معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد

معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد (http://afaqattaiseer.net/vb/index.php)
-   الإكسير في علم التفسير (http://afaqattaiseer.net/vb/forumdisplay.php?f=272)
-   -   النوع العاشر: في التعقيب المصدري، النوع الحادي عشر: في وضع الظاهر موضع الضمير تعظيمًا أو تحقيرًا (http://afaqattaiseer.net/vb/showthread.php?t=12319)

محمد أبو زيد 23 محرم 1432هـ/29-12-2010م 09:23 PM

النوع العاشر: في التعقيب المصدري، النوع الحادي عشر: في وضع الظاهر موضع الضمير تعظيمًا أو تحقيرًا
 

النوع العاشر: في التعقيب المصدري
وهو تعقيب بالمصدر، إشارة إلى تعظيم شأنه، أو ذمه وسبابه.
مثال الأول: قوله تعالى: {ويوم ينفخ في الصور} إلى قوله: {صنع الله الذي أتقن كل شيء}، أشار بذلك إلى تعظيم قدرته التي قدرها على النفخ في الصور، وفزع من في السموات والأرض، وإتيانهم صاغرين، وتسيير الجبال كالسحاب، كأنه قال: انظروا صنع الله ما أعظمه!!، وكذا سائر المصادر المؤكدة نحو: {صبغة الله}، أي: بل نتبع ملة إبراهيم: صبغة الله، أو عليكم صبغة
[الإكسير في علم التفسير: 244]
الله، إغراء أو اتبعوا صبغة الله، أي: دينه، ووعد الله، أي: ارتقبوا وعد الله بغلبة الروم، وفتح المؤمنين، وفطرة الله، أي: الزموا دين الله، وكل هذا تفخيم لهذه الجمل بتعقبها بهذه المصادر.
وكما يوصف رجل بعلم، أو زهد، أو عمل، أو غير ذلك من الفضائل، فيقال: عطاء الله.
مثال الثاني: عكس هذا المثال: أن يوصف رجل بصفة ذم من زنا، أو شرب، أو زندقة، ونحوها من الرذائل، فيقال: صنع الشيطان المضل، الفتان، الذي يخلب الألباب، ويوقع في أسباب العذاب.

النوع الحادي عشر: في وضع الظاهر موضع الضمير تعظيمًا أو تحقيرًا
فالأول كقوله تعالى: {فأعقبهم نفاقًا في قلوبهم إلى يوم يلقونه بما أخلفوا الله ما وعدوه}، ولم يقل بما أخلفوه، تنبيهًا على تعظيم حربهم بإخلافهم وعد الإله العظيم.
وكقوله تعالى: {أو لم يروا كيف يبدئ الله الخلق ثم يعيده إن ذلك على الله يسير * قل سيروا ف الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق ثم الله ينشئ النشأة الآخرة}.
لم يقل: ثم ينشئ؛ تنبيهًا على عظيم قدرته، واحتجاجًا عليهم بأنه من فعل الله، فهو لا بد أفعل للإعادة، وأظهر اسمه عند ذكرها؛ لأن الإظهار أدل من الإضمار.
ونحوه: (جاءنا بنو تميم يوفضون، وابتدروا نحونا يركضون، وتناجد بنو تميم علينا بحملة، فلذنا بالفرار، وولينا الأدبار)، ولم يقل: تناجدوا؛ تنبيهًا على شجاعتهم، وصعوبة ممارستهم.
[الإكسير في علم التفسير: 245]
والثاني: كقوله تعالى: {وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات قالوا ما هذا إلا رجل يريد أن يصدكم عما كان يعبد آباؤكم * وقالوا ما هذا إلا إفك مفترى * وقال الذين كفروا للحق لما جاءهم إن هذا إلا سحر مبين}، فأظهر ذكرهم ذمًا لهم خصوصًا، وقد انضم إلى قولهم هذا مبادهتهم به، وقد تقدم وجه قبحها). [الإكسير في علم التفسير: 246]



الساعة الآن 04:45 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir