دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم اللغة > متون علوم اللغة العربية > النحو والصرف > ألفية ابن مالك

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29 ذو الحجة 1429هـ/27-12-2008م, 08:08 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي خاتمة ألفية ابن مالك


وما بِجَمْعِهِ عُنِيتُ قدْ كَمَلْ = نَظْمًا على جُلِّ الْمُهِمَّاتِ اشْتَمَلْ
أَحْصَى مِن الكافِيَة ِالْخُلاصَةْ = كما اقْتَضَى غِنًى بلا خَصَاصَةْ
فأَحْمَدُ اللَّهَ مُصَلِّيًا عَلَى = مُحَمَّدٍ خَيْرِ نَبِيٍّ اُرْسِلَا
وآلِهِ الْغُرِّ الكِرامِ الْبَرَرَةْ = وصَحْبِهِ الْمُنْتَخَبِينَ الْخِيَرَةْ


  #2  
قديم 1 محرم 1430هـ/28-12-2008م, 01:34 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي شرح ابن عقيل (ومعه منحة الجليل للأستاذ: محمد محيي الدين عبد الحميد)


وَمَا بِجَمْعِهِ عُنِيتُ قَدْ كَمَلْ = نَظْمًا عَلَى جُلِّ المُهِمَّاتِ اشْتَمَلْ([1])
أَحْصَى مِنَ الكَافِيَةِ الخُلاَصَهْ = كَمَا اقْتَضَى غِنًى بِلاَ خَصَاصَهْ([2])
فَأَحْمَدُ اللَّهَ مُصَلِّيًا عَلَى = مُحَمَّدٍ خَيْرِ نَبِيٍّ أُرْسِلاَ([3])
وآلِهِ الغُرِّ الكِرَامِ البَرَرَهْ = وَصَحْبِهِ المُنْتَخَبِينَ الخِيَرَهْ([4])



خاتمةٌ
قالَ أبو رجاءَ محمدُ محيي الدينِ عبدِ الحميدِ عفَا الله عنه وغفرَ له ولوالديه والمسلمينَ.
الحمدُ للَّهِ الذي بنعمتِه تتمُّ الصالحاتُ وبمحضِ إحسانِه وتيسيرِه تكمُلُ الحسناتُ، والصلاةُ والسلامُ على سيِّدِنا محمدِّ بنِ عبدِّ اللَّهِ خاتمِ النبيِّينَ، وعلى آلِه وصحبِه الذينَ بهداهم نهتدِي، وعلى ضوءِ حجَّتُهم نعبرُ الطريقَ إلى الفوزِ برضوانِ اللَّهِ تعالى ومحبَّتِه.
وبعدُ، فقد كَمُلَ بتوفيقِ اللَّهِ وحُسْنِ تأييدِه ما وفَّقَنَا اللَّهُ له من تحقيقِ مباحثَ وشرحِ شواهدِ شرحِ الخلاصةِ الألفيَّةِ لقاضي القضاةِ بهاءِ الدينِ بنِ عَقِيلٍ، شرحًا موجزًا على قدرِ ما يحتاجُ إليه المبتدئونَ، وقد كانَ مجالُ القولِ ذا سعةٍ، لو أنَّنا أردْنا أن نتعرَّضَ للأقوالِ ومناقشتِها وتفصيلِ ما أَجْمَلَ المؤلِّفُ منها وإيضاحِ ما أشارَ إليه من أدلَّتِها ولكنَّنا اجتزَأْنَا مِنْ ذلك كلِّه باللبابِ وما لا بدَّ مِنْ معرفتِه معَ إعرابِ أبياتِ الألفيَّةِ إعرابًا مبسوطًا سهلَ العبارةِ؛ لئلاَّ يكونَ لمُتَنَاوِلِ الكتابِ مِنْ بعدِ هذا كلِّه حاجةٌ إلي أنْ يصطَحِبَ مع هذه النسخةِ كتابًا آخرَ مِنَ الكتبِ التي لها ارتباطٌ بالمتنِ أو شرحِه، وقد تمَّ ذلكَ كلُّه في منتصفِِ ليلةِ التاسعِ من شهرِ رمضانَ المعظَّمِ، مِنْ سنةِ خمسينَ وثلاثِمِائةٍ وألفٍ مِنْ هجرةِ أشرفِ الخلقِ صلى اللَّهُ عليه وسلَّم عليه وآلِه وصحبِه وسلَّمَ، واللَّهُ المسؤولُ أنْ ينفَعَ بعملي هذا وأنْ يجعلَه خالصًا لوجهِه، وأن يجنِّبَنِي الغرورَ ويحولَ بيني وبينَ العُجْبِ والزُّلُل، آمينُ.
وكانَ مِنْ تَوْفِيقِ الله تعالى أَنْ أقبلَ الناسُ على قراءةِ هذه النسخةِ حتى نَفِدَتْ طبعتُها الأولى في وقتٍ قريبٍ فلمَّا كثُر الرجاءُ لإعادةِ طبعِه أعمَلْتُ في تعليقاتِي يدَ الإصلاحِ، فزدْتُ زياداتٍ هامَّةٍ وتداركْتُ ما فَرَطَ مني في الطبعةِ السابقةِ، وأكثرْتُ من وجوهِ التحسينِ؛ لأكافئَ بهذا الصنيعِ أولئك الذين رأَوْا في عملي هذا ما يستحقُّ التشجيعَ والتنويهَ به، ثم كانَ مِنْ جميلِ الصدفةِ أنني فرَغْتُ من مراجعةِ الكتابِ قبل منتصفِ ليلةِ الثلاثاءِ الرابعَ عشرَ مِنْ شهرِ رمضانَ المعظَّمَ مِنْ سنةِ أربعٍ وخمسينَ وثلاثِمَائَةٍ وألفٍ مِن هجرةِ الرسولِ الأكرمِ صلى اللَّهُ عليه وسلَّمَ.
واللَّهُ تعالى المسؤولُ أن يوفقَّنِي إلى ما يحبُّه ويرضَاه آمينَ.
وها هي ذي الطبعةُ الخامسةَ عشرةَ أقدِّمُها إلى الذين ألحُّوا عليَّ في إعادةِ طبعِ الكتابِ في وقتٍ نَدَر فيه الورقُ الجيِّدُ، واستعصَى شراؤُه على الناسِ بأضعافِ ثمنِه، وقد أبيتُ إلا أن أُزِيدَ في شرحي زياداتٍ ذاتِ بالٍ وتحقيقاتٍ قلَّمَا يعثُرُ عليها القارئُ إلا بعدَ الجهدِ وقد تضاعفَ بها حجمُ الكتابِ فلا غروَ إن أعلنْتُ أنَّه "قد تلاقَتْ في هذا الكتابِ كتبٌ فأغَنَى عنها جميعًا في حينِ أنَّه لا يغْنِي عنَهْ شيءٌ منها".
ربِّ وَفِّقْنِي إلى الخيرِ؛ إنه لا يوفِّقُ إلى الخير سواكَ!.
كتبَه

محمدُ مُحْيِي الدينِ عبدِ الحميدِ
([1])(ما) اسم موصول: مبتدأ (بجمعه) الجار والمجرور متعلق بعنيت الآتي، وجمع مضاف وضمير الغائب مضاف إليه من إضافة المصدر لمفعوله وجملة (عنيت) لا محل لها من الإعراب صلة الموصول، وجملة (قد كمل) من الفعل مع فاعله المستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى ما الواقعة مبتدأ في محل رفع خبر المبتدأ (نظما) حال من الهاء في (بجمعه) بتأويل المنظوم (على جل) جار ومجرور متعلق باشتمل وجل مضاف و(المهمات) مضاف إليه، وجملة (اشتمل) من الفعل وفاعله المستتر فيه في محل نصب نعت لقوله (نظما).

([2])(أحصى) فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر فيه (من الكافية) جار ومجرور متعلق بأحصى (الخلاصة) مفعول به لأحصى (كما) الكاف جارة، وما: مصدرية، وجملة (اقتضى) صلة ما (غنى) مفعول به لاقتضى (بلا خصاصة) جار ومجرور متعلق بغنى، أو بمحذوف صفة له.

([3])(فأحمد) الفاء للسببية، أحمد: فعل مضارع وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا (الله) منصوب على التعظيم (مصليا) حال من فاعل أحمد (على محمد) جار ومجرور متعلق بقوله مصليا (خير) نعت لمحمد، وخير مضاف و(نبي) مضاف إليه، وجملة (أسلا) من الفعل ونائب الفاعل المستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى نبي في محل جر نعت لنبي.

([4]) و(آله) معطوف على محمد (الغر) نعت للآل (الكرام، البررة) نعتان للآل أيضا و(صحبه) معطوف على آله (المنتخبين، الخيرة) نعتان للصحب.
والحمد لله رب العالمين أولا وآخرا
وصلاته وسلامه على سيدنا محمد وآله وصحبه


  #3  
قديم 1 محرم 1430هـ/28-12-2008م, 01:35 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي شرح ألفية ابن مالك للشيخ: علي بن محمد الأشموني


ولَمَّا يَسَّر اللهُ لَهُ إِكْمَالَ مَا وَعَدَ بِهِ فِي الخُطْبَةِ مِنْ قولِهِ (مَقَاصِدَ النحوِ بِهَا مَحْوِيَّة) أَخْبَرَ بِذَلكَ فقالَ:
999 - وَمَا بِجَمْعِهِ عُنِيتُ قَدْ كَمُلْ = نَظْمًا عَلَى جُلِّ المُهِمَّاتِ اشْتَمَلْ
يُقَالُ: "عُنِيَ بِكَذَا" أَيْ اهْتَمَّ بِهِ، ويَلْزَمُ بِنَاؤُهُ للمفعولِ، وبناؤُه للفاعلِ لُغَيَّةٌ، حَكَاهَا فِي اليَوَاقِيتِ، وَأَنْشَدَ عَلَيْهَا [مِنَ الرَّجَزِ]:
1262 - عانٍ بَأُخْرَاهَا طويلُ الشُّغْلِ = لَهُ جَفِيرَانِ وَأَيُّ نَبْلِ
ونظمًا: حالٌ مِنَ الهاءِ فِي بِجَمْعِهِ، أَو تَمْيِيزٌ محولٌ عَنِ الفاعلِ، واشْتَمَل: نَعْتٌ لنظمًا، وَعَلَى جُلِّ المُهِمَّاتِ: مُتَعَلِّقٌ باشْتَمَل، ثُمَّ وَصَفَ نَظْمًا بصفةٍ أُخْرَى فَقَالَ:
1000 - أَحْصَى مِنَ الكَافِيَةِ الخُلَاصَهْ = كَمَا اقْتَضَى غِنًى بِلَا خَصَاصَهْ
(أَحْصَى مِنَ الكَافِيَةِ الخُلَاصَهْ) أَيْ جَمَعَ هذَا النظمُ مِنْ منظومةِ المصنفِ المُسَمَّاةِ بالكَافِيَةِ الخَالِصَ الصافِي مِمَّا يُكَدِّرُهُ (كَمَا اقْتَضَى) أَيْ أَخَذَ (غِنًى بِلَا خَصَاصَهْ) تشوبُهُ والخَصَاصَةُ: ضِدُّ الغِنَى وهُو كِنَايَةٌ عَمَّا جُمِعَ مِنَ المَحَاسِنِ الظاهرةِ، ثُمَّ قَابَلَ بالشكرِ نِعْمَةَ الإِتْمَامِ وأَرْدَفَهُ بالصلاةِ عَلَى سَيِّدَنَا مُحَمَّدٍ سَيِّدِ الأَنَامِ، وعَلَى آلِهِ وأَصْحَابِهِ الكِرَامِ، لإِحْرَازِ أَجْرِ ذلكَ ويُمْنِهِ فِي البَدْءِ والخِتَامِ، فقالَ رحِمَهُ اللهُ، وجَمَعَنِي وإياهُ فِي دارِ السلامِ.
1001 - فَأَحْمَدُ اللهَ مُصَلِّيًا عَلَى = مُحَمَّدٍ خَيْرِ نَبِيٍّ أُرْسِلَا
1002 - وَآلِهِ الغُرِّ الكِرَامِ البَرَرَهْ = وصَحْبِهِ المُنْتَخَبِينَ الخِيَرَهْ
الحمدُ للهِ أولاً وآخرًا، باطِنًا وظَاهِرًا، وصَلَّى اللهُ عَلَى سَيِّدِنَا محمدٍ سيدِ المُرْسَلِينَ وعَلَى آلِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ وصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ صَلَاةً وسلامًا دَائِمَيْنِ مُتَلَازِمَيْنِ إِلَى يومِ الدِّينِ.

  #4  
قديم 1 محرم 1430هـ/28-12-2008م, 01:36 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي دليل السالك للشيخ: عبد الله بن صالح الفوزان


خاتِمَةُ الألفيَّةِ
1000- وَمَا بِجَمْعِهِ عُنِيتُ قَدْ كَمَلْ = نَظْماً عَلَى جُلِّ الْمُهِمَّاتِ اشْتَمَلْ
1001- أَحْصَى مِنَ الْكَافِيَةِ الْخُلاصَهْ = كَمَا اقْتَضَى غِنًى بِلا خَصَاصَهْ
1002- فَأَحْمَدُ اللَّهَ مُصَلِّياً عَلَى = مُحَمَّدٍ خَيْرِ نَبِيٍّ أُرْسِلا
1003- وَآلِهِ الْغُرِّ الْكِرَامِ الْبَرَرَهْ = وَصَحْبِهِ المُنْتَخَبِينَ الخِيَرَهْ
لَمَّا انْتَهَى المصنِّفُ رَحِمَهُ اللَّهُ مِنْ نَظْمِ ما يَتَعَلَّقُ بقَواعدِ النحوِ والصرْفِ، ويَسَّرَ اللَّهُ تعالى لهُ ما استعانَ اللَّهُ فيهِ، أخْبَرَ بانتهاءِ ما قَصَدَ جَمْعَهُ واشتمالَهُ على أَهَمِّ المسائلِ النحوِيَّةِ، فقالَ:
1- (وما بِجَمْعِهِ عُنِيتُ قدْ كَمَلْ): والفعلُ عُنِيَ مِن الأفعالِ الملازِمَةِ للبناءِ للمجهولِ، إذا كانَ معناهُ: اهْتَمَّ.
وقولُهُ: (قدْ كَمَل) الأفصَحُ فَتْحُ الميمِ ثمَّ الضَّمُّ، والكسْرُ أضْعَفُ اللغاتِ، ذَكَرَهُ في (الْمِصباحِ الْمُنيرِ). وقولُهُ: (نَظْماً) تمييزٌ مُحَوَّلٌ عن الفاعلِ؛ أيْ: كَمَلَ نَظْمُهُ، ويَصِحُّ أنْ يكونَ حالاً مِن الهاءِ في (بِجَمْعِهِ). وقولُهُ: (على جُلِّ الْمُهِمَّاتِ اشْتَمَلْ)، فيهِ إشارةٌ إلى ما تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ في الْخُطبةِ مِنْ قولِهِ: (مَقَاصِدُ النحوِ بها مَحْوِيَّهْ).
2- قولُهُ: (أَحْصَى مِن الكافيَةِ الْخُلاصَهْ)، هذهِ صِفةٌ أُخْرَى للنظْمِ بناءً على أنَّ ضميرَ (أَحْصَى) يعودُ على النظْمِ، وجَعَلَهُ السُّيوطيُّ يَعودُ على الناظِمِ على طريقِ الالتفاتِ مِن التَّكَلُّمِ إلى الغَيْبَةِ، و(أَحْصَى): فعْلٌ ماضٍ، بمعنى: جَمَعَ مُخْتَصِراً بكسْرِ الصادِ، و(الْخُلاصةَ): مَفعولُهُ، وخُلاصةُ الشيءِ: ما صَفَا منهُ وتَخَلَّصَ عن الشوائبِ.
والخلاصةُ والنَّقاوةُ يَرجعانِ إلى شيءٍ واحدٍ، والمعنى: أنَّ هذا النظْمَ جَمَعَ مِنْ كتابِهِ (الكافيَةُ الشافيَةُ) خُلاصَتَها، وتَرَكَ كثيراً مِن الأمثلةِ والِخلافِ، فجاءَت الألفيَّةُ نحوَ ثُلُثِ الكافيَةِ.
وقولُهُ: (كما اقْتَضَى غِنًى بلا خَصاصَهْ)، الكافُ فيهِ جَارَّةٌ، و(مَا): مَصدريَّةٌ، ومعنى (اقْتَضَى): أَخَذَ؛ أيْ: أَحْصَى هذا النظْمُ الخلاصةَ إحصاءً كاقتضائِهِ الغِنَى؛ أيْ: أَخْذِهِ القَدْرَ الْمُغْنِيَ مِن المسائلِ.
وجَعَلَ السُّيُوطيُّ الكافَ للتعليلِ، كما في قولِهِ تعالى: {وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ}، ورَجَّحَهُ ابنُ الحَاجِّ في حاشيتِهِ على شرْحِ المَكُودِيِّ: أيْ أنَّهُ أَحْصَى مِن الكافيَةِ الْخُلاصةَ؛ لكونِها اقْتَضَتْ وحازَتْ غِنَى كلِّ طالِبٍ، (بلا خَصَاصَةٍ)، وهوَ ضِدُّ الغِنَى، وهوَ كِنايَةٌ عَمَّا جَمَعَ مِن الْمَحَاسِنِ الظاهرةِ.
3- قولُهُ: (فأَحْمَدُ اللَّهَ... إلخ) الفاءُ للسببيَّةِ؛ أيْ: فبسببِ كمالِ هذا النظْمِ على الوجهِ المذكورِ أَحْمَدُ اللَّهَ، وقدْ تَقَدَّمَ الكلامُ في الْخُطبةِ على معنى (الحمدِ)، وعلى قولِهِ: (مُصَلِّياً)، وأنَّها حالٌ مُقَدَّرَةٌ. وقد اقْتَصَرَ الناظِمُ رَحِمَهُ اللَّهُ على الصلاةِ على النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ دُونَ السلامِ في مُقَدِّمَةِ الألفيَّةِ وفي خاتِمتِها، والمطلوبُ الجمْعُ بينَهما؛ لقولِهِ تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}.
وقدْ ذَكَرَ النوويُّ رَحِمَهُ اللَّهُ في كتابِهِ (الأذكارُ) أنَّهُ لا يُقْتَصَرُ على أحَدِهما، وكذا قالَ ابنُ كثيرٍ رَحِمَهُ اللَّهُ في تفسيرِ هذهِ الآيَةِ نَقْلاً عنهُ، وقدْ جَمَعَ بينَهما الناظِمُ رَحِمَهُ اللَّهُ في خاتِمَةِ (الكافيَةِ). وقولُهُ: (خَيْرِ نَبِيٍّ) بَدَلٌ مِنْ (مُحَمَّدٍ)، ولا يَصِحُّ نَعْتاً ولا عَطْفَ بيانٍ؛ لاختلافِهما تَعريفاً وتَنكيراً.
4- قولُهُ: (وآلِهِ الغُرِّ الكرامِ الْبَرَرَهْ)، آلِهِ: الأظهَرُ أنَّهُم أَتباعُهُ على دِينِهِ، ويَدخُلُ فيهم دُخُولاً أوَّلِيًّا أَتباعُهُ مِنْ قَرابتِهِ، وهوَ معطوفٌ على (مُحَمَّدٍ)، و(الغرِّ): جَمْعُ (أَغَرَّ)، وهوَ في الأَصْلِ الأبيضُ الْجَبْهَةِ مِن الخيلِ، وكأنَّهُ يُشيرُ بذلكَ إلى قولِهِ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ: ((إِنَّ أُمَّتِي يُدْعَوْنَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنْ أَثَرِ الْوُضُوءِ)).
و(الكِرامِ): جَمْعُ كريمٍ، و(البَرَرَةِ): جَمْعُ بارٍّ، (وصَحْبِهِ): جمْعُ صاحبٍ، مِثلُ: راكبٍ ورَكْبٍ.
وحُكِيَ عنْ سيبويهِ أنَّهُ اسْمُ جَمْعٍ لا مُفْرَدَ لهُ مِنْ لَفْظِهِ، و(المنْتَخَبِينَ): بفتْحِ الخاءِ الْمُعْجَمَةِ؛ أي: المُخْتَارِينَ، و(الْخِيَرَةُ): بكسْرِ الخاءِ وفتْحِ الياءِ، وَيَجوزُ تَسكينُها، مَصْدَرٌ أو اسمُ مَصْدَرٍ بمعنى الاختيارِ، وَصْفٌ بهِ مُبَالَغَةٌ، قالَ الْجَوهريُّ: والْخِيَرَةُ: الاسمُ مِنْ قَوْلِكَ: اختارَهُ اللَّهُ، يُقَالُ: مُحَمَّدٌ خِيَرَةُ اللَّهِ مِنْ خَلْقِهِ، وخِيرَةُ اللَّهِ أيضاً بالتسكينِ).
وإلى هنا تَمَّ ما أَرَدْنَا كتابتَهُ على أَلْفِيَّةِ ابنِ مالِكٍ رَحِمَهُ اللَّهُ، وأسأَلُ اللَّهَ تَعالى أنْ يَنْفَعَ بهِ كما نَفَعَ بأَصْلِهِ، وأنْ يَرْزُقَنَا السدادَ في القولِ والعملِ. وقدْ تَمَّ الفراغُ مِنْ مُراجعتِهِ عَصْرَ الجمعةِ الثامنَ عشرَ مِنْ شَهْرِ ذي الْحِجَّةِ خاتِمَةَ السنةِ العِشْرِينَ بعدَ الأربعِمائةِ والألْفِ.
والحمْدُ للَّهِ الذي بنِعْمَتِهِ تَتِمُّ الصالحاتُ، وصَلَّى اللَّهُ وسَلَّمَ على نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وآلِهِ وصَحْبِهِ.

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ألفية, خاتمة

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:40 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir