الفساد
على ستة أوجه:
الأول: الفساد، يعني: المعاصي. فذلك قوله في البقرة: {وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض}. يقول: لا تفعلوا فيها المعاصي. نظيرها في الأعراف: {ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها}. يقول: لا تعملوا فيها المعاصي والشرك. ونحوه كثير. الوجه الثاني: الفساد، يعني الهلاك. فذلك قوله في بني إسرائيل: {لتفسدن في الأرض مرتين} [الإسراء: 4]. يعني: لتهلكن مرتين. وقوله في الأنبياء: {لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا}. يعني لهلكتا، أي: السماوات والأرض. نظيرها في المؤمنين: {ولو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السماوات والأرض}. يعني: لهلكت.
الوجه الثالث: الفساد، يعني: قحط المطر وقلة النبات. فذلك في قوله في الروم: {ظهر الفساد في البر والبحر} يعني: البادية والبحر، يعني: قحط المطر وقلة النبات في البر، يعني: البادية والبحر، يعني به: العمران والريف.
الوجه الرابع: الفساد، يعني القتل. فذلك قوله في الأعراف: {أتذر موسى وقومه ليفسدوا في الأرض}. يريد: ليقتلوا أبناء مصر. كقوله في المؤمن: {إني أخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر في الأرض الفساد} [غافر: 26]. يقول: يقتل أبناءهم. هذا قول فرعون. وقوله في الكهف: {إن يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض}. يعني: يقتلون الناس.
الوجه الخامس: الفساد، يعني: الفساد بعينه. فذلك قوله في البقرة: {ليفسد فيها}، يعني: الفساد بعينه، {ويهلك الحرث والنسل}، يعني: ما ذكر في هذه الآية. وكقوله في النمل: {إذا دخلوا قرية أفسدوها}. يعني: خربوها.
الوجه السادس: الفساد، يعني: السحر. فذلك قوله في يونس: {إن الله لا يصلح عمل المفسدين}. يعني: فعل السحرة.