دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > إدارة برنامج إعداد المفسر > سير المفسرين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10 ربيع الثاني 1437هـ/20-01-2016م, 10:05 AM
فاطمة محمود صالح فاطمة محمود صالح غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
الدولة: الدوحة - قطر
المشاركات: 297
افتراضي ترجمـــة الإمــام أبي القاســم أحمد بن محمد بن جزيّ الكلبي ( ت : 741هـ )

ترجمـــة الإمــام أبي القاســم
أحمد بن محمد بن جزيّ الكلبي
( ت : 741هـ )

اسمه ونسبته وكنيته
هو الإمام الفقيه المفسر الأصولي الحافظ المحدّث اللغوي الأديب الحافظ محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن يحيى بن عبد الرحمن بن يوسف بن جزيّ ، ويكنى بأبي القاسم الكلبي الغرناطي المالكي.
وهو معروف بمحمد بن جُزي بالتصغير ويقال له: محمد الكلبي
تحقيق اسم ابن جزي الكلبي
يقول أحمد بابا التنبكتي في ترجمة ابن جُزَيّ:(يُعْرفُ بابن جُزَيّء بضم الجيم وفتح الزاي بعدها ياء ساكنة بعدها همزة ) ، وكلمة (وبعدها همزة) لم يشر إليها غيره في ضبط هذا الاسم، إلا إنه أغلب المترجمين له قد ضبطوه بدون الهمزة ، ولعله الأقرب لسهولة النطق به ، وفي ذلك سعة والله تعالى أعلم .
واتفق جميع المترجمين له أنه من أقحاح العرب حيث إنه كلبي نسبة إلى قبيلة كلب بن وبرة إحدى القبائل اليمنية، يرجع نسبهاإلى حمير من بجلة وهي من القبائل العربية العريقة ، ومن هذه القبيلة دحية الكلبي وزيد بن حارثة وابنه أسامةرضي الله عنهم .

ومن اللطائف أن ابنه "محمد" يشاركه في هذه التسمية، وهو كاتب أديب ، كما يشاركه فيها جده العلامة الوزير، فكل منهم يعرف بمحمد بن جزي.
ولكن إذا قيل: محمد بن أحمد بن محمد بن جزي. فإنه يتميز عن ابنه وجده بلا نزاع.

مولده ونشأته
ولد الإمام ابن جزي الكلبي في يوم الخميس ، تاسع ربيع الثاني ، عام ثلاثة وتسعين وستمائة بعد الهجرة ، في مدينة العلم والمعرفة في ذلك الزمان مدينة غرناطة ، عاصمة الأندلس .
نشأ ابن جزي في هذه المدينة العلمية وفي بيت عريق بالأصالة والنبل والفضل والأدب .
قال المقري التلماسي " وبيت بني جزي بيت كبير مشهور بالمغرب والأندلس"
وقال ابن مخلوف " من ذوي الأصالة والوجاهة والنباهة والعدالة "
وقد نشّأه والده تنشئة صالحة فبدأ بتعليمه القرآن الكريم كما هي عادة الأندلسيين في ذلك الوقت .
فنشأ على القرآن ، وسماع الحديث ، وتعلم العربية ، والفقه على مذهب مالك ، والأصول ، وعلم التفسير وعلوم القرآن ، كالقراءات وغيرها .

وقد قُدّم - رحمه الله - للخطابة والإمامة في الجامع الأعظم في بلده رغم صغر سنه ، وكان يزاحم العلماء ، ويجالس الفقهاء من طبقة شيوخه مما يدل على علو شأنه ، ورفعة قدره ، ومنزلته عند شيوخه وحرصه على علو الإسناد ، كما أنه كان قائماً على التدريس ، ومفتيا ومؤلف .

مشائخــــه :
أخذ عن الكثير من المشايخ والعلماء في بلده :
1) قرأ على أبي جعفر بن الزبير ، وأخذ عنه العربية والفقه والحديث والقراءات .
2) وقرأ القرآن أيضا على الأستاذ المقرئ الرواية أبي عبد الله بن المكاد
3) وقرأ على أبي الحسن بن سمعون .
4) وعلى أبي عبد الله ابن العماد .
5) ولازم الخطيب الحافظ أبا عبد الله بن رشيد .
6) وسمع على الشيخ الوزير أبي محمد عبد الله بن أحمد بن المؤذن
7) والأستاذ النظار أبا القاسم قاسم بن عبد الله بن الشاط الأنصاري .
8) وروى عن الخطيب الوليد أبي عبد الله الطنجالي وغيرهم..
9) وروى عن أبي عبد الله بن أبي عامر بن ربيع ، وأبي المجد بن الأحوص.

تلاميـــذه :
أخذ عن الإمام ابن جزي خلق كثير من العلماء والحفاظ والصدور والرؤساء ، وتخرج كثير من الفقهاء واللغويين والأدباء والكتاب والدعاة ، وسار علمه وفتاويه في الآفاق ، ومن أشهر هؤلاء التلاميذ :
1) ذو الوزارتين لسان الدين ابن الخطيب [ محمد بن عبدالله السلماني الخطيب ] ت 776 هـ .
2) عبد الحق بن محمد بن عطيّة الفقيه القاضي الخطيب ، ت 770هـ .
3) محمد بن محمد أبو القاسم بن الحشاب [ كان إماما في القراءات ] ت 774هـ .
4) محمد بن قاسم الأنصاري الجياني أبو عبد الله الشديد ، ت 776 هـ تقريبا .
5) أبو الحسن النبهاني [ علي بن عبدالله الجذامي ] ت 793 هـ .
6) الحضرمي صاحب الفهرسة .
7) أبو عثمان ابن الحداد الغسانيالمالكي القيرواني النحوي الفقيه ، ت 302هـ .

أقـــوال العلمـــاء فيـــه :
لقد أثنى كثير من العلماء والمؤرخين على ابن جزي وبيته ، فقال محمد مخلوف :
" من بيت علم وعدالة وفضل وجلالة " " ذو البيت الأصيل والمجد الرفيع الأثيل "
وقد أقر له كل من ترجم له بالإمامة والحفظ ، ومعرفة الحديث والتفسير والفقه وغيرها من العلوم .
قال عنه تلميذه الحضرمي : ( كان رجلًا ذا مروءة كاملة، حافظًا متقنًا، ذا أخلاقٍ فاضلةٍ، وديانةٍ، وعِفَّة، وطهارة، وشهرته دينًا وعلمًا أغنت عن التعريف به ) .
وقال عنه أيضا : ( شيخنا الفقيه، الجليل، الأستاذ المقرىء ،الخطيب ،العالم،المتفنن،الحسيبالماجد ، المثيل، الصدر المعظم ، الفاضل ، الشهيد بوقعة طريف ).
وقال ابن فرحون : " كان رحمه الله، على طريقة مثلى من العكوف على العلم. والاقتصاد على الاقتيات من حر النشب، والاشتغال بالنظر، والتقييد والتدوين فقيها حافظاً، قايماً على التدريس، مشاركاً في فنون من العربية، والفقه، والأصول، والقراءات، والحديث، والأدب ، حافظا للتفسير ، مستوعبا للأقوال، جمَّاعةً للكتب ملوكي الخزانة ، حسن المجلس ممتع المحاضرة، صحيح الباطن، تقدم خطيبا على حداثة سنه، فاتفق على فضله، وجرى على سنن أصالته "

طلبـــه للعلـــم
تميز رحمه الله تعالى منذ صغره بحرصه على طلب العلم وتحصيله ، واهتمامه به وفهمه ، وحفظه للقرآن وحبه له ، فحفظ القرآن الكريم قبل سن البلوغ ، وساعد ابن جزي نبوغه المبكر فقد كان نابغة حافظا .
قرأ القرآن الكريم برواية ورش عن نافع تكتيبا ثم تلاوة وتجويدا ، وهي الرواية التي ينشأ عليها الأندلسيون ثم بعد ذلك انتقل إلى بقية القراءات السبع، وقد أخذ العلم عن مشايخ من الأندلس والمغرب .

بعد هذه المرحلة تفرغ ابن جزي لتعليم طلبته القرآن وأحكام تجويده، والقراءات برواياتها، وأسمعهم الحديث، خصوصا الصحيحين والسنن والموطأ، واللغة العربية، والتفسير، والفقه المالكي، محققا ومرتبا، ومبسطا.

حضر مجالس الفقهاء والمحدثين فنبغ في علوم شتى منها القراءات والفقه والأصول والتفسير والحديث واللغة والنحو والأدب والكلام .


كان رحمه الله شغوفا بالعلم لا يضيع وقته ، فقد اشتغل في وقت مبكر بالتأليف، والخطابة والإمامة، بالمسجد الأعظم بمدينة غرناطة، واشتغل بالإفتاء على الأغلب بالمذهب المالكي.


وصفه تلميذه لسان ابن الخطيب ( كان رحمه الله على طريقة مثلى من العكوف على العلم، والاقتصار على الاقتيات من حر النشب، والاشتغال بالنظر والتقييد والتدوين ) .

كان لابن جزي اهتمام وعناية فائقة بالأدب والإحاطة بلغة العرب وإلمامه بالشعر وتقريضه وروايته، تمثل بوضوح في الرقائق الدينية، والمدائح النبوية، والصفات الخلقية، إلا إنه كان لا يقول الشعر إلا في الأغراض السامية التي تخدم الخلق والدين ، من أمثلة ذلك:
لكــل بني الدنيــا مــراد ومقصــد *** وإن مــرادي صحــة وفـــراغ
لأبلـغ فـي علــم الشريعــة مبلغــا *** يكــون بــه لي للجنـــان بــلاغ
وفي مثل هذا فلينافس أولو النهى *** وحسبي من الدنيا الغرور بلاغ
فما الفــوز إلا في نعــيم مؤبــد *** به العيش رغد والشراب يسـاغ
ولعل اشتغاله بأنواع المعارف والفنون كان لأجل فهم القرآن الكريم ، لأنها من أدوات ووسائل لا بد منها لمن أراد أن يتصدى للتفسير خاصة ، ولعلوم الشرعية عامة .
ومما يدل على ذلك ما ذكره في مقدمة كتابه التسهيل : " وإن الله أنعم عليّ بأن شغلني بخدمة القرآن، وتعلّمه وتعليمه، وشغفني بتفهم معانيه وتحصيل علومه "

آثــــــاره [ مؤلفاتـــه ]:
كان ابن جزي - رحمه الله – نابغة في زمانه ، فقد ألف في علوم شتى ، وانتفع الناس بها في سائر البلاد الإسلامية ، حيث كان إماما في الأصول والفقه والتفسير والحديث واللغة والأدب ، ومن عجائبه رحمه اللهأنه ألف بعض الكتب من أجل أبنائه ، رغبة في تسهيل العلم عليهم، ومن ذلك :
1) " تقريب الوصول إلى علم الأصول" هو كتاب مختصر لكنه عظيم الفائدة في أصول الفقه مطبوع ، فقد ألفه لابنه أبي عبد الله محمد بن جزي .
2) " الأنوار السَنية في الألفاظ السُنية " هو كتاب مختصر في أحاديث مختارة من أجل تسهيل حفظ بعض الأحاديث على ابنه أبي بكر أحمد بن جزي .
3) " التسهيل لعلوم التنزيل " في التفسير وعلوم القرآن ، ومطبوع عدة طبعات ، وفيه ترجيحات ابن جزي في التفسير.
4) " المختصر البارع في قراءة نافع " مخطوط وتوجد منه نسخة بالمكتبة الوطنية بتونس .
5) " أصول القراء السنة غير نافع "كتاب في القراءات كما هو ظاهر من اسمه .
6) " وسيلة المسلم في تهذيب صحيح مسلم" ظاهر من عنوانه أنه تهذيب لصحيح الإمام مسلم .
7) " النور المبين في قواعد عقاد الدين " مخطوط وهو كتاب في العقيدة ، وهي من محفوظات خزائن القرويين بالمغرب.
8) " القوانين الفقهيّة في تلخيص مذهب المالكيّة " يمكن أن يوصف فقه مقارن بدون ذكر الأدلة ( مذهب الشافعية والحنفية والحنبليّة( ، كما يمكن وصفه بأنه قواعد فقهية ، وله عدة طبعات .
9) " الفوائد العامّة في لحن العامّة " هو كتاب في اللحون التي يقع فيها العامة في اللغة بسبب مخالطتهم للأعاجم ، ولم يطبع بعد .
10) " فهرست "هو كتاب فيعلم التاريخ والتراجم ، اشتمل على ذكر كثير من علماء الشرق والغرب.

منهـــج ابن جـــزي في التفســير بالمأثـــور
لقد التزم ابن جزيّ - رحمه الله - في كتابه التسهيل بتفسير القرآن بالقرآن أولا ، فإن لم يجد في القرآن ما يفسره ، انتقل إلى السنّة ، فإن لم يجد فانتقل إلى ما بعدها وهكذا ، حيث ذكر باباً في أسباب خلاف المفسرين ، ذكر فيها أوجه الترجيح ، وسرد اثنا عشر وجهاً .


تفسيره للقرآن بالقرآن ، أمثلة على ذلك :
أ‌- تفسيره لـ "كلمات" ، في قصة آدم { فتلقى آدم من ربه كلمات } ) البقرة : 37 )، بآية الأعراف { قالا ربنا ظلمنا أنفسنا } ( الأعراف : 23 )، فقال : ( (كلمات) هي قوله : { ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين } ، بدليل ورودها في الأعراف ، وقيل غير ذلك .

ب‌- تفسيره لمعنى الولاية في سورة يونس ، بالآية بعدها ، حيث قال : { أولياءَ الله } اختلف الناس في معنى الولي اختلافا كثيرا ، والحق ما فسره الله بعد هذا بقوله : { الذين آمنوا وكانوا يتقون } ) يونس : 63 ( ، فمن جمع بين الإيمان والتقوى ، فهو الولي .
وما ذكر ليس حصرا ، وإنما هو للتمثيل بيانا للمراد ، وتثبيتا لما ألزمه المؤلف نفسه ، وغيرها كثير .

منهجه في عرض القراءات :
اعتمد المؤلف – رحمه الله – في تفسيره على قراءة واحدة جعلها أصلاً ، واستفاد من غيرها من القراءات بقدر ما فيها من زيادة معنى ، ولم يجعل تفسيره جامعاً للقراءات ، واستغنى عن ما لا فائدة فيه زائدة ، وقد نص على ذلك في مقدمته حين تكلم عن علوم القرآن ، وذكر منها القراءات، فقال : ( وإنما بنينا هذا الكتاب على قراءة نافع ... وذكرنا من سائر القراء ما فيه فائدة في المعنى والإعراب وغير ذلك ، دون ما لا فائدة منه زائدة ، واستغنينا عن استيفاء القراءات لكونها مذكورة في الكتب المؤلفة فيها( ، وقد يذكر ابن جزي أحيانا من قرأ بها ، وأحياناً يكتفي بقوله (قرئ )
أ‌- قد تفسر بعض القراءات معنىً في آية، أو تبين مجملا فيها ؛ مثال ذلك :
آية الحيض في سورة البقرة وما ورد فيها من خلاف في جواز الوطء بعد الطهر وقبل الغسل ومنعه ، فنجد أن ابن جزيّ - رحمه الله - ، استند على قراءة أخرى جعلها مرجحة له في اختيار قول دون آخر ، فقال : ( فإذا تطهّرن ) أي اغتسلن بالماء ، وتعلق الحكم بالآية الأخيرة عند مالك والشافعي ، فلا يجوز عندهما الوطء حتى تغتسل ، وبالغاية الأولى عند أبي حنيفة، فأجاز الوطء عند انقطاع الدم وقبل الغسل ، وقرئ (حتى يطّهّرن) بالتشديد ، ومعنى هذه الآية بالماء ، فتكون الغايتان بمعنى واحد ، وذلك حجة مالك.

ب‌- قد يضعّف ابن جزي رواية أو قراءة ولو كانت سبعية ؛ لمخالفتها للغة مثلا ، ولكن بلطف وأدب ، وأقل حدة من غيره الذين عنّفوا على القارئ والقراءة ، حيث يقول مثلاً :
(النحاة لا يرون هذا جائزاً) أو أشباه هذه من الألفاظ ، فقال في آية النساء { واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام }) النساء : 1 ((والأرحام ) بالنصب عطفاً على اسم الله ، أي اتقوا الأرحام فلا تقطعوها ، أو على موضع الجار والمجرور ، وهو ( به) ؛ لأنه موضع نصب ، وقُرئ بالخفض عطفا على الضمير في ( به) ، وهو ضعيف عند البصريين ؛ لأن الضمير المخفوض لا يعطف عليه إلا بإعادة الخافض .


تفسيره للقرآن بالسنة :
التزم المؤلف - رحمه الله - ، تفسير النبيّ صلى الله عليه وسلّم إن وجد ، حيث قال في أوجه الترجيح بعدما ذكر تفسير القرآن بعضه ببعض : ( الثاني : حديث النبي صلى الله عليه وسلّم ، فإذا ورد عنه - عليه السلام - تفسير شيء من القرآن عوّلنا عليه ، لاسيما إن ورد في الحديث الصحيح ( .

وقد تأتي السنة مبينةً لما في القرآن ، وقد تأتي مخصصة ، وقد تأتي ناسخة عند قومٍ وأنكره آخرون ، وقد تأتي مبينة لسبب نزول الآية ، فإذا عُرف سبب نزول الآية اتضح في كثير من الأحيان شيء من المراد بها .
أمثلة على ذلك :
أ‌- قوله تعالى : { ولا تقتلوا النفس التي حرّم الله إلا بالحق }( الأنعام: 151 )،فسره قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا يحلّ دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث : زنى بعد إحصان ، أو كفر بعد إيمان ، أو قتل نفس بغير نفس"

ب‌- مثال على أسباب النزول ، قوله في سورة التغابن عند آية { يا أيها الذين آمنوا إنّ من أزواجكم وأولادكم عدوّا لكم فاحذروهم وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإنّ الله غفور رحيم} ) التغابن : 14 ( ، سببها أن قوماً أسلموا وأرادوا الهجرة ، فثبطهم أزواجهم وأولادهم عن الهجرة ، فحذرهم الله من طاعتهم في ذلك ، وقيل نزلت في عوف بن مالك الأشجعي ، وذلك أنه أراد الجهاد ، فاجتمع أهله وأولاده ، فشكوا منه فراقه ، فرقّ لهم ورجع ، ثم إنه ندم وهمّ بمعاقبتهم فنزلت الآية .

تفسير الصحابة :
مثال لتفسير ابن جزيّ لآية ، ذكر فيها تفسير أبي بكر ، وتفسير عمر ، ورجّح بينهما بما اقتضاه الحديث المرفوع ، وهذا فيه دلالة على منهجه في تفسير القرآن بالسنّة ، وتفسير القرآن بقول الصحابي ، وبيان الأولى منهما عنده .
قوله تعالى { إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا }) فصلت : 30 : ( { ثم استقاموا } قال أبو بكر الصديق – رضي الله عنه- : استقاموا على قولهم { ربنا الله } ، فصحّ إيمانهم، ودام توحيدهم ، وقال عمر بن الخطّاب : المعنى استقاموا على الطاعة وترك المعاصي . وقول عمر أكمل وأحوط ، وقول أبي بكر أرجح ؛ لما روى أنس أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الآية وقال : " قد قالها قوم ثم كفروا ، فمن مات عليها فهو ممن استقام "
فرجح ابن جزي – رحمه الله - بينهما بما اقتضاه الحديث المرفوع ، وهذا فيه دلالة على منهجه في تفسير القرآن بالسنة ، وتفسير القرآن بقول الصحابي ، وبيان الأولى منهما عنده .


تفسيــــر التابعيــــن :
ابن جزي قليلاً ما ينسب أقوال التابعين إلى أصحابها ، وذلك لسببين :
الأول : قلة صحة الإسناد عنهم ، الثاني : اختلاف الناقلين في النسبة .
ومثال ذلك : قوله تعالى { الذي يراك حين تقوم ، وتقلبك في الساجدين } ( الشعراء 218 -219 )
أي حين تقوم في الصلاة ، ويحتمل أن يريد سائر التصرفات ، وتقلبك في الساجدين معطوف على الضمير المفعول في قوله يراك ، والمعنى أنه يراك حين تقوم وحين تسجد ، وقيل معناه يرى صلاتك مع المصلين ، ففي ذلك إشارة إلى لصلاة مع الجماعة ، وقيل يرى تقلب بصرك في المصلين خلفك ؛ لأنه عليه السلام كان يراهم من وراء ظهره ) وقد نسبت الأقوال السابقة إلى بعض التابعين ، فالأول نسب لعكرمة، والثاني لعدد منهم منهم قتادة ، والحسن ، وعطاء ، والثالث منسوب لمجاهد) .


وقد ينسب المؤلف بعض الآراء أحياناً لأصحابها ؛ كما نسب تفسير آية { يا أيها الذين آمنوا ليبلونكم الله بشيء من الصيد تناله أيدكم ورماحكم } ( المائدة : 94 )
لمجاهد بأنه قال : ( الذي تناله الأيدي الفراخ والبيض وما لا يستطيع أن يفرّ ، والذي تناله الرماح كبار الصيد) ، وينسب أيضا لغير مجاهد ، كالحسن ، وسعيد بن المسيب ، وسعيد بن جبير ، وغيرهم .

موقف ابن جزيّ من الإسرائلـــيات ، ومنهجـــه في تفسيـــر القصــص القــرآني :

إنّ من طبيعة النفس البشرية النقص ، فقد كان لابن جزيّ-عفا الله عنه- شيئا من الهفوات في هذا الباب ، سواء في الإسرائيليات ، أو في القصص القرآنية عامة ، كما أن له وقفات تُحمد .
انتهج ابن جزيّ منهجا في القصص ، وهو أن يذكر ما جاء به القرآن واضحا بينا ؛ كقصّة أهل الكهف ، ويوسف عليه السلام ، وأما ما جاء القرآن فيه بالإجمال ، فإن ابن جزي قد حاد عن منهجه في بعضها ، ولم يطبق ما قاله في مقدمته عندما قسّم القصص إلى ضروري يحتاج إليه التفسير ، وغير ضروري مستغنى عنه .
كما أنه انتقد منهج المفسرين في سرد الإسرائيليات التي لا تصح ، وخاصة ما فيها انتقاص للأنبياء ، وألزم نفسه بخلاف ذلك ، حيث قال : ( وأما نحن فاقتصرنا في هذا الكتاب من القصص على ما يتوقف التفسير عليه ، وعلى ما ورد منه في الحديث الصحيح ( .

نمــاذج للقصــص القــرآني :
أ‌- ذكر أقوال المفسرين في نوع الشجرة التي أكل منها آدم - عليه السلام- ، فقال : ( الشجرة ، قيل هي شجرة العنب ، وقيل شجرة التين ، وقيل الحنطة ، وذلك مفتقر إلى نقل صحيح ، واللفظ مبهم) فلم يجزم بشيء منها ؛ لعدم المرجح المعتبر .
لم يلتزم –رحمه الله – بما قال التزاما تاما ؛ حيث نقل شيئاً مما لا يصح ، وما ليس فيه دليل ، والأدهى من ذلك أن في بعضها انتقاصا للأنبياء ،كما ورد عنه في قصة سيدنا داود ، فعفا الله عنه ، وجزاه بما خدم به كتاب الله مغفرة عن كل خطأ .

لكن من طبع البشر الزلل ، فلا ندعي له العصمة ، فقد نقل روايات ليته لم يذكرها ، وليته اتبع منهجه الذي ذكره في مقدمته، وطبقه في مواضع كثيرة من تفسيره ، منها :
ب‌- قصّة داود - عليه السلام- في سورة "ص" ، قال : ( ونحن نذكر من ذلك ما هو أشهر وأقرب إلى تنزيه داود - عليه السلام - : روي أن أهل زمان داود - عليه السلام - كان يسأل بعضهم بعضا أن ينزل عن امرأته ، فيتزوجها إذا أعجبته ... الخ) ، والجدير بالذكر تعنيفه على من تكلم في قصة داود بلا دليل ، وما ذكره في قصة داود لا دليل عليه ، إضافة إلى ما في القصة من انتقاص لمقام داود - عليه السلام - .

عقيــدته في تفسيــره : موقفه من الأسماء والصفات :
من خلال تتبع بعض كتب الإمام ابن جزي – رحمه الله تعالى – اتضح أن عقيدته في الأسماء والصفات والإيمان هي عقيدة الأشاعرة في الجملة ، وقد صرح بشيء من ذلك في تفسيره ، وفي كتابه " القوانين الفقهية " إلا إنه خالف بعض الصفات فجرى فيها على مذهب أهل السنة .
كما قام ابن جزيّ –رحمه الله – بتأويل بعض الأسماء خشية تشبيه الخالق بالمخلوق ، وقد أخطأ في ذلك وناقض نفسه ؛ حيث أبى التأويل في صفات ذكرها ولم يدّع فيها التشبيه ، فلزمه في تلك كهذه .


أ‌- منهجه في الأسماء :
من الأسماء "النور، والأول ، والآخر، والظاهر، والباطن"، فعند قوله تعالى : { الله نور السماوات والأرض } ) النور : 35(
قال: ( النور يطلق حقيقة على الضوء الذي يدرك بالأبصار ، ومجازا على المعاني التي تدرك بالقلوب ، والله ليس كمثله شيء ، فتأويل الآية الله ذو نور السماوات والأرض - إلى أن قال - فمعنى نور السماوات والأرض ، أنه خلق النور الذي فيهما من الشمس والقمر والنجوم ... الخ .
وهذا تأويل صريح ، وصرف عن المعنى الظاهر بلا دليل معتبر .

وعند قوله تعالى : { هو الأول والآخر والظاهر والباطن } ( الحديد:3(
قال في تفسير الآية : ( هو الأول والآخر أي ليس لوجوده بداية ، ولا لبقائه نهاية ، والظاهر والباطن أي الظاهر للعقول ، بالأدلة والبراهين الدالة على الباطن الذي لا تدركه الأبصار ، أو الباطن الذي لا تصل العقول إلى معرفة كنه ذاته ) .
والعجيب أن من منهجه – رحمه الله - تفسير القرآن بالسنّة ، وقد أغفل هنا تفسير النبي صلى الله عليه وسلم للآية ، حيث قال كما في صحيح مسلم : ( اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء ، وأنت الآخر فليس بعدك شيء ، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء ، وأنت الباطن فليس دونك شيء ، اقض عنّاالدين ، واغننا من الفقر )
ب‌- منهجــه في الصفــات
اضطرب فيه بين مذهب أهل السنّة ، بين التفويض والتأويل ، فأثبت صفات دون تأويل ولا تكييف ، وفوّض أخرى ، وأوّل غيرها .
مثال ذلك :
1) أثبت صفة الاستواء دونما تكييف ولا تأويل : فقال قولا بليغا أجاد فيه ، كما في سورة الأعراف ، فقال : ( حيث وقع ، حمله قوم على ظاهره ، منهم ابن أبي زيد وغيره ، وتأولها قوم بمعنى قصد ، كقوله تعالى : { ثمّ استوى إلى السماء } ( البقرة : 29) ، ولو كان كذلك لقال ثم استوى إلى العرش ، وتأولها الأشعريّة أن معنى استوى استولى بالملك والقدرة ، والحق الإيمان به من غير تكييف ، فإن السلامة في التسليم ، ولله درّ مالك بن أنس في قوله للذي سأله عن ذلك : الاستواء معلوم ، والكيفية مجهولة ، والسؤال عن هذا بدعة . وقد روي مثل قول مالك عن أبي حنيفة ، وجعفر الصادق ، والحسن البصري ، ولم يتكلّم الصحابة ولا التابعون في معنى الاستواء ، بل أمسكوا عنه ؛ ولذلك قال مالك السؤال عنه بدعة ) .
2) تردد ابن جزيّ في صفات منها العلو ففوضها - وقد عُلِم رأيه في الاستواء في المثال السابق- فعند قوله تعالى :{ يخافون ربهم من فوقهم ويفعلون ما يؤمرون } ( النحل : 50 ) .
قال : ( ويحتمل أن يريد فوقية القدرة والعظمة ، أو يكون من المشكلات التي يمسك عن تأويلها ، وقيل يخافون أن يرسل عليهم عذاباً من فوقهم. (
3) وأوّل صفات عن ظاهرها ، كما قال في آية المائدة في ذكر صفة اليد : { بل يداه مبسوطتان } تأول صفة اليد عن ظاهرها فقال : ( عبارة عن إنعامه وجوده ) .
4) اعتقاده في صفة الكلام ، بأنه الكلام النفسي كما هو معتقد الأشاعرة ، قال : ( فإنه عز وجل متكلم بصفة أزلية ليس بحرف ولا صوت ، ولا يقبل العدم ولا ما في معناه من السكوت ولا التبعيض ولا التقديم ولا التأخير الذي لا يشبه كلام المخلوقين ، كما لا تشبه ذاته ذوات المخلوقين ولا تنفذ كلماته كما لا تحصى معلوماته ، ولا تنحصر مقدوراته ) .
5) مسألة دخول الأعمال في مسمى الإيمان :
خالف الإمام ابن جزي - عفا الله عنه - أهل السنّة في هذه المسألة ، فقال عند قوله تعالى : { وبشّر الذين آمنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنات تجري من تحتها الأنهار } ( البقرة : 2 : ، قال : { الذين آمنوا وعملوا الصالحات } دليل على أن الإيمان خلاف العمل ؛ لعطفه عليه ، خلافاً لمن قال : اعتقاد وقول وعمل ، وفيه دليل أن السعادة بالإيمان مع الأعمال ، خلافاً للمرجئة ) .
فيتضح هنا إخراجه للعمل عن مسمى الإيمان ، وإن كان يرى أنها مطلوبة . وأمّا ما احتج به من أن العطف يقتضي المغايرة ، فغير مسلّم ؛ لأن العطف لا يقتضي المغايرة دائماً ، وإنما يقتضي عدم المساواة ، فالإيمان غير مساوٍ للعمل ، وإن كان منه ، فالإيمان عملوزيادة ، فهو أعمّ .

مذهــب ابن جزي الفقهــي :
هو مالكي المذهب ، وهو المذهب المنتشر في بلاد الأندلس آن ذلك ، بل هو من المحققين فيه ، فتصانيفه تشهد لذلك ، وقد كتب كتابا في تلخيص مذهب المالكية هو " القوانين الفقهية في تلخيص مذهب المالكية "
ذكر ذلك كل من ترجم له ، بأنه مالكي المذهب ، وقد ذكره الن فرحون في كتابه " الديباج المذهب في معرفة علماء المذهب " ويقصد به علماء المالكية ، فقد عد ابن زي من علماء المالكية .
وفاتــــــه :
من شعره ما قاله في تمني الشهادة في سبيل الله حتى تكفر ذنوبه:
قصدي المؤمل في جهري وإسراري ومطلبي من إلهي الواحد الباري
شهــادة في سبيــــل الله خالصــة تمحــو ذنــوبي وتنجيــني من النـــار
إن المعــاصي رجــس لا يطهــرها إلا الصـــوارم في أيمـــان كفـــار

وبعد أن أنشد الأبيات قال : أرجو أن يعطيني ما سألته في هذه الأبيات، فأعطاه الله ما تمنى وأكرمه بالشهادة .
ففي ضحى يوم الثنين السابع من جمادى الأولى سنة إحدى وأربعين وسبع مئة (741هـ ) قتل الإمام ابن جزي في موقعة طريف مع النصارى ، حيث فقد وهو يحرض المؤمنين ويشحذ هممهم على القتال بعد أن أبلى بلاءً حسناً .
وقد بارك الله في عمره حيث عاش 48 سنة فقط عمرها بأنواع الطاعات والعمل الصالح ، فنرجو الله أن يتقبل شهادته وأن يبارك في أعمارنا كما بارك له في عمره.

المصادر والمراجع :
الإحاطة في أخبار غرناطة ، محمد بن عبد الله بن سعيد السلماني اللوشي الأصل ، الغرناطي الأندلسي ، أبو عبد الله ، الشهير بلسان الدين ابن الخطيب ( ت : 776هـ ) ، دار الكتب العلمية، بيروت .
تسهيل لعلوم التنزيل ،أبو القاسم، محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله ، ابن جزي الكلبي الغرناطي ( ت : 741هـ ) ، تحقيق: محمد سالم هاشم ، دار الكتب العلمية، بيروت .
تقريب الوصول إلي علم الأصول،أبو القاسم، محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله، ابن جزي الكلبي الغرناطي ( ت : 741 هـ ) ، تحقيق : محمد المختار بن محمد الأمين الشنقيطي ، مطبوع .
طبقات المفسرين للداوودي ، محمد بن علي بن أحمد الداوودي شمس الدين ( ت : 945هـ ) ، دار الكتب العلمية ، بيروت / لبنان .
الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة ، أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن حجر العسقلاني ( ت : 852هـ ) ،تحقيق محمد عبد المعيد ضان ، مجلس دائرة المعارف العثمانية - صيدر اباد/ الهند
ابن جزي ومنهجه في التفسير، دراسة مُسهبة عن الإمام المُفسِّر الأندلسي الشهيد ابن جُزَيّ، وتوضيح مُفصَّل لمنهجه في تفسيره: «التسهيل لعلوم التنزيل». ، علي محمد الزبيري ، دار القلم ، دمشق
الديباج المذهب في معرفة أعيان علماء المذهب ،إبراهيم بن علي بن محمد، ابن فرحون، برهان الدين اليعمري (ت : 799هـ( ، تحقيق : الدكتور محمد الأحمدي أبو النور ، دار التراث للطبع والنشر، القاهرة
نيل الابتهاج بتطريز الديباج ، أحمد بابا بن أحمد بن الفقيه الحاج أحمد بن عمر بن محمد التكروري التنبكتي ( ت : 1036 هـ )تحقيق : عبد الحميد عبد الله الهرامة ، دار الكاتب، طرابلس – ليبيا .
قوانين الفقهية ،أبو القاسم، محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله، ابن جزي الكلبي الغرناطي (ت: 741هـ )
غاية النهاية في طبقات القراء ، شمس الدين أبو الخير ابن الجزري، محمد بن محمد بن يوسف ( ت : 833هـ ) ،مكتبة ابن تيمية .
الأنساب ، عبد الكريمبنمحمدبنمنصور التميميالسمعانيالمروزي، أبو سعد ( ت : 562هـ ) ، تحقيق : عبد الرحمنبنيحيى المعلمي اليماني ، مجلس دائرة المعارف العثمانية، حيدر آباد
جمهرة أنساب العرب ، أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم الأندلسي القرطبي الظاهري ( ت : 456هـ ) ، تحقيق: لجنة من العلماءالناشر: دار الكتب العلمية – بيروت .

معجم البلدان ، شهاب الدين أبو عبد الله ياقوت بن عبد الله الرومي الحموي ( ت : 626هـ ) ،دار صادر، بيروت .
شجرة النور الزكية في طبقات المالكية ، محمد بن محمد بن عمر بن علي ابن سالم مخلوف ( ت : 1360هـ ) علق عليه: عبد المجيد خيالي ، دار الكتب العلمية ، لبنان .
تاريخ قضاة الأندلس ( المرقبة العليا فيمن يستحق القضاء والفتيا ) ، أبو الحسن علي بن عبد الله بن محمد بن محمد ابن الحسن الجذامي النباهي المالقي الأندلسي (متوفى: نحو 792هـ ) ، تحقيق: لجنة إحياء التراث العربي في دار الآفاق الجديدة ،دار الآفاق الجديدة ، بيروت/لبنان .
نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب ،أحمد بن محمد المقري التلمساني( ت : 1027هـ ) تحقيق : إحسان عباس ، دار صادر ، بيروت .
الكتيبة الكامنة في من لقيناه بالأندلس من شعراء المائة الثامنة ، لسان الدين بن الخطيب ، محمد بن عبد الله ( ت : 776هـ ) ، تحقيق: إحسان عباس ، دار الثقافة ، بيروت – لبنان .
سير أعلام النبلاء ، شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز الذهبي ( ت : 748هـ ) ، تحقيق: مجموعة من المحققين بإشراف الشيخ شعيب الأرناؤوط ، مؤسسة الرسالة .
سلسلة تراجم ، ترجمة الإمام أبي القاسم ، أحمد بن محمد بن جزي الكلبي ( ت : 741هـ ) ، جمع وإعداد ظافر بن حسن آل جبعان ، النشرة الأولى 1431هـ ، الشبكة العنكبوتية .

ملحوظة : تم تحميل أغلب الكتب من الشبكة العنكبوتية ، والباقي منقول من الشبكة العنكبوتية .


تمت الترجمــة بحمــد الله وفضــله
وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد وآله وصحبه وسلم
والحمــد لله رب العالميـــن.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الإمــام, ترجمـــة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:25 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir