دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم القرآن الكريم > مكتبة التفسير وعلوم القرآن الكريم > الوقف والابتداء > نظام الأداء لأبي الأصبغ ابن الطحان

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 18 رمضان 1432هـ/17-08-2011م, 08:43 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي فصل: الوقف القبيح


فصل
[الوقف القبيح]

والوقف القبيح هو الذي لا يعرف المراد منه، ولا تقوم فائدة عنه.
نحو الوقف على {بسم} [و{الحمد}] و{رب} و{مالك} وغير ذلك، {ومما رزقناهم}، {وبالآخرة هم}، {ومن الناس من يقول}،
[نظام الأداء: 50]
{مرضا ولهم}، {لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما}.
هذا وما أشبهه لا يجوز الابتداء بما بعده، ويسمى هذا وقف الضرورة، لتمكن انقطاع النفس عنده. وعلماء الأداء ينهون عن الوقف عليه، وينكرون الإغفال المؤدي إليه، لأن القارئ إذا حافظ على مراعاة المقاطع الصحيحة لم يقع في هذه المقاطع القبيحة.
والوقف القبيح أيضًا يتعاضل، ويشهد بعمائه من يتهاون به، ويتهافت فيه ويتخاذل:
فمنه الوقف على الكلام المنفصل الخارج عن حكم ما وصل به، كقوله تعالى: {وإن كانت واحدة فلها النصف ولأبويه} إن قطع على {ولأبويه} لأن النصف كله إنما يجب للابنة وحدها، والأبوان مستأنفان بما يجب لهما.
[نظام الأداء: 51]
وكذلك قوله تعالى: {إنما يستجيب الذين يسمعون والموتى...} إن قطع على {والموتى} [فهو قبيح] لأن الموتى لا يسمعون [ولا يستجيبون] وهم مستأنفون [بأنهم] يبعثون.
وكذا قوله: {لكل امرئ منهم ما اكتسب من الإثم والذي تولى كبره...} من كني عنهم أولاً مؤمنون، ومتولي الكبر هو عبد الله بن سلول المنافق، فهو مستأنف لما يلحقه في الآخرة من عظيم [العذاب].
وكذا قوله تعالى: {فأخاف أن يقتلون. وأخي هارون} والخوف إنما هو من موسى على نفسه خاصة،
[نظام الأداء: 52]
وأخوه مستأنف بحاله وصفته.
ومنه القطع على الأسماء التي تبين نعوتها حقائقها، نحو قوله تعالى: {فويل للمصلين...} وشبهه، لأن (المصلين) اسم ممدوح، ولا يليق به (ويل)، وإنما خرج من جملة الممدوحين بنعته المتصل به، وهو قوله تعالى: {الذين هم عن صلاتهم ساهون}.
ومن الوقف القبيح ما ورد التوقيف بالنهي المتقدم عنه، كالوقف على قوله تعالى: {وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم مغفرة وأجر عظيم. والذين كفروا وكذبوا بآياتنا...} و{للذين استجابوا لربهم الحسنى والذين لم يستجيبوا له...} و{فمن تبعني فإنه مني ومن
[نظام الأداء: 53]
عصاني...} و{من يهد الله فهو المهتدي ومن يضلل...} و{... أنهم أصحاب النار. الذين يحملون العرش ومن حوله...}، {... واتقوا الله إن الله شديد العقاب. للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم...} و{إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما وإن تظاهرا عليه...} وما أشبه هذا مما هو خارج عن حكم الأول من جهة المعنى، لأنه متى قطع عليه دون ما يبين حقيقته، ويوضح مراده وفائدته، لم يكن شيء أقبح منه، لاستواء حال من آمن ومن كفر، ومن اهتدى ومن ضل.
فاللازم للقارئ أن يعتبر حالة نفسه: هل يوصله إلى آخر
[نظام الأداء: 54]
الجملتين، أو يقطع به عند تجاوز الجملة الأولى، فإن تجاوزها وقد علم أنه لا يصل إلى آخر الثانية، وقطع على نحو ما مثلنا فقد أثم واعتدى، لأنه قادر على تجنبه، أو التحفظ مما يلحق المقت به.
[نظام الأداء: 55]
[فصل]
ومن الوقف القبيح الشنيع الوقف على قوله تعالى: {إن الله لا يستحيي} و{فبهت الذي كفر والله} و{إن الله لا يهدي} و{إن الله لا يحب} و{لا يبعث الله} و{للذين لا يؤمنون بالآخرة مثل السوء ولله} وكذلك ما
[نظام الأداء: 56]
أشبهه مما لا يجوز للقارئ أن يتغافل عنه حتى يقع فيه، فيبوء بالإثم العظيم، فالواجب عليه إن انقطع نفسه عنده أن يرجع إلى ما قبله، ويصل الكلام بعضه ببعض، فإن لم يفعل فقد افترى على الله، وصار كالمتعمد، ومتعمد هذا وشبهه عندهم كافر.
ومنه الوقف على قوله تعالى: {لقد سمع الله قول الذين قالوا...} و{لقد كفر الذين قالوا...}، {وقالت اليهود...}، {وقالت النصارى...} و{من الخاسرين. فبعث} و{إلا أن قالوا أبعث...}.
[نظام الأداء: 57]
{ومن يقل منهم...}، {وهم مهتدون. ومالي} الابتداء بما بعد ذلك كله حرام، لأن المعنى يستحيل، بفصل ذلك مما قبله.
ومن هذا النوع الوقف على المنفي الذي يأتي بعده حرف الإيجاب، نحو {وما أرسلناك إلا مبشرا ونذيرا...}، {وما نرسل المرسلين إلا مبشرين ومنذرين}، {وما نريهم من آية إلا هي أكبر من أختها}. لو وقف واقف قبل حرف الإيجاب من غير عارض لكان ذنبًا عظيمًا.
وأقبح من هذا وأشنع في هذا القبيل الوقف على
[نظام الأداء: 58]
المنفي في قوله تعالى: {لا إله إلا الله}، {وما من إله إلا الله}، و{لا إله إلا أنا}، {وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو} و{قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله}، {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون}، وما أشبه هذا، تعمد الوقف على المنفي كفر مجرد.
والوقف القبيح هو مجال القراء اليوم، وميدانهم الذي فيه يترددون، وخوضهم الذي فيه يلعبون، وذلك بإغماض المتصدرين، وإغضاء المتلقنين المقصرين.
[نظام الأداء: 59]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الوقف, فصل

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:27 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir