معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد

معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد (http://afaqattaiseer.net/vb/index.php)
-   قسم تنسيق النصوص (http://afaqattaiseer.net/vb/forumdisplay.php?f=254)
-   -   صفحة أبي أنس وفقه الله (http://afaqattaiseer.net/vb/showthread.php?t=22412)

إشراف هيئة التنسيق 5 ربيع الثاني 1435هـ/5-02-2014م 10:45 AM

صفحة أبي أنس وفقه الله
 
بسم الله الرحمن الرحيم

إشراف هيئة التنسيق 5 ربيع الثاني 1435هـ/5-02-2014م 11:14 AM

يرجى تنسيق هذا النص وإرساله في مشاركة في هذه الصفحة لمراجعته :
طريقة تنسيق المتون : (ينظر هنا لمعرفة درجات الألوان المطلوبة)
الآيات القرآنية بالأخضر
الأحاديث النبوية بالفيروزي
أقوال الصحابة باللون الباذنجاني
المــتن (سواء في أول مشاركة أو وسط الشرح في المشاركات الباقية) بالكحـلي
العناوين الرئيسية بالعنابي
العناوين الفرعية والأرقام بالسماوي


النص:
( فصلٌ: ومِنَ الإِيمانِ باليومِ الآخِرِ الإِيمانُ بكُلِّ مَا أَخْبَرَ بِهِ النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِمَّا يَكُونُ بعدَ المَوْتِ، فيؤِمنُونَ بفِتْنَةِ القَبْرِ، وبِعذابِ القَبْرِ ونَعيِمهِ.
فأَمَّا الفِتْنَةُ؛ فإِنَّ النَّاسَ [ يُمْتَحَنونَ ] في قُبُورِهِمْ، فَيُقالُ للرَّجُل: مَنْ رَبُّكَ؟ ومَا دِينُكَ؟ و [ مَنْ ] نَبِيُّكَ؟
فيُثَبِّتُ اللهُ الَّذينَ آمَنُوا بالقَوْلِ الثَّابِتِ في الحَياةِ الدُّنْيا وفي الآخِرَةِ، فيقولُ المؤمِنُ: [ رَبِّيَ اللهُ ]، والإِسلامُ دِيني، ومحمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَبِيِّي.
وأَمَّا المُرْتَابُ؛ فَيقولُ: هَاه هَاه، لا أَدْري، سمعتُ النَّاسَ يَقولُونَ شَيْئًا فقُلْتُهُ؛ فَيُضْرَبُ بمِرْزَبَةٍ مِنْ حَديدٍ، فيَصيحُ صيحَةً يَسْمَعُها كُلُّ شيءٍ؛ إِلا الإِنسانَ، ولَوْ سَمِعَها الإِنْسانُ؛ لَصَعِقَ.
ثمَّ بعدَ هذهِِ الفِتْنَةِ إِمَّا نعيمٌ وإِمَّا عذابٌ، إِلى أَنْ تَقومَ القِيامَةُ الكُبْرى، فُتعادُ الأرواحُ إِلى الأجْسادِ ) (63).


(63) قولُهُ: (( ومِنَ الإِيمانِ باليومِ الآخرِ … )) إلخ. إذَا كانَ الإِيمانُ باليومِ الآخرِ أحدَ الأركانِ السِّتَّةِ التَّي يقومُ عليهَا الإِيمانُ؛ فإنَّ الإِيمانَ بهِ إيمانَا تامًّا كاملاً لا يتحقَّقُ إلاَّ إذَا آمَنَ العبدُ بكلِّ ما أخبرَ بهِ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلمَ مِنْ أمورِ الغيبِ التَّي تكونُ بعدَ الموتِ.
والضَّابِطُ في ذلكَ أنَّهَا أمورٌ مُمْكِنَةٌ أخبرَ بهَا الصَّادقُ صلواتُ اللهِ عليهِ وسلامُهُ عليهِ وآلِهِ، وكلُّ مُمْكِنٍ أخبرَ بهِ الصَّادقُ يجبُ الإِيمانُ بوقوعِهِ كمَا أخبرَ، فإنَّ هذهِ الأمورَ لا تُسْتَفَادُ إلاَّ مِنْ خَبَرِ الرَّسُولِ، فأهلُ السُّنَّةِ والجماعةِ يؤمنونَ بذلكَ كلِّهِ.
وأَمَّا أهلُ الْمُرُوقِ والإِلحادِ مِنَ الفلاسفةِ والمعتزلةِ؛ فينكرونَ هذهِ الأمورَ؛ مِنْ سؤالِ القبرِ، ومِنْ نعيمِ القبرِ، وعذابِهِ، والصِّرَاطِ، والمِيزانِ، وغيرِ ذلكَ؛ بِدَعْوَى أَنَّها لمْ تثْبُتْ بالعقلِ، والعقلُ عندَهمْ هوَ الحاكمُ الأوَّلُ الذي لا يجوزُ الإِيمانُ بشيءٍ إلاَّ عنْ طريقِهِ، وهُمْ يَرُدُّونَ الأحاديثَ الواردةَ في هذهِِ الأمورِ بِدَعْوَى أنَّهَا أحاديثُ آحادٍ لا تُقبلُ في بابِ الاعتقادِ، وأَمَّا الآياتُ فيؤوِّلُونَهَا بمَا يَصْرِفُهَا عنْ مَعَانِيهَا.
والإِضافةُ في قولِهِ: (( بِفِتْنَةِ الْقَبْرِ )). على معنى " في "؛ أيْ: بالفتنةِ التَّي تكونُ في القبرِ.
وأصلُ الفتنةِ وَضْعُ الذَّهَبِ ونحوِهِ على النَّارِ لِتَخْلِيصِهِ مِنَ الْأَوْضَارِ والعناصرِ الغريبةِ، ثمَّ استُعْمِلَتْ في الاختبارِ والامتحانِ.
وأَمَّا عذابُ القبرِ ونعيمُهُ؛ فيدُلُّ عليهِ قولُهُ تعالى في حقِّ آلِ فِرْعَونَ: { النَّارُ يُعْرَضُونَ عليهَا غُدُوًّا وعَشِيًّا )، وقولُهُ سبحانَهُ عن قومِ نُوحٍ: { مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فأُدْخِلُوا نارًا }، وقولُهُ عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ: ((القَبْرُ أَمَّا رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الجَنَّةِ، أَوْ حُفْرَةٌ مِنْ حُفَرِ النَّارِ)).
والمِرْزَبَةُ – بِالتَّخْفِيفِِ -: الْمِطْرَقَةُ الكبيرةُ، ويقالُ لهَا أيضًا: إِرْزَبَّةٌ؛ بالهمْزَةِ والتَّشْدِيدِ.
**************
أنموذج منسّق ،، وفقكم الله

مصطفى بن أحمد الشكيري 5 ربيع الثاني 1435هـ/5-02-2014م 06:32 PM

يرجى تنسيق هذا النص وإرساله في مشاركة في هذه الصفحة لمراجعته :
طريقة تنسيق المتون : (ينظر هنا لمعرفة درجات الألوان المطلوبة)
الآيات القرآنية بالأخضر
الأحاديث النبوية بالفيروزي
أقوال الصحابة باللون الباذنجاني
المــتن (سواء في أول مشاركة أو وسط الشرح في المشاركات الباقية) بالكحـلي
العناوين الرئيسية بالعنابي
العناوين الفرعية والأرقام بالسماوي


النص:
( فصلٌ: ومِنَ الإِيمانِ باليومِ الآخِرِ الإِيمانُ بكُلِّ مَا أَخْبَرَ بِهِ النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِمَّا يَكُونُ بعدَ المَوْتِ، فيؤِمنُونَ بفِتْنَةِ القَبْرِ، وبِعذابِ القَبْرِ ونَعيِمهِ.
فأَمَّا الفِتْنَةُ؛ فإِنَّ النَّاسَ [يُمْتَحَنونَ] في قُبُورِهِمْ، فَيُقالُ للرَّجُل: مَنْ رَبُّكَ؟ ومَا دِينُكَ؟ و [مَنْ] نَبِيُّكَ؟
فيُثَبِّتُ اللهُ الَّذينَ آمَنُوا بالقَوْلِ الثَّابِتِ في الحَياةِ الدُّنْيا وفي الآخِرَةِ، فيقولُ المؤمِنُ: [رَبِّيَ اللهُ]، والإِسلامُ دِيني، ومحمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَبِيِّي.
وأَمَّا المُرْتَابُ؛ فَيقولُ: هَاه هَاه، لا أَدْري، سمعتُ النَّاسَ يَقولُونَ شَيْئًا فقُلْتُهُ؛ فَيُضْرَبُ بمِرْزَبَةٍ مِنْ حَديدٍ، فيَصيحُ صيحَةً يَسْمَعُها كُلُّ شيءٍ؛ إِلا الإِنسانَ، ولَوْ سَمِعَها الإِنْسانُ؛ لَصَعِقَ.
ثمَّ بعدَ هذهِِ الفِتْنَةِ إِمَّا نعيمٌ وإِمَّا عذابٌ، إِلى أَنْ تَقومَ القِيامَةُ الكُبْرى، فُتعادُ الأرواحُ إِلى الأجْسادِ ) (63).


(63) قولُهُ: (( ومِنَ الإِيمانِ باليومِ الآخرِ … )) إلخ. إذَا كانَ الإِيمانُ باليومِ الآخرِ أحدَ الأركانِ السِّتَّةِ التَّي يقومُ عليهَا الإِيمانُ؛ فإنَّ الإِيمانَ بهِ إيمانَا تامًّا كاملاً لا يتحقَّقُ إلاَّ إذَا آمَنَ العبدُ بكلِّ ما أخبرَ بهِ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلمَ مِنْ أمورِ الغيبِ التَّي تكونُ بعدَ الموتِ.
والضَّابِطُ في ذلكَ أنَّهَا أمورٌ مُمْكِنَةٌ أخبرَ بهَا الصَّادقُ صلواتُ اللهِ عليهِ وسلامُهُ عليهِ وآلِهِ، وكلُّ مُمْكِنٍ أخبرَ بهِ الصَّادقُ يجبُ الإِيمانُ بوقوعِهِ كمَا أخبرَ، فإنَّ هذهِ الأمورَ لا تُسْتَفَادُ إلاَّ مِنْ خَبَرِ الرَّسُولِ، فأهلُ السُّنَّةِ والجماعةِ يؤمنونَ بذلكَ كلِّهِ.
وأَمَّا أهلُ الْمُرُوقِ والإِلحادِ مِنَ الفلاسفةِ والمعتزلةِ؛ فينكرونَ هذهِ الأمورَ؛ مِنْ سؤالِ القبرِ، ومِنْ نعيمِ القبرِ، وعذابِهِ، والصِّرَاطِ، والمِيزانِ، وغيرِ ذلكَ؛ بِدَعْوَى أَنَّها لمْ تثْبُتْ بالعقلِ، والعقلُ عندَهمْ هوَ الحاكمُ الأوَّلُ الذي لا يجوزُ الإِيمانُ بشيءٍ إلاَّ عنْ طريقِهِ، وهُمْ يَرُدُّونَ الأحاديثَ الواردةَ في هذهِِ الأمورِ بِدَعْوَى أنَّهَا أحاديثُ آحادٍ لا تُقبلُ في بابِ الاعتقادِ، وأَمَّا الآياتُ فيؤوِّلُونَهَا بمَا يَصْرِفُهَا عنْ مَعَانِيهَا.
والإِضافةُ في قولِهِ: (( بِفِتْنَةِ الْقَبْرِ )). على معنى " في "؛ أيْ: بالفتنةِ التَّي تكونُ في القبرِ.
وأصلُ الفتنةِ وَضْعُ الذَّهَبِ ونحوِهِ على النَّارِ لِتَخْلِيصِهِ مِنَ الْأَوْضَارِ والعناصرِ الغريبةِ، ثمَّ استُعْمِلَتْ في الاختبارِ والامتحانِ.
وأَمَّا عذابُ القبرِ ونعيمُهُ؛ فيدُلُّ عليهِ قولُهُ تعالى في حقِّ آلِ فِرْعَونَ: {النَّارُ يُعْرَضُونَ عليهَا غُدُوًّا وعَشِيًّا}، وقولُهُ سبحانَهُ عن قومِ نُوحٍ: {مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فأُدْخِلُوا نارًا}، وقولُهُ عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ: ((القَبْرُ أَمَّا رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الجَنَّةِ، أَوْ حُفْرَةٌ مِنْ حُفَرِ النَّارِ)).
والمِرْزَبَةُ – بِالتَّخْفِيفِِ -: الْمِطْرَقَةُ الكبيرةُ، ويقالُ لهَا أيضًا: إِرْزَبَّةٌ؛ بالهمْزَةِ والتَّشْدِيدِ.
**************

إشراف هيئة التنسيق 6 ربيع الثاني 1435هـ/6-02-2014م 03:58 PM

بارك الله فيكم ،،
التنسيق جيد غير أن كل ما لونه الكموني حقه أن يُترك بالأسود ... يُنظر هنا: #4

- ملحوظة: عزو الآيات يكون هكذا:
سورةُ إبراهيمَ الآيةُ (27)--> [إبراهيم: 27] أي: اسم السورة ورقم الآية بدون كلمة "سورة" ولا كلمة "آية".
- الرقم 57 وشبهه يلون بالسماوي ويصغر حجمه إلى 4 ، وما بعد السطر الفاصل يكون كله بحجم 4
- إدراج السطر الفاصل يكون بأيقونة http://www.afaqattaiseer.net/vb/mwae...ttons/line.gif
يرجى تنسيق هذا النص :

قال رحمه الله: ومِن الإِيمانِ باليومِ الآخِرِ الإِيمانُ بكُلِّ مَا أَخْبَرَ بِه النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِمَّا يَكُونُ بعدَ المَوْتِ، فيؤمِنُونَ بفِتْنَةِ القَبْرِ، وبِعذابِ القَبْرِ ونَعيِمهِ.فأَمَّا الفِتْنَةُ؛ فإِنَّ النَّاسَ يُمْتَحَنونَ في قُبُورِهِمْ، فَيُقالُ للرَّجُل: مَنْ رَبُّكَ؟ ومَا دِينُكَ؟ ومن نبيُّكَ؟ فيُثَبِّتُ اللهُ الَّذينَ آمَنُوا بالقَوْلِ الثَّابِتِ في الحَياةِ الدُّنْيا وفي الآخِرَةِ، فيقولُ المؤمِنُ: رَبِّيَ اللهُ، والإِسلامُ دِيني، ومحمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَبِيِّي. وأَمَّا المُرْتَابُ؛ فَيقولُ: هاه هاه، لا أَدْري، سمعتُ النَّاسَ يَقولُونَ شَيْئاً فقُلْتُهُ؛ فَيُضْرَبُ بمِرْزَبَةٍ مِنْ حَديدٍ، فيَصيحُ صيحَةً يَسْمَعُها كُلُّ شيءٍ؛ إِلا الإِنسانَ، ولَوْ سَمِعَها الإِنْسانُ؛ لَصَعِقَ.ثمَّ بعدَ هذه الفِتنةِ إِمَّا نعيمٌ وإِمَّا عذابٌ. (57)

(57) اليومُ الآخِرُ هُوَ يومُ القيامةِ، والإيمانُ به أحدُ أركانِ الإيمانِ، وقد دلَّ عليه العقلُ والفِطرةُ، وصرَّحَتْ به جميعُ الكتُبِ السَّماويَّةِ، ونادى به جميعُ الأنبياءِ والمرسَلِينَ، وسُمِّيَ باليومِ الآخِرِ لتأَخُّرِه عن الدُّنْيا.
وقد ذكر الشَّيخُ رَحِمَهُ اللَّهُ هنا ضابِطا شامِلا لمعنى الإيمانِ باليومِ الآخِرِ بأَنَّهُ الإيمانُ بكُلِّ ما أخبَرَ به النَّبيُّ صلى اللهُ عليه وسلم مِمَّا يكونُ بعدَ الموْتِ، فيدخُلُ فيه الإيمانُ بكُلِّ ما دلَّتْ عليه النُّصوصُ مِن حالةِ الاحتضارِ وحالةِ الميِّتِ في القبرِ والبعثِ، وما يحصُلُ بعده، ثم أشار الشَّيخُ رَحِمَهُ اللَّهُ إلى أشياءَ مِن ذَلِكَ.
منها ما يكونُ في القبرِ قال: (فيؤمنونَ بفِتنةِ القبرِ وبعذابِ القبرِ ونَعيمِه) فذَكَرَ أمرَيْنِ:
الأمْرُ الأوَّلُ: فتنةُ القبرِ، والفِتنةُ لُغةً: الامتحانُ والاختبارُ، والمرادُ بها هنا سؤالُ المَلَكَيْنِ للميِّتِ، ولهَذَا قال: (فأمَّا الفتنةُ فإنَّ النَّاسَ يُفتنونَ في قُبورِهم، فيُقالُ للرجُلِ) أيْ: الميِّتِ، سواءً كان رجُلا أو امرأةً، ولَعلَّ ذِكْرَ الرجُلِ مِن بابِ التَّغليبِ. ثم ذكَرَ الأسئلةَ التي تُوجَّهُ إلى الميِّتِ، وما يُجيبُ به المؤمنُ، وما يُجيبُ به غيرُ المؤمنِ، وما يكونُ بعدَ هَذِهِ الإجابةِ مِن نعيمٍ أو عذابٍ.
والإيمانُ بسؤالِ المَلَكَيْنِ واجبٌ؛ لثُبوتِه عن النَّبيِّ صلى اللهُ عليه وسلم في أحاديثَ يبلُغُ مجمُوعُها حدَّ التَّواتُرِ. ويدُلُّ على ذَلِكَ القرآنُ الكريمُ في قولِه تعالى: (يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِاْلقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ) سورةُ إبراهيمَ الآيةُ (27) فقدْ أخْرَجَ الشَّيخانِ مِن حديثِ البراءِ بنِ عازِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما عن النَّبيِّ صلى اللهُ عليه وسلم قال في قولِه تعالى: (يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ) نَزَلَتْ في عذابِ القبرِ ـ زادَ مسلمٌ: (( يُقَالُ لَهُ مَنْ رَبُّكَ؟ فَيَقُولُ: رَبِّيَ اللَّهُ وَنَبِيِّي مُحَمَّدٌ )) فذَلِكَ قولُه: (يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ) ـ والقولُ الثَّابتُ هُوَ كلمةُ التَّوحيدِ التي تَثْبتُ في قلبِ المؤمنِ بالحُجَّةِ والبُرهانِ، وتَثبيتُ المؤمنينَ بها في الدُّنْيا أنَّهم يتَمَسَّكُونَ بها، ولو نالَهم في سبيلِها ما نالَهم مِن الأذَى والتَّعذيبِ. وتَثبيتُهم بها في الآخِرةِ تَوفِيقُهم للجوابِ عندَ سؤالِ المَلَكَيْنِ.
وقولُه: (وَأَمَّا الْمُرْتَابُ) أي الشَّاكُّ (فَيَقُولُ) إذا سُئِلَ (هَاهْ هَاهْ) كلمةُ تردُّدٍ وتوَجُّعٍ (لاَ أَدْرِي سَمِعْتُ النَّاسَ يَقُولُونَ شَيْئاً فَقُلْتُهُ) لأَنَّهُ غيرُ مؤمنٍ بما جاءَ به الرَّسولُ صلى اللهُ عليه وسلم، فيَستَعْجِمُ عليه الجوابُ، ولو كان مِن أعلمِ النَّاسِ وأفْصَحِهم، كما قال تعالى: (وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ) (فَيُضْرَبُ بِمِرْزَبَّةٍ مِنْ حَدِيدٍ) وهِيَ المِطْرَقةُ الكبيرةُ (فَيَصِيحُ صَيْحَةً يَسْمَعُهَا كُلُّ شَيْءٍ إِلاَّ الإِنْسَانَ) ثم بَيَّنَ الحِكمةَ مِن عدمِ سماعِ الإنسانِ لها بقولِه: (وَلَوْ سَمِعَهاَ الإِنْسَانُ لَصُعِقَ) أيْ: خَرَّ ميِّتاً أو غُشِيَ عليه، ومِن حِكمةِ اللَّهِ أيضا أنَّ ما يجري على الميِّتِ في قبرِه لا يُحِسُّ به الأحياءُ؛ لأنَّ اللَّهَ تعالى جعَلَه مِن الغيبِ، ولو أظْهرَه لفَاتَت الحِكْمةُ المطلوبةُ، وهِيَ الإيمانُ بالغيبِ.
الأمْرُ الثَّاني: مما يجري على الميِّتِ في قبرِه ما أشار إليه الشَّيخُ بقولِه: (ثم بعدَ هَذِهِ الفِتنةِ، إمَّا نعيمٌ وإمَّا عذابٌ إلى أنْ تقومَ القيامةُ الكُبرى) هَذَا فيه إثباتُ عذابِ القبرِ أو نَعيمِه، ومذهبُ أهلِ السُّنَّةِ والجَماعةِ أنَّ الميِّتَ إذا ماتَ يكونُ في نعيمٍ أو عذابٍ، وأنَّ ذَلِكَ يحْصُلُ لرُوحِه وبَدَنِه، كما تواتَرَتْ به الأحاديثُ عن رسولِ اللَّهِ صلى اللهُ عليه وسلم فيَجِبُ الإيمانُ به، ولا يُتَكلَّمُ في كيفيَّتِه وصفَتِه؛ لأنَّ ذَلِكَ لا تُدْرِكُه العقولُ؛ لأَنَّهُ مِن أمورِ الآخِرةِ، وأمورُ الآخرةِ لا يَعلَمُها إلاَّ اللَّهُ، ومَن أطْلعَهُم اللَّهُ على شيءٍ منه، وهُم الرُّسلُ صلواتُ اللَّهِ وسلامُه عليهم.
وأَنْكَرَ عذابَ القبرِ المعتزِلةُ، وشُبْهَتُهم في ذَلِكَ أنَّهم لا يُدْرِكونَه، ولا يَرَوْنَ الميِّتَ يُعذَّبُ ولا يُسألُ. والجوابُ عن ذَلِكَ أن عدَمَ إدْراكِنا ورُؤيَتِنا للشَّيءِ لا يدُلُّ على عدمِ وُجودِه ووقوعِه، فكم مِن أشياءَ لا نَراها وهِيَ موجودةٌ، ومِن ذَلِكَ عذابُ القبرِ أو نَعيمُه. وأنَّ اللَّهَ تعالى جَعَلَ أمْرَ الآخرةِ وما كان متَّصِلا بها غَيْباً وحَجَبها عن إدراكِ العقولِ في هَذِهِ الدَّارِ ليَتميَّزَ الذينَ يُؤمِنونَ بالغيبِ مِن غيرِهم. وأمورُ الآخرةِ لا تُقاسُ بأمورِ الدُّنْيا، واللَّهُ أعلمُ.
وعذابُ القبرِ على نوعَيْنِ:
النَّوْعُ الأوَّلُ: عذابٌ دائمٌ، وَهُوَ عذابُ الكافرِ، كما قال تعالى: (النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُواًّ وَعَشِياًّ) سورةُ غافِرٍ الآيةُ (46).
النَّوعُ الثَّاني: يكونُ إلى مُدَّةٍ، ثم يَنقطِعُ، وَهُوَ عذابُ بعضِ العُصاةِ مِن المؤمنين، فيُعذَّبُ بحسَبِ جُرْمِه، ثم يُخفَّفُ عنه. وقد يَنقطِعُ عنه العذابُ بسببِ دعاءٍ أو صدقةٍ أو استغفارٍ.

مصطفى بن أحمد الشكيري 6 ربيع الثاني 1435هـ/6-02-2014م 04:23 PM

بارك الله فيكم ،،
التنسيق جيد غير أن كل ما لونه الكموني حقه أن يُترك بالأسود ... يُنظر هنا: #4

- ملحوظة: عزو الآيات يكون هكذا:
سورةُ إبراهيمَ الآيةُ (27)--> [إبراهيم: 27] أي: اسم السورة ورقم الآية بدون كلمة "سورة" ولا كلمة "آية".
- الرقم 57 وشبهه يلون بالسماوي ويصغر حجمه إلى 4 ، وما بعد السطر الفاصل يكون كله بحجم 4
- إدراج السطر الفاصل يكون بأيقونة http://www.afaqattaiseer.net/vb/mwae...ttons/line.gif
يرجى تنسيق هذا النص :

قال رحمه الله: ومِن الإِيمانِ باليومِ الآخِرِ الإِيمانُ بكُلِّ مَا أَخْبَرَ بِه النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِمَّا يَكُونُ بعدَ المَوْتِ، فيؤمِنُونَ بفِتْنَةِ القَبْرِ، وبِعذابِ القَبْرِ ونَعيِمهِ.فأَمَّا الفِتْنَةُ؛ فإِنَّ النَّاسَ يُمْتَحَنونَ في قُبُورِهِمْ، فَيُقالُ للرَّجُل: مَنْ رَبُّكَ؟ ومَا دِينُكَ؟ ومن نبيُّكَ؟ فيُثَبِّتُ اللهُ الَّذينَ آمَنُوا بالقَوْلِ الثَّابِتِ في الحَياةِ الدُّنْيا وفي الآخِرَةِ، فيقولُ المؤمِنُ: رَبِّيَ اللهُ، والإِسلامُ دِيني، ومحمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَبِيِّي. وأَمَّا المُرْتَابُ؛ فَيقولُ: هاه هاه، لا أَدْري، سمعتُ النَّاسَ يَقولُونَ شَيْئاً فقُلْتُهُ؛ فَيُضْرَبُ بمِرْزَبَةٍ مِنْ حَديدٍ، فيَصيحُ صيحَةً يَسْمَعُها كُلُّ شيءٍ؛ إِلا الإِنسانَ، ولَوْ سَمِعَها الإِنْسانُ؛ لَصَعِقَ.ثمَّ بعدَ هذه الفِتنةِ إِمَّا نعيمٌ وإِمَّا عذابٌ. (57)


(57) اليومُ الآخِرُ هُوَ يومُ القيامةِ، والإيمانُ به أحدُ أركانِ الإيمانِ، وقد دلَّ عليه العقلُ والفِطرةُ، وصرَّحَتْ به جميعُ الكتُبِ السَّماويَّةِ، ونادى به جميعُ الأنبياءِ والمرسَلِينَ، وسُمِّيَ باليومِ الآخِرِ لتأَخُّرِه عن الدُّنْيا.
وقد ذكر الشَّيخُ رَحِمَهُ اللَّهُ هنا ضابِطا شامِلا لمعنى الإيمانِ باليومِ الآخِرِ بأَنَّهُ الإيمانُ بكُلِّ ما أخبَرَ به النَّبيُّ صلى اللهُ عليه وسلم مِمَّا يكونُ بعدَ الموْتِ، فيدخُلُ فيه الإيمانُ بكُلِّ ما دلَّتْ عليه النُّصوصُ مِن حالةِ الاحتضارِ وحالةِ الميِّتِ في القبرِ والبعثِ، وما يحصُلُ بعده، ثم أشار الشَّيخُ رَحِمَهُ اللَّهُ إلى أشياءَ مِن ذَلِكَ.
منها ما يكونُ في القبرِ قال: (فيؤمنونَ بفِتنةِ القبرِ وبعذابِ القبرِ ونَعيمِه) فذَكَرَ أمرَيْنِ:
الأمْرُ الأوَّلُ: فتنةُ القبرِ، والفِتنةُ لُغةً: الامتحانُ والاختبارُ، والمرادُ بها هنا سؤالُ المَلَكَيْنِ للميِّتِ، ولهَذَا قال: (فأمَّا الفتنةُ فإنَّ النَّاسَ يُفتنونَ في قُبورِهم، فيُقالُ للرجُلِ) أيْ: الميِّتِ، سواءً كان رجُلا أو امرأةً، ولَعلَّ ذِكْرَ الرجُلِ مِن بابِ التَّغليبِ. ثم ذكَرَ الأسئلةَ التي تُوجَّهُ إلى الميِّتِ، وما يُجيبُ به المؤمنُ، وما يُجيبُ به غيرُ المؤمنِ، وما يكونُ بعدَ هَذِهِ الإجابةِ مِن نعيمٍ أو عذابٍ.
والإيمانُ بسؤالِ المَلَكَيْنِ واجبٌ؛ لثُبوتِه عن النَّبيِّ صلى اللهُ عليه وسلم في أحاديثَ يبلُغُ مجمُوعُها حدَّ التَّواتُرِ. ويدُلُّ على ذَلِكَ القرآنُ الكريمُ في قولِه تعالى: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِاْلقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ} [إبراهيمَ: 27] فقدْ أخْرَجَ الشَّيخانِ مِن حديثِ البراءِ بنِ عازِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما عن النَّبيِّ صلى اللهُ عليه وسلم قال في قولِه تعالى: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ} نَزَلَتْ في عذابِ القبرِ ـزادَ مسلمٌ: (( يُقَالُ لَهُ مَنْ رَبُّكَ؟ فَيَقُولُ: رَبِّيَ اللَّهُ وَنَبِيِّي مُحَمَّدٌ )) فذَلِكَ قولُه: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ}ـ والقولُ الثَّابتُ هُوَ كلمةُ التَّوحيدِ التي تَثْبتُ في قلبِ المؤمنِ بالحُجَّةِ والبُرهانِ، وتَثبيتُ المؤمنينَ بها في الدُّنْيا أنَّهم يتَمَسَّكُونَ بها، ولو نالَهم في سبيلِها ما نالَهم مِن الأذَى والتَّعذيبِ. وتَثبيتُهم بها في الآخِرةِ تَوفِيقُهم للجوابِ عندَ سؤالِ المَلَكَيْنِ.
وقولُه: (وَأَمَّا الْمُرْتَابُ) أي الشَّاكُّ (فَيَقُولُ) إذا سُئِلَ (هَاهْ هَاهْ) كلمةُ تردُّدٍ وتوَجُّعٍ (لاَ أَدْرِي سَمِعْتُ النَّاسَ يَقُولُونَ شَيْئاً فَقُلْتُهُ) لأَنَّهُ غيرُ مؤمنٍ بما جاءَ به الرَّسولُ صلى اللهُ عليه وسلم، فيَستَعْجِمُ عليه الجوابُ، ولو كان مِن أعلمِ النَّاسِ وأفْصَحِهم، كما قال تعالى: {وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ} (فَيُضْرَبُ بِمِرْزَبَّةٍ مِنْ حَدِيدٍ) وهِيَ المِطْرَقةُ الكبيرةُ (فَيَصِيحُ صَيْحَةً يَسْمَعُهَا كُلُّ شَيْءٍ إِلاَّ الإِنْسَانَ) ثم بَيَّنَ الحِكمةَ مِن عدمِ سماعِ الإنسانِ لها بقولِه: (وَلَوْ سَمِعَهاَ الإِنْسَانُ لَصُعِقَ) أيْ: خَرَّ ميِّتاً أو غُشِيَ عليه، ومِن حِكمةِ اللَّهِ أيضا أنَّ ما يجري على الميِّتِ في قبرِه لا يُحِسُّ به الأحياءُ؛ لأنَّ اللَّهَ تعالى جعَلَه مِن الغيبِ، ولو أظْهرَه لفَاتَت الحِكْمةُ المطلوبةُ، وهِيَ الإيمانُ بالغيبِ.
الأمْرُ الثَّاني: مما يجري على الميِّتِ في قبرِه ما أشار إليه الشَّيخُ بقولِه: (ثم بعدَ هَذِهِ الفِتنةِ، إمَّا نعيمٌ وإمَّا عذابٌ إلى أنْ تقومَ القيامةُ الكُبرى) هَذَا فيه إثباتُ عذابِ القبرِ أو نَعيمِه، ومذهبُ أهلِ السُّنَّةِ والجَماعةِ أنَّ الميِّتَ إذا ماتَ يكونُ في نعيمٍ أو عذابٍ، وأنَّ ذَلِكَ يحْصُلُ لرُوحِه وبَدَنِه، كما تواتَرَتْ به الأحاديثُ عن رسولِ اللَّهِ صلى اللهُ عليه وسلم فيَجِبُ الإيمانُ به، ولا يُتَكلَّمُ في كيفيَّتِه وصفَتِه؛ لأنَّ ذَلِكَ لا تُدْرِكُه العقولُ؛ لأَنَّهُ مِن أمورِ الآخِرةِ، وأمورُ الآخرةِ لا يَعلَمُها إلاَّ اللَّهُ، ومَن أطْلعَهُم اللَّهُ على شيءٍ منه، وهُم الرُّسلُ صلواتُ اللَّهِ وسلامُه عليهم.
وأَنْكَرَ عذابَ القبرِ المعتزِلةُ، وشُبْهَتُهم في ذَلِكَ أنَّهم لا يُدْرِكونَه، ولا يَرَوْنَ الميِّتَ يُعذَّبُ ولا يُسألُ. والجوابُ عن ذَلِكَ أن عدَمَ إدْراكِنا ورُؤيَتِنا للشَّيءِ لا يدُلُّ على عدمِ وُجودِه ووقوعِه، فكم مِن أشياءَ لا نَراها وهِيَ موجودةٌ، ومِن ذَلِكَ عذابُ القبرِ أو نَعيمُه. وأنَّ اللَّهَ تعالى جَعَلَ أمْرَ الآخرةِ وما كان متَّصِلا بها غَيْباً وحَجَبها عن إدراكِ العقولِ في هَذِهِ الدَّارِ ليَتميَّزَ الذينَ يُؤمِنونَ بالغيبِ مِن غيرِهم. وأمورُ الآخرةِ لا تُقاسُ بأمورِ الدُّنْيا، واللَّهُ أعلمُ.
وعذابُ القبرِ على نوعَيْنِ:
النَّوْعُ الأوَّلُ: عذابٌ دائمٌ، وَهُوَ عذابُ الكافرِ، كما قال تعالى: {النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُواًّ وَعَشِياًّ} سورةُ غافِرٍ الآيةُ (46).
النَّوعُ الثَّاني: يكونُ إلى مُدَّةٍ، ثم يَنقطِعُ، وَهُوَ عذابُ بعضِ العُصاةِ مِن المؤمنين، فيُعذَّبُ بحسَبِ جُرْمِه، ثم يُخفَّفُ عنه. وقد يَنقطِعُ عنه العذابُ بسببِ دعاءٍ أو صدقةٍ أو استغفارٍ.

إشراف هيئة التنسيق 6 ربيع الثاني 1435هـ/6-02-2014م 05:45 PM

بارك الله فيكم ،، هذه ملحوظات يسيرة
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو أنس مصطفى البيضاوي (المشاركة 118854)
قال رحمه الله: --> يُترك بالأسود ومِن الإِيمانِ باليومِ الآخِرِ الإِيمانُ بكُلِّ مَا أَخْبَرَ بِه النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِمَّا يَكُونُ بعدَ المَوْتِ، فيؤمِنُونَ بفِتْنَةِ القَبْرِ، وبِعذابِ القَبْرِ ونَعيِمهِ.فأَمَّا الفِتْنَةُ؛ فإِنَّ النَّاسَ يُمْتَحَنونَ في قُبُورِهِمْ، فَيُقالُ للرَّجُل: مَنْ رَبُّكَ؟ ومَا دِينُكَ؟ ومن نبيُّكَ؟ فيُثَبِّتُ اللهُ الَّذينَ آمَنُوا بالقَوْلِ الثَّابِتِ في الحَياةِ الدُّنْيا وفي الآخِرَةِ، فيقولُ المؤمِنُ: رَبِّيَ اللهُ، والإِسلامُ دِيني، ومحمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَبِيِّي. وأَمَّا المُرْتَابُ؛ فَيقولُ: هاه هاه، لا أَدْري، سمعتُ النَّاسَ يَقولُونَ شَيْئاً فقُلْتُهُ؛ فَيُضْرَبُ بمِرْزَبَةٍ مِنْ حَديدٍ، فيَصيحُ صيحَةً يَسْمَعُها كُلُّ شيءٍ؛ إِلا الإِنسانَ، ولَوْ سَمِعَها الإِنْسانُ؛ لَصَعِقَ.ثمَّ بعدَ هذه الفِتنةِ إِمَّا نعيمٌ وإِمَّا عذابٌ.
(57) --> يُصغر إلى حجم 4


(57) اليومُ الآخِرُ هُوَ يومُ القيامةِ، والإيمانُ به أحدُ أركانِ الإيمانِ، وقد دلَّ عليه العقلُ والفِطرةُ، وصرَّحَتْ به جميعُ الكتُبِ السَّماويَّةِ، ونادى به جميعُ الأنبياءِ والمرسَلِينَ، وسُمِّيَ باليومِ الآخِرِ لتأَخُّرِه عن الدُّنْيا.
وقد ذكر الشَّيخُ رَحِمَهُ اللَّهُ هنا ضابِطا شامِلا لمعنى الإيمانِ باليومِ الآخِرِ بأَنَّهُ الإيمانُ بكُلِّ ما أخبَرَ به النَّبيُّ صلى اللهُ عليه وسلم مِمَّا يكونُ بعدَ الموْتِ، فيدخُلُ فيه الإيمانُ بكُلِّ ما دلَّتْ عليه النُّصوصُ مِن حالةِ الاحتضارِ وحالةِ الميِّتِ في القبرِ والبعثِ، وما يحصُلُ بعده، ثم أشار الشَّيخُ رَحِمَهُ اللَّهُ إلى أشياءَ مِن ذَلِكَ.
منها ما يكونُ في القبرِ قال: (فيؤمنونَ بفِتنةِ القبرِ وبعذابِ القبرِ ونَعيمِه) فذَكَرَ أمرَيْنِ: --> يُلوّن بالعنابي
الأمْرُ الأوَّلُ: --> يُلوّن بالسماوي فتنةُ القبرِ، والفِتنةُ لُغةً: الامتحانُ والاختبارُ، والمرادُ بها هنا سؤالُ المَلَكَيْنِ للميِّتِ، ولهَذَا قال: (فأمَّا الفتنةُ فإنَّ النَّاسَ يُفتنونَ في قُبورِهم، فيُقالُ للرجُلِ) أيْ: الميِّتِ، سواءً كان رجُلا أو امرأةً، ولَعلَّ ذِكْرَ الرجُلِ مِن بابِ التَّغليبِ. ثم ذكَرَ الأسئلةَ التي تُوجَّهُ إلى الميِّتِ، وما يُجيبُ به المؤمنُ، وما يُجيبُ به غيرُ المؤمنِ، وما يكونُ بعدَ هَذِهِ الإجابةِ مِن نعيمٍ أو عذابٍ.
والإيمانُ بسؤالِ المَلَكَيْنِ واجبٌ؛ لثُبوتِه عن النَّبيِّ صلى اللهُ عليه وسلم في أحاديثَ يبلُغُ مجمُوعُها حدَّ التَّواتُرِ. ويدُلُّ على ذَلِكَ القرآنُ الكريمُ في قولِه تعالى: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِاْلقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ} [إبراهيمَ: 27] فقدْ أخْرَجَ الشَّيخانِ مِن حديثِ البراءِ بنِ عازِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما عن النَّبيِّ صلى اللهُ عليه وسلم قال في قولِه تعالى: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ} نَزَلَتْ في عذابِ القبرِ ـزادَ مسلمٌ: (( يُقَالُ لَهُ مَنْ رَبُّكَ؟ فَيَقُولُ: رَبِّيَ اللَّهُ وَنَبِيِّي مُحَمَّدٌ )) فذَلِكَ قولُه: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ}ـ والقولُ الثَّابتُ هُوَ كلمةُ التَّوحيدِ التي تَثْبتُ في قلبِ المؤمنِ بالحُجَّةِ والبُرهانِ، وتَثبيتُ المؤمنينَ بها في الدُّنْيا أنَّهم يتَمَسَّكُونَ بها، ولو نالَهم في سبيلِها ما نالَهم مِن الأذَى والتَّعذيبِ. وتَثبيتُهم بها في الآخِرةِ تَوفِيقُهم للجوابِ عندَ سؤالِ المَلَكَيْنِ.
وقولُه: (وَأَمَّا الْمُرْتَابُ) أي الشَّاكُّ (فَيَقُولُ) إذا سُئِلَ (هَاهْ هَاهْ) كلمةُ تردُّدٍ وتوَجُّعٍ (لاَ أَدْرِي سَمِعْتُ النَّاسَ يَقُولُونَ شَيْئاً فَقُلْتُهُ) --> يُلوّن بالكحلي لأَنَّهُ غيرُ مؤمنٍ بما جاءَ به الرَّسولُ صلى اللهُ عليه وسلم، فيَستَعْجِمُ عليه الجوابُ، ولو كان مِن أعلمِ النَّاسِ وأفْصَحِهم، كما قال تعالى: {وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ} (فَيُضْرَبُ بِمِرْزَبَّةٍ مِنْ حَدِيدٍ) وهِيَ المِطْرَقةُ الكبيرةُ (فَيَصِيحُ صَيْحَةً يَسْمَعُهَا كُلُّ شَيْءٍ إِلاَّ الإِنْسَانَ) ثم بَيَّنَ الحِكمةَ مِن عدمِ سماعِ الإنسانِ لها بقولِه: (وَلَوْ سَمِعَهاَ الإِنْسَانُ لَصُعِقَ) أيْ: خَرَّ ميِّتاً أو غُشِيَ عليه، ومِن حِكمةِ اللَّهِ أيضا أنَّ ما يجري على الميِّتِ في قبرِه لا يُحِسُّ به الأحياءُ؛ لأنَّ اللَّهَ تعالى جعَلَه مِن الغيبِ، ولو أظْهرَه لفَاتَت الحِكْمةُ المطلوبةُ، وهِيَ الإيمانُ بالغيبِ.
الأمْرُ الثَّاني: --> يُلوّن بالسماوي مما يجري على الميِّتِ في قبرِه ما أشار إليه الشَّيخُ بقولِه: (ثم بعدَ هَذِهِ الفِتنةِ، إمَّا نعيمٌ وإمَّا عذابٌ إلى أنْ تقومَ القيامةُ الكُبرى) هَذَا فيه إثباتُ عذابِ القبرِ أو نَعيمِه، ومذهبُ أهلِ السُّنَّةِ والجَماعةِ أنَّ الميِّتَ إذا ماتَ يكونُ في نعيمٍ أو عذابٍ، وأنَّ ذَلِكَ يحْصُلُ لرُوحِه وبَدَنِه، كما تواتَرَتْ به الأحاديثُ عن رسولِ اللَّهِ صلى اللهُ عليه وسلم فيَجِبُ الإيمانُ به، ولا يُتَكلَّمُ في كيفيَّتِه وصفَتِه؛ لأنَّ ذَلِكَ لا تُدْرِكُه العقولُ؛ لأَنَّهُ مِن أمورِ الآخِرةِ، وأمورُ الآخرةِ لا يَعلَمُها إلاَّ اللَّهُ، ومَن أطْلعَهُم اللَّهُ على شيءٍ منه، وهُم الرُّسلُ صلواتُ اللَّهِ وسلامُه عليهم.
وأَنْكَرَ عذابَ القبرِ المعتزِلةُ، وشُبْهَتُهم في ذَلِكَ أنَّهم لا يُدْرِكونَه، ولا يَرَوْنَ الميِّتَ يُعذَّبُ ولا يُسألُ. والجوابُ عن ذَلِكَ أن عدَمَ إدْراكِنا ورُؤيَتِنا للشَّيءِ لا يدُلُّ على عدمِ وُجودِه ووقوعِه، فكم مِن أشياءَ لا نَراها وهِيَ موجودةٌ، ومِن ذَلِكَ عذابُ القبرِ أو نَعيمُه. وأنَّ اللَّهَ تعالى جَعَلَ أمْرَ الآخرةِ وما كان متَّصِلا بها غَيْباً وحَجَبها عن إدراكِ العقولِ في هَذِهِ الدَّارِ ليَتميَّزَ الذينَ يُؤمِنونَ بالغيبِ مِن غيرِهم. وأمورُ الآخرةِ لا تُقاسُ بأمورِ الدُّنْيا، واللَّهُ أعلمُ.
وعذابُ القبرِ على نوعَيْنِ: --> يُلوّن بالعنابي
النَّوْعُ الأوَّلُ: --> يُلوّن بالسماوي عذابٌ دائمٌ، وَهُوَ عذابُ الكافرِ، كما قال تعالى: {النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُواًّ وَعَشِياًّ}

سورةُ غافِرٍ الآيةُ (46). --> [غافِر: 46]
النَّوعُ الثَّاني: --> يُلوّن بالسماوي يكونُ إلى مُدَّةٍ، ثم يَنقطِعُ، وَهُوَ عذابُ بعضِ العُصاةِ مِن المؤمنين، فيُعذَّبُ بحسَبِ جُرْمِه، ثم يُخفَّفُ عنه. وقد يَنقطِعُ عنه العذابُ بسببِ دعاءٍ أو صدقةٍ أو استغفارٍ.


مصطفى بن أحمد الشكيري 6 ربيع الثاني 1435هـ/6-02-2014م 06:29 PM

بارك الله فيكم

إشراف هيئة التنسيق 7 ربيع الثاني 1435هـ/7-02-2014م 02:48 PM

تمت إتاحة صلاحيات التعديل لكم في قسم: العقيدة الواسطية
فيمكنكم البدء بتنسيق النصوص عن طريق التعديل على نفس المشاركات
والبدء من المشاركة : #7
يرجى التنبّه أثناء التعديل كي لا يحدث سقط في النصوص وقد يصعب مراجعته واستعادته
وفقكم الله وبارك عملكم

مصطفى بن أحمد الشكيري 8 ربيع الثاني 1435هـ/8-02-2014م 01:28 PM

بارك الله فيكم قد واصلت ما أشرتم علي به.

إشراف هيئة التنسيق 8 ربيع الثاني 1435هـ/8-02-2014م 03:52 PM

أحسنتم، أحسن الله إليكم

- يرجى تظليل الكلام كله والتأكد من أنه ليس عريضا http://afaqattaiseer.net/vb/images/editor/bold.gif
- لا داعي لإدراج سطر فاصل في المشاركة السابعة وتصغير الحجم بعده
#7
-- وَفِي الصَّحِيحَيْنِ مِن حَدِيثِ البَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، عَن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الذين آمَنُواْ بِالقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الحَيَـاةِ الدُّنْيَـا وَفِي الآخِـرَةِ} نَزَلَـتْ فِي عَـذَابِ القَـبْرِ. زَادَ مُسْلمٌ: --> بالأسود فَيُقَـالُ لهُ: مَن رَبُّكَ ؟ فَيَقُـولُ رَبِّيَ اللَّهُ، وَنَبِيِّي مُحَمَّدٌ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الذين آمَنُواْ بِالقَوْلِ الثَّابِتِ}
-- وَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَن عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: "أَنَّهَا سَأَلَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَن عَذَابِ القَبْرِ؟ قَالَ: نَعَمْ عَذَابُ القَبْرِ حَقٌّ".
ما تحته خط من كلام عائشة رضي الله عنها فيُترك بالأسود، ويُلوّن كلام النبي صلى الله عليه وسلم فقط.
-- وَفِيهِمَا عَن أَبِي أَيُّوبَ قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ وَجَبَتِ الشَّمْسُ فَسَمِعَ صوتاً فَقَالَ: "يَهُودُ تُعَذَّبُ فِي قُبُورِهَا".
هنا التلوين صحيح ، لكن مما ينبغي التنبيه عليه هو أنه عند اجتماع كلام الصحابي مع كلام النبي فيُترك كلام الصحابي بالأسود،

-- كَمَا فِي المُسْنَدِ عَن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَحْشٍ: "أَنَّ رَجُـلاً جَـاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا لِي إِنْ قُتِلْتُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟ قَالَ: "الجَنَّةُ" فَلَمَّا وَلَّى قَالَ: "إِلاَّ الدَّيْنَ سَارَّنِي بِهِ جِبْرِيلُ آنِفاً ".
ما تحته خط يُترك بالأسود
- في المشاركات التي يكون فيها هامش (مثل #8) يرجى تظليل الكلام كله والضغط علىhttp://afaqattaiseer.net/vb/images/editor/unlink.gif
-- قولُه: (فيُقالُ للرَّجُلِ) أيْ: للإنسانِ مِن رُجُلٍ وامرأةٍ وغيرِهما ممَّن ورَدَت الأدِلَّةُ أنَّه يُمتَحنُ في قبرِه، أي يقولُه له المَلَكانِ، واسمُهما (المُنكَرُ والنَّكيرُ) --> ليس من المتن فيُترك بالأسود نَصَّ على ذَلِكَ أحمدُ،



قد قمت بتعديل هذه الملحوظات ، فيرجى التنبّه لها فيما يستقبل
وكلما انتهيتم من تنسيق موضوع يرجى وضع الرابط في هذه الصفحة لتتم مراجعته
وفقكم الله

مصطفى بن أحمد الشكيري 9 ربيع الثاني 1435هـ/9-02-2014م 11:33 AM

الحمد لله أنهيت تنسيق:
الإيمان بالبعث بعد الموت وقيام الناس لرب العالمين

إشراف هيئة التنسيق 10 ربيع الثاني 1435هـ/10-02-2014م 12:31 PM

جزاكم الله خيرا
#4 يُكبّر الحجم إلى 5
#5
وذَكَرَ الشَّيخُ مما يَجرِي في هَذَا اليومِ العظيمِ على العِبادِ:
1- (أنَّها تَدْنو منهم الشَّمْسُ) أيْ: تَقْرُبُ مِن رُءُوسِهم، كما رَوى مسلمٌ عن المِقْدادِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قال: سمعتُ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم يقولُ: ((إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ أُدْنِيَتِ الشَّمْسُ مِنَ الْعِبَادِ حَتَّى تَكُونَ قَدْرَ مِيلٍ أَوْ مِيلَيْنِ)) قولُه: (وَيُلْجِمُهُمُ الْعَرَقُ) --> بالكحلي أيْ: يَصِلُ إلى أفواهِهِم فيَصيرُ بمنزلَةِ اللِّجامِ يَمنعُهم مِن الكلامِ، وذَلِكَ نتيجةً لدُنُوِّ الشَّمسِ منهم، وذَلِكَ بالنِّسبةِ لأكْثَرِ الخَلقِ ويُستثْنَى مِن ذَلِكَ الأنبياءُ ومَن شاءَ اللَّهُ.

#7
قَوْلُهُ: "إِنَّكُمْ تُحْشَرُونَ حُفَاةً عُرَاةً غُرْلا"ً. --> بالفيروزي الحُفَاةُ جَمْعُ حَافٍ وَهُوَ مَنْ لا نَعْلَ لهُ وَلا خُفَّ. وَالعُرَاةُ جَمْعُ عَارٍ وَهُوَ مَن لا ثِيَابَ عَلَيْهِ
#8
يقولُ: ((إذا كان يومُ القيامةِ أُدْنِيَتِ الشَّمْسُ مِنَ العِبَادِ حَتَّى تَكُونَ قَدْرَ مِيلٍ أَوْ مِيلَيْنِ))، قال: ((فَتَصْهَرُهُمُ الشَّمْسُ فَيَكُونُونَ فِي الْعَرَقِ كَقَدْرِ أَعْمَالِهِمْ، مِنْهُمْ مَنْ يَأْخُذُهُ إِلَى عَقِبَيْهِ، ومِنْهُمْ مَنْ يَأْخُذُهُ إلَى حَقْوَيْهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُلْجِمُهُ الْعَرَقُ إلجامًا)).
قولُه: (عَقِبيْهِ) هُوَ مؤخَّرُ القَدمِ، وقولُه: (حَقويهِ) الحَقْوُ مَعْقِدُ الإزارِ. --> بالفيروزي (بيان بعض معاني الحديث، وليسا من المتن)


بارك الله فيكم ،،
بالنسبة لاستعمال اللونين العنابي والسماوي ؛ المراد هو تلوين العناوين الرئيسية وما يندرج تحتها من عناوين فرعية أو أرقام

(الأرقام مثل: أولا، ثانيا... 1- 2- 3-)
لإبراز العنوان والنقاط التي تندرج تحته،
هنا #
5
(58) أشار الشَّيخُ رَحِمَهُ اللَّهُ في هَذَا وما بعدَه إلى ما يكونُ في الدَّارِ الآخرةِ، وهِيَ التي تبدأُ بالقيامةِ الكُبرى؛ فإنَّ الدُّورَ ثلاثٌ: دارُ الدُّنيا، ودارُ البَرْزخِ، والدَّارُ الآخرةُ، وكُلُّ دارٍ مِن هَذِهِ الدُّورِ الثَّلاثِ لها أحكامٌ تَخُصُّها. وحوادثُ تجري فيها، وقد تَكلَّمُ الشَّيخُ على ما يكونُ في دارِ البَرْزَخِ.
وهنا أخَذَ يَتكلَّمُ على ما يكونُ في الدَّارِ الآخرةِ فيقولُ: (إلى أنْ تَقومَ القيامةُ الكُبرى) القِيامةُ قيامَتانِ: قيامةٌ صُغرى وهِيَ الموتُ، وَهَذِهِ القيامةُ تَقومُ على كُلِّ إنسانٍ في خاصَّتِه مِن خُروجِ رُوحِه وانقطاعِ سَعْيِه، وقيامةٌ كبرى وَهَذِهِ تَقومُ على النَّاسِ جميعا وتأخُذُهم أخْذَةً واحدةً ـ وسُمِّيتْ قيامةً لقِيامِ النَّاسِ مِن قُبورِهم لربِّ العالَمِينَ،

ما تحته خط ليس عنوانا رئيسيا أو فرعيا فيُترك بالأسود، ولا تقسيما ، ففرق بين كلمة (ثلاث) في:
فإنَّ الدُّورَ ثلاثٌ: دارُ الدُّنيا، ودارُ البَرْزخِ، والدَّارُ الآخرةُ، --> هنا تقسيم للدور أنها ثلاث ثم ذكر هذه الدور الثلاث (الدنيا - البرزخ - الآخرة)
وكلمة (ثلاث) في:
وكُلُّ دارٍ مِن هَذِهِ الدُّورِ الثَّلاثِ لها أحكامٌ تَخُصُّها.

#7 كل السماوي في هذه المشاركة حقه أن يُترك بالأسود
#
8 استعمال اللون السماوي في هذه المشاركة ممتاز عدا :
الأمواتِ وخُروجُهم مِن قُبورِهم ونحوُها إلى حُكمِ يومِ القيامةِ، والبعثُ والنُّشورُ مترادفانِ، وهما بمعنى إعادةِ الأبدانِ وإدخالِ الأرواحِ فيها، يُقالُ: نَشَرَ الميِّتَ وأَنْشَرَهُ بمعنى أَحْيَاه، وأمَّا الحشْرُ فهُوَ لغةً: الجمْعُ، تقولُ: حشَرْتُ النَّاسَ إذا جَمعْتُهم، والمرادُ جَمعُ أجزاءِ الإنسانِ بعد تَفرُّقِها ثم إحياءُ الأبدانِ بعد مَوْتِها، فيَبعثُ اللَّهُ جميعَ العِبادِ ويُعيدُهم بعد موتِهم، ويَسوقُهم إلى مَحْشَرِهم لفَصْلِ القضاءِ بينهم، وأدِلَّةُ ذَلِكَ في الكِتاب والسُّنَّةِ والإجماعِ.


أرجو أن قد أوضحت، وإن كان لديكم استفسار أو مناقشة فتفضلوا به
بارك الله عملكم ونفع به



مصطفى بن أحمد الشكيري 10 ربيع الثاني 1435هـ/10-02-2014م 05:24 PM

بارك الله فيكم وجزاكم خيرا على التنبيه.

مصطفى بن أحمد الشكيري 10 ربيع الثاني 1435هـ/10-02-2014م 05:25 PM

قد أجريت التعديلات والحمد لله.

مصطفى بن أحمد الشكيري 10 ربيع الثاني 1435هـ/10-02-2014م 05:26 PM

الإيمان بوضع الموازين

مصطفى بن أحمد الشكيري 11 ربيع الثاني 1435هـ/11-02-2014م 06:37 PM

الإيمان بنشر الدواوين والحساب

مصطفى بن أحمد الشكيري 11 ربيع الثاني 1435هـ/11-02-2014م 09:59 PM

الإيمان بالحوض المورود

مصطفى بن أحمد الشكيري 11 ربيع الثاني 1435هـ/11-02-2014م 10:00 PM

الإيمان بنصب الصراط

مصطفى بن أحمد الشكيري 11 ربيع الثاني 1435هـ/11-02-2014م 10:01 PM

بارك الله فيكم هناك بعض علامات الترقيم قد تُكتب في غير موضعها فهل يمكن تعديلها؟

مصطفى بن أحمد الشكيري 13 ربيع الثاني 1435هـ/13-02-2014م 06:07 AM

القنطرة التي بين الجنة والنار

مصطفى بن أحمد الشكيري 13 ربيع الثاني 1435هـ/13-02-2014م 06:08 AM

أنواع الشفاعات في القيامة

مصطفى بن أحمد الشكيري 14 ربيع الثاني 1435هـ/14-02-2014م 02:37 AM

الإيمان بالقدر خيره وشره: 1- العلم والكتابة

إشراف هيئة التنسيق 14 ربيع الثاني 1435هـ/14-02-2014م 03:41 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو أنس مصطفى البيضاوي (المشاركة 119057)

-- ملحوظة: عزو الآيات يكون بحجم 3.
#7
وَتُنْصَبُ المَوَازِيْنُ، فَتُوزَنُ بِهَا أَعْمَالُ العِبَادِ، {فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِيْنُهُ فأُوُلَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ}. قَالَ تَعَالَى: {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلاَ تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ}وَقَالَ: {فَأَمَّا مَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ * وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ * فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ * نَارٌ حَامِيَةٌ}.
ما تحته خط ليس من المتن، فيُترك بالأسود، وحبّذا لو جُعلت بداية الشرح في سطر مستقل هكذا:
وَتُنْصَبُ المَوَازِيْنُ، فَتُوزَنُ بِهَا أَعْمَالُ العِبَادِ، {فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِيْنُهُ فأُوُلَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ}.
قَالَ تَعَالَى: {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلاَ تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ} وَقَالَ: {فَأَمَّا مَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ * وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ * فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ * نَارٌ حَامِيَةٌ}.

وَفِي حَدِيثِ البِطَاقَةِ: ((فَتُوضَعُ السِّجِلاَّتُ فِي كِفَّةٍ وَالبِطَاقَةُ فِي كِفَّةٍ قَالَ، فَطَاشَتِ السِّجِلاتُ وَثَقُلَتِ البِطَاقَةُ وَلا يَثْقُلُ شَيْءٌ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ))
يكون هكذا:
وَفِي حَدِيثِ البِطَاقَةِ: ((فَتُوضَعُ السِّجِلاَّتُ فِي كِفَّةٍ وَالبِطَاقَةُ فِي كِفَّةٍ))، قَالَ: ((فَطَاشَتِ السِّجِلاتُ وَثَقُلَتِ البِطَاقَةُ وَلا يَثْقُلُ شَيْءٌ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ)).
ومثله:
وَيَشْهَـدُ لهُ مَا رَوَى البُخَارِيُّ، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ، عَن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((إِنَّهُ لَيَأْتِي الرَّجُـلُ الْعَظِيمُ السَّمِينُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لاَ يَزِنُ عِنْدَ اللَّهِ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ. قَالَ اقْرَأُوا إن شئتم: {فَلاَ نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْناً}
فيكون:
وَيَشْهَـدُ لهُ مَا رَوَى البُخَارِيُّ، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ، عَن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((إِنَّهُ لَيَأْتِي الرَّجُـلُ الْعَظِيمُ السَّمِينُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لاَ يَزِنُ عِنْدَ اللَّهِ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ)). قَالَ: ((اقْرَأُوا إن شئتم: {فَلاَ نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْناً})).

#8
(162) قولُه: (وتُنْصَبُ الموازينُ، وتُوزنُ فيها أعمالُ العِبادِ، (فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِيْنُهُ فأُؤُلئِكَ هُمُ المُفْلِحونَ. ومَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فأُولَئِكَ الَّذينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ في جَهَنَّمَ خَالِدُونَ) تكاثَرتْ
قوس نهاية نص المتن
(162) قولُه: (وتُنْصَبُ الموازينُ، وتُوزنُ فيها أعمالُ العِبادِ، (فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِيْنُهُ فأُؤُلئِكَ هُمُ المُفْلِحونَ. ومَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فأُولَئِكَ الَّذينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ في جَهَنَّمَ خَالِدُونَ) تكاثَرتْ

وأَخرجَ أبو داودَ والتِّرمذيُّ وصحَّحه ابنُ حِبَّانَ عن أبي الدَّرداءِ عنه -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- قال: ((مَا يُوضَعُ فِي الْمِيزَانِ أَثْقَلُ مِنْ خُلُقٍ حَسَنٍ))، وفي الصَّحيحَيْنِ وَغَيْرِهِمَا عن أبي هريرةَ -رضي اللَّهُ عنه-، قال: قال رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّم: ((كَلِمَتَانِ حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمَنِ خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ ثَقِيلَتَانِ في الْمِيزَانِ: سبحانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ)) --> حديث إلى غيرِ ذَلِكَ مِن الأحاديثِ

البَرِّ والقرطبيُّ وغيرُهما، وقيل يُوزَنُ صاحِبُ العَملِ، كما في الحديثِ: ((يُؤْتَى يَوْمَ القِيامَةِ بِالرَّجُلِ السَّمِينِ فَلاَ يَزِنُ عِنْدَ اللَّهِ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ، ثم قرأ قولَه -سُبْحَانَهُ-: (فَلاَ نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا) الآيةَ.
الصواب:
البَرِّ والقرطبيُّ وغيرُهما، وقيل يُوزَنُ صاحِبُ العَملِ، كما في الحديثِ: ((يُؤْتَى يَوْمَ القِيامَةِ بِالرَّجُلِ السَّمِينِ فَلاَ يَزِنُ عِنْدَ اللَّهِ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ))، ثم قرأ قولَه -سُبْحَانَهُ-: {فَلاَ نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا} الآيةَ.

إشراف هيئة التنسيق 14 ربيع الثاني 1435هـ/14-02-2014م 03:47 PM

ثَم تنبيهان عامان في كل المواضيع -بارك الله عملكم-:
الأول: مراعاة الأقواس قدر المستطاع، من حيث شكلها وأيضا بدايتها ونهايتها.
فالآيات الغالب فيها {...} والأحاديث ((...)) وأي نقل آخر عن أحد الصحابة أو التابعين أو المتن قد يأخذ (...) أو "..." لا بأس.
الثاني: فصل الجمل في أسطر جديدة ما أمكن . وأيضا إن وجد كلام مفصول على سطرين ولا داعي لذلك ، فيصحح .
مثال: #8
وجَمعَ المصنِّفُ الموازينَ ظاهِرُه تَعدُّدُها، والصَّحيحُ أنَّه ميزانٌ واحدٌ، وجَمَعَه.// قيل: لأنَّ الميزانَ يَشتمِلُ على الكِفَّتَيْنِ والشَّاهِدَيْنِ واللِّسانِ، ولا يَتِمُّ الوزنُ إلا باجتماعِها، ويَحتمِلُ أنَّ الجَمعَ للتَّفخيمِ، كما في قولِه: (كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ) مع أنَّه لم يُرسَلْ إليهم إلاَّ واحدٌ،// وقيل: يجوزُ أنْ يكونَ لفظُه جمعًا ومعناه واحِداً، كقولِه: (يا أَيُّهَا الرُّسُلُ) وأمَّا الوزنُ فهُوَ للأعمالِ كما أشار إليه المصنِّفُ، واستدلَّ بالآيةِ المذكورةِ، وفي صحيحِ مسلمٍ عن أبي مالكٍ الأشعريِّ، قال: قال رسولُ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ-: ((الطُّهُورُ شَطْرُ الإِيمَانِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلأُ الْمِيزَانَ …)) الحديثَ.
وأَخرجَ أبو داودَ والتِّرمذيُّ وصحَّحه ابنُ حِبَّانَ عن أبي الدَّرداءِ عنه -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- قال: ((مَا يُوضَعُ فِي الْمِيزَانِ أَثْقَلُ مِنْ خُلُقٍ حَسَنٍ))، وفي الصَّحيحَيْنِ وَغَيْرِهِمَا عن أبي هريرةَ -رضي اللَّهُ عنه-، قال: قال رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّم: ((كَلِمَتَانِ حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمَنِ خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ ثَقِيلَتَانِ في الْمِيزَانِ: سبحانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ)) إلى غيرِ ذَلِكَ مِن الأحاديثِ الدَّالَّةِ على أنَّ الوزنَ للأعمالِ، وإلى هَذَا ذَهَب أهلُ الحديثِ، // وقيل: الوزنُ لصحائفِ الأعمالِ، كما في حديثِ صاحبِ البطاقةِ، وصوَّبَهُ مَرْعِيٌّ في بَهجَتِه، وذَهبَ إليه جمهورٌ مِن المفَسِّرينَ، وصحَّحه ابنُ عبدِ البَرِّ والقرطبيُّ وغيرُهما، وقيل يُوزَنُ صاحِبُ العَملِ، كما في الحديثِ: ((يُؤْتَى يَوْمَ القِيامَةِ بِالرَّجُلِ السَّمِينِ فَلاَ يَزِنُ عِنْدَ اللَّهِ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ، ثم قرأ قولَه -سُبْحَانَهُ-: (فَلاَ نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا) الآيةَ.

يصبح:
وجَمعَ المصنِّفُ الموازينَ ظاهِرُه تَعدُّدُها، والصَّحيحُ أنَّه ميزانٌ واحدٌ، وجَمَعَه.
قيل: لأنَّ الميزانَ يَشتمِلُ على الكِفَّتَيْنِ والشَّاهِدَيْنِ واللِّسانِ، ولا يَتِمُّ الوزنُ إلا باجتماعِها، ويَحتمِلُ أنَّ الجَمعَ للتَّفخيمِ، كما في قولِه: (كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ) مع أنَّه لم يُرسَلْ إليهم إلاَّ واحدٌ،
وقيل: يجوزُ أنْ يكونَ لفظُه جمعًا ومعناه واحِداً، كقولِه: (يا أَيُّهَا الرُّسُلُ) وأمَّا الوزنُ فهُوَ للأعمالِ كما أشار إليه المصنِّفُ، واستدلَّ بالآيةِ المذكورةِ، وفي صحيحِ مسلمٍ عن أبي مالكٍ الأشعريِّ، قال: قال رسولُ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ-: ((الطُّهُورُ شَطْرُ الإِيمَانِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلأُ الْمِيزَانَ …)) الحديثَ.
وأَخرجَ أبو داودَ والتِّرمذيُّ وصحَّحه ابنُ حِبَّانَ عن أبي الدَّرداءِ عنه -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- قال: ((مَا يُوضَعُ فِي الْمِيزَانِ أَثْقَلُ مِنْ خُلُقٍ حَسَنٍ))، وفي الصَّحيحَيْنِ وَغَيْرِهِمَا عن أبي هريرةَ -رضي اللَّهُ عنه-، قال: قال رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّم: ((كَلِمَتَانِ حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمَنِ خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ ثَقِيلَتَانِ في الْمِيزَانِ: سبحانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ)) إلى غيرِ ذَلِكَ مِن الأحاديثِ الدَّالَّةِ على أنَّ الوزنَ للأعمالِ، وإلى هَذَا ذَهَب أهلُ الحديثِ،

وقيل: الوزنُ لصحائفِ الأعمالِ، كما في حديثِ صاحبِ البطاقةِ، وصوَّبَهُ مَرْعِيٌّ في بَهجَتِه، وذَهبَ إليه جمهورٌ مِن المفَسِّرينَ، وصحَّحه ابنُ عبدِ البَرِّ والقرطبيُّ وغيرُهما، وقيل يُوزَنُ صاحِبُ العَملِ، كما في الحديثِ: ((يُؤْتَى يَوْمَ القِيامَةِ بِالرَّجُلِ السَّمِينِ فَلاَ يَزِنُ عِنْدَ اللَّهِ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ، ثم قرأ قولَه -سُبْحَانَهُ-: (فَلاَ نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا) الآيةَ.

وفقكم الله ونفع بعملكم

إشراف هيئة التنسيق 14 ربيع الثاني 1435هـ/14-02-2014م 04:07 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو أنس مصطفى البيضاوي (المشاركة 119099)

#4
والسَّيِّئاتُ في كِفَّةٍ؛ كمَا قالَ تعالى:
{وَنَضَعُ المَوَازِيْنَ القِسْطَ لِيَوْمِ القِيَامَةِ فَلاَ تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وإِنْ كَانَ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِن خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبينَ}.
ثمَّ تُنْشَرُ الدَّواوينُ، وهيَ صحائفُ الأعمالِ، {فأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ؛ فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا، وَيْنَقَلِبُ إلى أَهْلِهِ مَسْرُورًا وأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ} أَوْ مِنْ وراءِ ظَهْرِهِ؛ {فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا وَيَصْلَى سَعِيرًا}، ويقولُ: {يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوْتَ كِتَابِيَهْ وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ}؛ قَالَ تعالَى:
{وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرى المُجْرِمينَ مُشْفِقينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولونَ يا وَيْلَتَنَا مَا لِهَذَا الْكِتَابِ لاَ يُغَادِرُ صَغيرَةً ولاَ كَبِيرَةً إِلاَّ أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلاَ يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا}.

لا داعي لفصل الكلام على سطرين ، فيكون:
[فصل الآيات يكون بـ* ]
والسَّيِّئاتُ في كِفَّةٍ؛ كمَا قالَ تعالى: {وَنَضَعُ المَوَازِيْنَ القِسْطَ لِيَوْمِ القِيَامَةِ فَلاَ تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وإِنْ كَانَ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِن خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبينَ}.
ثمَّ تُنْشَرُ الدَّواوينُ، وهيَ صحائفُ الأعمالِ، {فأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ * فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا * وَيْنَقَلِبُ إلى أَهْلِهِ مَسْرُورًا * وأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ} أَوْ مِنْ وراءِ ظَهْرِهِ؛ {فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا * وَيَصْلَى سَعِيرًا}، ويقولُ: {يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوْتَ كِتَابِيَهْ * وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ}؛ قَالَ تعالَى: {وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرى المُجْرِمينَ مُشْفِقينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولونَ يا وَيْلَتَنَا مَا لِهَذَا الْكِتَابِ لاَ يُغَادِرُ صَغيرَةً ولاَ كَبِيرَةً إِلاَّ أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلاَ يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا}.

ومثله :
(65) قولُهُ: ((ويحاسبُ اللهُ الْخَلاَئِقَ…)) إلخ. الْمُرادُ بتلكَ المحاسبةِ تَذْكِيرُهمْ وَإِنْبَاؤُهُمْ بمَا قدَّموهُ مِنْ خيرٍ وشرٍّ {أَحْصَاهُ اللهُ وَنَسُوهُ}؛ قالَ تعالى:
{ثُمَّ إِلى رَبِّهِمْ مَّرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلونَ}.
وفي الحديثِ الصَّحيحِ:
((مَنْ نُوقِشَ الحِسَابَ عُذِّبَ)).
فقالَتْ عائشةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: يا رَسُولَ اللهِ! أَوَ لَيْسَ اللهُ يَقُولُ: {فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا}؟)).
فقالَ: ((إنَّمَا ذَلِكَ العَرْضُ، وَلَكِنْ مَنْ نُوقِشَ الحِسَابَ يَهْلِكُ)).
وأَمَّا قولُهُ: ((وَيَخْلُو بِعَبْدِهِ الْمُؤْمِنِ))؛ فقَدْ وَرَدَ عن ابنِ عمرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُما: ((أَنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يُدْنِي مِنْهُ عَبْدَهُ المُؤْمِنَ، فَيَضَعُ عليهِ كَنَفَهُ، وَيُحَاسِبُهُ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ، وَيُقَرِّرُهُ بِذُنُوبِهِ، فَيَقُولُ: أَلَمْ تَفْعَلْ كَذَا يَوْمَ كَذَا؟ أَلَمْ تَفْعَلْ كَذَا يَوْمَ كَذَا؟ حتَّى إِذَا قَرَّرَهُ بِذُنُوبِهِ، وَأَيْقَنَ أَنَّهُ قَدْ هَلَكَ؛ قالَ لَهُ: سَتَرْتُهَا عَلَيْكَ في الدُّنْيَا وَأَنَا أَغْفِرُهَا لَكَ اليَوْمَ)).
وأَمَّا قولُهُ: (فإنَّهُ لاَ حسناتَ لهُمْ)؛ يعني: الكفارَ؛ لقولِهِ تعالى:
{وقَدِمْنَا إِلى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْناهُ هَباءً مَنْثُورًا}.
وقولِه: {مَثَلُ الَّذينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ في يَوْمٍ عَاصِفٍ لا يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلى شَيْءٍ}.
والصَّحيحُ (أنَّ) أعمالَ الخيرِ التَّي يعملهَا الكافرُ يُجَازَى بهَا في الدُّنيا فقطْ، حتَّى إذَا جاءَ يومُ القيامةِ وجدَ صحيفةَ حسناتِهِ بَيْضَاءَ.
وقيلَ: يخفَّفُ بهَا عنهُ من عذابِ غيرِ الْكُفْرِ.
يصبح:
(65) قولُهُ: ((ويحاسبُ اللهُ الْخَلاَئِقَ…)) إلخ. الْمُرادُ بتلكَ المحاسبةِ تَذْكِيرُهمْ وَإِنْبَاؤُهُمْ بمَا قدَّموهُ مِنْ خيرٍ وشرٍّ {أَحْصَاهُ اللهُ وَنَسُوهُ}؛ قالَ تعالى: {ثُمَّ إِلى رَبِّهِمْ مَّرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلونَ}.
وفي الحديثِ الصَّحيحِ: ((مَنْ نُوقِشَ الحِسَابَ عُذِّبَ)).
فقالَتْ عائشةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: يا رَسُولَ اللهِ! أَوَ لَيْسَ اللهُ يَقُولُ: {فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا}؟)).
فقالَ: ((إنَّمَا ذَلِكَ العَرْضُ، وَلَكِنْ مَنْ نُوقِشَ الحِسَابَ يَهْلِكُ)).
وأَمَّا قولُهُ: ((وَيَخْلُو بِعَبْدِهِ الْمُؤْمِنِ))؛ فقَدْ وَرَدَ عن ابنِ عمرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُما: ((أَنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يُدْنِي مِنْهُ عَبْدَهُ المُؤْمِنَ، فَيَضَعُ عليهِ كَنَفَهُ، وَيُحَاسِبُهُ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ، وَيُقَرِّرُهُ بِذُنُوبِهِ، فَيَقُولُ: أَلَمْ تَفْعَلْ كَذَا يَوْمَ كَذَا؟ أَلَمْ تَفْعَلْ كَذَا يَوْمَ كَذَا؟ حتَّى إِذَا قَرَّرَهُ بِذُنُوبِهِ، وَأَيْقَنَ أَنَّهُ قَدْ هَلَكَ؛ قالَ لَهُ: سَتَرْتُهَا عَلَيْكَ في الدُّنْيَا وَأَنَا أَغْفِرُهَا لَكَ اليَوْمَ)).
وأَمَّا قولُهُ: (فإنَّهُ لاَ حسناتَ لهُمْ)؛ يعني: الكفارَ؛ لقولِهِ تعالى: {وقَدِمْنَا إِلى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْناهُ هَباءً مَنْثُورًا}. وقولِه: {مَثَلُ الَّذينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ في يَوْمٍ عَاصِفٍ لا يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلى شَيْءٍ}.
والصَّحيحُ (أنَّ) أعمالَ الخيرِ التَّي يعملهَا الكافرُ يُجَازَى بهَا في الدُّنيا فقطْ، حتَّى إذَا جاءَ يومُ القيامةِ وجدَ صحيفةَ حسناتِهِ بَيْضَاءَ.
وقيلَ: يخفَّفُ بهَا عنهُ من عذابِ غيرِ الْكُفْرِ.

****
فقالَتْ عائشةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: يا رَسُولَ اللهِ! أَوَ لَيْسَ اللهُ يَقُولُ: {فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا}؟)). --> يصبح هكذا: فقالَتْ عائشةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: (يا رَسُولَ اللهِ! أَوَ لَيْسَ اللهُ يَقُولُ: {فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا}؟).


#5
ثم ذَكَرَ الشَّيخُ رَحِمَهُ اللَّهُ أنَّ الحسابَ على نوعَيْنِ: --> بالعنابي
النَّوعُ الأوَّلُ: حسابُ المؤمِنِ، قال فيه: (ويَخْلو بعبدِه المؤمِنِ فيُقرِّرُه بذُنوبِه، كما وُصِفَ ذَلِكَ بالكتابِ والسُّنَّةِ)

#7
قَوْلُهُ: وَتُنْشَرُ الدَّوَاوِينُ وَهِيَ صَحَائِفُ الأَعْمَالِ، نَشْرُ الدَّوَاوِينِ فَتْحُهَا وَبَسْطُهَا.
يُجعل للكلام قوسين:
قَوْلُهُ: (وَتُنْشَرُ الدَّوَاوِينُ) وَهِيَ صَحَائِفُ الأَعْمَالِ، نَشْرُ الدَّوَاوِينِ فَتْحُهَا وَبَسْطُهَا.

وَأَمَّا الكُفَّارُ وَالمُنَافِقُونَ فَيَقُولُ الأَشْهَادُ: --> بالأسود {هَـؤُلاءِ الذين كَذَبُواْ عَلَى رَبِّهِمْ أَلاَ لعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالمِينَ} أَخْرَجَاهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ.

قَالَ عِيَاضٌ: قَوْلُهُ "عُذِّبَ" لهُ مَعْنَيَانِ: --> بالعنابي

وَحَكَى القُرْطُبِيُّ فِي صِفَةِ وَزْنِ عَمَلِ الكَافِرِ وَجْهَيْنِ: --> بالعنابي



الساعة الآن 04:56 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir