وقال عَوْفُ بنُ عَطِيَّةَ بنِ الخَرِعِ التَّيْمِيُّ
وكانَتْ ضَبَّةُ أغارَتْ على جيرانٍ له، فأخَذَ عَوْفٌ إبِلاً مِن ضَبَّةَ وأعطاها جِيرانَه:
هُما إِبِلانِ فيهمَا ما عَلِمْتُمُ = فأَدُّوهُما إنْ شئْتُمُ أَنْ نُسَالِمَا
فإِنْ شِئْتُمُ ألْقَحْتمُ ونَتَجْتُمْ = وإنْ شِئْتُمُ عَيْنًا بعَينٍ كمَا هُمَا
وإنْ كانَ عَقْلاً فاعْقِلُوا لأخِيكمُ = بَنَاتِ المَخَاضِ والبِكَارَ المَقَاحِمَا
جَزَيْتُ بنِي الأَعْشَي مكانَ لَبُونِهِمْ = كِرامَ المَخَاضِ واللِّقاحَ الرَّوَائِمَا
مَهَارِيسَ لا تَشْكُو الوُجُومَ ولَوْ رَعَتْ = جِمَادَ خُفَافٍ أوْ رَعَتْ ذا جَمَاجِمَا
وتشْرَبُ أسْآرَ الحِيَاضِ تسُوفُها = وإنْ وَرَدَتْ ماءَ المُرَيْرَةِ آجِمَا
فمَنْ مُبْلِغٌ تَيْمًا علَى نأْيِ دارِها = سَراتَهُمُ والحاملينَ العَظائِمَا
عَمَدْتُ لأمْرٍ يَرْحَضُ الذَّمَّ عَنْكُمُ = ويَغْسِلُ عنْ حُرِّ الأُنُوفِ الخَوَاطِمَا
أتأكُلُ أشباهُ المَغَازِلِ ذِمَّتي = ولمَّا تَكُنْ فيها الرِّبابُ عَمَاعِمَا
فأمَّا الدِّقَاقُ الأسْوُقِ الضُّلْعُ منْهُمُ = فلسْتُ بهاجِيهِمْ وإنْ كنتُ لائِمَا
بوُدِّهِمْ لا قَرَّبَ اللهُ وُدَّهُمْ = ولا زالَ مُعْطِيهِمْ مِنَ الخيْرِ حَارِمَا
ولكِنَّني أهْجُو صَفِيَّ بْنَ ثابتٍ = مُثَبَّجَةً لاقَتْ مِنَ الطَّيْرِ حاتِمَا
وحِضْنًا ظَؤُورًا جَوْنَةً خُلَّتِ اسْتُها = وصَفْوانَ زَلْقًا فوْقَه الماءُ دائِمَا