أبواب الأربعة
21 - باب الأب
الأب: بتخفيف الباء: الوالد. وبتشديدها: المرعى. ومنه قوله تعالى: {فاكهة وأبا}.
ويقال: أب الرجل إذا تهيأ للذهاب: أبا، وأبابة، وأبيبا: وأنشد للأعشى: -
أخ قد طوى كشحا وأب ليذهبا
وذكر أهل التفسير أن الأب " بتخفيف الباء " في القرآن على أربعة أوجه: -
أحدها: الأب الأدنى. ومنه قوله تعالى في سورة النساء: {وورثه أبواه}، وفي الأنعام: {وإذ قال إبراهيم لأبيه آزر}، وفي مريم: {يا أبت لم تعبد ما لا يسمع}، وفي القصص: {وأبونا شيخ كبير}، وفي عبس: {وأمه وأبيه}.
والثاني: الأب الأعلى وهو الجد، ومنه قوله تعالى في يوسف: {واتبعت ملة آبائي إبراهيم وإسحاق ويعقوب}، وفي الحج: {ملة أبيكم إبراهيم}.
والثالث: العم. ومنه قوله تعالى في البقرة: {نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل}، وإنما إسماعيل عم يعقوب.
والرابع: الخالة. ومنه قوله تعالى في يوسف: {ورفع أبويه على العرش}.
الأجر: العوض المأخوذ في العقد على المنافع.
ويسمى العقد: إجازة. وتقول: أجرته على فعله، أي: جعلت له أجرا.
والأجر أيضا: جبر العظم. تقول " أيضا ": أجرت يده، أي: جبرت. والإجار: السطح الذي ليس حوله ما يرد المرتقي، وجمعه: أجاجير، وأجاجرة، والإنجار: لغة في الإجار.
وذكر أهل التفسير أن الأجر في القرآن على أربعة أوجه: -
أحدها: نفقة الرضاع. ومنه قوله تعالى " في الطلاق ": {فإن أرضعن لكم فآتوهن أجورهن}.
والثاني: المهر. ومنه قوله تعالى في سورة النساء: {وآتوهن أجورهن بالمعروف}، وفي الأحزاب: {واللاتي " آتيت أجورهن}.
والثالث: الجعل. ومنه قوله تعالى في سبأ: {قل ما سألتكم من أجر فهو لكم}، ومثله: {لا أسئلكم عليه أجرا}.
والرابع: الثواب على الطاعة. ومنه قوله تعالى في النحل: {ولنجزين الذين صبروا أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون}.
وقد ألحق بعضهم وجهين آخرين:
أحدهما: الثناء الحسن، ومنه قوله تعالى في العنكبوت {وآتيناه أجره في الدنيا}.
والثاني: الجنة. ومنه قوله في سورة النساء: {يؤت من لدنه أجرا عظيما}.
الإحاطة: الاستدارة بالشيء من جميع جوانبه. ويقال للبستان: الحائط، لأنه يجمع كثيرا من الثمار. وقال ابن الأنباري: لأنه يحوط صاحبه وينفعه.
وذكر أهل التفسير أن الإحاطة في القرآن على أربعة أوجه:
أحدها: العلم. ومنه قوله تعالى في البقرة: {لوا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء}، وفي سورة الجن: {وأحاط بما لديهم}.
والثاني: الجمع. ومنه قوله تعالى في البقرة: {والله محيط بالكافرين}، (أي: جامعهم).
والثالث: الإهلاك. ومنه قوله تعالى في البقرة: {وأحاطت به خطيئته}، وفي الكهف: {وأحيط بثمره}.
والرابع: الاشتمال. ومنه قوله تعالى في الكهف: {أحاط بهم سرادقها}، وفي العنكبوت: {وإن جهنم لمحيطة بالكافرين}.