باب الإيمان بالخلود
باب ذكر الإيمان بأن أهل الجنة خالدون فيها أبدا وأن أهل النار من الكفار والمنافقين خالدون فيها أبدا قال محمد بن الحسين رحمه الله: ولهذا في القرآن نظائر كثيرة تخبر أن المتقين في الجنة خالدين آمنين لا يذوقون فيها الموت أبدا، ولا يخرجون من الجنة أبدا، قال الله عز وجل إن المتقين في مقام أمين، في جنات وعيون، يلبسون من سندس وإستبرق متقابلين إلى قوله ووقاهم عذاب الجحيم قال محمد بن الحسين: وقد ذكر الله تعالى في كتابه أن أهل النار الذين هم أهلها، يخلدون فيها أبدا، قال الله عز وجل في سورة النساء: إن الذين كفروا وظلموا لم يكن الله ليغفر لهم، ولا ليهديهم طريقا، إلا طريق جهنم خالدين فيها أبدا وكان ذلك على الله يسيرا وقال عز وجل في سورة الأحزاب: إن الله لعن الكافرين وأعد لهم سعيرا إلى أخر الآية، وقال عز وجل: ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك قال: إنكم ماكثون وقال عز وجل: لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها كذلك نجزي كل كفور وقال عز وجل في سورة الجاثية: وأما الذين كفروا: أفلم تكن آياتي تتلى عليكم فاستكبرتم وكنتم قوما مجرمين إلى قوله وقيل اليوم ننساكم كما نسيتم لقاء يومكم هذا إلى قوله منها ولا هم يستعتبون قال محمد بن الحسين رحمه الله: فالقرآن شاهد: أن أهل الجنة خالدون فيها أبدا في جوار الله عز وجل، في النعيم يتقلبون، قال الله عز وجل: وفاكهة كثيرة، لا مقطوعة ولا ممنوعة، وفرش مرفوعة الآية. وأهل النار الذين هم أهلها في العذاب الشديد أبدا لا يفتر عنهم وهم فيه مبلسون 929 - أنبأنا الفريابي قال: حدثنا إسحاق بن راهويه قال: أنبأنا النضر بن شميل، عن حماد بن سلمة، عن عاصم بن أبي النجود، عن أبي صالح، عن أبي هريرة: عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «يجاء بالموت يوم القيامة، كأنه كبش أملح أعفر فيوقف بين الجنة والنار، ثم يقال: يا أهل الجنة، فيشرئبون فينظرون، ثم يقال: يا أهل النار، فيشرئبون فينظرون، فيرون أن الفرج قد جاء، فيدعى، فيذبح بين الجنة والنار ويقال: يا أهل الجنة، خلود لا موت فيه، ويا أهل النار خلود لا موت فيه» قال إسحاق: قال النضر: معنى أعفر: الذي منه بياض وسواد 930 - وأنبأنا الفريابي قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وعلي بن المديني، قالا: حدثنا أبو معاوية محمد بن خازم قال: حدثنا الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يؤتى بالموت يوم القيامة، كأنه كبش أملح فيوقف بين الجنة والنار، فيقال: يا أهل الجنة، تعرفون هذا: فيشرئبون وينظرون ويقولون هذا الموت، ويقال يا أهل النار تعرفون هذا: فيشرئبون وينظرون ويقولون هذا الموت فيؤمر به فيذبح، ثم يقال: يا أهل الجنة خلود ولا موت، ويا أهل النار خلود ولا موت» ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم: وأنذرهم يوم الحسرة إذ قضي الأمر، وهم في غفلة وهم لا يؤمنون ولهذين الحديثين طرق جماعة |
الساعة الآن 11:02 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir