دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى السابع ( المجموعة الأولى)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22 ذو الحجة 1439هـ/2-09-2018م, 11:03 PM
سعود الجهوري سعود الجهوري غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Sep 2016
المشاركات: 346
افتراضي

المجموعة الثالثة:
1: تكلّم عن جمع القرآن في عهد أبي بكر رضي الله عنه.


لما استحر القتل بقراء القرآن في زمان خلافة أبي بكر رضي الله عنه، راجع عمر بن الخطاب رضي الله عنه أبا بكر الصديق في جمع القرآن، خشية ذهاب شيء من القرآن، فلم يزل يراجعه حتى انشرح صدر أبي بكر لذلك، فأمر زيد بن ثابت بجمع لقرآن وتتبعه من صدور الرجال والعسب واللخاف، وأن يجمع القرآن كاملا، وكان زيد كاتبا للوحي عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان يخشى أن يعمل عملا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم شرح الله صدره، ففعل زيد ذلك، كما روى ذلك البخاري من حديث زيد بن ثابت.
فكان أبوبكر أول من أمر بجمع القرآن بين دفتين، وكانت الصحف عند أبي بكرحتى توفي، ثم عند عمر، ثم عند حفصة بنت عمر، رضي الله عنهم.
واستدل الصحابة رضي الله عنهم بقوله تعالى: ( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك )، وهذ العمل الجليل من جمع للقرآن هو تبليغ للقرآن وحفظ له، وأمته مخاطبة بما خوطب به صلى الله عليه وسلم، ما لم يدل الدليل على اختصاصه به وحده صلى الله عليه وسلم، واستدلوا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: (( بلغوا عني ولو آية )).
2: بيّن معنى التغنّي بالقرآن.

ورد في معنى التغني بالقرآن أقوال لأهل العلم:
الأول: التغني به بمعنى الجهر وتحسين الصوت به، والتحزن والترنم به، قال النبي صلى الله عليه وسلم من حديث أبي هريرة عند البخاري: (( لم يأذن الله لشيء، ما أذن لنبي أن يتغنى بالقرآن)) والأذن على هذا المعنى تكون بمعنى الاستماع كما ذكر ابن كثير، والاستماع ههنا استماع خاص لقراءة النبي، وقراءة الصالحين من أمته كما جاءت فيه روايات أخرى.
ويدل على هذا القول حديث النبي صلى الله عليه وسلم: (( زينوا القرآن بأصواتكم )) رواه أبو داود والنسائي.
ويدل عليه استماع النبي صلى الله عليه وسلم لقراءة أبي موسى الأشعري، وقوله له: (( لقد أوتيت مزمارا من مزامير آل داود)).
الثاني: التغني بالقرآن بمعنى الاستغناء به عما عداه، واستدل لهذا القول بقوله صلى الله عليه وسلم: (( لم يأذن الله لشيء، ما أذن لنبي أن يتغنى بالقرآن))، ورد هذا القول الشافعي في معنى الحديث، وقال لو كان هكذا لكان يتغانى به.
والصواب أن معنى التغني بالقرآن هو تحسين الصوت به والجهر به وتحزينه والخشية في تلاوته، ودلت عليه الأحاديث ، وما جاء في كراهية السلف وتحريم التغني بالقرآن، فالمراد به تحريم تلاوة القرآن بالألحان المبتدعة وعلى طريقة أهل الغناء، واستدلوا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي رواه أبو عبيد: (( اقرؤوا القرآن بلحون العرب وأصواتها، وإياكم ولحون أهل الفسق وأهل الكتابيين، وسيجيء قوم من بعدي يرجعون بالقرآن ترجيع الغناء والرهبانية والنوح )).

3: أيهما أفضل: القراءة من المصحف أم القراءة عن ظهر قلب؟

القراءة من المصحف أفضل؛ لتضمنها عبادتين، قراءة القرآن والنظر إلى المصحف، وهو قول كثير من السلف كما ذكر ابن كثير واستدل من قال بهذا القول بحديث ضعيف رواه أبوعبيد، عن عبدالله بن عبدالرحمن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((فضل قراءة القرآن نظرا على من يقرأه ظهرا، كفضل الفريضة على النافلة)).
واستدلوا كذلك بالآثار المروية عن الصحابة، وذكر ابن كثير أن هذا أثبت لئلا يخطئ القارئ، ولئلا يهجر المصحف.
وأما تبويب البخاري للترجمةبعنوان: "القراءة عن ظهر قلب"، وتصديره لحديث سهل بن سعد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( فما معك من القرآن)). قال: معي سورة كذا وكذا، قال: ((أتقرؤهن عن ظهر قلبك)). قال: نعم. قال: ((اذهب فقد ملكتكها بما معك من القرآن))، فإن كان مقصود البخاري أن القراءة عن ظهر قلب أفضل، فهو محل نظر، فليس في الحديث دلالة على أن التلاوة عن ظهر قلب أفضل، وهي قضية عين، فيحتمل أن الرجل كان غير قادر على القراءة والكتابة.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 1 محرم 1440هـ/11-09-2018م, 11:47 PM
عصام عطار عصام عطار غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 454
افتراضي

المجموعة الثانية :

1- بيّن فضل القرآن وأهله .

• فضل القرآن وشرفه على ما سِواه من الكلام الصادر من البر والفاجر، عن أبي موسى رضي اللّه عنه، قال صلى اللّه عليه وسلم: [ مثل الذي يقرأ القرآن كمثل الأترجة، طعمها طيّب وريحها طيّب، والذي لايقرأ القرآن كالتمرة، طعمها طيّب ولاريح لها، ومثل الفاجر الذي لايقرأ القرآن كمثل الحنظلة طعمها مر ولاريح لها ] .
• عن أبي عبد الرحمن، عن عبد اللّه بن عمر، أنّ النبيّ صلى اللّه عليه وسلم قال: [ الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أي رب، منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل فشفعني فيه ] .
• عن تميم الداري، عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: [ مَن قرأ عشر آيات في ليلة كتب له قنطار، والقنطار خير من الدنيا وما فيها فإذا كان يوم القيامة يقول ربك عزّ وجلّ: اقرأ وارقَ بكل آية درجة حتى ينتهي إلى آخر آية معه، يقول ربك: اقبض، فيقول: بهذه الخلد وبهذا النعيم ] .
• عن سكينة بنت الحسين بن علي، عن أبيها قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: [ حملة القرآن عرفاء أهل الجنّة يوم القيامة ] .
• عن أبي سعيد مرفوعاً [ عليك بتقوى الله، فإنها رأس كل خير، وعليك بالجهاد، فإنّه رهبانية الإسلام، وعليك بذكر اللّه وتلاوة القرآن، فإنّه نور لك في السماء، واخزن لسانك إلّا من خير فإنّك بذلك تغلب الشيطان ] .
• عن سهل بن سعد قال: أتت النبي صلى الله عليه وسلم امرأةٌ فقالت: أنّها وهبت نفسها للّه ورسوله، فقال: [ مالي في النساء من حاجة ]، فقال رجل: زوجنيها قال: [ أعطها ثوباً ] قال: لا أجد، قال: [ أعطها ولو خاتماً من حديد ] فاعتل له، فقال: [ مامعك من القرآن؟] قال: كذا وكذا، فقال: [ قد زوجتكها بمامعك من القرآن ] .
• عن عبيدة المليكي، عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أنّه كان يقول: [ ياأهل القرآن لاتوسدوا القرآن، واتلوه حق تلاوته من آناء الليل والنهار، وتغنّوه وتقنوه، واذكروا مافيه لعلكم تفلحون، ولاتستعجلوا ثوابه، فإنّ له ثواباً ] .
• عن عثمان بن عفان رضي اللّه عنه قال: قال النبي صلى اللّه عليه وسلم: [ إنّ افضلكم مَن تعلّم القرآن وعلّمه ] .

••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

2- اذكر أقوال أهل العلم في قراءة القرآن بالألحان المحدثة .

• إنّ المراد من التغنّي بالقرآن تحسينُ الصوت بالقرآن، أي تحزينه وتطريبه والتخشّع به، فعن أبي بردة بن أبي موسى، عن أبيه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: [ لو رأيتني وأنا أستمع قراءتك البارحة ]، قلت: أما واللّه لو علمت أنّك تستمع قراءتي لحبرتها لك تحبيراً. ومن العلماء مَن قال أنّ التغنّي بالقرآن الاستغناء به، قاله سفيان بن عيينة، فإن كان المراد أن يُستغنى بالقرآن عن الدنيا فهذا خلاف الظاهر من مراد الحديث؛ لأنّه قد فُسّر عند بعض الرواة بالجهر وهو التحسين بالقراءة والتحزين بها، وقال الشافعي: ليس هو الاستغناء به عن الدنيا، ولو كان هكذا لكان يتغانى به، وإنّما هو يتحزن ويترنم به، فالتغنّي بالقرآن يعني الجهر به مع تحسين الصوت والخشوع فيه حتى يحرك القلب؛ وذلك لأنّ المقصود تحريك القلوب بالقرآن العظيم؛ حتى نخشع ونستفيد ونطمئن، وليس معناه أن يأتي به كالغناء بالألحان المحدثة والنغمات المركبة على الأوزان الموسيقية، فعن حذيفة بن اليمان قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : [ اقرؤوا القرآن بلحون العرب وأصواتها، وإياكم ولحون أهل الفسق وأهل الكتابيين، وسيجيء قوم من بعدي يرجعون بالقرآن ترجيع الغناء والرهبانية والنوح، لايجاوز حناجرهم، مفتونة قلوبهم وقلوب الذين يعجبهم شأنهم ]، والغرض من التغنّي إنّما هو تحسين الصوت لتدبّر القرآن وتفهمه والخشوع والخضوع والانقياد للطاعة، قال صلى اللّه عليه وسلم: [ للّه أشد أذناً إلى الرجل الحسن الصوت بالقرآن من صاحب القينة إلى قينته ] .

•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

3- تكلم عن جمع القرآن في العهد النبوي .

• إنّ من الدواعي القوية لحفظ النبي صلى اللّه عليه وسلم القرآن وتثبيته في قلبه الشريف معارضة جبريل عليه السلام النبيَ صلى الله عليه وسلم بالقرآن في رمضان من كل عام، عن ابن عباس رضي اللّه عنه قال: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود مايكون في رمضان فيدارسه القرآن، وإنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أجود من الريح المرسلة فكان جبريل عليه السلام يقرأ وجبريل يسمع حتى كان العام الذي توفي فيه عليه الصلاة والسلام، فعارضه جبريل بالقرآن مرتين، وقد شهد العرضة الأخيرة أحد مشاهير كتاب الوحي لرسول اللّه عليه الصلاة والسلام، وهو زيد بن ثابت الأنصاري رضي اللّه عنه .
- وقد كان من مزيد عناية النبي صلى اللّه عليه وسلم وأصحابه بالقرآن أن اعتنوا بكتابته وتدوينه؛ كي يكون ذلك حصناً ثانياً لحمايته من الضياع والتغيير؛ فبعد أن أمر النبي صلى اللّه عليه وسلم أصحابه بحفظ القرآن في صدورهم طلب منهم حفظه في السطور، ونهى عن كتابة شيء غير القرآن في بداية الأمر حتى لايلتبس بغيره من الكلام، قال صلى اللّه عليه وسلم: [ لاتكتبوا عني، ومَن كتب عني غير القرآن فليمحه ]، قال ابن حجر: إنّ النهي خاص بوقت نزول القرآن خشية التباسه بغيره، وقد كان الصحابة رضوان اللّه عليهم يستعملون في كتابة القرآن ما تيسّر لهم وماتوفّر في بيئتهم من أدوات لذلك، فكانوا يستعملون الجلود والعظام والألواح والحجارة ونحوها كأدوات للكتابة، عن البراء رضي اللّه عنه، قال: لمّا نزلت: { لايستوي القاعدون من المؤمنين }، قال النبي صلى الله عليه وسلم: [ ادع لي زيداً، وليجئ باللوح والدواة والكتف ]، ثم قال: اكتب .
- وفي حديث زيد عندما أمره أبو بكر رضي اللّه عنهما بجمع القرآن قال: ( فتتبّعتُ القرآن أجمعه من العسب واللحاف والأضلاع والأقتاب )، وقد جمع القرآنَ عددٌ من القرّاء من صحابة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم رضوان اللّه عليهم، فعن قتادة قال: سألت أنس بن مالك: من جمع القرآن على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم؟ قال: أربعة، كلهم من الأنصار؛ أُبَي بن كعب، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبو زيد .
- وعن أنس بن مالك رضي اللّه عنه قال: مات النبي صلى الله عليه وسلم ولم يجمع القرآن غير أربعة: أبو الدرداء، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبو زيد، قال: ونحن ورثناه. ثم جاء بعد الصحابة من التابعين وتابع التابعين ومن بعدهم، كان اعتمادهم على التلقي من الشيوخ أو العرض والقراءة عليهم، ولاتزال هذه السنة في حفظ القرآن متبعة، وملتزمة لدن القرّاء المجيدين، ولذلك بقيت سلسلة الإسناد متصلة بالقرآن إلى عصرنا هذا، وستبقى بإذن اللّه حتى يرث الأرض ومن عليها .

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 25 صفر 1440هـ/4-11-2018م, 10:09 PM
هيئة التصحيح 2 هيئة التصحيح 2 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 3,810
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عصام عطار مشاهدة المشاركة
المجموعة الثانية :

1- بيّن فضل القرآن وأهله .

• فضل القرآن وشرفه على ما سِواه من الكلام الصادر من البر والفاجر، عن أبي موسى رضي اللّه عنه، قال صلى اللّه عليه وسلم: [ مثل الذي يقرأ القرآن كمثل الأترجة، طعمها طيّب وريحها طيّب، والذي لايقرأ القرآن كالتمرة، طعمها طيّب ولاريح لها، ومثل الفاجر الذي لايقرأ القرآن كمثل الحنظلة طعمها مر ولاريح لها ] .
• عن أبي عبد الرحمن، عن عبد اللّه بن عمر، أنّ النبيّ صلى اللّه عليه وسلم قال: [ الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أي رب، منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل فشفعني فيه ] .
• عن تميم الداري، عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: [ مَن قرأ عشر آيات في ليلة كتب له قنطار، والقنطار خير من الدنيا وما فيها فإذا كان يوم القيامة يقول ربك عزّ وجلّ: اقرأ وارقَ بكل آية درجة حتى ينتهي إلى آخر آية معه، يقول ربك: اقبض، فيقول: بهذه الخلد وبهذا النعيم ] .
• عن سكينة بنت الحسين بن علي، عن أبيها قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: [ حملة القرآن عرفاء أهل الجنّة يوم القيامة ] .
• عن أبي سعيد مرفوعاً [ عليك بتقوى الله، فإنها رأس كل خير، وعليك بالجهاد، فإنّه رهبانية الإسلام، وعليك بذكر اللّه وتلاوة القرآن، فإنّه نور لك في السماء، واخزن لسانك إلّا من خير فإنّك بذلك تغلب الشيطان ] .
• عن سهل بن سعد قال: أتت النبي صلى الله عليه وسلم امرأةٌ فقالت: أنّها وهبت نفسها للّه ورسوله، فقال: [ مالي في النساء من حاجة ]، فقال رجل: زوجنيها قال: [ أعطها ثوباً ] قال: لا أجد، قال: [ أعطها ولو خاتماً من حديد ] فاعتل له، فقال: [ مامعك من القرآن؟] قال: كذا وكذا، فقال: [ قد زوجتكها بمامعك من القرآن ] .
• عن عبيدة المليكي، عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أنّه كان يقول: [ ياأهل القرآن لاتوسدوا القرآن، واتلوه حق تلاوته من آناء الليل والنهار، وتغنّوه وتقنوه، واذكروا مافيه لعلكم تفلحون، ولاتستعجلوا ثوابه، فإنّ له ثواباً ] .
• عن عثمان بن عفان رضي اللّه عنه قال: قال النبي صلى اللّه عليه وسلم: [ إنّ افضلكم مَن تعلّم القرآن وعلّمه ] .

••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

2- اذكر أقوال أهل العلم في قراءة القرآن بالألحان المحدثة .

• إنّ المراد من التغنّي بالقرآن تحسينُ الصوت بالقرآن، أي تحزينه وتطريبه والتخشّع به، فعن أبي بردة بن أبي موسى، عن أبيه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: [ لو رأيتني وأنا أستمع قراءتك البارحة ]، قلت: أما واللّه لو علمت أنّك تستمع قراءتي لحبرتها لك تحبيراً. ومن العلماء مَن قال أنّ التغنّي بالقرآن الاستغناء به، قاله سفيان بن عيينة، فإن كان المراد أن يُستغنى بالقرآن عن الدنيا فهذا خلاف الظاهر من مراد الحديث؛ لأنّه قد فُسّر عند بعض الرواة بالجهر وهو التحسين بالقراءة والتحزين بها، وقال الشافعي: ليس هو الاستغناء به عن الدنيا، ولو كان هكذا لكان يتغانى به، وإنّما هو يتحزن ويترنم به، فالتغنّي بالقرآن يعني الجهر به مع تحسين الصوت والخشوع فيه حتى يحرك القلب؛ وذلك لأنّ المقصود تحريك القلوب بالقرآن العظيم؛ حتى نخشع ونستفيد ونطمئن، وليس معناه أن يأتي به كالغناء بالألحان المحدثة والنغمات المركبة على الأوزان الموسيقية، فعن حذيفة بن اليمان قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : [ اقرؤوا القرآن بلحون العرب وأصواتها، وإياكم ولحون أهل الفسق وأهل الكتابيين، وسيجيء قوم من بعدي يرجعون بالقرآن ترجيع الغناء والرهبانية والنوح، لايجاوز حناجرهم، مفتونة قلوبهم وقلوب الذين يعجبهم شأنهم ]، والغرض من التغنّي إنّما هو تحسين الصوت لتدبّر القرآن وتفهمه والخشوع والخضوع والانقياد للطاعة، قال صلى اللّه عليه وسلم: [ للّه أشد أذناً إلى الرجل الحسن الصوت بالقرآن من صاحب القينة إلى قينته ] .

•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

3- تكلم عن جمع القرآن في العهد النبوي .

• إنّ من الدواعي القوية لحفظ النبي صلى اللّه عليه وسلم القرآن وتثبيته في قلبه الشريف معارضة جبريل عليه السلام النبيَ صلى الله عليه وسلم بالقرآن في رمضان من كل عام، عن ابن عباس رضي اللّه عنه قال: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود مايكون في رمضان فيدارسه القرآن، وإنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أجود من الريح المرسلة فكان جبريل عليه السلام يقرأ وجبريل يسمع حتى كان العام الذي توفي فيه عليه الصلاة والسلام، فعارضه جبريل بالقرآن مرتين، وقد شهد العرضة الأخيرة أحد مشاهير كتاب الوحي لرسول اللّه عليه الصلاة والسلام، وهو زيد بن ثابت الأنصاري رضي اللّه عنه .
- وقد كان من مزيد عناية النبي صلى اللّه عليه وسلم وأصحابه بالقرآن أن اعتنوا بكتابته وتدوينه؛ كي يكون ذلك حصناً ثانياً لحمايته من الضياع والتغيير؛ فبعد أن أمر النبي صلى اللّه عليه وسلم أصحابه بحفظ القرآن في صدورهم طلب منهم حفظه في السطور، ونهى عن كتابة شيء غير القرآن في بداية الأمر حتى لايلتبس بغيره من الكلام، قال صلى اللّه عليه وسلم: [ لاتكتبوا عني، ومَن كتب عني غير القرآن فليمحه ]، قال ابن حجر: إنّ النهي خاص بوقت نزول القرآن خشية التباسه بغيره، وقد كان الصحابة رضوان اللّه عليهم يستعملون في كتابة القرآن ما تيسّر لهم وماتوفّر في بيئتهم من أدوات لذلك، فكانوا يستعملون الجلود والعظام والألواح والحجارة ونحوها كأدوات للكتابة، عن البراء رضي اللّه عنه، قال: لمّا نزلت: { لايستوي القاعدون من المؤمنين }، قال النبي صلى الله عليه وسلم: [ ادع لي زيداً، وليجئ باللوح والدواة والكتف ]، ثم قال: اكتب .
- وفي حديث زيد عندما أمره أبو بكر رضي اللّه عنهما بجمع القرآن قال: ( فتتبّعتُ القرآن أجمعه من العسب واللحاف والأضلاع والأقتاب )، وقد جمع القرآنَ عددٌ من القرّاء من صحابة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم رضوان اللّه عليهم، فعن قتادة قال: سألت أنس بن مالك: من جمع القرآن على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم؟ قال: أربعة، كلهم من الأنصار؛ أُبَي بن كعب، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبو زيد .
- وعن أنس بن مالك رضي اللّه عنه قال: مات النبي صلى الله عليه وسلم ولم يجمع القرآن غير أربعة: أبو الدرداء، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبو زيد، قال: ونحن ورثناه. ثم جاء بعد الصحابة من التابعين وتابع التابعين ومن بعدهم، كان اعتمادهم على التلقي من الشيوخ أو العرض والقراءة عليهم، ولاتزال هذه السنة في حفظ القرآن متبعة، وملتزمة لدن القرّاء المجيدين، ولذلك بقيت سلسلة الإسناد متصلة بالقرآن إلى عصرنا هذا، وستبقى بإذن اللّه حتى يرث الأرض ومن عليها .
أحسنت بارك الله فيك.
أوصيك بمراجعة إجابة الطالبة هويدا فقد أجادت التفصيل في المسائل .
الدرجة : ب+
تم خصم نصف درجة على التأخير.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 25 صفر 1440هـ/4-11-2018م, 10:03 PM
هيئة التصحيح 2 هيئة التصحيح 2 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 3,810
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سعود الجهوري مشاهدة المشاركة
المجموعة الثالثة:
1: تكلّم عن جمع القرآن في عهد أبي بكر رضي الله عنه.


لما استحر القتل بقراء القرآن في زمان خلافة أبي بكر رضي الله عنه، راجع عمر بن الخطاب رضي الله عنه أبا بكر الصديق في جمع القرآن، خشية ذهاب شيء من القرآن، فلم يزل يراجعه حتى انشرح صدر أبي بكر لذلك، فأمر زيد بن ثابت بجمع لقرآن وتتبعه من صدور الرجال والعسب واللخاف، وأن يجمع القرآن كاملا، وكان زيد كاتبا للوحي عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان يخشى أن يعمل عملا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم شرح الله صدره، ففعل زيد ذلك، كما روى ذلك البخاري من حديث زيد بن ثابت.
فكان أبوبكر أول من أمر بجمع القرآن بين دفتين، وكانت الصحف عند أبي بكرحتى توفي، ثم عند عمر، ثم عند حفصة بنت عمر، رضي الله عنهم.
واستدل الصحابة رضي الله عنهم بقوله تعالى: ( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك )، وهذ العمل الجليل من جمع للقرآن هو تبليغ للقرآن وحفظ له، وأمته مخاطبة بما خوطب به صلى الله عليه وسلم، ما لم يدل الدليل على اختصاصه به وحده صلى الله عليه وسلم، واستدلوا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: (( بلغوا عني ولو آية )).
2: بيّن معنى التغنّي بالقرآن.

ورد في معنى التغني بالقرآن أقوال لأهل العلم:
الأول: التغني به بمعنى الجهر وتحسين الصوت به، والتحزن والترنم به، قال النبي صلى الله عليه وسلم من حديث أبي هريرة عند البخاري: (( لم يأذن الله لشيء، ما أذن لنبي أن يتغنى بالقرآن)) والأذن على هذا المعنى تكون بمعنى الاستماع كما ذكر ابن كثير، والاستماع ههنا استماع خاص لقراءة النبي، وقراءة الصالحين من أمته كما جاءت فيه روايات أخرى.
ويدل على هذا القول حديث النبي صلى الله عليه وسلم: (( زينوا القرآن بأصواتكم )) رواه أبو داود والنسائي.
ويدل عليه استماع النبي صلى الله عليه وسلم لقراءة أبي موسى الأشعري، وقوله له: (( لقد أوتيت مزمارا من مزامير آل داود)).
الثاني: التغني بالقرآن بمعنى الاستغناء به عما عداه، واستدل لهذا القول بقوله صلى الله عليه وسلم: (( لم يأذن الله لشيء، ما أذن لنبي أن يتغنى بالقرآن))، ورد هذا القول الشافعي في معنى الحديث، وقال لو كان هكذا لكان يتغانى به.
والصواب أن معنى التغني بالقرآن هو تحسين الصوت به والجهر به وتحزينه والخشية في تلاوته، ودلت عليه الأحاديث ، وما جاء في كراهية السلف وتحريم التغني بالقرآن، فالمراد به تحريم تلاوة القرآن بالألحان المبتدعة وعلى طريقة أهل الغناء، واستدلوا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي رواه أبو عبيد: (( اقرؤوا القرآن بلحون العرب وأصواتها، وإياكم ولحون أهل الفسق وأهل الكتابيين، وسيجيء قوم من بعدي يرجعون بالقرآن ترجيع الغناء والرهبانية والنوح )).

3: أيهما أفضل: القراءة من المصحف أم القراءة عن ظهر قلب؟

القراءة من المصحف أفضل؛ لتضمنها عبادتين، قراءة القرآن والنظر إلى المصحف، وهو قول كثير من السلف كما ذكر ابن كثير واستدل من قال بهذا القول بحديث ضعيف رواه أبوعبيد، عن عبدالله بن عبدالرحمن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((فضل قراءة القرآن نظرا على من يقرأه ظهرا، كفضل الفريضة على النافلة)).
واستدلوا كذلك بالآثار المروية عن الصحابة، وذكر ابن كثير أن هذا أثبت لئلا يخطئ القارئ، ولئلا يهجر المصحف.
وأما تبويب البخاري للترجمةبعنوان: "القراءة عن ظهر قلب"، وتصديره لحديث سهل بن سعد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( فما معك من القرآن)). قال: معي سورة كذا وكذا، قال: ((أتقرؤهن عن ظهر قلبك)). قال: نعم. قال: ((اذهب فقد ملكتكها بما معك من القرآن))، فإن كان مقصود البخاري أن القراءة عن ظهر قلب أفضل، فهو محل نظر، فليس في الحديث دلالة على أن التلاوة عن ظهر قلب أفضل، وهي قضية عين، فيحتمل أن الرجل كان غير قادر على القراءة والكتابة.يحسن ذكر الأقوال ابتداء، ونوصيك بمراجعةإجابة الطالب عنتر
أحسنت وفقك الله وسددك.
الدرجة : ب+
تم خصم نصف درجة على التأخير.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, السابع

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:03 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir