دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > السلوك والآداب الشرعية > متون الآداب الشرعية > منظومة الآداب

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 15 ذو الحجة 1429هـ/13-12-2008م, 03:22 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي المحظور من أغراض الشعر


29- وَحَظْرَ الْهِجَا وَالْمَدْحِ: بِالزُّورِ وَالْخَنَا = وَتَشْبِيْبِهِ بِالأَجْنَبِيَّاتِ أَكِّدِ
30- وَوَصْفُ: الزِّنَا وَالْخَمْرِ وَالْمُرْدِ وَالنِّسَا = الْفَتَيَاتِ، أَوْ نَوْحِ التَّسَخُّطِ مُوْرِدِ


  #2  
قديم 15 ذو الحجة 1429هـ/13-12-2008م, 03:23 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي غذاء الألباب للشيخ : محمد بن أحمد السفاريني

مطلب فِي حَظْرِ الهِجَاءِ وَالمَدْحِ بِالزُّورِ


وَحَظْرَ الهَجَا وَالمَدْحِ بِالزُّورِ وَالخَنَا = وَتَشْبِيبِهِ بالأجنبيات أكد

(وَحَظْرُ) أَيْ مَنْعُ (الهَجَا) أَيْ الشَّتْمِ وَالذَّمِّ بِالشِّعْرِ . قَالَ فِي القَامُوسِ: هَجَاهُ هَجْوًا وَهِجَاءً شَتَمَهُ بِالشِّعْرِ(وَ) حَظْرُ(المَدْحِ بِالزُّورِ) أَيْ الكَذِبِ الَّذِي لَا أَصْلَ لَهُ (وَ) حَظْرُ المَدْحِ بِ (الخَنَا) أَيْ الفُحْشِ . قَالَ فِي القَامُوسِ: الخَنْوَةُ القَذِرَةُ وَالفُرْجَةُ فِي الخُصِّ , وَخَنَا خَنْوًا فَحُشَ , وَأَمَّا خَنِيَ كرضي وَأَخْنَى عَلَيْهِمْ فَمَعْنَاهُ أَهْلَكَهُمْ , وَالجَرَادُ كَثُرَ بَيْضُهُ , وَالمَرْعَى كَثُرَ نَبَاتُهُ , وَخَنَا الدَّهْرِ آفَاتُهُ (وَ) حَظْرُ(تَشْبِيبِهِ) أَيْ المتشبب(بِ) النِّسَاءِ(الأَجْنَبِيَّاتِ) المُعَيَّنَاتِ . وَالمُرَادُ بالأجنبيات هُنَا مَنْ لَا تَحِلُّ لَهُ بِخِلَافِ نِسَائِهِ وَإِمَائِهِ فَلَا حَظْرَ بِالتَّشْبِيبِ بِهِنَّ عَلَى المُعْتَمَدِ , وَكَذَا التَّشْبِيبُ بِغَيْرِ مُعَيَّنَةٍ كَمَا تَقَدَّمَتْ الإِشَارَةُ إلَيْهِ(أكد) الحَظْرَ وَالحُرْمَةَ وَامْنَعْ مِنْ ذَلِكَ كُلَّ المَنْعِ وَلَا تُرَخِّصُ فِي شَيْءٍ مِنْهُ . وَوَصْفُ الزِّنَا وَالخَمْرِ وَالمُرْدِ والنسا الفتيات أَوْ نَوْحِ التَّسَخُّطِ مُورِدِ (وَ) كَذَا(وَصْفُ) سَائِرِ المُحَرَّمَاتِ مِنْ نَحْوِ (الزِّنَا وَ) وَصْفُ (الخَمْرِ) الَّتِي هِيَ أُمُّ الخَبَائِثِ(وَ) وَصْفُ (المُرْدِ) جَمْعُ أَمْرَدَ يَعْنِي التَّشْبِيبَ بِهِمْ سَوَاءٌ كَانَ الأَمْرَدُ مُعَيَّنًا أَوْ غَيْرَ مُعَيَّنٍ . وَرَأَيْت فِي نُسْخَةٍ وَالنَّرْدِ بَدَلَ المُرْدِ وَالمَعْنَى صَحِيحٌ , فَإِنَّ النَّرْدَ مِنْ المُحَرَّمَاتِ فَوَصْفُهُ وَالتَّشْبِيبُ بِهِ مَحْظُورٌ , لَكِنَّ الصَّوَابَ الأَوَّلُ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ (والنسا الفَتَيَاتِ) جَمْعُ فَتَاةٍ (أَوْ نَوْحِ التَّسَخُّطِ مُورَدِ) كَذَا فِي النُّسَخِ وَلَعَلَّهُ أَوْرَدَ لِيَسْتَقِيمَ الإِعْرَابُ فَهُوَ أَمْرٌ مِنْ أَوْرَدَ لِوُرُودِ الشَّرْعِ بِحَظْرِ ذَلِكَ كُلِّهِ . وَقَدْ تَقَدَّمَ كَلَامُ صَاحِبِ الفُرُوعِ وَغَيْرِهِ مِنْ أَنَّهُ إنْ أَفْرَطَ شَاعِرٌ بِالمِدْحَةِ بِإِعْطَائِهِ وَعَكْسُهُ بِعَكْسِهِ يَعْنِي أَفْرَطَ بِالهِجَاءِ وَالمَذَمَّةِ بِمَنْعِهِ , أَوْ شَبَّبَ بِمَدْحِ خَمْرٍ أَوْ بِمُرْدٍ أَوْ امْرَأَةٍ مُعَيَّنَةٍ مُحَرَّمَةٍ فَسَقَ , لَا إنَّ شَبَّبَ بِامْرَأَتِهِ أَوْ أَمَتِهِ , ذَكَرَهُ القَاضِي وَهُوَ المَذْهَبُ , جَزَمَ بِهِ فِي الإِقْنَاعِ وَغَيْرِهِ , وَفِي فُصُولِ ابْنِ عَقِيلٍ وَالتَّرْغِيبِ تَرُدُّ شَهَادَتُهُ كَدَيُّوثٍ , وَالمَذْهَبُ خِلَافُهُ كَمَا عُلِمَ . وَذَكَرَ صَاحِبُ الفُرُوعِ فِي بَابِ التَّعْزِيرِ عَنْ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ رضي الله عنه لَمَّا قَالَ الحُطَيْئَةُ فِي الزِّبْرِقَانِ بْنِ بَدْرٍ:


دَعْ المَكَارِمَ لَا تَرْحَلْ لِبُغْيَتِهَا = وَاقْعُدْ فَإِنَّك أَنْتَ الطَّاعِمُ الكَاسِي

وَسَأَلَ عُمَرُ رضي الله عنه حَسَّانَ وَلَبِيدًا رضي الله عنهما فَقَالَا إنَّهُ هِجَاءٌ لَهُ , فَأَمَرَ بِهِ فَأُرْمِي فِي بِئْرٍ ثُمَّ القَى عَلَيْهِ شَيْئًا , فَقَالَ الحُطَيْئَةُ:

مَاذَا تَقُولُ لِأَفْرَاخٍ بِذِي مَرَحٍ = زُغْبِ الحَوَاصِلِ لَا مَاءٌ وَلَا شَجَرُ
القَيْت كَاسِيَهُمْ فِي قَعْرِ مُظْلِمَةٍ = فَاغْفِرْ عَلَيْهِ سَلَامُ اللَّهِ يَا عُمَرُ
أَنْتَ الإِمَامُ الَّذِي مِنْ بَعْدِ صَاحِبِهِ = القَتْ عَلَيْك مَقَالِيدَ النُّهَى البَشَرُ
لَمْ يُؤْثِرُوك بِهَا إذْ قَدَّمُوك لَهَا = لَكِنْ لِأَنْفُسِهِمْ كَانَتْ بِك الأَثَرُ
فَامْنُنْ عَلَى صِبْيَةٍ بِالرَّمْلِ مَسْكَنُهُمْ = بَيْنَ الأَبَاطِحِ يَغْشَاهُمْ بِهَا العُذْرُ
أَهْلِي فِدَاؤُك كَمْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ = مِنْ عَرْضِ دَاوِيَّةٍ يُعْمَى بِهَا الخَبَرُ
فَحِينَئِذٍ كَلَّمَهُ فِيهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ وَعَمْرُو بْنُ العَاصِ رضي الله عنه وَاسْتَرْضَاهُ حَتَّى أَخْرَجَهُ مِنْ السِّجْنِ ثُمَّ دَعَاهُ فَهَدَّدَهُ بِقَطْعِ لِسَانِهِ إنْ عَادَ يَهْجُو أَحَدًا . قُلْت: وَالحُطَيْئَةُ هَذَا كَانَ هَجَّاءً حَتَّى إنَّهُ رُوِيَ أَنَّهُ هَمَّ بِهِجَاءٍ فَلَمْ يَجِدْ مَنْ يَسْتَحِقُّهُ فَقَالَ:

أَبَتْ شَفَتَايَ اليَوْمَ إلَّا تَكَلُّمًا = بِسُوءٍ فَمَا أَدْرِي لِمَنْ أَنَا قَائِلُهُ؟
أَرَى لِي وَجْهًا قَبَّحَ اللَّهُ خَلْقَهُ = فَقُبِّحَ مِنْ وَجْهٍ وَقُبِّحَ حَامِلُهُ
فَهَجَا نَفْسَهُ , وَهَجَا أُمَّهُ بِقَوْلِهِ:

تَنَحِّي فَاجْلِسِي عَنِّي بَعِيدًا = أَرَاحَ اللَّهُ مِنْك العَالَمِينَا
أغربالا إذَا اُسْتُوْدِعَتْ سِرًّا = وَكَانُونَا عَلَى المتحدثينا
حَيَاتُك - مَا عَلِمْت - حَيَاةَ سُوءٍ = وَمَوْتُك قَدْ يُسِرُّ الصَّاحِبِينَا
وَهَجَا بَعْضُهُمْ امْرَأَةً فَقَالَ:

لَهَا جِسْمُ بُرْغُوثٍ وَسَاقُ بَعُوضَةٍ = وَوَجْهٌ كَوَجْهِ القِرْدِ بَلْ هُوَ أَقْبَحُ
تَبْرُقُ عَيْنَاهَا إذَا مَا رَأَيْتَهَا = وَتَعْبِسُ فِي وَجْهِ الجَلِيسِ وَتَكْلَحُ
لَهَا مضحك كَالحَشِّ تَحْسِبُ أَنَّهَا = إذَا ضَحِكَتْ فِي أَوْجُهِ النَّاسِ تَسْلَحُ
إذَا عَايَنَ الشَّيْطَانُ صُورَةَ وَجْهِهَا = تَعَوَّذَ مِنْهَا حِينَ يُمْسِي وَيُصْبِحُ
حِكَايَاتٌ لَطِيفَةٌ وَيُشَابِهُ هَذَا مَا ذَكَرَهُ الإِمَامُ الحَافِظُ ابْنُ الجَوْزِيِّ فِي كِتَابِهِ تَلْقِيحُ الفُهُومِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ السُّلَمِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: بَيْنَمَا عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ رضي الله عنه يَطُوفُ ذَاتَ لَيْلَةٍ فِي سِكَكِ المَدِينَةِ إذْ سَمِعَ امْرَأَةً تَقُول:

هَلْ مِنْ سَبِيلٍ إلَى خَمْرٍ فَأَشْرَبُهَا = أَمْ مِنْ سَبِيلٍ إلَى نَصْرِ بْنِ حَجَّاجِ؟
إلَى فَتًى مَاجِدِ الأَعْرَاقِ مُقْتَبِلٍ = سَهْلِ المُحَيَّا كَرِيمٍ غَيْرِ ملجاج
تُهِنِّيهِ أَعْرَاقُ صِدْقٍ حِينَ تَنْسُبُهُ = أَخًا وَفِيًّا عَنْ المَكْرُوهِ فَرَّاجِ
فَقَالَ عُمَرُ رضي الله عنه , لَا أَرَى مَعِي بِالمَدِينَةِ رَجُلاً تَهْتِفُ بِهِ الهَوَاتِفُ فِي خُدُورِهِنَّ , عَلَيَّ بِ (نَصْرِ بْنِ حَجَّاجٍ) , فَلَمَّا جِيءَ بِهِ فَإِذَا هُوَ مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ وَجْهًا وَأَحْسَنِهِمْ شَعْرًا , فَقَالَ عُمَرُ رضي الله عنه: عَزِيمَةً مِنْ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ لَتَأْخُذَنَّ مِنْ شَعْرِك . فَأَخَذَ مِنْ شَعْرِهِ , فَخَرَجَ وَلَهُ وَجْنَتَانِ كَأَنَّهُمَا شَقَّتَا قَمَرٍ , فَقَالَ لَهُ اعْتَمَّ فَاعْتَمَّ فَافْتَتَنَ النَّاسُ بِعَيْنَيْهِ , فَقَالَ عُمَرُ وَاَللَّهِ لَا تُسَاكِنُنِي فِي بَلْدَةٍ أَنَا فِيهَا . قَالَ يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ مَا ذَنْبِي؟قَالَ هُوَ مَا أَقُولُ لَك . ثُمَّ سَيَّرَهُ إلَى البَصْرَةِ , وَخَشِيَتْ المَرْأَةُ وَهِيَ الفَارِعَةُ أُمُّ الحَجَّاجِ بْنِ يُوسُفَ الثَّقَفِيِّ أَنْ يَبْدُوَ مِنْ عُمَرَ إلَيْهَا شَيْءٌ فَدَسَّتْ المَرْأَةُ إلَيْهِ أَبْيَاتًا وَهِيَ:

قُلْ لِلْإِمَامِ الَّذِي تُخْشَى بَوَادِرُهُ = مَالِي وَلِلْخَمْرِ أَوْ نَصْرِ بْنِ حَجَّاجِ
لَا تَجْعَلْ الظَّنَّ حَقًّا أَنْ تُبَيِّنَهُ = إنَّ السَّبِيلَ سَبِيلُ الخَائِفِ الرَّاجِي
إنَّ الهَوَى زُمَّ بِالتَّقْوَى فَحَبَّسَهُ = حَتَّى يُقِرَّ بِالجَامٍ وَإِسْرَاجِ
قَالَ فَبَكَى عُمَرُ رضي الله عنه وَقَالَ الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي زَمَّ الهَوَى بِالتَّقْوَى . قَالَ وَطَالَ مُكْثُ نَصْرِ بْنِ حَجَّاجٍ بِالبَصْرَةِ فَخَرَجَتْ أُمُّهُ يَوْمًا بَيْنَ الأَذَانِ وَالإِقَامَةِ مُتَعَرِّضَةً لِعُمَرِ , فَإِذَا عُمَرُ قَدْ خَرَجَ فِي إزَارٍ وَرِدَاءٍ وَبِيَدِهِ الدُّرَّةُ , فَقَالَتْ يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ وَاَللَّهِ لأقفن أَنَا وَأَنْتَ بَيْنَ يَدَيْ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وليحاسبنك , أيبيتن عَبْدُ اللَّهِ وَعَاصِمٌ إلَى جَنْبِك وَبَيْنِي وَبَيْنَ ابْنِي الفَيَافِي وَالأَوْدِيَةُ؟ فَقَالَ لَهَا إنَّ ابْنَايَ لَمْ تَهْتِفْ بِهِمَا الهَوَاتِفُ فِي خُدُورِهِنَّ . ثُمَّ أَرْسَلَ عُمَرُ رضي الله عنه بَرِيدًا إلَى البَصْرَةِ وَعَامِلُهُ فِيهَا عُتْبَةُ بْنُ غَزْوَانَ فَأَقَامَ أَيَّامًا ثُمَّ نَادَى عُتْبَةُ مَنْ أَرَادَ أَنْ يَكْتُبَ إلَى أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ فَلْيَكْتُبْ فَإِنَّ البَرِيدَ خَارِجٌ , فَكَتَبَ نَصْرُ بْنُ حَجَّاجٍ بسم الله الرحمن الرحيم , سَلَامٌ عَلَيْك , أَمَّا بَعْدُ يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ:

لَعَمْرِي لَئِنْ سيرتني أَوْ حَرَمْتنِي = وَمَا نِلْت مِنْ عِرْضِي عَلَيْك حَرَامُ
فَأَصْبَحْت مَنْفِيًّا عَلَى غَيْرِ رِيبَةٍ = وَقَدْ كَانَ لِي بِالمَكَّتَيْنِ مُقَامُ
أَأَنْ غَنَّتْ الذَّلْفَاءُ يَوْمًا بِمُنْيَةٍ = وَبَعْضُ أَمَانِيِّ النِّسَاءِ غَرَامُ
ظَنَنْت بِي الظَّنَّ الَّذِي لَيْسَ بَعْدَهُ = بَقَاءٌ وَمَالِي جرمة فَأُلَامُ
فَيَمْنَعُنِي مِمَّا تَقُولُ تَكَرُّمِي = وَآبَاءُ صِدْقٍ سَابِقُونَ كِرَامُ
وَيَمْنَعُهَا مِمَّا تَقُولُ صَلَاتُهَا = وَحَالٌ لَهَا فِي قَوْمِهَا وَصِيَامُ
فَهَاتَانِ حَالَانَا فَهَلْ أَنْتَ رَاجِعِي؟ = فَقَدْ جُبَّ مِنِّي كَاهِلٌ وَسَنَامٌ
فَلَمَّا قَرَأَ عُمَرُ الكِتَابَ قَالَ: أَمَّا وَلِيُّ السُّلْطَانِ فَلَا , فَأَقْطَعَهُ دَارًا بِالبَصْرَةِ وَدَارًا فِي سُوقِهَا . فَلَمَّا مَاتَ عُمَرُ رَكِبَ نَاقَتَهُ وَتَوَجَّهَ نَحْوَ المَدِينَةِ قُلْت: وَرَأَيْت فِي بَعْضِ الكُتُبِ أَنَّ سَيِّدَنَا عُمَرَ رضي الله عنه لَمَّا أَخْرَجَ نَصْرَ بْنَ حَجَّاجٍ قَالَ لَهُ أَتَمَنَّى قَتْلَ نَفْسِي , فَقَالَ لَهُ عُمَرُ رضي الله عنه كَيْفَ؟قَالَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى{وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُواْ مِن دِيَارِكُم مَّا فَعَلُوهُ} فَقَرَنَ هَذَا بِهَذَا , فَقَالَ لَهُ عُمَرُ رضي الله عنه مَا أَبْعَدْت وَلَكِنْ أَقُولُ كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى {إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ} وَقَدْ أَضْعَفْت لَك العَطَاءَ لِيَكُونَ ذَلِكَ عِوَضًا لَك عَنْ خُرُوجِك مِنْ بَلَدِك . وَزَادَ فِي الأَبْيَاتِ الَّتِي كَتَبَهَا نَصْرٌ: وَمَا نِلْت ذَنْبًا غَيْرَ ظَنٍّ ظَنَنْته وَفِي بَعْضِ تَصْدِيقِ الظُّنُونِ آثَامُ - أَأَنْ غَنَّتْ الحَوْرَاءُ لَيْلاً بِمُنْيَةٍ - البَيْتُ . وَزَادَ فِي أَبْيَاتِ الفَارِعَةِ بِنْتِ هَمَّامٍ:
مَا مُنْيَةُ إرَبٍ فِيهَا بِضَائِرَةٍ = وَالنَّاسُ مِنْ هَالِكٍ فِيهَا وَمِنْ نَاجِي
فَضُرِبَ بِهَا المَثَلُ فَقِيلَ أَصْبَى مِنْ المُتَمَنِّيَةِ وَهِيَ الفَارِعَةُ , وَقِيلَ اسْمُهَا الفُرَيْعَةُ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ .


موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
من, المحظور

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:46 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir