دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم اللغة > متون علوم اللغة العربية > الأدب > المفضليات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 26 جمادى الآخرة 1431هـ/8-06-2010م, 04:01 PM
علي بن عمر علي بن عمر غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
المشاركات: 1,654
افتراضي 98: قصيدة بشر بن أبي خازم: أَلاَ بان الْخلِيط ولم يزاروا = وقَلْبك في الظعائنِ مستعَار

قال بشر:

أَلاَ بَانَ الْخَلِيطُ ولم يُزَارُوا = وقَلْبُكَ في الظَّعائِنِ مُسْتَعَارُ
تَؤُّمُّ بها الحُدَاةُ مِيَاهَ نَخْلٍ = وفيها عَنْ أَبانَيْنِ أَزْوِرَارُ
أُسائِلُ صاحِبي ولقَدْ أَرَاني = بَصِيراً بالظَّعائِنِ حيثُ سارُوا
أُحاذِرُ أَنْ تَبِينَ بَنُو عُقَيْلٍ = بِجارَتِنا فقد حُقَّ الحِذَارُ
فَلأَْياً مّا قَصَرْتُ الطَّرْفَ عنهمْ = بِقانِيَةٍ وقد تَلَعَ النَّهَارُ
بِلَيْلٍ ما أَتَيْنَ عَلَى أَرُومٍ = وشابَةَ عن شَمَائِلها تِعَارُ
كأَنَّ ظِبَاءَ أُسْنُمَةٍ عليها = كَوَانِسَ قالِصاً عنها المَغَارُ
يُفَلِّجْنَ الشِّفاهَ عَنِ أقْحُوَانٍ = جَلاَهُ غِبَّ سَارِيَةٍ قِطَارُ
وفِي الأَظْعانِ آنِسَةٌ لَعُوبٌ = تَيَمَّمَ أَهْلُها بَلَداً فسَارُوا
مِنَ اللاَّئِي غُذِينَ بِغَيْرِ بُؤْسٍ = مَنَازِلُها القَصِيمَةُ فالأُوارُ
غَذَاها قارِصٌ يَجْرِي عليها = ومَحْضٌ حِينَ تُبْتَعَثُ العِشَارُ
نَبيلَةُ مَوْضِعِ الحِجْلَيْنِ خَوْدٌ = وفي الكَشْحَيْنِ والبَطْنِ اضْطِمَارُ
ثَقَالٌ كُلَّما رَامَتْ قِيَاماً = وفيها حِينَ تَنْدَفِعُ انْبِهَارُ
فَبِتُّ مُسَهَّداً أَرِقاً كأَنِّي = تَمَشَّتْ فِي مَفَاصِلَي العُقَارُ
أُرَاقِبُ في السَّماءِ بنَاتِ نَعْشٍ = وقد دَارَتْ كما عُطِفَ الصُّوَارُ
وعانَدَتِ الثُّرَيَّا بَعْدَ هَدْءٍ = مُعانَدَةً لَهَا العَيُّوقُ جَارُ
فَيَا للنَّاسِ لِلرَّجُلِ المُعَنَّى = بُطولِ الدَّهْرِ إِذْ طَالَ الحِصَارُ
فإِنْ تَكُنِ العُقَيْلِيَّاتُ شَطَّتْ = بِهِنَّ وبِالرَّهِينَاتِ الدِّيَارُ
فقد كانتْ لَنَا ولَهُنَّ، حتَّى = زَوَتْنَا الحَرْبُ، أَيامٌ قِصَارُ
لَيَالِيَ لاَ أُطاوِعُ مَنْ نَهَانِي = ويَضْفُو فَوْقَ كَعْبَيَّ الإِزَارُ
فأَعْصِي عَاذِلِي وأُصِيبُ لَهْواً = وأُوذِي في الزِّيارَةِ مَنْ يَغَارُ
ولَمَّا أَنْ رأَيْنَا النَّاسَ صَارُوا = أَعَادِيَ ليسَ بَيْنَهُمُ ائْتِمَارُ
مَضَى سُلاَّفُنا حتَّى نَزَلْنَا = بِأَرْضٍ قد تَحامَتْهَا نِزَارُ
وشَبَّتْ طَيِّئُ الجَبَلَيْنِ حَرْباً = تَهِرُّ لِشَجْوِها منها صُحَارُ
يَسُدُّونَ الشِّعَابَ إِذَا رَأَوْنَا = وليسَ يُعِيذُهُمْ منها انْجحَارُ
وحَلَّ الحَيُّ حَيُّ بَنِي سُبَيْعٍ = قُرَاضِبَةً ونحنُ لَهُمْ إِطَارُ
وخَذَّلَ قَوْمَهُ عَمْرُو بنُ عَمْرٍو = كَجَادِعِ أَنْفِهِ وبِهِ انْتِصَارُ
يَسُومُونَ الصِّلاَحَ بِذَاتِ كَهْفٍ = وما فيها لَهُمْ سَلَعٌ وقارُ
وأَصْعَدَتِ الرِّبابُ فليسَ منها = بِصَارَاتٍ ولا بِالحُبْسِ نَارُ
فحاطُونَا القَصَا ولقَدْ رَأَوْنَا = قَرِيباً حَيْثُ يُسْتَمَعُ السِّرَارُ
وأَنْزَلَ خَوْفُنَا سَعْداً بِأَرْضٍ = هُنَالِكَ إِذْ تُجيرُ ولا تُجَارُ
وأَدْنَى عامرٍ حَيًّا إِلَيْنَا = عُقَيْلٌ بالمَرَانَةِ والوِبارُ
أَبَى لِبَنِي خُزَيْمَةَ أَنَّ فيهمْ = قَدِيمُ المَجْدِ والحَسَبُ النُّضَار
هُمُ فَضَلُوا بِخَلاَّتٍ كِرَامٍٍ = مَعَدًّا حيثُما حَلُّوا وسَارُوا
فمنهنَّ الوفاءُ إِذَا عَقَدْنَا = وأَيْسَارٌ إِذَا حُبّ القُتَارُ
وبُدِّلَتِ الأَباطِحُ من نُمَيْرٍ = سَنابِكَ يُستَثارُ بِها الغُبارُ
ولَيْسَ الحيُّ حَيُّ بَني كِلاَبٍ = بمُنجيهمْ، وإِنْ هَرَبُوا، الفِرَارُ
وقَدْ ضَمَزَتْ بِجِرَّتِها سُلَيْمٌ = مَخَافَتَنَا كَما ضَمَزَ الحِمَارُ
وأَمَّا أَشْجَعُ الخُنْثَى فوَلَّتْ = تُيُوساً بالشَّظِيِّ لهمْ يُعَارُ
ولَمْ نَهْلِكْ لِمُرَّةَ إِذْ تَوَلَّوْا = فَسارُوا سَيْرَ هارِبَةٍ فَغَارُوا
فأَبْلِغْ إِنْ عَرَضْتَ بِنا رَسُولاً = كِنَانَةَ قَوْمَنَا في حيثُ صَارُوا
كفَيْنَا مَنْ تَغيَّبَ واسْتَبَحْنَا = سَنَامَ الأَرْض إِذْ قَحِطَ القِطارُ
بِكُلِّ قِيَادِ مُسْنَفَةٍ عَنُودٍ = أَضَرَّ بها المَسَالِحُ والغِوَارُ
مُهَارِشَةِ العِنانِ كأَنَّ فيها = جَرَادَةَ هَبْوَةٍ فِيها اصْفِرَارُ
كأَنِّي بَيْنَ خافِيَتَيْ عُقَابٍ = تُقَلِّبُنِي إِذَا ابْتَلَّ العِذَارُ
نَسُوفٍ لِلْحِزَامِ بِمِرْفَقَيْها = يَسُدُّ خَوَاءَ طُبْيَيْهَا الغُبارُ
تَرَاها مِنْ يَبِيسِ الماءِ شُهْباً = مُخَالِطَ دِرَّةٍ منها غِرَارُ
بكُلِّ قَرَارَةٍ مِنْ حيثُ جَالَتْ = رَكِيَّةُ سُنْبُكٍ فيها انْهِيَارُ
وخِنْذِيذٍ تَرَى الغُرْمُولَ منهُ = كَطَيِّ الزِّقِّ عَلَّقَهُ التِّجَارُ
كأَنَّ حَفِيفَ مِنْخَرِهِ إِذَا مَا = كتَمْنَ الرَّبْوَ كِيرٌ مُسْتَعارُ
وجَدْنَا في كِتابِ بَنِي تَمِيمٍ: = أَحَقُّ الْخَيْلِ بالرّكْضِ المُعارُ
يُضَمَّرُ بالأَصائِلِ فَهْوَ نَهْدٌ = أَقَبُّ مُقَلِّصٌ فيهِ اقْوِرَارُ
كأَنَّ سَرَاتَهُ، والخَيْلُ شُعْثٌ = غَدَاةَ وَجِيفِها، مَسَدٌ مُغارُ
يَظَلُّ يُعارِضُ الرُّكبانَ يَهْفُو = كأَنَّ بَياضَ غُرّتِهِ خِمَارُ
وما يُدْرِيكَ ما فَقْرِى إِليهِ = إذا ما القومُ وَلَّوْا أَو أَغارُوا
ولا يُنْجِي منَ الغَمَرَاتِ إِلاَّ = بَرَاكاءُ القِتالِ أَوِ الفِرَارُ


  #2  
قديم 7 رجب 1432هـ/8-06-2011م, 08:58 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي شرح المفضليات للشيخين: أحمد شاكر وعبد السلام هارون

98


وقال بشر


1: ألا بان الخليط ولم يزاروا = وقلبك في الظعائن مستعار
2: توم بها الحداة مياه نخل = وفيها عن أبانين ازورار
3: أسائل صاحبي ولقد أراني = بصيرا بالظعائن حيث ساروا
4: أحاذر أن تبين بنو عقيل = بجارتنا فقد حق الحذار
5: فلأيا ما قصرت الطرف عنهم = بقانية وقد تلع النهار
6: بليل ما أتين على أروم = وشابة عن شمائلها تعار
7: كأن ظباء أسنمة عليها = كوانس قالصا عنها المغار
8: يفلجن الشفاه عن اقحوان = جلاه غب سارية قطار
9: وفي الأظعان آنسة لعوب = تيمم أهلها بلدا فساروا
10: من اللائي غذين بغير بؤس = منازلها القصيمة فالأوار
11: غذاها قارص يجري عليها = ومحض حين تبتعث العشار
12: نبيلة موضع الحجلين خود = وفي الكشحين والبطن اضطمار
13: ثقال كلما رامت قياما = وفيها حين تندفع انبهار
14: فبت مسهدا أرقا كأني = تمشت في مفاصلي العقار
15: أراقب في السماء بنات نعش = وقد دارت كما عطف الصوار
16: وعاندت الثريا بعد هدء = معاندة لها العيوق جار
17: فيا للناس للرجل المعنى = بطول الدهر إذ طال الحصار
18: فإن تكن العقيليات شطت = بهن وبالرهينات الديار
19: فقد كانت لنا ولهن، حتى = زوتنا الحرب، أيام قصار
20: ليالي لا أطاوع من نهاني = ويضفو فوق كعبي الإزار
21: فأعصي عاذلي وأصيب لهوا = وأوذي في الزيارة من يغار
22: ولما أن رأينا الناس صاروا = أعادي ليس بينهم ائتمار
23: مضى سلافنا حتى نزلنا = بأرض قد تحامتها نزار
24: وشبت طيء الجبلين حربا = تهر لشجوها منها صحار
25: يسدون الشعاب إذا رأونا = وليس يعيذهم منها انجحار
26: وحل الحي حي بني سبيع = قراضبة ونحن لهم إطار
27: وخذل قومه عمرو بن عمرو = كجادع أنفه وبه انتصار
28: يسومون الصلاح بذات كهف = وما فيها لهم سلع وقار
29: وأصعدت الرباب فليس منها = بصارات ولا بالحبس نار
30: فحاطونا القصا ولقد رأونا = قريبا حيث يستمع السرار
31: [وأنزل خوفنا سعدا بأرض = هنالك إذ تجير ولا تجار]
32: [وأدنى عامر حيا إلينا = عقيل بالمرانة والوبار]
33: [أبى لبني خزيمة أن فيهم = قديم المجد والحسب النضار]
34: [هم فضلوا بخلات كرام = معدا حيثما حلوا وساروا]
35: [فمنهن الوفاء إذا عقدنا = وأيسار إذا حب القتار]
36: وبدلت الأباطح من نمير = سنابك يستثار بها الغبار
37: وليس الحي حي بني كلاب = بمنجيهم، وإن هربوا الفرار
38: وقد ضمزت بجرتها سليم = مخافتنا كما ضمز الحمار
39: وأما أشجع الخنثى فولت = تيوسا بالشظي لهم يعار
40: ولم نهلك لمرة إذ تولوا = فساروا سير هاربة فغاروا
41: فأبلغ إن عرضت بنا رسولا = كنانة قومنا في حيث صاروا
42: كفينا من تغيب واستبحنا = سنام الأرض إذ قحط القطار
43: بكل قياد مسنفة عنود = أضر بها المسالح والغوار
44: مهارشة العنان كأن فيها = جرادة هبوة فيها اصفرار
45: [كأني بين خافيتي عقاب = تقلبني إذا ابتل العذار]
46: نسوف للحزام بمرفقيها = يسد خواء طبييها الغبار
47: تراها من يبيس الماء شهبا = مخالط درة منها غرار
48: بكل قرارة من حيث جالت = ركية سنبك فيها انهيار
49: وخنذيذ ترى الغرمول منه = كطي الزق علقه التجار
50: كأن حفيف منخره إذا ما = كتمن الربو كير مستعار
51: وجدنا في كتاب بني تميم: = "أحق الخيل بالركض المعار"
52: يضمر بالأصائل فهو نهد = أقب مقلص فيه أقورار
53: كأن سراته، والخيل شعث = غداة وجيفها، مسد مغار
54: يظل يعارض الركبان يهفو = كأن بياض غرته خمار
55: [وما يدريك ما فقري إليه = إذا ما القوم ولوا أو أغاروا]
56: ولا ينجي من الغمرات إلا = براكاء القتال أو الفرار


*جو القصيدة: مع أن هذه القصيدة حماسية يشيع في جوها حديث الحرب والغلبة والظفر، هو يختص واحدا وعشرين بيتا في أولها بحديث الغزل فهو يشاهد رحلة صاحبته ويتبع ذلك واصفا طريق السير، وينعت الظعائن والأوانس ونعمتهن وأجسادهن، ويذكر ما لحقه لذلك من السهاد، ورعي النجوم. ثم هو ينفث شكواه للناس باكيا أيام الشباب. ثم إذا يفرغ من هذا فإنه يتحدث عن عز قومه، وعن الحرب التي شبت نيرانها طيء، وهم حلفاء قومه بني أسد، وأن هذه الحرب قد أفزعت صحار، وهي بلاد أزد عمان، وأن قوم صحار على بعد أرضهم قد فزعوا من حربهم. ويتحدث أن قومه حموا بني سبيع وصدوا عنهم من يخافونه ثم ذكر في البيت 27 عمرو بن عمرو بن عدس بن زيد بن عبد الله بن دارم، وكيف نهى قومه عن الحرب وبهم قوة، فكان كمن جدع أنفه من غير أن يقهر ثم أشار إلى هرب القبائل المعادية خوفا من بأس الحرب، فذكر فرار الرباب، ونمير، وبني كلاب، وسليم، وأشجع، ومرة بن سعد بن ذبيان، وهاربة بن ذبيان، وضمن هذا الحديث مدحا في بني خزيمة. ثم طلب من يبلغ قومه كنانة ما كان لعشيرته من سطوة، ووصف خيلهم في الأبيات 43-54 ثم نوه بفضل الثبات في الحرب.
تخريجها: منتهى الطلب 1: 155-158 عدا الأبيات 32-35، 51، 55. والبيت 8 في ديوان المعاني 1: 2381 والبيت 30 في جمهرة ابن دريد 3: 494 وأمثال الميداني 1: 188 والأبيات 43-46، 52-54 في الخيل لأبي عبيدة 150 والأبيات 43، 49، 50، 52 في الاقتضاب 362. والبيت 46 في الجمهرة 1: 312، 3: 39. والبيت 49 في النقائض 917 والخيل لأبي عبيدة 117 والبيان 2: 10 وشرح الحماسة 2: 72. وعجز البيت 46 في نقائض أبي تمام 37 والبيت 51 في الكامل بشرح المرصفي 4: 180 وذكر المرصفي أبياتا منها وشرحها وهو أيضا في تفسير الكشاف 1: 14 غير منسوب والبيت 52 في الخيل لأبي عبيدة 118 والبيت 56 في الجمهرة 1: 273، 3: 408 والأغاني 13: 137. وانظر الشرح 659-677.
(1) الخليط: من تخالطه، يقال للواحد وغيره.
(2) الحداة: جمع الحادي. نخل: اسم موضع. أبانين: مثنى "أبان" وهما أبان وسلمى، جبلان، والتثنية على التغليب كما تقول "العمرين" ازورار: انحراف وعدول عنه.
(3) أي أعمي على صاحبي لئلا يفطن بنظري ويعلم موجدتي بهم.
(5) لأيا: أي بعد بطء. قانية: ماء لبني سليم، أو أراد "بنفس قانية" من قولهم "قني حياءه" أي لزمه. تلع النهار: ارتفع.
(6) أروم، وشابة، وتعار: أسماء جبال.
(7) أسنمة: موضع. عليها: على الظعائن. كوانس: ظباء دخلن الكناس. المغار: جمع مغارة، مثل منار ومنارة والذي في المعاجم أن المغار والمغارة واحد. شبه النساء بالظباء التي قد صغرت عنها كنسها وقلصت فبعض أجسادها خارج، يريد أن هؤلاء النساء جسام عظام فصغرت عنهن هوادجهن.
(8) أي يكشفن الشفاه عن ثغور كأنها أقحوان، وهو نبت له نور أبيض، مضى شرحه في 16: 68. جلاه: كشفه. السارية: السحابة تأتي ليلا. قطار: جمع قطر. فوصف الأقحوان بمطر أصابه فهو أرف له.
(10) القصيمة، بالتكبير والتصغير، والأوار: موضعان.
(11) القارص: الحامض من ألبان الإبل خاصة يجري عليها: هو دائم لها في كل يوم، يتبين في وجهها وفي حسن حالها حسن غذائها. المحض: اللبن حين حلب وذهبت رغوته. العشار: جمع عشراء، وهي التي مضى عليها من حملها عشرة أشهر. وتبتعث: يعني تبتعث للحلب لا للسير، أو إذا أمحل الناس ابتعثت ليمتار عليها.
(12) النبل هنا: حسن موضع الخلخال مع غلظه. الخود: الشابة. الكشحان: الخاصرتان. اضطمار: ضمر.
(13) الثقال: العظيمة العجيزة، اللفاء الفخذين، الممكورة الساقين، ولا تكون ثقالا حتى توصف بهذا كله ولم تفسر بهذه القيود في المعاجم. الانبهار: انقطاع النفس.
(14) العقار: الخمر.
(15) سهر يراقب النجوم وخص بنات نعش لأنها لا تغيب مع النجوم، هي تدور وتنعطف في جانب السماء حتى يبهرها الصبح أي يذهب بضوئها. الصوار: جماعة البقر. وعطفه أنه رأى شيئا فزع منه فراغ عنه. وخص بقر الوحش لبياضه.
(16) عاندت: سقطت للمغيب. بعد هدء: بعد ذهاب صدر من الليل. العيوق: كوكب أحمر مضيء بحيال الثريا في ناحية الشمال.
(18) شطت الديار: بعدت أي شططن وقلوبنا معهن رهائن.
(19) زوتنا: عدلتنا وصرفتنا قصار: لما هم فيه من القرب والمواصلة، فطيبها قصرها، وإن كانت طويلة.
(20) الضافي: السابغ.
(22) ائتمار: مؤامرة ومشاورة أي جل الأمر عن السفراء والمراسلة.
(23) السلاف: الأوائل المتقدمون. تحامتها: لم تجترئ عليها، فنزلناها نحن.
(24) جبلا طيء: هما أجأ وسلمى. تهر: تكره. صحار: منزل الأمراء بعمان، وهي بلاد أزد عمان. يريد أن هذه الأرض البعيدة تفزع من حربهم.
(25) الشعاب: جمع شعب، وهو الشق في الجبل أي يسدون الثنايا والطرق لكثرتهم. انجحار: دخول في الجحر يريد لا يعيذهم منا عائذ.
(26) بنو سبيع: من بني ذبيان. القراضبة، بفتح القاف: المحتاجون، الواحد قرضوب وقرضاب وهو في موقع الحال وقراضبة، بضم القاف: بلد يريد إنا محدقون بهم نصد عنهم من يخافونه.
(27) يريد عمرو بن عمرو بن عدس بن زيد بن عبد الله بن دارم، أي نهاهم عن الحرب وبهم قوة، فكان كمن جدع أنفه من غير أن يقهر.
(28) يسومون: يعرضون، أو يطلبون الصلاح، بكسر الصاد: الصلح، مصدر "صالح". ذات كهف: موضع السلع والقار كلاهما شجر مر. و"ما" موصولة، وضمير "فيها" للصلاح، وأنثه على معنى المصالحة، أي لهم في الصلح شر وبلاء.
(29) الرباب، بكسر الراء: هم عمومة تميم، وهم ضبة بن أد بن طابخة وبنو أخيه ثور وعكل وعدي وتيم. أصعدوا: ارتفعوا يعني هاربين إلى نجد. صارات، والحيس: موضعان يقول: ليس منها نار توقد بهذا المكان.
(30) حاطونا: أحاطوا بنا. القصا: البعد. ومعنى الجملة: تباعدوا عنا وهو حولنا، يقال "حطني القصا" بصيغة الأمر، أي تباعد عني.
(32) المرانة: موضع. الوبار، بكسر الواو: هم ولد وبر بن كلاب. كما فسر بذلك في إحدى النسخ والبيت 31 زيد في منتهى الطلب بعد البيت 28 وزيد هو و32 في المرزوقي هنا وكذلك في نسختي فينا والمتحف البريطاني وعلهيما (خ) علامة نسخة.
(33) النضار: الخالص.
(35) الأيسار: جمع يسر، بفتحتين، وهو لاعب الميسر. القتار: ريح الشواء يريد أنهم يذبحون الجزر في الميسر عند جدب الشتاء واشتهاء اللحم والأبيات 33-35 زيادة هنا من نسخة المتحف البريطاني، وهي ثابتة في المرزوقي ونسخة فينا بعد البيت 40.
(36) الأباطح: جمع أبطح، وهو بطن الوادي يكون فيه الحصى الصغار. السنابك: جمع سنبك، أي صار بالأباطح بعد نمير خيل تثير الغبار.
(38) الضموز: أن يمسك الحيوان جرته في فيه، والحمار لا يجتر، فهو ضامز أبدا. والمراد أنها سكتت وذلت من الخوف، لم ينطقوا ولم يسمع لهم خبر.
(39) أشجع: هو ابن ريث بن غطفان، أراد القبيلة، ووصفها بالخنثى لفظ المفرد اتباعا للفظ الاسم. يقول: هم لا رجال ولا نساء. الشظى: بلد اليعار، بضم الياء: أصوات المعز.
(40) لم نهلك: يقول: لم نستوحش ولم نبال بهم إذ فارقونا. مرة هو ابن سعد بن ذبيان. هاربة: هو ابن ذبيان، كان بينهم وبين قومهم حرب فرحلوا من غطفان فنزلوا في بني ثعلبة بن سعد، وانظر 12: 23. غاروا: أتوا الغور.
(41) إن عرضت بنا: أي إن ذكرتنا وأخبرت عنا. الرسول ههنا: بمعنى الرسالة والبيت شاهد لجواز الجمع بين "في" و"حيث".
(42) سنام الأرض: أرفع بلاد نجد. قحط القطار: قل المطر وأجدب الناس والقطار جمع قطرة يقول: نزلنا وغلبنا عليه أهله.
(43) المسنفة، بكسر النون: المتقدمة، وبفتحها: التي شد عليها السناف، وهو لبب يشد من وراء السرج إلى صدر الفرس لئلا يتأخر السرج. العنود: التي تعاند الطريق من مرحها ونشاطها. المسالح: المراقب والثغور الغوار: الغارة وهو مصدر "غاور" كالمغاورة.
(44) المهارشة: المقاتلة أي تجاذب العنان من مرحها. الهبوة: الغبار، وخص جرادة الهبوة لأنها أشد طيرانا فيها اصفرار أراد الذكر من الجراد، وهو الأصفر منها، وهو أخف من الأنثى وانظر الأصمعية 66: 9.
(45) الخافية: إحدى الخوافي وهي الريش الصغار التي في جناح الطائر ضد القوادم شبه فرسه بعد كلالها وابتلال عذارها بالعرق بعقاب انقضت على صيد وهذا البيت زيادة في هذا لموضع من نسخة كرنكو وهو ثابت في منتهى الطلب في آخر القصيدة
(46) تنحى الحزام وتؤخره وذلك أنها تمد يديها مدا شديدا فمرفقاها ينسفان حزامها يدفعانه. الخواء: الفرجة. الطبي، بضم الطاء وكسرها من الفرس: بمنزلة الضرع من الشاة والبقرة يقول: إذا امتلأت فروجها عدوا سد الغبار ما بين طبييها
(47) تراها: الضمير للخيل. الماء ههنا: العرق يريد أن العرق يجف عليها فيبيض. الدرة: كثر العرق الغرار: قلته يريد أن عرقها لا هو بالكثير فيضعفها ولا هو بالقليل فتنقطع.
(48) سبق له مثل هذا البيت في 97: 29 والقافية هناك "انثلام" وروى أبو عكرمة عن أبي عبيدة أن هذا البيت والذي قبله لرجل من بني تميم.
(49) الخنذيذ ههنا: الفحل، وهو في غير هذا الموضع الخصي، من الأضدد وقال ابن الأعرابي: الضخم الشديد، وانظر الحيوان 1: 133. الغرمول: غلاف الذكر، شبهه بزق خلا مما فيه فعلقه صاحبه.
(50) الربو ههنا: النفس العالي. الكير: منفاخ الحداد يقول: كأن منخر هذا الفرس كير حداد، وجعله مستعارا لأنه أعجل لهم لأنهم يريدون رده يقول: إذا كتم الربو غيره من الخيل كان هو هكذا لسعة منخره.
(51) المعار: المسمن، يقال أعرت الفرس أسمنته وقيل المعار: المضمر، وقيل إنه الذي تركه صاحبه يعير أي ينفلت ويذهب ههنا وههنا من المرح قال الجوهري: "والناس يرونه المعار من العارية وهو خطأ" قال أبو عكرمة: "قال أبو عبيدة: هذا البيت للطرماح ولم يروه الطوسي لبشر" قال الأنباري: وقرأته على أحمد بن عبيد لبشر فلم ينكره. ونسبه صاحب اللسان تبعا للجوهري للطرماح ونقل عن ابن بري أنه يروى لبشر بن أبي خازم ونقل صاحب اللسان بيتا نحوه شاهدا لقولهم أعرت الفرس أسمنته" وهو:
أعيروا خيلكم ثم اركضوها.......أحق الخيل بالركض المعار
والظاهر أن هذا البيت قديم جدا، وأنه هو الذي حكى بشر أنه وجده في كتاب بني تميم، فروى شطره الأخير وانظر شرح المرصفي على الكامل 4: 180-182
(52) الأصائل: العشايا. النهد: الضخم الأقب: الضامر البطن. المقلص: المشمر، يعني أنه طويل القوائم. الأقورار: الضمر والبيت يشبه بيتا لزهير في اللسان 17: 211.
(53) سراته: أعلاه. شعث: من طول السفر. الوجيف: المر السريع. المسد: الحبل. المغار: الشديد الفتل والمعنى: كأن سراته في استوائه واملاسه وشدته حبل مفتول.
(54) يعارض الركبان: يسير بإزائهم يباريهم. يهفو: يسرع.
(55) هذا البيت زيادة من المرزوقي ونسخة فينا.
(56) الغمرات: الشدائد. البراكاء، بفتح الباء وضمها: أن يبرك في القتال ويثبت ولا يبرح.


  #3  
قديم 12 شعبان 1432هـ/13-07-2011م, 09:31 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي شرح المفضليات لابن الأنباري

وقال بشر

قال الطوسي: هو بشر بن أبي خازم بن عمرو بن عوف بن حميري بن ناشرة بن أسامة بن والبة بن الحرث بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار.
1: ألا بان الخليط ولم يزاروا.......وقلبك في الظعائن مستعار
قال الطوسي: ألا تنبيه كما تقول ألا قم ألا اذهب. و(الخليط) يكون في معنى واحدٍ وجمع ٍ وهم الخلطاء والخلط. وبان الرجل يبين بينًا وبينونةً وبينهما بين بعيد وبون وبان الشيء وبين وأبان إذا ظهر، و(الظعائن): النساء بهوادجهن، وقد يقال للمرأة ظعينة وإن لم تكن في هودج، و(مستعار) منقول من موضع إلى موضع آخر، ومعنى قولك أعرني كذا وكذا أي انقله وحوله من مكانه إلي وهي العرية والعارية مشددة الياء وأنشد لتميم بن أبي بن مقبل:
فأتلف وأخلف إنما المال عارة.......وكله مع الدهر الذي هو آكله
ويقال تعاورنا العواري بيننا إذا عار بعضهم بعضًا وقد تعاورنا فلانًا ضربًا إذا ضربته أنت ثم صاحبك.
فأما قول العامة أعرني سمعك فليس من كلام العرب إنما تقول العرب أرعني سمعك ساكنة الراء، والمعنى فيه أبحنيه لا تسمع لغيري اجعله لي بمنزلة الرعي جعله مثلاً.
2: تؤم بها الحداة مياه نخلٍ.......وفيها عن أبانين ازورار
قال الضبي: (تؤم): تقصد وقد أممتهم أؤمهم أما إذا قصدتهم وأممتهم إمامة إذا كنت أمامهم وأبانان أبان وسلمى فغلبوا أبانًا كما قالوا سيرة العمرين يعنون أبا بكر وعمر رضي الله عنهما، وقالوا غير ذلك يعني عمر بن الخطاب وعمر بن عبد العزيز رضي الله عنهما.
3: أسائل صاحبي ولقد أراني.......بصيرًا بالظعائن حيث ساروا
(أسائل صاحبي) أي: أعمي عليه لئلا يفطن بنظري ويعلم موجدتي بهم. وقال أحمد بن عبيد: سأل صاحبًا عما هو به عالم يستروح إلى مساءلته كما قال امرؤ القيس: أعني على برقٍ أراه وميض، أي: على النظر إلى برقٍ أراه وهذا من فعل المغموم.
4: أحاذر أن تبين بنو عقيلٍ.......بجارتنا فقد حق الحذار
قال الطوسي: ويروى: (حق الحذار) وقال أحمد بن حاتم أبو نصر الباهلي تقول حققت الخبر أحقه حقًا إذا كنت منه على يقين قال: وقال أبو الصقر الأعرابي: أحققت الخبر إحقاقًا وكذلك قد حقت القضية فهي تحق حقًا وأحققتها أنا إحقاقًا، وتقول لأحقن خبرك إحقاقًا حتى أجعله حقًا وبعضهم يقول لأحقن خبرك حقًا.
5: فلأيًا ما قصرت الطرف عنهم.......بقانيةٍ وقد تلع النهار
الضبي: (قانية) ماء لبني سليم، و(تلع النهار) ارتفع وكذلك متع النهار، وقال الطوسي: (فلأيًا) أي بعد بطء قصرت طرفي عنهم، وقوله (قانية) يعني نفسه قانية للحياء من قوله: اقن حياءك، يقول لما تولوا وذهبوا تركتهم أن أتبعهم، قال الطوسي: (قانية) موضع يقول بهذا الموضع، والأول قول ابن الأعرابي قال أبو الحسن: هو الذي يختاره يعني قانية للحياء، وأنشد لعنترة:
فاقني حياءك لا أبا لك واعلمي.......أني امرؤ سأموت إن لم أقتل
يقال اقن حياءك واقنيا واقنوا واقني واقنيا واقنين.
6: بليلٍ ما أتين على أرومٍ.......وشابة عن شمائلها تعار
7: كأن ظباء أسنمةٍ عليها.......كوانس قالصًا عنها المغار
قال الطوسي: شبه النساء (بالظباء) التي قد صغرت عنها كنسها فبعض أجسادها خارج، يقول فهؤلاء النساء جسام عظام فصغرت عنهن هوادجهن كتلك الظباء التي صغرت عنها كنسها، هذا قول ابن الأعرابي، قال أبو الحسن: أخبرني به قال وأحسبه قول الأصمعي. قال: وقال أبو عبيدة: قلصت عنها أغصان الشجر التي كنست تحتها.
و(المغار) جمع مغارة مثل منار ومنارة، وقوله (قلص) يعني ارتفع يقلص قلوصًا، قال عنترة: إذ تقلص الشفتان عن وضح الفم، فأما أسنمة فإن ابن الأعرابي أنشدني أسنمة بفتح الألف وضم النون والأصمعي وأبو عبيدة أسنمة برفع الألف والنون. وقال الأصمعي: هي أكمة قريبة من فلجٍ ويقال أسنمات تجمع بما حولها. قال أبو الحسن: وأنشدني الفصيح من العرب العالم أسنمة بفتح الألف وكسر النون، قال: وهي أكمات، فكأن أسنمة عنده جمع سنام، قال: وقد يقال أسنمات وقول الضبي مثل هذا القول الذي ذكرناه.
8: يفلجن الشفاه عن اقحوانٍ.......جلاه غب ساريةٍ قطار
قال الضبي: أي يفتحن أفواههن عن ثغرٍ كالأقحوان، ووصف الأقحوان بمطرٍ أصابه فهو أرف له. ورواه الطوسي بضم نون عن وكسرها. وقال: أي يكشفن الشفاه عن ثغورٍ كأنها أقحوان، قال: و(الأقحوان): نبت يبيض ما حوله ينبت كأنه الأسنان ويصفر وسطه له ريح طيبة فشبه أسنانهن بنباته الأبيض حوله.
وقوله (غب سارية) أي: بعد سارية وهي السحابة التي تأتي ليلاً، قال أبو الحسن: وأخبرني اللحياني قال: قيل لابنة الخس وقال ابن الأعرابي يقال الخس بالسين والصاد والخسف، ما أحسن شيء؟، قالت: أثر غادية في أثر سارية في ميثاء رابيةٍ. وغب كل شيء بعده ومنه قولهم: زر غبًا تزدد حبًا، وقطار: جمع قطرٍ.
9: وفي الأظعان آنسة لعوب.......تيمم أهلها بلدًا فساروا
قال الطوسي: (الأظعان) النساء في هوادجهن على مراكبهن وهي الظعائن أيضًا فإذا كان البعير عليه مركب المرأة وهودجها قيل له ظعينة. و(الآنسة) التي يؤنس بحديثها وكان ينبغي في هذا التفسير أن يقول مؤنسة إلا أنها لما كانت تؤنس ويؤنس بها قيل آنسة واللعوب الشموع، والشموع المزاحة الضحاكة شمعت تشمع شموعًا. قال الشماخ:
ولو أني أشاء كننت نفسي.......إلى بيضاء بهكنةٍ شموع
قال أبو الحسن ووصف أعرابي امرأة فقال: أسيلة مستن الوشاح بعيدة مهوىً القرط تضحك عن نور الأقاح وتخلط حديثها بالمزاح.
10: من اللائي غذين بغير بؤسٍ.......منازلها القصيمة فالأوار
قال الطوسي: ويروى: (القصيمة) قال وهي رواية ابن الأعرابي. قال الطوسي: ويروى (القصيمة) كرواية الضبي. قال: ويروى: اللاتي و(اللائي). و(القصيمة) أرض.
11: غذاها قارص يجري عليها.......ومحض حين تبتعث العشار
قال الطوسي: (الغذاء) حسن التربية وسعتها، والبؤس: شظف المعيشة وحفوفها ومعنى شظفٍ خشونة وجدب، ومعنى حفوف يبس يقال حف شعره من قلة الدهن يحف حفوفًا إذا يبس، قال الضبي: ويروى: حين تبتعث العشار، وروى الطوسي: (تبتعث) وتنبعث وقال: كذا أنشدناه الأخفش البغدادي عبد الله بن محمد أبو محمد عن الأصمعي تنبعث، قال: وانبعاثها ثورها إذا أرادوا احتلابها فواقها. ورواية ابن الأعرابي:
(تبتعث) وقال: تبتعث للحلب لا للسير. وقال غيره: تبتعث إذا أمحل الناس ابتعثت ليمتار عليها. يقول فهذه في الخصب والجدب هذا لها معد. و(القارص) من اللبن الذي قد أخذ فيه الطعم، و(المحض) حين حلب وذهبت رغوته، قال ابن الأعرابي: أثقل الألبان ألبان المخاض وألبان الضأن وقال أعرابي: ليس من الألبان لبن أغلم من لبن الخلفة، قال: والشنين من اللبن المحض الذي قد صب عليه الماء البارد، قال: وقال: والغتمي الذي إذا صببته في سقاء لم تسمع له صوتًا. وقوله: يجري عليها، قال ابن الأعرابي هو دائم لها في كل يوم. وقال أحمد بن عبيد: لا ينقطع عنها كما يجري الرزق.
وقال أبو عبيدة: يجري عليها يتبين في وجهها وفي حسن حالها حسن غذاءها، قال: و(العشار) من الإبل الواحدة عشراء إذا تم لها عشرة أشهرٍ إلى أن تنتج وبعد ما تنتج بشهرين ويقال التي لها ثمانية أشهرٍ عشراء. ويقال لها إذ نتج بعض الإبل وبقي بعض عشار يقع عليها كلها هذا الاسم، قال الكميت:
لا مخاض ولا العشار المطافيـ.......ـل ولا قرح ولا سلب
السلوب: التي مات ولدها أو ذبح.
12: نبيلة موضع الحجلين خود.......وفي الكشحين والبطن اضطمار
قال الضبي: (الحجل) الخلخال ومنه قيل فرس محجل إذا كان في ذلك الموضع منه بياض. وقال الطوسي: أراد أنها ممكورة الساقين وهما موضع (الحجلين) والحجل الخلخال. و(الخود): الشابة.
قال الطوسي: وأخبرنا أصحابنا عن أبي عبيدة قال: سمعت أبا عمرو بن العلاء يقول: ذهب من كان يعرف صفة النساء مثل البرهرهة والخود إلا أنه كله شباب وحسن تام. و(الكشحان): الخاصرتان. يقول في كشحيها وبطنها ضمر، ويستحب ذلك لأن الخاصرتين إذا استرختا كانت مفاضةً، وإذا احتمل بعضه بعضًا وانضم فهو خميص.
13: ثقال كلما رامت قيامًا.......وفيها حين تندفع انبهار
(الثقال) العظيمة العجيزة اللفاء الفخذين الممكورة الساقين، ولا تكون ثقالاً حتى توصف بهذا كله. ويقال عجيزة وعجز وعجز. قال الطوسي: وأخبرنا ابن الأعرابي قال قيل لامرأة من العرب: ابعثي إلينا بقدر عجيزتك فبعثت به، فقيل في ذلك:
لقد أهدت حبابة بنت جلٍ.......لأهل جلاجل حبلاً طويلاً
و(الانبهار): انقطاع النفس، ويقال أخذه بهر وهو مبهور، ويقال بهر النهار الليل كما قال:
لقد بهرت فما تخفى على أحدٍ.......إلا على أحدٍ لا يعرف القمرا
14: فبت مسهدًا أرقًا كأني.......تمشت في مفاصلي العقار
(المسهد): الممنوع النوم، و(الأرق): الذي لا يكاد ينام وقد أرق أرقًا. و(المفاصل): واحدها مفصل، وهي ملتقى كل عظمين في الجسد، و(المفصل): اللسان لأنه يفصل الكلام والحق من الباطل وهو قول الأخطل:
صريع مدام يرفع الشرب رأسه.......ليحيى وقد ماتت عظام ومفصل
قال: ويروى ومفصل. وقال في العقار قولان: قال الأصمعي: عاقرت الدن زمانًا وعاقر الرجل الخمر لازمها، ويقال هي التي أتت عليها السنون فبقي في عقر الدن منها شيء وعقر الدن أسفله، قال الأعشى:
كحوصلة الرأل في دنها.......إذا أجنئت بعد إقعادها
وقال أبو جعفر أحمد بن عبيد: يقول صفت كلها حتى صاروا إلى أسفلها فأجنئت، لم يكن لها عكر ولا دردي. ويقال جعلها كحوصلة الرأل أي أنها حمراء لأن حوصلة الرأل حمراء. وقوله: بعد إقعادها أي: بعد أن طال مكثها مأخوذ من المرأة القاعد وهي التي قعدت عن الأزواج، قال الله عز ذكره: {والقواعد من النساء اللاتي لا يرجون نكاحًا}، واحدتهن قاعد بغير هاء.
15: أراقب في السماء بنات نعشٍ.......وقد دارت كما عطف الصوار
قال الضبي: وقد خص بنات نعشٍ لأنها لا تغيب مع النجوم هي تدور وتنعطف في جانب السماء حتى يبهرها الصبح أي يذهب بضوئها، وأنشدني:
وأنتم معشر كبنات نعشٍ.......ضواجع لا تغيب مع النجوم
وقال الطوسي: (المراقبة): المحافظة والملازمة. قال: وبنات نعش لا تغيب مع النجوم وهي تدور وتنعطف في وسط السماء حتى يبهرها الصبح فلا ترى. وإنما يراقبها لأنها لا تغيب. يعني أنه ساهر ليلته.
ورواها أبو جعفر: كما عطف. ورواها الطوسي: الصوار. وقال أحمد بن عبيد: شبه بياض النجوم في انكشافها ببياض البقر. وقال الطوسي: (الصوار) جماعة البقر والجمع أصورة وصيران، قال: وقوله (كما عطف الصوار) قال ابن الأعرابي: قوله (عطف) يعني رأى شيئًا ففزع منه فراغ عنه فهو عطفه.
16: وعاندت الثريا بعد هدءٍ.......معاندةً لها العيوق جار
قال الطوسي: (عاندت) سقطت للمغيب وكذا كل من عاندك فقد خالفك. قال: وقوله (بعد هدءٍ) أي: بعد ذهاب صدرٍ من الليل، يقال: أتيته بعد هدءٍ من الليل، وهدأة من الليل، وهتء من الليل وسعواءٍ من الليل وعنك من الليل في أحرفٍ كثيرة بمعنى هذه الحروف.
17: فيا للناس للرجل المعنى.......بطول الدهر إذ طال الحصار
رواها أبو جعفر: وطول الحبسٍ وكذا رواها الطوسي. وقال فيا للناس إذا فتحت فهي استغاثة وإذا كسرت فهي تعجب.
قال الطوسي: وأخبرنا ابن الأعرابي قال: تدخل إحداهما على الأخرى يعني الكسرة والفتحة. قال: وقوله وطول حبسٍ يعني أنهم حبسوا إبلهم لا يقدرون على أن يسرحوها للحرب التي هم فيها قال: وفيه معنى آخر يقول: إنما حبسوا إبلهم لأنهم خافوا عليها أن تذهب لأنهم ليسوا في بلادهم إنما خرجوا من بلادهم وهي تهامة والحجاز فغلبوا على منازل نجدٍ فأجلوا عنها أهلها فكانوا في مسيرهم وقتالهم العرب لا يقدرون أن يخلوا مالهم فلم يزالوا كذلك حتى استقروا وغلبوا واطمأنوا. قال الطوسي: هذه حكاية ابن الأعرابي.
18: فإن تكن العقيليات شطت.......بهن وبالرهينات الديار
قال الضبي: (الرهينات): القلوب أي: شططن وقلوبنا معهن رهائن أي ارتهنها فصارت معها، قال: ومثله قول ابن أحمر:
غدت جاراتها وغدت تهادى.......برهنٍ لم يكن يعطى رهينًا
يقول وغدت برجلٍ قد ارتهنته نفسه وكان فيما مضى لا يرتهن هذا الرجل كان جلدًا لا تذهب النساء بقلبه. وقال الطوسي: (شطت): بعدت وذهبت. و(الرهينات): يعني أنفسها وارتهنها معهن ذهبن بها.
19: فقد كانت لنا ولهن حتى.......زوتنا الحرب أيام قصار
قال الطوسي: (زوتنا): عدلتنا وصرفتنا، يقال زوى وجهه عني أي: صرفه وانزوت الجلدة في النار تقبضت وانزوى القوم بعضهم إلى بعضٍ تدانوا وتضاموا. وقوله (أيام قصار) يقول لما هم فيه من القرب والمواصلة.
فطيب تلك الأيام قصرها وإن كانت طويلة. واليوم الطويل يقصر على من كانت هذه حاله لما هو فيه من السرور، قال مهلهل بن ربيعة:
فإن يك بالذنائب طال ليلي.......فقد أبكي من الليل القصير
20: ليالي لا أطاوع من نهاني.......ويضفوا فوق كعبي الإزار
قال الضبي: (الضافي) السابغ ومنه قول امرئ القيس: بضافٍ فويق الأرض ليس بأعزلٍ، وقال الآخر:
أيام ألحف مئزري عفر الملا.......وأغض كل مرجلٍ ريان
ليالي لم يروه الطوسي.
21: فأعصي عاذلي وأصيب لهوًا.......وأوذي في الزيارة من يغار
22: ولما أن رأينا الناس صاروا.......أعادي ليس بينهم ائتمار
قال الضبي: أي مؤامرة وقال الطوسي: يقول ليس بينهم مؤامرة ولا مشاورة في صلح يقول فجل الأمر عن السفراء والمراسلة قال الطوسي: كذا حكاه لنا ابن الأعرابي. ويقال لا يدري المكذوب كيف يأتمر، يقول إذا كذبك الإنسان لم تدر كيف تأمره وكيف تشير عليه وأنشدنا أبو عمرو:
ومشعلةٍ ترى السفراء فيها.......كأن وجوههم عصب نضاج
أي: لا دم فيها من الفزع والخوف.
23: مضى سلافنا حتى نزلنا.......بأرضٍ قد تحامتها نزار
قال الضبي: (سلافنا): أوائلنا. و(تحامتها): لم تجترئ عليها فنزلناها نحن. ورواها الطوسي حللنا وكذلك رواها أحمد.
24: وشبت طيء الجبلين حربًا.......تهر لشجوها منها صحار
ورواها أحمد بن عبيد: (وشب لطيء الجبلين حرب)، وقال الضبي: (تهر): تكره. و(صحار) قبيلة من جهينة، قال: وقال أبو عبيدة صحار أرض. ورواية الطوسي وأحمد واحدة.
وقال الطوسي: قال أبو عبد الله بن الأعرابي عن أبي تمام قال: يقولون إن صحار هم جهينة وعذرة. يقول تهر صحار لشجوها أنفسها للحرب التي أصابت طيئًا. ومن روى: وشبت طيء الجبلين حربًا، يقول هيجتها، وصحار فيما أخبرنا الأخفش مدينة عمان. فأما حكاية ابن الأعرابي عن أبي تمام فما أخبرتك، قال أبو تمام: ويقال إن صحار جبل، وقال أبو عمرو: صحار منزل الأمراء بعمان وهي بلاد أزد عمان، وإنما أراد البعد، وقال أحمد بن عبيد: هي أرض أي: هي تفزع من هذه الحرب البعيدة.
25: يسدون الشعاب إذا رأونا.......وليس يعيذهم منا انجحار
قال الضبي: ويروى: (وليس معيذهم)، وقال الطوسي: أي يسدون الثنايا والطرق، و(الشعب): شق من الجبل. يقول فهم يفعلون ذلك لئلا نصل إليهم وليس ذلك بنافعهم، و(الشعب): جميع -- والجمع شعوب وشعب. قال ذو الرمة:
لا أحب الدهر يبلي جدةً أبدًا.......ولا تقسم شعبًا واحدًا شعب
أي: من غفلتي لم أحسب أن يكون هذا وشعوب المنية. وقال أحمد بن عبيد وغيره: والشق المشقة ومنه {لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس}.
26: وحل الحي حي بني سبيع.......قراضبةً ونحن لهم إطار
قال الضبي: (سبيع) من بني ذبيان، والقراضبة المحتاجون الواحد قرضوب، و(الإطار): مأخوذ من الطرة وهو ما يحدق بالشيء ومنه طرة الوادي وهي حرفه مما يلي الحزن، وما دونها إلى الوادي سهل، فيريد أنا محدقون بهم نصد عنهم من يخافونه، قال الطوسي: رواها ابن الأعرابي قراضبةً وهو بلد. قال الطوسي: ويروى: قواصيةً.
قال: وقال ابن الأعرابي: في الإطار أي: محيطون بهم قال: ويقال كونوا لهم إطارًا أي أحدقوا بهم.
وقال أبو عبيدة: إطار كإطار الحائط وإطار الثوب ما حدق به ويقال أحدق به، ويقال أطرته على الحق أطرًا أي: عطفته عليه وإن كره ومنه حديث النبي صلى الله عليه وسلم في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: ((حتى تأطروهم على الحق أطرًا))، أي: تعطفوهم وقوس مأطورة والأطرة العقب يكون على فوق السهم.
27: وخذل قومه عمرو بن عمرو.......كجادع أنفه وبه انتصار
لم يرو هذا البيت الطوسي. قال الضبي: يريد عمرو بن عمرو بن عدس بن زيد بن عبد الله بن دارم، أي: نهاهم عن الحرب وبهم قوة فكان كمن جدع أنفه من غير أن يقهر.
28: يسومون الصلاح بذات كهفٍ.......وما فيها لهم سلع وقار
قال الضبي: (يسومون) يعرضون و(السلع) شجر مر خبيث طعمه. وقوله (قار) يعني الحرب شبه الحرب بذلك، أي: تكلفهم الهناء والهناء هو القار. يقول لهم فيها شر وبلاء، أي: صاروا إليها والصلاح الصلح.
وقال الطوسي: (يسومون) يطلبون يقال إنه ليسومني ما أكره. قال: والصلاح الصلح في الدين وغيره. وروى الأصمعي: يسومون الوسيق بذات كهفٍ، والمعنى أن لهم فيه شرًا، تركوا موضع الكلأ وتنحوا إلى أرض سوءٍ مرتعها السلع والقار.
قال الطوسي: وحكى لي هشام النحوي عن أبي عمرو الشيباني قال: السلع والقار شجر مر. قال: ويقال هذا أقير من هذا أي أشد مرارةً منه. والوسيق: الطرد والوسيقة كل ما طردته ونجوت به، ويقال: فلان يسوق الوسيقة وينسل الوديقة ويحمي الحقيقة، فالوديقة شدة الحر يقول يمضي فيها ينسل لا يبالي والحقيقة أن يحمي ما يحق عليه أن يحميه، وقوله يسوق الوسيقة. الوسيقة: كل ما نجا به: فيقول إذا أخذ شيئًا أو طرده لم يكن جبانًا، يقول يسوقه سوقًا رويدًا لعزته ومنعته مثل قول لبيد:
في جميع حافظي عوراتهم.......لا يهمون بإدعاق الشلل
29: وأصعدت الرباب فليس منها.......بصاراتٍ ولا بالحبس نار
قال الطوسي: قال ابن الأعرابي: أصعدوا هاربين إلى نجدٍ و(الرباب): قبائل من تميم. قال يقال أصعد الرجل إذا ارتفع، وأفرع إذا هبط وفرع إذا علا الجبل، يقول فليس منها نار توقد بهذا المكان. وقال أحمد بن عبيد: الرباب عمومةً تميم وهم ضبة بن أدٍ وبنو أخيه ثور وعكل وعدي وتيم.
30: فحاطونا القصا ولقد رأونا.......قريبًا حيث يستمع السرار
قال الضبي: (حاطونا) أي أحاطوا بنا. و(القصا) المتنحي، قال والعرب تقول: لتحوطنني القصا أو لأضربنك أي: لتنحين عني. والمعنى تباعدوا عنا وهم حولنا، و(القصا) يمد ويقصر. ويروى: فحاطونا القصاء وقد رأونا، قال الطوسي: بعدوا عنا جعلوا البعد بيننا وبينهم. ويقال: حطه القصا أي تباعد عنه.
31: وبدلت الأباطح من نميرٍ.......سنابك يستثار بها الغبار
(السنابك): جمع سنبك، وهو: مقدم طرف الحافر، أي: صار بالأباطح بعد نمير خيل تثير الغبار. وقال الطوسي: (الأباطح): جمع أبطح ويقال بطحاء وهو بطن الوادي يكون فيه الحصى الصغار. وروى الطوسي قشير وقشير بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة. قال: و(السنبك) طرف الحافر من مقدمه ومؤخره دابرته وحواميه جوانبه. فيعنى أنهم أجلوهم عن أرضهم فأعقبتها سنابك الخيل تثير بها الغبار.
32: وليس الحي حي بني كلابٍ.......بمنجيهم وإن هربوا الفرار
ورواها الطوسي: حي بني بغيضٍ يعني بغيض بن ريث بن غطفان. ويروى: حي بني سبيعٍ.
33: وقد ضمزت بجرتها سليم.......مخافتنا كما ضمز الحمار
أصل الضموز الكظوم على الجرة. ومنه قول الآخر: والضامزات تحت الرحال، قال: وإنما خص الحمار لأنه لا يجتر. وقال الطوسي: (ضمزت): سكتت وذلت من الخوف لم ينطقوا ولم يسمع لهم خبر، ويقال ضمز البعير على جرته إذا سكت ومن هذا قول الأعشى:
والبغايا يركضن أكسية الإضـ.......ـريج والضامزات تحت الرحال
وإنما قال ضامزات لأنه أراد يسرن سيرًا شديدًا وإذا كان ذلك لم يقدر أن يجتر فهو ضامز فإذا سار سيرًا رويدًا قصع بجرته وإنما يجتر كل ذي كرش وإنما خص الحمار لأنه ليس مما يجتر فهو ضامز أبدًا. وهو قول الطوسي والأول قول الضبي.
34: وأما أشجع الخنثى فولت.......تيوسًا بالشظي لهم يعار
قال الضبي: (اليعار) أصوات المعز وقد يعرت العنز تيعر يعارًا. والثؤاج: أصوات الضأن. قال الطوسي: أشجع بن ريث بن غطفان و(الخنثى) من الناس الذي له ما للرجل وما للمرأة وله حديث قديم في الجاهلية و(الخنثى) واحد فأتبعه أشجع وهي قبيلة لأنه في لفظ واحدٍ، ويقال خنثى وخناثى وخناث، فيقول هم لا رجال ولا نساء. و(الشظي): بلد.
35: ولم نهلك لمرة إذ تولوا.......فساروا سير هاربةٍ فغاروا
يريد مرة بن سعد بن ذبيان وقال الطوسي: (هاربة) بن ذبيان. قال ابن الأعرابي: يقول تحولوا عن قومهم إلى الشأم، قال: ويقال إنه كان بين هاربة وقومهم حرب فرحلوا من غطفان فنزلوا في بني ثعلبة بن سعد، هذا عن غير ابن الأعرابي، قالوا وغاروا أتوا الغور يقال غار الرجل وأغار إذا أتى الغور، قال الأعشى:
نبي يرى ما لا ترون وذكره.......أغار لعمري في البلاد وأنجدا
ويروى: لعمري غار في البلاد وأنجدا. قوله ولم نهلك يقول لم نستوحش ولم نبال بهم إذ فارقونا.
36: فأبلغ إن عرضت بنا رسولاً.......كنانة قومنا في حيث صاروا
قال الضبي: (الرسول) ههنا بمعنى الرسالة كما قال عز وجل: {إنا رسول رب العالمين}، أي: رسالة رب العالمين وأنشد قول الشاعر:
لقد كذب الواشون ما بحت عندهم.......بسرٍ ولا أرسلتهم برسول
وقوله (عرضت بنا) أي: إن ذكرتنا وأخبرت عنا وروى الطوسي بهم.
37: كفينا من تغيب واستبحنا.......سنام الأرض إذ قحط القطار
قال الطوسي: قال ابن الأعرابي: (سنام الأرض) أرفع نجد يقول نزلنا وغلبنا عليه أهله، قال: ويقال (سنام الأرض) ضرية وقوله (قحط القطار) يقول قل المطر وأجدب الناس، قال: ويقال قطرة وقطار، وقال أحمد: سنام الأرض يعني نجدًا.
38: بكل قيادٍ مسنفةٍ عنودٍ.......أضر بها المسالح والغوار
قال الضبي: (المسنفة): المتقدمة وروى أبو عبيدة مسنفة وهي التي يشد لها السناف وهو خيط يشد من الحقب إلى التصدير إذا ضمرت لئلا يموج الرحل ويفعل هذا في الإبل ويفعل في الخيل لئلا يضطرب السرج وأنشد أبو عبيدة في المعنى الأول في الإبل:
تصبح بعد القرب القذاف.......وبعد طي الأنسع اللطاف.......بائنة الزور عن السناف
و(العنود): التي تعند عن الطريق من مرحها. والمسالح والمراقب والثغور سواء، وفي الحديث: كان أدنى مسالح المسلمين فارس إلى العذيب، أي: مراقبهم. و(الغوار): الغارات. ورواها الطوسي مسنفة قال: هي التي يشد صدرها بسناف وهو لبب يشد من وراء السرج إلى صدر الفرس لئلا يتأخر السرج، قال الطوسي حكاه ابن الأعرابي عن أبي تمام: قال: ويروى مسنفة بكسر النون وهي المتقدمة يقال أسنفت إسنافًا. والعنود: التي تعاند الطريق من مرحها ونشاطها. والمسالح قال الطوسي: أخبرني ابن الأعرابي قال: و(المسالح) خوفهم واجتماعهم على خيرٍ لهم. والغوار من المغاورة وغاورت مغاورة وغوارًا من الغارة والغلبة وأغرت إغارة ورجل مغوار صاحب غارة ورجال مغاور ومغاوير. ورجل مغيار شديد الغيرة والغار أيضًا ورجال مغايير، قال الكميت:
ومغايير عندهن مغاويــ.......ـر مساعير ليلة الإلجام
39: مهارشة العنان كأن فيها.......جرادة هبوةٍ فيها اصفرار
أي: تقاتل العنان من مرحها. وقوله (فيها اصفرار) أراد الذكر من الجراد وهو الأصفر منها وهو أخف من الأنثى. ورواها الطوسي: كأن فيه. وقال: (مهارشة) مجاذبة. وقوله (جرادة هبوةٍ) خص الهبوة لأنها إذا كانت كذلك فهو أشد لطيرانها لأن الهبوة لا تكون إلا مع ريحٍ وهي الغبرة. وقوله: (فيها اصفرار) قال ابن الأعرابي: إنما تصفر حين تتم وينبت جناحاها وتبلغ مداها، يقول كأن عدوها طيران جرادةٍ قد تمت. والجراد يكون بيضًا ثم دبًا ثم يسود ثم يصفر حتى يكون جرادةً وإنما أراد بها الذكر.
40: نسوفٍ للحزام بمرفقيها.......يسد خواء طبييها الغبار
قال الضبي: كل فرجةٍ خواء. ويقال (طبي) وطبي وهو من الفرس بمنزلة الضرع من الشاة والبقرة: يقول من شدة وقع حوافرها يرتفع الغبار. وقوله (نسوف للحزام) قال ابن الأعرابي تنحيه وتؤخره. قال وذلك أنها تمد يديها مدًا شديدًا فمرفقاها تنسفان حزامها تدفعانه. وقال غيره: تنسفه تقطعه. وقال الطوسي: ليس هذا بشيء. وقال أحمد: إنما جعلها تنسف الحزام بمرفقيها لضيق الزور وهو مما يمدح في الخيل وهو أن يتسع لبانها ويضيق زورها وأنشدني:
في مرفقيه تقارب وله.......بركة زور كجبأة الخزم
قال يعقوب: إذا دق جؤجؤ الفرس وتقارب مرفقاه كان أجود لجريه وقال أحمد: الخزم شجر معروف. والجبأة: الخشبة التي يحذو عليها الحذاء، جعلها من هذه الشجرة. وهذه رواية الطوسي. ورواها أحمد: يسد خواء طبيبها الغبار، وروى الضبي: إذا ما سد طبييها.
41: تراها من يبيس الماء شهبًا.......مخالط درةٍ منها غرار
قال الطوسي: أي: يجف العرق عليها فيبيض، قال الأخطل:
ملح المتون كأنما ألبستها.......بالماء إذا يبس النضيح جلالا
والنضيح: العرق و(الغرار): القليل. قال الطوسي: مخالف درةٍ. قال الطوسي: قال أبو عبيدة كما أخبرني عنه الثقة، هذا البيت والذي بعده لرجلٍ من بني تميم وقوله (شهبًا) ذهب إلى الخيل ويبيس الماء يعني العرق إذا جف. وأصل الشهبة البياض ثم تدخل عليه ألوان. و(الدرة) درة العرق وهو انفتاقها به وإخراجها إياه، ودرة اللبن مجيئه واجتماعه في الضرع. و(الغرار): القلة. وإذا ردت الناقة اللبن بعد مجيئه عند قلته يقال قد غارت فهي تغار غرارًا. وإنما أراد أنها تعدو فتلزم الطرقة الأولى من العدو ثم يحملها النشاط والمرح فتترك ذلك من عزة نفسها فيحملها عرقها على أن ترجع إلى الذي كانت عليه من العدو وهو قول أبي ذؤيب:
تأبى بدرتها إذا ما استغضبت.......إلا الحميم فإنه يتبضع
قال الطوسي: وأما ابن الأعرابي فأجمل التفسير فقال: لا ينقطع عرقها فتنقطع ولا يكثر فيضعفها ذلك.
42: بكل قرارةٍ مكن حيث جالت.......ركية سنبكٍ فيها انهيار
قال الضبي: قال أبو عبيدة: هذا البيت والذي قبله لرجلٍ من بني تميم وقوله (انهيار) أي ينهار من مؤخر الحافر من قبل الدابرة، لأن الدابرة ليست بمستويةٍ من الحافر. و(الركية): الحفيرة.
وقال الطوسي: القرارة الموضع الطيب الطين من الأرض، ويقال إن القرارة ههنا موضع مستقر الحافر لها، قال: ويدل على ذلك قوله حيث جالت وجالت دارت. والركية: موضع الحافر، وهو قول ابن الأعرابي. وقوله فيها انهيار أراد أن حافرها مقعر على خلقة القعب فدخل في الأرض فانهار. وقال ابن الأعرابي في قوله ركية سنبكٍ يعني إن وطأها شديد فآثارها كأنها ركي، والركي جمع ركية وقال أحمد: يعني أن حافرها مقعب فإذا دخل في الأرض فارتفع ما حول الحافر انثلم: قال: وجملة المعنى أنه وصفها بطول الحافر فمن طولها لا تقوم حيطانها فتنهار.
43: و خنذيذٍ ترى الغرمول منه.......كطي الزق علقه التجار
قال الضبي: (الغرمول): وعاء الذكر والخنذيذ ههنا الفحل وهو في غير هذا الموضع الخصي وهو من الأضداد.
وقال الطوسي قال ابن الأعرابي (الخنذيذ): الضخم الشديد. قال: والخناذيذ أطراف من الجبال تندر. و(الغرمول): غلاف الذكر. شبهه بزق خلا مما فيه فعلقه صاحبه. قال أحمد: (الخنذيذ) الفرس الكريم.
44: كأن حفيف منخره إذا ما.......كتمن الربو كير مستعار
قال الضبي: (كتمنه) لم يخرج عنهن، يقول كأن منخر هذا الفرس كير حدادٍ وجعله مستعارًا لأنه أشد لكده. وقال الطوسي: (الحفيف) الصوت. وإنما وصفه بسعة المنخر، ويستحب ذلك من الفرس لإخراج نفسه، وربما ضاق فيشق والربو ههنا النفس يقول إذا كتم الربو غيره كان هو هكذا لسعة منخره ويقال كبا إذا كتم الربو وهو فرسٍ كابٍ وكبا الزند إذا لم يور نارًا. والكير: الزق ينفخ فيه الحداد. والكور كور الرحل والكور كور العمامة وهو ما يديره الرجل على رأسه منها. و(الكور): الإبل الكثيرة. وقوله (مستعار) هو أعجل لهم لأنهم يريدون رده. وقال غير الطوسي: الكور ليك العمامة على رأسك والحور نقضها.
45: وجدنا في كتاب بني تميمٍ.......أحق الخيل بالركض المعار
قال الضبي: قال أبو عبيدة: هذا البيت للطرماح. ولم يروه الطوسي لبشرٍ ورواه الضبي. وقرأته على أحمد بن عبيد لبشر فلم ينكره.
46: يضمر بالأصائل فهو نهد.......أقب مقلص فيه اقورار
قال الضبي: رجع إلى صفة الفرس الأول والأقب: الضامر و(المقلص): المشرف و(الأصائل): العشايا، و(النهد): الضخم. و(الاقورار): الضمر.
قال الطوسي: قال الأخفش البغدادي وحكاه عن الأصمعي: التضمير عندهم أن يعلف الحشيش اليابس، قال الطوسي: كذا حكاه لنا عن الأصمعي، وقال: وسألت ابن الأعرابي عن التضمير فقال: هو التعريق وحسن الصنعة. و(الأصائل): العشايا. و(النهد): العظيم الجنبين. والأقب: الضامر البطن والأنثى قباء. و(المقلص) المشمر، يعني أنه طويل القوائم ويقال الخفيف.
47: كأن سراته والخيل شعث.......غداة وجيفها مسد مغار
(المسد): الحبل. و(المغار): الشديد الفتل. وقد أغرت الحبل إذا أحكمت فتله. وسراته: أعلاه وسراة كل شيء أعلاه. وجعل الخيل شعثًا من طول السفر. وقال الطوسي: روى ابن الأعرابي: غداة وجيفهم ورواها غيره وجيفها والشعث المتفرقة الشعر، ويقال لم الله شعثك أي جمع ما تشتت من أمرك، و(الوجيف): المر السريع.
والمعنى كأن سراته في استوائه واملاسه وشدته حبل مفتول. وقال أحمد: الشعث المتفرقة شعور النواصي والأعراف من التعب.
48: يظل يعارض الركبان يهفو.......كأن بياض غرته خمار
49: ولا ينجي من الغمرات إلا.......براكاء القتال أو الفرار
(البراكاء) أن يبرك في القتال ويثبت ولا يبرح. و(الغمرات): الشدائد. وقال الطوسي: قال ابن الأعرابي: (البراكاء) الجثو على الركب يقال جثا على ركبتيه وجذا، وجثا على رجله لا غير، وهو الجاثي والجاذي.
[شرح المفضليات: 659-677]


موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
98, قصيدة

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:21 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir