قال المؤلفون : ( أَضْرُبُ الخبَرِ
حيثُ كانَ قصْدُ المخبِرِ بخبرِه إفادةَ المخاطَبِ يَنبغي أنْ يَقْتَصِرَ من الكلامِ على قَدْرِ الحاجةِ؛ حَذَرًا من اللَّغْوِ.
فإنْ كانَ المخاطَبُ خاليَ الذِّهْنِ من الحكْمِ أُلْقِيَ إليه الخبَرُ مُجرَّدًا عن التأكيدِ، نحوُ: (أخوكَ قادمٌ). وإنَ كانَ متردِّدًا فيه، طالبًا لمعرفتِه، حَسُنَ توكيدُه، نحوُ: (إنَّ أخاكَ قادمٌ). وإنْ كانَ منكِرًا وَجَبَ توكيدُه بمؤكِّدٍ أوْ مؤكِّدَيْنِ أوْ أكثرَ، حسَبَ درجةِ الإنكارِ، نحوُ: (إنَّ أخاكَ قادمٌ)، أوْ (إنَّهُ لَقادِمٌ)، أوْ (واللَّهِ إنَّهُ لَقادِمٌ).
فالخبَرُ بالنِّسبةِ لِخُلوِّه من التوكيدِ واشتمالِه عليهِ ثلاثةُ أضْرُبٍ كما رأيتَ. ويُسَمَّى الضَّرْبُ الأوَّلُ ابتدائيًّا، والثاني طَلَبيًّا، والثالثُ إِنْكاريًّا.
ويكونُ التوكيدُ بـ (إنَّ)، و(أنَّ)، ولامِ الابتداءِ، وأحرُفِ التنبيهِ، والقسَمِ، ونُونَي التوكيدِ، والحروفِ الزائدةِ، والتكريرِ، و(قدْ)، و(أمَّا) الشرطيَّةِ.) (دروس البلاغة).