دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > الدورات العلمية > دورات علم السلوك > أعمال القلوب

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29 ذو القعدة 1440هـ/31-07-2019م, 06:15 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي

· الأسباب المعينة على الشكر
من الأسباب المعينة على الشكر:
1. الدعاء، {ربّ أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت عليّ وعلى والديّ} وقد كان من أدعية النبي صلى الله عليه وسلم: ((اللهم إنّي أسألك شكر نعمتك وحسن عبادتك))، ((ربّ أعنّي على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك)) ، ((ربّ اجعلني لك شكّاراً، لك ذكَّاراً)).
2. مطالعة النعم وشهود منّة الله تعالى بها؛ فكثرة مطالعة المنن تورث الشكر.
3. التفكّر في حال من حُرم تلك النّعم ، ولو شاء الله لجعله مثلهم؛ فيكون في قلبه من التعلّق بالله وخشية زوال تلك النعم ما يورثه السعي لشكرها، وقد كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: «اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك، وتحول عافيتك، وفجأة نقمتك، وجميع سخطك» رواه مسلم من حديث ابن عمر.
4. البصيرة بأنّ النعم تُحفظ بالشكر، وتمحق بالكفر والبطر كما قال الله تعالى: {وكَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَنْ مِنْ بَعْدِهِمْ إِلَّا قَلِيلًا وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ (58)}
5. نزع حجاب الاستحقاق، وهو بلاء أهل الغفلة والكبر، كما قال الله تعالى: { وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِنَّا مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ هَذَا لِي}، ومن اعتقد أنّ النعم التي منَّ الله بها عليه مستحقّة له، لم يجد في نفسه ما يدفعه لشكرها.
وهذا الحجاب يُنزع بالبصيرة بأنّ كلّ نعمة أنعمها الله على عبده فله فيها الفضل والمنّة، وهي إما إنعام فتنة وابتلاء وإما إنعام منّة واجتباء ، وكلاهما فضل من الله تعالى.
6. صحبة الشاكرين، فإن صحبتهم مباركة، يتذكّر بها المرء نعم ربّه فيثني عليه ويشكره مع الشاكرين، ويجد فيهم أسوة حسنة فترتاض نفسه للشكر وتعتاده.
7. كثرة الثناء على الله تعالى وحمده؛ فإنّ ذلك يسلكه في سبيل الشاكرين الحامدين.
8. سبب دقيق يُغفل عنه، وهو شُكر من أولى إليك معروفاً من الناس؛ وفي الحديث الصحيح «لا يشكر اللهَ من لا يشكر الناس» رواه أحمد والبخاري في الأدب المفرد من حديث الربيع بن مسلم عن محمد بن زياد عن أبي هريرة مرفوعاً.
وذلك أنّ الشكر من عمل القلب وخُلق النفس؛ فمن أمارات اتّصاف المرء بالشكر أن يَشكر من يصنع إليه معروفاً من الناس، وشكره أن يكافئه أو يثني عليه بما صنع أو يدعو له.
وفي حديث جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من صُنع إليه معروف فليجزِه، فإن لم يجد ما يجزِه فليثن عليه، فإنه إذا أثنى فقد شكره، وإن كتمه فقد كفره، ومن تحلَّى بما لم يُعْطَ، فكأنما لبس ثوبَي زور» رواه البخاري في الأدب المفرد وأبو داوود والترمذي وغيرهم من طرق عن جابر رضي الله عنه.
ومن كان يستمرئ قبول الإحسان من الناس ولا يشكرهم فهو دليل بيّن على تقصيره في الشكر الواجب لله تعالى؛ فإنّ نفس الشكور لا تقبل الإحسان بلا شكر.



تمّت دروس دورة أعمال القلوب، والحمد لله الذي بنعمته تتمّ الصالحات.
اللهمّ تقبّل منّا إنّك أنت السميع العليم، واغفر لنا إنّك أنت الغفور الرحيم، واهدنا برحمتك الصراط المستقيم.
(اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك، ومن اليقين ما تهون به علينا مصيبات الدنيا

ومتعنا بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا ما أحييتنا، واجعله الوارث منا، واجعل ثأرنا على من ظلمنا، وانصرنا على من عادانا، ولا تجعل مصيبتنا في ديننا
ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا، ولا تسلط علينا من لا يرحمنا)

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

الرياض
28 ذو القعدة 1440هـ



وقد راجعتها - بفضل الله تعالى - وأضفت إليها مباحث يسيرة في شهر رمضان من عام 1443هـ.


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الحادي, الدرس

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:02 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir