سيرة مجاهد بن جبر
اسمه ونسبه: مجاهد بن جبر أبو الحجاج المكي، المقرئ المفسر الحافظ الفقيه. ● مولده و نشأته ولد سنة إحدى وعشرين في خلافة عمر رضي الله عنه ، ونشأ مولى قال محمد بن عبيد ، عن الثوري ، قال : مجاهد مولى لبني زهرة . وقال أحمد بن حنبل : مجاهد مولى عبد الله بن السائب . وقال الحميدي وغيره : مولى قيس بن السائب . وقال ابن المديني : كان ابن إسحاق يقول في أحاديث مجاهد كلها : مجاهد بن جبير وهو مولى قيس بن السائب بن أبي السائب ، وكان السائب شريك النبي صلى الله عليه وسلم . وقال ابن سعد مولى قيس . وقال البخاري ومسلم كقول أحمد . شيوخه: قرأ وتعلم على ابن عباس، وروى عن بعض الصحابة حيث روى عن أم سلمة ، وأبي هريرة ، وأم هانئ ، وجويرية، وجابر بن عبد الله ، ورافع بن خديج، وسعد بن أبي وقاص، وعبدالله بن عمر ، عبد الله بن عمرو بن العاص. وروى عن التابعين أمثال: طاوس وعبدالرحمن بن أبي ليلى ، وسعيد بن جيير. ● تلاميذه قرأ عليه عبد الله بن كثير ، وأبو عمرو بن العلاء ، وابن محيصين. حدث عنه عكرمة ، وعطاء بن أبي رباح ، وقتادة ، والحكم بن عتيبة ، وأيوب السختياني ، وحميد بن قيس الأعرج، وابن عون، وسليمان بن مهران الأعمش، وعمر بن ذر، وعبدالله بن نجيح، وآخرين. ثناء العلماء عليه: قال خصيف: كان أعلمهم بالتفسير مجاهد. وقال يحيى بن معين وأبو زرعة: ثقة وقال سلمة بن كهيل: ما رأيت أحدا أراد بهذا العلم وجه الله إلا عطاء، وطاووسا، ومجاهدا. قال مجاهد: ربما أخذ لي ابن عمر بالركاب وعن قتادة ، قال : أعلم من بقي بالحلال والحرام الزهري ، وأعلم من بقي بالقرآن مجاهد . ● طلبه للعلم طلب العلم على يد ابن عباس ، وكان أعلم طلاب ابن عباس بعلم ابن عباس، حيث أنه لازم ابن عباس، وعرض عليه القرآن ثلاث مرات يسأله عما فيه من التفسير، يسأله ومعه ألواحه ، فنقل إلى الأمة علما عظيما قال الذهبي: أخبرنا إسحاق الأسدي ، أنبأنا ابن خليل ، أنبأنا أبو المكارم ، أنبأنا أبو علي ، أنبأنا أبو نعيم ، حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد ، حدثنا عبد الله بن شيرويه ، حدثنا ابن راهويه ، حدثنا محمد بن سلمة ، والمحاربي ، قالا : حدثنا ابن إسحاق ، عن أبان بن صالح ، عن مجاهد ، قال : عرضت القرآن على ابن عباس ثلاث عرضات ، أقفه عند كل آية أسأله فيم نزلت وكيف كانت . غرائبه في التفسير. عرف مجاهد ببعض الغرائب ، حيث أنه أخذ عن أهل الكتاب، وروي عن أبي بكر بن عياش قلت للأعمش: ما لهم يتقون تفسير مجاهد؟ قال: كانوا يرون أنه يسأل أهل الكتاب. قال الذهبي : ولمجاهد أقوال وغرائب في العلم والتفسير تستنكر . وبلغنا أنه ذهب إلى بابل ، وطلب من متوليها أن يوقفه على هاروت وماروت . قال : فبعث معي يهوديا ، حتى أتينا تنورا في الأرض ، فكشف لنا عنهما ، فإذا بهما معلقان منكسان ، فقلت : آمنت بالذي خلقكما . فاضطربا ، فغشي علي وعلى اليهودي ، ثم أفقنا بعد حين ، فلامني اليهودي ، وقال : كدت أن تهلكنا . قال محمد بن حميد الرازي الحافظ : أنبأنا عبد الله بن عبد القدوس ، عن الأعمش قال : كان مجاهد لا يسمع بأعجوبة إلا ذهب فنظر إليها ، ذهب إلى بئر برهوت بحضرموت ، وذهب إلى بابل ، عليها وال فقال له مجاهد : تعرض علي هاروت وماروت ؟ . قال : فدعا رجلا من السحرة ، فقال : اذهب به . فقال اليهودي : بشرط أن لا تدعو الله عندهما ، قال : فذهب بي إلى قلعة ، فقطع منها حجرا ، ثم قال : خذ برجلي . فهوى به حتى انتهى إلى جوبة فإذا هما معلقان منكسان كالجبلين ، فلما رأيتهما قلت : سبحان الله خالقكما . فاضطربا ، فكأن الجبال تدكدكت ، فغشي علي وعلى اليهودي ، ثم أفاق قبلي فقال : أهلكت نفسك وأهلكتنى . سلامة مذهبه من البدع: عن يعلى بن عبيد ، عن الأعمش ، عن مجاهد ، قال : ما أدري أي النعمتين أعظم : أن هداني للإسلام ، أو عافاني من هذه الأهواء . قال الذهبي: مثل الرفض والقدر والتجهم . قال يحيى بن سليم : حدثنا عبد الوهاب بن مجاهد ، قال : كنت عند أبي فجاء ولده يعقوب ، فقال : يا أبتاه ، إن لنا أصحابا يزعمون أن إيمان أهل السماء وأهل الأرض واحد . فقال : يا بني ، ما هؤلاء بأصحابي ، لا يجعل الله من هو منغمس في الخطايا كمن لا ذنب له . وقال منصور ، عن مجاهد ، قال : لا تنوهوا بي في الخلق . ● تواضعه قال الأعمش : كنت إذا رأيت مجاهدا ازدريته ; متبذلا كأنه خربندج ضل حماره وهو مغتم . وروي عن الأعمش ، قال : كان مجاهد كأنه حمال ، فإذا نطق خرج من فيه اللؤلؤ . ● نماذج من تفسيره تفسيره في قوله تعالى "وفي أموالهم حق معلوم"قال: سوى الزكاة. تفسيره لقول الله تعالى" يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء" قال: ثلاث حيض تفسيره لقول الله تعالى"ألم تر أن الله يسبح له من في السماوات والأرض والطير صافات كل قد علم صلاته وتسبيحه" قال: الصلاة للإنس والتسبيح لما سوى ذلك. وفاته: قال أبو عمر الضرير: مات مجاهد سنة مائة. قال الذهبي : هذا قول شاذ ; فإن مجاهدا رأى عمر بن عبد العزيز يموت . وقال أبو نعيم : مات مجاهد وهو ساجد سنة ثنتين ومائة . وكذا أرخه الهيثم بن عدي ، والمدائني ، وجماعة . وقال حماد الخياط ، وأبو عبيد ، وجماعة : مات سنة ثلاث ومائة . وقال ابن المديني وغيره : سنة أربع ومائة . وجاء عن ابن المديني : سنة ثمان ومائة . رواه عنه ابنه عبد الله . وعنه سنة سبع ومائة . وروى محمد بن عمر الواقدي ، عن ابن جريج ، قال : بلغ مجاهد ثلاثا وثمانين سنة وقال يحيى القطان وغيره : مات سنة أربع ومائة . المصادر: سير أعلام النبلاء، مؤسسة الرسالة معرفة القراء الكبار على الطبقات والأعصار، تأليف الذهبي تحقيق: بشار عواد وشعيب الأرناؤوط و صالح مهدي عباس غاية النهاية في طبقات القراء تأليف ابن الجزري الناشر مكتبة ابن تيمية طبقات المفسرين العشرين تأليف عبدالرحمن بن أبي بكر وجلال الدين السيوطي تحقيق علي محمد عمر مكتبة وهبة طبقات المفسرين لشمس الدين الداوودي تحقيق نخبة من العلماء دار الكتب العلمية |
الساعة الآن 02:29 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir