دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم اللغة > متون علوم اللغة العربية > الأدب > المفضليات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 25 جمادى الآخرة 1431هـ/7-06-2010م, 03:55 PM
علي بن عمر علي بن عمر غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
المشاركات: 1,654
افتراضي 33: قصيدة جبيهاء الأشجعي: أمولى بني تيم ألست مؤدياً = منيحتنا فيما تؤدى المنائح

قال جبيهاء الأشجعي:

أمولى بني تيم ألست مؤدياً = منيحتنا فيما تؤدى المنائحُ
فإنك إن أدَّيتَ غَمْرَةَ لم تَزَلْ = بعلياءَ عندي ما بَغى الرِّبح رابحُ
لها شَعَرٌ ضافٍ وجِيدٌ مُقَلِّصٌ = وجِسْمٌ زُخَارِيٌّ وضِرْسٌ مُجَالِحُ
ولو أُشْلِيَتْ في لَيلةٍ رَجَبِيَّةٍ = بأَوْرَاقِها هَطْلٌ من الماءِ سافِحُ
لَجاءَتْ أَمامَ الحالِبَيْنِ وضَرْعُها = أَمامَ صِفَاقَيْها مُبِدٌّ مُكاوِحُ
وويْلُمِّها كانتْ غَبُوقَةَ طارِق = تَرَامَى به بِيدُ الإِكامِ القَرَاوِحُ
كأَنَّ أَجِيجَ النَّارِ إِرْزَامُ شَخْبِها = إِذَا امْتَاحَهَا فِي مِحْلبِ الحيِّ مائحُ
ولو أَنها طافَتْ بِظِنْبٍ مُعَجَّمٍ = نَفَى الرِّقَّ عنهُ جَدْبُهُ فهْوَ كالِحُ
لَجاءَتْ كأَنَّ القَسْوَرَ الْجَوْنَ بَجَّها = عَسَالِيجُهُ والثَّامِرُ المُتَناوِحُ
تَرَى تَحتَها عُسَّ النُّضَارِ مُنَيِّفاً = سَمَا فَوْقَهُ من بارِدِ الغُزْرِ طامِحُ
سَدِيساً منَ الشُّعْرِ العِرَابِ كأَنَّها = مُوَكَّرِةٌ مِن دُهْمِ حَوْرانَ صافِحُ
رَعَتْ عُشُبَ الجوْلانِ ثُمَّ تَصَيَّفَتْ = وَضِيعَةَ جَلْسٍ فَهْيَ بَدَّاءُ رَاجِحُ


  #2  
قديم 19 جمادى الآخرة 1432هـ/22-05-2011م, 06:30 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي شرح المفضليات للشيخين: أحمد شاكر وعبد السلام هارون

33


وقال جبيهاء الأشجعي


1: أمولى بني تيم ألست مؤدياً = منيحتنا فيما تؤدى المنائح
2: فإنك إن أديت غمرة لم تزل = بعلياء عندي ما بغى الربح رابح
3: لها شَعَرٌ ضافٍ وجِيدٌ مُقَلِّصٌ = وجِسْمٌ زُخَارِيٌّ وضِرْسٌ مُجَالِحُ
4: ولو أُشْلِيَتْ في لَيلةٍ رَجَبِيَّةٍ = بأَوْرَاقِها هَطْلٌ من الماءِ سافِحُ
5: لَجاءَتْ أَمامَ الحالِبَيْنِ وضَرْعُها = أَمامَ صِفَاقَيْها مُبِدٌّ مُكاوِحُ
6: وويْلُمِّها كانتْ غَبُوقَةَ طارِق = تَرَامَى به بِيدُ الإِكامِ القَرَاوِحُ
7: كأَنَّ أَجِيجَ النَّارِ إِرْزَامُ شُخْبِها = إِذَا امْتَاحَهَا فِي مِحْلبِ الحيِّ مائحُ
8: ولو أَنها طافَتْ بِظِنْبٍ مُعَجَّمٍ = نَفَى الرِّقَّ عنهُ جَدْبُهُ فهْوَ كالِحُ
9: لَجاءَتْ كأَنَّ القَسْوَرَ الْجَوْنَ بَجَّها = عَسَالِيجُهُ والثَّامِرُ المُتَناوِحُ
10: تَرَى تَحتَها عُسَّ النُّضَارِ مُنَيِّفاً = سَمَا فَوْقَهُ من بارِدِ الغُزْرِ طامِحُ
11: سَدِيساً منَ الشُّعْرِ العِرَابِ كأَنَّها = مُوَكَّرِةٌ مِن دُهْمِ حَوْرانَ صافِحُ
12: رَعَتْ عُشُبَ الجَوْلانِ ثُمَّ تَصَيَّفَتْ = وَضِيعَةَ جَلْسٍ فَهْيَ بَدَّاءُ رَاجِحُ


ترجمته: جبيهاء بلفظ التصغير: لقبه، ويقال (جبهاء) بالتكبير، ونقله في اللسان عن ابن دريد، ولكنه ذكر في جمهرته في ثلاثة مواضع مصغرا. واسمه يزيد بن حميمة بن عبيد بن عقيلة بن قيس بن رويبة بن سحيم بن عبيد بن هلال بن زبيد بن بكر بن أشجع بن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس بن عيلان بن مضر. شاعر بدوي خبيث، متمكن من لسانه، من مخاليف الحجاز، نشأ وتوفي أيام بني أمية، وليس ممن انتجع الخلفاء بشعره، وهو من المقلين المشهورين، ولا يعد في الفحول.
جو القصيدة: جاور جبيهاء في بني تيم بن معاوية بن سليم بن أشجع، فاستمنحه مولى لهم عنزا تسمى (غمرة) أو (صعدة) فمنحه إياها، فأمسكها دهرا، فلما طال على جبيهاء مالا يردها قال هذه الأبيات، يتقاضاه المنيحة. ونعت العنز، فوصف شعرها وجيدها، وجسمها وضرسها، وغزارة حلبها في الليلة الشاتية، وأن لبنها كان غبوقة الطارق. ثم صور صوت حلبها واجتزاءها بتافه المرعى، على حين تجدي على أهلها خيرا كثيرا. وقد رد عليه التيمي بقوله:
بلى سأؤديها إليك ذميمة.......فتنكحها إن أعوزتك المناكح
ثم أجابه جبيهاء بأبيات أخر، انظرها في الأنباري 335 والأغاني 16: 142.
تخريجها: قال الأنباري: (أنشدني هذه القصيدة أبو العباس أحمد بن يحيى النحوي-هو ثعلب قال: أنشدنيها أبو عبد الله بن الأعرابي). وهذا الإسناد يرجح عندنا أن هذه القصيدة مما لم يختر المفضل، وأنها مما زاد الرواة على المفضليات. وهي في المؤتلف 78 باختلاف. والبيت 3 في الأمالي 2: 152، 253. والأبيات 1- 3 في التنبيه 109-110 وسمط اللآلي 775-776. والبيتان 1، 3 في الأغاني 16: 142، والأبيات 8، 9 في السمط 797 و3 فيه 884 والأبيات 1، 3 في جمهرة ابن دريد 2: 195 و8 فيها 1: 75. والبيتان 8، 9 في الفصول والغايات لأبي العلاء 239. والبيت 9 في الكنز اللغوي 49، 63. والأبيات 1- 6 في الحيوان 5: 491، 942 ساسي. وانظر الشرح 331-335.
(1) أصل المنيحة الناقة يمنحها الرجل صاحبه ليحتلبها ثم يردها. ثم كنز ذلك حتى قيل للهبة منيحة.
(2) غمرة: اسم العنز التي منحها إياه. ويروى (صعدة). العلياء ههنا: الرفعة. أي لا تزال على رفعة مني وإكرام، لأدائك الأمانة.
(3) مقلص: طويل. الزخاري: الكثير اللحم والشحم، من قولهم زخر البحر: إذا طما وارتفع. المجالح: الذي يجتلح الشجر، أي يقشره، وإذا فعل ذلك الحيوان كان أكثر للبنه في الشتاء.
(4) أشليت: دعيت، يعني للحلب. رجيبة: أي ليلة من ليالي الشتاء. بأرواقها: يريد بسحابها. وإنما خص الشتاء لأن الألبان تقل فيه، فأراد أنها غزيرة اللبن، يبقى على شدة البرد.
(5) الصافقان: ما اكتنف الضرع من عن يمين وشمال إلى السرة. المبد: الذي يوسع ما بين رجليها لعظمه. المكاوح: من قولهم كاوحه إذا قاتله فغلبه. والمراد أن ضرعها يضرب ساقيها إذا تمشي.
(6) ويلمها: العرب تقول للرجل ويلمه، تمدحه بذلك، فهو يتعجب منها. الغبوق: شرب العشي. الطارق: من يأتي ليلا. وهي غبوقته، إذ يجد فيها شرابه حين يطرق. الإكام، بكسر الهمزة: جمع أكمة. القراوح: جمع قرواح، بالكسر، وهو المنبسط من الأرض لا يستتر منه شيء.
(7) أجيج النار: صوت لهيبها. الإرزام: الصوت. الشخب: ما خرج من الضرع من اللبن. شبه أجيج النار بصوت شخبها. امتاحها: احتلبها.
(8) الظنب: أصل الشجرة. المعجم: الذي عجمته الإبل مرة بعد أخرى، أي عضته. الرق: ما رق من الأغصان والورق.
(9) القسور: شجر يغزر به لبن الماشية. الجون: الأخضر الشديد الخضرة يضرب إلى السواد من شدة الري. بجها: عظمها ونفخ خواصرها. العساليج: جمع عسلوج، وهو الغصن الناعم. الثامر: ما له ثمر. المتناوح: المقابل بعضه بعضا. يقول: لو رعت هذه العنز ما لا يجدي على غيرها لجاءت بلبن كثير.
(10) العس: القدح العظيم. النضار، بالضم والكسر: شجر من أكرم الشجر وأصلبه، تتخذ منه الأقداح. المنيف: الممتلئ. الغزر: كثرة اللبن، وهو هنا اللبن بعينه. طامح: مرتفع.
(11) السديس: التي أتت عليها السنة السادسة. الشعر: جمع شعراء، وهي الكثيرة الشعر. العراب: العربية لا هجنة فيها. موكرة: ممتلئة. الدهم: السود، أراد بها الجوابي. حوران، بفتح الحاء: كورة من أعمال دمشق. الصافح: التي فقدت ولدها فذهب لبنها وسمنت.
(12) الجولان: من نواحي دمشق. تصيفت: رعت في الصيف. الوضيعة: نبت. الجلس، بفتح الجيم وسكون اللام: الغليظ من الأرض. البداء: البعيدة ما بين الرجلين لسمنها. راجح: ثقيلة ممتلئة.


  #3  
قديم 11 شعبان 1432هـ/12-07-2011م, 08:53 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي شرح المفضليات لابن الأنباري

وقال جبيهاء الأشجعي

في عنز كان منحها رجلاً من بني تيم بن معاوية بن سليم بن أشجع بن ريث بن غطفان والعنز تسمى صعدة ويقال غمرة. أنشدني هذه القصيدة أبو العباس أحمد بن يحيى النحوي قال: أنشدينها أبو عبد الله بن الأعرابي، وهي:
1: أمولى بني تيم ألست مؤديًا.......منيحتنا فيما تؤدى المنائح
أصل (المنيحة) الناقة يمنحها الرجل صاحبه ليحتلبها ثم يردها ثم كثر ذلك حتى قيل للهبة منيحة.
2: فإنك إن أديت غمرة لم تزل.......بعلياء عندي ما بغى الربح رابح
ويروى صعدة، و(غمرة) اسم الشاة التي منحها إياه و(العلياء) ههنا الرفعة أي لا تزال على رفعة مني وإكرام لأدائك الأمانة، ويروى (ما بغى) الشف رابح والشف ههنا الزيادة وهو النقصان في غير هذا الموضع وهو من الأضداد، قال الشاعر:
ألست عتيد القرى سهله.......كثيرًا لدى البيع إشفافيه
3: لها شعر ضاف وجيد مقلص.......وجسم زخاري وضرس مجالح
(الضافي): الطويل يقال قد ضفا عليه العيش إذا كان سابغًا ومنه قول امرئ القيس: بضافٍ فويق الأرض ليس بأعزل، و(الجيد) العنق و(مقلص) مرتفع و(الزخاري) كثير اللحم مأخوذ من قولهم قد زخر
البحر إذا تتابعت أمواجه وتكاثفت و(المجالح): الذي يجتلح الشجر أي يقشره وإذا فعل ذلك البعير أو الشاة كان أكثر للبنه في الشتاء وهو المجلاح والجمع المجاليح قال الشاعر:
لنعم المال إن أزمت أزوم.......مجاليح الشتاء لدى الصقيع
قال (مقلص) طويل و(الزخاري) الممتليء شحمًا ولحمًا ويقال زخر البحر إذا طما وارتفع.
و(مجالح) يبقى لبنها لأنها تأكل عيدان الشجر بعد الورق تجتلحه ومنه قيل للإبل مجاليح لأنها إذا قويت على أكله بقيت ألبانها ويقال الزخاري العظيم المرتفع.
4: ولو أشليت في ليلة رجبية.......بأرواقها هطل من الماء سافح
أبو جعفر:
ولو أرسلت في ليلة رجبية.......لشفانها قطر من الماء سافح
(أشليت): دعيت و(الإشلاء): الدعاء أي دعيت هذه الشاة لتحلب، قال الشاعر:
أشليت عنزي ومسحت قعبي.......صبًا على ماء لدي عذب
وقوله (في ليلة رجبية) أي ليلة من ليالي الشتاء ذات مطر، لقوله (لأرواقها هطل من الماء) وأرواقها ههنا السحاب، و(سافح) صاب والسفح الصب، غيره: إنما خص الشتاء لأن الألبان تقل فيه فأراد أن لبنها مما يبقى على شدة البرد وأنها غزيرته.
5: لجاءت أمام الحالبين وضرعها.......أمام صفاقيها مبد مكاوح
(المبد): الواسع ما بين الرجلين، قوله (لجاءت أمام الحالبين) يريد سرعة إجابتها تتقدم الحالبين.
و(الصفاقان) ما اكتنف الضرع من عن يمين وشمال إلى السرة، و(المبد) الذي أفحجها لعظمه وهو من قولهم: بالدابة بدد إذا كان ما بين يديها مفرجًا وكذلك ما بين رجليها، و(المكاوح) والمكادح سواء وهو أن تدفع فخذيها ويروى مضارح.
6: وويلمها كانت غبوقة طارق.......ترامى به بيد الإكام القراوح
العرب تقول للرجل ويلمه وويلمه تمدحه بذلك، (ويلمه) ما أشجعه ما أحذقه ويروى ويلمها.
قوله: (وويلمها) يتعجب منها، و(الغبوقة) التي تصلح للغبوق، وإنما قال (غبوقة طارق) لأنه يجد فيها
(غبوقًا) في الليل، و(الغبوق) شرب العشي وما والاه من الليل، و(الطارق): الآتي ليلاً ولا يكون الطروق إلا بالليل.
و(القراوح) جمع قرواح وهو منبسط من الأرض لا يستتر منه شيء ولا فيه شيء، قال أوس بن حجر: ويقال بل عبيد قاله:
فمن بمحفله كمن بنجوته.......والمستكن كمن يمشي بقرواح
7: كأن أجيج النار إرزام شخبها.......إذا امتاحها في محلب الحي مائح
ويروى:
كأن أزيز الكير إرزام شخبها.......إذا امتاحها في علبة الحي مائح
(أجيج النار) صوت لهيبها، و(الإرزام): الصوت شبه أجيج النار بصوت شخبها والإرزام مأخوذ من الرزمة وهو حنين الناقة إلى ولدها، و(امتاحها): احتلبها، وأصل المائح الرجل الذي ينزل الركية إذا قل ماؤها فيجمع الماء بيديه في الدلو فشبه به الحالب.
8: ولو أنها طافت بظنب معجم.......نفى الرق عنه جدبه فهو كالح
ويروى: (نفى) النبت عنه، (الظنب): أصل الشجرة و(المعجم) الذي قد عجمته الإبل مرة بعد أخرى، أي لاكته وعضته، و(الرق): ما رق من النبات من الأغصان والورق والرق من النبات كله ما رق ورطب و(الجدب): القحط بذهاب المطر، يقول لو رعت هذه الشاة ما لا يجدي على غيرها لجاءت بلبن كثير.
9: لجاءت كأن القسور الجون بجها.......عساليجه والثامر المتناوح
(عساليجه): ناعمه، قال أحمد بن يحيى: بجها أي: فتقها، ويقال (بجها) أي نفخها، و(القسور): شجر من شجر الخلة ما حلا من النبت له خوص تغزر عليه الإبل والشاء وكل المال، و(الجون) الأخضر الشديد الخضرة يضرب إلى السواد من شدة الري، و(بجها) عظمها ونفخ خواصرها، و(الثامر): ما له ثمر من النبت والشجر، و(المتناوح): المقابل بعضه بعضًا، يقال دار فلان تناوح دار فلان أي تقابلها، ومن هذا سميت النوائح من النساء لمقابلة بعضهن بعضًا، و(العساليج) جمع عسلوج وهو الخط تراه في الورقة أغلظ من سائرها، ويروى: لراحت كأن القسور النضر بجها، قال أحمد بن يحيى: بجها: فتقها.
10: ترى تحتها عس النضار منيفًا.......سما فوقه من بارد الغزر طامح
يقال (النضار) والنضار وهو شجر من أكرم الشجر وأصلبه يضرب به المثل في الصلابة وتتخذ منه العساس والأقداح و(المنيف) الممتلئ ومن هذا قيل مائة ونيف أي وزيادة ومن هذا سمي عبد مناف لطوله ومن هذا قيل قصر منيف إذا كان يشرف على ما حوله، و(سما): ارتفع و(الطامح): المرتفع و(الغزر): كثرة اللبن وهو ههنا اللبن بعينه، أي فكأن هذين بجها أغصانهما أي تصدعا لهذه العنز وتعريا عن أغصانهما الغضة فرعتها لكثرة لبنها وهذا مثل قول الشماخ:
إن تمس في عرفط صلع جماجمه.......من الأسالق عاري الشوك مجرود
تصبح وقد ضمنت ضراتها غرقًا.......من طيب الطعم حلو غير مجهود
العرفط: أخبث المرعى، وصلع ليس عليه ورق قد أكل ورقه، ويقال شجر سليق أي قد أنضجه القر وأحرقه، عاري الشوك أي: من الورق، والضرات: جمع ضرة وهي أصل الضرع، والغرق جمع غرقة والغرقة قدر إناء يقال ما في ضرعها إلا غرقة من اللبن ليس بالكثير، والكثبة مثل الغرقة، فيقول تصبح على خبث المرعى وشدته هكذا يصف غزرها وكرمها، غير مجهود: يقال لبن مجهود إذا كثر عليه من الماء، يقال لا تجهد لبنك، قال أحمد: وروى أبو عمرو: من ناصع اللون حلو الطعم مجهود، أي مشتهى، وقال أبو عمرو: وجهدت الطعام اشتهيته، قال ثعلب: قرأ علي هذه القصيدة ابن الأعرابي وقال منيفًا حتى يكون فعولن، قلت منيفًا بالتشديد وقال ما سمعتها إلا بالتخفيف، وزادني فيها غير أبي عكرمة بيتين وهما:
11: سديسًا من الشعر العراب كأنها.......موكرة من دهم حوران صافح
12: رعت عشب الجولان ثم تصيفت.......وضيعة جلس فهي بداء راجح
(موكرة): ممتلئة، يقال سقاء موكر أي ممتلئ جدًا، وقوله (من دهم حوران) أي جابية من جوابي حوران، (وضيعة) نبت، قال: وقوله (صافح) فإن الناقة المصفحة والمصافح المحفلة للبيع والتغريز وابتغاء السمن وهي التي لا يجهدها ولدها لكثرة لبنها فيعطب ضرعها، فرد عليه التيمي فقال:
بلى سأؤديها إليك ذميمة.......فتنكحها إن أعوزتك المناكح
فقال جبيهاء:
ذكرت نكاح العنز حينًا ولم يكن.......بأعراضنا عن منكح العنز قادح
ولو كنت شيخًا من سليم نكحتها.......نكاح يسار عنزه وهو سارح
فجاءت بذي شدقين شدق ملبلب.......يعارًا وشدق مستهل فصائح
قال: أنشدينها أعرابي: ولم يكن * بأعراضنا من شأن خطة قادح، خطة عنز تسب بها بنو سليم من بني تيم الأشجعيين يقال لهم بنو خطة وقوله بذي شدقين شدق ملبلب يعارًا أي نصفه إنسان، قال أحمد: خطة اسم شاة يقال في مثل: قبح الله غنمًا خيرها خطة، قال: والمعنى لو ولدت خطة لولدت ولدًا نصفه إنسان ونصفه يشبه الشاة يلبلب كما يلبلب التيس على الشاة.
[شرح المفضليات: 331-335]


موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
33, قصيدة

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:35 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir