دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى السابع (المجموعة الثانية)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 14 رجب 1442هـ/25-02-2021م, 07:58 AM
سارة عبدالله سارة عبدالله غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 438
افتراضي

المجموعة الرابعة:
1. الإيمان باليوم الآخر من أصول الإيمان؛ تحدّث عن هذا الأصل بإيجاز مبيّنا تقرير أدلّته وآثار الإيمان به وكيف تردّ على من أنكره.

تعريف اليوم الآخر:
الإيمان باليوم الآخر، وهو الإيمان بكل ما أخبر الله به ورسوله بعد الموت من فتنة القبر ونعيمه وعذابه، وأحوال يوم القيامة وما يكون فيه، ومن صفات الجنة والنار، وصفات أهلهما. فيجب الإيمان بذلك كله جملة وتفصيلا.
الأدلة على ثبوت اليوم الآخر:
{وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ} [الزمر: 68]
وقوله تعالى ( ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى} فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ} [الزمر: 68]
وقوله: {يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ} [الحج: 2]
وتواترت في عذاب القبر ونعيمه الأحاديث الصحيحة والحسنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم { ينظرون ما يستقبلهم من هذه الحياة الأخروية التي يجازى فيها العباد بأعمالهم، حسنها وسيئها.
{يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ - وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ - وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ - لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ - وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ - ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ - وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ - تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ - أُولَئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ} [عبس: 34 - 42]
وجاءت الآيات والأحاديث بذكر حال المؤمنون يوم القيامة وأنهم يحاسبهم حسابا يسيرا , ويعطون كتبهم بأيمانهم وتبيض وجوههم، وتثقل موازينهم, ويساقون إلى الجنة زمرا ,حتى إذا جاؤوها وفتحت أبوابها م تتلقاهم خزنة الجنة، {سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ} فينالهم من نعيمها مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر .
وأما الكافرون المجرمون: فيحاسبهم الله حسابا عسيرا, ويعطون كتبهم من وراء ظهورهم، وتسود منهم الوجوه، وتخف موازينهم، ويساقون إلى جهنم {حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا}
فينالهم من العذاب أنواعا، {وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ} [الكهف: 29] .
آثار الإيمان باليوم الآخر:
• الإيمان باليوم الآخر سبب لدخول الجنة والنجاة من النار.
• الإيمان باليوم الآخرييسر على النفس القيام بأوامر الله واجتناب نواهيه.
• احتساب الأجر عند الله وعدم تعجل الحسنات بل يدخرها عند الله لذلك اليوم العظيم.
• الاجتهاد في كثْرة العمل الصالح .
• الحذَر من المعاصي والمخالفات والخوف من مغبتها.
• تسلية المؤمن عمَّا يفوتُه في الدنيا .
• الاستعداد لذلك اليوم.
الرد على من أنكر يوم القيامة:
أولاً: أن أمر البعث تواتر به النقل عن الأنبياء والمرسلين في جميع الكتب الإلهية، والشرائع السماوية، فقال تعالى:قَالَ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ، قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ [الأعراف: 24] ولما قال إبليس اللعين: رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ إِلَى يَومِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ [الحجر:36-38]. وأما نوح عليه السلام فقال: وَاللَّهُ أَنبَتَكُم مِّنَ الأَرْضِ نَبَاتًا ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجًا [نوح:17-18]. وقال إبراهيم عليه السلام: وَالَّذِي أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ [الشعراء:82]. إلى آخر القصة. وقال: رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ [إبراهيم:41]. وقال: رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِـي الْمَوْتَى [البقرة:260] الآية، وأما موسى عليه السلام، فقال الله تعالى: لما ناجاه: إِنَّ السَّاعَةَ ءاَتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى فَلاَ يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَنْ لاَ يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَى [طه:15-16]. بل مؤمن آل فرعون كان يعلم المعاد، وإنما آمن بموسى، قال تعالى: حكاية عنه: وَيَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ مَا لَكُم مِّنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ [غافر:32-33]، إلى قوله تعالى:: يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ [غافر:39]، إلى قوله: أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ [غافر:46]. وقال موسى: وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَـذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَـا إِلَيْكَ [الأعراف:156]. وقد أخبر الله في قصة البقرة: فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ [البقرة:73].



ثانياً: أن أمر البعث يدل عليه العقل ,وذلك أن الذي خلقنا من العدم لايعجزه اعادتنا بعد الموت كما قال الله تعالى: {وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه}، وقال تعالى: {كما بدأنا أول خلق نعيده وعداً علينا إنا كنا فاعلين}.
أيضا الذي خلق السماوات والأرض لايعجزه مادونها؛ قال الله تعالى: {لخلق السموات والأرض أكبر من خلق الناس}، وقال تعالى: {أولم يروا أن الله الذي خلق السموات والأرض ولم يعي بخلقهن بقادر على أن يحيي الموتى بلى إنه على كل شيء قدير}.
أيضا : القادر على إحياء الأرض بعد موتها قادر على إحياء الموتى وبعثهم، قال الله تعالى: {ومن آياته أنك ترى الأرض خاشعة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت إن الذي أحياها لمحيي الموتى إنه على كل شيء قدير}.

ثالثاً: أن أمر البعث قد شهد الحس والواقع بإمكانه فيما أخبرنا الله تعالى به من وقائع إحياء الموتى، وقد ذكر الله تعالى من ذلك في سورة البقرة خمس حوادث منها، قوله: {أو كالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها قال أنى يحيي هذه الله بعد موتها فأماته الله مائة عام ثم بعثه قال كم لبثت قال لبثت يوماً أو بعض يوم قال بل لبثت مائة عام فانظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنه وانظر إلى حمارك ولنجعلك آية للناس وانظر إلى العظام كيف ننشزها ثم نكسوها لحماً فلما تبين له قال أعلم أن الله على كل شيء قدير}. رابعاً: أن الحكمة تقتضي البعث بعد الموت لتجازى كل نفس بما كسبت، ولولا ذلك لكان خلق الناس عبثاً لا قيمة له، ولا حكمة منه، ولم يكن بين الإنسان وبين البهائم فرق في هذه الحياة، قال الله تعالى: {أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً وأنكم إلينا لا ترجعون * فتعالى الله الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش الكريم}، وقال الله تعالى: {إن الساعة آتية أكاد أخفيها لتجزى كل نفس بما تسعى}، وقال تعالى: {وأقسموا بالله جهد أيمانهم لا يبعث الله من يموت بلى وعداً عليه حقاً ولكن أكثر الناس لا يعلمون * ليبين لهم الذي يختلفون فيه وليعلم الذين كفروا أنهم كانوا كاذبين * إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون}، وقال تعالى: {زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا قل بلى وربي لتبعثن ثم لتنبؤن بما عملتم وذلك على الله يسير}.


2. من أصول موضوعات القرآن الحثّ على أداء حقّ الخالق جل وعلا وأداء حقوق المخلوقين؛ تحدّث عن هذا الأصل مبيّنا أدلته وفوائده.
من الآيات الحاثة على القيام بحقوق الله وحقوق الخلق
قال تعالى: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا} [النساء: 36]
والآيات التي في سورة الإسراء: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا} [الإسراء: 23] إلى قوله: {ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ وَلَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتُلْقَى فِي جَهَنَّمَ مَلُومًا مَدْحُورًا} [الإسراء: 39]
هذه الآيات الكريمة فيها أعظم حق وهو حق الله الذي هو الإخلاص والعبودية ، والعبودية لله نوعان: عبودية لربوبية الله وملكه وهي العامة ، وعبودية لألوهيته ورحمته، وهي عبودية أنبيائه وأوليائه وهي الخاصة ، ثم بعدما أمر بالقيام بحق الله المقدم على كل حق أمر بالقيام بحقوق الخلق على درجاتهم ، فقال: {وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} وأمر بالإحسان إليهما خاصة عند الكبر فقال :{إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا} [الإسراء: 23]
ثم قال: {وَبِذِي الْقُرْبَى} فأمر بالإحسان إلى الأقارب , {وَالْيَتَامَى} هم الذين فقدت آباؤهم وهم صغار، فمن رحمة أرحم الراحمين أمر الناس برحمتهم والحنو عليهم والإحسان إليهم، {وَالْمَسَاكِينِ} وهو من لايجد كفايته , {وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى} أي: الجار القريب , {وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ} وهو الرفيق مطلقا في الحضر والسفر, {وَابْنِ السَّبِيلِ} وهو الغريب في غير بلده, {وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} من الرقيق والبهائم بالقيام بكفايتهم، وأن لا يحملوا ما لا يطيقون
وأمر الله بالإنفاق وذم البخل , قال تعالى: {وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا} [الإسراء: 29] فإن الله جعل الأموال قياما لمصالح الخلق؛فلا اسراف ولا تقتير.
{مَحْسُورًا} [الإسراء: 29] أي: فارغ اليد، فلا بقي ما في يدك من المال، ولا خلفه مدح وثناء.
وأمر بالصدقة عن طيب نفس ,قال تعالى: {قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ} [البقرة: 263]
وأمر تعالى بإيفاء المكاييل والموازين والمعاملات كلها بالعدل فبه صلاح الدين والدنيا،
ونهى عن الكبر فقال تعالى : {وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا} فنهى عن التكبر على الحق، وعلى الخلق، وكذلك أمر بالعفو عن الجاهل ومقابلة المسيء بالإحسان, بل جاءت آية جامعة لما يجب أن يكون عليه المؤمن فقال الله :{خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} [الأعراف: 199] هذه الآية الكريمة جامعة لمعاني حسن الخلق مع الناس, وقد جاءت الآيات في أخلاق المؤمنين وأنهم يؤدون ماعليهم من الواجبات تجاه ربهم ثم تجاه المخلوقين بما يصعب حصره
.
آثار تأدية حقوق الله ثم حقوق المخلوقين:
1. إصلاح النفس وترويضها على مايحبه الله .
2. تحقيق الطمأنينة و السعادة في الدنيا والآخرة.
3. الايثار وحب الخير للغير.
4. تحقيق العبودية لله وحده والسلامة من عبودية غيره.

3. فسّر قول الله تعالى: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ...} الآية مبيّنا دلالة هذه الآية على فضل صلاة الجمعة وآدابها وأحكامها ومقاصد تشريعها.

يأمر سبحانه عباده المؤمنين مناديا لهم باسم الإيمان أن يبادروا لصلاة الجمعة حين ينادى بها المنادي حاثا لهم على المبادرة والسعي بقلوبهم ثم بأبدانهم لا الإسراع بل باتخاذ الأسباب التي تجعله يبادر إليها وسماها الله ذكر لدخول الطاعات كلها في الذكر لله وأمرهم بترك البيع فدل على أن ترك غيره من الشواغل من باب أولى, (ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) خير لكم في دينكم ودنياكم حيث يبارك الله لكم في أرزاقكم فمن ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه,ومن الخير أن من قدم أمر الله، وآثر طاعته على هوى نفسه، فكان ذلك برهان إيمانه، ودليل رغبته، وهذا الأمر بترك البيع مؤقت إلى انقضاء الصلاة فإذا قضيت الصلاة فأمرهم الله أمر يدل على الإباحة بأن ينتشروا في الأرض لطلب المكاسب المباحة، وابتغاء فضل الله ورزقه المباح وأمرهم بذكر الله لئلا تكون التجارة مغفلة لهم عن ذكر الله وطاعته فإن ذكر الله طريق الفلاح الذي هو الفوز بالمطلوب، والنجاة من المرهوب، ومن ذكر الله الإحسان في التعامل مع الناس في تجارته والإحسان إلى نفسه حيث يصدق في معاملاته فلا يغش ولا يخادع.
آداب صلاة الجمعة وأحكامها ومقاصد تشريعها الواردة في الآية :
- تحقيق الإيمان والعبودية لله لمن حافظ على صلاة الجمعة حيث ناداهم الله باسم الإيمان.
- التؤدة والطمأنينة في المشي لصلاة الجمعة (فاسعوا إلى ذكر الله ) وجاءت السنة مبينة بلزوم الطمأنينة.
- الحرص على صلاة الجمعة والتبكير لها (فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع).
- ترك الدنيا وملاهيها والاشتغال بذكر الله والصلاة (فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع) .
- مشروعية الخطبتين، وأنهما فريضتان, لقوله تعالى : {فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ} يشمل السعي إلى الصلاة وإلى الخطبتين.
- مشروعية النداء يوم الجمعة (إذا نودي إلى الصلاة).
- النهي عن البيع والشراء بعد نداء الجمعة (إذا نودي إلى الصلاة من يوم الجمعة ) و (ذروا البيع).
- تحريم الكلام والإمام يخطب وقد جاءت السنة مبينة مفصلة لذلك.
- أن المشتغل بعبادة الله وطاعته إذا رأى من نفسه الطموح إلى ما يلهيها عن هذا الخير من اللذات الدنيوية والحظوظ النفسية شرع أن يذكرها ما عند الله من الخيرات(ذلكم خير لكم ..).

. عدد سبع فوائد من تفسير آيات فرض الحجّ.

- وجوب الحج على من استطاع إليه سبيلا (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ) .
- تميز الحج والعمرة عن غيرهما من العبادات؛في وجوب اتمامها عند الشروع فيها{وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ}.
- وجوب ذبح ما تيسر من الهدي للمحصر ( فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ ۖ ).
- يحرم على المحرم إزالة شيء من شعر بدنه تعظيما لنسك الحج .
- مشروعية فدية التخيير (تخيير بين الصيام أو الإطعام أو النسك) لمن وقع في محظور من محظورات الاحرام (فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِّن رَّأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِّن صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ ۚ ) .
- أشهر الحج هي :شوال وذو القعدة، وعشر أو ثلاثة عشر من ذي الحجة ﴿الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ﴾.
- مشروعية الإكثار من ذكرالله في الأيام المعدودات، وهي أيام التشريق : ﴿ وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ ﴾ .

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 15 رجب 1442هـ/26-02-2021م, 01:28 AM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سارة عبدالله مشاهدة المشاركة
المجموعة الرابعة:
1. الإيمان باليوم الآخر من أصول الإيمان؛ تحدّث عن هذا الأصل بإيجاز مبيّنا تقرير أدلّته وآثار الإيمان به وكيف تردّ على من أنكره.

تعريف اليوم الآخر:
الإيمان باليوم الآخر، وهو الإيمان بكل ما أخبر الله به ورسوله بعد الموت من فتنة القبر ونعيمه وعذابه، وأحوال يوم القيامة وما يكون فيه، ومن صفات الجنة والنار، وصفات أهلهما. فيجب الإيمان بذلك كله جملة وتفصيلا.
الأدلة على ثبوت اليوم الآخر:
{وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ} [الزمر: 68]
وقوله تعالى ( ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى} فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ} [الزمر: 68]
وقوله: {يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ} [الحج: 2]
وتواترت في عذاب القبر ونعيمه الأحاديث الصحيحة والحسنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم { ينظرون ما يستقبلهم من هذه الحياة الأخروية التي يجازى فيها العباد بأعمالهم، حسنها وسيئها.
{يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ - وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ - وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ - لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ - وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ - ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ - وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ - تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ - أُولَئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ} [عبس: 34 - 42] [الاستدلال بهذه الآيات بعد الحديث عن عذاب القبر يوحي بأنها دالة عليها، وهي في أهوال يوم القيامة وأحوال العباد فيه]
وجاءت الآيات والأحاديث بذكر حال المؤمنون [المؤمنين] يوم القيامة وأنهم يحاسبهم حسابا يسيرا , ويعطون كتبهم بأيمانهم وتبيض وجوههم، وتثقل موازينهم, ويساقون إلى الجنة زمرا ,حتى إذا جاؤوها وفتحت أبوابها م تتلقاهم خزنة الجنة، {سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ} فينالهم من نعيمها مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر .
وأما الكافرون المجرمون: فيحاسبهم الله حسابا عسيرا, ويعطون كتبهم من وراء ظهورهم، وتسود منهم الوجوه، وتخف موازينهم، ويساقون إلى جهنم {حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا}
فينالهم من العذاب أنواعا، {وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ} [الكهف: 29] .
آثار الإيمان باليوم الآخر:
• الإيمان باليوم الآخر سبب لدخول الجنة والنجاة من النار.
• الإيمان باليوم الآخرييسر على النفس القيام بأوامر الله واجتناب نواهيه.
• احتساب الأجر عند الله وعدم تعجل الحسنات بل يدخرها عند الله لذلك اليوم العظيم.
• الاجتهاد في كثْرة العمل الصالح .
• الحذَر من المعاصي والمخالفات والخوف من مغبتها.
• تسلية المؤمن عمَّا يفوتُه في الدنيا .
• الاستعداد لذلك اليوم.
الرد على من أنكر يوم القيامة:
أولاً: أن أمر البعث تواتر به النقل عن الأنبياء والمرسلين في جميع الكتب الإلهية، والشرائع السماوية، فقال تعالى:قَالَ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ، قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ [الأعراف: 24] ولما قال إبليس اللعين: رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ إِلَى يَومِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ [الحجر:36-38]. وأما نوح عليه السلام فقال: وَاللَّهُ أَنبَتَكُم مِّنَ الأَرْضِ نَبَاتًا ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجًا [نوح:17-18]. وقال إبراهيم عليه السلام: وَالَّذِي أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ [الشعراء:82]. إلى آخر القصة. وقال: رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ [إبراهيم:41]. وقال: رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِـي الْمَوْتَى [البقرة:260] الآية، وأما موسى عليه السلام، فقال الله تعالى: لما ناجاه: إِنَّ السَّاعَةَ ءاَتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى فَلاَ يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَنْ لاَ يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَى [طه:15-16]. بل مؤمن آل فرعون كان يعلم المعاد، وإنما آمن بموسى، قال تعالى: حكاية عنه: وَيَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ مَا لَكُم مِّنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ [غافر:32-33]، إلى قوله تعالى:: يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ [غافر:39]، إلى قوله: أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ [غافر:46]. وقال موسى: وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَـذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَـا إِلَيْكَ [الأعراف:156]. وقد أخبر الله في قصة البقرة: فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ [البقرة:73].



ثانياً: أن أمر البعث يدل عليه العقل ,وذلك أن الذي خلقنا من العدم لايعجزه اعادتنا بعد الموت كما قال الله تعالى: {وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه}، وقال تعالى: {كما بدأنا أول خلق نعيده وعداً علينا إنا كنا فاعلين}.
أيضا الذي خلق السماوات والأرض لايعجزه مادونها؛ قال الله تعالى: {لخلق السموات والأرض أكبر من خلق الناس}، وقال تعالى: {أولم يروا أن الله الذي خلق السموات والأرض ولم يعي بخلقهن بقادر على أن يحيي الموتى بلى إنه على كل شيء قدير}.
أيضا : القادر على إحياء الأرض بعد موتها قادر على إحياء الموتى وبعثهم، قال الله تعالى: {ومن آياته أنك ترى الأرض خاشعة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت إن الذي أحياها لمحيي الموتى إنه على كل شيء قدير}.

ثالثاً: أن أمر البعث قد شهد الحس والواقع بإمكانه فيما أخبرنا الله تعالى به من وقائع إحياء الموتى، وقد ذكر الله تعالى من ذلك في سورة البقرة خمس حوادث منها، قوله: {أو كالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها قال أنى يحيي هذه الله بعد موتها فأماته الله مائة عام ثم بعثه قال كم لبثت قال لبثت يوماً أو بعض يوم قال بل لبثت مائة عام فانظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنه وانظر إلى حمارك ولنجعلك آية للناس وانظر إلى العظام كيف ننشزها ثم نكسوها لحماً فلما تبين له قال أعلم أن الله على كل شيء قدير}. رابعاً: أن الحكمة تقتضي البعث بعد الموت لتجازى كل نفس بما كسبت، ولولا ذلك لكان خلق الناس عبثاً لا قيمة له، ولا حكمة منه، ولم يكن بين الإنسان وبين البهائم فرق في هذه الحياة، قال الله تعالى: {أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً وأنكم إلينا لا ترجعون * فتعالى الله الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش الكريم}، وقال الله تعالى: {إن الساعة آتية أكاد أخفيها لتجزى كل نفس بما تسعى}، وقال تعالى: {وأقسموا بالله جهد أيمانهم لا يبعث الله من يموت بلى وعداً عليه حقاً ولكن أكثر الناس لا يعلمون * ليبين لهم الذي يختلفون فيه وليعلم الذين كفروا أنهم كانوا كاذبين * إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون}، وقال تعالى: {زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا قل بلى وربي لتبعثن ثم لتنبؤن بما عملتم وذلك على الله يسير}.

[أحسنتِ، والأولى الالتزام بما ورد في المقرر]
2. من أصول موضوعات القرآن الحثّ على أداء حقّ الخالق جل وعلا وأداء حقوق المخلوقين؛ تحدّث عن هذا الأصل مبيّنا أدلته وفوائده.
من الآيات الحاثة على القيام بحقوق الله وحقوق الخلق
قال تعالى: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا} [النساء: 36]
والآيات التي في سورة الإسراء: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا} [الإسراء: 23] إلى قوله: {ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ وَلَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتُلْقَى فِي جَهَنَّمَ مَلُومًا مَدْحُورًا} [الإسراء: 39]
هذه الآيات الكريمة فيها أعظم حق وهو حق الله الذي هو الإخلاص والعبودية ، والعبودية لله نوعان: عبودية لربوبية الله وملكه وهي العامة ، وعبودية لألوهيته ورحمته، وهي عبودية أنبيائه وأوليائه وهي الخاصة ، ثم بعدما أمر بالقيام بحق الله المقدم على كل حق أمر بالقيام بحقوق الخلق على درجاتهم ، فقال: {وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} وأمر بالإحسان إليهما خاصة عند الكبر فقال :{إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا} [الإسراء: 23]
ثم قال: {وَبِذِي الْقُرْبَى} فأمر بالإحسان إلى الأقارب , {وَالْيَتَامَى} هم الذين فقدت آباؤهم وهم صغار، فمن رحمة أرحم الراحمين أمر الناس برحمتهم والحنو عليهم والإحسان إليهم، {وَالْمَسَاكِينِ} وهو من لايجد كفايته , {وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى} أي: الجار القريب , {وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ} وهو الرفيق مطلقا في الحضر والسفر, {وَابْنِ السَّبِيلِ} وهو الغريب في غير بلده, {وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} من الرقيق والبهائم بالقيام بكفايتهم، وأن لا يحملوا ما لا يطيقون
وأمر الله بالإنفاق وذم البخل , قال تعالى: {وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا} [الإسراء: 29] فإن الله جعل الأموال قياما لمصالح الخلق؛فلا اسراف ولا تقتير.
{مَحْسُورًا} [الإسراء: 29] أي: فارغ اليد، فلا بقي ما في يدك من المال، ولا خلفه مدح وثناء.
وأمر بالصدقة عن طيب نفس ,قال تعالى: {قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ} [البقرة: 263]
وأمر تعالى بإيفاء المكاييل والموازين والمعاملات كلها بالعدل فبه صلاح الدين والدنيا،
ونهى عن الكبر فقال تعالى : {وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا} فنهى عن التكبر على الحق، وعلى الخلق، وكذلك أمر بالعفو عن الجاهل ومقابلة المسيء بالإحسان, بل جاءت آية جامعة لما يجب أن يكون عليه المؤمن فقال الله :{خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} [الأعراف: 199] هذه الآية الكريمة جامعة لمعاني حسن الخلق مع الناس, وقد جاءت الآيات في أخلاق المؤمنين وأنهم يؤدون ماعليهم من الواجبات تجاه ربهم ثم تجاه المخلوقين بما يصعب حصره
.
آثار تأدية حقوق الله ثم حقوق المخلوقين:
1. إصلاح النفس وترويضها على مايحبه الله .
2. تحقيق الطمأنينة و السعادة في الدنيا والآخرة.
3. الايثار وحب الخير للغير.
4. تحقيق العبودية لله وحده والسلامة من عبودية غيره.

3. فسّر قول الله تعالى: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ...} الآية مبيّنا دلالة هذه الآية على فضل صلاة الجمعة وآدابها وأحكامها ومقاصد تشريعها.

يأمر سبحانه عباده المؤمنين مناديا لهم باسم الإيمان أن يبادروا لصلاة الجمعة حين ينادى بها المنادي حاثا لهم على المبادرة والسعي بقلوبهم ثم بأبدانهم لا الإسراع بل باتخاذ الأسباب التي تجعله يبادر إليها وسماها الله ذكر لدخول الطاعات كلها في الذكر لله وأمرهم بترك البيع فدل على أن ترك غيره من الشواغل من باب أولى, (ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) خير لكم في دينكم ودنياكم حيث يبارك الله لكم في أرزاقكم فمن ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه,ومن الخير أن من قدم أمر الله، وآثر طاعته على هوى نفسه، فكان ذلك برهان إيمانه، ودليل رغبته، وهذا الأمر بترك البيع مؤقت إلى انقضاء الصلاة فإذا قضيت الصلاة فأمرهم الله أمر يدل على الإباحة بأن ينتشروا في الأرض لطلب المكاسب المباحة، وابتغاء فضل الله ورزقه المباح وأمرهم بذكر الله لئلا تكون التجارة مغفلة لهم عن ذكر الله وطاعته فإن ذكر الله طريق الفلاح الذي هو الفوز بالمطلوب، والنجاة من المرهوب، ومن ذكر الله الإحسان في التعامل مع الناس في تجارته والإحسان إلى نفسه حيث يصدق في معاملاته فلا يغش ولا يخادع.
آداب صلاة الجمعة وأحكامها ومقاصد تشريعها الواردة في الآية : [كان الأفضل فصل الآداب عن الأحكام عن المقاصد]
- تحقيق الإيمان والعبودية لله لمن حافظ على صلاة الجمعة حيث ناداهم الله باسم الإيمان.
- التؤدة والطمأنينة في المشي لصلاة الجمعة (فاسعوا إلى ذكر الله ) وجاءت السنة مبينة بلزوم الطمأنينة.
- الحرص على صلاة الجمعة والتبكير لها (فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع).
- ترك الدنيا وملاهيها والاشتغال بذكر الله والصلاة (فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع) .
- مشروعية الخطبتين، وأنهما فريضتان, لقوله تعالى : {فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ} يشمل السعي إلى الصلاة وإلى الخطبتين.
- مشروعية النداء يوم الجمعة (إذا نودي إلى الصلاة).
- النهي عن البيع والشراء بعد نداء الجمعة (إذا نودي إلى الصلاة من يوم الجمعة ) و (ذروا البيع).
- تحريم الكلام والإمام يخطب وقد جاءت السنة مبينة مفصلة لذلك.
- أن المشتغل بعبادة الله وطاعته إذا رأى من نفسه الطموح إلى ما يلهيها عن هذا الخير من اللذات الدنيوية والحظوظ النفسية شرع أن يذكرها ما عند الله من الخيرات(ذلكم خير لكم ..).

. عدد سبع فوائد من تفسير آيات فرض الحجّ.

- وجوب الحج على من استطاع إليه سبيلا (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ) .
- تميز الحج والعمرة عن غيرهما من العبادات؛في وجوب اتمامها عند الشروع فيها{وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ}.
- وجوب ذبح ما تيسر من الهدي للمحصر ( فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ ۖ ).
- يحرم على المحرم إزالة شيء من شعر بدنه تعظيما لنسك الحج .
- مشروعية فدية التخيير (تخيير بين الصيام أو الإطعام أو النسك) لمن وقع في محظور من محظورات الاحرام (فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِّن رَّأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِّن صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ ۚ ) .
- أشهر الحج هي :شوال وذو القعدة، وعشر أو ثلاثة عشر من ذي الحجة ﴿الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ﴾.
- مشروعية الإكثار من ذكرالله في الأيام المعدودات، وهي أيام التشريق : ﴿ وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ ﴾ .

التقويم: ب+
خُصمت نصف درجة للتأخير.
أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, التاسع

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:26 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir