قال عبد الله بن سلمة الغامدي أيضاً:
لِمَنْ الدِّيارُ بِتَوْلَعٍ فَيَبُوسِ = فبَيَاضُ رَيْطَةَ غَيْرَ ذَاتِ أَنِيسِ
أَمْسَتْ بِمُسْتَنِّ الرِّياحِ مُفِيلَةً = كالوَشْمِ رُجِّعَ في اليَدِ المَنْكُوسِ
وكأَنَّما جَرُّ الرَّوَامِسِ ذَيْلَهَا = في صَحْنِها المعْفُوُّ ذَيْلُ عَرُوسِ
فَتَعَدَّ عَنها إِذ نَأَتْ بِشِمِلَّةٍ = حَرْفٍ كَعُود القَوْسِ غَيْرِ ضَرُوسِ
ولقدْ غَدَوْتُ علَى القَنِيصِ بِشَيْظمٍ = كالجِذْعِ وَسْطَ الجَنَّةِ المَغْرُوسِ
مُتَقَارِبِ الثَّفِنَاتِ ضَيْقٍ زَوْرُهُ = رَحبِ اللَّبَانِ شَدِيدِ طَيِّ ضَرِيسِ
تُعْلَى عليه مَسائِحٌ مِن فِضَّةٍ = وثَرَى حَبَابِ الماءِ غَيْرُ يَبِيسِ
فَترَاهُ كالمَشْعُوفِ أَعْلَى مَرْقَبٍ = كصفائحٍ مِن حُبْلَةٍ وسُلُوسِ
في مُرْبَلاتٍ رَوَّحَتْ صَفَرِيَّةٍ = بِنَواضِحٍ يَفْطُرْنَ غَيْرَ وَرِيسِ
فنَزَعْتُهُ وكأَنَّ فَجَّ لَبَانِهِ = وسَوَاءَ جبْهتِهِ مَدَاكُ عَرُوَسِ
ولقد أُصاحِبُ صاحِباً ذَا مَأْقةٍ = بِصِحَابِ مُطَّلِعِ الأَذَى نِقْرِيس
ولقد أُزَاحِمُ ذَا الشَّذَاةِ بِمِزْحَمٍ = صَعْبِ البُدَاهةِ ذي شذاً وشَرِيسِ
ولقد أَلِينُ لِكُلِّ باغي نِعْمَةٍ = ولقد أُجازي أَهلَ كلِّ حَوِيسِ
ولقد أُداوِي داءَ كلِّ مُعبَّدٍ = بِعَنيَّةٍ غَلَبَتْ على النِّطِّيسِ