دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > العقيدة > متون العقيدة > الفتوى الحموية

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 3 محرم 1432هـ/9-12-2010م, 02:28 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي معاني لفظ (التأويل)

فَإِنَّ لفظَ التَّأويلِ يُرَادُ بِهِ ثَلاثةُ مَعَانٍ:
فَالتَّأْوِيلُ فِي اصْطِلاحِ كَثِيرٍ مِنَ المُتَأَخِّرِينَ هُوَ: صَرْفُ اللَّفْظِ عَنِ الاحْتِمَالِ الرَّاجِحِ إِلَى الاحْتِمَالِ المَرْجُوحِ لِدَلِيلٍ يَقْتَرِنُ بِذَلِكَ.
فَلا يَكُونُ مَعْنَى اللَّفْظِ المُوَافِقِ لِدَلالَةِ ظَاهِرِهِ تَأْوِيلاً عَلَى اصْطِلاحِ هَؤُلاءِ، وَظَنُّوا أَنَّ مُرَادَ اللَّهِ تعالى ِبلَفْظِ التَّأْوِيلِ ذَلِكَ، وَأَنَّ لِلنُّصُوصِ تَأْوِيلاً يُخَالِفُ مَدْلُولِهَا لاَ يَعْلَمُهُ إِلا اللَّهُ، ولا يَعْلَمُهُ المُتَأَوِّلُونَ.
ثُمَّ كَثِيرٌ مِنْ هَؤُلاءِ يَقُولُونَ: تُجْرَى عَلَى ظَاهِرِهَا، فَظَاهِرُهَا مُرَادٌ. مَعَ قَوْلِهِمْ: إِنَّ لَهَا تَأْوِيلاً بِهَذَا المَعْنَى لاَ يَعْلَمُهُ إِلاَّ اللَّهُ. وَهَذَا تَنَاقُضٌ وَقَعَ فِيهِ كَثِيرٌ مِنْ هَؤُلاءِ الْمُنْتَسِبِينَ إِلَى السُّنَّةِ مِنْ أَصْحَابِ الأَئِمَّةِ الأَرْبَعَةِ وَغَيْرِهِمْ.
وَالْمَعْنَى الثَّانِي: أَنَّ التَّأْوِيلَ هُوَ تَفْسِيرُ الكَلامِ، سَوَاءٌ وَافَقَ ظَاهِرَهُ أَوْ لَمْ يُوَافِقْ، وَهَذَا هُوَ التَّأْوِيلُ فِي اصْطِلاحِ جُمْهُورِ المُفَسِّرِينَ وَغَيْرِهِمْ، وَهَذَا التَّأْوِيلُ يَعْلَمُهُ الرَّاسِخُونَ فِي العِلْمِ، وَهُوَ مُوَافِقٌ لِوَقْفِ مَنْ وَقَفَ مِنَ السَّلَفِ عَلَى قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي العِلْمِ } [آلُ عِمْرَانَ: 7 ] كَمَا نُقِلَ ذَلِكَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَمُجَاهِدٍ، وَمُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ، وَمُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، وَابْنِ قُتَيْبَةَ وَغَيْرِهِمْ، وَكِلا القَوْلَيْنِ حَقٌّ بِاعْتِبَارٍ. كَمَا قَدْ بَسَطْنَاهُ فِي مَوَضِعَ أخَرَ، وَلِهَذَا نُقِلَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ هَذَا وَهَذَا، وَكِلاهُمَا حَقٌّ.
وَالْمَعْنَى الثَّالِثُ: أَنَّ التَّأْوِيلَ: هُوَ الحَقِيقَةُ الَّتِي يَؤولُ الكَلامُ إِلَيْهَا، وَإِنْ وَافَقَتْ ظَاهِرَهُ، فَتَأْوِيلُ مَا أَخْبَرَ اللهُ بِهِ فِي الجَنَّةِ مِنَ الأَكْلِ وَالشُّرْبِ وَاللِّبَاسِ وَالنِّكَاحِ وَقِيَامِ السَّاعَةِ وَغَيْرِ ذَلِكَ، هُوَ الحَقَائِقُ المَوْجُودَةُ أَنْفُسُهَا، لاَ مَا يُتَصَوَّرُ مِنْ مَعَانِيهَا فِي الأَذْهَانِ، وَيُعَبَّرُ عَنْهُ بِاللِّسَانِ، وَهَذَا هُوَ التَّأْوِيلُ فِي لُغَةِ القُرْآنِ كَمَا قَالَ تَعَالَى عَنْ يُوسُفَ عَلَيْهِ السَّلامُ أَنَّهُ قَالَ: {يَا أَبَتِ هَـذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا } [يُوسُفُ: 100 ](1).
وَقَالَ تَعَالَى: {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ } [الأَعْرَافُ: 53 ] وَقَالَ تَعَالَى: {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً}. [النساء:59].
وَهَذَا التَّأْوِيلُ هُوَ الَّذِي لاَ يَعْلَمُهُ إِلاَّ اللَّهُ (2).


  #2  
قديم 3 محرم 1432هـ/9-12-2010م, 02:31 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي تعليق سماحة الشيخ: عبد العزيز بن عبد الله ابن باز رحمه الله

(1) يعني: هذا ما آلَتْ إليه، هذه حَقِيقَتُها بَرَزَتْ أنْ سَجَدَ له أبواهُ وسَجَدَ لهُ إِخْوَتُهُ، {وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ} جاءَ تَأْوِيلُها، يعني: حَقِيقَتُها بعدَما تَوَلَّى الأمرَ، ودَخَلُوا عليه، وسَجَدُوا له، هذا تأويلُها.
وهكذا قولُه جلَّ وعلا: {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ} تأويلُه: ما يُشَاهِدُهُ النَّاسُ يومَ القيامةِ مِن الجزاءِ والحسابِ، ونَصْبِ المِيزانِ ونَشْرِ الصُّحُفِ، ثم دُخُولِ الجنَّةِ أو دخولِ النَّارِ، وهذا تأويلُ ما أخْبَرَ به اللَّهُ جلَّ وعلا.
(2) والتأويلُ ثلاثةُ أقسامٍ:
القِسْمُ الأوَّلُ: ما ذَكَرَهُ المؤلِّفُ مِن اصْطِلاَحِ المُتَكَلِّمِينَ، وهو صَرْفُ اللَّفْظِ عن ظاهِرِهِ الراجِحِ إلى المَرْجُوحِ؛ لدليلٍ يَقْتَرِنُ بذلك، وهذا أحْدَثَه أهلُ الكلامِ، ثم نَسَفُوا ما في كتابِ اللَّهِ، وفي كلامِ رسولِه عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ، فهذا أحْدَثُوه وجَرُّوا به الآياتِ والأحاديثَ إلى أهوائِهِم ومُرَادَاتِهِم.
القسمُ الثاني: تفسيرُ الكلامِ بما دَلَّ عليه السياقُ، ودَلَّ عليه المعنى، ودَلَّتْ عليه الأدِلَّةُ، سواءٌ وَافَقَ ظاهِرَه أو لم يُوافِقْ ظاهِرَه مِن بعضِ الوجوهِ، لكنَّه دَلَّتْ عليه الأدلَّةُ، فهذا هو تفسيرُ الكلامِ، مثلَ ما قالَ ابنُ جَرِيرٍ: القولُ في تأويلِ قولِه تعالى كذا وكذا. وهو تفسيرُ الكلامِ بما يَتَبَيَّنُ مِن سياقِ الكلامِ أو مِن مجموعِ الأدلَّةِ.
والتأويلُ الثالثُ: الحقائقُ التي أخْبَرَ اللَّهُ عنها، يعني: ما يَؤُولُ إليه الكلامُ مِن الحقائقِ، فتأويلُ الرُّؤْيَا: ما يَقَعُ منها في الخارِجِ، وتأويلُ ما أخْبَرَ اللَّهُ به يومَ القيامةِ: ما يَقَعُ يومَ القيامةِ مِن الحسابِ والجزاءِ، وهكذا الجنَّةُ والنَّارُ وغيرُ ذلك.


  #3  
قديم 24 شوال 1434هـ/30-08-2013م, 08:41 PM
سليم سيدهوم سليم سيدهوم غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
الدولة: ليون، فرنسا
المشاركات: 1,087
افتراضي شرح الشيخ يوسف الغفيص

[والتأويل في اصطلاح كثير من المتأخرين هو: صرف اللفظ عن الاحتمال الراجح إلى الاحتمال المرجوح دليل يقترن بذلك].
وقد يقولون: صرف اللفظ من الحقيقة إلى المجاز.
[فلا يكون معنى اللفظ الموافق لدلالة تأويلاً على اصطلاح هؤلاء، وظنوا أن مراد الله تعالى بلفظ التأويل ذلك، وأن للنصوص تأويلاً يخالف مدلولها لا يعلمه إلا الله أو يعلمه المتأولون.
ثم كثير من هؤلاء يقولون: تجرى على ظاهرها.
فظاهرها مراد مع قولهم: إن لها تأويلاً بهذا المعنى لا يعلمه إلا الله.
وهذا تناقض وقع فيه كثير من هؤلاء المنتسبين إلى السنة من أصحاب الأئمة الأربعة وغيرهم].

كذلك لفظ الظاهر لفظ فيه إجمال من جهة نصه وإن كان من حيث النوع ليس مجملاً، فقد ذكر في القرآن لفظ الظاهر، لكنه لم يذكر في موطن الصفات، إنما جاء في مثل قوله: {وَذَرُوا ظَاهِرَ الإِثْمِ وَبَاطِنَهُ} [الأنعام:120] فإذا قيل: هل ظاهر النصوص مراد أو ليس مراداً؟ قيل: هذا بحسب المراد من لفظ الظاهر، فإن قصد بالظاهر المعاني اللائقة بالله سبحانه فهو مراد، وإن قصد بالظاهر التشبيه كما هو مقصود جمهور المتكلمين فإن الله منزه عن ذلك، وتنزه نصوص القرآن أيضاً أن يكون ظاهرها التشبيه.
[والمعنى الثاني: أن التأويل هو تفسير الكلام، سواء وافق ظاهره أو لم يوافقه، وهذا هو التأويل في اصطلاح جمهور المفسرين وغيرهم].
التأويل: بمعنى التفصيل.
[وهذا التأويل يعلمه الراسخون في العلم، وهو موافق لوقف من وقف من السلف على قوله: {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ} [آل عمران:7] كما نقل ذلك عن ابن عباس ومجاهد ومحمد بن جعفر بن الزبير ومحمد بن إسحاق وابن قتيبة وغيرهم، وكلا القولين حق باعتبار كما قد بسطناه في موضع آخر].
قوله: وكلا القولين لا يقصد به معاني التأويل التي قدمها آنفاً، وإنما يقصد الوقف على قوله: (إِلاَّ اللَّهُ) والوقف على قوله: (وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ) فالوقف على قوله: (إِلاَّ اللَّهُ) يتخرج على المعنى الثالث للتأويل وهو الحقيقي، والوقف على قوله: (وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ) يتخرج على المعنى الثاني.
[كما بسطناه في موضع آخر؛ ولهذا نقل عن ابن عباس هذا وهذا، وكلاهما حق].
[والمعنى الثالث: أن التأويل هو الحقيقة التي يؤول الكلام إليها].
على هذا المعنى يوقف على قوله: (إِلاَّ اللَّهُ)، ويكون المعنى، أي: حقائق الصفات، ويمكن إذا رجعنا إلى القواعد المشتهرة في كلام السلف نقول: المعنى والكيفية، فإن قصد الكيفية فإنه يوقف على قوله: (إِلاَّ اللَّهُ)، وإن قصد المعنى من حيث هو فإنه يوقف على قوله: (وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ).
[وإن وافقت ظاهره فتأويل ما أخبر الله به في الجنة].
هنا مسألة: هذا التقرير مفروض على أن هيئات الصفات تدخل بوجه ما في المتشابه، فهنا طريقتان: الأولى: أن يقال: إن آيات الصفات ليست من المتشابه.
الثانية: أن يقال: إنه إذا قصد التشابه هنا فإن المقصود أنها لا تعلم من حيث الكيفية، أي: أن إطلاق القول بأن آيات الصفات من المتشابه غلط؛ ولهذا لم يطلقه أحد من السلف، وإن كان السلف أجمعوا على أن كيفية الصفات لا يعلمها إلا الله.
فهذا مقام، والقول بأن آيات الصفات من المتشابه مقام آخر.
[فتأويل ما أخبر الله به في الجنة من الأكل والشرب واللباس والنكاح وقيام الساعة وغير ذلك هو الحقائق الموجودة أنفسها لا ما يتصور من معانيها في الأذهان، ويعبر عنه باللسان، وهذا هو التأويل في لغة القرآن كما قال تعالى عن يوسف أنه قال: {يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَاي مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقّاً} [يوسف:100] وقال تعالى: {هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ} [الأعراف:53] وقال تعالى: {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً} [النساء:59] وهذا التأويل هو الذي لا يعلمه إلا الله.
وتأويل الصفات هو الحقيقة التي انفرد الله تعالى بعلمها، وهو الكيف المجهول الذي قال فيه السلف -كـ مالك وغيره-: الاستواء معلوم، والكيف مجهول.
فالاستواء معلوم يعلم معناه ويفسر ويترجم بلغة أخرى، وهو من التأويل الذي يعلمه الراسخون في العلم، وأما كيفية ذلك الاستواء فهو التأويل الذي لا يعلمه إلا الله تعالى.
وقد روي عن ابن عباس ما ذكره عبد الرزاق وغيره في تفسيرهم عنه أنه قال: تفسير القرآن على أربعة أوجه: تفسير تعرفه العرب من كلامها، وتفسير لا يعذر أحد بجهالته، وتفسير لا يعلمه إلا الله عز وجل، فمن ادعى علمه فهو كاذب.
وهذا كما قال تعالى: {فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [السجدة:17] وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (يقول الله تعالى: أعددت لعبادي الصالحين مالا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر) وكذلك علم وقت الساعة ونحو ذلك، فهذا من التأويل الذي لا يعلمه إلا الله تعالى].

إذاً: قال النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث القدسي: (أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر) مع أن المعاني في هذا الثواب معلومة، وهذا متفق عليه بين أهل السنة والمتكلمين، فالماء المذكور في الجنة والخمرة المذكورة في الجنة والنعيم المذكور في الجنة هو من حيث المعنى معروف، وإن كان من حيث الماهية والحقيقة لم يتصور؛ ولهذا قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيه هذا.
أما أن يكون بعض النعيم لم يحدث به الناس؛ حيث إن من نعيم الجنة ما لم يذكر أصلاً؛ ولهذا قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيما رواه عن ربه: (ولا أذن سمعت) ومن النعيم ما حدث به، أي جاء ذكره في الكتاب أو في السنة لكنه لا يتحقق تصوره في القلب أو في العقل؛ لأن ماهيته تناسب ذاك المقام.
وهذا النعيم الأخروي الذي يقر به عند أهل السنة والمتكلمين دليل على أن صفات الباري سبحانه وتعالى صفات تليق به وإن وقع الاشتراك بينها وبين صفات المخلوقين في بعض الموارد من حيث الاسم المطلق، فتقول: رحمة الله ورحمة زيد.
فلفظ الرحمة لفظ مشترك مطلق، وإذا أضيف وخصص فلكل موصوف ما يناسبه، كما يقال: ماء ثم يقال: ماء الدنيا وماء الآخرة.
فلكل ما يليق به، وكذلك خمر الدنيا وخمر الآخرة.
فلكل ما يليق به.
وترى أن خمر الآخرة يمتنع ببداهة العقول وضرورة العقول أن تكون كخمر الدنيا، مع أن هناك نسبة -في الجملة- مشتركة يفهم بها الخطاب؛ ولهذا يمتنع أن يكون نعيم الآخرة مع نعيم الدنيا أو مع المواد التي في الدنيا مقروناً بالاشتراك اللفظي.

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
معاني, لفظ

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:41 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir