معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد

معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد (http://afaqattaiseer.net/vb/index.php)
-   أسئلة العقيدة (http://afaqattaiseer.net/vb/forumdisplay.php?f=978)
-   -   سؤال عن الفرق بين الإذن الشرعي والإذن الكوني، ومن أيهما الإذن بالشفاعة؟ (http://afaqattaiseer.net/vb/showthread.php?t=35177)

أم إسماعيل هاجر بنت محمد 8 جمادى الآخرة 1435هـ/8-04-2014م 11:47 AM

سؤال عن الفرق بين الإذن الشرعي والإذن الكوني، ومن أيهما الإذن بالشفاعة؟
 
أثابكم الله،
باب الشفاعة
اقتباس:

والإذن: إذنٌ كوني، وإذن شرعي، فالمأذون له لا يمكن أن تحصل منه الشفاعة إلا أن يأذن الله له كوناً بأن يشفع، فإذا منعه الله كوناً أن يشفع ما حصلت منه الشفاعة، ولا تحرك بها لسانه، كذلك الإذن الشرعي في الشفاعة، بأن تكون الشفاعة ليس فيها شرك وأن يكون المشفوع له ليس من أهل الشرك، ويُخصُّ من ذلك أبو طالب،
يرجى توضيح الفرق بين الإذن الشرعي والإذن الكوني، ومن أيهما الإذن بالشفاعة؟

عبد العزيز الداخل 20 جمادى الآخرة 1435هـ/20-04-2014م 09:52 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم إسماعيل (المشاركة 122035)
أثابكم الله،
باب الشفاعة
اقتباس:

والإذن: إذنٌ كوني، وإذن شرعي، فالمأذون له لا يمكن أن تحصل منه الشفاعة إلا أن يأذن الله له كوناً بأن يشفع، فإذا منعه الله كوناً أن يشفع ما حصلت منه الشفاعة، ولا تحرك بها لسانه، كذلك الإذن الشرعي في الشفاعة، بأن تكون الشفاعة ليس فيها شرك وأن يكون المشفوع له ليس من أهل الشرك، ويُخصُّ من ذلك أبو طالب،
يرجى توضيح الفرق بين الإذن الشرعي والإذن الكوني، ومن أيهما الإذن بالشفاعة؟

الإذن الشرعي هو ما أحلّه الله لعباده شرعاً وأذن به؛ فلا حرج على من فعله؛ كما قال الله تعالى: {أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير} أي: أُذن لهم بالقتال في سبيل الله.
ومنه قوله تعالى: {أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله} أي: لم يأذن به شرعاً.
ومنه قوله تعالى: {قل أرأيتم ما أنزل الله لكم من رزق فجعلتم منه حراما وحلالاً قل آلله أذن لكم أم على الله تفترون}.
والإذن الكوني هو ما شاءه الله وقدّره وأذن بوقوعه كما قال تعالى: {ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله} ؛ فلا يكون في ملك إلا الله إلا ما يأذن الله به ويشاؤه كما قال تعالى : {وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله}
وقد يكون فيما يشاؤه الله ويأذن به قدراً ما لا يأذن به شرعاً ؛ فيجعل للعبد قدرة واختياراً إن شاء أطاع وإن شاء عصى؛ فمن أطاع الله أثابه، ومن عصاه استحق العقوبة لعصيانه، وعصيانه لا يكون إلا بإذن الله القدري الكوني كما قال الله تعالى في شأن السحرة: {فيتعلمون منهم ما يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله} فإضرارهم بالسحر لا يكون إلا بإذن الله القدري، وأما الإذن الشرعي فإن الله لا يأذن بالسحر والظلم.

فالإذن الشرعي متعلّق بالأوامر الشرعية التي قد يمتثلها المكلفون وقد لا يمتثلونها، وأما الإذن الكوني فهو متعلّق بما يشاؤه الله وما لا يشاؤه،
والإذن الشرعي يستلزم المحبّة للعمل المأذون به إن كان واجباً أو مستحباً، وعدم المؤاخذة إن كان مباحاً، وأما الإذن الكوني فلا تعلّق له بالمحبة ؛ فيكون فيه ما يحبه الله وما لا يحبّه.
وقد يجتمع في الأمر الواحد الإذنان الكوني والشرعي كما في طاعات المؤمنين وأفعالهم المأذون بها شرعاً إذا وقعت علمنا أنّ الله أذن بها كوناً، مع علمنا بإذنه الشرعي بها.

وأمّا الإذن بالشفاعة يوم القيامة فهو إذن قدري في الأصل مع محبة الله لشفاعة الشافعين وإكرامهم بهذه الشفاعة؛ فاجتمع فيه الإذنان المتعلقان بالقدر والأمر.


الساعة الآن 10:35 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir