معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد

معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد (http://afaqattaiseer.net/vb/index.php)
-   أسئلة التفسير وعلوم القرآن الكريم (http://afaqattaiseer.net/vb/forumdisplay.php?f=976)
-   -   سؤال عن معنى «واعظ الله» في حديث: ((ضرب الله مثلاً صراطاً مستقيماً، .....)) (http://afaqattaiseer.net/vb/showthread.php?t=33898)

العصيمي 5 ربيع الثاني 1435هـ/5-02-2014م 05:45 PM

سؤال عن معنى «واعظ الله» في حديث: ((ضرب الله مثلاً صراطاً مستقيماً، .....))
 
اقتباس:

(أخرج أحمد وغيره، عن النواس بن سمعان، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ضرب الله مثلاً صراطاً مستقيماً، وعلى جنبتي الصراط سوران، فيهما أبواب مفتحة، وعلى الأبواب ستور مرخاة، وعلى باب الصراط داع يقول: يا أيها الناس ادخلوا الصراط جميعاً ولا تعرجوا، وداع يدعو من فوق الصراط، فإذا أراد الإنسان أن يفتح شيئاً من تلك الأبواب قال: ويحك لا تفتحه، فإنك إن تفتحه تَلِجْهُ، فالصراط: الإسلام، والسوران: حدود الله، والأبواب المفتحة: محارم الله، وذلك الداعي على رأس الصراط: كتاب الله، والداعي من فوق: واعظ الله تعالى في قلب كل مسلم)) ).
ما معنى «واعظ الله» هنا؟

عبد العزيز الداخل 29 جمادى الأولى 1435هـ/30-03-2014م 10:55 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة العصيمي (المشاركة 273625)
اقتباس:

(أخرج أحمد وغيره، عن النواس بن سمعان، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ضرب الله مثلاً صراطاً مستقيماً، وعلى جنبتي الصراط سوران، فيهما أبواب مفتحة، وعلى الأبواب ستور مرخاة، وعلى باب الصراط داع يقول: يا أيها الناس ادخلوا الصراط جميعاً ولا تعرجوا، وداع يدعو من فوق الصراط، فإذا أراد الإنسان أن يفتح شيئاً من تلك الأبواب قال: ويحك لا تفتحه، فإنك إن تفتحه تَلِجْهُ، فالصراط: الإسلام، والسوران: حدود الله، والأبواب المفتحة: محارم الله، وذلك الداعي على رأس الصراط: كتاب الله، والداعي من فوق: واعظ الله تعالى في قلب كل مسلم)) ).
ما معنى «واعظ الله» هنا؟

في قلب كلّ مؤمن واعظ يذكّره؛ فإذا همّ بمعصية ذكّره برؤية الله تعالى له وخوّفه سخطه وعقابه، ويعظم سلطان هذا الواعظ في قلب المؤمن بزيادة إيمانه، حتى يكون كمن قال الله فيهم: {إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم} ، وينقص سلطان هذا الواعظ بنقصان الإيمان وتوالي الإعراض عن ذكر الله، فإنّه يجعل على قلب المعرض غشاوة تمنعه من التذكر كما قال الله تعالى: {ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربّه فأعرض عنها ونسي ما قدّمت يداه إنا جعلنا على قلوبهم أكنّة أن يفقهوه وفي آذانهم وقراً وإن تدعهم إلى الهدى فلن يهتدوا إذا أبدا}
وقد عدّ الله الإعراض عن ذكره جريمة وتوعّد مقترفها بالانتقام منه كما قال تعالى: {ومن أظلم ممن ذكّر بآيات ربّه ثمّ أعرض عنها إنا من المجرمين منتقمون}. نسأل الله السلامة من سخطه ونقمته.

قال أبو جعفر الطحاوي في تفسير هذا الواعظ: (تأملنا هذا الحديث فوجدنا كل ما فيه مكشوف المعنى ، غير ما فيه من واعظ الله في قلب كل مسلم ، فإنا احتجنا إلى الوقوف على حقيقته : ما هو ؟
فنظرنا في ذلك فوجدنا الواعظ من الآدميين هو الذي ينهى الناس عن الوقوع فيما حرم الله عليهم ، فعقلنا بذلك أن مثله في قلب المسلم هي حجج الله عز وجل التي تنهاه عن الدخول فيما منعه الله عز وجل وحظره عليه ، وإنها هي واعظ الله في قلبه من البصائر التي جعلها فيه ، والعلوم التي أودعه إياها ، فيكون نهيها إياه عن ذلك ، وزجرها إياه عنه ، كنهي غيرها من الناس الذين في قلوبهم مثلها إياه عن ذلك ، والله نسأله التوفيق).
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: (فقد بين أن في قلب كل مؤمن واعظا ، والوعظ: الأمر والنهي بترغيب وترهيب ؛ فهذا الأمر والنهي الذي يقع في قلب المؤمن مطابق لأمر القرآن ونهيه ولهذا يقوى أحدهما بالآخر).
وقال ابن القيم: (هذا الواعظ في قلوب المؤمنين هو الإلهام الإلهي بواسطة الملائكة).
فجعل هذا من أثر لَمّة الملك.


الساعة الآن 12:29 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir