دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم القرآن الكريم > مكتبة التفسير وعلوم القرآن الكريم > بيان المُستشكل > فوائد في مشكل القرآن للعز بن عبد السلام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 7 ربيع الثاني 1432هـ/12-03-2011م, 10:18 PM
إشراق المطيري إشراق المطيري غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 3,529
افتراضي سورة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام

سورة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام

قوله عز وجل: {ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث}... (21: 2) ما فائدة قوله: «محدث»؟ مع أن كل شيء أتانا فهو محدث، لأن القديم لا يتصف بالإتيان.
والجواب: أن المحدث والقديم يطلقان على ما قرب عهده وبعد. كقوله تعالى: {كالعرجون القديم} فالمراد هاهنا بالمحدث: ما قرب إنزاله، فتكون فائدة هذه الصفة
[فوائد في مشكل القرآن: 187]
المبالغة في ذمهم، لأن كلام الله سبحانه وتعالى عند أول نزوله له وقع، ووقعه أعظم، والإنابة إليه أتم. فسخريتهم به تكون أعظم من سخريتهم بما تقادم نزوله.
قوله عز وجل: {لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا} (21: 22) ... فيه إشكال، لأنه ذكره بعد قوله: {أم اتخذوا آلهة من الأرض هم ينشرون} (21: 21) ليبطل قولهم. وهذا لا يبطله لأن الملازمة بين الفساد والإله الثاني إنما يصدق إذا كان الإله الثاني تامًا حتى يلزم التمانع، وهم لم يدعوا إلا ربوبية أصنام. يقولون إنها تقربنا إلى الله زلفى، أما إلهان تامان، فلم يقل به أحد من أهل الملل فما قالوا به لا تبطله الآية، وما تبطله الآية لم يقولوا به.
وكذلك قوله عز وجل: {ولو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السماوات والأرض}، قيل: إن الحق: الله عز
[فوائد في مشكل القرآن: 188]
وجل. وقيل: القرآن. وأيا ما كان فالملازمة مشكلة.
قوله عز وجل: {كل في فلك يسبحون} (21: 33) فيه ثلاثة أسئلة:
أحدها: لم قال: «في فلك»؟ والشمس والقمر في فلكين. فالقمر في سماء الدنيا والشمس في الفلك الرابع.
الثاني: أنه أتى بصيغة الجمع وهما اثنان؟
الثالث: لم أتى بالواو في الجمع، ولا يجمع بها إلا من يعقل، وهما لا يعقلان؟ والجواب: عن الأول: أنهما وإن كانا في فلكين، فالأفلاك كلها في الفلك المحيط بها فصارت كمال في صندوق، والصندوق في بيت، فيصدق على المال أنه في البيت.
وعن الثاني: أن الضمير عائد عليها مع الليل والنهار، وذلك لأن الليل والنهار يسبحان أيضًا، لأن الليل هو ظل الأرض، وهو يدور على محيط كرة الأرض على حسب دوران الأرض، وكذلك النهار يدور أيضًا لأنه يخلف الليل في المحيط، فقد اتصف كل واحد بالسباحة.
وعن الثالث: أنها لما وصفهما بالسبح، وهو لا
[فوائد في مشكل القرآن: 189]
يوصف به حقيقة إلا من يعقل، جمعهما، جمع من يعقل.
فائدة: قوله تعالى: «في فلك» والفلك هو المستدير مع قوله تعالى: {وجعلنا السماء سقفا محفوظا} (21: 32). والسقف: المستوي عندهم، لأنهم لا يقولون: سقف الخباء، فبينهما تناف.
والجواب: أنا نمنع أن العرب لا يقولون: سقف الخباء، ولئن سلمناه، قلنا: استعار السقف للسماء لاشتراكهما في الفوقية، ولأنهما كذلك في رأي العين.
قوله عز وجل: {وداود وسليمان إذ يحكمان في الحرث إذ نفشت فيه غنم القوم وكنا لحكمهم شاهدين ففهمناها سليمان} (21: 78، 79) فيه سؤالان:
الأول: أن المراد بالشهادة هانا العلم، وعلى هذا فما فائدة ذكر العلم هاهنا، وليس هو للتمدح به، لأن الله تعالى لا يتمدح بعلم جزئي. وليس السياق هنا سياق
[فوائد في مشكل القرآن: 190]
تهديد أو ترغيب، حتى يكون ذكر العلم للمجازاة على الفعل، كقولك: عرفت صنيعك. أي: أجازيك عليه أو أعاقبك.
الثاني: أن الحرث كان كرمًا، فقضى داود أولاً، بأن الغنم تسلم لصاحب الكرم يأخذ أصوافها وألبانها، ويسلم الكرم لصاحب الغنم يصلحه. فإذا صلح عادت الغنم لربها، والكرم لربه. فحكم (داود) لو وقع في شريعتنا لم يكن ثم ما يقتضي فساده، لأن الأرش يجوز أن يكون قدر قيمة الغنم، وصاحبها مفلس، فيدفع الغنم لمستحقها. وحكم سليمان لو وقع في شرعتنا لما صح، مع أن الله عز وجل أثنى عليه دون حكم داود، فيلزم على هذا أحد الأمرين لأن شريعتنا هي أتم الشرائع.
فإن كان حكم سليمان أفضل فلم لا شرع لنا؟ وإن كان حكم داود أفضل فلم أثنى على حكم سليمان دونه؟ بل ظاهر النص من جهة المفهوم أن داود فهمها لقوله تعالى: {ففهمناها سليمان}
[فوائد في مشكل القرآن: 191]


التوقيع :
فاطر السموات والأرض أنت وليي في الدنيا والآخرة
توفني مسلما وألحقني بالصالحين
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الأنبياء, سورة

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:08 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir