دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > دروس التفسير لبرنامج إعداد المفسّر > دروس تفسير جزء عم [ 2 / 2 ]

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 20 ذو القعدة 1435هـ/14-09-2014م, 06:00 PM
هيئة الإشراف هيئة الإشراف غير متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,790
افتراضي تفسير سورة الشمس [ من الآية (1) إلى الآية (10) ]

تفسير قوله تعالى: {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا (1) وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا (2) وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا (3) وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا (4) وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا (5) وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا (6) وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا (10)}

تفسير قوله تعالى: (وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا (1) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (قال مجاهدٌ: {والشّمس وضحاها} أي: وضوئها.
وقال قتادة: {وضحاها} النهار كلّه.
قال ابن جريرٍ: والصواب أن يقال: أقسم الله بالشمس ونهارها؛ لأنّ ضوء الشمس الظاهر النهار). [تفسير القرآن العظيم: 8/410]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : (أقسمَ اللهُ تعالى بهذهِ الآياتِ العظيمةِ، على النفسِ المفلحةِ، وغيرِهَا منَ النفوسِ الفاجرةِ، فقالَ: {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا} أي: نورهَا ونفعهَا الصادرِ منهَا). [تيسير الكريم الرحمن: 926]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (1-{وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا} الضُّحَى: وَقْتُ ارْتِفَاعِ الشَّمْسِ بَعْدَ طُلُوعِهَا إِذَا تَمَّ ضِيَاؤُهَا). [زبدة التفسير: 594]

تفسير قوله تعالى: (وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا (2) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({والقمر إذا تلاها} قال مجاهدٌ: تبعها.
وقال العوفيّ، عن ابن عبّاسٍ: {والقمر إذا تلاها} قال: يتلو النهار.
وقال قتادة: {إذا تلاها} ليلة الهلال، إذا سقطت الشمس رؤي الهلال.
وقال ابن زيدٍ: هو يتلوها في النصف الأوّل من الشهر، ثمّ هي تتلوه، وهو يتقدّمها في النصف الأخير من الشهر.
وقال مالكٌ، عن زيد بن أسلم: {إذا تلاها} ليلة القدر). [تفسير القرآن العظيم: 8/410]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاهَا} أي: تبعهَا في المنازلِ والنورِ). [تيسير الكريم الرحمن: 926]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (2-{وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاَهَا}؛ أَيْ: تَبِعَهَا، وَذَلِكَ فِي اللَّيَالِي البِيضِ، وَهِيَ لَيْلَةُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَخَمْسَ عَشْرَةَ، وَسِتَّ عَشْرَةَ، يَطْلُعُ فِيهَا القَمَرُ من المَشْرِقِ مُمْتَلِئاً بَعْدَ غُرُوبِ الشَّمْسِ). [زبدة التفسير: 595]

تفسير قوله تعالى: (وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا (3) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {والنّهار إذا جلاّها} قال مجاهدٌ: أضاء.
وقال قتادة: {والنّهار إذا جلاّها}: إذا غشيها النهار.
وقال ابن جريرٍ: وكان بعض أهل العربيّة يتأوّل ذلك بمعنى: والنّهار إذا جلّى الظّلمة؛ لدلالة الكلام عليها.
قلت: ولو أنّ هذا القائل تأوّل ذلك بمعنى: {والنّهار إذا جلاّها} أي: البسيطة، لكان أولى، ولصحّ تأويله في قوله: {واللّيل إذا يغشاها} فكان أجود وأقوى. والله أعلم.
ولهذا قال مجاهدٌ: {والنّهار إذا جلاّها}: إنه كقوله: {والنّهار إذا تجلّى}.
وأمّا ابن جريرٍ فاختار عود الضمير في ذلك كلّه على الشمس؛ لجريان ذكرها). [تفسير القرآن العظيم: 8/410-411]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا}أي: جلّى ما علَى وجهِ الأرضِ وأوضحهُ). [تيسير الكريم الرحمن: 926]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (3- {وَالنَّهَارِ إِذَا جَلاَّهَا}؛ أَيْ: جَلَّى الشَّمْسَ، وَذَلِكَ أَنَّ الشَّمْسَ عِنْدَ انْبِسَاطِ النَّهَارِ تَنْجَلِي تَمَامَ الانجلاءِ). [زبدة التفسير: 595]

تفسير قوله تعالى: (وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا (4) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقالوا في قوله: {واللّيل إذا يغشاها} يعني: إذا يغشى الشمس حين تغيب فتظلم الآفاق.
وقال بقيّة بن الوليد، عن صفوان: حدّثني يزيد بن ذي حمامة، قال: إذا جاء الليل قال الربّ جلّ جلاله: غشي عبادي خلقي العظيم، فالليل يهابه، والذي خلقه أحقّ أن يهاب. رواه ابن أبي حاتمٍ). [تفسير القرآن العظيم: 8/411]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا}أي: يغشى وجهَ الأرضِ، فيكونُ ما عليهَا مظلماً.
فتعاقبُ الظلمةِ والضياءِ،والشمسِ والقمرِ على هذا العالمِ بانتظامٍ وإتقانٍ، وقيامٍ لمصالحِ العبادِ، أكبرُ دليلٍ على أنَّ اللهَ بكلِّ شيءٍ عليمٌ، وعلى كلِّ شيءٍ قديرٌ، وأنَّهُ المعبودُ وحدهُ، الذي كلُّ معبودٍ سواهُ فباطلُ). [تيسير الكريم الرحمن: 926]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (4- {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا}؛ أَيْ: يَغْشَى الشَّمْسَ، فَيَذْهَبُ بِضَوْئِهَا، فَتَغِيبُ وَتُظْلِمُ الآفَاقَ). [زبدة التفسير: 595]

تفسير قوله تعالى: (وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا (5) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {والسّماء وما بناها} يحتمل أن تكون (ما) ههنا مصدريّةً بمعنى: والسماء وبنائها. وهو قول قتادة، ويحتمل أن تكون بمعنى (من)، يعني: والسماء وبانيها. وهو قول مجاهدٍ، وكلاهما متلازمٌ، والبناء هو الرفع، كقوله: {والسّماء بنيناها بأيدٍ} أي: بقوّةٍ {وإنّا لموسعون والأرض فرشناها فنعم الماهدون}.
وهكذا قوله: {والأرض وما طحاها} ). [تفسير القرآن العظيم: 8/411]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({وَالسَّمَاء وَمَا بَنَاهَا} يحتملُأنَّ {مَا}موصولةٌ، فيكونُ الإقسامُ بالسماءِ وبانيهَا، الذي هوَ الله تباركَ وتعالَى.
ويحتملُ أنَّهَا مصدريةٌ،فيكونُ الإقسامُ بالسماءِ وبنيانِهَا، الذي هوَ غايةُ ما يقدّرُ مِنْ الإحكامِ والإتقانِ والإحسانِ، ونحوُ ذلكَ). [تيسير الكريم الرحمن: 926]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (5-{وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا}؛ أَيْ: وَالسماءِ وَبِنَاءِ اللَّهِ تَعَالَى لَهَا). [زبدة التفسير: 595]

تفسير قوله تعالى: (وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا (6) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (قال مجاهدٌ: و {طحاها}: دحاها.
قال العوفيّ، عن ابن عبّاسٍ: {وما طحاها} أي: خلق فيها.
وقال عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ: {طحاها} قسّمها.
وقال مجاهدٌ، وقتادة، والضحّاك، والسّدّيّ، والثّوريّ، وأبو صالحٍ، وابن زيدٍ: {طحاها}: بسطها، وهذا أشهر الأقوال، وعليه الأكثر من المفسّرين، وهو المعروف عند أهل اللّغة، قال الجوهريّ: طحوته مثل دحوته، أي: بسطته). [تفسير القرآن العظيم: 8/411]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : (قولهُ: {وَالأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا} أي: مدَّهَا ووسّعهَا، فتمكنَ الخلقُ حينئذٍ منَ الانتفاعِ بهَا، بجميعِ وجوهِ الانتفاعِ). [تيسير الكريم الرحمن: 926]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (6- {وَالأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا}؛ أَيْ: بَسَطَهَا مِنْ كُلِّ جَانِبٍ). [زبدة التفسير: 595]

تفسير قوله تعالى: (وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {ونفسٍ وما سوّاها} أي: خلقها سويّةً مستقيمةً على الفطرة القويمة، كما قال تعالى: {فأقم وجهك للدّين حنيفاً فطرة الله الّتي فطر النّاس عليها لا تبديل لخلق الله}.
وقال رسول الله صلّى الله تعالى عليه وسلّم: ((كلّ مولودٍ يولد على الفطرة، فأبواه يهوّدانه، أو ينصّرانه، أو يمجّسانه، كما تولد البهيمة بهيمةً جمعاء هل تحسّون فيها من جدعاء)). أخرجاه من رواية أبي هريرة.
وفي صحيح مسلمٍ من رواية عياض بن حمارٍ المجاشعيّ، عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، قال: ((يقول الله عزّ وجلّ: إنّي خلقت عبادي حنفاء، فجاءتهم الشّياطين فاجتالتهم عن دينهم)) ). [تفسير القرآن العظيم: 8/411]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا} يحتملُ أنَّ المرادَ:
نفسُ سائرِ المخلوقاتِ الحيوانيةِ، كمَا يؤيدُ هذا العمومُ.
ويحتملُ أنَّ المرادَ:
الإقسامُ بنفسِ الإنسانِ المكلفِ، بدليلِ ما يأتي بعدَهُ.
وعلَى كُلٍّ، فالنفسُ آيةٌ كبيرةٌ منْ آياتهِ التي حقيقةٌ بالإقسامِ بهَا، فإنَّهَا في غايةِ اللطفِ والخفةِ، سريعةِ التنقلِ والتغيرِ والتأثرِ والانفعالاتِ النفسيةِ، منَ الهمِّ، والإرادةِ، والقصدِ، والحبِّ، والبغضِ، وهيَ التي لولاهَا لكانَ البدنُ مجردَ تمثالٍ لا فائدةَ فيهِ، وتسويتهَا على هذا الوجهِ آيةٌ منْ آياتِ اللهِ العظيمةِ). [تيسير الكريم الرحمن: 926]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (7-{وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا}: أَنْشَأهَا وَسَوَّى أَعْضَاءَهَا، وَرَكَّبَ فِيهَا الرُّوحَ، وَجَعَلَ فِيهَا الْقُوَى النَّفْسِيَّةَ الهَائِلَةَ، وَالإِدْرَاكَاتِ العَجِيبَةَ، وَجَعَلَهَا مُسْتَقِيمَةً عَلَى الفِطْرَةِ، كَمَا فِي الْحَدِيثِ: ((كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أَوْ يُنَصِّرَانِهِ)) ). [زبدة التفسير: 595]

تفسير قوله تعالى: (فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {فألهمها فجورها وتقواها} أي: فأرشدها إلى فجورها وتقواها، أي: بيّن لها ذلك، وهداها إلى ما قدّر لها.
قال ابن عبّاسٍ: {فألهمها فجورها وتقواها} بيّن لها الخير والشرّ.
وكذا قال مجاهدٌ، وقتادة، والضحّاك، والثّوريّ، وقال سعيد بن جبيرٍ: ألهمها الخير والشرّ.
وقال ابن زيدٍ: جعل فيها فجورها وتقواها.
وقال ابن جريرٍ: حدّثنا ابن بشّارٍ، حدّثنا صفوان بن عيسى وأبو عاصمٍ النّبيل، قالا: حدّثنا عزرة بن ثابتٍ، حدّثني يحيى بن عقيلٍ، عن يحيى بن يعمر، عن أبي الأسود الدّيليّ، قال: قال لي عمران بن حصينٍ: أرأيت ما يعمل الناس فيه ويتكادحون فيه؟ أشيءٌ قضي عليهم ومضى عليهم من قدرٍ قد سبق، أو فيما يستقبلون ممّا أتاهم به نبيّهم صلّى الله عليه وسلّم وأكّدت عليهم الحجّة؟
قلت: بل شيءٌ قضي عليهم. قال: فهل يكون ذلك ظلماً؟ قال: ففزعت منه فزعاً شديداً. قال: قلت له: ليس شيءٌ إلا وهو خلقه وملك يده {لا يسأل عمّا يفعل وهم يسألون}.
قال: سدّدك الله، إنما سألتك لأخبر عقلك، إنّ رجلاً من مزينة - أو جهينة - أتى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقال: يا رسول الله، أرأيت ما يعمل الناس فيه ويتكادحون؟ أشيءٌ قضي عليهم ومضى عليهم من قدرٍ قد سبق، أم شيءٌ ممّا يستقبلون ممّا أتاهم به نبيّهم وأكّدت به عليهم الحجّة؟
قال: ((بل شيءٌ قد قضي عليهم)) قال: ففيم نعمل؟ قال: ((من كان الله خلقه لإحدى المنزلتين يهيّئه لها، وتصديق ذلك في كتاب الله: {ونفسٍ وما سوّاها فألهمها فجورها وتقواها})). رواه أحمد ومسلمٌ من حديث عزرة بن ثابتٍ به). [تفسير القرآن العظيم: 8/411-412]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (8-{فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا}؛ أَيْ: عَرَّفَها وَأَفْهَمَهَا حَالَهُمَا، وَمَا فِيهِمَا مِنَ الْحُسْنِ وَالقُبْحِ). [زبدة التفسير: 595]

تفسير قوله تعالى: (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {قد أفلح من زكّاها * وقد خاب من دسّاها}. يحتمل أن يكون المعنى: قد أفلح من زكّى نفسه، أي: بطاعة الله - كما قال قتادة - وطهّرها من الأخلاق الدنيئة والرذائل.
ويروى نحوه عن مجاهدٍ، وعكرمة، وسعيد بن جبيرٍ، وكقوله تعالى: {قد أفلح من تزكّى وذكر اسم ربّه فصلّى}). [تفسير القرآن العظيم: 8/412]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : (وقولهُ: {قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا} أي: طهرَ نفسهُ منَ الذنوبِ، ونقاهَا منَ العيوبِ، ورقَّاهَا بطاعةِ اللهِ، وعلاّهَا بالعلمِ النافعِ والعملِ الصالحِ). [تيسير الكريم الرحمن: 926]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (9-{قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا}؛ أَيْ: مَنْ زَكَّى نَفْسَهُ وَأَنْمَاهَا وَأَعْلاهَا بالتَّقْوَى فَازَ بِكُلِّ مَطْلُوبٍ وَظَفِرَ بِكُلِّ مَحْبُوبٍ، وَعَنْ عَائِشَةَ: أَنَّهَا فَقَدَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِن مَضْجَعِهِ، فَلَمَسَتْهُ بِيَدِهَا، فَوَقَعَتْ عَلَيْهِ وَهُوَ سَاجِدٌ وَهُوَ يَقُولُ: ((رَبِّ أَعْطِ نَفْسِي تَقْوَاهَا، وَزَكِّهَا أَنْتَ خَيْرُ مَنْ زَكَّاهَا، أَنْتَ وَلِيُّهَا وَمَوْلاَهَا)) ). [زبدة التفسير: 595]

تفسير قوله تعالى: (وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا (10) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وقد خاب من دسّاها} أي: دسسها، أي: أخملها ووضع منها بخذلانه إيّاها عن الهدى، حتى ركب المعاصي وترك طاعة الله عزّ وجلّ، وقد يحتمل أن يكون المعنى: قد أفلح من زكّى الله نفسه، وقد خاب من دسّى الله نفسه. كما قال العوفيّ، وعليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ.
وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبي، وأبو زرعة، قالا: حدّثنا سهل بن عثمان، حدّثنا أبو مالكٍ - يعني: عمرو بن هشامٍ - عن عمرو بن هاشمٍ، عن جويبرٍ، عن الضحّاك، عن ابن عبّاسٍ، قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول في قول الله عزّ وجلّ: {قد أفلح من زكّاها} قال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: ((أفلحت نفسٌ زكّاها الله)). ورواه ابن أبي حاتمٍ من حديث أبي مالكٍ به.
وجويبرٌ هذا هو ابن سعيدٍ متروك الحديث، والضحّاك لم يلق ابن عبّاسٍ.
وقال الطّبرانيّ: حدّثنا يحيى بن عثمان بن صالحٍ، حدّثنا أبي، حدّثنا ابن لهيعة، عن عمرو بن دينارٍ، عن ابن عبّاسٍ، قال: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إذا مرّ بهذه الآية: {ونفسٍ وما سوّاها فألهمها فجورها وتقواها} وقف، ثمّ قال: ((اللّهمّ آت نفسي تقواها، أنت وليّها ومولاها، وخير من زكّاها)).
حديثٌ آخر: قال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبو زرعة، حدّثنا يعقوب بن حميدٍ المدنيّ، حدّثنا عبد الله بن عبد الله الأمويّ، حدّثنا معن بن محمدٍ الغفاريّ، عن حنظلة بن عليٍّ الأسلميّ، عن أبي هريرة، قال: سمعت النبيّ صلّى الله عليه وسلّم يقرأ: {فألهمها فجورها وتقواها} قال: ((اللّهمّ آت نفسي تقواها، وزكّها أنت خير من زكّاها، أنت وليّها ومولاها)). لم يخرّجوه من هذا الوجه.‌‌
وقال الإمام أحمد: حدّثنا وكيعٌ، عن نافعٍ، عن ابن عمر، عن صالح بن سعيدٍ، عن عائشة، أنها فقدت النبيّ صلّى الله عليه وسلّم من مضجعه، فلمسته بيدها، فوقعت عليه، وهو ساجدٌ، وهو يقول: ((ربّ، أعط نفسي تقواها، وزكّها أنت خير من زكّاها، أنت وليّها ومولاها)) تفرّد به.
حديثٌ آخر: قال الإمام أحمد: حدّثنا عفّان، حدّثنا عبد الواحد بن زيادٍ، حدّثنا عاصمٌ الأحول، عن عبد الله بن الحارث، عن زيد بن أرقم، قال: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: ((اللّهمّ إنّي أعوذ بك من العجز والكسل والهرم، والجبن والبخل، وعذاب القبر، اللّهمّ آت نفسي تقواها، وزكّها أنت خير من زكّاها، أنت وليّها ومولاها، اللّهمّ إنّي أعوذ بك من قلبٍ لا يخشع، ومن نفسٍ لا تشبع، وعلمٍ لا ينفع، ودعوةٍ لا يستجاب لها)). قال زيدٌ: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يعلّمناهنّ ونحن نعلّمكوهنّ.
رواه مسلمٌ من حديث أبي معاوية، عن عاصمٍ الأحول، عن عبد الله بن الحارث وأبي عثمان النّهديّ، عن زيد بن أرقم به). [تفسير القرآن العظيم: 8/412-413]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا} أي: أخفى نفسهُ الكريمةَ، التي ليستْ حقيقةً بقمعهَا وإخفائهَا، بالتدنسِ بالرذائلِ، والدنوِّ منَ العيوبِ والاقترافِ للذنوبِ، وتركِ مَا يكملهَا وينميهَا، واستعمالِ ما يشينُهَا، ويدسيهَا). [تيسير الكريم الرحمن: 926]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (10-{وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا}؛ أَيْ: خَسِرَ مَنْ أَضَّلَهَا وَأَغْوَاهَا وَأَخْمَلَهَا، وَلَمْ يشهرها ([1]) بالطاعةِ والعَمَلِ الصالحِ). [زبدة التفسير: 595]


* للاستزادة ينظر: هنا

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
تفسير, سورة

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:56 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir