دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأسيس في التفسير > صفحات الدراسة

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #20  
قديم 3 ذو القعدة 1436هـ/17-08-2015م, 11:28 AM
ليلى باقيس ليلى باقيس غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
المشاركات: 2,071
افتراضي إجابة أسئلة محاضرة: (البناء العلمي)

بسم الله الرحمن الرحيم




إجابة الأسئلة:
س1: بيّن أهميّة البناء العلمي في مسيرة طالب العلم ، ومثل لعناية العلماء به.
طالب العلم في طلبه للعلم يمرّ بثلاث مراحل تعليمية في أثناء دراسته، ولكلّ مرحلة منها أهميتها وسماتها التي تميّزه، فأوّل هذه المراحل مرحلة التأسيس وفيها يتعرّف الطالب على المسائل العلمية، وكيف يحسن دراستها، ويكفيه في هذه المرحلة دراسة مختصر يلمّ فيه بمسائل العلم الذي يدرسه.
ثم بعدها تأتي مرحلة البناء العلمي، وبعدها مرحلة العرض العلمي، ومرحلة البناء العلمي هي لب طلب العلم، ولب التحصيل العلمي للطالب، ومن أبرز سماتها: سرعة التحصيل العلمي والقدرة العالية على التصنيف، ومن كان كذلك كان مؤهّلًا بإذن الله لأن يسير سيرًا حسنًا في بنائه العلمي، فهذه المرحلة تعدّ أهم المراحل بعد مرحلة التأسيس، ومن أحسن مرحلة التأسيس العلمي بالتعرّف على المسائل ودراستها أحسن مرحلة البناء العلمي.
ومرحلة البناء العلمي تكون في الغالب في فترة الشباب، فهي السنوات الذهبية للطالب في بنائه العلمي، ومن فرّط في بنيانه العلمي في وقت نشاطه وصحته، صعُب عليه تعويض ذلك فيما بعد.
ومن أمثلة عناية العلماء بمرحلة البناء العلمي:
- الإمام أحمد صاحب المسند كان له أصل فيه سبعمائة ألف حديث، فلما أراد كتابة المسند استخرجه منه، ففي مسنده ثلاثون ألف حديث.
- الإمام إسحاق بن راهويه كان يقول: كأني أنظر إلى مئة ألف حديث في كتبي، وثلاثون ألف أسردها. أي أن له أصلًا يرجع إليه.
- الإمام الدارقطني صاحب كتاب العلل، كان إذا سئل عن حديث، قال: رواه فلان وفلان، ويحصر الأسانيد ويبيّن علّتها، وهذا لا يحصّله العالم من قراءات متفرّقة وإن كانت كثيرة، لا يحصّله إلا أن يكون لديه أصل جامع، جمع فيه الأحاديث والروايات ورتّبها ودرسها فيما بعد، فإذا سئل بعد ذلك أجاب بسهولة مراجعته لها.
- شيخ الإسلام ابن تيمية كان يسرد أقوال السلف في التفسير، وذُكر أنه قد وقف على 25 تفسيرًا مسندًا تروى بالإسناد، وأنه كتب نقول السلف مجرّدة عن الاستدلال على جميع القرآن، أي لخّص أقوال السلف في جميع القرآن من التفاسير المسندة، وجعلها أصل له.
وهذا أمر مهم لطالب العلم في التفسير، فالذي يكون لديه معرفة بأقوال السلف في جميع القرآن، هذا لديه كنز علمي عظيم، ثم بعدها إذا رزق مع ذلك حسن الفهم والمعرفة لمسائل العلم التفسيرية واللغوية ومسائل الحديث ... فإنه يكون بإذن الله قد اكتمل بنيانه العلمي.

س2: الأصول العلمية على أنواع اذكرها ، ومثّل لكل نوع بمثال.
النوع الأول: أن يتخذ الطالب أصلًا في العلم الذي يدرسه، يدمن دراسته والنظر في مسائله.
فمثلًا في الفقه يختار كتاب في الفقه وفي العقيدة يختار كتاب ... وهكذا، فيختار من الكتب الجامعة التي تمتاز بكثرة المسائل وحسن التحرير، ويدمن قراءته حتى يكاد يحفظه ويزيد عليه الأمثلة والتوضيحات.
وهذه الطريقة سلكها جماعة من العلماء: كابن فرحون، ومن المعاصرين: ابن عثيمين، كان صاحب قراءة حسنة، كثير المراجعة، ويحفظ بعض الكتب كالزاد.
النوع الثاني: أن ينشئ الطالب له أصلًا، وهذا الأصل له أنواع:
- أن يبني أصله من كتب عالم من العلماء واسع المعرفة وحسن الفهم، فيقبل على كتبه، ويلخّص مسائله، حتى يكون لديه أصل علمي من كتب ذلك الإمام، وتكون لديه معرفة حسنة بأقواله في المسائل، ومنهجيته في الاستدلال، وهذا مثل ما فعله ثعلب بكتب الفراء، وكفعل السعدي بكتب ابن تيمية وابن القيم.
- أن يبني أصله من عدة كتب، يجمع مسائلها، ويحررها.
وينتبه أن هذه الطريقة لا تؤتي ثمارها حتى يصبر عليها الطالب مدة طويلة من الزمن وهو يلخّص، ويحرر، ويقرأ، ويستمر على ذلك، حتى يستظهر مسائل ذلك الأصل.
ويمثّل لهذا: بفعل السبكي في كتابه (جمع الجوامع) حيث بناه بالرجوع إلى مئة كتاب في أصول الفقه، وابن تيمية لخّص تفسيره من أقوال السلف.
النوع الثالث: التأليف.
كالسيوطي ألف كتابه التحبير وعمره 23 سنة، جمع في كتابه مسائل كثيرة في علوم القرآن من كتب متفرقة، حتى صار الكتاب أصلا له، ثم لما تقدم في العلم ألف كتابه الإتقان.


س3: ما هي مراحل بناء الأصل العلمي؟
الأول: دراسة مختصر في هذا العلم، والغرض من دراسة المختصر أمران:
- أن يعرف كيف يدرس المسائل العلمية في ذلك العلم.
- أن يكون على إلمام على وجه الإجمال بمسائل ذلك العلم.
الثاني: الزيادة على هذا المختصر بدراسة كتاب أوسع منه قليلا، ويستفيد من ذلك فائدتين:
- مراجعة الأصل الذي درسه وضبطه بطريقة أخرى.
- زيادة تفسير لها، وبيان للمسائل التي سبق له دراستها.
الثالث: تكميل جوانب التأسيس؛ أي أنه يحتاج لدراسة بعض العلوم ليكمّل بعض جوانب التأسيس لديه.
الرابع: قراءة كتاب جامع، أو اتخاذ أصل مرجعي والزيادة عليه.
الخامس: القراءة المبوّبة؛ أي أنه يجد في باب من أبواب العلم مؤلّف طيّب، فيقرأه قراءة حسنة ويلخّصه ويستفيد منه بإضافة مسائله إلى أصله العلمي ... وهكذا.
السادس: مرحلة المراجعة المستمرة والتصنيف للمسائل، فعلى الطالب مراجعة أصله وفهرسته ليسهل عليه الوصول إلى المسائل التي يريد.

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الطالبة, صفحة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:06 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir