دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 6 شعبان 1436هـ/24-05-2015م, 02:12 AM
الشيماء وهبه الشيماء وهبه غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Dec 2012
المشاركات: 1,465
Lightbulb تلخيص مقاصد كتاب المرشد الوجيز من إعداد طالبات المجموعة الثانية

تلخيص مقاصد كتاب "المرشد الوجيز"


● المقصد الكلي للكتاب

بيان كيفية نزول القرآن وكيفية جمعه وذكر حفاظه في زمن النبوة وبيان كيفية تلاوته حين أنزل والمراد بالأحرف السبعة وحكم القراءة بها والفرق بينها وبين القراءات السبع وبيان القراءة الصحيحة المعتبرة وبيان ما يجب على حامل القرآن العمل به وما يجب عليه الحذر منه وعاقبة من أخذ القرآن بحقه .

المقصد الكلي للباب الأول
بيان كيفية نزول الوحي وتلاوته وذكر حفاظه في ذلك الأوان.

● المقاصد الفرعية

أ: بيان وقت نزول القرآن
أنزل القرآن في ليلة القدر في شهر رمضان
الرد على شبهة نزول القرآن في شهر شعبان

ب: بيان
كيفية نزول القرآن والحكمة من ذلك
الأقوال في المقصود بالإنزال الخاص المضاف إلى ليلة القدر
الأدلة على نزول القرآن جملة واحدة
أنزل القرآن منجمًا إلى الأرض
الحكمة من نزول القرآن بتلك الكيفية

ج : حفظ الله تعالى للقرآن
حفظه في صدر النبي صلى الله عليه وسلم
حفظ القرآن بكتابته
حفظ القرآن في صدور الصحابة رضى الله عنهم

د : مناسبة بعض الآيات والسور

ه : أنواع النسخ في القرآن



المقصد الكلي للباب الثاني
بيان لكيفية جمع القرآن والفرق بين جمع أبو بكر وعثمان

المقاصد الفرعية

أ: بيان كيفية جمع أبو بكر رضى الله عنه للقرآن

سبب جمع أبو بكر للقرآن
المكلف بجمع القرآن من أبو بكر
كيفية جمع أبو بكر للقرآن
آخر ما دون في مصحف أبو بكر
تأييد الصحابة لفعل أبو بكر رضى الله عنهم أجمعين

ب : بيان كيفية جمع عثمان رضى الله عنه للقرآن

سبب جمع عثمان بن عفان للقرآن
المكلفين بجمع القرآن من عثمان بن عفان
كيفية جمع عثمان للقرآن
آخر ما دون في مصحف عثمان
تأييد الصحابة لفعل عثمان رضى الله عنهم أجمعين

ج- الفرق بين جمع أبو بكر وجمع عثمان رضى الله عنهم


● المقصد الكلي للباب الثالث
نزول القران بالاحرف السبعة والمراد بها والترخيص بها وحكم القراءة بها

المقاصد الفرعية

نزول القران على سبعة أحرف
الترخيص بالاحرف السبع
إختلاف الصحابة في القراءة
سبب الترخيص بالاحرف السبع
المراد بالاحرف السبعة
شروط القراءة الصحيحة
حكم القراءة بالاحرف السبع



المقصد الكلي للباب الرابع
بيان أن القراءات السبع المشهور ليست هي الأحرف السبعة وبيان متى ظهرت وكيف تكونت واشتهرت

المقاصد الفرعية

أ- بيان غلط من ظن أن القراءات السبع هي الأحرف السبعة.
معنى الأحرف السبعة
معنى القراءات السبع
ما يترتب على هذا الظن
القراءات السبع هي جزء من الأحرف السبعة.


ب - سبب اختلاف هؤلاء الأئمة بعد رسم المصحف وحكم هذا الاختلاف.

ج- القراء السبعة الذي اشتهروا.

من هم القراء السبعة الذي اشتهروا؟
أول من اقتصر على هؤلاء القراء.
وسبب اختيارهم دون غيرهم.
وسبب حصرهم بسبعة
وسبب كونهم من هذه الأمصار الخمسة دون غيرها.
الأصل الذي بني عليه في ثبوت قراءتهم.
سبب شهرتهم هؤلاء القراء دون غيرهم.

د- جميع ما اشتهر من القراءات منزل من عند الله وهو مما وقف النبي صلى الله عليه وسلم على صحته.
لم تترك القراءة برواية غير هؤلاء القراء
جميع ما اشتهر من القراءات منزل من عندالله.



المقصد الكلي للباب الخامس :
الفصل بين القراءة الصحيحة القوية والشاذة الضعيفة المروية

المقاصد الفرعية :

أ:اختلاف الناس في القراءات، كما اختلفوا في الأحكام
تفاضل حملة القرآن في حمل القرآن ونقل حروفه
الآثار التي رويت في الأحكام
الآثار التي رويت في حروف القرآن

ب: أنواع القراءات وشروط القراءة الصحيحة
معنى القراءة
شروط القراءة الصحيحة
بيان أنالقراءة التي عرضت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في العام الذي قبض فيه، هي التي يقرؤها الناس اليوم
اتفاق الأمة على ماجاء بالعرضة الأخيرة وكتابة المصحف أنهى الاختلاف في القراءة


ج: القراءات الصحيحة المعتبرة المجمع عليها

القراءات منقسمة إلى المجمع عليه والشاذ
القراءات المجمع عليها
القراءة الشاذة
معنى الشاذ لغة
حكم القراءة بالشاذ
طرق نقل الشاذ
حكم من قرأ بصلاته بقراءة ابن مسعود أو غيره من الصحابة مما يخالف المصحف
حكم من قرأ بالقراءة الشاذة في صلاة أو غيرها
حكم من بدل كلمة بمعناها
حكم من قرأ كل آية بقراءة قارئ


المقصد الكلي للباب السادس
في الإقبال على ما ينفع من علوم القرآن والعمل بها وترك التعمق في تلاوة ألفاظه والغلو بسببها

المقاصد الفرعية

أصناف قراء القرآن.
الأمور الواجبة على حامل القرآن الكريم
الترتيل
تفسير المعاني
الاتعاظ والتأثر والانزجار والائتمار.


المساويء التي تؤخذ على حامل القرآن الكريم .
أخلاق حامل القرآن
عاقبة من أخذ الفرآن بحقه




رد مع اقتباس
  #2  
قديم 6 شعبان 1436هـ/24-05-2015م, 06:42 AM
الشيماء وهبه الشيماء وهبه غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Dec 2012
المشاركات: 1,465
افتراضي

المقصد الكلي للباب الأول
بيان كيفية نزول الوحي وتلاوته وذكر حفاظه في ذلك الأوان.

● المقاصد الفرعية

أ: بيان وقت نزول القرآن
أنزل القرآن في ليلة القدر في شهر رمضان
الرد على شبهة نزول القرآن في شهر شعبان

ب: بيان
كيفية نزول القرآن والحكمة من ذلك
الأقوال في المقصود بالإنزال الخاص المضاف إلى ليلة القدر
الأدلة على نزول القرآن جملة واحدة
أنزل القرآن منجمًا إلى الأرض
الحكمة من نزول القرآن بتلك الكيفية

ج : حفظ الله تعالى للقرآن
حفظه في صدر النبي صلى الله عليه وسلم
حفظ القرآن بكتابته
حفظ القرآن في صدور الصحابة رضى الله عنهم

د :
مناسبة بعض الآيات والسور
أول ما نزل من القرآن
آخر ما نزل من القرآن
نزل يوم عرفة

ه: أنواع النسخ في القرآن



" تلخيص المقاصد "

المقصد الكلي للباب الأول
بيان كيفية نزول الوحي وتلاوته وذكر حفاظه في ذلك الأوان.

● المقاصد الفرعية

أ: بيان وقت نزول القرآن

أنزل القرآن في ليلة القدر في شهر رمضان
قال الله تعالى{إنا أنزلناه في ليلة مباركة}وقال تعالى {إنا أنزلناه في ليلة القدر} وقال تعالى : {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن} فبالجمع بين الآيات الثلاثة تبين نزول القرآن في ليلة القدر في شهر رمضان ويؤيد ذلك قول ابن عباس رضي الله عنهما: إنه أنزل في رمضان وفي ليلة القدر وفي ليلة مباركة جملة واحدة )أخرجه الحافظ أبو بكر البيهقي في "كتاب الأسماء والصفات

الرد على شبهة نزول القرآن في شهر شعبان
قيل في ذلك :

الليلة المباركة هي ليلة النصف من شعبان، وأن قوله تعالى: {أنزل فيه القرآن}معناه: أنزل في شأنه وفضل صيامه وبيان أحكامه، وأن ليلة القدر توجد في جميع السنة لا تختص بشهر رمضان، بل هي منتقلة في الشهور على ممر السنين،واتفق أن وافقت زمن إنزال القرآن ليلة النصف من شعبان
وهذا القول باطل من عدة وجوه :
1- قد وردت الأحاديث الصحيحة في بيان ليلة القدر وصفاتها وأحكامها وأنها توجد في شهر رمضان خاصة وقد أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بالتماسها في العشر الأخير منه وهذا ثابت بالسنة .
2- أنه لا يوجد ليلة هي أبرك من ليلة القدر التى فيها العبادة خير من ألف شهر وقد أرشد إلى ذلك قوله تعالى:{فيها يفرق كل أمر حكيم}فهو موافق لمعنى تسميتها بليلة القدر؛ لأن معناه التقدير .
3- وقد ورد الخبر عن ابن عباس -رضي الله عنهما-، وهو ابن عم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المشهود له بأنه حبر الأمة وترجمان القرآن في جوابه عن سؤال عطية بن الأسود ( إنه قد وقع في قلبيالشك في قول الله عز وجل: {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن}، وقوله تعالى: {إنا أنزلناه في ليلة القدر}، وقوله سبحانه: {إنا أنزلناه في ليلة مباركة}، وقد أنزل في شوال وذي القعدة وذي الحجة... يعني وغير ذلك من الأشهر.

ب: بيان كيفية نزول القرآن والحكمة من ذلك

الأقوال في المقصود بالإنزال الخاص المضاف إلى ليلة القدر

الأول :أنه ابتدئ إنزاله فيها.
وهو قول الشعبي يقصد بذلك إنزاله على النبي صلى الله عليه وسلم وهو متحنث بغار حراء في شهر رمضان
الثاني:أنه أنزل في عشرين ليلة من عشرين سنة
في "كتاب المنهاج" لأبي عبد الله الحليمي قال: كان ينزل من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا في كل ليلة، قدر ما ينزل على النبي -صلى الله عليه وسلم- إلىالليلة التي تليها، فينزل جبريل عليه السلام ذلك نجوما بأمر الله تعالى فيما بين الليلتين من السنة إلى أن ينزل القرآن كله من اللوح المحفوظ في عشرين ليلة من عشرين سنة.
الثالث : أنه أنزل جملة واحدة
وقد حاول أبو الحسن الماوردي في تفسير قوله تعالى: {إنا أنزلناه في ليلة القدر} الجمع بين القولين الثاني والثالث قال: نزل القرآن في رمضان وفي ليلة القدر وفي ليلة مباركة جملة واحدة من عندالله تعالى من اللوح المحفوظ إلى السفرة الكرام الكاتبين في السماء الدنيا،فنجمته السفرة على جبريل عليه السلام عشرين ليلة، ونجمه جبريل على النبيصلى الله عليه وسلم عشرين سنة، فكان ينزل على مواقع النجوم أرسالا في الشهور والأيام.
الرابع : أنه نزل عرضه وإحكامه في رمضان
عن داود بن أبي هند قال: قلت للشعبي: قوله تعالى: {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن}،أما نزل عليه القرآن في سائر السنة إلا في شهر رمضان؟ قال: بلى، ولكن جبريل كان يعارض محمدا عليهما السلام بما ينزل عليه في سائر السنة في شهر رمضان. قاله أبو عبيد
زاد الثعلبي في تفسيره: فيحكم الله ما يشاء ويثبت ما يشاء ويمحو ما يشاء وينسيه ما يشاء.
وزاد غير الثعلبي: فلما كان في العام الذي قبض فيه عرضه عرضتين، فاستقر ما نسخ منه وبدل.
والراجح : أنه أنزل جملة واحدة في ليلة واحدة من ليالي القدر ثم نزل مفرقًا بعد ذلك على الرسول صلى الله عليه وسلم

الأدلة على نزول القرآن جملة واحدة

- جواب ابن عباس عن سؤال عطية ابن الأسود (إنه أنزل في رمضان وفي ليلة القدر وفي ليلة مباركة جملة واحدة. ذكره البيهقي في كتاب الأسماء والصفات

- حديث يزيد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: أنزل القرآن جملة واحدة إلى سماء الدنيا في ليلة القدر .


- عن سعيد بن جبير عن ابن عباس -رضي الله عنهما- في قوله تعالى: {إنا أنزلناه في ليلة القدر}،قال: أنزل القرآن جملة واحدة في ليلة القدر إلى سماء الدنيا . أسند الحاكم أبو عبد الله في كتابه "المستدرك

- وفي الكتاب "المستدرك" أيضا عن الأعمش عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: فصل القرآن من الذكر فوضع في بيت العزة في السماء الدنيا فجعل جبريل عليه السلام ينزله على النبي -صلى الله عليه وسلم- ويرتله ترتيلا

ويجوز أن يكون قوله: {أنزل فيه القرآن}إشارة إلى كل ما سبق من الأقوال ذلك أنه أنزل جملة إلى السماء الدنيا ثم كان أول نزوله إلى الأرض في ليلة القدر بشهر رمضان ثم عرضه وإحكامه في شهر رمضان في كل عام على مدار دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم ، فقويت ملابسة شهر رمضان للقرآن، إنزالا جملة وتفصيلا وعرضا وإحكاما، فلم يكن شيء من الأزمان تحقق له من الظرفية للقرآن ما تحقق لشهر رمضان، فلمجموع هذه المعاني قيل: {أنزل فيه القرآن}.
إشكال وجوابه :
قوله تعالى: {إنا أنزلناه في ليلة القدر}من جملة القرآن الذي نزل جملة، أم لا؟ فإن لم يكن منه فما نزل جملة، وإن كان منه فما وجه صحة هذه العبارة؟
قي ذلك وجهان:
أحدهما أن يكون معنى الكلام: إنا حكمنا بإنزاله في ليلة القدر، وقضينا به، وقدرناه في الأزل، وأردناه، وشئناه، وما أشبه ذلك.
والثاني أن لفظه لفظ الماضي، ومعناه الاستقبال، وله نظائر في القرآن وغيره، أي ننزله جملة في ليلة مباركة، هي ليلة القدر،
واختير لفظ الماضي لأمرين:
أحدهما تحققه وكونه أمرا لا بد منه.
والثاني أنه حال اتصاله بالمنزل عليه، يكون الماضي في معناه محققا؛ لأن نزوله منجما كان بعد نزوله جملة واحدة، وكل ذلك حسن واضح .

أنزل القرآن منجمًا إلى الأرض

- جواب ابن عباس عن سؤال عطية ابن الأسود (إنه أنزل في رمضان وفي ليلة القدر وفي ليلة مباركة جملة واحدة ثم أنزل بعد ذلك على مواقع النجوم رسلاً في الشهور والأيام) وقوله على مواقع النجوم، أي على مثل مواقع النجوم، ومواقعها مساقطها، يريد أنزل مفرقا يتلو بعضه بعضا على تؤدة ورفق . ذكره البيهقي في كتاب الأسماء والصفات

- حديث يزيد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: أنزل القرآن جملة واحدة إلى سماء الدنيا في ليلة القدر، ثم نزل بعدذلك في عشرين سنة ،وقرأ: {وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا}. أخرجه الحاكم أبو عبد الله في "كتاب المستدرك على الصحيحين"
وقيل: فرقناه أي جعلناه آية آية وسورة سورة، وقيل: فصلناه أحكاما وقيل: "فرقناه" بالتشديد أي أنزلناه مفرقا .

- عن سعيد بن جبير عن ابن عباس -رضي الله عنهما- في قوله تعالى: {إنا أنزلناه في ليلة القدر}،قال: أنزل القرآن جملة واحدة في ليلة القدر إلى سماء الدنيا وكان بمواقع النجوم، وكان الله عز وجل ينزل على رسوله صلى الله عليه وسلم بعضه في إثربعض، قال الله تعالى: {وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا { أسند الحاكم أبو عبد الله في كتابه "المستدرك

- في الكتاب "المستدرك" أيضا عن الأعمش عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: فصل القرآن من الذكر فوضع في بيت العزة في السماء الدنيا فجعل جبريل عليه السلام ينزله على النبي -صلى الله عليه وسلم- ويرتله ترتيلا

الحكمة من نزول القرآن بتلك الكيفية

- الحكمة من إنزاله جملة إلى السماء الدنيا
تفخيملأمره وأمر من أنزل عليه، وذلك بإعلام سكان السماوات السبع أن هذا آخرالكتب، المنزل على خاتم الرسل لأشرف الأمم، قد قربناه إليهم لننزله عليهم .
تكريمبني آدم، وتعظيم شأنهم عند الملائكة، وتعريفهم عناية الله عز وجل بهمورحمته لهم، ولهذا المعنى أمر سبعين ألفا من الملائكة لما أنزل سورةالأنعام أن تزفها، وزاد سبحانه في هذا المعنى بأن أمر جبريل عليه السلامبإملائه على السفرة الكرام البررة عليهم السلام وإنساخهم إياه وتلاوتهم له . ذكره أبو الحسن في جمال القراء

الحكمة من نزوله مفرقًا على الرسول صلى الله عليه وسلم
قال الله تعالى {وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة * كذلك لنثبت به فؤادك}أي لنقوي به قلبك، فإن الوحي إذا كان يتجدد في كل حادثة كان أقوى للقلبوأشد عناية بالمرسل إليه
- أن كثرة نزول الملك على الرسول صلى الله عليه وسلم وتجديد العهدبه وبما معه من الرسالة الواردة من ذلك الجناب العزيز يحدث له من السرورما تقصر عنه العبارة، ولهذا كان أجود ما يكون في رمضان لكثرة نزول جبريل عليه السلام عليه.
وقيل: معنى{لنثبت به فؤادك}،أي لتحفظه فيكون فؤادك ثابتا به غير مضطرب، وكان النبي -صلى الله عليهوسلم- أميا لا يكتب ولا يقرأ، ففرق عليه القرآن ليتيسر عليه حفظه، ولو نزلجملة لتعذر عليه حفظه في وقت واحد على ما أجرى الله تعالى به عوائد خلقه،والتوراة نزلت على موسى عليه السلام مكتوبة وكان كاتبا قارئا، وكذا كانغيره، والله أعلم.
فإن قيل: كان في القدرة إذا أنزله جملة أن يسهل عليه حفظه دفعة واحدة.
فيكون الجواب أن ما كل ممكن في القدرة بلازم وقوعه،فقد كان في قدرته تعالى أن يعلمه الكتابة والقراءة في لحظة واحدة، وأنيلهمهم الإيمان به، ولكنه لم يفعل، ولا معترض عليه في حكم. {ولو شاء الله لجمعهم على الهدى}، {ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد}.
- أن في القرآن ما هو جواب عن أمور سؤل الرسول صلى الله عليه وسلمعنها، فهو سبب من أسباب تفريق النزول.
- أن بعضه منسوخ وبعضه ناسخ وذلك لحكم عظيمة ولايتأتى ذلك إلا فيما أنزل مفرقا.

ج :
حفظ الله تعالى للقرآن

حفظه في صدر النبي صلى الله عليه وسلم

- كان النبي صلى الله عليه وسلم أمي لا يعرف القراءة والكتابة فلما كان جبريل ينزل عليه بالوحي كان يحرك لسانه ويتعجل بتلاوته خشية نسيانه فوعد الله تعالى نبيه بحفظ القرآن في صدره أنزل الله عز وجل: {لا تحرك به لسانك لتعجل به * إن علينا جمعه وقرآنه *فإذا قرأناه فاتبع قرآنه}أي: فاستمع وأنصت، ثم إن علينا أن تقرأه، فكان رسول الله صلى اللهعليه وسلم إذا أتاه جبريل عليه السلام استمع، فإذا انطلق جبريل قرأه النبي -صلى الله عليه وسلم- كما أقرأه.
- ثم كان جبريل يعرض القرآن على النبي -صلى الله عليه وسلم- كل عام مرة في شهر رمضان، فلما كان العام الذي توفي فيه عرض عليه القرآن مرتين عن عائشة -رضي الله عنها-، عن فاطمة -رضي الله عنها-: أسر إلى النبي صلى الله عليه وسلم: (أن جبريل كان يعارضني بالقرآن في كل سنة، وأنه عارضني العام مرتين، ولا أراه إلا حضر أجلي).
وفيه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ((كان يعرض على النبي -صلى الله عليه وسلم- القرآن كل عام مرة، فعرض عليه مرتين في العام الذي قبض فيه، وكان يعتكف كل عام عشرا، فاعتكف عشرين في العام الذي قبض)).

حفظ القرآن بكتابته

كان النبي -صلى الله عليه وسلم- كلما نزل من القرآن شيء أمر بكتابته فكتب في الرقاع واللخاف والعسب
في جامع الترمذي وغيره، عن ابن عباس، عن عثمان -رضي الله عنهم- قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مما يأتي عليه الزمان وهو تنزل عليه السور ذوات العدد، فكان إذا نزل عليه الشيء منه دعا بعض من كان يكتب فيقول: ((ضعوا هذه الآيات في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا))، وإذا نزلت عليه الآية يقول: ((ضعوا هذه الآية في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا .
وفي سنن أبي داود عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- لا يعرف فصل السورة حتى تنزل عليه "بسم الله الرحمن الرحيم".

وفي البخاري عن البراء بن عازب قال: لما نزلت{لا يستوي القاعدون من المؤمنين ... والمجاهدون في سبيل الله}،قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((ادع لي زيدا، وليجئ باللوح والدواة والكتف)) -أو الكتف والدواة- ثم قال: ((اكتب: {لا يستوي القاعدون ...} )).
وخلف ظهر النبي -صلى الله عليه وسلم- عمرو بن أم مكتوم الأعمى فقال: يا رسول الله فما تأمرني، فإني رجل ضرير البصر؟ فنزلت مكانها{غير أولي الضرر}.

حفظ القرآن في صدور الصحابة رضى الله عنهم

تعددت الروايات عمن جمع القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم من الصحابة فقيل
عن مسروق قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((خذوا القرآن من أربعة؛ من عبد الله بن مسعود، وسالم، ومعاذ بن جبل، وأبي بن كعب)).
وعن قتادة قال: (سألت أنس بن مالك: من جمع القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: أربعة، كلهم من الأنصار: أبي بن كعب ومعاذ بن جبل وزيد بن ثابت وأبو زيد.
وفي رواية: مات النبي صلى الله عليه وسلم ولم يجمع القرآن غير أربعة: أبو الدرداء ومعاذ بن جبل وزيد بن ثابت وأبو زيد، قال: ونحن ورثناه)، وفي رواية: أحد عمومتي.

-
قال الحافظ البيهقي في "كتاب المدخل": الرواية الأولى أصح، ثم أسند عن ابن سيرين قال: جمع القرآن على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أربعة، لا يختلف فيهم: معاذ بن جبل وأبي بن كعب وزيد وأبو زيد، واختلفوا في رجلين من ثلاثة، قالوا: عثمان وأبو الدرداء،وقالوا: عثمان وتميم الداري، رضي الله عنهم.

والصحيح في ذلك :
ما ذكره القاضي أبو بكر محمد بن الطيب رحمه الله في "كتاب الانتصار" عن حملة القرآن في حياة رسول الله -صلى الله عليه وسلم
أنهم كانوا أضعاف هذه العدة المذكورة وقد ذكر الأدلة على ذلك ومنها :
- كثرة القراء المقتولين يوم مسيلمة باليمامة وذلك في أول خلافة أبي بكر رضي الله عنه
- ما في الصحيح من قتل سبعين من الأنصار يوم بئر معونة كانوا يسمون القراء.
- حديث عبد الله بن عمرو بن العاص: قال جمعت القرآن فقرأته كله في ليلة، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اقرأه في شهر))، الحديث.
وعبد الله بن عمرو غير مذكور في هذه الآثار المتقدمة فيمن جمع القرآن، فدل على أنها ليست للحصر، وما كان من ألفاظها للحصر فله تأويل، وليس محمولا على ظاهره.
وقد ذكر القاضي وغيره له عدة تأويلات :
منها أنه لم يجمعه على جميع الوجوه والأحرف والقراءات التي نزل بها، وأخبر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنها كلها شاف كاف، إلا أولئك النفر فقط.
ومنها أنه لم يجمع ما نسخ منه وأزيل رسمه بعد تلاوته مع ما ثبت رسمه وبقي فرض حفظه وتلاوته، إلا تلك الجماعة.
ومنها أنه لم يجمع جميع القرآن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ويأخذه من فيه تلقيا،غير تلك الجماعة، فإن أكثرهم أخذوا بعضه عنه، وبعضه عن غيره.
ومنها أنه لم يجمعه على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ممن ظهر به وأبدى ذلك من أمره وانتصب لتلقينه، غير تلك الجماعة مع جواز أن يكون فيهم حفاظ لا يعرفهم الراوي إذا لم يظهر ذلك منهم.
ومنها أنه لم يجمعه عنده شيئا بعد شيء كلما نزل حتى تكامل نزوله، إلا هؤلاء، أي أنهم كتبوه وغيرهم حفظه وما كتبه، أو كتب بعضا.
ومنها أنه لميذكر أحد عن نفسه أنه أكمله في حياة النبي -صلى الله عليه وسلم-، سوى هؤلاءالأربعة؛ لأن من أكمله سواهم كان يتوقع نزول القرآن ما دام النبي -صلى الله عليه وسلم- حيا، فقد لا يستجيز النطق بأنه أكمله، واستجازه هؤلاء،ومرادهم أنهم أكملوا الحاصل منه.
وقد سمى الإمام أبو عبيد أهل القرآن من الصحابة في أول "كتاب القراءات" فذكر من المهاجرينأبا بكر وعمر وعثمان وعليا وطلحة وسعدا وابن مسعود وسالما مولى أبي حذيفةوحذيفة بن اليمان وعبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر وعبد الله بن عمرو وعمرو بن العاص وأبا هريرة ومعاوية بن أبي سفيان وعبد الله بن الزبير وعبدالله بن السائب، قارئ مكة.
ومن الأنصار أبي بن كعب ومعاذ بن جبل وأبا الدرداء وزيد بن ثابت ومجمع بن جارية وأنس بن مالك.
ومن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم عائشة وحفصة وأم سلمة.
قال: وبعض ما ذكرنا أكثر في القراءة وأعلى من بعض، وإنما خصصنا بالتسمية كل من وصف بالقراءة، وحكي عنه منها شيء.

د : مناسبة بعض الآيات والسور

- أول ما نزل من القرآن
سورة: {اقرأ باسم ربك الذي خلق}، نزل ذلك عليه بحراء عند ابتداء نبوته ثم نزل{يا أيها المدثر}ثم صار ينزل منه شيء فشيء بحسب الوقائع والنوازل مكيا، ومدنيا حضرا وسفرا.

- آخر ما نزل من القرآن
آيات: {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله}الآية،
وقيل: {يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة}إلى آخرها
وقيل: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم}إلى آخر الآيتين
وقيل آيات الربا عن ابن شهاب قال: آخر القرآن عهدا بالعرش آية الربا وآية الدين ، يعنى من آيات الأحكام ، وهو الموافق للقول الأول؛ لأن{واتقوا يوما}هي آخرهن لحديث أبو عبيد عن ابن عباس: آخر آية أنزلت من القرآن: {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله}، قال: زعموا أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مكث بعدها تسع ليال، وبدئ به يوم السبت ومات يوم الاثنين.

- نزل يوم عرفة
نزل يوم عرفة في حجة الوداع: {اليوم أكملت لكم دينكم} الآية.

ه : أنواع النسخ في القرآن

الأول :ما نسخت تلاوته وبقي حكمه

الثاني : ما نسخت تلاوته وحكمه، وذلك كآيتي الرجم والرضاع.
ففي صحيح البخاري عن عمر رضي الله عنه قال: ((إن الله بعث محمدا صلى الله عليه وسلم بالحق، وأنزل عليه الكتاب، فكان مما أنزل عليه آية الرجم فقرأتها وعقلتها ووعيتها)).
وفي صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها: ((كان مما أنزل من القرآن: عشر رضعات معلومات يحرمن)). ثم نسخن بـ"خمس معلومات يحرمن"، فتوفي النبي صلى الله عليه وسلم وهن مما يقرأ من القرآن.
قال الحافظ البيهقي: فالعشر مما نسخ رسمه وحكمه، والخمس مما نسخ رسمه بدليل أن الصحابة حين جمعوا القرآن لم يثبتوها رسما، وحكمها باق عندنا.
قال: وقولها "... وهن مما يقرأ من القرآن"، يعني عند من لم يبلغه نسخ تلاوته قرآنا.
الثالث : ما نسخ حكمه وبقيت تلاوته كآية عدة الوفاة حولا نسخت بالآية التي قبلها التي ذكر فيها: {أربعة أشهر وعشرا}. في صحيح البخاري عن عبد الله بن الزبير قال: قلت لعثمان بن عفان رضي الله عنه الآية التي في البقرة: {والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا وصية لأزواجهم متاعا إلى الحول غير إخراج}، لم تكتبها وقد نسختها الآية الأخرى؟ قال: يا ابن أخي، لا أغير شيئا عن مكانه.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 6 شعبان 1436هـ/24-05-2015م, 06:49 AM
الشيماء وهبه الشيماء وهبه غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Dec 2012
المشاركات: 1,465
افتراضي

المقصد الكلي للباب الثاني
بيان لكيفية جمع القرآن والفرق بين جمع أبو بكر وعثمان


المقاصد الفرعية

أ: بيان كيفية جمع أبو بكر رضى الله عنه للقرآن

سبب جمع أبو بكر للقرآن
المكلف بجمع القرآن من أبو بكر
كيفية جمع أبو بكر للقرآن
آخر ما دون في مصحف أبو بكر
تأييد الصحابة لفعل أبو بكر رضى الله عنهم أجمعين

ب : بيان كيفية جمع عثمان رضى الله عنه للقرآن

سبب جمع عثمان بن عفان للقرآن
المكلفين بجمع القرآن من عثمان بن عفان
كيفية جمع عثمان للقرآن
آخر ما دون في مصحف عثمان
تأييد الصحابة لفعل عثمان رضى الله عنهم أجمعين

ج- الفرق بين جمع أبو بكر وجمع عثمان رضى الله عنهم

تلخيص المقاصد الفرعية للباب

أ: بيان كيفية جمع أبو بكر رضى الله عنه للقرآن

سبب جمع أبو بكر للقرآن

مقتل عدد كبير من القراء يوم اليمامة فخشى عمر بن الخطاب من ضياع القرآن فأشار على أبو بكر بجمعه في الصحف حفظًا له .
- قال البخاري: حدثنا موسى بن إسماعيل أن زيد بن ثابت قال: أرسل إلي أبو بكر مقتل أهل اليمامة،فإذا عمر بن الخطاب عنده، قال أبو بكر: ((إن عمر أتاني فقال: إن القتل قد استحر يوم اليمامة بقراء القرآن، وإني أخشى أنيستحر القتل بالقراء في المواطن، فيذهب كثير من القرآن، وإني أرى أن تأمر بجمع القرآن. فقلت لعمر: كيف تفعل شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال عمر: هذا والله خير، فلم يزل عمر يراجعني حتى شرح الله صدري لذلك، ورأيت في ذلك الذي رآه عمر)).

المكلف بجمع القرآن من أبو بكر
زيد بن ثابت رضى الله عنه
- قال زيد: قال أبو بكر: (( إنك رجل شاب عاقل، لا نتهمك، وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله -صلى اللهعليه وسلم-، فتتبع القرآن فاجمعه. فوالله لو كلفوني نقل جبل من الجبال ماكان أثقل علي مما أمراني به من جمع القرآن.

كيفية جمع أبو بكر للقرآن
1- أمر أبو بكر زيد بن ثابت بتتبع القرآن وتدوينه في صحف .
2- فتتبع زيد القرآن فجمعه من العسب واللخاف وصدور الرجال فدونه في صحف
3- بقيت الصحف عند أبي بكر حتى توفاه الله، ثم عند عمر حياته، ثم عند حفصة بنت عمر . رواه زيد
وقيل في كتاب أبي بكر عبد الله بن أبي داود عن هشام بن عروة عن أبيه : أن أبو بكر أمر عمر بنالخطاب وزيد بن ثابت أن اقعدا على باب المسجد، فمن جاءكما بشاهدين على شيء من كتاب الله تعالى فاكتباه
والمعنى : من جاءكم بشاهدين على شيء من كتابالله الذي كتب بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإلا فقد كان زيد جامعا للقرآن ، ويجوز أن يكون معناه: من جاءكم بشاهدين على شيء من كتاب الله تعالى، أي من الوجوه السبعة التي نزل بها القرآن، ولم يزد على شيء مما لم يقرأ أصلا، ولم يعلم بوجه آخر.قاله أبو الحسن في كتابه "جمال القراء

آخر ما دون في مصحف أبو بكر
- قال زيد ( وجدت آخر سورة التوبة مع أبي خزيمة الأنصاري، لم أجدها مع أحد غيره{لقد جاءكم رسول من أنفسكم}، حتى خاتمة "براءة
- وفي كتاب ابن أبي داود عن أبي العالية: أنهم جمعوا القرآن في مصحف في خلافة أبي بكر، فكان رجال يكتبون، ويملي عليهم أبي بن كعب، فلما انتهوا إلى هذه الآية من "سورة براءة": {ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم بأنهم قوم لا يفقهون}، فظنوا أنها آخر ما نزل من القرآن. فقال أبي: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أقرأني بعدهن آيتين: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه}إلى{وهو رب العرش العظيم}. فهذا آخر ما نزل من القرآن، فختم الأمر بما فتح به، يعني بكلمة التوحيد.

تأييد الصحابة لفعل أبو بكر رضى الله عنهم أجمعين
- قال أبو بكر بن أبي شيبة: حدثنا وكيع عن سفيان قال: قال علي: ((يرحم الله أبا بكر، هو أول من جمع ما بين اللوحين)).وفي رواية عنه: ((أعظم الناس أجرا في المصاحف أبو بكر)).

ب : بيان كيفية جمع عثمان رضى الله عنه للقرآن

سبب جمع عثمان بن عفان للقرآن
اختلاف الناس في القرآن على عهد عثمان حال غزو أهل الشام في فتح إرمينية وأذربيجان مع أهل العراق ، فجعل الرجل يقول للرجل: قراءتي خير من قراءتك فأفزع ذلك حذيفة بن اليمان فأشار على عثمان بجمع القرآن
- فقال حذيفة لعثمان: يا أمير المؤمنين، أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى. رواه أنس بن مالك

المكلفين بجمع القرآن من عثمان بن عفان
هناك أقوال في ذلك
الأول : رواية أنس بن مالك أن عثمان كلف زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحرث بن هشام بنسخ الصحف .

الثاني : أن أبي كان يملي القرآن وزيد بن ثابت وسعيد بن العاص ينسخان.
روى يحيى بن عبد الله عن موسى بن جبير أن عثمان بن عفان دعا أبي بن كعب وزيد بن ثابت وسعيد بن العاص فقال لأبي:إنك كنت أعلم الناس بما أنزل على النبي صلى الله عليه وسلم، كنت تقرئ في زمانه، وكان عمر بن الخطاب يأمر الناس بك، فأمل على هؤلاء القرآن في المصاحف، فإني أرى الناس قد اختلفوا

الثالث : أن سعيد بن العاص كان يملى القرآن وزيد يكتب
روى القاضى أن عثمان قال: من أكتب الناس؟ قالوا: كاتب رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد بن ثابت، قال:فأي الناس أعرب؟ قالوا: سعيد بن العاص، قال عثمان:فليمل سعيد وليكتب زيد

ولا خلاف في ذلك ولايمتنع أن يمله سعيد ويمله أيضا أبي وذلك من عدة وجوه
- ضبط أبي وحفظه لوجوه القراءات المنزلة التى يجب إثباتها جميعًا
- فصاحة سعيد بن العاص وعلمه بوجوه الإعراب وقد قيل: إن سعيدا كان أفصح الناس وأشبههم لهجة برسول الله صلى اللهعليه وسلم
- فلا يمتنع أن ينصب لإملائه قوم فصحاء، حفاظ يتظاهرون على ذلك، ويذكر بعضهم بعضا، ويستدرك بعضهم ما لعله يسهو عنه غيره. وهذا من أحوط الأمور وأحزمها في هذا الباب. قاله القاضى

كيفية جمع عثمان للقرآن
1- أرسل عثمان إلى حفصةأن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف ثم نردها إليك
2- أمر بنسخ الصحف في مصاحف وقال عثمان للرهط القرشيين الثلاثة: إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش، فإنما نزل بلسانهم ، ففعلوا .
3- رد عثمان الصحف إلى حفصة بعد ما نسخوها.
4- أرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا
5- أمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق. رواه أنس بن مالك

- قال أبو حاتم السجستاني: لما كتب عثمان رضي الله عنه المصاحف حين جمع القرآن كتب سبعة مصاحف، فبعث واحدا إلى مكة، وآخر إلى الشام، وآخر إلى اليمن، وآخر إلى البحرين، وآخر إلى البصرة، وآخر إلى الكوفة، وحبس بالمدينة واحدا.
-
قال أبو عمرو الداني في كتاب "المقنع": أكثر العلماء على أن عثمان رحمه الله لما كتب المصحف جعله على أربع نسخ: فوجه إلى الكوفة إحداهن، وإلى البصرة أخرى، وإلى الشام الثالثة، واحتبس عند نفسه واحدة.
في "السنن الكبير" عن علقمة بن مرثد عن سويد بن غفلة عن علي -رضي الله عنه- قال: ((اختلف الناس في القرآن على عهد عثمان فجعل الرجل يقول للرجل: قراءتي خيرمن قراءتك، فبلغ ذلك عثمان فجمعنا أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: إن الناس قد اختلفوا اليوم في القراءة وأنتم بين ظهرانيهم، فقد رأيتأن أجمع على قراءة واحدة، قال: فأجمع رأينا مع رأيه على ذلك))

آخر ما دون في مصحف عثمان
قال ابن شهاب: فأخبرني خارجة بن زيد بن ثابت قال: سمعت زيد بن ثابت قال: فقدت آية من الأحزاب حين نسخت الصحف، قد كنت أسمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقرأ بها، فالتمسناها فوجدناها مع خزيمة بن ثابت الأنصاري: {من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه}، فألحقتها في سورتها في المصحف.
فائدة :
قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل المقدسي وخزيمة هذا غير أبي خزيمة الذي وجد معه الآيتين آخر "سورة براءة"، ذاك أبو خزيمة بن أوس بن زيد من بني النجار، شهد بدرا وما بعدها، وتوفي في خلافة عثمان،وهذا خزيمة بن ثابت بن الفاكه من الأوس، شهد أحدا وما بعدها، وقتل يوم صفين، وقيل غير ذلك.
- معنى قوله: "فقدت آية كذا فوجدتها مع فلان..." أنه كان يتطلب نسخ القرآن من غير ما كتب بأمر النبي صلى الله عليه وسلم، فلم يجد كتابة تلك الآية مع ذلك الشخص، وإلا فالآية كانت محفوظة عنده وعندغيره، وهذا المعنى أولى مما ذكره مكي وغيره: أنهم كانوا يحفظون الآية،لكنهم أنسوها فوجدوها في حفظ ذلك الرجل فتذاكروها وأثبتوها لسماعهم إياها من النبي صلى الله عليه وسلم.

تأييد الصحابة لفعل عثمان رضى الله عنهم أجمعين
- عن مصعب بن سعد قال: أدركت الناس حين شقق عثمان المصاحف فأعجبهم ذلك أو قال: لم يعب ذلك أحد.
- قال علي: ((لو وليت مثل الذي ولي، لصنعت مثل الذي صنع)). وفي رواية: ((يرحم الله عثمان، لو كنت أنا لصنعت في المصاحف ما صنع عثمان)). أخرجه البيهقي في "المدخل
- قال حماد بن سلمة: كان عثمان في المصحف كأبي بكر في الردة.
-
وقال عبد الرحمن بن مهدي: كان لعثمان شيئان ليس لأبي بكر ولا عمر مثلهما: صبره نفسه حتى قتل مظلوما، وجمعه الناس على المصحف.
- قال أبو مجلز لاحق بن حميد رحمه الله -وهو من جلة تابعي البصرة-: يرحم الله عثمان، لو لم يجمع الناس على قراءة واحدة لقرأ الناس القرآن بالشعر.

ج- الفرق بين جمع أبو بكر وجمع عثمان رضى الله عنهم
أجمع أقوال الأئمة أن تأليف القرآن على ما هو عليه الآن كان في زمن النبي -صلى الله عليه وسلم- بإذنه وأمره وإنما كان جمعه لأسباب :
- أن أبوبكر قصد جمعه في مكان واحد، ذخرا للإسلام يرجع إليه إن اصطلم، والعياذ بالله، قراؤه، وعثمان قصد أن يقتصر الناس على تلاوته على اللفظ الذي كتب بأمر النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يتعدوه إلى غيره من القراءات التي كانت مباحة لهم، المنافية لخط المصحف من الزيادة والنقصان وإبدال الألفاظ.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 6 شعبان 1436هـ/24-05-2015م, 06:53 AM
الشيماء وهبه الشيماء وهبه غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Dec 2012
المشاركات: 1,465
افتراضي

" إعداد : الأخت فاطمة الزهراء أحمد "

الباب الرئيسي:
نزول القران بالاحرف السبعة والمراد بها والترخيص بها وحكم القراءة بها
المقاصد الفرعية :
نزول القران على سبعة أحرف:
الترخيص بالاحرف السبع
إختلاف الصحابة في القراءة
سبب الترخيص بالاحرف السبع
-المراد بالاحرف السبعة
شروط القراءة الصحيحة
حكم القراءة بالاحرف السبع
التلخيص:
- نزول القران على سبعة أحرف
ففي الصحيحين عن ابن شهاب قال: حدثني عبيد الله بن عبد الله أن عبد الله بن عباس حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أقرأني جبريل عليه السلام على حرف واحد فراجعته فلم أزل أستزيده ويزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف)).
وفي سنن أبي داود عن أبي بن كعب قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((يا أبي، إني أقرئت القرآن، فقال لي: على حرف؟ فقال الملك الذي معي: قل على حرفين، قلت: على حرفين، فقيل لي: على حرفين؟ فقال الملك الذي معي: قل على ثلاث، فقلت: على ثلاث، حتى بلغت سبعة أحرف)).
-شرح حديث أنزل القران على ثلاث أحرف:
قال أبو عبيد: قد تواترت هذه الأحاديث كلها على الأحرف السبعة، إلا حديثا واحدا يروى عن سمرة بن جندب عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((أنزل القرآن على ثلاثة أحرف)). قال أبو عبيد: ولا نرى المحفوظ إلا السبعة؛ لأنها المشهورة.
قال الشيخ المقدسي :أخرج حديث الثلاثة الحاكم في مستدركه، فيجوز أن يكون معناه: أن بعضه أنزل على ثلاثة أحرف كـ {جذوة} و {الرهب} و {الصدفين}، يقرأ كل واحد على ثلاثة أوجه في هذه القراءات المشهورة، أو أراد: أنزل ابتداء على ثلاثة، ثم زيد إلى سبعة، والله أعلم.
-سبب الترخيص بالاحرف السبع:
- في صحيح مسلم عن ابن أبي ليلى عن أبي بن كعب أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان عند أضاة بني غفار، فأتاه جبريل عليه السلام فقال: إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على حرف فقال: ((أسأل الله معافاته ومغفرته وإن أمتي لا تطيق ذلك))، ثم أتاه الثانية فقال: إن الله -تعالى- يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على حرفين فقال: ((أسأل الله معافاته ومغفرته وإن أمتي لا تطيق ذلك))، ثم جاءه الثالثة فقال: إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على ثلاثة أحرف فقال: ((أسأل الله معافاته ومغفرته وإن أمتي لا تطيق ذلك))، ثم جاءه الرابعة فقال: إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على سبعة أحرف، فأيما حرف قرءوا عليه فقد أصابوا.
- وفي جامع الترمذي عن أبي بن كعب قال: لقي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- جبريل فقال: ((يا جبريل إني بعثت إلى أمة أميين منهم العجوز والشيخ الكبير والغلام والجارية، والرجل الذي لم يقرأ كتابا قط قال: يا محمد، إن القرآن أنزل على سبعة أحرف)). قال: هذا حديث حسن صحيح.
قال الشيخ المقدسي:روى أبو جعفر الطبري في تفسيره: "منهم الغلام والخادم والشيخ العاسي والعجوز فقال جبريل: فليقرءوا القرآن على سبعة أحرف".
فكان السبب هو التيسير على الأمة .
"وقال أبو جعفر الطحاوي: كانت هذه السبعة للناس في الحروف لعجزهم عن أخذ القرآن على غيرها؛ لأنهم كانوا أميين، لا يكتبون إلا القليل منهم، فكان يشق على كل ذي لغة منهم أن يتحول إلى غيرها من اللغات، ولو رام ذلك لم يتهيأ له إلا بمشقة عظيمة، فوسع لهم في اختلاف الألفاظ إذا كان المعنى متفقا.
-شروط القراءة الصحيحة :
1-موافقتها للمصحف الامام - قال أبو بكر بن العربي: سقط جميع اللغات والقراءات إلا ما ثبت في المصحف بإجماع من الصحابة وما أذن فيه قبل ذلك ارتفع وذهب والله أعلم.
"قال أبو عمر: وهو الذي عليه الناس في مصاحفهم وقراءاتهم من بين سائر الحروف؛ لأن عثمان رضي الله عنه جمع المصاحف عليه". قال: "وهذا الذي عليه جماعة الفقهاء فيما يقطع عليه، وتجوز الصلاة به، وبالله العصمة والهدى".
2-التواتر،وصح عن زيد بن ثابت -رضي الله عنه- وعن غيره أنه قال: ((إن القراءة سنة)).
قَال البيهقي: أراد أن اتباع من قبلنا في الحروف سنة متبعة، لا يجوز مخالفة المصحف الذي هو إمام، ولا مخالفة القراءات التي هي مشهورة، وإن كان غير ذلك سائغا في اللغة، أو أظهر منها.
3-موافقتها للغة العربية
-إختلاف الصحابة في القراءة:
- وعن زيد بن أرقم قال: جاء رجل إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: أقرأني عبد الله بن مسعود سورة أقرأنيها زيد وأقرأنيها أبي بن كعب فاختلفت قراءتهم، بقراءة أيهم آخذ؟ قال: فسكت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال: ((وعلي إلى جنبه))، فقال علي: ليقرأ كل إنسان كما علم، كل حسن جميل.
إختلاف الصحابة في القراءة
- عن علقمة عن عبد الله قال: لقد رأيتنا نتنازع فيه عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيأمرنا فنقرأ عليه، فيخبرنا أن كلنا محسن، ولقد كنت أعلم أنه يعرض عليه القرآن في كل رمضان، حتى كان عام قبض فعرض عليه مرتين، فكان إذا فرغ أقرأ عليه، فيخبرني أني محسن، فمن قرأ على قراءتي فلا يدعنها رغبة عنها، ومن قرأ على شيء من هذه الحروف فلا يدعنه رغبة عنه، فإنه من جحد بآية -وفي رواية: بحرف- منه جحد به كله.
-المراد بالأحرف السبعة:
-القول الإول:
أبو
عبيد القاسم بن سلام رحمه الله تعالى في كتاب "غريب الحديث": قوله سبعة أحرف يعني سبع لغات من لغات العرب، وليس معناه أن يكون في الحرف الواحد سبعة أوجه، هذا لم نسمع به قط، ولكن نقول: هذه اللغات السبع متفرقة في القرآن، فبعضه نزل بلغة قريش، وبعضه نزل بلغة هوازن، وبعضه بلغة هذيل، وبعضه بلغة أهل اليمن، وكذلك سائر اللغات، ومعانيها في هذا كله واحدة، قال: ومما يبين ذلك قول ابن مسعود رضي الله عنه: "إني سمعت القرأة فوجدتهم متقاربين، فاقرءوا كما علمتم، إنما هو كقول أحدكم هلم وتعال"، وكذلك قال ابن سيرين: "إنما هو كقولك هلم وتعال وأقبل"، ثم فسره ابن سيرين فقال: في قراءة ابن مسعود (إن كانت إلا زقية واحدة)، وفي قراءتنا: {صيحة واحدة}، فالمعنى فيهما واحد، وعلى هذا سائر اللغات.
قال أبو عمر: وأنكر أكثر أهل العلم أن يكون معنى حديث النبي صلى الله عليه وسلم: ((أنزل القرآن على سبعة أحرف)) سبع لغات، وقالوا: هذا لا معنى له؛ لأنه لو كان كذلك لم ينكر القوم بعضهم على بعض في أول الأمر؛ لأنه من كانت لغته شيئا قد جبل وطبع عليه وفطر به لم ينكر عليه، وأيضا فإن عمر بن الخطاب وهشام بن حكيم كلاهما قرشي مكي، وقد اختلفت قراءتهما، ومحال أن ينكر عليه عمر لغته، كما محال أن يقرئ رسول الله صلى الله عليه وسلم واحدا منهما بغير ما يعرفه من لغته، والأحاديث الصحاح المرفوعة كلها تدل على ذلك.
-القول الثاني:
- قال
الأهوازي: وقالت طائفة: سبع لغات من قريش حسب. وقال بعضهم: خمس منها بلغة هوازن، وحرفان لسائر لغات العرب، وقد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ربي في هوازن ونشأ في هذيل. وجاء عن علي بن أبي طالب وابن عباس رضي الله عنهما أنهما قالا: ((نزل القرآن بلغة كل حي من أحياء العرب)). وفي رواية عن ابن عباس: ((أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يقرئ الناس بلغة واحدة، فاشتد ذلك عليهم، فنزل جبريل فقال: يا محمد، أقرئ كل قوم بلغتهم)).
ورجح هذا القول الشيخ المقدسي.
قال رحمه الله:
هو الحق؛ لأنه إنما أبيح أن يقرأ بغير لسان قريش توسعة على العرب، فلا ينبغي أن يوسع على قوم دون قوم، فلا يكلف أحد إلا قدر استطاعته، فمن كانت لغته الإمالة، أو تخفيف الهمز، أو الإدغام، أو ضم ميم الجمع، أو صلة هاء الكناية، أو نحو ذلك
القول الثالث:
وهو أن القرآن أنزل مرخصا للقارئ، وموسعا عليه أن يقرأه على سبعة أحرف، أي يقرأ بأي حرف شاء منها على البدل من صاحبه، ولو أراد أن يقرأ على معنى ما قاله ابن الأنباري لقيل: أنزل القرآن سبعة أحرف، وإنما قيل: "على سبعة أحرف" ليعلم أنه أريد به هذا المعنى، أي كأنه أنزل على هذا من الشرط، أو على هذا من الرخصة والتوسعة، وذلك لتسهل قراءته على الناس، ولو أخذوا بأن يقرءوه على حرف واحد لشق عليهم، ولكان ذلك داعية إلى الزهادة فيه وسببا للنفور عنه.
القول الرابع:
وهو أن المراد به التوسعة، ليس حصرا للعدد".
قال الشيخ المقدسي: هذا موافق لما سبق تقريره على ما روي عن علي وابن عباس رضي الله عنهم، وهو كما قيل في معنى قوله تعالى: {إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم} إنه جرى كالمثل في التعبير عن التكثير، لا حصرا في هذا العدد، والله أعلم.
القول الخامس:
السبعة الأحرف سبعة أوجه من المعاني المتفقة المتقاربة بألفاظ مختلفة، نحو: أقبل وتعال وهلم، وعلى هذا أكثر أهل العلم.
القول السادس:
- ذهب قوم في قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((أنزل القرآن على سبعة أحرف)) إلى أنها سبعة أنحاء وأصناف، فمنها زاجر، ومنها آمر، ومنها حلال، ومنها حرام، ومنها محكم، ومنها متشابه، واحتجوا بحديث يرويه سلمة بن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبيه عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((كان الكتاب الأول نزل من باب واحد على حرف واحد، ونزل القرآن من سبعة أبواب على سبعة أحرف: زاجر وآمر وحلال وحرام ومحكم ومتشابه وأمثال، فأحلوا حلاله وحرموا حرامه، وافعلوا ما أمرتم به وانتهوا عما نهيتم عنه واعتبروا بأمثاله واعملوا بمحكمه وآمنوا بمتشابهه وقولوا: آمنا به كل من عند ربنا)).
وهذا القول ضعفه أهل العلم بسبب أن الحديث ضعيف من جهة إسناده،قالالطحاوي: من قال في تأويل السبعة الأحرف هذا القول فتأويله فاسد؛ لأنه محال أن يكون الحرف منها حراما لا ما سواه، أو يكون حلالا لا ما سواه؛ لأنه لا يجوز أن يكون القرآن يقرأ على أنه حلال كله، أو حرام كله، أو أمثال كله.
القول السابع:
قال الشيخ المقدسي:
قال قوم: السبعة الأحرف منها ستة مختلفة الرسم، كانت الصحابة تقرأ بها إلى خلافة عثمان -رضي الله عنهم-، نحو الزيادة، والألفاظ المرادفة، والتقديم، والتأخير، نحو (إن الله يغفر الذنوب جميعا ولا يبالي)، (وجاءت سكرة الحق بالموت)، (صراط من أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم وغير الضالين)، (يأخذ كل سفينة صالحة غصبا)، (والعصر ونوائب الدهر)، (وله أخ أو أخت من أمه)، (وما أصابك من سيئة فمن نفسك إنا كتبناها عليك)، و(إن كانت إلا زقية واحدة)، و(كالصوف المنفوش)، و(طعام الفاجر)، و(إن بوركت النار ومن حولها) في نظائر ذلك، فجمعهم عثمان على الحرف السابع الذي كتبت عليه المصاحف، وبقي من القراءات ما وافق المرسوم، فهو المعتبر، إلا حروفا يسيرة اختلف رسمها في مصاحف الأمصار، نحو (أوصى) و(وصى)، و {من يرتد} و(من يرتدد)، و(من تحتها) و(تحتها)، وكأنهم أسقطوا ما فهموا نسخه بالعرضة الأخيرة التي عرضت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وعرضها النبي -صلى الله عليه وسلم- على جبريل عليه السلام، ورسموا ما سوى ذلك من القراءات التي لم تنسخ.
القول الثامن:
قال
بعضهم: تدبرت وجوه الاختلاف في القراءة فوجدتها سبعة: منها ما تتغير حركته ولا يزول معناه ولا صورته، مثل {هن أطهر لكم} , (أطهر لكم)، {ويضيق صدري} (ويضيق صدري) بالرفع والنصب فيهما، ومنها ما يتغير معناه ويزول بالإعراب ولا تتغير صورته، مثل (ربنا باعد بين أسفارنا) و {ربنا باعد بين أسفارنا}، ومنا ما يتغير معناه بالحروف واختلافها باللفظ ولا تتغير صورته في الخط، مثل (إلى العظام كيف ننشرها) بالراء والزاي، ومنها ما تتغير صورته ولا يتغير معناه، مثل {كالعهن المنفوش} و(كالصوف المنفوش)، ومنها ما تتغير صورته ومعناه، مثل {وطلح منضود} "وطلع منضود". ومنها التقديم والتأخير، مثل {وجاءت سكرة الموت بالحق} "وجاء سكرة الحق بالموت"، ومنها الزيادة والنقصان، نحو "نعجة أنثى"، و"من تحتها" في آخر التوبة، و"هو الغني الحميد" في الحديد.
وحسن هذا القول ابن عبد البر
واعتمد على هذه الأوجه مكي، وجعل من القسم الأول نحو "البخل" و"البخل"، و"ميسرة" بضم السين وفتحها، ثم قال: "وهذه الأقسام كلها كثيرة، لو تكلفنا أن نؤلف في كل قسم كتابا بما جاء منه وروي لقدرنا على ذلك".
- ثم ذكر أنه لا يقرأ من ذلك بما خالف خط المصحف، ثم قال:
"فأما ما اختلف فيه القراء من الإمالة والفتح والإدغام والإظهار والقصر والمد والتشديد والتخفيف وشبه ذلك، فهو من القسم الأول لأن القراءة بما يجوز منه في العربية، وروي عن أئمة وثقات: جائزة في القرآن؛ لأن كله موافق للخط". قال: "وإلى هذه الأقسام في معاني السبعة ذهب جماعة من العلماء، وهو قول ابن قتيبة، وابن شريح، وغيرهما، لكنا شرحنا ذلك من قولهم".
قال: "وهو الذي نعتقده ونقول به وهو الصواب إن شاء الله تعالى".
القول التاسع:
"قال
بعضهم: معنى ذلك هو الاختلاف الواقع في القرآن، يجمع ذلك سبعة أوجه: الجمع والتوحيد، كقوله تعالى: {وكتبه} "وكتابه"، والتذكير والتأنيث، كقوله تعالى: {لا يقبل} و"لا تقبل"، والإعراب، كقوله تعالى: "المجيد" و {المجيد}، والتصريف، كقوله تعالى: "يعرشون" و {يعرشون}، والأدوات التي يتغير الإعراب لتغيرها، كقوله تعالى: "ولكن الشياطين" {ولكن الشياطين}، واللغات، كالهمز وتركه، والفتح، والكسر، والإمالة، والتفخيم، وبين بين، والمد، والقصر، والإدغام، والإظهار، وتغيير اللفظ والنقط بالتفاق الخط، كقوله تعالى: "ننشرها" و {ننشزها}، ونحو ذلك". قال: "وهذا القول أعدل الأقوال وأقربها لما قصدناه، وأشبهه بالصواب".
القول العاشر:
ثم ذكر وجها آخر فقال: "قال بعضهم: معنى ذلك سبعة معان في القراءة".
"أحدها: أن يكون الحرف له معنى واحد، تختلف فيه قراءتان تخالفان بين نقطة ونقطة مثل {تعملون} و"يعملون".
"الثاني: أن يكون المعنى واحدا وهو بلفظتين مختلفتين، مثل قوله تعالى: {فاسعوا}و"فامضوا".
"والثالث: أن تكون القراءتان مختلفتين في اللفظ، إلا أن المعنيين متفرقان في الموصوف، مثل قوله تعالى: "ملك" و {مالك}.
"والرابع: أن تكون في الحرف لغتان، والمعنى واحد وهجاؤها واحد، مثل قوله تعالى: "الرشد" والرشد".
"والخامس: أن يكون الحرف مهموزا وغير مهموز، مثل "النبيء" و {النبي}.
"والسادس: التثقيل والتخفيف، مثل {الأكل} و"الأكل".
"والسابع: الإثبات والحذف، مثل "المنادي" و {المناد} ".
قال أبو علي: "وهذا معنى يضاهي معنى القول الأول الذي قبله، وعليه اختلاف قراءة السبعة الأحرف".
وقد روي عن مالك بن أنس أنه كان يذهب إلى هذا المعنى". ونسب الوجه الثاني إلى أبي العباس أحمد بن محمد بن واصل.
القول الحادي عشر:
هي
متفرقة في القرآن، وجملة ذلك سبعة أوجه:
"الأول: كلمتان تقرأ بكل واحدة في موضع الأخرى، نحو {يسيركم} و"ينشركم"، و {لنبوئنهم}و"لنثوينهم"، و {فتبينوا} و"فتثبتوا".
"الثاني: زيادة كلمة، نحو "من تحتها"، و {هو الغني} ".
"الثالث: زيادة حرف، نحو {بما كسبت} و"فبما كسبت"، -يعني في سورة الشورى".
"الرابع: مجيء حرف مكان آخر، نحو {يقول} و"نقول"، و {تبلو} و"تتلو".
"الخامس: تغيير حركات، إما بحركات أخر، أو بسكون، نحو {فتلقى آدم من ربه كلمات}، و"ليحكم أهل الإنجيل".
"السادس: التشديد والتخفيف، نحو {تساقط} و"بلد ميت وميت".
"السابع: التقديم والتأخير، نحو {وقاتلوا وقتلوا}، (وقتلوا وقاتلوا).
ثم قال الشيخ: "وقوله عز وجل: {ثم انظر أنى يوفكون} يقرأ على سبعة أوجه، وكذلك قوله عز وجل: {فإن استطعت أن تبتغي نفقا في الأرض أو سلما في السماء فتأتيهم بآية}، وقوله عز وجل: {فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا}، ولذلك نظائر".
قلت: يعني في مجموع هذه الكلم من هذه الآيات سبعة أوجه، لا في كل كلمة منها، وقد يأتي في غيرها أكثر من سبعة أوجه بوجوه كثيرة إذا نظر إلى مجموع الكلم دون آحادها، كقوله سبحانه في "طه": {وهل أتاك حديث موسى}، الآية، وذلك كثير، وإنما الشأن أن يكون في الكلمة الواحدة سبعة أوجه، فهذا الذي عز وجوده فعد من ذلك ألفاظ يسيرة، نحو {أف} و {عذاب بئيس}، وليست كل الوجوه فيها من القراءات المشهورة، بل بعضها من القراءات الشاذة، إلا أنها من جملة اللغات والألفاظ المرادفة التي كانت القراءة قد أبيحت عليها، وقد تقدم أن معنى الحديث أن كلمات القرآن أبيح أن يقرأ كل كلمة منها على ما يحتمله من وجهين وثلاثة إلى سبعة، توسعة على الناس على قدر ما يخف على ألسنتهم.
-بيان المجموع في المصحف هل هو جميع الأحرف السبعة التي أبيحت القراءة عليها أو حرف واحد منها؟
1-ميل القاضي أبي بكر إلى أنه جميعها.
"إنما اختار عثمان حرف زيد؛ لأنه هو كان حرف جماعة المهاجرين والأنصار، وهو القراءة الراتبة المشهورة عن الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وعليها كان أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وأبي وعبد الله ومعاذ ومجمع بن جارية وجميع السلف رضي الله عنهم، وعدل عما عداها من القراءات والأحرف؛ لأنها لم تكن عند عثمان والجماعة ثابتة عن الرسول -صلى الله عليه وسلم-، ولا مشهورة مستفيضة استفاضة حرف زيد".
"وإنما نسب هذا الحرف إلى زيد؛ لأنه تولى رسمه في المصاحف وانتصب لإقراء الناس به دون غيره".
2-وصرح أبو جعفر الطبري والأكثرون من بعده على أنه حرف منها.
- وقال أبو العباس أحمد بن عمار المقرئ في "شرح الهداية":
"أصح ما عليه الحذاق من أهل النظر في معنى ذلك إنما نحن عليه في وقتنا هذا من هذه القراءات هو بعض الحروف السبعة التي نزل عليها القرآن".
-ومال الشيخ الشاطبي إلى قول القاضي فيما جمعه أبو بكر، وإلى قول الطبري فيما جمعه عثمان رضي الله عنهما.
-حكم القراءات السبع:
مام أبو جعفر الطبري:
"الأمة أمرت بحفظ القرآن، وخيرت في قراءته وحفظه بأي تلك الأحرف السبعة شاءت. كما أمرت، إذا هي حنثت في يمين وهي موسرة، أن تكفر بأي الكفارات الثلاث شاءت: إما بعتق أو إطعام أو كسوة. فلو أجمع جميعها على التكفير بواحدة من الكفارات الثلاث دون حظرها التكفير فيها بأي الثلاث شاء المكفر، كانت مصيبة حكم الله مؤيدة في ذلك الواجب عليها في حق الله، فكذلك الأمة أمرت بحفظ القرآن، وخيرت في قراءته بأي الأحرف السبعة شاءت: فرأت -لعله من العلل أوجبت عليها الثبات على حرف واحد- قراءته بحرف واحد، ورفض القراءة بالأحرف الستة الباقية، ولم تحظر قراءته بجميع حروفه على قارئه بما أذن في قراءته به".
"فأما القراءة باللغات المختلفة مما يوافق الخط والكتاب فالفسحة فيه باقية، والتوسعة قائمة بعد ثبوتها وصحتها، بنقل العدول عن رسول الله صلى الله عليه وسلم".قاله: صاحب شرح السنة.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 6 شعبان 1436هـ/24-05-2015م, 03:35 PM
الشيماء وهبه الشيماء وهبه غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Dec 2012
المشاركات: 1,465
افتراضي

إعداد الأخت " مضاوى الهطلاني "

الباب الرابع : في معنى القراءات المشهورة الآن وتعريف الأمر في ذلك كيف كان

المقصد الرئيس من الباب:

بيان معنى القراءات السبع المشهور وأنها ليست هي الأحرف السبعة وبيان متي ظهرت وكيف تكونت واشتهرت .

المقاصد الفرعية


-.- بيان غلط من ظن أن قراءات السبع هي الأحرف السبعة.
:معنى الأحرف السبعة.
:معنى القراءات السبع .
: ما يترتب على هذا الظن .
: القراءات السبع هي جزء من الأحرف السبعة .
: سبب اختلاف هؤلاء الأئمة بعد رسم المصحف و حكم هذا الاختلاف .


- القراء السبعة الذين اشتهروا
: من هم القراء السبعة الذين اشتهروا ؟
:أول من اقتصر على هؤلاء القراء
: سبب اختيارهم دون غيرهم .
: سبب حصرهم بسبعة .
:سبب كونهم من هذه الأمصار الخمسة دون غيرهم .
: الأصل الذي بني عليه في ثبوت قراءتهم .
: سبب شهرة هؤلاء القراء دون غيرهم .


- جميع ما اشتهر من القراءات منزل من عند الله وهو مما وقف النبي صلى الله عليه وسلم على صحته.
:لم تترك القراءة برواية غير هؤلاء القراء.
: جميع ما اشتهر من القراءات منزل من عند الله

خلاصة القول في هذه المسائل


-.- بيان غلط من ظن أن القراءات السبع هي الأحرف السبعة
ظن جماعة ممن لا خبرة له بأصول هذا العلم أن قراءة الأئمة السبعة هي التي عبر عنها النبي -صلى الله عليه وسلم- بقوله: ((أنزل القرآن على سبعة أحرف))، فقراءة كل واحد من هؤلاء حرف من تلك الأحرف، ولقد نسب إلى ابن مجاهد أنه قال ذلك. فهؤلاء قد أخطأوا في ظنهم فالقراءات ليست هي الأحرف السبعة بل جزءاً منها.
:معنى الأحرف السبعة:
قال أهل العلم في معنى قوله عليه السلام: ((أنزل القرآن على سبعة أحرف)): إنهن سبع لغات، بدلالة قول ابن مسعود رضي الله عنه وغيره: إن ذلك كقولك هلم وتعال وأقبل".
مثال:
قراءة عبد الله: (إن كانت إلا زقية واحدة) و(كالصوف المنفوش)، وقراءة أبي رضي الله عنه: (أن بوركت النار ومن حولها)، (من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الكفار)، وكقراءة ابن عباس رضي الله عنهما: (وعلى كل ضامر يأتون).
: معنى القراءات السبع
- أما القراءات السبع فهي: ما اختلف فيه أئمة القراءة بالأمصار من النصب والرفع والتحريك والإسكان والهمز وتركه والتشديد والتخفيف والمد والقصر وإبدال حرف بحرف يوافق صورته .
: ما يترتب على هذا الظن
على هذا الظن يجب :
1- أن يكون ما لم يقرأ به هؤلاء السبعة متروكا؛ إذ قد استولوا على الأحرف السبعة عنده، فما خرج عن قراءتهم فليس من السبعة عنده".
٢- ويجب من هذا القول أن تترك القراءة بما روي عن أئمة هؤلاء السبعة من التابعين والصحابة مما يوافق خط المصحف، مما لم يقرأ به هؤلاء السبعة.
٣- ويجب منه أن لا تروى قراءة عن ثامن فما فوقه؛ لأن هؤلاء السبعة عند معتقد هذه القول قد أحاطت قراءتهم بالأحرف السبعة.
وقد ذكر الناس من الأئمة في كتبهم أكثر من سبعين ممن هو أعلى رتبة وأجل قدرا من هؤلاء السبعة، على أنه قد ترك جماعة من العلماء في كتبهم في القراءات ذكر بعض هؤلاء السبعة واطرحهم: قد ترك أبو حاتم وغيره ذكر حمزة والكسائي وابن عامر، وزاد نحو عشرين رجلا من الأئمة ممن هو فوق هؤلاء السبعة".
"وكذلك زاد الطبري في "كتاب القراءات" له على هؤلاء السبعة نحو خمسة عشر رجلا".
- "وكذلك فعل أبو عبيد وإسماعيل القاضي".
قال مكي:"فكيف يجوز أن يظن ظان أن هؤلاء السبعة المتأخرين قراءة كل واحد منهم أحد الحروف السبعة التي نص عليها النبي -صلى الله عليه وسلم-، هذا تخلف عظيم، أكان ذلك بنص من النبي صلى الله عليه وسلم أم كيف ذلك".ذكره مكي
- قال أبو علي الأهوازي:
وقد ظن بعض من لا معرفة له بالآثار أنه إذا أتقن عن هؤلاء السبعة قراءتهم أنه قد قرأ السبعة الأحرف التي جاء بها جبريل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-". قال: "وهو خطأ بين وغلط ظاهر عند جميع أهل البصر بالتأويل".
- فقراءة كل إمام تسمى حرفا فإن قول الناس: قرأ فلان بالأحرف السبعة فمعناه أن قراءة كل إمام تسمى حرفا، كما يقال: قرأت بحرف نافع، وبحرف أبي وبحرف ابن مسعود، فهي أكثر من سبعمائة حرف لو عددنا الأئمة الذين نقلت عنهم القراءات من الصحابة فمن بعدهم". ذكره مكي


: القراءات السبع هي جزء من الأحرف السبعة
قال أبو محمد مكي:
"هذه القراءات كلها التي يقرؤها الناس اليوم، وصحت روايتها عن الأئمة إنما هي جزء من الأحرف السبعة التي نزل بها القرآن،

- سبب اختلاف هؤلاء الأئمة بعد رسم المصحف و حكم هذا الاختلاف
لما خلت تلك المصاحف من الشكل والإعجام وحصر الحروف المحتملة على أحد الوجوه وكان أهل كل ناحية من النواحي التي وجهت إليها المصاحف قد كان لهم في مصرهم ذلك من الصحابة معلمون كأبي موسى بالبصرة وعلي وعبد الله بالكوفة وزيد وأبي بن كعب بالحجاز ومعاذ وأبي الدرداء بالشام، فانتقلوا عما بان لهم أنهم أمروا بالانتقال عنه مما كان بأيديهم، وثبتوا على ما لم يكن في المصاحف الموجهة إليهم مما يستدلون به على انتقالهم عنه".
ذكر ذلك ابن أبي هاشم وذكر نحو ذلك مكي في كتابه المفرد الذي ألحقه "بكتاب الكشف" وكذلك الإمام أبو بكر بن العربي في "كتاب القبس"،
قال ابن أبي هاشم : أن كل حرف اختلفت فيه أئمة القراءة لا يوجب المراء كفرا لمن مارى به في قول أحد من المسلمين، وقد أثبت النبي -صلى الله عليه وسلم- الكفر للمماري بكل حرف من الحروف السبعة التي أنزل بها القرآن".


- القراء السبعة الذين اشتهروا
:من هم القراء السبعة الذين اشتهروا
فكان أبو عمرو من أهل البصرة، وحمزة وعاصم من أهل الكوفة وسوادها، والكسائي من أهل العراق، وابن كثير من أهل مكة، وابن عامر من أهل الشام، ونافع من أهل المدينة، كلهم ممن اشتهرت أمانته وطال عمره في الإقراء، وارتحل الناس إليه من البلدان، ولم يترك الناس مع هذا نقل ما كان عليه أئمة هؤلاء من الاختلاف ولا القراءة بذلك". ذكره مكي
- أول من اقتصر على هؤلاء السبعة
أبوبكر بن مجاهد أول من اقتصر على هؤلاء السبعة في العصر الرابع سنة ثلاثمائة وما قاربها،
سبب اختيار هؤلاء القراء دون غيرهم
- اختارمن القراء من اشتهرت قراءته، وفاقت معرفته، وقد تقدم أهل زمانه في الدين والأمانة والمعرفة والصيانة، واختاره أهل عصره في هذا الشأن، وأطبقوا على قراءته، وقصد من سائر الأقطار، وطالت ممارسته للقراءة والإقراء، وخص في ذلك بطول البقاء، ورأى أن يكونوا سبعة تأسيا بعدة المصاحف الأئمة، وبقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف من سبعة أبواب))، فاختار هؤلاء القراء السبعة أئمة. قاله أبو الحسن علي بن محمد رحمه الله
- وقد نسب لابن مجاهد تقصيره في اقتصاره على السبعة وعدم أضافة يعقوب الحضرمي
ومن قال بذلك لم يكن عالما بغرض ابن مجاهد فقراءة يعقوب خارجة عن غرضه لنزول الإسناد؛ لأنه قرأ على سلام بن سليمان وقرأ سليمان على عاصم، ولما فيها من الخروج عن قراءة العامة، وكذلك من صنف العشرة".ذكره أبو الحسن علي بن محمد رحمه الله.
- وطعن ابن مجاهد في اختياره قراءة ابن عامر مع انه استبعد الطبري قراءته على عثمان رضي الله عنه.
والرد : وأن لم يصح أنه قرأ على عثمان، فقد قرأ على غيره من الصحابة، وكان يقول: هذه حروف أهل الشام التي يقرءونها. ذكره أبو شامة
- قال أبو جعفر:
"ولعله أراد أنه أخذ ذلك عن جماعة من قرائها، فقد كان أدرك منهم من الصحابة وقدماء السلف خلقا كثيرا".
- ثم قال أبو طاهر:
"وأحسن الوجوه عندي أن يقال: إن قراءة ابن عامر قراءة اتفق عليها أهل الشام وإنها مسندة إلى أحد من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-".
قال: "ولم يتفقوا إن شاء الله عليها، إلا ولها مادة صحيحة من بعض الصحابة تتصل برسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن كنا لا نعلمها كعلمنا بمادة قراءة أهل الحرمين والعراقين".انتهى
قال: "وهؤلاء السبعة لزموا القيام بمصحفهم، وانتصبوا لقراءته، وتجردوا لروايته، ولم يشتهروا بغيره، واتبعوا ولم يبتدعوا.
قال: "وقد كان في وقتهم جماعة في مصر كل واحد منهم من القرأة ولم يجمعوا عليهم لأجل مخالفتهم للمصحف في يسير من الحروف".قاله أبوعلي الأهوازي
سبب حصرهم بسبعة
أنهم جعلوا سبعة لعلتين:
"إحداهما: أن عثمان رضي الله عنه كتب سبعة مصاحف ووجه بها إلى الأمصار، فجعل عدد القراء على عدد المصاحف".
"والثانية: أنه جعل عددهم على عدد الحروف التي نزل بها القرآن، وهي سبعة على أنه لو جعل عددهم أكثر أو أقل لم يمتنع ذلك؛ إذ عدد الرواة الموثوق بهم أكثر من أن يحصى".
"وقد ألف ابن جبير المقرئ -وكان قبل ابن مجاهد- كتابا في القراءات وسماه "كتاب الخمسة"، ذكر فيه خمسة من القراء لا غير، وألف غيره كتابا وسماه "كتاب الثمانية"، وزاد على هؤلاء السبعة يعقوب الحضرمي، وهذا باب واسع".
: سبب كونهم من هذه الأمصار الخمسة دون غيرها .
وكان غرض ابن مجاهد أن يأتي بسبعة من القراء من الأمصار التي نفدت إليها المصاحف، ولم يمكنه ذلك في البحرين واليمن لإعواز أئمة القراءة منهما، فأخذ بدلهما من الكوفة لكثرة القراء بها، وإذا كان هذا غرضه فلم يكن له بد من ذكر إمام من أهل الشام، ولم يكن فيهم من انتصب لذلك من التابعين مثل ابن عامر، فذكره. ذكر ذلك أبو شامة
"وقد كان في وقتهم جماعة في مصر كل واحد منهم من القرأة ولم يجمعوا عليهم لأجل مخالفتهم للمصحف في يسير من الحروف".ذكره أبوعلي الأهوازي
- الأصل الذي بني عليه في ثبوت القراءات
الأصل الذي يعتمد عليه في هذا: أن ما صح سنده، واستقام وجهه في العربية، ووافق لفظه خط المصحف فهو من السبعة المنصوص عليها، ولو رواه سبعون ألفا، مفترقين أو مجتمعين، فهذا هو الأصل الذي بني عليه في ثبوت القراءات عن سبعة أو عن سبعة آلاف. مكي
- "والعامة عندهم ما اتفق عليه أهل المدينة وأهل الكوفة، فذلك عندهم حجة قوية توجب الاختيار".
- "وربما جعلوا العامة ما اجتمع عليه أهل الحرمين، وربما جعلوا الاختيار ما اتفق عليه نافع وعاصم، فقراءة هذين الإمامين أوثق القراءات وأصحها سندا وأفصحها في العربية، ويتلوها في الفصاحة خاصة قراءة أبي عمرو والكسائي رحمهم الله". ذكره مكي
فالذي في أيدينا من القرآن هو ما في مصحف عثمان رضي الله عنه الذي أجمع المسلمون عليه.
والذي في أيدينا من القراءات هو ما وافق خط ذلك المصحف من القراءات التي نزل بها القرآن وهو من الإجماع أيضا. وسقط العمل بالقراءات التي تخالف خط المصحف، فكأنها منسوخة بالإجماع على خط المصحف".
سبب شهرة هؤلاء القراء دون غيرهم
- ولقد اشتهر هؤلاء السبعة بالقراءة دون من هو فوقهم، فنسبت إليهم السبعة الأحرف مجازا، وصاروا في وقتنا أشهر من غيرهم ممن هو أعلى درجة منهم وأجل قدراو ذلك لأن الرواة عن الأئمة من القراء كانوا في العصر الثاني والثالث كثيرا في العدد، كثيرا في الاختلاف. فأراد الناس في العصر الرابع أن يقتصروا من القراءات التي توافق المصحف على ما يسهل حفظه وتنضبط القراءة به، فنظروا إلى إمام مشهور بالثقة والأمانة في النقل وحسن الدين وكمال العلم، واشتهر أمره وأجمع أهل مصره على عدالته فيما نقل، وثقته فيما قرأ وروى، وعلمه بما يقرئ به، ولم تخرج قراءته عن خط مصحفهم المنسوب إليهم، فأفردوا من كل مصر وجه إليه عثمان رضي الله عنه مصحفا إماما، هذه صفته وقراءته على مصحف ذلك المصر".
" فهم قوم، ليست لهم أسنان من قبلهم ولا قدمهم، غير أنهم تجردوا في القراءة، فاشتدت بها عنايتهم، ولها طلبهم، حتى صاروا بذلك أئمة يأخذها الناس عنهم ويقتدون بهم فيها، ذكره ابوطاهر
وذكر أبو عبيد القراء من التابعين فقال : هم خمسة عشر رجلا من هذه الأمصار، في كل مصر منهم ثلاثة رجال:
"فكان من قراء المدينة: أبو جعفر ثم شيبة بن نصاح ثم نافع وإليه صارت قراءة أهل المدينة".
"وكان من قراء مكة: عبد الله بن كثير وحميد بن قيس الأعرج ومحمد بن محيصن، وأقدمهم ابن كثير، وإليه صارت قراءة أهل مكة أو أكثرهم".
"وكان من قراء الكوفة: يحيى بن وثاب وعاصم والأعمش، ثم تلاهم حمزة رابعا، وهو الذي صار عظم أهل الكوفة إلى قراءته من غير أن يطبق عليه جماعتهم. وأما الكسائي فإنه يتخير القراءات، فأخذ من قراءة حمزة بعضا وترك بعضا".
"وكان من قراء البصرة: عبد الله بن أبي إسحاق، وأبو عمرو بن العلاء وعيسى بن عمر. والذي صار إليه أهل البصرة في القراءة، واتخذوه إماما أبو عمرو. وقد كان لهم رابعا، وهو عاصم الجحدري، غير أنه لم يرو عنه في الكثرة ما روي عن هؤلاء الثلاثة".
"وكان من قراء الشام: عبد الله بن عامر ويحيى بن الحارث الذماري وثالث، قد سمي لابي عبيد بالشام ونسي اسمه، فهؤلاء قراء الأمصار الذين كانوا من التابعين".ذكره أبو عبيد في كتابه القراءات


- جميع ما اشتهر من القراءات منزل من عند الله وهو مما وقف النبي صلى الله عليه وسلم على صحته.
لم تترك القراءة برواية غير هؤلاء القراء
لم تترك القراءة برواية غيرهم واختيار من أتى بعدهم إلى الآن.
"فهذه قراءة يعقوب الحضرمي غير متروكة، وكذلك قراءة عاصم الجحدري وقراءة أبي جعفر وشيبة إمامي نافع، وكذلك اختيار أبي حاتم وأبي عبيد، واختيار المفضل، واختيارات لغير هؤلاء الناس على القراءة كذلك في كل الأمصار من المشرق".
- جميع ما اشتهر من القراءات منزل من عند الله
جميع ما قرأ به قراء الأمصار مما اشتهر عنهم واستفاض نقله ولم يدخل في حكم الشذوذ، ولم يقع بين القراء تناكر له، ولا تخطئة لقارئه، بل رواه سائغا جائزا من همز وإدغام ومد وتشديد وحذف وإمالة، أو ترك كل ذلك، أو شيء منه، أو تقديم وتأخير، فإنه كله منزل من عند الله تعالى ومما وقف الرسول صلى الله عليه وسلم على صحته وخير بينه وبين غيره وصوب جميع القراءة به. ولو سوغنا لبعض القراء إمالة ما لم يمله الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة أو غير ذلك، لسوغنا لهم مخالفة جميع قراءة الرسول صلى الله عليه وسلم".
ويجوز أن يكون الرسول -صلى الله عليه وسلم- يقرئ واحدا بعض القرآن بحرف، وبعضه بحرف آخر على قدر ما يراه أيسر على القارئ. ذكره القاضي أبو بكر الاشعري
إن اختلاف القراء في الشيء الواحد مع اختلاف المواضع من هذا على قدر ما رووا، وأن ذلك المتلقن له من النبي -صلى الله عليه وسلم- على ذلك الوجه أقرأ غيره كما سمعه، ثم من بعده كذلك إلى أن اتصل بالسبعة،
ومثاله :
قراءة نافع "يحزن" بضم الياء وكسر الزاي في جميع القرآن، إلا حرف الأنبياء، وقراءة ابن عامر "إبراهام" بالألف في بعض السور دون بعض، ونحو ذلك مما يقال فيه: إنه جمع بين اللغتين، والله أعلم).[المرشد الوجيز: 146-167]


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 6 شعبان 1436هـ/24-05-2015م, 03:52 PM
الشيماء وهبه الشيماء وهبه غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Dec 2012
المشاركات: 1,465
افتراضي

إعداد الأخت " نبيلة الصفدي "



الباب الخامس
المقصد الرئيس للباب:
الفصل بين القراءة الصحيحة القوية والشاذة الضعيفة المروية
o المقاصد الفرعية للباب:
أ: "اختلاف الناس في القراءات، كما اختلفوا في الأحكام
o تفاضل حملة القرآن في حمل القرآن ونقل حروفه
o الآثار التي رويت في الأحكام
o الآثار التي رويت في حروف القرآن

ب- أنواع القراءات وشروط القراءة الصحيحة
o معنى القراءة :
o شروط القراءة الصحيحة :
o بيان أنالقراءة التي عرضت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في العام الذي قبض فيه، هي التي يقرؤها الناس اليوم:
o اتفاق الأمة على ماجاء بالعرضة الأخيرة وكتابة المصحف أنهى الاختلاف في القراءة:
ج- القراءات الصحيحة المعتبرة المجمع عليها
القراءات منقسمة إلى المجمع عليه والشاذ
o القراءات المجمع عليها
o القراءة الشاذة
o معنى الشاذ لغة
o حكم القراءة بالشاذ
o طرق نقل الشاذ
o حكم من قرأ بصلاته بقراءة ابن مسعود أو غيره من الصحابة مما يخالف المصحف
o حكم من قرأ بالقراءة الشاذة في صلاة أو غيرها
o حكم من بدل كلمة بمعناها
o حكم من قرأ كل آية بقراءة قارئ

المقصد الرئيس للباب:
الفصل بين القراءة الصحيحة القوية والشاذة الضعيفة المروية
المقاصد الفرعية للباب:
أ: "اختلاف الناس في القراءات، كما اختلفوا في الأحكام
-
تفاضل حملة القرآن في حمل القرآن ونقل حروفه :
- المعرب العالم بوجوه الإعراب في القراءات، العارف باللغات ومعاني الكلام، البصير بعيب القراءة المنتقد للآثار، فذلك الإمام الذي يفزع إليه حفاظ القرآن في كل مصر من أمصار المسلمين".
- ومنهم من يعرب ولا يلحن ولا علم له بغير ذلك، فذلك كالأعرابي الذي يقرأ بلغته ولا يقدر على تحويل لسانه، فهو مطبوع على كلامه".
- "ومنهم من يؤدي ما سمعه ممن أخذ عنه، وليس عنده إلا الأداء لما تعلم، لا يعرف الإعراب ولا غيره، فذلك الحافظ ولا يلبث مثله أن ينسى إذا طال عهده، فيقرأ بلحن لا يعرفه وتدعوه الشبهة إلى أن يرويه عن غيره ويبرئ نفسه فذلك لا يقلد في القراءة ولا يحتج بنقله
- ومنهم من يعرب قراءته ويبصر المعنى ويعرف اللغات ولا علم له بالقراءات واختلاف الناس في الآثار، فربما دعاه بصره بالإعراب إلى أن يقرأ بحرف جائز في العربية لم يقرأ به أحد من الماضين، فيكون بذلك مبتدعا
- الآثار التي رويت في الأحكام:
ü منها المجتمع عليه السائر المعروف،
ü ومنها المتروك المكروه عند الناس: المعيب من أخذ به، وإن كان قد روي وحفظ،
ü ومنها ما قد توهم فيه من رواه فضيع روايته ونسي سماعه لطول عهده، فإذا عرض على أهله عرفوا توهمه وردوه على من حمله.- ولعل كثيرا ممن ترك حديثه واتهم في روايته كانت هذه علته .


- الآثار التي رويت في حروف القرآن :
ü منها اللغة الشاذة القليلة،
ü ومنها الضعيف المعنى في الإعراب، غير أنه قد قرئ به،
ü ومنها ما توهم فيه فغلط به، فهو لحن غير جائز عند من لا يبصر من العربية غير اليسير،
ü ومنها اللحن الخفي الذي لا يعرفه إلا العالم الخبير،

ب- أنواع القراءات وشروط القراءة الصحيحة
- معنى القراءة :هي القراءة التي تلقاها الناس عن أوليهم تلقيا، وقام بها في كل مصر من هذه الأمصار رجل ممن أخذ عن التابعين، اجتمعت الخاصة والعامة على قراءته وسلكوا فيها طريقه وتمسكوا بمذاهبه
"القراءة سنة يأخذها الآخر عن الأول، فاقرءوا كما علمتموه، عن عمر بن الخطاب وزيد بن ثابت رضي الله عنهما من الصحابة، وعن ابن المنكدر وعروة بن الزبير وعمر بن عبد العزيز وعامر الشعبي من التابعين
o شروط القراءة الصحيحة :
ü فكل قراءة ساعدها خط المصحف مع صحة النقل فيها ومجيئها على الفصيح من لغة العرب، فهي قراءة صحيحة معتبرة.
ü وبعنى آخر : إذا اجتمع للحرف قوته في العربية وموافقة المصحف واجتماع العامة عليه فهو المختار عند أكثرهم.
§ قراءة العامة، ما اتفق عليه أهل المدينة وأهل الكوفة. وربما اختاروا ما اجتمع عليه أهل الحرمين،
§ موافقة خط المصحف ما يرجع إلى زيادة الكلم ونقصانها
ü اذا اختلت هذه الأركان الثلاثة أطلق على تلك القراءة أنها شاذة وضعيفة
ذكر ذلك الشيخ المقرئ أبو محمد مكي بن أبي طالب القيرواني في كتاب معاني القراءات السبع وذكره أبو الحسن رحمه الله في كتابه "جمال القراء" في باب مراتب الأصول وغرائب الفصول
ü ما يرجع إلى الهجاء وتصوير الحروف، فلا اعتبار بذلك في الرسم، فإنه مظنة الاختلاف، وأكثره اصطلاح، وقد خولف الرسم بالإجماع في مواضع منها :الصلاة والزكاة والحياة، فهي مرسومات بالواو ولم يقرأها أحد على لفظ الواو.فيكتف في مثل ذلك بالأمرين الآخرين، وهما صحة النقل والفصاحة في لغة العرب


o بيان أنالقراءة التي عرضت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في العام الذي قبض فيه، هي التي يقرؤها الناس اليوم:
ü عن محمد بن سيرين أنه قال:"كانوا يرون أن قراءتنا هذه هي أحدثهن بالعرضة الأخيرة"،
ü وفي رواية قال: "نبئت أن القرآن كان يعرض على النبي صلى الله عليه وسلم كل عام مرة في شهر رمضان، فلما كان العام الذي توفي فيه عرض عليه مرتين". قال ابن سيرين: "فيرون أو يرجون أن تكون قراءتنا هذه أحدث القراءات عهدا بالعرضة الأخيرة". أخرجه أبو عبيد وغيره
o اتفاق الأمة على ماجاء بالعرضة الأخيرة وكتابة المصحف أنهى الاختلاف في القراءة:
ü ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله: "إن القرآن نزل على سبعة أحرف"
ü كثر الاختلاف في القراءة في زمانه صلى الله عليه وسلم وبعده إلى أن كتبت المصاحف
ü بعد أن كتبت المصاحف، باتفاق من الصحابة بالمدينة على ذلك، ونفذت إلى الأمصار وأمر الناس باتباعها وترك ما عداها، أخذ الناس بها، وتركوا من تلك القراءات كل ما خالفها، وأبقوا ما يوافقها صريحا

ج- القراءات الصحيحة المعتبرة المجمع عليها
o القراءات منقسمة إلى المجمع عليه والشاذ:
§ القراءات المجمع عليها :
- القراءات الصحيحة المعتبرة المجمع عليها انتهت إلى القراء السبعة وسبب شهرة نقلها عنهم لتصديهم لذلك وإجماع الناس عليهم، فاشتهروا بها
- بيانليس جميع ما روي عن القراء السبع معتبر ومجمع عليه، بل قد روي عنهم ما يطلق عليه أنه ضعيف وشاذ بخروجه عن الضابط المذكور باختلال بعض الأركان الثلاثة - وهذا محمول على قلة ضبط الرواة فيه كما ذكر ابن مجاهد وإن صح فيه النقل فهو من بقايا الأحرف السبعة التي كانت القراءة مباحة عليها، على ما هو جائز في العربية، فصيحا كان أو دون ذلك.

- شبهة أن القراءات السبعة كلها متواترة والقطع بأنها منزلة من عند الله واجب.
-
n القراءات السبع وهي ما روي عن الأئمة السبعة القراء المشهورين، المروي عنهم منقسم إلى :
v ما أجمع عليه عنهم ولم يختلف فيه الطرق، فالقطع بأنه منزل من عند الله واجب
v وإلى ما اختلف فيه بمعنى أنه نفيت نسبته إليهم في بعض الطرق.
n أما إن القراءات السبع متواترة، لـ(أن القرآن أنزل على سبعة أحرف) فخطؤه ظاهر؛ لأن الأحرف السبعة المراد بها غير القراءات السبع ، بمعرفة شروط التواتر لا يمكن أن تكون في كل حرف من حروف القراءة.فلا يلتزم التواتر في جميع الألفاظ المختلف فيها بين القراء
o والراجح أن القراءات كلها منقسمة إلى متواتر وغير متواتر

n القراءة الشاذة:
- معنى الشاذ لغة :"الشاذ مأخوذ من قولهم: شذ الرجل يشذ ويشذ شذوذا، إذا انفرد عن القوم واعتزل عن جماعتهم
- حكم القراءة بالشاذ :
- لا تجوز القراءة بشيء منها لخروجها عن إجماع المسلمين وعن الوجه الذي ثبت به القرآن -وهو التواتر- وإن كان موافقا للعربية وخط المصحف
- طرق نقل الشاذ :
- من طريق الآحاد، وإن كانت نقلته ثقات. فتلك الطريق لا يثبت بها القرآن.
- ومنها ما نقله من لا يعتد بنقله ولا يوثق بخبره، فهذا أيضا مردود، لا تجوز القراءة به ولا يقبل، وإن وافق العربية وخط المصحف،
- حكم من قرأ بصلاته بقراءة ابن مسعود أو غيره من الصحابة مما يخالف المصحف:
- المنع من قراءة ما خالف المصحف في الصلاة،
- قال مالك:"من قرأ في صلاته بقراءة ابن مسعود أو غيره من الصحابة مما يخالف المصحف، لم يصل وراءه".
- "إن الصلاة بالقراءة الشاذة لا تصح".ذكره الإمام أبو بكر الشاشي في كتابه المسمى بالمستظهري نقلا عن القاضي الحسين وهو من كبار فقهاء الشافعية المراوزة

- حكم من قرأ بالقراءة الشاذة في صلاة أو غيرها :
- إذا قرأ بها قارئ كان جاهلا بالتحريم عرف به وأمر بتركها،
- وإن كان عالما أدب بشرطه،
- وإن أصر على ذلك أدب على إصراره وحبس إلى أن يرتدع عن ذلك".
- ومنهم "ابن شنبوذ البغدادي" : الذي زعم أن كل ما صح عنده وجه في العربية لحرف من القرآن، يوافق خط المصحف فقراءته به جائزة في الصلاة وفي غيرها،
وكان قد تخير لنفسه حروفا من شواذ القراءات تخالف الإجماع يقرأ بها. فصنف أبو بكر بن الأنباري وغيره كتبا في الرد عليه، وقد استتاب واعترف بخطئه
-
حكم من بدل كلمة بمعناها :
مثل تبديل "أتينا" بأعطينا و"سولت" بزينت ونحوه، فليس هذا من الشواذ، بل هو أشد تحريما، والتأديب عليه أبلغ، والمنع منه أوجب

- حكم من قرأ كل آية بقراءة قارئ :
- يشترط بذلك :
- يشترط أن يكون المقروء به قد تواتر نقله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرآنا أو استفاض نقله كذلك وتلقته الأمة بالقبول
- إذا شرع القارئ بقراءة فينبغي أن لا يزال يقرأ بها ما بقي للكلام تعلق بما ابتدأ به، وما خالف هذا ففيه جائز وممتنع،
- كراهة بعض الأئمة ترداد الآية بقراءات مختلفة لما فيه من الابتداع منهم شيخ المالكية

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 6 شعبان 1436هـ/24-05-2015م, 03:55 PM
الشيماء وهبه الشيماء وهبه غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Dec 2012
المشاركات: 1,465
افتراضي

إعداد الأخت " ميسر ياسين محمد محمود "

الباب السادس
-المقصد العام :في الإقبال على ما ينفع من علوم القرآنوالعمل بها وترك التعمق في تلاوة ألفاظه والغلو بسببها
-المقاصد الفرعية:
&-أصناف قراء القرآن.
&-الأمور الواجبة على حامل القرآن الكريم
-بالترتيل،
-تفسير المعاني،
-الاتعاظ والتأثر والانزجار والائتمار.
&-المساويء التي تؤخذ على حامل القرآن الكريم .
&-أخلاق حامل القرآن
&-عاقبة من أخذ الفرآن بحقه

-المقصد العام :
في الإقبال على ما ينفع من علوم القرآن
والعمل بها وترك التعمق في تلاوة ألفاظه والغلو بسببها
-تلخيص المقاصد الفرعية:
- أصناف قراء القرآن :
1-صنف اتخذوه بضاعة يأكلون به.
2-وصنف أقاموا حروفه وضيعوا حدوده واستطالوا به على أهل بلادهم واستدروا به الولاة، وهذا الصنف كثير.لا كثرهم الله.
3- وصنف عمدوا إلى دواء القرآن فوضعوه على داء قلوبهم واستشعروا الخوف وارتدوا الحزن، فأولئك يسقي الله بهم الغيث وينصرهم على الأعداء، والله لهذا الضرب من حملة القرآن أعز من الكبريت الأحمر
.قاله الحسن.

&-الأمور الواجبة على حامل القرآن الكريم:
هي أن يشترك فيه اللسان والعقل والقلب، فحظ اللسان :تصحيح الحروف بالترتيل، وحظ العقل :تفسير المعاني، وحظ القلب :الاتعاظ والتأثر والانزجار والائتمار. فاللسان يرتل والعقل يترجم والقلب يتعظ.قاله العزالي في كتاب تلاوة الفرآن.
-فترتيله ؛يكون من خلال :
1-تحقيق معنى قوله تعالى :{ورتل القرآن ترتيلا}،-بينه تبيينا. وعن مجاهد قال: قاله ابن عباس
-بعضه في إثر بعض ،ترسل فيه ترسلا.قاله مجاهد.
2-أن يوفي الحروف حقوقها من المد والهمز والتشديد والإدغام والحركة والسكون والإمالة والفتح، إن كانت كذلك من غير تجاوز ولا تعسف ولا إفراط ولا تكلف".- قاله أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني .
- وأنشد أبو الحسن علي بن محمد السخاوي رحمه الله تعالى قصيدة من نظمه في علم التجويد، يقول فيها:
لا تحسب التجويد مدا مفرطا أو مد ما لا مد فيه لوان
أو أن تشدد بعد مد همزة أو أن تلوك الحرف كالسكران
أو أن تفوه بهمزة متهوعا فيفر سامعها من الغثيان
للحرف ميزان، فلا تك طاغيا فيه، ولا تك مخسر الميزان
فإذا همزت فجئ به متلطفا من غير ما بهر وغير توان
وامدد حروف المد عند مسكن أو همزة حسنا أخا إحسان .
-أما تفسيره والتفكر والتدبر؛ فيكون من خلال ما يلي :
1-الاهتمام بالتكرار طريق للتفكر وتأثيره على القلب :عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قام رسول الله [صلى الله عليه وسلم] ليلة من الليالي يقرأ آية واحدة الليل كله، حتى أصبح، بها يقوم وبها يركع وبها يسجد: {إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم}.عن محمد بن كعب قال: لأن أقرأ {إذا زلزلت} و {القارعة}، أرددهما وأتفكر فيهما، أحب إلي من أن أهذ القرآن.
-عن ابن مسعود رضي الله عنه: أنه يردد: {وقل رب زدني علما}، حتى أصبح.
وعن عامر بن عبد قيس: أنه قرأ ليلة من سورة المؤمن فلما انتهى إلى قوله تعالى: {وأنذرهم يوم الآزفة إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين}، لم يزل يرددها حتى أصبح.
3- فهم معانيه والتفكر فيه :وهذا هو الجمع الصحيح للقرآن وليس جمعه حفظاً من غير فهم.وأن لا يكون همة قوة حفظه وسرعة سرده وتحرير النطق بألفاظه والبحث عن مخارج حروفه والرغبة في حسن الصوت به.
-عن أبي الزاهرية: أن رجلا أتى أبا الدرداء بابنه فقال: با أبا الدرداء، إن ابني هذا جمع القرآن، فقال: ((اللهم اغفر، إنما جمع القرآن من سمع له وأطاعه)).
-"قال رجل لسليم رحمه الله: جئتك لأقرأ عليك التحقيق، فقال سليم: يا ابن أخي، شهدت حمزة وأتاه رجل في مثل هذا، فبكى وقال: يا ابن أخي، إن التحقيق صون القرآن، فإن صنته فقد حققته، وهذا هو التشديق".
معنى قوله تعالى:قال الله عز وجل: {كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته}:
تدبر آياته، اتباعه والعمل بعلمه، أما والله ما هو بحفظ حروفه وإضاعة حدوده، حتى إن أحدهم ليقول: قد قرأت القرآن كله، فما أسقط منه حرفا، وقد والله أسقطه كله ما يرى له القرآن في خلق ولا عمل، حتى إن أحدهم ليقول: إني لأقرأ السورة في نفس واحد، والله ما هؤلاء بالقراء ولا العلماء ولا الحكماء ولا الورعة، متى كانت القراء تقول مثل هذا، لا كثر الله في الناس مثل هؤلاء.
-أما التأثر به والخشوع عند قراءته والاتعاظ والتأثر والانزجار والائتمار. فيكون بالأمور التالية:
1-التأثر بذكر النار والعقاب والبكاء عن. قراءته :عن سليمان بن سحيم قال: أخبرني من رأى ابن عمر وهو يصلي ويترجح ويتمايل ويتأوه، حتى لو رآه من يجهله لقال: أصيب الرجل، وذلك لذكر النار إذا مر بقوله تعالى: {وإذا ألقوا منها مكانا ضيقا مقرنين دعوا هنالك ثبورا}، أو شبه ذلك.
فالبكاء عند القراءة هو مقياس للعلم : عن مسعر عن عبد الأعلى التيمي قال: من أوتي من العلم ما لا يبكيه: فليس بخليق أن يكون أوتي علما ينفعه؛ لأن الله تبارك وتعالى نعت العلماء فقال: {إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجدا * ويقولون سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا * ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا}.
-معنى قوله تعالى{الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته}، يتبعونه حق إتباعه. قاله عكرمة وذكره أبو عبيد القاسم بن سلام في "كتاب فضائل القرآن"
-معنى قوله تعالى: {فنبذوه وراء ظهورهم}، قال: أما إنه ما كان بين أيديهم، ولكن نبذوا العمل به.
:وروي مرفوعا وموقوفا: ((اقرءوا القرآن ما نهاك، فإذا لم ينهك فلست تقرؤه)).
وعن الحسن: أن أولى الناس بالقرآن من اتبعه وإن لم يكن يقرؤه.
2-تحسين الصوت في القرآن وتحرينه: و هو القراءة بطريق الحزن والتخويف والتشويق، لا الألحان المطربة الملهية. عن ابن جريج قال: قلت لعطاء ما تقول في القراءة على الألحان؟ فقال: وما بأس بذلك، سمعت عبد الله بن عمر يقول: كان داود عليه السلام يفعل كذا وكذا لشيء ذكره، يريد أن يبكي بذلك ويبكي.ذكره أبو عبيد، عن سعد بن مالك قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ((إن هذا القرآن نزل بحزن، فإذا قرأتموه فابكوا، فإن لم تبكوا فتباكوا)؛فالخشبة هي مقياس حسن الصوت :عن طاوس قال:
سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الناس أحسن صوتا بالقرآن -أو أحسن قراءة- فقال: ((الذي إذا سمعته رأيته يخشى الله تعالى)).

&المساويء التي تؤخذ على حامل القرآن الكريم :
1-السرعة في القراءة والتعجل :
- عن أبي حمزة قال: قلت لابن عباس: إني سريع القراءة، وإني أقرأ القرآن في ثلاث، فقال: لأن أقرأ البقرة في ليلة، فأدبرها وأرتلها، أحب إلي من أن أقرأ كما تقول.
- وحدثنا جرير عن مغيرة عن إبراهيم قال: قرأ علقمة على عبد الله، فكأنه عجل، فقال عبد الله: فداك أبي وأمي، رتل، فإنه زين القرآن.
- وعن إبراهيم عن علقمة قال: قال ابن مسعود -رضي الله عنه-: لا تنثروه نثر الدقل ولا تهذوه هذ الشعر، قفوا عند عجائبه، وحركوا به القلوب، ولا يكن هم أحدكم آخر السورة.
2-البدعة في قراءة القرآن:
- وعن الحارث عن علي رضي الله عنه قال: نهى رسول الله [صلى الله عليه وسلم] أن يرفع الرجل صوته بالقرآن في الصلاة قبل العشاء الآخرة وبعدها ويغلط أصحابه.
- وعن يحيى بن أبي كثير قال: قيل للنبي صلى الله عليه وسلم: إن ههنا قوما يجهرون بالقراءة في صلاة النهار، فقال: ((ارموهم بالبعر)).
3-القراءة بدون تفكر وتدبر:
-لأسباب والحجب التي منعت من فهم القرآن ،وبيان عجائب أسرار ه هي :
1- أن يكون الهم منصرفا إلى تحقيق الحروف بإخراجها من مخارجها، وهذا يتولى حفظه شيطان وكل بالقراء ليصرفهم عن معاني كلام الله تعالى، فلا يزال يحملهم على ترديد الحرف، يخيل إليهم أنه لا يخرج من مخرجه، .قاله الغزالي في كتاب تلاوة القرآن
2-اللحن في القراءة الذي يحجب المعنى:- وعن حذيفة بن اليمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((اقرءوا القرآن بلحون العرب وأصواتها، وإياكم ولحون أهل الفسق وأهل الكتابين، وسيجيء قوم من بعدي يرجعون القرآن ترجيع الغناء والرهبانية والنوح، لا يجاوز حناجرهم، مفتونة قلوبهم وقلوب الذين يعجبهم شأنهم)).
-وعن عابس الغفاري أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يتخوف على أمته خصالا: بيع الحكم، والاستخفاف بالدم، وقطيعة الرحم، وقوما يتخذون القرآن من أمير، يقدمون أحدهم ليس بأفقههم ولا بأفضلهم، إلا ليغنيهم به غناء.
حكم تلحين القرآن:
- وعن أنس: أنه سمع رجلا يقرأ بهذه الألحان التي أحدث الناس، فأنكر ذلك ونهى عنه.
- فائدة:
جواز إخفاء شيء من العلم لمصلحة معينة:
وقال شعبة: نهاني أيوب أن أحدث بهذا الحديث: ((زينوا القرآن بأصواتكم)).
- قال أبو عبيد: وإنما ذكره أيوب فيما يرى أن يتأول الناس بهذا الحديث الرخصة من رسول الله [صلى الله عليه وسلم] في هذه الألحان المبتدعة، يعني معنى الحديث غير ذلك، وهو لما سبق.
3- التنطع والاختلاف :
قال أبو بكر بن أبي شيبة:
- حدثنا أبو بكر بن عياش عن عاصم عن زر عن عبد الله رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((يخرج في آخر الزمان قوم أحداث الأسنان، سفهاء الأحلام، يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم)).
وقال عبد الله: إياكم والتنطع والاختلاف.
- وقال حذيفة: إن من أقرأ الناس المنافق الذي لا يدع واوا ولا ألفا، يلفت كما تلفت البقرة بلسانها، لا يجاوز ترقوته.
-قال صاحب الغريبين في الحديث: ((هلك المتنطعون...)).
- معنى التنطع:
"هم المتعمقون الغالون"، قال: "ويكون الذين يتكلمون بأقصى حلوقهم، مأخوذ من النطع، وهو الغار الأعلى". قال: "وفي حديث حذيفة: من أقرأ الناس منافق لا يدع منه واوا ولا ألفا يلفته بلسانه، كما تلفت البقرة الخلاء بلسانها، أي تلويه، يقال: لفته وفتله، أي لواه" والخلاء الرطب من الكلأ.
4-الاغترار بعلوم فرعية لها علاقة بالقرآن والإسهاب فيها ووصف الغزالي لهذا الاغترار في كتام ذم الغرور حيث قال:"اللب الأقصى هو العمل، والذي فوقه هو معرفة العمل، وهو كالقشر للعمل وكاللب بالإضافة إلى ما فوقه، والذي فوقه هو سماع الألفاظ وحفظها بطريق الرواية، وهو قشر بالإضافة إلى المعرفة ولب بالإضافة إلى ما فوقه، وما فوقه هو العلم باللغة والنحو، وفوق ذلك القشرة العليا وهو العلم بمخارج الحروف، والعارفون بهذه الدرجات كلهم مغترون إلا من اتخذ هذه الدرجات منازل، فلم يعرج عليها إلا بقدر حاجته، فتجاوز إلى ما وراءه، حتى وصل إلى باب العمل، وطالب بحقيقة العمل قلبه وجوارحه، ورجى عمره في حمل النفس عليه وتصحيح الأعمال وتصفيتها عن الشوائب والآفات، فهذا هو المقصود المخدوم من جملة علوم الشرع، وسائر العلوم خدم له ووسائل إليه وقشور له ومنازل بالإضافة إليه، وكل من لم يبلغ المقصد فقد خاب، سواء كان في المنزل القريب، أو في المنزل البعيد، وهذه العلوم لما كانت متعلقة بعلوم الشرع اغتر بها أربابها".

&-أخلاق حامل القرآن:
1-عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-: ينبغي لحامل القرآن أن يعرف بليله إذا الناس نائمون، وبنهاره إذا الناس مفطرون، وبورعه إذا الناس يخلطون، وبتواضعه إذا الناس يختالون، وبحزنه إذا الناس يفرحون، وببكائه إذا الناس يضحكون، وبصمته إذا الناس يخوضون.
2- قال عبد الله بن عروة بن الزبير: قلت لجدتي أسماء بنت أبي بكر: كيف كان أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا سمعوا القرآن؟ قالت: تدمع أعينهم وتقشعر جلودهم كما نعتهم الله
3-صون حامل القرآن نفسه عن حاجة الناس والترفع عن الدنيا :عن قال أبو عبيد: جلست إلى معمر بن سليمان بالرقة، وكان من خير من رأيت، وكانت له حاجة إلى بعض الملوك، فقيل له: لو أتيته فكلمته، فقال: قد أردت إتيانه، ثم ذكرت القرآن والعلم، فأكرمتهما عن ذلك.
ذكر أبو بكر بن أبي شيبة في "كتاب ثواب القرآن". عن مغيرة عن إبراهيم قال: كان يكره أن يقرأ القرآن عند الأمر يعرض من أمر الدنيا.
- وذكر عن حفص عن هشام بن عروة قال: كان إذا رأى شيئا من أمر الدنيا يعجبه، قرأ: {ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم}الآية-

&-عاقبة من أخذ الفرآن بحقه :
-علو مكانة حامل القرآن في الآخرة:
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:((من قرأ القرآن فقام به آناء الليل والنهار يحل حلاله ويحرم حرامه خلطه الله بلحمه ودمه، وجعله رفيق السفرة الكرام البررة، وإذا كان يوم القيامة كان القرآن له حجيجا)).- ذكر في "كتاب شعب الإيمان":
-علو مكانة حامل القرآن في الدنيا :
حدثنا معاذ عن عوف عن زياد بن مخراق عن أبي كنانة عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: إن من إجلال الله إكرام حامل القرآن غير الغالي فيه ولا الجافي عنه.
ورواه البيهقي في "الشعب" عن أبي موسى رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن من إجلال الله عز وجل إكرام ذي الشيبة المسلم وحامل القرآن غير الغالي فيه ولا الجافي عنه وإكرام ذي السلطان المقسط)).


من جهاز الـ iPhone الخاص بي‬

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 6 شعبان 1436هـ/24-05-2015م, 03:56 PM
الشيماء وهبه الشيماء وهبه غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Dec 2012
المشاركات: 1,465
افتراضي

تم بفضل الله
ونعتذر إليكم عما بدر من تقصير
والحمد لله رب العالمين

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 6 شعبان 1436هـ/24-05-2015م, 04:41 PM
فاطمة الزهراء احمد فاطمة الزهراء احمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 1,051
افتراضي

جزاك الله عنا خير الجزاء

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 6 شعبان 1436هـ/24-05-2015م, 05:25 PM
مضاوي الهطلاني مضاوي الهطلاني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 864
افتراضي

جزاك الله خيرا أخت شيماء على ما بذلتيه من جهد وعلى توجيهاتك لي فقد استفدت منها بوركت أينما كنت

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 7 شعبان 1436هـ/25-05-2015م, 09:11 PM
نبيلة الصفدي نبيلة الصفدي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 508
افتراضي

جزاك الله خيراً شيماء أنت وأخواتي

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 13 شعبان 1436هـ/31-05-2015م, 11:40 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

أحسنتم أخواتي، بارك الله فيكم ونفع بكم وزادكم من فضله

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مقاصد, تلخيص

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:22 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir