مقصد الكتاب : إيضاح الأسباب للحياة السعيدة .
1_الإيمان والعمل الصالح.
لقوله تعالى :(من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون )
2_ الأحسان إلى الخلق بالقول والفعل وأنواع المعروف .
قال تعالى ((لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه أجراً عظيماً)
3_من أسباب دفع القلق الاشتغال بعمل من الأعمال أو علم من العلوم النافعة.
4- مما يدفع الهم والحزن ، البعد عن التفكير بالزمن وعلى المؤمن ان يكون ابن يومه يصلحه بجده واجتهاده ، وأن يستعين بالله على ذلك بالدعاء لأن الدعاء مقارن للعمل ..ويعمل بما فيه صلاح دينه ودنياه ،
كما قال صلى الله عليه وسلم (احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز، وإذا أصابك شيء فلا تقل : لو أني فعلت كذا كان كذا وكذا، ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان
وللأمور المؤمن قسمين ، قسم يجتهد في تحصيله او دفعه او تخفيفه فهذا يبدي العبد فيه مجهوده
ويستعين بمعبوده ..وقسم لايمكن فيه ذلك ، فلهذا يطمئن ويسلم ، وذلك من اسباب السرور وزوال الهم ..
5_من أكبر الأسباب لانشراح الصدر وطمأنينته (الإكثار من ذكر الله)
قال تعالى: (ألا بذكر الله تطمئن القلوب)
6_التحدث بنعم الله الظاهرة والباطنة،فذلك من اسباب زوال الهم ويحث على الشكر الذي هو أرفع المراتب وأعلاها حتى ولو كان العبد في حالة ابتلاء.
7_أذا تأمل العبد بنعم الله الظاهرة والباطنة، الدينية والدنيوية، رأى ربه قد أعطاه خيراً ودفع عنه شروراً متعددة، ولا شك أن هذا يدفع الهموم والغموم، ويوجب الفرح والسرور.
والنبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح حيث قال: (انظروا إلى من هو أسفل منكم ولا تنظروا إلى من هو فوقكم فإنه أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم)
8_من الأسباب الموجبة للسرور وزوال الهم ، عدم اشتغال الفكر فيما مضى من المكاره ،أواشتغاله بأمر المستقبل والخوف عليه ،لأن المكاره لايمكن ردها ،والأمور المستقبيله مجهوله وهي بيد العزيز القدير.وليس للمؤمن الا السعي في تحصيل خيراتها،وليعلم العبد أنه إذا صرف فكره لمستقبله واتكل على ربه في إصلاحه،إذا فعل ذلك اطمأن قلبه وصلحت أحواله، وزال عنه همه وقلقه.
9_من أنفع مايكون في أصلاح القلب والأمر والمستتقبل استعمال هذا الدعاء الذي كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو به: (اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي إليها معادي، واجعل الحياة زيادة لي في كل خير، والموت راحة لي من كل شر)
وكذلك قوله: (اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عينْ وأصلح لي شأني كله، لا إله إلا أنت)
فأذا دعاء بقلب حاضر ونية صادقة مع اجتهاده حقق الله له ما دعاه ورجاه وعمل له..
10_من أنفع الأسباب لزوال القلق والهموم أن يوطن المؤمن نفسه على تحمل المكاره،ويسعى السعي النافع الذي يشتغل فيه عما يكره ..
11_من أعظم العلاجات لأمراض القلب العصبية والبدنية: قوة القلب وعدم انزعاجه وانفعاله للأوهام التي تجلبها الأفكار السيئة.
12_أعتماد القلب والتوكل على الله من أهم الأسباب الدافعه للهم ،وأنشراح الصدر والسرور.
قال تعالى: (ومن يتوكل على الله فهو حسبه).
13_في قول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقاً رضي منها خلقاً آخر)
فائدتان عظيمتان:
1_ الإرشاد الى معاملة الأخرين وتوطين النفس على انه لابد من اختلاف الطبائع ويجد الأنسان في الأخر مايكره ..ولابد من تذكر المحسان لتدوم المحبه .
فتوطين النفس على الأمور القليلة والكبيرة ويسأل الله الإعانة عليها، وأن لا يكله إلى نفسه طرفة عين، فعند ذلك يسهل عليه الصغير، كما سهل عليه الكبير. ويبقى مطمئن النفس ساكن القلب مستريحاً.
2_ زوال الهم وبقاء الصفاء والمدوامه على القيام بالحقوق الواجبة فتحصل الراحة بين الطرفين.
14_ الحياة الصحيحة حياة السعادة والطمأنينة وهي قصيرة جداً، فلا ينبغي أن تقصر بالهم والاسترسال مع الأكدار فإن ذلك ضد الحياة الصحيحة.
15_إذا أصاب المؤمن مكروه فعليه أن يقارن بين بقية النعم الحاصلة له دينية أو دنيوية، وبين ما أصابه من مكروه فعند المقارنة يتضح كثرة ما هو فيه من النعم.
16_ومن الأمور النافعة أن تعرف أن أذية الناس لك وخصوصاً في الأقوال السيئة، لا تضرك بل تضرهم.
17-حياتك تبع لأفكارك، فإن كانت أفكاراً فيما يعود عليك نفعه في دين أو دنيا فحياتك طيبة سعيدة. وإلا فالأمر بالعكس.
18_من أنفع الأمور لطرد الهم أن توطن نفسك على أن لا تطلب الشكر إلا من الله،كما قال تعالى في حق خواص خلقه: (إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكوراً)
19_ اجعل الأمور النافعة نصب عينيك واعمل على تحقيقها، ولا تلتفت إلى الأمور الضارة لتلهو بذلك عن الأسباب الجالبة للهم والحزن واستعن بالراحة وإجماع النفس على الأعمال المهمة.
20_ومن الأمور النافعة حسم الأعمال في الحال، والتفرغ في المستقبل لأن الأعمال إذا لم تحسم اجتمع عليك بقية الأعمال السابقة، وانضافت إليها الأعمال اللاحقة، فتشتد وطأتها، فإذا حسمت كل شيء بوقته أتيت الأمور المستقبلة بقوة تفكير وقوة عمل.
21_ ينبغي أن تتخير من الأعمال النافعة الأهم فالأهم، وميز بين ما تميل نفسك إليه وتشتد رغبتك فيه، فإن ضده يحدث السآمة والملل والكدر، واستعن على ذلك بالفكر الصحيح والمشاورة، وادرس ما تريد فعله درساً دقيقاً، فإذا تحققت المصلحة وعزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين.