معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد

معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد (http://afaqattaiseer.net/vb/index.php)
-   الجوهر المكنون (http://afaqattaiseer.net/vb/forumdisplay.php?f=68)
-   -   فصل في الاستعارة المكنية (http://afaqattaiseer.net/vb/showthread.php?t=2016)

عبد العزيز الداخل 8 ذو الحجة 1429هـ/6-12-2008م 06:44 AM

فصل في الاستعارة المكنية
 
فَصْلٌ فِي الْمَكْنِيَّةِ

وَحَيْثُ تَشْبِيهٌ بِنَفْسٍ أُضْمِرَا = وَمَا سِوَى مُشَبَّهٍ لَمْ يُذْكَرَا
وَدَلَّ لازِمٌ لِمَا شُبِّهَ بِهْ = فَذَلِكَ التَّشْبِيهُ عِنْدَ الْمُنْتَبِهْ
يُعْرَفُ بِاسْتِعَارَةِ الْكِنَايَةِ = وَذِكْرُ لازِمٍ بِتَخْيِيلِيَّةِ
كَأَنْشَبَتْ مَنِيَّةٌ أَظْفَارَهَا = وَأَشْرَقَتْ حَضْرَتُهَا أَنْوَارَهَا

محمد أبو زيد 2 محرم 1430هـ/29-12-2008م 01:39 PM

حلية اللب المصون للشيخ: أحمد بن عبد المنعم الدمنهوري
 

قال:
(فَصْلٌ فِي الْمَكْنِيَّةِ)

وَحَيْثُ تَشْبِيهٌ بِنَفْسٍ أُضْمِرَا = وَمَا سِوَى مُشَبَّهٍ لَمْ يُذْكَرَا
وَدَلَّ لازِمٌ لِمَا شُبِّهَ بِهْ = فَذَلِكَ التَّشْبِيهُ عِنْدَ الْمُنْتَبِهْ
يُعْرَفُ بِاسْتِعَارَةِ الْكِنَايَةِ = وَذِكْرُ لازِمٍ بِتَخْيِيلِيَّةِ
كَأَنْشَبَتْ مَنِيَّةٌ أَظْفَارَهَا = وَأَشْرَقَتْ حَضْرَتُهَا أَنْوَارَهَا
أقول: إذا (لم يذكر) شيء من أركان (التشبيه سوى المشبه ودل على المشبه به بذكر لازمه) قيل (لذلك التشبيه) المضمر في (النفس) أي الذي لم يدل عليه بأداته (استعارة بالكناية) ويسمي اللازم (استعارة تخييلية) لأن معناها لم يكن محققا لاحسا ولا عقلا كأظفار المنية في قولنا (أنشبت المنية) أظفارها فإن الأظفار مستعملة في شيء متوهم (للمنية) أي الموت شبيه بالأظفار الحقيقية وتبع المصنف الأصل في جعل التشبيه استعارة بالكناية والحق أنها لفظ المشبه به المستعمل في المشبه المضمر في النفس المرموز إليه بلازمه كلفظ السبع هنا إذ الاستعارة اللفظ المستعمل في غير ما وضع له أو استعماله والتشبيه ليس واحدا منهما وقيل إنها لفظ (المشبه) المستعمل في المشبه به بإدعاء أنه عينه وهذا مذهب السكاكي وهو مردود كالأول والثاني مذهب السلف وهو المختار وقوله (أشرقت) بعدما قبله شاهد بأن حيث شبه (الحضرة) بالشمس تشبيها مضمرا في (النفس) وأثبت ما هو من لوازم (المشبه) به وهو الأنوار المنصوب على نزع الخافض.

محمد أبو زيد 8 محرم 1430هـ/4-01-2009م 08:57 AM

حاشية المنياوي على حلية اللب المصون للشيخ: مخلوف بن محمد البدوي المنياوي
 

قال:
(فَصْلٌ فِي الْمَكْنِيَّةِ)

وَحَيْثُ تَشْبِيهٌ بِنَفْسٍ أُضْمِرَا = وَمَا سِوَى مُشَبَّهٍ لَمْ يُذْكَرَا
وَدَلَّ لازِمٌ لِمَا شُبِّهَ بِهْ = فَذَلِكَ التَّشْبِيهُ عِنْدَ الْمُنْتَبِهْ
يُعْرَفُ بِاسْتِعَارَةِ الْكِنَايَةِ = وَذِكْرُ لازِمٍ بِتَخْيِيلِيَّةِ
كَأَنْشَبَتْ مَنِيَّةٌ أَظْفَارَهَا = وَأَشْرَقَتْ حَضْرَتُهَا أَنْوَارَهَا
أقول: إذا (لم يذكر) شيء من أركان (التشبيه سوى المشبه ودل على المشبه به بذكر لازمه) قيل (لذلك التشبيه) المضمر في (النفس) أي الذي لم يدل عليه بأداته (استعارة بالكناية) ويسمي اللازم (استعارة تخييلية) لأن معناها لم يكن محققا لاحسا ولا عقلا كأظفار المنية في قولنا (أنشبت المنية) أظفارها فإن الأظفار مستعملة في شيء متوهم (للمنية) أي الموت شبيه بالأظفار الحقيقية وتبع المصنف الأصل في جعل التشبيه استعارة بالكناية والحق أنها لفظ المشبه به المستعمل في المشبه المضمر في النفس المرموز إليه بلازمه كلفظ السبع هنا إذ الاستعارة اللفظ المستعمل في غير ما وضع له أو استعماله والتشبيه ليس واحدا منهما وقيل إنها لفظ (المشبه) المستعمل في المشبه به بإدعاء أنه عينه وهذا مذهب السكاكي وهو مردود كالأول والثاني مذهب السلف وهو المختار وقوله (أشرقت) بعدما قبله شاهد بأن حيث شبه (الحضرة) بالشمس تشبيها مضمرا في (النفس) وأثبت ما هو من لوازم (المشبه) به وهو الأنوار المنصوب على نزع الخافض.



[فصل في بيان الاستعارة بالكناية]:
قوله: (وحيث.. إلخ) اسم شرط حذفت منه ما للضرورة، وشرطه محذوف يدل عليه أضمرا وجوابه.
قوله: (فلذلك.. إلخ) والباء في بنفس بمعنى في الواو في وما للحال، ويذكر المؤكد على قلة بالنون الخفيفة المنقلبة ألفا في الوقف.
قوله: (ودل) عطف على جملة وما.. إلخ.
وقوله: (لازم) أي مذكور مع المشبه به، ويكون كمال المشبه به أو قوامه في وجه الشبه ليحيل أن المشبه من جنس المشبه به الأول في المثال الأول والثاني في الثاني كما سيظهر ولما.. إلخ، متعلق بلازم وصلة دل محذوفه أي عليه.
قوله: (المنقبه) أي لمناسبة التامر الاصطلاحية ع ق.
قوله: (باستعارة الكناية) أما تسميته بالكناية أو بالمكني عنها، أو نحو ذلك فلأن ذلك التشبيه لم يصرح به وقهم فهو مكنى عنه، وأما تسميته أو بمحارة فمجرد اصطلاح أو لأن من شأن التشبيه ابتغاء الاستعارة عليه ع ق.
قوله: (بتخييلية) أي يسمى بتخييلية أي باستعارة تخييلية، أما تسمية ذكر اللازم استعارة فلأن ذلك اللازم استعير أي نقل من المشبه به وجعل متعلقا بالمشبه، وأما تسميته تخييلية فلأن المتكلم خيل به للسامع كون المشبه نفس المشبه به فعلى هذا ليس الاستعارة بالكناية والتخييلية، إلا فعلين لأن الأولى تشبيه في النفس فهو فعل نفسي والثانية ذكر اللازم وهو فصل أيضًا، فليسا من الاستعارة بمعنى الكلمة ففي تسميتها استعارة تسمح ع ق مع تصرف وزيادة.
قوله:( كأنشبت) أي علقت والمنية الموت ففي هذا الكلام تشبيه المنية بالسبع في اغتيال النفوس، وأخذها قهرا من غير تفرقة بين نفاع وضرار، وفيه ذكر لازم المشبه به الذي هو الأظفار، وهو الدال على تشبيه المنية بذي الأظفار الذي هو السبع، فتشبيه المنية بالسبع في النفس استعارة بالكناية وذكر الأظفار تخييل ع ق، واللازم هنا وهو الأظفار لا يكمل وجه الشبه في المشبه به بدونه، فهو وإن أمكن منه بدون الأظفار لكنه يكون ناقصا.
قوله: (وأشرقت) إما على معناه وهو ضاءت فأنوارها على نزع الخافض أي بأنوارها، أو مضمن معنى أظهرت، فأنوارها مفعولة ذكرهما المصنف في شرحه والثاني أولى فلا وجه لجريان الشارح فيما بعد على الأول والحضرة المعرفة شبهت الحضرة بالشمس بجامع كشف الخفيات، وأضمر التشبيه في النفس استعارة بالكناية، وإثبات إشراق الأنوار الذي هو لازم للشمس تخييل ع ق، واللازم عناية قوام المشبه به في وجه الشبه إذ لا تكشف الشمس الخفيات إلا بضوئها بالأنوار أو بإظهار الأنوار تأمل.
قوله: (ويسمى اللازم.. إلخ) هذا انتقال من مذهب الخطيب لمذهب السكاكي، فالمناسب ويسمى إثبات أو ذكر اللازم استعارة تخييلية مع الإعراض عن التعليل بعد لأنه لا يناسب هنا إذ الأظفار على ما هنا ليس مستعملا في أمر متوهم بل في معناه الحقيقي، وإنما المجاز في الإثبات وعجيب من مثل الشارح غفلته عن هذا مع تمام وضوحه.
قوله: (المستعمل) بالرفع صفة اللفظ.
وقوله: (في النفس) أي عند النفس فلا محذور.
وقوله: (الرموز) بالرفع صفة للفظ أيضًا.
وقوله: (بذكر لازمه) أي مثبتا للمشبه، ويسمى إثباته استعارة تخييلية كما هو عند الخطيب.
وقوله:( كلفظ السبع) أي المستعمل في المنية في النفس المرموز إليه بذكر لازمه وهو الأظفار.
قوله: (إذ الاستعارة.. إلخ) تعليل لقوله والحق.. إلخ، ووجه تسمية اللفظ المذكور على المذهب الثاني استعارة بالكناية ظاهر أما الاستعارة فلأن لفظ المشبه به قد استعمل في المشبه الذي هو غير ما وضع له لعلاقة المشابهة، وأما الكناية فلأنه لم يصرح بالمستعار بل دل عليه بذكر خواصه ولوازمه والكناية في اللغة الخفاء قاله الملوي.
قوله: (وقيل إنها.. إلخ) حاصل المذهب أن يجعل المشبه به فردان حقيقي وادعائي هو نفس المشبه مدعى كونه فردًا من المشبه به، ويستعار لفظ المشبه للمشبه به الادعائي، فالاستعارة هي لفظ المشبه المستعمل في المشبه به بادعاء أن المشبه عين المشبه به، وإنكار أن يكون شيئًا آخر بقرينة إضافة ملائم المشبه به إليه، ففي قولنا أنضبت المنية أظفارها يريد بجعل الاستعارة هي المنية المستعملة في السبع بادعاء السبعية لها، وإنكار أن تكون شيئًا آخر غير الشبع بقرينة إضافة الأظفار التي هي من خواص السبع إليها، ثم إن ما أضيف إلى المشبه من خواص المشبه به يسمى عند تخييلية على ما مر إيضاحه في أظفار المشبه، فالمكنية عنده كغيره لا تفارق التخييلية، ويخالف غيره في أن التخييلية تتفرد عنده عند المكنية كما في قولك أظفار المنية الشبيهة بالسبع أهلكت فلانا وغيره لا يقول بالانفراد، ويقول إن الإثبات في مثل هذا ترشيح للتشبيه تأمل.
قوله: (المستعمل) بالرفع للفظ وقوله بادعاء الباء للسببية.
قوله: (وهو مردود) أي بأن لفظ المشبه مستعمل فيما وضع له تحقيقا للقطع بأن المراد بالمنية هو الموت لا غير غاية الأمر أنا ادعينا اتحاد الموت بالسبع، والاستعارة ليست كذلك لأنه فسرها بأن تذكر أحد طرفي التشبيه، وتزيد الطرف الآخر من الأصل والسعد مع زيادة.
قوله: (شاهد) الأولى مثال.
قوله: (وهو الأنوار) والإشراق ترشيح واعتبر ع ق اللازم الإشراق المضاف للأنوار كما مر وكل صحيح، وعلى كل فاللازم مقوم كما لا يخفى.

جميلة عبد العزيز 28 محرم 1431هـ/13-01-2010م 01:08 AM

الشرح الصوتي للجوهر المكنون للشيخ: عصام البشير المراكشي
 
فَصْلٌ فِي الْمَكْنِيَّةِ

وَحَيْثُ تَشْبِيهٌ بِنَفْسٍ أُضْمِرَا = وَمَا سِوَى مُشَبَّهٍ لَمْ يُذْكَرَا
وَدَلَّ لازِمٌ لِمَا شُبِّهَ بِهْ = فَذَلِكَ التَّشْبِيهُ عِنْدَ الْمُنْتَبِهْ
يُعْرَفُ بِاسْتِعَارَةِ الْكِنَايَةِ = وَذِكْرُ لازِمٍ بِتَخْيِيلِيَّةِ
كَأَنْشَبَتْ مَنِيَّةٌ أَظْفَارَهَا = وَأَشْرَقَتْ حَضْرَتُهَا أَنْوَارَهَا


الساعة الآن 02:21 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir