دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم القرآن الكريم > مكتبة التفسير وعلوم القرآن الكريم > التفسير اللغوي > تفسير غريب القرآن لابن قتيبة

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 24 شوال 1431هـ/2-10-2010م, 10:31 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي الكلام عن أسماء الله تعالى وصفاته العلى



بسم اللّه الرحمن الرحيم
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : (نفتتح كتابنا هذا بذكر أسمائه الحسنى، وصفاته العلا، فنخبر بتأويلهما واشتقاقهما، ونتبع ذلك ألفاظا كثر تردادها في الكتاب لم نر بعض السّور أولى بها من بعض، ثم نبتدئ في تفسير غريب القرآن، دون تأويل مشكله: إذ كنا قد أفردنا للمشكل كتابا جامعا كافيا، بحمد اللّه.
وغرضنا الذي امتثلناه في كتابنا هذا: أن نختصر ونكمل، وأن نوضّح ونجمل، وأن لا نستشهد على اللفظ المبتذل ، ولا نكثر الدّلالة على الحرف المستعمل، وأن لا نحشو كتابنا بالنحو وبالحديث والأسانيد. فإنّا لو فعلنا ذلك في نقل الحديث: لاحتجنا إلى أن نأتي بتفسير السلف - رحمة اللّه عليهم - بعينه، ولو أتينا بتلك الألفاظ كان كتابنا كسائر الكتب التي ألفها نقلة الحديث، ولو تكلّفنا بعد اقتصاص اختلافهم، وتبيين معانيهم، وفتق جملهم بألفاظنا، وموضع الاختيار من ذلك الاختلاف، وإقامة الدلائل عليه، والإخبار عن العلة فيه -: لأسهبنا في القول، وأطلنا الكتاب، وقطعنا منه طمع المتحفّظ وباعدناه من بغية المتأدّب، وتكلّفنا من نقل الحديث، ما قد وقيناه وكفيناه.
[تفسير غريب القرآن: 3]
وكتابنا هذا مستنبط من كتب المفسرين، وكتب أصحاب اللغة العالمين. لم نخرج فيه عن مذاهبهم، ولا تكلّفنا في شيء منه بآرائنا غير معانيهم، بعد اختيارنا في الحرف أولى الأقاويل في اللغة، وأشبهها بقصة الآية.
ونبذنا منكر التأويل، ومنحول التفسير. فقد نحل قوم ابن عباس، أنه قال في قول اللّه جل وعز: {إذا الشّمس كوّرت} [سورة التكوير آية: 1]
إنها غوّرت، من قول الناس بالفارسية: كوربكرد.
وقال آخر في قوله: {عيناً فيها تسمّى سلسبيلًا} [سورة الإنسان آية: 18]: أراد سلني سبيلا إليها يا محمد.
وقال الآخر في قوله: {ويلٌ للمطفّفين} [سورة المطففين آية: 1]: إن الويل: واد في جهنم.
وقال الآخر في قوله: {أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت} [سورة الغاشية آية: 17]: إن الإبل: السحاب.
[تفسير غريب القرآن: 4]
وقال الآخر في قوله: {ثمّ لتسئلنّ يومئذٍ عن النّعيم} [سورة التكاثر آية: 8]: إن النعيم: الماء الحار في الشتاء.
وقال الآخر في قوله: {خذوا زينتكم عند كلّ مسجدٍ} [سورة الأعراف آية: 31]: إن الزينة: المشط.
وقال آخر في قوله: {وأنّ المساجد للّه} [سورة الجن آية: 18]:
إنها الآراب التي يسجد عليها المرء، وهي جبهته ويداه، وركبتاه وقدماه.
وقال الآخر في قوله: {أن تضلّ إحداهما، فتذكّر إحداهما الأخرى} [سورة البقرة آية: 282]: أن تجعل كلّ واحدة منهما ذكرا، يريد: أنهما يقومان مقام رجل، فإحداهما تذكّر الأخرى.
مع أشباه لهذا كثيرة، لا ندري: أمن جهة المفسرين لها وقع الغلط؟
أو من جهة النقلة؟
وباللّه نستعين، وإيّاه نسأل التوفيق للصواب.
[تفسير غريب القرآن: 5]

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الكلام, عن

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:32 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir