (خرج عمي العوام إلى الكوفة يريد الحج، فعاسر الجمالون؛ فقال: "إن أكريتمونا وإلا قسمتُ زادي وتصدقت بما معي من النفقة، ورجعت إلى واسط"؛ فأكروه وتساهلوا عليه). رواه بحشل. - قال أحمد: ثقة ثقة، ووثقه أيضاً يحيى بن معين، وأبو زرعة الرازي، والعجلي، وغيرهم. 4: أصبغ بن زيد بن علي الجهني(ت:159هـ) يعرف بأصبغ الورّاق، مولى جهينة. - قال البخاري: (من أهل واسط يكتب المصاحف). روى عن: القاسم بن أبي أيوب، ومسعر بن كدام، وثور بن يزيد، وغيرهم. وروى عنه: هشيم بن بشير، ويزيد بن هارون، ومحمد بن يزيد الواسطي، وسلم بن قتيبة، وإسحاق بن يوسف بن الأزرق، وغيرهم. - قال أبو بكر الأثرم: سمعت أبا عبد الله سُئل عن أصبغ بن زيد الوراق قال: (ليس به بأس، ما أحسن رواية يزيد بن هارون عنه). ووثقه يحيى بن معين، وقال النسائي: ليس به بأس، وضعّفه ابن سعد. وقال ابن حبان: (يخطئ كثيراً، لا يجوز الاحتجاج بخبره إذا انفرد). 5: سفيان بن حسين بن حسن الواسطي المحدّث المفسّر، مؤدّب الخليفة المهدي. روى عن: الحسن البصري، وابن سيرين، ويونس بن عبيد، وحميد الطويل، وأبي هاشم الرماني، والحكم بن عتيبة، والزهري، وعبيد الله بن عمر، وإياس بن معاوية القاضي، وجعفر بن إياس اليشكري، وغيرهم. وروى عنه: عباد بن العوام، وشعبة، وهشيم، ويزيد بن هارون، غيرهم. - قال الخطيب البغدادي: (مولى بني سليم، وقيل: مولى عبد الرحمن بن سمرة القرشي). - وقال أبو الحجاج المزي: (مولى عبد الله بن خازم السلمي، ويقال: مولى عبد الرحمن بن سمرة القرشي). - وقال أبو بكر الأثرم عن أبي عبد الله أحمد بن حنبل قال: (قد سمع سفيان بن حسين من الحكم، ومن الحسن، وابن سيرين، وكان صاحب تفسير). - وقال سليمان بن أبى شيخ: حدثنا أبو سفيان الحميرى، قال: (كان سفيان بن حسين مؤدّب ولد عبد الله بن عمر بن عبد العزيز، ثم كان مؤدب يزيد بن عمر بن هبيرة، ثم ضمّه أبو جعفر إلى المهدى). رواه أبو القاسم البلخي في قبول الأخبار. - وقال هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري: (أبو محمد سفيان بن حسين الواسطي المعلم مولى عبد الله بن خازم، مؤدب ولد عبد الله بن عمر بن عبد العزيز، ثم كان يؤدب ولد يزيد بن عمر بن هبيرة، ثم ضمه أبو جعفر إلى المهدي). رواه الخطيب البغدادي. - وقال ابن أبي الدنيا: حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري، قال: حدثنا أبو بشر المقدمي، عن أبيه، قال: قال أبو جعفر المنصور لسفيان بن حسين، وكان حسن الصوت بالقرآن: اقرأ، قال: (القرآن لا يتلذذ به). قال: عالم أنت؟ فسكت، فقال له الربيع: أجب أمير المؤمنين، قال: (سألني عن مسألة لا جواب لها، إن قلت: لست عالما وقد قرأت كتاب الله كنت كاذبا، وإن قلت أنا عالم كنت بقولي جاهلا). رواه الخطيب البغدادي. - وقال الحسين بن إدريس: قال عثمان بن أبي شيبة: (سفيان بن حسين مؤدب المهدي، وكان ثقة مضطرباً في الحديث قليلا). رواه الخطيب البغدادي. لقي الزهري في الموسم؛ فلم يضبط حديثه، فلذلك ضعّف جماعة من الأئمة حديثه عن الزهري خاصة، وأما حديثه عن غيره فمن أهل العلم من يصححه ويحتج به، ومنهم من يعتبر به، ومنهم من انتقده لما وقع في بعض حديثه من خطأ واضطراب، وأما هو فصدوق غير متّهم بالكذب، وله أحاديث صالحة. سمعت يحيى بن معين يقول: سفيان بن حسين مولى عبد الله بن حازم السلمى، وكان يؤدب المهدى، وليس به بأس، صالح حديثه، عن الزهري قطّ ليس بذاك - قال ابن أبي خيثمة، عن يحيى بن معين قال: (ثقة في غير الزهري لا يدفع، وحديثه عن الزهري ليس بذاك، إنما سمع منه بالموسم). - وقال يعقوب بن شيبة: (سفيان بن حسين مشهور، وقد حمل الناس عنه، وفي حديثه ضعف ما روى عن الزهري). - وذكره ابن حبان في كتاب المجروحين وقال فيه: (يروي عن الزهري المقلوبات، وإذا روى عن غيره أشبه حديثه حديث الأثبات، وذاك أن صحيفة الزهري اختلفت عليه، فكان يأتي بها على التوهم، فالإنصاف في أمره تنكب ما روى عن الزهري والاحتجاج بما روى عن غيره). - ثم ذكره في الثقات وقال: (من أهل واسط يروي عن عطاء وطاوس والزهري، وأما روايته عن الزهري؛ فإن فيها تخاليط، يجب أن يجانب، وهو ثقة في غير حديث الزهري، مات في ولاية هارون، يجب أن يمحى اسمه من كتاب المجروحين). - قال ابن سعد: (كان مؤدباً مع المهدي، ومات بالري في خلافة المهدي). اختلف في تاريخ وفاته؛ فقال ابن سعد: في خلافة المهدي، وكانت خلافته من سنة 158هـ إلى سنة 169هـ. وقال ابن حبان: في خلافة هارون، وكانت من سنة 170 إلى سنة 193هـ. وقال الذهبي في السير: (توفي في خلافة أبي جعفر، سنة نيف وخمسين ومائة). وقال خليل بن أيبك الصفدي: توفي في سنة 160هـ. 6: شعبة بن الحجاج بن الورد الأزدي (ت:160هـ) أبو بسطام، ولد سنة 83هـ، بموضع قرب واسط، ونشأ بواسط، ثم سكن البصرة، وقد تقدّمت ترجمته في أهل البصرة. - قال عباس الدوري عن يحيى بن معين قال: (كان شعبة واسطياً نزل البصرة). - وقال عفان بن مسلم: حدثنا حماد بن زيد، قال: قال لنا أيوب: (الآن يقدم عليكم رجلٌ من أهل واسط، يقال له: شعبة، هو فارس الحديث؛ فإذا قدم فخذوا عنه). قال حماد: (فلما قدم شعبة أخذنا عنه). رواه ابن عدي. 7: أبو عوانة الوضاح بن عبد الله اليشكري(ت:176هـ) مولى يزيد بن عطاء اليشكري. - قال الخطيب البغدادي: (كان من سبي جرجان، ورأى الحسن البصري، ومحمد بن سيرين، وسمع من محمد بن المنكدر حديثا واحداً). وروى عن: قتادة، والسدي، وأيوب، وأبي بشر اليشكري، ومغيرة بن مقسم الضبي، وعمرو بن دينار، والأعمش، ومحمد بن إسحاق، وغيرهم كثير. وروى عنه: ابن علية، وشعبة، وعبد الرحمن بن مهدي، وعفان بن مسلم، وقتيبة بن سعيد، وأبو نعيم الفضل بن دكين، وأبو داوود الطيالسي، وأبو الوليد الطيالسي، وسعيد بن منصور، ومسدد بن مسرهد، وغيرهم. - قال ابن عدي: (أبو عوانة من سبي جرجان، وهو مولى يزيد بن عطاء، وكان مولاه قد خيّره بين الحرية وبين كتابة الحديث؛ فاختار كتابة الحديث على الحرية، وكان مولاه قد فوّض إليه التجارة؛ فجاء أبا عوانة سائلٌ فقال: أعطني درهمين؛ فإني أنفعك! قال: وبم تنفعني؟ قال: سيبلغك. قال: فأعطاه؛ فدار السائل على رؤساء أهل البصرة، وقال لكل منهم: بكّروا على يزيد بن عطاء؛ فإنه قد أعتق أبا عوانة؛ فاجتمع الناس إليه؛ فأنف من أن ينكر حديثَه؛ فأعتقه حقيقة). - وقال موسى بن إسماعيل، عن أبي عوانة قال: «أعطيت امرأة الأعمش حماراً، فكنت إذا جئتُ أخذَت بيدِه، فأخرجتْه إلي». رواه ابن سعد. - وقال عفان بن مسلم: حدثنا يزيد بن زريع قال: كان الجريري إذا حدّث يقول: (من أحسّ لي الواسطي، من أحسّ لي الواسطي، يعني أبا عوانة). قال يزيد: (وكان يهدي له قلال التمر). رواه ابن سعد. - وقال أحمد بن سنان القطان: سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: (كتاب أبي عوانة أثبت من حفظ هشيم). رواه ابن أبي حاتم. - وقال الفضل بن زياد: سئل [أحمد بن حنبل]: أبو عوانة أثبت أو شريك؟ قال: (إذا حدّث أبو عوانة من كتابه فهو أثبت، وإذا حدّث من غير كتابه ربما وهم، قال عفان: كان أبو عوانة صحيح الكتاب، كثير العجم والنقط، كان ثبتاً). رواه يعقوب بن سفيان. - وقال أبو حاتم الرازي: (كتبه صحيحة، وإذا حديث من حفظه غلط كثيراً، وهو صدوق ثقة). - قال روح بن عبد المؤمن: (مات أبو عوانة سنة ست وسبعين). رواه أحمد في العلل. - وقال يحيى بن حماد: «توفي أبو عوانة سنة ست وسبعين ومائة في خلافة هارون، وعلينا جعفر بن سليمان، وكان أصله من أهل واسط، ثم انتقل إلى البصرة، فنزلها حتى مات بها». رواه ابن سعد. 8: خلف بن خليفة الأشجعي(ت:181هـ) ولد بالكوفة، ونشأ بها، ثمّ سكن واسط مدة، ثم انتقل إلى بغداد فبقي بها إلى أن مات وقد عمّر طويلاً. تأتي ترجمته في أهل بغداد. 9: هشيم بن بشير بن أبي خازم السلمي(ت:183هـ) مولى بني سليم، ولد سنة 104هـ، وهو ثقة ثبت، أخذ عليه شيء من التدليس. كان كثير الشيوخ، روى عن جماعة من المحدثين من أهل بلده واسط منهم: يعلى بن عطاء، وأبو هاشم الرماني، وسيار أبي الحكم، وأبو بشر اليشكري، ومنصور بن زاذان، وأبو عقيل هاشم بن بلال، وأيوب بن مسكين، والعوام بن حوشب، وأصبغ بن زيد، وغيرهم. وعن جماعة من الكوفيين منهم إسماعيل بن أبي خالد البجلي، وحصين بن عبد الرحمن، وسليمان الأعمش، والأجلح الكندي، وغيرهم. وعن جماعة من البصريين منهم: حميد الطويل، وداوود بن أبي هند، وسليمان التيمي، وعبد الله بن عون، وهشام بن حسان، وغيرهم. وروى عن جماعة من الحجازيين منهم: ابن شهاب الزهري، وعمرو بن دينار، وأبو الزبير المكي، وعبيد الله بن عمر، وأبو صالح السمان، ومحمد بن إسحاق، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وغيرهم. وروى عن كثير سواهم. روى عنه: شعبة، وسفيان الثوري، وهما أكبر منه، وابن المبارك، ويزيد بن هارون، ويحيى القطان، وعبد الرحمن بن مهدي، ووكيع بن الجراح، وقتيبة بن سعيد، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وأبو بكر بن أبي شيبة، ومسدد بن مسرهد، وسعيد بن منصور، وغيرهم من الأئمة. - قال عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي: (كان هشيم بن بشير بخاريا وكان أبوه بشير طباخ الحجاج بن يوسف). رواه الخطيب البغدادي. - قال أبو أيوب سليمان بن إسحاق الجلاب: قال أبو إسحاق الحربي: كان هشيم رجلاً كان أبوه صاحب صحناءة وكواميخ، يقال له: بشير؛ فطلب ابنُه هشيمٌ الحديث فاشتهاه، وكان أبوه يمنعه، فكتب الحديثَ حتى جالسَ أبا شيبة القاضي، فكان يناظر أبا شيبة في الفقه، فمرض هشيم، فقال أبو شيبة: ما فعل ذلك الفتى الذي كان يجيء إلينا؟ قالوا: عليل. قال: فقال: قوموا بنا حتى نعوده، فقام أهل المجلس جميعا يعودونه حتى جاءوا إلى منزل بشير، فدخلوا إلى هشيم، فجاء رجل إلى بشير ويده في الصحناءة، فقال: الحق ابنك قد جاء القاضي إليه يعوده، فجاء بشير والقاضي في داره، فلما خرج قال لابنه: (يا بني قد كنتُ أمنعُك من طلب الحديث، فأما اليوم فلا، صار القاضي يجيء إلى بابي متى أملت أنا هذا؟!!). رواه الخطيب البغدادي. - وقال عمرو بن عون: سمعت حماد بن زيد يقول: (ما رأيت في المحدثين أنبل من هشيم). رواه الخطيب البغدادي. - وقال محمد بن عيسى ابن الطباع: قال عبد الرحمن بن مهدي: (كان هشيم أحفظ للحديث من سفيان الثوري). قال محمد: فقلت لعبد الرحمن تعجباً: كان أحفظ منه؟ فقال: (إن هشيماً كان يقوى من الحديث على شيء لم يكن يقوى عليه سفيان). وقال محمد بن عيسى: قال وكيع: (أغربوا عني هشيما وهاتم من شئتم، يعني: في المذاكرة). رواه الخطيب البغدادي. - وقال محمد بن حاتم المؤدب: قيل لهشيم: كم كنت تحفظ يا أبا معاوية؟ قال: (كنت أحفظ في مجلس مائة، ولو سئلت عنها بعد شهر لأجبت). رواه الخطيب البغدادي. - قال ابن سعد: (كان ثقة، كثير الحديث، ثبتا، يدلس كثيرا، فما قال في حديثه أخبرنا فهو حجة، وما لم يقل فيه أخبرنا فليس بشيء). - قال الذهبي: (سكن بغداد، وانتهت إليه مشيخة العلم ببغداد في زمانه). - قال أحمد بن حنبل: (لزمت هشيماً أربع أو خمس سنين، ما سألته عن شيء إلا مرتين هيبة له، وكان كثير التسبيح بين الحديث، يقول بين ذلك: لا إله إلا الله، يمد بها صوته). 10: عباد بن العوام بن عمر بن عبد الله الكلابي(ت:185هـ) أبو سهل الواسطي، مولى أسلم بن زرعة الكلابي. روى عن: حصين بن عبد الرحمن، وحميد الطويل، وأبي مالك الأشجعي، وأبي إسحاق الشيباني، والجريري، وعبد الله بن عون، وسعيد بن أبي عروبة، وهلال بن خباب، وسفيان بن حسين، وغيرهم. وروى عنه: أبو نعيم الفضل بن دكين، وأحمد بن حنبل، وعمرو بن عون الواسطي، وأبو بكر بن أبي شيبة، وغيرهم. - قال الحسن بن عرفة: سمعت وكيعا وسألني عن عباد بن العوام، فقال يحدث؟ قلت: نعم، قال: (ليس عندكم أحد يشبهه). رواه الخطيب البغدادي. وثّقه يحيى بن معين، وأبو حاتم الرازي، وأبو داوود السجستاني، وغيرهم. - وقال ابن حبان: (من متقني الواسطيين). اختلف في سنة وفاته. 11: صالح بن عمر الواسطي(ت:187هـ) روى عن: أشعث بن سوار، وأبي مالك الأشجعي، وداوود بن أبي هند، وسفيان بن حسين، وسليمان الأعمش، وعبيد الله بن عمر، وعاصم بن كليب، وسعيد بن أبي عروبة، وغيرهم. وروى عنه: علي بن حجر السعدي، ومحمد بن سليمان لوين، وأبو معمر القطيعي، وغيرهم. - قال أسيد بن الحكم: سمعت يزيد بن هارون يقول: (حدثنا صالح بن عمر وكان ثقة وأحسن عليه إلينا). رواه بحشل في تاريخ واسط. - قال أبو طالب: سألت أحمد بن حنبل عن صالح بن عمر قال: (واسطي ثم صار بالري لا بأس به). - وقال ابن حبان في مشاهير علماء الأمصار: (صالح بن عمر من متقنى الواسطيين، كان يجئ إلى حلوان ويحدّثهم بها، مات سنة ست أو سبع وثمانين ومائة). 12: محمد بن يزيد الكلاعي الواسطي(ت: 190هـ ) أبو سعيد، مولى خولان، روى عن: أيوب بن مسكين، والعوام بن حوشب، ومستلم بن سعيد، وأصبغ بن زيد، وسفيان بن حسين، وإسماعيل بن أبي خالد، وغيرهم. ورى عنه: احمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه، ويحيى بن معين، ووهب بن بقية، وعثمان بن أبي شيبة، ومحمد بن وزير الواسطي، وغيرهم. - وقال نعيم بن حماد: سمعت وكيعا، يقول: (إن كان أحدٌ من الأبدال، فهو محمد بن يزيد الواسطي). رواه الخطيب البغدادي. - قال وكيع: (إن كان أحد من الأبدال فهو محمد بن يزيد). - قال محمد بن موسى بن مشيش: قال أحمد بن حنبل: (كان محمد بن يزيد ثبتاً في الحديث، وكان يزيد [أي ابن هارون] إذا قيل له في الحديث: هو في كتاب محمد بن يزيد كذا، فإنه يخاف ويتوقاه). رواه الخطيب البغدادي. - وقال عثمان بن سعيد الدارمي: قلت ليحيى بن معين، فمحمد بن يزيد الواسطي؟ فقال: ثقة). - وقال أبو عبيد محمد بن علي الآجري: سألت أبا داود عن محمد بن يزيد الواسطي، فقال: (أصله شامي، ثقة). رواه الخطيب البغدادي. - وقال أبو حاتم الرازي: صالح الحديث. - قال ابن سعد: (محمد بن يزيد الكلاعي يكنى أبا سعيد، وكان ثقة، توفي بواسط سنة ثمان وثمانين ومائة في خلافة هارون). - وقال البخاري: قال محمد بن وزير: (مات سنة تسعين ومئة). 13: إسحاق بن يوسف الأزرق(ت:195هـ) وهو ابن يعقوب بن مرداس المهري. روى عن سليمان الأعمش، والجريري، وعبد الله بن عون، وسفيان الثوري، ومسعر بن كدام، وشريك بن عبد الله النخعي، وغيرهم. وروى عنه: عمرو بن عون، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وأحمد بن منيع، وأبو خيثمة زهير بن حرب، ويعقوب بن شيبة السدوسي، وغيرهم. - قال الذهبي: (قرأ القرآن على حمزة، وسمع الحروف من أبي بكر بن عياش، وله اختيار في القراءة يروى عنه حمله عنه: إسماعيل بن هود الواسطي، وعبد الله بن هانئ، وغيرهما). - قال وهب بن بقية: (ولد إسحاق بن يوسف سنة عشرين ومائة، ومات سنة خمس وتسعين ومائة، وكان يخضب). رواه أسلم الواسطي بحشل. - وقال أبو حاتم الرازي: (هو صحيح الحديث صدوق لا بأس به). ذكر ابن حبان أنه كان أعمى، ولعله إنما عمي في آخر حياته، وقد اختلف في سنة وفاته فقيل: سنة 194هـ، وقيل: سنة 195هـ وهو أرجح. - قال يعقوب بن شيبة: (سمعت من إسحاق الأزرق ببغداد في سنة أربع وتسعين ومائة، وفي مجلسه عرفت أحمد بن حنبل). 14: سرور بن المغيرة بن زاذان السلمي وهو ابن أخي منصور بن زاذان، وراوي كتاب التفسير عن عباد بن منصور عن الحسن البصري. روى عن عباد بن منصور، وعمّه منصور بن زاذان، وسليمان التيمي، وغيرهما. - قال ابن سعد: (كان يروي التفسير عن عباد بن منصور، عن الحسن). - وقال ابن حبان: (كنيته أبو عامر مولده بالبصرة، وكان متقناً على قلة روايته). لم أقف على تاريخ وفاته. 15: يزيد بن هارون بن زاذي السلمي(ت:206هـ) مولى بني سليم، مولده سنة 118هـ. روى عن عاصم الأحول، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وسليمان التيمي، وداوود بن أبي هند، وابن عون، وشعبة، وغيرهم. وروى عنه: احمد بن حنبل، وابن معين، وابن المديني، وابن راهويه، وابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وغيرهم. - قال علي ابن المديني: (ما رأيت أحفظ من يزيد بن هارون). وقال أحمد بن سنان القطان: (ما رأينا عالما قط أحسن صلاة من يزيد بن هارون. لم يكن يفتر من صلاة الليل والنهار). - قال ابن عرعرة: حدثني ابن أكثم، قال: قال لنا المأمون: لولا مكان يزيد بن هارون لأظهرت القرآن مخلوق. فقال بعض جلسائه: يا أمير المؤمنين ومن يزيد حتى يكون يتقى؟ قال: فقال ويحك، إني لا أتقيه لأن له سلطانا أو سلطنة، ولكن أخاف إن أظهرته فيرد علي، فيختلف الناس وتكون فتنة، وأنا أكره الفتنة. قال: فقال له الرجل: فأنا أخبر لك ذلك منه. قال: فقال له: نعم، فخرج إلى واسط فجاء إلى يزيد فدخل عليه المسجد، وجلس إليه، فقال له: يا أبا خالد إن أمير المؤمنين يقرئك السلام، ويقول لك: إني أريد أن أظهر القرآن مخلوق. قال: فقال كذبت على أمير المؤمنين، أمير المؤمنين لا يحمل الناس على ما لا يعرفونه، فإن كنت صادقا فاقعد إلى المجلس، فإذا اجتمع الناس فقل. قال: فلما أن كان من الغد اجتمع الناس فقام، فقال: يا أبا خالد، رضي الله عنك، إن أمير المؤمنين يقرئك السلام، ويقول لك: إني أردت أن أظهر القرآن مخلوق فما عندك في ذلك؟ قال: "كذبت على أمير المؤمنين، أمير المؤمنين لا يحمل الناس على ما لا يعرفونه، وما لم يقل به أحد". قال: فقدم، فقال: (يا أمير المؤمنين كنتَ أنت أعلم. قال: كان من القصة كيت وكيت، قال: فقال له: ويحك يلعب بك). رواه الخطيب البغدادي. أراد أن يزيد أراد أن يشهد الناس عامة على إنكار هذا القول حتى يشتهر فيهم إنكاره. |
الساعة الآن 01:46 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir