دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم القرآن الكريم > مكتبة التفسير وعلوم القرآن الكريم > الوجوه والنظائر > الوجوه والنظائر لمقاتل بن سليمان

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 6 جمادى الآخرة 1431هـ/19-05-2010م, 12:39 PM
علي بن عمر علي بن عمر غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
المشاركات: 1,654
افتراضي وجوه لفظ (الحياة) ووجوه لفظ (الضرب) ووجوه لفظ (فوق)

الحياة
على ستة أوجه:
الوجه الأول: الحياة، يعني: الخلق الأول ونفخ الروح. فذلك قوله في البقرة: {وكنتم أمواتا فأحياكم} [28]. يعني: كنتم نطفا فخلقكم وجعل فيكم الأرواح. وقال في المؤمن: {وأحييتنا اثنتين} [11]: الحياة الأولى حين صوروا في الأرحام، ونفخ فيها الروح. وقال في آل عمران: {وتخرج الحي من الميت} [27]. يعني: وتخرج الحيوان من النطف. وقال في الحج: {وهو الذي أحياكم} [66]. يعني: الذي خلقكم وجعل فيكم الأرواح. وقال في الجاثية: {قل الله يحييكم} [26]. يعني: الله خلقكم، يعني: بدء الخلق.
الوجه الثاني: الحي، يعني: المؤمن المهتدي. فذلك قوله في يس: {لينذر من كان حيا ويحق القول} [70]. يعني: مهتديا مؤمنا في علم الله تعالى. وقال في الأنعام: {أو من كان ميتا فأحييناه} [122]. يعني: فهديناه للإيمان. وقال في الملائكة: {وما يستوي الأحياء}، يعني: المؤمنين، {ولا الأموات} [فاطر: 22] يعني: الكفار.
الوجه الثالث: الحياة، يعني: البقاء. فذلك قوله في البقرة: {ولكم في القصاص حياة}، يعني: بقاء، {يا أولي الألباب} [179]. وقال في المائدة: {ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا} [32]. يعني: ومن أبقاها فكأنما أبقى الناس جميعا. وقال في البقرة: {ويستحيون نساءكم} [49] يعني: يبقون نساءكم. نظيرها في الأعراف، وفي إبراهيم.
الوجه الرابع: الحياة، يعني: حياة الأرض بالنبات. فذلك قوله في الملائكة: {فتثير سحابا فسقناه إلى بلد ميت}، وليس فيه نبات، {فأحيينا به الأرض} [فاطر: 9]. يعني: بالماء، فنبتت من ألوان النبات، وحياتها نباتها نظيرها في يس، وغيرها.
الوجه الخامس: الحياة: حياة عبرة قبل يوم القيامة، من غير رزق ولا أثر في الدنيا. فذلك قول عيسى عليه السلام في آل عمران: {وأحيي الموتى بإذن الله} [49]. وكان عيسى يحيي الموتى بإذن الله، ليكون عيسى عبرة لبني إسرائيل، لكي يصدقوا به، وأحيا سام بن نوح، وكلم الناس، ووقع ميتا كما كان، نظيرها في المائدة.
الوجه السادس: الحياة، يعني الحياة يوم القيامة بلا موت بعده. فذلك قوله في سورة مريم: {وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا} [15]: بعد الموت يوم القيامة. وقال تعالى في قصة عيسى عليه السلام: {والسلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا} [مريم: 33]: بعد الموت يوم القيامة. وقال: {أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى} [القيامة: 40]. يعني: يوم القيامة. ونحوه كثير.
الضرب
على خمسة أوجه:
الوجه الأول: الضرب، يعني: السير. فذلك قوله في النساء: {وإذا ضربتم في الأرض} [101]. يعني: السير: وقال: {إذا ضربتم في سبيل الله} [النساء: 94]. يعني: إذا سرتم. وقال في المزمل: {وآخرون يضربون في الأرض} [20].
يعني: يسيرون في الأرض.
الوجه الثاني: الضرب، يعني: الضرب باليدين. فذلك قوله: {فاضربوا فوق الأعناق}، يعني: الضرب بالسلاح، {واضربوا منهم كل بنان} [الأنفال: 12]. يعني: الأطراف. وقال في سورة محمد صلى الله عليه وسلم: {فضرب الرقاب} [4]. يعني: الضرب بالسلاح باليدين. وقال في النساء: {واضربوهن} [34]. يعني: باليدين ضربا غير مبرح.
الوجه الثالث: الضرب، يعني الوصف. فذلك قوله في النحل: {ضرب الله مثلا}، يعني: وصف الله شبها، {عبدا مملوكا} [75]. {وضرب الله مثلا}، يعني: وصف الله شبها، {رجلين أحدهما أبكم} [76]. وقال: {فلا تضربوا لله الأمثال} [النحل: 74]. يقول: لا تصفوا لله. {وضرب الله مثلا قرية} [النحل: 112]. يعني: وصف الله شبها.
الوجه الرابع: ضرب، يعني: الوصف، وهو الذكر. فذلك قوله في البقرة: {إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا} [26]. يعني: أن يصف فيذكر. وقال في الزخرف: {ولما ضرب ابن مريم} [57]. يقول: ولما وصف ابن مريم وذكر. وقال في الحشر: {وتلك الأمثال نضربها للناس} [21]. يعني: يصفها فيذكرها للناس.
الوجه الخامس: ضرب: وصف، وهو البيان. قال في إبراهيم: {وضربنا لكم الأمثال} [45]. يعني: بينا، ووصفنا. وقال في الفرقان: {وكلا ضربنا له الأمثال} [39]. يعني بينا ووصفنا. وقال في العنكبوت: {وتلك الأمثال نضربها للناس} [43]. يعني: نصفها فنبينها.
فوق
على تسعة أوجه:
الوجه الأول: فوق، يعني: أكبر. فذلك قوله في البقرة: {إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها} [26]. يعني: فما أكبر منها.
الوجه الثاني: فوق، يعني: أفضل. فذلك قوله في الفتح: {يد الله فوق أيديهم} [10]. يقول: فضل الله عليهم أفضل من فضلهم في أمر البيعة يوم الحديبية.
الوجه الثالث: فوق، يعني: أكثر. فذلك قوله في النساء: {فإن كن نساء فوق اثنتين} [11]. يعني: أكثر من اثنتين.
الوجه الرابع: فوق، يعني: أرفع في المنزلة والتقرب إلى الله عز وجل. فذلك قوله في البقرة: {والذين اتقوا فوقهم}، يعني: فوق الكفار، {يوم القيامة} [212]. في القرب إلى الله عز وجل والمنزلة عنده.
الوجه الخامس: فوق، يعني: على. فذلك قوله في الأنعام: {ورفع بعضكم فوق بعض درجات} [165]. يعني: رفع الأغنياء على الفقراء في الرزق في الدنيا. وقال في الزخرف: {ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضا سخريا} [32]. يعني: على بعض في الفضائل في الدنيا.
الوجه السادس: فوق، يعني: الظفر. فذلك قوله في آل عمران: {وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة} [55]: في الظفر في الدنيا إلى يوم القيامة.
الوجه السابع: فوق، يعني: فوق رؤوسهم. فذلك قوله في البقرة: {ورفعنا فوقكم الطور} [63]. يعني: فوق رؤوسكم الطور، يعني: الجبل: مثلها في الأعراف. وقال في الزمر: {لهم من فوقهم ظلل}، يعني: من فوق رؤوسهم ظلل، {من النار} [16]. وقال في حم السجدة: {وجعل فيها رواسي من فوقها} [فصلت: 10]. يعني: فوق الأرض. وقال في سورة إبراهيم: {اجتثت من فوق الأرض} [26] يعني: من أعلى الأرض. وقال في يوسف: {إني أراني أحمل فوق رأسي خبزا} [36]. يعني: على رأسي.
الوجه الثامن: فوق، يعني: قبل المشرق، وفي أعلى الوادي يوم الأحزاب. فذلك قوله في الأحزاب: {إذ جاءوكم من فوقكم} [10]. يعني: من أعلى الوادي من قبل المشرق حيث يجيء الصبح.
الوجه التاسع: فوق، يعني: السلطان القاهر. فذلك قوله في الأنعام: {وهو القاهر فوق عباده} [18]. يعني: سلطانه فوق سلطان العباد وملكه وأمره. وقال في الأعراف، قول فرعون: {سنقتل أبناءهم ونستحيي نساءهم وإنا فوقهم قاهرون} [127]. يعني: سلطاني وأمري فوق سلطانهم فأقهرهم بذلك، أقهرهم بالسلطان والملك.
تم الكتاب
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم تسليما.
وكان الفراغ من نسخه في يوم الأحد، قبل الظهر، في العشر الأول من ربيع الآخر، سنة ستة وأربعين وخمس مائة لهجرة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
كاتبها عبد الرحمن بن عثمان بن محمود الدمشقي الفقير إلى رحمة ربه، رحم الله من دعا له بالرحمة من الله تعالى.


التوقيع :
{ قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ }
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لفظ, وجوه

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:58 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir