مجلس أداء التطبيق التاسع من تطبيقات دورة مهارات التفسير
مجلس أداء التطبيق التاسع من تطبيقات دورة مهارات التفسير |
خرّج أقوال المفسّرين التالية ووجّهها: - التخريج : رواه ابن جرير عن عليٌّ، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ عنه . - التوجيه : هذا القول مبني على تنزيه الله تعالى عن المثيل ؛ فلما ضرب الله تعالى الأمثال بالخلق نزه نفسه عن المثيل والشبيه . - وفي المسألة قول آخر , وهو لا إله إلا الله , وفيه تنزيه أيضا لله تعالى وإفراده بالعبودية , لما ضرب الله المثل بالشركاء. 2: قول ابن عباس في تفسير قول الله تعالى: {وادّكر بعد أمه} قال: بعد نسيان. - التخريج : رواه ابن جرير من طريق همّامٌ، عن قتادة، عن عكرمة عنه . - التوجيه : هذا القول مبني على قراءة "أمه" ؛ فقرئت بفتح الألف وتخفيف الميم وفتحها أي : نسيان . - قال ابن جرير : وذكر بعضهم أنّ العرب تقول من ذلك: أمه الرّجل يأمه أمهًا: إذا نسي. 3: قول سالم الأفطس في قوله تعالى: {إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه} قال: (يخوفكم بأوليائه). - التخريج : رواه ابن جرير عن يونس، قال: أخبرنا عليّ بن معبدٍ، عن عتّاب بن بشيرٍ، مولى قريشٍ عنه . - التوجيه : هذا القول مبني على تفسير معنى الآية على قراءة أبي ابن كعب "يخوفكم بأوليائه" , أي : يخوف المؤمنين بأولياء الشيطان من الكافرين والمنافقين . 4: قول سعيد بن جبير في قول الله تعالى: {يحفظونه من أمر اللّه}: (الملائكة: الحفظة، وحفظهم إيّاه من أمر اللّه) - التخريج : رواه ابن جرير عن ابن حميدٍ، قال: حدّثنا جريرٌ، عن عطاء بن السّائب عنه . - التوجيه : هذا القول مبني على أن هناك حذف وإضمار , أي : إن هذا الحفظ مما أمر الله به , فحذف الاسم وبقي الخبر . 5: قول ابن عباس رضي الله عنهما في الكوثر: (هو الخير الكثير الذي أعطاه الله إياه). - التخريج : رواه ابن جرير عن يَعْقُوبُ، قالَ: ثَنِي هُشَيْمٌ، قالَ: أَخْبَرَنَا أبو بِشْرٍ وَعَطَاءُ بنُ السَّائِبِ، عن سَعِيدِ بنِ جُبَيْرٍ عنه . - التوجيه : هذا القول مبني على أصل كلمة "كوثر" , وهي : فوعل وهي صيغة مبالغة من الكثرة ؛ بمعنى الخير الكثير . والله أعلم |
اقتباس:
التقويم: ج أرجو الاعتناء باستيعاب البحث في المصادر المسندة عند التخريج ومع سعة اطلاعك على أكثر من مصدر تتسع مداركك في التوجيه بقراءة توجيهات المفسرين. زادك الله توفيقًا وسدادًا. |
1: قول ابن عباس في قوله عز وجل: {وله المثل الأعلى} قال: (يقول: ليس كمثله شيء).
التخريج: رواه ابن جرير في تفسيره من طريق علي عن أبي صالح عن معاوية عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس، ورواه ابن أبي حاتم في تفسيره. التوجيه: توجيه القول بأن المثل الأعلى هو كل صفة كمال وصفات الكمال لا يشاركه فيها أحد من المخلوقات فكل مخلوق عنده نقص في هذه الصفات ولذلك فإنه سبحانه وتعالى ليس كمثله شئ. 2: قول ابن عباس في تفسير قول الله تعالى: {وادّكر بعد أمه} قال: بعد نسيان. التخريج: أخرجه موسى بن مسعود النهدي في تفسير الثوري من طريق سفيان عن عاصم بن أبي بهدلة عن أبي رزين عن ابن عباس. ورواه ابن جرير في تفسيره من طريق ابن حميد عن بهز بن أسد عن همام عن قتادة عن عكرمة عن ابن عباس. ورواه ابن أبي حاتم في تفسيره من طريق أبيه عن نصر عن أبيه عن همام عن قتادة عن عكرمة عن ابن عباس. التوجيه: هذا القول جاء من قراءة (أَمَهٍ )بفتح الهمزة، والميم مفتوحة مخففة، بعدها هاء منونة. والأمه: النسيان. قال ابن جني: «الأمه: النسيان، أمه الرجل يأمه أمهًا، أي نسي». 3: قول سالم الأفطس في قوله تعالى: {إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه} قال: (يخوفكم بأوليائه). التخريج: رواه ابن جرير في تفسيره من طريق يونس عن علي بن معبد عن عتاب بن بشير عن سالم الأفطس. التوجيه: قال الفراء: هو مثل قوله {لينذر يوم التلاق} معناه: لينذركم يوم التلاق. وقوله: {لينذر بأسا شديدا} المعنى: لينذركم بأسا شديدا؛ البأس لا ينذر، وإنما ينذر به). [معاني القرآن: 1/248] وقال ابن قتيبة: يخوفكم بأوليائه كما قال: {لينذر بأساً شديداً} أي: لينذركم ببأس [شديد] ). [تفسير غريب القرآن: 116] 4: قول سعيد بن جبير في قول الله تعالى: {يحفظونه من أمر اللّه}: (الملائكة: الحفظة، وحفظهم إيّاه من أمر اللّه) التخريج: أخرجه ابن جرير في تفسيره من طريق ابن حميد عن جرير عن عطاء بن السائب عن سعيد. التوجيه: هذا القول مبني على أن معنى المعقبات هم الملائكة والملائكة يعملون بأمر الله ولذلك يكون حفظهم للإنسان من أمر الله لهم. 5: قول ابن عباس رضي الله عنهما في الكوثر: (هو الخير الكثير الذي أعطاه الله إياه). التخريج: هذا القول أخرجه ابن حجر في كتابه فتح الباري من رواية أبي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس. وأخرجه محمود بن موسى العيني من طريق يعقوب عن هشيم عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس، وأخرجه ابن جرير في تفسيره من نفس الطريق، وأخرجه الحاكم النيسابوري. وأخرجه آدم بن إياس من تفسير مجاهد عن هشيم عن عطاء عن سعيد بن جبير عن ابن عباس. التوجيه: الكوثر كما قال أهل اللغة هي فوعل من الكثرة، ومعناه الخير الكثير. وكما قال ابن عطية: لا محالة أنّ الذي أعطى اللّه تعالى محمّدًا صلّى اللّه عليه وسلّم من النبوّة والحكمة والعلم بربّه تعالى، والفوز برضوانه والشرف على عباده هو أكثر الأشياء وأعظمها، فكأنه يقال في هذه الآية: إنّا أعطيناك الحظّ الأعظم. |
اقتباس:
التقويم: ب أرجو الاعتناء باستيعاب البحث في المصادر المسندة عند التخريج، ومراجعة درس التخريج والتركيز على طريقة تعيين أصل الإسناد ومخرج الأثر، ومحاكاة طريقة الشيخ عند الصياغة وهذه المهارات تحتاج إلى ممارسة كثيرة، ويحصل الإتقان مع كثرة التدرب من خلال تطبيقات البرنامج ومجهودك الشخصي كذلك بإذن الله زادكِ الله من فضله ونفع بكِ الإسلام والمسلمين. |
1-قول ابن عباس في قوله عز وجل: {وله المثل الأعلى} قال: (يقول: ليس كمثله شيء).
التخريج : رواه ابن جرير و ابن أبي الحاتم و البيهقي عن معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عنه. التوجيه: فهو من تفسير بعض المعنى باللازم لأن كونه له المثل الأعلى يستحيل أن يشترك في المثل الأعلى اثنان و إن تساوى لم يكن أحد أعلى من الأخر لأنها متساويان . نسنتج انه يستحيل أن يكون لمن وصف بالمثل الاعلى نظير او مثل فهو يقتضي أن ليس كمثله شيء. 2: قول ابن عباس في تفسير قول الله تعالى: {وادّكر بعد أمه} قال: بعد نسيان. التخريج: رواه ابن جرير عن ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثَنَا بَهْزُ بْنُ أَسَدٍ، عَنْ هَمَّامٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِه. التوجيه : وقرأ ابن عباس: واذّكر بعد أمه، والأمة النسيان، يقال أمه يأمه أمها. وادّكر أصله واذتكر، ولكن التاء أبدل منها الذال وأدغمت الذال في الدال. ويجوز واذّكر بالذال، والأجود الدال. 3: قول سالم الأفطس في قوله تعالى: {إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه} قال: (يخوفكم بأوليائه). التخريج : رواه ابن جرير عن يونس قال، أخبرنا علي بن معبد، عن عتاب بن بشير مولى قريش عنه . التوجيه : فهو من تفسير بلازم المعنى ، لان الشيطان يخوف بأولياءه ، فالأولياء هم الأداة التي يستعملها الشيطان ليخوف بها . لأن المعنى يفضي إلى هذا اللازم . 4: قول سعيد بن جبير في قول الله تعالى: {يحفظونه من أمر اللّه}: (الملائكة: الحفظة، وحفظهم إيّاه من أمر اللّه) التخريج: رواه ابن جرير عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير . التوجيه :من سببية أي بسبب أمر الله لهم بحفظه يحفظونه . 5: قول ابن عباس رضي الله عنهما في الكوثر: (هو الخير الكثير الذي أعطاه الله إياه). التخريج : روى البخاري في صحيحه من طريق أبي بشر عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ . التوجيه: فهو من التعريف للجنس لا للعهد، وهو أنّ المراد بالكوثر: الخير الكثير الذي أعطاه الله إياه في الدنيا والآخرة. |
خرّج أقوال المفسّرين التالية ووجّهها:
1: قول ابن عباس في قوله عز وجل: {وله المثل الأعلى} قال: (يقول: ليس كمثله شيء). التخريج :رواه ابن جرير قال حدثنـي علـيّ، قال: ثنا أبو صالـح، قال: ثنـي معاوية، عن علـيّ، عنه . ورواه ابن أبي حاتم ، وابن المنذر عنه كما في الدر المنثور . التوجيه : في قوله تعالى ( وله المثل الأعلى ) تفرد الله سبحانه وتنزهه عن المثل في علو صفاته وكمالها وعلى هذا المعنى دل تفسير ابن عباس رضي الله عنه حيث نفى المثل وأكد النفي بالكاف "كمثله " ، وأفعل التفضيل ( الأعلى ) تدل على عدم الاشتراك في المنزلة وتبقى لواحد فكان الله سبحانه الواحد الذي لا مثل له كما قال ابن القيم :(يستحيل أن يشترك في المثل الأعلى اثنان لأنهما إن تكافآ لم يكن أحدهما أعلى من الآخر، وإن لم يتكافآ فالموصوف بالمثل الأعلى أحدهما وحدَه، يستحيل أن يكون لمن له المثل الأعلى مثل أو نظير). وهذا من التفسير بلازم المعنى . 2: قول ابن عباس في تفسير قول الله تعالى: {وادّكر بعد أمه} قال: بعد نسيان. التخريج : رواه ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق همّامٌ، عن قتادة، عن عكرمة، عنه . التوجيه : هذا التفسير مبني على قراءة جماعة من المتقدمين حيث قرؤوا ( أَمَة ) بفتح الألف والميم مخففة مفتوحة ؛ وبهذا الضبط عند العرب بمعنى النسيان فتقول من ذلك: أَمه الرّجل يأمه أمهًا: إذا نسي. كما ذكره ابن جرير .وهذا من التفسير ببيان معنى المفردة المطابق . 3: قول سالم الأفطس في قوله تعالى: {إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه} قال: (يخوفكم بأوليائه). التخريج : رواه بن جرير من طريق يونس، عن عليّ بن معبدٍ، عن عتّاب بن بشيرٍ، عنه . التوجيه : هذا الأسلوب تكرر في القرآن الكريم فمنه قوله تعالى {لينذر يوم التلاق} معناه: لينذركم يوم التلاق . وقوله: {لينذر بأسا شديدا} المعنى: لينذركم بأسا شديدا؛ البأس لا ينذر، وإنما ينذر به) وفي هذه الآيات حُذف المفعول به الأول وبقي المفعول به الثاني ، وهذا المعنى مناسب لختام الآية ( فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ) .وهذا من التفسير بلازم المعنى . 4: قول سعيد بن جبير في قول الله تعالى: {يحفظونه من أمر اللّه}: (الملائكة: الحفظة، وحفظهم إيّاه من أمر اللّه) التخريج : رواه ابن جرير قال حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا جريرٌ، عن عطاء بن السّائب، عنه . التوجيه : في قوله تعالى ( له معقبات .. يحفظونه من أمر الله ) تقديم وتأخير والمعنى ( له معقبات .. من أمر الله يحفظونه ) وجاءت " من " بمعنى " الباء " أي يحفظونه بأمر الله ، قَالَ ابْنِ قُتَيْبَةَ ((«من» مكان «الباء» )) 5: قول ابن عباس رضي الله عنهما في الكوثر: (هو الخير الكثير الذي أعطاه الله إياه). التخريج : رواه ابن جرير والبيهقي والبخاري من طريق يعقوب, عن هشيم, عن أبي بشر , عن سعيد بن جُبير, عنه . التوجيه : هذا التفسير من بيان معنى المفردة ؛ فعند أهل اللغة " كوثر " من " فوعل " وهي صيغة مبالغة من الكثرة فالخير الذي أعطاه الله لرسوله صلى الله عليه وسلم كثير ؛ قال ابن عطية: لا محالة أنّ الذي أعطى اللّه تعالى محمّدًا صلّى اللّه عليه وسلّم من النبوّة والحكمة والعلم بربّه تعالى، والفوز برضوانه والشرف على عباده هو أكثر الأشياء وأعظمها، فكأنه يقال في هذه الآية: إنّا أعطيناك الحظّ الأعظم. |
اقتباس:
التقويم: أ خُصمت نصف درجة للتأخير. أحسنت، بارك الله فيك ونفع بك. |
اقتباس:
التقويم: ج أرجو الاعتناء بتحري البحث في المصادر المسندة، لدقة التخريج. حُذفت نصف درجة للتأخير. |
1-قول ابن عباس في قوله عز وجل: {وله المثل الأعلى} قال: (يقول: ليس كمثله شيء)
تخريج القول: أخرجه ابن جريرعن علي عن أبو صالح عن معاوية عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس: {وله المثل الأعلى} قال: (يقول: ليس كمثله شيء) توجيه القول: المثل في اللغة له عدة معاني منها: قال ابن فارس: (مَثَلَ) الْمِيمُ وَالثَّاءُ وَاللَّامُ أَصْلٌ صَحِيحٌ يَدُلُّ عَلَى مُنَاظَرَةِ الشَّيْءِ لِلشَّيْءِ. وَهَذَا مِثْلُ هَذَا، أَيْ نَظِيرُهُ، وَالْمِثْلُ وَالْمِثَالُ فِي مَعْنًى وَاحِدٍ. وَرُبَّمَا قَالُوا مَثِيلٌ كَشَبِيهٍ. تَقُولُ الْعَرَبُ: أَمْثَلَ السُّلْطَانُ فُلَانًا: قَتَلَهُ قَوَدًا، وَالْمَعْنَى أَنَّهُ فَعَلَ بِهِ مِثْلَ مَا كَانَ فَعَلَهُ. وَالْمَثَلُ: الْمِثْلُ أَيْضًا، كَشَبَهٍ وَشِبْهٍ. وَالْمَثَلُ الْمَضْرُوبُ مَأْخُوذٌ مِنْ هَذَا، لِأَنَّهُ يُذْكَرُ مُوَرًّى بِهِ عَنْ مِثْلِهِ فِي الْمَعْنَى. وَقَوْلُهُمْ: مَثَّلَ بِهِ، إِذَا نَكَّلَ، هُوَ مِنْ هَذَا أَيْضًا، لِأَنَّ الْمَعْنَى فِيهِ أَنَّهُ إِذَا نُكِّلَ بِهِ جُعِلَ ذَلِكَ مِثَالًا لِكُلِّ مَنْ صَنَعَ ذَلِكَ الصَّنِيعَ أَوْ أَرَادَ صُنْعَهُ (معجم مقاييس اللغة ص296) وقال الفيروزآبادي المِثالُ: المِقْدارُ، والقِصاصُ، وصِفَةُ الشيءِ، والفِراشُ (القاموس المحيط ص1056) وقد وردت كلمة مثل في القرآن على عدة معاني والمعنى المراد في"المثل الأعلى" هو الصفة والوصف قال النحاس: (وله الوصف الأعلى) معاني القرآن (255-257) قال ابن عطية : خلص جانب العظمة بأن جعل له المثل الأعلى الذي لا يصل إليه تكييف ولا تماثل مع شيء (المحرر الوجيز: 7/ 20-22) قال أبو العباس{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} [الشورى: 11] أَيْ لَيْسَ كَوَصْفِهِ شَيْءٌ (المصباح المنير في غريب الشرح الكبير ص563) ولابن القيم قول طيب في" المثل الآعلى": " وَلَمَّا كَانَ الرَّبُّ هُوَ الْأَعْلَى، وَوَجْهُهُ الْأَعْلَى، وَكَلَامُهُ الْأَعْلَى، وَسَمْعُهُ الْأَعْلَى، وَسَائِرُ صِفَاتِهِ عُلْيَا، كَانَ لَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى، وَهُوَ أَحَقُّ بِهِ مِنْ كُلِّ مَا سِوَاهُ، بَلْ يَسْتَحِيلُ أَنْ يَشْتَرِكَ فِي الْمَثَلِ الْأَعْلَى اثْنَانِ، لِأَنَّهُمَا إِنْ تَكَافَآ لَمْ يَكُنْ أَحَدُهُمَا أَعْلَى مِنَ الْآخَرِ، وَإِنْ لَمْ يَتَكَافَآ فَالْمَوْصُوفُ بِالْمَثَلِ الْأَعْلَى أَحَدُهُمَا وَحْدَهُ، فَيَسْتَحِيلُ أَنْ يَكُونَ لِمَنْ لَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى" (الصواعق المرسلة في الرد على الجهمية والمعطلة ص164) *وعليه فالله متفرد ليس كمثله شيء يستحق أن يفرد بالعباده وحده لأنه لاشريك له ولا ند وعدل فلا إله غيره ,وهو تفسير بلازم المعنى _____________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________ 2-قول ابن عباس في تفسير قول الله تعالى: {وادّكر بعد أمه} قال: بعد نسيان. تخريج القول: أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق همام عن قتادة عن عكرمة عن ابن عباس أنّه كان يقرؤها: بعد أمهٍ ويفسّرها: بعد نسيانٍ توجيه القول: الأمة في القرآن له عدة معاني الأمّة: القرن من الناس بعد القرن، والأمّة أيضًا: الجماعة من الناس{تلك أمّةٌ قد خلت} [البقرة: 134] ، والأمة أيضًا: الملة قوله عز وجل: {إنّا وجدنا آباءنا على أمّةٍ} [الزخرف: 22] أي: على دينٍ، وكذلك قوله عز وجل: {ولولا أن يكون النّاس أمّةً واحدةً} [الزخرف: 33] أي: لولا يكون الناس كفارًا كلّهم والأمة أيضًا: الإمام، قال الله عز وجل: {إنّ إبراهيم كان أمّةً قانتًا} [النحل: 120] والأمة أيضًا: القامة وجمعها قال الأعشى: وأنّ مــــعــــاويـــــة الأكــــرمــــيـــــنحسان الوجوه طوال الأمم والأمّهة والأمّة والأمّ والاّم: الوالدة، قال الشاعر: تقـبّـلـتـهـا مـــــن أمـــــةٍ لـــــك طـالــمــاتتوزع في الأسواق عنها خمارها(أبو علي القالي في الأمالي: 1/301) والمعنى المراد في "وادكر بعد امة"على قول ابن عباس هو النسيان قال أبو عبيدة والأخفش: {وادّكر بعد أمّةٍ} أي افتعل من ذكرت فأدغم التاء في الذال فحولوها دالاً ثقيلة أي بعد نسيان، ويقال: أمهت تأمه أمهاً، ساكن أي نسيت وذلك على قراءة من قراء بفتح الألف وتخيف الميم وقال ابن فارس: وَادَّكَرَ بَعْدَ أَمَهٍ عَلَى قِرَاءَةِ مَنْ قَرَأَهَا كَذَلِكَ، أَنَّهُ النِّسْيَانُ، يُقَالُ: أَمِهْتُ: إِذَا نَسِيتُ *فالقراءة بفتح الألف وتخييف الميم المراد بها النسيان على قول ابن عباس يقال: أمه الرّجل يأمه أمهًا: إذا نسي وهو تفسير بالمعنى المطابق __________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________ 3-قول سالم الأفطس في قوله تعالى: {إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه} قال: (يخوفكم بأوليائه) تخريج القول: أخرجه ابن جرير في تفسيره من طريق يونس،عن عليّ بن معبدٍ، عن عتّاب بن بشيرٍ، مولى قريشٍ، عن سالمٍ الأفطس، في قوله: {إنّما ذلكم الشّيطان يخوّف أولياءه} قال: يخوّفكم بأوليائه توجيه القول فالخطاب في الآية على هذا القول للمؤمنين وليس للمنافقين : أي أن الشيطان خوّفوكم بجموع عدوّكم، ومسيرهم إليكم وقال ابن عباس وقتادة ومجاهد: يخوف المؤمنين بالكفار وهو نظير قوله تعالى :{لينذر بأسًا شديدًا}، بمعنى: لينذركم بأسه الشّديد، وذلك أنّ البأس لا ينذر، وإنّما ينذر به وكذلك {لينذر يوم التلاق} معناه: لينذركم يوم التلاق *وهو تفسير ببعض لازم المعنى ______________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________ 4-قول سعيد بن جبير في قول الله تعالى: {يحفظونه من أمر اللّه}: (الملائكة: الحفظة، وحفظهم إيّاه من أمر اللّه) تخريج القول: أخرجه ابن جرير في تفسيره قال حدّثنا ابن حميدٍ، عن جريرٌ، عن عطاء بن السّائب، عن سعيد بن جبيرٍ: {يحفظونه من أمر اللّه} قال: الملائكة: الحفظة، وحفظهم إيّاه من أمر اللّه توجيه القول: له فى الآية عائدة على المولى عز وجل معقبات : الملائكة وذلك مصداق ما ورد عن النبي في الصحيح :أنّ ملائكة اللّيل إذا صعدت بالنّهار أعقبتها ملائكة النّهار، فإذا انقضى النّهار صعدت ملائكة النّهار ثمّ أعقبتها ملائكة اللّيل ويحفظونه بمعنى يحرسونه ومن بمعنى الباء أي بأمر الله كما في قول قتادة وكذلك قول أبو عبيدة معمر بن المثنى وابن قتيبة الدينوري من أهل اللغة "ومن أمر الله" في موضع رفع صفه للمعقبات الحفظة وهي نظير : {ولأصلبنكم في جذوع النخل} أي: على. وقال: {أم لهم سلمٌ يستمعون فيه} أي: يستمعون عليه في الآية تقديم وتأخير *وعليه فالمعنى :"لله ملائكة بإذن الله يحرسون العبد من بين يديه ومن خلفه" وهو تفسير ببعض لازم المعنى ______________________________________________________________________ 5-قول ابن عباس رضي الله عنهما في الكوثر: (هو الخير الكثير الذي أعطاه الله إياه) تخريج القول: أخرجه البخاري في صحيحه،، وابن جرير في تفسيره، والحاكم في مستدركه من طريق هشيم عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما به وأخرجه الطبري في صحيحه أيضا من طريق عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما به توجيه القول: قال الزجاج :الكوثر فوعل من الكثرة وقال ابن عطية : (كوثرٌ) بناء مبالغةٍ من الكثرة، ولا محالة أنّ الذي أعطى اللّه تعالى محمّدًا صلّى اللّه عليه وسلّم من النبوّة والحكمة والعلم بربّه تعالى، والفوز برضوانه والشرف على عباده هو أكثر الأشياء وأعظمها، فكأنه يقال في هذه الآية: إنّا أعطيناك الحظّ الأعظم». *وعليه فالقول بأن الكوثر الخير يعمّ النّهر وغيره, وغيره من الأقوال تفسير بالمثال |
خرّج أقوال المفسّرين التالية ووجّهها:
1- قول ابن عباس في قوله عز وجل: {وله المثل الأعلى} قال: (يقول: ليس كمثله شيء). &-التخريج: رواه ابن جرير الطبري من طريق علي عن أبو صالح عن معاوية، عن على، عن ابن عباس. &- التوجيه : في قوله تعالى {وله المثل الأعلى}، أي أنّ الله له المثل الأعلى والوصف الأعلى وله الكمال المطلق، وكل مَن سواه كماله فيه نقص؛ فالله سبحانه وتعالى لا مثيل له، كما قال ابن القيم:[ يستحيل أن يشترك في المثل الأعلى اثنان لأنهما إن تكافآ لم يكن أحدهما أعلى من الآخر، وإن لم يتكافآ فالموصوف بالمثل الأعلى أحدهما وحدَه، يستحيل أن يكون لمن له المثل الأعلى مثل أو نظير]، وهذا القول تفسير بعض المعنى باللازم؛ وقد بيّنه الشيخ عبدالعزيز الداخل حفظه الله في بيان معنى المثل الأعلى في رسالته: [فكونه تعالى له المثل الأعلى يقتضي أنه ليس كمثله شيء]. 2- قول ابن عباس في تفسير قول الله تعالى: {وادّكر بعد أمه} قال: بعد نسيان. &-التخريج: رواه ابن جرير الطبري وابن أبي حاتم من طريق همّام، عن قتادة، عن عكرمة، عن ابن عباس. &-التوجيه: هذا القول مبناه على قراءة أخرى للآية وهي{ بَعْدَ أَمَةٍ} بفتح الألف ومعناها النسيان، قال الطبري: وقد روي عن جماعة من المتقدمين أنهم قرءوا ذلك:{بَعْدَ أَمَةٍ} بفتح الألف، وتخفيف الميم وفتحها بمعنى: بعد نسيان. وذكر بعضهم أن العرب تقول من ذلك: [أمِهَ الرجل يأمَهُ أمَهاً]، إذا نسي. 3- قول سالم الأفطس في قوله تعالى: {إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه} قال: (يخوفكم بأوليائه). &-التخريج: رواه ابن جرير الطبري من طريق يونس، عن عليّ بن معبدٍ، عن عتّاب بن بشيرٍ، عن سالم الأفطس. &- التوجيه: {يخوّف أولياءَه} أي يهوّل كيدهم حتى تخافوهم، لذلك قال تعالى: {فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين}، فالتخويف يكون بتهويل كيدهم في أعين المؤمنين وتعظيم أمرهم. - أو كما قال الفراء وابن قتيبة:[يخوِّفكم بأوليائه] كما قال تعالى:{لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلاقِ} أي بيوم التلاق، وقوله: {لِيُنْذِرَ بَأْساً شَدِيداً مِنْ لَدُنْهُ} أي ببأسٍ. فالبأس لا ينذر، وإنما ينذر به. 4- قول سعيد بن جبير في قول الله تعالى: {يحفظونه من أمر اللّه}:[الملائكة: الحفظة، وحفظهم إياه من أمر اللّه] &- التخريج : رواه الطبري من طريق ابن حميد، عن جرير، عن عطاء بن السّائب، عن سعيد بن جبير. &-التوجيه: في قوله تعالى: {له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله}، هنا في الآية [من أمر الله] هي صفة [معقّبات]، فتكون (من) متعلقة (بمعقبات)، وهي لبيان الجنس. - أو يكون المعنى؛ كما قال ابن قتيبة: (من) مكان (الباء)، بمعنى [بأمر الله]، أي: يحفظونه بأمر الله، لهم أن يحفظوه حتى يأتيه ما قدر عليه، فلا ينفع حفظهم إياه من قدر الله سبحانه وتعالى إذا جاءهم. وهو قول ابن جبير. 5- قول ابن عباس رضي الله عنهما في الكوثر: [هو الخير الكثير الذي أعطاه الله إياه] . &- التخريج : رواه البخاري من طريق هشيم، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس. - رواه الطبري من طريق عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس. &- التوجيه: الكوثر: باعتبار أنّ [ال] للجنس؛ فمعناه الخير الكثير، أو الخير العظيم، وأهل اللغة (كوثر) من (فوعل) صيغة مبالغة تدل على منتهى الكثرة،والواو زائدة، ويقال: للرجل الكثير العطاء كوثر، ويقال: الكثير من كل شيء. - ويقال: نهر في الجنة، باعتبار [ال] للعهد، فيطلق الكوثر لغةً على عدة معان كلها تدور حول معنى الكثرة، كذلك النهر سُمي بذلك؛ لكثرة مائه وعِظَم قَدره وخيره، فيكون المعنى: الكوثر: النهر الذي في الجنة، وهو من الخير الكثير الأعظم الذي أعطاه الله سبحانه وتعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم. |
اقتباس:
التقويم: أ خُصمت نصف درجة للتأخير، وأحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ. |
اقتباس:
التقويم :أ خُصمت نصف درجة للتأخير أحسنت، بارك الله فيك ونفع بك. |
مجلس أداء التطبيق التاسع من تطبيقات دورة مهارات التفسير
خرّج أقوال المفسّرين التالية ووجّهها: القول الأول: قول ابن عباس في قوله عز وجل: {وله المثل الأعلى} قال: (يقول: ليس كمثله شيء). التخريج : أخرجه ابن جرير فى جامعه من طريق عليّ ،عن أبى صالح ، عن معاوية ، عن عليّ ، عن ابن عباس. التوجيه : المثل فى اللغة أى الوصف ،فمعناه وله الوصف الأعلى من كل وصف ، ولله المثل الأعلى في السموات والأرض ، وهو أنه لا إله إلاّ هو وحده لا شريك له ، ليس كمثله شيء ، فذلك المثل الأعلى ، فتعالى ربنا وتقدّس عن الشبيه والمثيل والند . القول الثانى: قول ابن عباس في تفسير قول الله تعالى: {وادّكر بعد أمه} قال: بعد نسيان. التخريج :رواه ابن جرير فى تفسيره من عدة طرق عن عكرمه عن ابن عباس. التوجيه : المعروف من قراءة ابن عباس وزيد بن علي وقتادة والضحاك وأبو رجاء " أَمَهٍ " بفتح الهمزة وتخفيف الميم وهاء منونة من الأَمَهِ ، وهو النسيان ، يقال : أَمِهَ يَأْمَهُ أَمَهاً وأمْهاً بفتح الميم وسكونها ، والسكونُ غيرُ مَقيسٍ. قال الشاعر : أَمِهْتُ وكنتُ لا أنسى حَدِيثًا*** كذاكَ الدَّهْرُ يُودِي بالعُقُولِ وعن شبيل بن عزرة الضبعي : " بعد أمه " بفتح الألف وإسكان الميم وهاء خالصة ، وهو مثل الأمه ، وهما لغتان ، ومعناهما النسيان ، ويقال : أمه يأمه أمها إذا نسي ، فعلى هذا " وادكر بعد أمه " أى بعد نسيان ، ورجل أمه أى : ذاهب العقل . القول الثالث: قول سالم الأفطس في قوله تعالى: {إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه} قال: (يخوفكم بأوليائه). التخريج : رواه ابن جرير فى تفسيره عن يونس عن علي بن معبد ، عن عتاب بن بشير ، مولى قريش ، عن سالم الأفطس. التوجيه : الفعل { يخوف } فعل يتعدى إلى مفعولين ، لكن يجوز الاقتصار على أحدهما إذ الآخر مفهوم من بنية هذا الفعل ، لأنك إذا قلت : خوفت زيداً ، فمعلوم ضرورة أنك خوفته شيئاً حقه أن يخاف ، وقرأ جمهور الناس { يخوف أولياءه } فقال قوم المعنى : يخوفكم أيها المؤمنون أولياءه الذين هم كفار قريش ، فحذف المفعول الأول وقال قوم : المعنى يخوف المنافقين ومن في قلبه مرض وهم أولياؤه ، فإذاً لا يعمل فيكم أيها المؤمنون تخويفه ، إذ لستم بأوليائه ، والمعنى : يخوفهم كفار قريش ، فحذف هنا المفعول الثاني واقتصر على الأول ، وقرأ ابن عباس فيما حكى أبو عمرو الداني «يخوفكم أولياءه » المعنى يخوفكم قريش ومن معهم ، وذلك بإضلال الشيطان لهم وذلك كله مضمحل ونظير ذلك قوله تعالى : { لِيُنذِرَ بَأْسا شَدِيدا } بمعنى : لينذركم بأسه الشديد ، وذلك أن البأس لا ينذر ، وإنما ينذر به . وقد كان بعض أهل العربية من أهل البصرة يقول : معنى ذلك : يخوّف الناس أولياءه ، كقول القائل : هو يعطي الدراهم ، ويكسو الثياب ، بمعنى : هو يعطي الناس الدراهم ، ويكسوهم الثياب ، فحذف ذلك للاستغناء عنه . وليس الذي شبه ذلك بمشبه ، لأن الدراهم في قول القائل : هو يعطي الدراهم معلوم أن المُعْطَى هي الدراهم ، وليس كذلك الأولياء في قوله : { يُخَوّفُ أوْلِياءَهُ } مخوفين ، بل التخويف من الأولياء لغيرهم ، فلذلك افترقا . القول الرابع: قول سعيد بن جبير في قول الله تعالى: {يحفظونه من أمر اللّه}: (الملائكة: الحفظة، وحفظهم إيّاه من أمر اللّه). التخريج : رواه ابن جرير فى تفسيره من طريق ابن حميد ، عن جرير ، عن عطاء بن السائب ، عن سعيد بن جبير. التوجيه : قوله تعالى : { لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ } ، أي : لله تعالى ملائكة يتعاقبون فيكم بالليل والنهار ، فإذا صعدت ملائكة الليل جاء في عقبها ملائكة النهار ، وإذا صعدت ملائكة النهار جاء في عقبها ملائكة الليل ، فالملائكة تتعاقب على ابن آدم بالليل والنهار. والتعقيب : العود بعد البدء ، وإنما ذكر بلفظ التأنيث لأن واحدها معقب ، وجمعه معقبة ، ثم جمع الجمع معقبات ، كما قيل : ابناوات سعد ورجالات بكر . وبذلك تكون ( من ) متعلقة ( بمعقبات ) ، وهي لبيان الجنس وعلى القول بأن : ( من ) بمعنى الياء ، وهي متعلقة ب( يحفظونه ) : أي : حفظهم له بأمر الله كان ، وإنما يحفظونه مما لم يقدر عليه . القول الخامس: قول ابن عباس رضي الله عنهما في الكوثر: (هو الخير الكثير الذي أعطاه الله إياه). التخريج : رواه ابن جرير فى تفسيره من عدة طرق عن سعيد ابن جبير عن ابن عباس. التوجيه : فى اللغة الكوثر : فوعل من الكثرة ، وهو الشيء الذي من شأنه الكثرة . والكوثر : الخير الكثير ، و قال ابن عطيه : كوثر : بناء مبالغة من الكثرة ، ولا مجال أن الذي أعطى الله محمداً عليه السلام من النبوة ، والحكمة ، والعلم بربه ، والفوز برضوانه ، والشرف على عباده ، هو أكثر الأشياء وأعظمها ، كأنه يقول في هذه الآية : { إنا أعطيناك } الحظ الأعظم . |
خرّج أقوال المفسّرين التالية ووجّهها:
1: قول ابن عباس في قوله عز وجل: {وله المثل الأعلى} قال: (يقول: ليس كمثله شيء). التخريج: رواه ابن جرير من طريق علي، عن أبو صالح، عن معاوية، عن علي، عن ابن عباس رضي الله عنه. وأخرجه ابن المنذر وابن أبي حاتم كما ذكره السيوطي في الدر المنثور. التوجيه: هذا القول مبني على نفي الشريك لله، وتنريهه سبحانه عن الشبيه والمثيل والند. وله المثل الأعلى أى الوصف الأعلى الذي ليس لغيره مثله قد عرف به. ووصف في السماوات والأرض على ألسنة الخلائق وألسنة الدلائل، وهو أنه القادر الذي لا يعجز عن شيء من إنشاء وإعادة وغيرهما من المقدورات وهنا فُسرت اللفظة بلازم معناها لا بحقيقة معناها بمقتضى الوضع اللغوي قال الخليل رحمه الله: "المثل الصفة". ومعناه أن له الوصف الأكمل الذي هو أعظم الأوصاف وأكملها وأجلها. 2: قول ابن عباس في تفسير قول الله تعالى: {وادّكر بعد أمه} قال: بعد نسيان. التخريج: رواه ابن جرير من طريق ابن وكيع، عن عمرو بن محمد، عن أبي مرزوق، عن جويبر، عن الضحاك. التوجيه: هذا القول مبني على تفسير المفردة ببعض معناها، ذُكر في معنى كلمة " بعد أمة" قيل: أي بعد حين، وبَعْدَ أُمَّةٍ أي بعد نسيان له، والمعنيان جميعا وإن اختلفا صحيحان، فهما متقاربان لأنه ذكر بعد حين وبعد نسيان واختلاف التغاير جائز وقد قُرئت«بعد أمة» أي بعد حين، وبعضهم يقرؤها بعد أمه، أي بعد نسيان، ويقال: أمهت تأمه أمها، ساكن، أي نسيت. 3: قول سالم الأفطس في قوله تعالى: {إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه} قال: (يخوفكم بأوليائه). التخريج: رواه ابن جرير من طريق يونس، عن علي بن معبد، عن عتاب بن بشير، مولى قريش، عن سالم الأفطس. التوجيه: هذا القول مبني على تفسير اللفظة بلازم معناها فقوله: (إِنَّما ذلِكُمُ الشَّيْطانُ يُخَوِّفُ أَوْلِياءَهُ). أي يخوّفكم بأوليائه، كما قال سبحانه: لِيُنْذِرَ بَأْساً شَدِيداً مِنْ لَدُنْهُ) أي لينذركم ببأس شديد. وقوله: يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لا عِوَجَ لَهُ [طه: 108] أي لا عوج لهم عنه. والتشديد في يخوف للنقل، كان قبله يتعدى لواحد، فلما ضعف صار يتعدى لاثنين. وهو من الأفعال التي يجوز حذف مفعوليها، وأحدهما اقتصار أو اختصار، أو هنا تعدى إلى واحد، والآخر محذوف. فيجوز أن يكون الأول ويكون التقدير: يخوفكم أولياء، أي شر أوليائه في هذا الوجه. لأن الذوات لا تخاف، ويكون المخوفون إذ ذاك المؤمنين، ويجوز أن يكون المحذوف المفعول الثاني، أي: يخوف أولياءه شر الكفار، ويكون أولياءه في هذا الوجه هم المنافقون، ومن في قلبه مرض المتخلفون عن الخروج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم 4: قول سعيد بن جبير في قول الله تعالى: {يحفظونه من أمر اللّه}: (الملائكة: الحفظة، وحفظهم إيّاه من أمر اللّه) التخريج: رواه ابن جرير من طريق ابن حميد، عن جرير، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير. التوجيه: هذا القول مبني على تفسير المفردة القرآنية ببيان معناها المطابق أو المقارب ومعنى حفظهم إياه من أمر الله، أي مما أمرهم الله تعالى به، لا أنهم يقدرون أن يدفعوا أمر الله، كما تقول: يحفظونه عن أمر الله. وأتت «من» مكان «الباء» في قوله: (يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّه) أي بأمر الله. والمعقبات من أمر الله عز وجل يحفظونه، وليس يحفظ من أمره إنما هو تقديم وتأخير ويكون ذلك الحفظ من أمر الله وبأمره وبإذنه عز وجل. جاء في المحكم والمحيط :"للإنسان ملائكة يعتقبون، يأتي بعضهم بعقب بعض، يحفظونه من أمر الله: أي مما أمرهم الله به، كما يقول: يحفظونه عن أمر الله، وبأمر الله، لا انهم يقدرون أن يدفعوا أمر الله". 5: قول ابن عباس رضي الله عنهما في الكوثر: (هو الخير الكثير الذي أعطاه الله إياه). التخريج: رواه ابن جرير من طريق يعقوب، عن هشيم، عن أبو بشر، وعطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس. وأخرج البخاري والحاكم من طريق أبي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس. وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والترمذي وصححه وابن ماجة وابن المنذر وابن مردويه. التوجيه: هذا القول مبني على تفسير المفردة ببعض معناها فالمفسرون قد اختلفوا في بيان معنى (الكوثر): فقيل: هو الخير الكثير، وقال بعضهم: (الكوثر): نهر في الجنة، وعلى ذلك جاءت الأخبار عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه سئل عن (الكوثر) فقال: " نهر في الجنة "، أو قال ذلك من غير سؤال. فإن ثبتت الأخبار فهو ذاك ، وإن لم تثبت الأخبار فالوجه الأول أقرب؛ لأنه ليس في إعطائه النهر تخصيص في التشريف والعطية؛ لأن الله - تعالى - وعد لأمته ما هو أكثر من هذا؛ لما روي في الأخبار عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: " إن لأهل الجنة في الجنة ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر "، ونحن نعلم أن هذا في الإنعام أكثر من النهر الذي وصف. وقال بعضهم: (الكوثر): شيء أعطاه الله - تعالى - رسوله لا يعرف. وأصله: أنه شيء خاطب به رسوله، وهو قد عرفه؛ فلا يجب أن يتكلف معرفته وتفسيره. وقيل: (الكوثر): هو حرف أخذ من الكتب المتقدمة. قال الشوكاني: "وإن كان معنى الكوثر: هو الخير الكثير في لغة العرب، فمن فسره بما هو أعم مما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم فهو تفسير ناظر إلى المعنى اللغوي.... وهذا التفسير من حبر الأمة ابن عباس رضي الله عنه ناظر إلى المعنى اللغوي" فتح القدير (5/ 616) |
اقتباس:
بارك الله فيكِ ونفع بكِ. التقويم: ج+ خُصمت نصف درجة للتأخير. أرجو مواصلة التدرب على التخريج والتوجيه حتى إتقان المهارة بإذن الله. زادكِ الله توفيقًا وسدادًا. |
الساعة الآن 08:08 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir