![]() |
أسئلة طلاب برنامج القراءة المنظمة
هذه الصفحة مخصصة للإجابة على أسئلة المنتسبين لبرنامج القراءة المنظمة
س1: سؤال عن معنى عبارة: «ومن دواعي الراحة أخذ الفضائل والعمل عليها بحسب الداعي النفسي...». |
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اقتباس:
لم أفهم المقصود بالسناد جيداً , يعني مثلاً في الرسالة التبوكية , ذكر ابن القيم رحمه الله أمثلة كثيرة حين استشهاده على الهجرة إلى الرسول ومن كل آية استشهد بها استنبط واستخرج حكماً , فهل السناد الآية أم الإستنباط أم كلاهما ؟ جزاكم الله خيراَ |
شيخنا الفاضل - أحسن الله إليكم لم أفهم هذه الفقرة من رسالة "الوسائل المفيدة للحياة السعيدة" فأرجو توضيحها - بارك الله فيكم ومن دواعي الراحة أخذ الفضائل والعمل عليها بحسب الداعي النفسي دون التكلف الذي يقلقك، وتعود على أدراجك خائباً من حصول الفضيلة، حيث سلكت الطريق الملتوي، وهذا من الحكمة، وأن تتخذ من الأمور الكَدِرَة أموراً صافية حلوة وبذلك يزيد صفاء اللذات، وتزول الأكدار. |
شيخنا الفاضل ..
أشكل عليَّ قول الإمام ابن القيم ( ص 151 ) : " .. ، وأما الأتباع المخالفون لمتبوعيهم ، العادلون عن طريقتهم الذين يزعمون أنهم تبع لهم ، وليسوا متَّبعين لطريقهم ، فهم المذكورون في قوله تعالى : { إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ . وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّؤُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ } [ البقرة: 166 ، 167 ] . فهؤلاء المتبوعون كانوا على هدى ، وأتباعُهم ادّعوا [ أنهم ] كانوا على طريقتهم ومنهاجهم ، وهم مخالفون لهم سالكون غير طريقتهم ، ... " ا.هـ . كنتُ أفهم أن المتبوعين والأتباع كانوا على ضلال لقوله تعالى في الآية قبلها { ... وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ للهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ (165) } ، ثم تلا ذلك الظرف ( إِذْ ) ليُفَصِّل حال ( الَّذِينَ ظَلَمُوا ) فقال تعالى : { إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا ... } الآيتين . أرجو إفادتي وجزاكم الله خيرًا . |
اقتباس:
اقتباس:
وطريقة كتابة التلخيص تختلف من شخص لآخر ، فليفعل كل طالب ما يوافقه ويناسبه منهم من يعلق على آخر الكتاب، ومنهم من يدون ذلك في دفتر خاص، ومن أحب أن يدونها في ملف إليكتروني فهي طريقة حسنة أيضاً وأعني بمقاصد الكتاب المعنيين الذين ذكرتهما في الدرس الأول: - الغرض الذي من أجله أُلِّفَ الكتاب. - والجمل المهمة التي هي زبدة الكتاب ومحاور كلام المؤلف. اقتباس:
منها: أدلة الكتاب والسنة ، ويدخل في ضمن ذلك الاستنباط ، وإذا كان مأخذ الاستنباط خفياً على الطالب قبل قراءته للكتاب ينبغي أن يشير إليه في تلخيصه بما يعينه على استذكاره. ومنها: الأدلة العامة من الاستقراء والسبر والتقسيم والقواعد الأصولية والقواعد الفقهية ونحوها. ومنها: القصص والآثار التي يذكرها المؤلف ليفيد منها في بيان مقاصده ويعتضد بها لأجل ذلك وسميتها سناداً لأجل أن المؤلف يستند إليها في بيان المقاصد. فلأجل أن ينتفع طالب العلم بقراءته للكتاب ينبغي أن يسأل نفسه بعد الفراغ من قراءة الكتاب، ما هي مقاصد هذا الكتاب؟ وهذا هو السؤال الأول فإذا رأى أنه قد عرف تلك المقاصد وإلا أعاد النظر في الكتاب مرة أخرى حتى يجد من نفسه معرفة جيدة بمقاصد الكتاب. ثم يسأل نفسه سؤالاً ثانياً: ما الذي استند إليه المؤلف في بيان تلك المقاصد؛ فلأجل أن يفهم تلك المقاصد فهماً جيداً ينبغي له أن يعرف أدلتها وما عدا ذلك فهو استطراد إن قرأه وفهمه ازداد معرفة وفهماً وإن نسيه أو تعسر عليه لم يؤثر عليه في فهمه للكتاب تأثيراً كبيراً. والذي أردت أن نتدرب عليه في هذه المرحلة أن نميز بين المسائل التي هي عماد الكتاب وسناده والمسائل الاستطرادية ففي الرسالة التبوكية أكثر الرسالة في ذكر مسائل استطرادية ، وهي مهمة ونافعة جداً . لكن إذا اشتغل بها القارئ واستغرقت عنايته شغلته عن مقصود الرسالة ، فتكون تلك المسائل هي التي يعلق بعضها في الذهن وينسى مقاصد الرسالة وهذا هو الخطأ الذي أردت أن نتجنبه في قراءة التعلم. وذلك لأمرين: الأمر الأول: أن مقاصد الكتاب هي لبه الذي يبني عليه الطالب علمه ، والسناد هو كالدعائم لتلك المقاصد، فإذا أراد الطالب أن يتدرج في قراءة كتب في فن واحد ليتقنه جيداً فإن عماد التدرج هو بالنظر إلى المقاصد. وأما المسائل الاستطرادية فكثيراً ما تكون في غير العلم الذي ألف فيه الكتاب ، وهي وإن كانت جيدة تستلذها النفس إلا أنها لو قُدِّر أنها فاتت الطالب عند قراءته للكتاب فيمكنه تحصيلها في مظانها غالباً. أما المقاصد إذا فاته فهمها فكأنه لم يقرأ الكتاب. ففي الرسالة التبوكية تأصيل جيد لعلم السلوك ، وهو علم مهم ومداره على تحقيق الإخلاص والمتابعة واستمداده من حسن فهم الكتاب والسنة وأحوال الصالحين. فمن فهم مقاصد الكتاب وتدرج بعده في قراءة عدد من الرسائل المهمة في هذا العلم اتضحت له معالم علم السلوك وأصبحت لديه ملكة جيدة في فهمه وخبرة حسنة فيه خصوصاً إذا قرن العلم بالعمل. فإذا اشتغل الطالب بالمسائل الاستطرادية عن مقاصد الرسالة لم تكن قراءته بناءة، لأن تلك القضايا المهمة التي هي المقاصد لم ترسخ في ذهنه، فيصعب عليه البناء عليها فحتى لو قدر له القراءة في عدد من الرسائل في هذا العلم كان ما يكتسبه من معلومات أشبه بالثقافة العامة وهذا خلاف مقصود التأصيل العلمي. الأمر الثاني: أن المسائل الاستطرادية كثيرة والمقاصد قليلة غالباً فإذا وجه طالب العلم عنايته إلى فهم المقاصد تيسر له فهم الكتاب وضبط مسائله في وقت قليل. وإذا ما استهوته المسائل الاستطرادية تشعبت عليه مسالك الكتاب وتعسر عليه ضبطه ولا سيما إذا كان الكتاب كبيراً وللتعرف على المقاصد طرق وأوجه تكتسب بالدربة والتعلم مع التطبيق على عدد من الأمثلة حتى تكون كالسجية للطالب عند قراءته ونحن أردنا أن نبتدئ بالتدرج وعلى مهل ونبدأ بالتطبيق على رسائل قصيرة حتى نكتسب مهارات القراءة النافعة شيئاً فشيئاً ثم ينطلق طالب العلم بعد ذلك في القراءة ليحقق ما قدر له في العلم بإذن الله تعالى ، ونسأل الله الإعانة والقبول والتوفيق. |
اقتباس:
السبب الأول: أن يأخذ المرء بما يوافقه من أمور الفضائل ولا يتكلف ما لا يوافقه وتعبيره بالفضائل احتراز عن الواجبات لأن الواجبات يجب على العبد الإتيان بها ما استطاع. وأما أمور الفضائل فهي اختيارية من أتى بها أجر عليها وانتفع بها، ومن لم يأت بها لم يأثم بمجرد تركها ولكثرة الفضائل وتنوعها وتفاضلها يصعب على العبد الجمع بينها فينبغي للعبد أن يأخذ من الفضائل بما يُسِّر له ، ويدع مغالبة ما لم ييسر له إذا كانت تلك المغالبة تفوت عليه ما هو خير له وأفضل فمن فتح له في العبادة وكثرة الصلاة والصيام فليزدد من التقرب إلى الله بذلك ومن لم يفتح له في ذلك بل كان يجد في الصيام مشقة ترهقه عن القيام بعبادات قد تكون أفضل من الصيام فينبغي له أن يأخذ بما تيسر له كما كان ابن مسعود رضي الله عنه يترك صيام التطوع لأجل قراءة القرآن لأنه كان يجد في الصيام رهقاً ومشقة. ومن فتح له في أعمال البر والإحسان ونفع الناس فليجتهد في ذلك ومن فتح له في جهاد الكفار والمنافقين والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فليجتهد في ذلك ومدار هذه الوصية على حكمة علي بن أبي طالب رضي الله عنه إذ قال: (قيمة كل امرئ ما يحسنه) فينبغي للعبد أن يأخذ بما يوافقه وما فتح له فيه من أمور الفضائل ويجتهد فيه، ولا يتكلف ما لم يفتح له فيه. وأما من فتح له في أبواب الخير كلها فهذا فضل الله يؤتيه من يشاء كما أوتي ذلك أبو بكر الصديق رضي الله عنه. وسبب هذه الوصية أن العبد إذا تكلف ما لم يفتح له فيه ثم فشل فيه فقد خسر خسارتين: الأولى: أنه لم يحقق ما أراد من تلك الفضائل. الثانية: أنه فوَّت على نفسه جهداً ووقتاً لو استثمره فيما يُسِّر له لكان أجدى له وأنفع. السبب الثاني: أن تتخذ من الأمور الكدرة أموراً صافية حلوة ، وهذه مرتبة لا ينالها إلا الحكماء الذي هم أولوا الأبصار ، يبصرون عواقب الأمور ويسبرون بواطنها بنظرهم الثاقب، فينظرون إلى لطائف الابتلاءات ومنحها فتخف عليهم المحن، ويتفكرون في حِكَمِ ابتلاء الله تعالى لهم بتلك المكدرات فيرون بعيون بصائرهم من اللطائف والعجائب ما يذهب الله به عنهم الحَزَنَ والهمَّ، وعماد ذلك كله على احتقار الدنيا وترك التعلق بها ومداومة حسن الظن بالله تعالى والرضا بقضائه وقدره فيرى في الأمور الكدرة جوانب مشرقة مؤنسة وهذا من الهدي النبوي الكريم ففي الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ألا تعجبون كيف يصرف الله عني شتم قريشٍ ولعنهم يشتمون مذمماً ويلعنون مذمماً وأنا محمد). قال الشاعر: أقبل معـاذير من يأتيك معتذرا = إن بَرَّ عندك فيما قال أو فجرا لقد أطاعك من يرضيك ظاهره = وقد أجلَّك من يعصيك مستترا |
اقتباس:
لأن قيد الذين ظلموا أخرج الذين لم يظلموا وهم بعض الصالحين الذين اتخذهم بعض المشركين أرباباً من دون الله كالملائكة وعيسى بن مريم وغيرهم. والتبرؤ من هؤلاء المشركين عام من الصالحين وغيرهم وقد ذكر الله في القرآن الكريم تبرأ عيسى عليه السلام وتبرأ الملائكة ممن عبدوهم ظلماً وزوراً قال تعالى: (إذ قال الله يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق) وقال تعالى: (ويوم يحشرهم جميعاً فيقول للملائكة أهؤلاء إياكم كانوايعبدون قالوا سبحانك أنت ولينا من دونهم بل كانوا يعبدون الجن أكثرهم بهم مؤمنون) وقوله: (ورأوا العذاب) مرجع الضمير فيه للظالمين من التابعين والمتبوعين وتبرؤهم من الصالحين تبرؤ من عبادتهم قال ابن جرير رحمه الله: (والصواب من القول عندي في ذلك أنّ الله تعالى ذكره أخبرَ أنّ المتَّبَعين على الشرك بالله يتبرأون من أتباعهم حين يعاينون عذاب الله. ولم يخصص بذلك منهم بعضًا دون بعض، بل عَمّ جميعهم. فداخلٌ في ذلك كل متبوع على الكفر بالله والضلال أنه يتبرأ من أتباعه الذين كانوا يتَّبعونه على الضلال في الدنيا، إذا عاينوا عَذابَ الله في الآخرة). فهذا تفسير السلف للآية وهو ظاهر. وابن القيم رحمه الله أراد التابعين المشركين الذين يزعمون أنهم يتبعون الصالحين، وهذا جزء من المعنى لا تقصر الآية عليه. |
أحسن الله إليكم وجزاكم خيرًا شيخنا الفاضل .
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله في الشيخ .. لم أعلم ببدء الدورة وكنت قد سجلت من قبل ؛ فهل يمكن أن ألحق بالطلبة ؟ علما أني لم أقرأ إجاباتهم فقط الأسئلة في هذه الصفحة فهل أقرأ الرسائل الثلاث ؟! |
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
نعم يمكنك اللحاق بالطلبة ، فاقرئي الدرس الأول ثم طبقي التطبيقات عليه. واحرصي على أداء جميع التطبيقات وفقك الله |
نعم بحول الله تعالى وقوته أبدأ وألحق بالركب .......... أثابكم الله ونفع بكم
|
بسم الله الرحمن الرحيم
شيخنا الفاضل - أحسن الله إليكم في التطبيق الخامس ذكر شيخ الإسلام رحمه الله هذا الجزء ولم أفهم بعض الجمل: وذلك أن العبد، بل كل حي، بل وكل مخلوق سوى الله، هو فقير محتاج إلى جَلْب ما ينفعه، ودفع ما يضره، والمنفعة للحي هي من جنس النعيم واللذة، والمضرَّة هي من جنس الألم والعذاب؛ فلا بد له من أمرين:
|
اقتباس:
أي: المطلوب عدم حصوله مثاله: المصائب التي يحذر العبد وقوعها فهو يطلب عدم حصولها. |
جزاكم الله خيرا - الآن وضحت
|
قال شيخ الاسلام في رسالته "قاعدة جليلة في توحيد الله" ما نصه : "وَذَلِكَ أَنَّ الْعَبْدَ بَلْ كُلُّ حَيٍّ بَلْ وَكُلُّ مَخْلُوقٍ سِوَى اللَّهِ هُوَ فَقِيرٌ مُحْتَاجٌ إلَى جَلْبِ مَا يَنْفَعُهُ وَدَفْعِ مَا يَضُرُّهُ"
السؤال هو ما فائدة قوله "سوي الله " مع ان قوله "كل مخلوق " يغني عنها بل قد يتبادر الى الاذهان ان قوله "سوي الله " استثناء مما سبق فيكون المعني ان الله داخل في قوله"كل مخلوق " الا انه هو الغني وهذا باطل احسن الله اليكم شيخنا نرجوا منكم بيان هذه الفقرة |
اقتباس:
ولكنه تدرج فذكر أولاً العبد والمراد به عند الإطلاق المكلف من الثقلين الإنس والجن، ثم أراد أن يزيد العموم فقال: بل كل حي ، وهذا يشمل الثقلين وغيرهم من الأحياء فهو أعم مما قبله ، لكن قوله: (كل حي) عام لكل الأحياء ، والله تعالى هو الحي ، فأراد أن يستثني فقال: (سوى الله) لكنه قبل ذكر الاستثناء أراد زيادة العموم فقال: كل مخلوق ليشمل الحكمُ الأحياء والجمادات فالترتيب يقتضي أن يكون على هذا التدرج لأن دائرة الأحياء أوسع من دائرة الثقلين، ودائرة المخلوقات أوسع من دائرة الأحياء المخلوقة فمراده ظاهر وقوله: (سوى الله) للاستثناء من الأحياء لكنه وقع بعد الجملة التالية لئلا يقطع الترتيب وهذا التعبير يدل على أن ابن تيمية - رحمه الله - كان يكتب بذهن سيال ليس كمن يبدئ ويعيد في كتابته ليحرر الكلام ويجود العبارة ، وقد عرف عنه - رحمه الله - سرعة الكتابة، وسرعة البديهة ، وجودة الخاطر حتى إنه لإسراعه في الكتابة كان يترك نقط بعض الحروف ومن اللطائف في ذلك أنه كتب فتواه الكيلانية وهي في نحو مائة وثمانين صفحة جواباً لسؤال وقال في أثنائها لما عرض لمسألة فيها : (لكن هذا الموضع فيه اشتباه وإشكال لا تحتمل تحريره وبسطه هذه الفتوى لأن صاحبها مستوفز عجلان يريد أخذها...) وفي رسالته الكيلانية من الفقه وحسن النظر والتحرير ما يتعجب منه العلماء وقد كتب ذلك على عجل وصاحب الفتوى مستوفز أي ليس بجالس جلسة المستريح بل على هيئة الذي يريد القيام لاستعجاله وإنما أخره أن يتم له الشيخ الجواب فراعى الشيخ حاله واستعجل له في الجواب فكان في نحو مائة وثمانين صفحة كتبها من خاطر حاضر وذهن سيال. ومن يكتب على مثل هذا الحال قد يكون في كلامه ما لو حرره لجوَّد بعض عباراته وحسنها |
أحسن الله إليكم
قال شيخ الإسلام رحمه الله: الوجه الثإني: أن الله خلق الخلق لعبادته الجامعة لمعرفته والإنابة إليه، ومحبته والإخلاص له، فبذكره تطمئن قلوبهم، وبرؤيته في الآخرة تَقَرُّ عُيونهم ولا شيء يعطيهم في الآخرة أحب إليهم من النظر إليه؛ ولا شيء يعطيهم في الدنيا أعظم من الإيمان به. وحاجتهم إليه في عبادتهم إياه وتألههم كحاجتهم وأعظم في خلقه لهم وربوبيته إياهم؛ فإن ذلك هو الغاية المقصودة لهم، وبذلك يصيرون عاملين متحركين، ولا صلاح لهم ولا فلاح، ولا نعيم ولا لذة، بدون ذلك بحال. بل من أعرض عن ذكر ربه فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى هل معنى الجملة الملونة باللون الأحمر:أن العبد حاجته لعبادة الله كحاجته لله في خلقه وتدبير أموره وأشد من ذلك؟ وبذلك يصيرون عاملين متحركين هل العاملين: ذكر الله ، رؤيته في الآخرة ، وماذا يقصد بعاملين متحركين؟ لم أفهم |
احسن الله اليك شيخنا وزادك علما وفهما
|
اقتباس:
ومراده - رحمه الله - أن حاجة المكلفين إلى ربهم في إعانته لهم على عبادته أعظم من حاجتهم له في الرزق والعافية في الدنيا لأن فوات النعيم في الدنيا وانقطاع الرزق والعافية وأسباب الحياة الدنيوية غاية ما يكون من فواتها عذاب في الدنيا ينتهي بموت العبد أما عدم توفيقهم للعبادة فجزاؤه العذاب الأخروي الدائم ، ولا مقارنة بين العذابين فتبين بذلك أن حاجة العبد لربه في إعانته له على عبادته أعظم من حاجته له في أسباب الرزق والعافية في الدنيا وما يحصل له فيها مما تقوم به حياته وإذا شهد العبد ذلك في نفسه عرف شدة حاجته لربه وافتقاره إليه وأنزل الحاجات منازلها وأما قوله: (وبذلك يصيرون عاملين متحركين) أي بالمحبة يكون العمل وتكون الحركة فإن أصل الحركة الحب كما بين ذلك شيخ الإسلام رحمه الله في رسالته: (قاعدة في المحبة) فإن من يفعل ما يظن نفعه إنما دفعه لذلك حب المنفعة، ومن تجنب ما يظن ضرره إنما حمله على ذلك حب السلامة، والحب هو أصل العبادة. والعمل إذا كان صحيحاً انتفع به صاحبه، وصار عمله معتبراً ، وسعيه مشكوراً، وكان ممن قال الله فيهم: (ونعم أجر العاملين) وأما من كان عمله في ضلال فهو كمن لا عمل له، إذ لم يكن عمله معتبراً ولا نافعا،ً وكان ممن قال الله فيهم: (وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثوراً) نعوذ بالله من الضلال، ونسأله أن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته |
جزاكم الله خيرا ونفع بعلمكم وزادكم علما وفضلا
|
شيخنا الفاضل ..
في التطبيق السادس : قال شيخ الإسلام ابن تيمية عن مشهد الأمر الكوني الإرادي : " وقد زلت في هذا المشهد أقدام كثيرة من السالكين لقلة معرفتهم بما بعث الله به المرسلين وذلك لأنهم عبدوا الله على مرادهم منه ففنوا بمرادهم عن مراد الحق - عز وجل - منهم لأن الحق يغني بمراده ومحبوبه ولو عبدوا الله على مراده منهم لم ينلهم شيء من ذلك لأن العبد إذا شهد عبوديته ولم يكن مستيقظا لأمر سَيِّدِهِ لا يغيب بعبادته عن معبوده ولا بمعبوده عن عبادته بل يكون له عينان ينظر بأحدهما إلى المعبود كأنه يراه " . ما خالفتُ لونه هو شرطٌ وجوابُه ، والذي أفهمه أن الاستيقاظ لأمر السيد هو سرعة مبادرة العبد إلى ما كَلَّفَهُ به ربُّه ، فكيف لا يكون غائبا عن عبادته وهو غير مستيقظ لأمر سَيِّدِهِ ؟ أفيدوني جزاكم الله خيرًا .. |
اقتباس:
لكن قبل بيانها ألخص لكم مراد شيخ الإسلام في هذا المقطع من كلامه ولعله أصعب ما في الرسالة وأرجو أن تتضح التصويبات بعد ذلك. فأقول: ذكر رحمه الله أنه يجب على العبد أن يشهد المشهدين: مشهد الألوهية، ومشهد الربوبية وكلمة (المشهد) من العبارات التي يستخدمها المتصوفة وأصحاب علم السلوك، ويراد بها الشهود القلبي فمشهد الألوهية أن يشهد العبد بقلبه عبادته لربه فيؤديها كما أمر الله عز وجل، ومشهد الأمر الشرعي أن يشهد بقلبه أوامر الله تعالى له فيعقلها ويمتثلها وهذا المعنى معروف لكنه عبر عنه باصطلاح أهل هذا العلم ومشهد الربوبية: أن يشهد العبد بقلبه تصرف الله عز وجل في الكون وتدبيره له ويتفكر في ذلك ومشهد الأمر الكوني ، أن يشهد أوامر الله تعالى الكونية من الخلق والتقدير والتدبير ويتفكر فيها وأما الفناء فهو مصطلح يراد به غلبة المشهد على خاطر العبد فيغيب فيه عن غيره، بحيث يذهل عن غير ما غلب على خاطره. والفناء له ثلاث درجات: الدرجة الأولى: الفناء الشرعي، وهو أن يفنى بعبادته لله تعالى عن عبادة غيره، فلا يخطر في قلبه عبادة غير الله تعالى، ويفنى بطاعته عن معصيته، ويفنى بالتوكل عليه عن التوكل على غيره، وهكذا ، وهذه الدرجة محمودة بل لا يبلغها على التمام إلا أهل مرتبة الإحسان من الصديقين. وأما من دونهم فهم على مراتب في تحقيقها. الدرجة الثانية: الفناء عن شهود ما سوى الله تعالى، فيغيب فكره في تأمل ربوبية الله تعالى والتفكر في آلائه وخلقه وملكه وتدبيره حتى يذهل عن القيام ببعض ما أمر الله به من الفرائض والعبادات وهذه حال ناقصة ، قد تعرض لبعض العباد ويعذرون في ذلك لقوة ما غلبهم من شهود مشهد الربوبية حتى إن بعضهم يصعق وبعضهم يضطرب، ومتى غاب عقل العبد رفعت عنه التكاليف لأنه كالمجنون، وهذه ليست حال كمال وقد رد شيخ الإسلام في مواضع كثيرة على من زعم أن هذه حال كمال وفضل ، واستدل على ذلك بأدلة كثيرة يأتي تفصيلها في رسائل قادمة بإذن الله. وبعض من يتكلف هذه الحال ويروض نفسه لها مذموم على تكلفه وغفلته عن القيام بواجب العبادة لأنه فني بمراده هو عن مراد الله تعالى فمراد الله أن يُعبَد ويطاع، وهذا العبد أراد التعبد لله على مراده هو أي ليبلغ هذه الدرجة من الفناء وهي درجة ناقصة أكمل منها الدرجة الأولى وهي التي عليها هدي النبي صلى الله عليه وسلم وخلص أصحابه. الدرجة الثالثة من الفناء: الفناء عن وجود ما سوى الله تعالى، فلغلبة هذا المشهد عليه ورياضة نفسه له بالخلوات والتجويع والأحوال الشيطانية يصل إلى درجة يعتقد فيها أنه لا يرى إلا الله فوجود الخالق هو عين وجود المخلوق ، وهذه عقيدة أهل الحلول والاتحاد الذين هم من أضل خلق الله. وهذه الدرجة يعظمها غلاة الصوفية وهي ضلال مبين، نعوذ بالله من الضلال. والخلاصة أن على العبد أن يجمع بين المشهدين: - مشهد الربوبية: فيتفكر في خلق الله وملكه وتدبيره ويؤمن بقضائه وقدره ويشهد بقلبه تصرف الله تعالى في الكون وقيامه على كل نفس بما كسبت، ويؤمن بأسمائه وصفاته آثارها في الخلق والأمر. - ومشهد الألوهية والأمر الشرعي، فيعرف أوامر الله تعالى ويمتثلها ويجتهد في إحسان العبادة على ما أراد الله تعالى متبعاً هدي النبي صلى الله عليه وسلم. والجمع بين هذين المشهدين هو الواجب، والعُبَّاد فيه على درجات متفاوتة؛ فيتفاضلون في اليقين ويتفاضلون في التعبد. والمقصود من دراسة هذه الرسالة ونظائرها أن يعرف طالب العلم الحق في مسائل العبادة وأن يعبد الله تعالى على هدي النبي صلى الله عليه وسلم، ويكتسب من العلم والمعرفة ما يسلم به من الشطحات والضلالات. وهذه الألفاظ والمصطلحات التي ربما تمر بكم في هذه الرسائل لا تتوقفوا عندها كثيراً ، بل إن تيسر فهمها فالحمد لله ، وإلا فاسألوا عنها، وأرجو أن تتضح لكم جلياً بمواصلة القراءة في هذه الرسائل بإذن الله فلا يجعلها الطالب عائقاً أمامه يصرفه عن مواصلة القراءة. تصويب الأخطاء الطباعية: 1: في نفس الصفحة قبل هذا المقطع قوله: (ومن غاب عن هذا المشهد وعن المشهد الأول ورأى قيام الله عز وجل ...) إلخ الصواب: ومن غاب عن هذا المشهد وفني بالمشهد الأول أي غاب عن مشهد الألوهية وفني بمشهد الربوبية ورأى قيام الله عز وجل ...إلخ لأن ما بعده بيان لضلال من فني بمشهد الربوبية عن مشهد الألوهية والأمر الشرعي. 2: قوله: (لأن الحق يغني بمراده ومحبوبه ) الصواب: يُفنَى . وقوله: (لم ينلهم شيء من ذلك) أي ذلك الضلال والزلل. 3: قوله: (لأن العبد إذا شهد عبوديته ولم يكن مستيقظا لأمر سَيِّدِهِ ...) العبارة قلقة، وكلمة (مستيقظاً) خطأ مصحفة من كلمة أخرى أخطأ الناسخ في قراءتها، الله أعلم بها لكن مراده: أن العبد إذا شهد مشهد العبودية، وشهد مشهد الربوبية، فقد جمع بين المشهدين فلم يغب بعبادته عن معبوده، ولم يغب بمعبوده عن عبادته. يفسر ذلك كلامه بعدها: بل يكون له عينان ينظر بأحدهما إلى المعبود كأنه يراه والأخرى ينظر بها إلى أمر سيده ليوقعه على الأمر الشرعي وهذا هو حقيقة الجمع بين المشهدين. والله تعالى أعلم وأحكم. |
أسأل الله أن ينفع بعلومكم ويجزيكم عنا خير الجزاء شيخنا الفاضل .
|
السلام عليكم ورحمة الله
هل يمكنني تقديم تطبيق المرتبع الاسنى الان؟ وانا لم اقدم التطبيقات الاخرى الا الوسائل المفيده. او لابد من الترتيب؟ |
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .
يمكنكِ ذلك ، ولكن الترتيب أفضل وفقكِ الله ؛ لأن التطبيقات راعى فيها شيخنا حفظه الله التدرج لنا من الأسهل إلى السهل وهكذا . أنتظر بقية تطبيقاتكِ . |
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سؤال في التطبيق الثاني: هناك عبارة لم افهمها وهي فأرشدت الآية إلى ذكر واجب العبد بينه وبين الخلق وواجبه بينه وبين الحق . ولا يتم له أداء الواجب الأول إلا بعزل نفسه من الوسط والقيام بذلك لمحض النصيحة والإحسان ورعاية الأمر ولا يتم له أداء الواجب الثاني إلا بعزل الخلق من البين ، والقيام له بالله إخلاصاً ومحبة وعبودية . وكذلك لم افهم عبارة المصنف التالية: وهذا معنى قول الشيخ عبد القادر - قدس الله روحه - : " كن مع الحق بلا خلق ، ومع الخلق بلا نفس ، ومن لم يكن كذلك لم يزل في تخبيط ولم يزل أمره فرطا " . وجزاكم الله خيرا على هذا المعهد الرائع |
السلام عليكم ورحمة الله
انا ايضا أسأل نفس سؤال تهاني |
اقتباس:
اقتباس:
- ( فأرشدت الآية إلى ذكر واجب العبد بينه وبين الخلق ) وهو التعاون على البر والتقوى وترك التعاون على الإثم والعدوان . - ( وواجبه بينه وبين الحق ) وهو الأمر في قوله تعالى ( واتقوا الله ) . - ( ولا يتم له أداء الواجب الأول ) وهو التعاون على البر والتقوى . - ( إلا بعزل نفسه من الوسط ) المراد به أن يؤدي حق التعاون على البر والتقوى ابتغاء وجه الله، فكأنه بذلك عزل نفسه عن مؤثرات الوسط المحيط به الذي قد يملي عليه أن يكون تعامله مع الناس لمجرد حظ النفس وهواها . - ( والقيام بذلك لمحض النصيحة والإحسان ورعاية الأمر ) أي لا يكون غرض تعاونه غير ما ذُكِر من النصح والإحسان، وأن يجتهد في رعاية الأمر أي أن يستشعر أمر الله تعالى بذلك، فيؤدي الواجب إيماناً واحتساباً فيحسن قصده، ويحسن أداء عمله . - ( ولا يتم له أداء الواجب الثاني ) وهو تقوى الله . - ( إلا بعزل الخلق من البين ) أي ألا يجعل بينه وبين الله أحدا من خلقه في نيته وقصده، فلا يطلب منهم جزاء ولا شكوراً . - ( والقيام له ) أي لهذا الواجب وهو التقوى ( بالله إخلاصاً ومحبة وعبودية ) . اقتباس:
التوضيح بعد تعديل الشيخ عبدالعزيز الداخل وتقريره : - ( كن مع الحق بلا خلق ) أي: لا تجعل بينك وبين الله واسطة من خلقه، بل راقب الله وحده، حتى كأنك لا تشعر بوجود الخلق . - ( ومع الخلق بلا نفس ) تنفعهم وتتعاون معهم على البر والتقوى ابتغاء وجه الله تعالى، فلا تشهد حظوظ نفسك، ولا ترجو أحدا إلا الله سبحانه وتعالى لا إله إلا هو . اقتباس:
اقتباس:
تم التوضيح وفقكِ الله . |
أم بدر واضح . جزاك الله سعادة الدارين
|
السلام عليكم ورحمة الله
-في التطبيق العاشر وردة هذه العباره ((ما وسعنى سمائى ولا أرضي ولكن وسعني قلب عبدي المؤمن )) أشكل علي فهمها: فهمت وسعني قلب عبدي يعني محبتا ان كان فهمي صحيحا فمامعنى ماوسعني سمائي ولاأرضي؟ |
اقتباس:
هذا الأثر لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أحد من أصحابه. وقد ذكره الغزالي في الإحياء، وقال العراقي: لا أصل له. وقال ابن تيمية: (هذا مذكور في الإسرائيليات، وليس له إسناد معروف عن النبي، ومعناه وسع قلبه الإيمان بي ومحبتي ومعرفتي). وأما معنى (ما وسعني سمائي ولا أرضي) فلعظمة الله تعالى وتقدس ، لا يسعه شيء من خلقه، بل هو جل وعلا الواسع العظيم، وإذا كان كرسيه قد وسع السموات والأرض وهو مخلوق من المخلوقات كما قال تعالى: (وسع كرسيه السموات والأرض) فكيف بالخالق العظيم جل شأنه. |
أحسن الله إليكم شيخنا
في التطبيق الأول من الدرس الثاني وردت بعض الجمل أشكلت علي فأرجو بيانها وجزاك الله خيرا : موضع الإشكال ما كان باللون الأزرق 1- قوله : "والمقصود هنا أمر الناس بتزكية أنفسهم والتحذير من تدسيتها كقوله : { قد أفلح من تزكى } فلو قدر أن المعنى قد أفلح من زكى الله نفسه لم يكن فيه أمرُ لهم ولا نهي، ولا ترغيب ولا ترهيب، والقرآن إذا أمر أو نهى لا يذكر مجرد القدر؛ فلا يقول : من جعله الله مؤمنا، بل يقول : { قد أفلح المؤمنون } { قد أفلح من تزكى } إذ ذكر مجرَّد القدر في هذا يناقض المقصود، ولا يليق هذا بأضعف الناس عقلاً؛ فكيف بكلام الله!!. ألا ترى أنه في مقام الأمر والنهي والترغيب والترهيب يذكر ما يناسبه من الوعد والوعيد والمدح والذم، وإنما يذكر القدر عند بيان نعمه عليهم : إما بما ليس من أفعالهم وإما بإنعامه بالإيمان والعمل الصالح ويذكره في سياق قدرته ومشيئته وأما في معرض الأمر فلا يذكره إلا عند النعم كقوله : { ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكا } الآية فهذا مناسب . وقوله : { قد أفلح من تزكى } وهذه الآية من جنس الثانية لا الأولى" ا.هـ هل المقصود هنا ذكر التزكية دون الأمر بها ؟ وما المشار إليه بقوله "الثانية" و"الأولى" ؟ 2- قوله : "وأنا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بإصبعه في جيبه فلو رأيتها يوسعها فلا تتسع)" على من يعود ضمير الفاعل في "رأيت" ؟ 3- قوله : " وكذلك قالوا في قوله : {وويل للمشركين . الذين لا يؤتون الزكاة }. قال ابن عباس: لا يشهدون أن لا إله إلا الله. وقال مجاهد: لا يزكون أعمالهم، أي ليست زاكية. وقيل: لا يطهرونها بالإخلاص، كأنه أراد - والله أعلم - أهل الرياء فإنه شرك . وعن الحسن : لا يؤمنون بالزكاة ولا يقرون بها . وعن الضحاك : لا يتصدقون ولا ينفقون في الطاعة. وعن ابن السائب : لا يعطون زكاة أموالهم . قال : كانوا يحجون ويعتمرون ولا يزكون . والتحقيق أن الآية تتناول كل ما يتزكى به الإنسان من التوحيد والأعمال الصالحة، كقوله : { هل لك إلى أن تزكى }، وقوله : { قد أفلح من تزكى }، والصدقة المفروضة لم تكن فرضت عند نزولها. فإن قيل : (يؤتي) فعل متعدٍّ . قيل : هذا كقوله: { ثم سئلوا الفتنة لآتوها }، وتقدم قبلها أن الرسول دعاهم، وهو طلب منه؛ فكان هذا اللفظ متضمنا قيام الحجة عليهم بالرسل، والرسل إنما يدعونهم لما تزكو به أنفسهم" ا.هـ هل المقصود أن شيخ الإسلام رحمه الله رجح أن تكون الزكاة في قوله تعالى {وويل للمشركين . الذين لا يؤتون الزكاة } هو تزكية الإنسان نفسه بالتوحيد والأعمال الصالحة مما لا يتعدى ؟ ثم على فرض أن الفعل (يؤتي) متعد أليس هذا داخل في الأعمال الصالحة التى تزكوا بها النفس ؟ أرجوا بيان وجه الاعتراض من كون الفعل متعد |
اقتباس:
المقام الأول: مقام الأمر والنهي، والترغيب والترهيب، وما يترتب عليه من الوعد والوعيد؛ فهذا يناسب فيه أن يسند الفعل إلى من قام به من المخلوقين كقوله تعالى : {قد أفلح من تزكى} فأسند الفعل إلى العبد لترتب الثواب عليه. المقام الثاني: مقام القَدَر ، وفيه يسند الفعل إلى الله جل وعلا كما في قوله تعالى: {ولولا فضل الله عليكم ورحمته مازكا منكم من أحد أبداً ولكن الله يزكي من يشاء} فقوله: {ولكن الله يزكي من يشاء} هو موضع الشاهد ، وإن كان قد حذفه وأشار إليه بقوله الآية. فحيث كان المقام مقام ذكر القدر ناسب أن يسند الفعل فيه إلى الله تعالى. وأما قوله: (من جنس الثانية لا الأولى) فلعله قَلْب بسبب انتقال ذهن. اقتباس:
اقتباس:
فمراده أن لفظ الزكاة في الآية أعم من الصدقة بالمال، لكن لما كان لفظ الإيتاء يشعر بالتعدي مما يجعل الذهن ينصرف للزكاة التي تؤدَّى وهي زكاة المال = ذكر هذا الإيراد الذي أورده بعض المفسرين مرجحين به أن المراد بالزكاة زكاة المال، وأجاب عنه بما ذكر. |
جزاك الله خيرا شيخنا
|
أحسن الله إليك شيخنا
قال فيها شيخ الإسلام من رسالته تزكية النفس : "وقال تعالى : { ولا تبطلوا أعمالكم } قال الحسن: بالمعاصي والكبائر. وعن عطاء : بالشرك والنفاق. وعن ابن السائب: بالرياء والسمعة. وعن مقاتل : بالمن، وذلك أن قوما مَنُّوا بإسلامهم. فما ذكر عن الحسن يدل على أن المعاصي والكبائر تحبط الأعمال . فإن قيل : لم يرد إلا إبطالها بالكفر . قيل : ذلك منهي عنه في نفسه وموجب للخلود الدائم فالنهي عنه لا يعبر عنه بهذا بل يذكره على وجه التغليظ كقوله : { من يرتد منكم عن دينه } ونحوها . والله سبحانه في هذه وفي آية المن سماها إبطالا ولم يسمه إحباطا ؛ ولهذا ذكر بعدها الكفر بقوله : { إن الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله ثم ماتوا وهم كفار } الآية " السؤال : الذي فهمته من هذه الفقرة أن شيخ الإسلام يذهب إلى أن الذنوب التى دون الكفر قد تبطل بعض الأعمال إلا أنه أشكل علي وجه مناسبة ذكر قوله تعالى{ إن الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله ثم ماتوا وهم كفار } بعد الآية التي استدل بها على حبوط بعض الأعمال دون خروجه إلى الكفر . |
اقتباس:
وأما جواب الإشكال فإن شيخ الإسلام ذكر هذه الآية في معرض الاعتراض على من خص الإبطال هنا بإحباط العمل كله بالكفر؛ لأن المخاطب بقوله تعالى: {ولا تبطلوا أعمالكم} هم المؤمنون كما في أول الآية: {يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ولا تبطلوا أعمالكم}. فهذا يبين أنها في حق الذين آمنوا؛ فيكون ما ذكر في الآية التي تليها قسيم لها، والقسيم له حكم مخالف. وقوله: (فإن قيل : لم يرد إلا إبطالها بالكفر . قيل : ذلك منهي عنه في نفسه وموجب للخلود الدائم فالنهي عنه لا يعبر عنه بهذا...) يوضح المراد، فإنه لا يقال للكافر: لا تحبط عملك، وهو لا يتقبل منه عمل أصلاً، بل يذكر بصيغة الخبر لدفع توهم صلاح العمل كما في قوله تعالى: {ما كان للمشركين أن يعمروا مساجد الله شاهدين على أنفسهم بالكفر أولئك حبطت أعمالهم وفي النار هم خالدون} ويأتي على جهة التغليظ لمن كان له عمل صالح ثم ارتد كما في قوله تعالى: {ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون} هذا بيان معنى كلام شيخ الإسلام رحمه الله، ولكن ظاهر كلامه يدل على أنه يفرق بين الإحباط والإبطال، وهي مسألة تحتاج إلى تحرير، وقد ذكر -رحمه الله - في ذلك نزاعاً بين السلف. والصحيح أن الحبوط على درجات كما أن الإبطال على درجات أيضاً، واستقراء هذا اللفظ في النصوص يبين ذلك، ففي المسند من حديث قيس بن بشر التغلبي عن أبيه، وكان جليسا لأبي الدرداء بدمشق قال: كان بدمشق رجل يقال له بن الحنظلية متوحدا لا يكاد يكلم أحداً، إنما هو في صلاة؛ فإذا فرغ يسبح ويكبر ويهلل حتى يرجع إلى أهله. قال: فمر علينا ذات يوم ونحن عند أبي الدرداء؛ فقال له أبو الدرداء كلمة منك تنفعنا ولا تضرك! قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه و سلم في سرية فلما أن قدمنا جلس رجل منهم في مجلس فيه رسول الله صلى الله عليه و سلم، وقال: يا فلان لو رأيت فلانا طَعَن ثم قال: (خذها وأنا الغلام الغفاري) فما ترى؟ قال: ما أراه إلا قد حبط أجره. قال: فتكلموا في ذلك حتى سمع النبي صلى الله عليه و سلم أصواتهم؛ فقال: (( بل يُحمد ويؤجر )). قال: فسُرَّ بذلك أبو الدرداء حتى همَّ أن يجثو على ركبتيه؛ فقال: آنتَ سمعتَه؟ - مرارا - قال: نعم ). فقول الصحابي: (حبط أجره) يدل على أنه فهم أن الحبوط على درجات، وهو إنما نفى أجر جهاده، ولم يرد حبوط جميع عمله. وكذلك النزاع في معنى الحبوط في آية الحجرات وحديث من ترك صلاة العصر يدل على ان المسألة ليس فيها إجماع. وليس في اللغة ما يقتضي أن يكون الحبوط شاملاً لجميع الحسنات أيا ما أطلق؛ فالحبوط في اللغة بمعنى الذهاب والبطلان، ويأتي البطلان على درجات فقد يبطل عمل وتبقى أعمال. والله تعالى أعلم. |
أحسن الله إليكم شيخنا الفاضل على كرمكم
وضح الإشكال وهنا أسجل تنبيه مهم جدا يتعلق بأهمية استرشاد طالب العلم بمن يرشده للأخذ بيده إلى المسار الصحيح للفهم وللطلب عموما فهذه الآية بالذات وقفت عندها كثيرا أحاول حل الإشكال الذي اعترض لي ومن بين الأجوبة التي أوردتها ما تفضلتم به شيخنا ولكن لقصوري لم أثبت عليه ولما كان التوجيه ممن أثق بلعمه وقفت بقدم ثابتة على المراد من كلام المؤلف فجزاك الله خيرا مرة أخرى |
[
لدي سؤالين لشيخنا حفظه الله وجزاه عنا خير الجزاء وهي: - الأول: بحثت عن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم (عجباً لأمر المؤمن، إن أمره كله خير، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن) (رواه مسلم). فوجدت أن قوله صلى الله عليه وسلم (وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن) قد أخره الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله، بينما قدم في صحيح مسلم، (عجباً لأمر المؤمن، إن أمره كله خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له) (رواه مسلم، رقم :2999)، فهل هذا خطأ في كتابة الحديث أم هناك رواية أخرى اعتمد عليها الشيخ؟ -الثاني: يخص حديث (لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقاً رضي منها خلقاً آخر) فكلمة (خلقاً) لم أجدها في صحيح مسلم ، ولم أجدها في مسند الإمام أحمد – المصدر الأخير بصيغة الورد – فهل توجد رواية أخرى اعتمد عليها الشيخ؟ وجزاكم الله عنا خيرا |
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
حياكم الله شيخنا الفاضل و ادام الله نفعكم وودكم لطالبي العلم و المعرفة و جزاكم الله على البرنامج القيم في القراءة المنظمة التي تؤسس الطالب و تبنيه بالنسبة للتطبيق الثاني - الرسالة التبوكية - لابن القيم وقفت عليه كثيرا نظرا لان الرسالة غنية بالفوائد ، غزيرة بالعلم ، و هنا واجهت اشكالا لم اقف عليه في التطبيقين السابقين الذين ارسلتهما و يتلخص في : ان ابن القيم رحمه الله يذكر سناده لبعض مقاصد الكتاب-خاصة اذا كان السناد اية من كتاب الله - فيتبعها بتفسير موسع لمعانيها و ما يتعلق بها السؤال نفع الله بكم : هل يعتبر تفصيل السناد و شرحه جزءا منه فيلحق به في الحكم و بالتالي يلزم اثباته في الملخص ، ام يكتفي بالاشارة اليه في الملخص ، او نجلعه في حكم الاستطراد فيضم الى لائحة الفوائد المكتسبة من الكتاب و لا يدون في التلخيص رسالة ابن القيم نافعة جدا و قد اثرت في كثيرا و انتفعت بها اكثر و هنا اشير الى انني لم اكن مضطرا للوقوف عليها الا بسبب هذه الدروس و هذا البرنامج فجزاكم الله خيرا و وفقكم لكل خير نفع الله بكم |
اقتباس:
التطبيق يوضع في مكانه. اقتباس:
ورد تأخير هذه الكلمة في رواية ابن حبان لحديث صهيب رضي الله عنه. اقتباس:
اقتباس:
|
الساعة الآن 04:19 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir