(3) (وَأَنَا أَذْكُرُ لَكَ أَشْيَاءَ مِمَّا ذَكَرَ اللهُ في كِتَابِهِ جَوَابًا لِكَلاَمٍ احْتَجَّ بِهِ المُشْرِكُونَ في زَمَانِنَا عَلَيْنَا) هَذَا فِيهِ بَيَانُ مَوْضُوعِ الكِتَابِ وَمَا صُنِّفَ فِيهِ؛ فَهُو في رَدِّ شُبَهٍ شَبَّهَ بِهَا بَعْضُ المُشْرِكِينَ عَلَى تَوْحِيدِ العِبَادَةِ؛ فَإِنَّ الشَّيْخَ رَحِمَهُ اللهُ لَمَّا تَصَدَّى للدَّعْوَةِ إلى اللهِ وبَيَّنَ مَا عَلَيْهِ الكَثْيرُ مِن الشِّرْكِ الأَكْبَرِ تَصَدَّى بَعْضُ الجُهَّالِ بالتَّشْبِيهِ عَلَى جُهَّالٍ مِثْلِهِم، وزَعَمُوا أَنَّ المُصَنِّفَ رَحِمَهُ اللهُ يُكَفِّرُ المُسْلِمِينَ، وحَاشَاهُ ذَلِكَ؛ بل لاَ يُكَفِّرُ إلاَّ مَن عَمِلَ مُكَفِّرًا وقَامَتْ عَلَيْهِ الحُجَّةُ فَإِنَّهُ يُكَفِّرُهُ.
فَقَصَدَ كَشْفَ تلك الشُّبَهِ المُشَبَّهَةِ عَلَى الجُهَّالِ ورَدَّهَا وَإِنْ كَانَتْ أَوْهَى مِن خَيْطِ العَنْكَبُوتِ لَكِنْ تُشَوِّشُ عَلَيْهِم.
وَقَدَّمَ المُصَنِّفُ رَحِمَهُ اللهُ مُقَدِّمَةً نَافِعَةً في بَيَانِ حَقِيقَةِ دِينِ المُرْسَلِينَ وَمَا دَعَوْا إِلَيْهِ، وحَقِيقَةِ دِينِ المُشْرِكِينَ، ومَا كَانُوا عَلَيْهِ؛ ليَعْلَمَ الإِنْسَانُ حَقِيقَةَ دِينِ المُرْسَلِينَ عِنْدَ وُرُودِ الشُّبْهَةِ، ويَعْلَمَ مَنْ هو أَوْلَى بِدِينِ المُرْسَلِينَ مِن دِينِ المُشْرِكِينَ، وبَيَّنَ أَنَّ مُشْرِكِي زَمَانِهِ هُمْ أَتْبَاعُ دِينِ المُشْرِكِينَ.
(4) (فَنَقُولُ: جَوَابُ أَهْلِ البَاطِلِ مِن طَرِيقَيْنِ) طَرِيقٍ (مُجْمَلٍ) وَطَرِيقٍ (مُفَصَّلٍ).