دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأسيس في التفسير > صفحات الدراسة

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #5  
قديم 7 ربيع الأول 1436هـ/28-12-2014م, 02:33 PM
سهى بسيوني سهى بسيوني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Nov 2011
المشاركات: 316
افتراضي القرآن محكم ومتشابه- أصول في التفسير

القرآن محكم ومتشابه

أقسام القرآن باعتبار الإحكام والتشابه
ينقسم بهذا الإعتبار إلى ثلاثة أنواع:
الأول : الإحكام العام الذي وصف به القرآن كله
مثاله: قوله تعالى: {كتابٌ أحكمت آياته ثمّ فصّلت من لدن حكيمٍ خبيرٍ} [هود: الآية 1] وقوله: {الر تلك آيات الكتاب الحكيم} [يونس:1]
مايقصد بالإحكام هنا: الإتقان والجودة في ألفاظه ومعانيه. فالألفاظ في غاية الفصاحة ،والأخبار كلها صدق لا كذب فيها ولاتناقض، وأحكامه كلها عدل لاجور فيها.
الثاني: التشابه العام الذي وصف به القرآن كله.
مثاله قوله تعالى: {اللّه نزّل أحسن الحديث كتاباً متشابهاً مثاني تقشعرّ منه جلود الّذين يخشون ربّهم ثمّ تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر اللّه} [الزمر:23].
المقصود بالتشابه هنا: أن القرآن كله يشبه بعضه بعضا في الكمال والإتقان والغايات النبيلة.
الثالث: الإحكام الخاص ببعضه، والتشابه الخاص ببعضه.
دليله قوله تعالى: {هو الّذي أنزل عليك الكتاب منه آياتٌ محكماتٌ هنّ أمّ الكتاب وأخر متشابهاتٌ فأمّا الّذين في قلوبهم زيغٌ فيتّبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلّا اللّه والرّاسخون في العلم يقولون آمنّا به كلٌّ من عند ربّنا وما يذّكّر إلّا أولو الألباب} [آل عمران:7] .
مايقصد به هذا النوع: أن يكون بعض آياته معانيها واضحة جلية لاخفاء فيها . كقوله تعالى {يا أيّها النّاس إنّا خلقناكم من ذكرٍ وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا}[الحجرات: 13] ، وقوله:{يا أيّها النّاس اعبدوا ربّكم الّذي خلقكم والّذين من قبلكم لعلّكم تتّقون} [البقرة: 21]، وقوله:{وأحلّ اللّه البيع} [البقرة: الآية 275] وغيرها كثير .
والبعض الآخر متشابها خفيا ،بحيث يتوهم منه الواهم ما لا يليق بالله تعالى، أو كتابه أو رسوله، ويفهم منه العالم الراسخ في العلم خلاف ذلك
- مثاله: فيما يتعلق بالله تعالى، أن يتوهم واهم من قوله تعالى: {بل يداه مبسوطتان} [المائدة: الآية 64] أن لله يدين مماثلتين لأيدي المخلوقين
- ومثاله فيما يتعلق بكتاب الله تعالى، أن يتوهم واهم تناقض القرآن وتكذيب بعضه بعضا حين يقول:{ما أصابك من حسنةٍ فمن اللّه وما أصابك من سيّئةٍ فمن نفسك} [النساء: الآية 79] ويقول في موضع آخر: {وإن تصبهم حسنةٌ يقولوا هذه من عند اللّه وإن تصبهم سيّئةٌ يقولوا هذه من عندك قل كلٌّ من عند اللّه}[النساء: الآية 78]
- ومثاله فيما يتعلق برسول الله، أن يتوهم واهم من قوله تعالى:{فإن كنت في شكٍّ ممّا أنزلنا إليك فاسأل الّذين يقرأون الكتاب من قبلك لقد جاءك الحقّ من ربّك فلا تكوننّ من الممترين}[يونس: 94] ظاهره أن النبي صلى الله عليه وسلم كان شاكا فيما أنزل إليه.

موقف الراسخين في العلم والزائغين من المتشابه
-أما الزائغون : فقد قال الله فيهم {فأمّا الّذين في قلوبهم زيغٌ فيتّبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله} [آل عمران: الآية7] :أي أنعم يتتبعون المتشابهات ويأولونها على غير ما أراد الله يريدون بذلك فتنة الناس.ويجدون بذلك السبيل إلى تحريف المحكم والتشكيك في الأخبار والاستكبار عن الأحكام.
-وأما الراسخون: فمدحهم الله بقوله {والرّاسخون في العلم يقولون آمنّا به كلٌّ من عند ربّنا} [آل عمران: الآية 7] أي أنهم يؤمنون أنه من عند ربهم وماكان من عند ربهم فهو الحق ، ويردون ما خفي عليهم من آيات إلى الآيات المحكمة ليكون الجميع محكما.

تأويل الراسخون في العلم لبعض لما ورد من آيات متشابهة
- ويقولون في المثال الأول: إن لله تعالى يدين حقيقيتين على ما يليق بجلاله وعظمته، لا تماثلان أيدي المخلوقين، كما أن له ذات لا تماثل ذوات المخلوقين، لأن الله تعالى يقول: {ليس كمثله شيءٌ وهو السّميع البصير} [الشورى: الآية 11].
-ويقولون في المثال الثاني: إن الحسنة والسيئة كلتاهما بتقدير الله عز وجل، لكن الحسنة سببها التفضل من الله تعالى على عباده، أما السيئة فسببها فعل العبد كما قال تعالى:{وما أصابكم من مصيبةٍ فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثيرٍ} [الشورى: 30] فإضافة السيئة إلى العبد من إضافة الشيء إلى سببه، لا من إضافته إلى مقدّره، أما إضافة الحسنة والسيئة إلى الله تعالى فمن باب إضافة الشيء إلى مقدّره .
- ويقولون في المثال الثالث: أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقع منه شك فيما أنزل إليه، بل هو أعلم الناس به، وأقواهم يقينا كما قال الله تعالى في نفس السورة:{قل يا أيّها النّاس إن كنتم في شكٍّ من ديني فلا أعبد الّذين تعبدون من دون اللّه} [يونس: الآية 104] ، أما قوله: {فإن كنت في شكٍّ ممّا أنزلنا إليك} [يونس: الآية 94] فلايلزم منه أن الشك واقع منه فهو كقوله تعالى { قل إن كان للرحمن ولدا فأنا أول العابدين} فهو لايلزم منه أن يكون له ولدا ولاينبغي له ذلك { وماينبغي للرحمن أن يتخذ ولدا} ، وكذلك قوله تعالى {فلا تكوننّ من الممترين} [البقرة: الآية 147] لايلزم منه أن يكون الإمتراء واقع منه عليه الصلاة والسلام ، لان النهي عن الشيء قد يوجه إلى من لايقع منه . ويكون الغرض من توجيه النهي إلى من لا يقع منه التنديد بمن وقع منهم والتحذير من منهاجهم.

أنواع التشابه في القرآن
على نوعين
1: حقيقي: وهو ما لا يمكن أن يعلمه البشر كحقائق صفات الله عز وجل ، وحقائق اليوم الآخر . فنحن وإن كنا نعلم معاني هذه الأشياء فإننا لانعلم كنهها . قال تعالى عن نفسه الكريمة وصفاتها { ولايحيطون به علما}
حكمه من حيث السؤال عنه: لايسأل عن استكشافه ومعرفة حقيقته لتعذر الوصول إليه.
2: نسبي :وهو ما يكون مشتبها على بعض الناس دون بعض، فيكون معلوما للراسخين في العلم دون غيرهم.
حكمه من حيث السؤال عنه: يسأل عن استكشافه لإمكان الوصول إليه ، فلايوجد في القرآن شي لايتبين معناه لجميع الناس قال الله تعالى: {هذا بيانٌ للنّاس وهدىً وموعظةٌ للمتّقين} [آل عمران: 138]
مثاله: قوله تعالى: {ومن يقتل مؤمناً متعمّداً فجزاؤه جهنّم خالداً فيها وغضب اللّه عليه ولعنه وأعدّ له عذاباً عظيماً} [النساء: 93] حيث اشتبه على الوعيدية، ففهموا منه أن قاتل المؤمن عمدا مخلد في النار، وطردوا ذلك في جميع أصحاب الكبائر، واعرضوا عن الآيات الدالة على أن كل ذنب دون الشرك فهو تحت مشيئة الله تعالى.

الحكمة في تنوع القرآن إلى محكم ومتشابه
- لو كان القرآن كله محكما لفاتت الحكمة من الاختبار به تصديقا وعملا لظهور معناه، وعدم المجال لتحريفه.
- ولو كان كله متشابها لفات كونه بيانا للناس وهدى ، ولما أمكن العمل به وبناء العقيدة السليمة عليه.
- فجعل منه سبحانه محكما ليرجع له عند التشابه ، ومتشابها امتحانا للعباد ليظهر الصادق ممن في قلبه زيغ.

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الطالبة, صفحة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:11 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir