دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 3 شعبان 1436هـ/21-05-2015م, 04:14 PM
هبة الديب هبة الديب غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 1,274
افتراضي تلخيص مقاصد كتاب المرشد الوجيز من إعداد طالبات المجموعة الثالثة

بسم الله الرحمن الرحيم
*تلخيص مقاصد كتاب*
*المرشد الوجيز لأبي شامة المقدسي*
لطلاب:المجموعة الثالثة
●المقصد الكلي للكتاب:
بيان ما يتعلق بنزول القرآن الكريم: من فضيلة وقت نزوله ،وبيان معنى الإنزال وكيفيته، وبيان نزول آياته ،ونبذة عن جمعه وما يتعلق بنسخه، وبيان دور أبي بكر وعمر وعثمان في جمع القرآن وحفظه ،والفرق بين جمع أبي بكر ونسخ عثمان، ودور مروان بن عبد الملك في سد باب للفتنة ، ومن ثم بيان الأدلة على ثبوت الأحرف السبعة ، والمراد بها والحكمة من إباحة الله سبحانه لها ، اللغات التي نزل بها القرآن ، وأي حرف يحتوي عليه مصحف عثمان ، وحكم التلاوة بهذه الأحرف الآن ، وبيان معنى القراءات السبع والفرق بينها وبين الأحرف السبع وكيف كان ذلك الامر ، وبيان اختلاف القراءات وحكمها ، والتعامل الأمثل مع القرأن ، وآداب حامله وثوابه، والأسباب المانعة لفهمه ، وأصناف قراءه .


● المقصد الرئيس للباب الأول:
بيان ما يتعلق بنزول القرآن الكريم: من فضيلة وقت نزوله ،وبيان معنى الإنزال وكيفيته، وبيان نزول آياته ،ونبذة عن جمعه وما يتعلق بنسخه.
المقاصد الفرعية للباب:
أ:بيان عظم وقدر وقت نزول القرآن:
-نزوله في شهر مبارك.
-نزوله في ليلة مباركة.
-نزول الكتب السماوية في هذا الشهر.

ب:بيان قوله تعالى: {إنا أنزلناه في ليلة القدر}
-المراد من الآية.
-معنى الإنزال.
-المقصود بالإنزال.
-حال الملائكة عند سماع الوحي.
-هل كان الإنزال قبل ظهور النبوة أم بعدها.
- الحكمة من إنزال القرآن جملة واحدة.
-الحكمة من إنزال القرآن منجمًا إلى الأرض.
-مدة نزول القرآن.

ج:بيان نزول آيات القرآن.
-أول ما نزل من القرآن.
-حال النبي صلى الله عليه وسلم عند تلقي القرآن.
- وعد الله لنبيه صلى الله عليه وسلم بحفظ كتابه وبيانه :
-آخر ما نزل من القرآن.

د- بيان جمع القرآن:
- لم يكن جمع القرآن مرة واحدة.
*في العهد النبوي:
-عرض جبريل القرآن على النبي .
-أمر النبي صلى الله عليه وسلم بكتابة ما ينزل من القرآن.
-من كتاب الوحي:
- أدوات الكتابة.
-تأليف النبي صلى الله عليه وسلم للقرآن.
- الصحابة الذين حفظوا القرآن .

*جمع أبي بكر رضي الله عنه:
-ظهور الحاجة لجمع القرآن.
* في جمع عثمان رضى الله عنه.
- ما جمعه عثمان هو جميع ما أنزله الله تعالى.
ه- أوجه نسخ القرآن:

● المقصد الرئيس للباب الثاني:
بيان دور أبي بكر وعمر وعثمان في جمع القرآن وحفظه ،والفرق بين جمع أبي بكر ونسخ عثمان، ودور مروان بن عبد الملك في سد باب للفتنة.
المقاصد الفرعية للباب:
أ: تأليف القرآن زمن النبي صلى الله عليه وسلم:
ب:بيان رؤية عمر بن الخطاب رضي الله عنه في ضرورة جمع القرآن.
- السبب الداعي لهذا الجمع.
- الإلحاح على أبي بكر .
ج:بيان مراحل جمع أبو بكر رضي الله عنه للقرآن.
-موقف أبو بكر من الجمع.
-المقصود بالجمع.
-اختيار المكلفين.
- مراحل الجمع.
- إطلاق مسمى المصحف على القرآن.
- معنى قول علي : "أبو بكر أول من جمع القرآن بين اللوحين".
- عظم فعل أبي بكر في الجمع.
د:بيان نسخ عثمان رضي الله عنه للقرآن.
- حذيفة بن اليمان والحاجة الماسة لحفظ القرأن.
-اختيار المكلفين.
-مراحل النسخ:
-وصية عثمان للنساخ.
-الاجتهاد في تأليف سورة براءة.
-تعداد النسخ ونشرها في الأمصار.
- أمر عثمان بإحراق المصاحف التي كانت عند الأمصار ،والإجماع على فعله.
-بيان فضل عمل عثمان.
ه: الفرق بين جمع أبي بكر ونسخ عثمان رضي الله عنهما من حيث:.
-المقصد العام.
-طريقة الجمع
:

و: دور مروان بن عبد الملك في درء الفتنة.
للطالبة:هناء هلال
● المقصد الرئيسي للباب الثالث :
الأدلة على ثبوت الأحرف السبعة ، والمراد بها والحكمة من إباحة الله سبحانه لها ، اللغات التي نزل بها القرآن ، وأي حرف يحتوي عليه مصحف عثمان ، وحكم التلاوة بهذه الأحرف الآن .

المقاصد الفرعية :
بيان الأحرف السبعة وأدلتها وأحكامها.
- بيان المقصود بالحرف .
- المقصود باللغات السبع .
- بيان المراد بالأحرف السبعة والراجح منها .
- الأدلة على ثبوت الأحرف السبعة.
- الحكمة من إباحة الله بقراءة القرآن على سبعة أحرف .
- حكم القراءة بالأحرف السبعة المخالفة للمصحف الإمام .
● هل مصحف عثمان يحتوي الأحرف السبعة أم حرف واحد ؟


للطالبة: أمل يوسف

● المقصد الرئيسي للباب الرابع:
بيان معنى القراءات السبع والفرق بينها وبين الأحرف السبع وكيف كان ذلك الامر .

● المقاصد الفرعية للباب الرابع:
-معنى حديث "أنزل القرءان على سبعة أحرف"
-أمثلة على الأحرف السبعة والاختلاف فيها
-الأمر بقراءة القرءان على سبعة أحرف أمر تخيير
-القرءان اليوم متلو على حرف واحد متفق فى صورة الرسم
-سبب اختلاف الرسم فى بعض الأحرف
-كيف نشأت القراءات من أول ذلك الأمر إلى آخره
-القراءات السبع ليست هى الأحرف السبع
-نسبة القول بأن الأحرف السبع هى القراءات السبع لابن مجاهد والرد على ذلك
-سبب اختلاف أئمة القراء بعد المرسوم لهم
-الرد على من قال أن كل قراءة من القراءات السبع هى حرف من الأحرف السبعة
-وجه جعل القراءات سبعة
-العلة فى جعل الذين اختيروا للقراءة سبعة
-كون هؤلاء القراء من الأمصار الخمسة دون غيرها من الأمصار
-العلة من اشتهار السبعة بالقراءة دون غيرهم ممن فوقهم رتبة
-الأصل فى ثبوت القراءة واختيار السبع لقراءاتهم
-علة انفراد كل واحد من القراء السبعة بقراءة اختارها
-سبب تمادى بعض الناس على القراءة بما يخالف الخط العثمانى
-أول من اقتصر على هؤلاء السبع فى القراءة
-ما فعله بن مجاه لاختيار القراء السبع
-اتهام بن مجاهد بالتقصير لاقتصاره على السبع والرد على ذلك
-كلام أبو طاهر فى قراءة بن عامر
-علة اختيار بن مجاهد لابن عامر من القراء السبعة دون غيره
-سبب اختلاف القراء فى الشىء الواحد مع اختلاف المواضع


للطالبة: ريم الحمدان
المقصد الرئيسي للباب الخامس :
اختلاف القراءات وحكمها

المقاصد الفرعية :
(1)-سبب اختلاف القراءات ( ابن مجاهد )
(2)-أنواع المقرئين :( ابن مجاهد )
1- المقريء العالم وصفاته
2- القاريء العالم باللغة .
3- القاريء الحافظ .

(3) أقسام الآثار الواردة عن الحروف :
1- المجمع عليه
2-المتروك
3-المختلف فيه
4- الشاذ
5-الغريب
6- المتوهم

(4) كيف وصلتنا القراءات :
1- بالتلقي
2- عن التابعين .
3- اجماع الأمة .
4- المقصود بالقراءة
5- حكمها : سنة
6- الدليل :
1- قول الصحابة .
2- قول زيد .

(5)موافقة المصحف للعرض الأخير للقرآن
1- قول ابن سيرين .
2-قول السلماني .

(6) سبب كثرة القراءات
1- حديث ( أنزل الله القرآن على سبعة أحرف )
2-أبقى المسلمون على ما وافق الكتاب
3- أمثلة

(7) شروط قبول القراءة :
1- ثبوت النقل .
2- موافقته للمصحف .
3- موافقته للعربية

(8) أصح القراءات
1- عاصم ونافع أصحها وأفصحها .
2- يليها أبي عمرو والكسائي .

(9) المقصود بالقراءة العامة
(10) موافقة خط المصحف
(11) رسم المصحف
(12) القراءات الصحيحة
(13) هل يوجد ضعف بالقراءات
(14) أمثلة لما خالف الفصيح .
(15) السبب في ذلك
(16) القول في تواتر القراءات :
1- خطأ من قال بصحتها مطلقاً
2- منها متواتر ومنها غير متواتر
3-أمثلة على ذلك .
4-الشاذ والضعيف .
5- قول أبو القاسم الهذلي .

(17) البسملة

(18)الشاذ في القراءات :
1- تعريفه لغة واصطلاحاً
2- حكمه : لا يجوز
3-أقوال العلماء
4-أول من قرأ بالشاذ ، وأقوال العلماء فيه .
5- سبب رد الشاذ

(19) حكم قراءة الكلمة بالقراءات العشر :،
1- رأي الشافعية.
2- رأي المالكية.
3- رأي المؤلف

(20) حكم القراءة بالمعنى : لا تجوز

(21)من أمثلة من قرأ بالشاذ : قصة ابن شنبوذ

للطالبة: منيرة محمد

المقصد الرئيسي للباب السادس:
التعامل الأمثل مع القرأن ، وآداب حامله وثوابه، والأسباب المانعة لفهمه ، وأصناف قراءه .

المقاصد الفرعية :
١- التعامل الأمثل مع القرأن .
- تعظيم القرأن .
- استحباب ترتيل القرأن والتفكر فيه ، والنهي عن هذّه .
- استحباب تكرار الأية في الصلاة .
- الأمر بقراءة القرأن بحزن وتحسين الصوت عند قراءته
- التحذيرعن الغلو والتنطع في القرأن
-الحث على العمل بالقران والتحذير من تركه
٢ -الأسباب المانعة لفهم القران
- التركيز على تحقيق الحروف
- الإهتمام بالحفظ والسرعة في القراءة
٣ -أصناف قراء القران
٤-
كيفية التلاوة الصحيحة





تلخيص المقاصد


● تلخيص مقاصد الباب الأول:
للطالبة:هبه الديب.

أ:بيان عظم وقدر وقت نزول القرآن:
-نزوله في شهر مبارك.
أول نزول القرآن الكريم في شهر رمضان المبارك ،لقوله تعالى:{شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن}.
-نزوله في ليلة مباركة.
~ أجمعت الأدلة الصحيحة من السنة على أن نزول القرآن كان في ليلة القدر،قال تعالى : {إنا أنزلناه في ليلة مباركة}، وقوله {إنا أنزلناه في ليلة القدر} .
~هل ليلة القدر مختصة بشهر رمضان أم سائر الشهور؟ :
القول الأول:
أنها مختصة في شهر رمضان وبالتحديد في العشر الأواخر.
الدليل:في قوله تعالى: {في ليلة مباركة}؛ و قوله تعالى: {فيها يفرق كل أمر حكيم}، لأن التقدير يكون فيها فهو ملائم لتسميتها.
وما روي من الأحاديث الصحيحة ؛ وقول ابن عباس رضي الله عنه:- إنه أنزل في رمضان وفي ليلة القدر وفي ليلة مباركة جملة واحدة، ثم أنزل بعد ذلك على مواقع النجوم رسلاً في الشهور والأيام- وهو القول الصحيح.
القول الثاني:
أنها نزلت في ليلة النصف من شعبان.
حجتهم : أن ليلة القدر ليست محصورة في شهر معين ؛بل هي على مدار الأشهر ؛ ووافقت نزولها ليلة النصف من شعبان ،وإنما أريد بقوله تعالى: {أنزل فيه القرآن} أي أنزل في شأنه وفضل صيامه وبيان أحكامه،
وهذا القول مردود.
~نصت الأحاديث على كونها في العشر الأواخر من رمضان .
لقوله صلى الله عليه وسلم التمسوها في العشر الأواخر.

-نزول الكتب السماوية في هذا الشهر.
~دلت الروايات أن الكتب السماوية ( الصحف والتوراة والإنجيل والزبور) نزلت في شهر رمضان .
~ الاختلاف في تحديد وقت نزولها من الشهر الفضيل:
1) أنزلت صحف إبراهيم عليه السلام أول ليلة من شهر رمضان.
وأنزلت التوراة لست مضين من شهر رمضان.
وأنزل الإنجيل لثلاث عشرة خلت.
وأنزل الزبور لثماني عشرة خلت من شهر رمضان.
وأنزل القرآن لأربع وعشرين خلت من شهر رمضان. [هكذا أخرجه البيهقي في "كتاب الأسماء والصفات" و"شعب الإيمان" له، وذكره أيضا الثعلبي في تفسيره وغيره.]
2) أنزل الزبور لثنتي عشرة .
والإنجيل لثماني عشرة.[ذكر في تفسير الماوردي وكتاب أبي عبيد.]
3) الإنجيل لثنتي عشرة .
والزبور لثماني عشرة .
وأن صحف إبراهيم -عليه السلام- لأول ليلة.
والتوراة لست مضين .
والقرآن لأربع وعشرين خلت.[ذكر في بعض التفاسير]
4) أنزلت الكتب كاملة ليلة أربع وعشرين من رمضان.
وأنزلت التوراة لست .
والزبور لثنتي عشرة،وفي رواية أخرى: الزبور في ست، يعني من رمضان.[ذكر أبو بكر ابن أبي شيبة في "كتاب ثواب القرآن" عن أبي قلابة]
5) نزل القرآن ليلة لأربع وعشرين.[ذكره البيهقي]

ب:بيان قوله تعالى: {إنا أنزلناه في ليلة القدر}
-المراد من الآية.
أسمعنا القرآن للمك وأفهمناه إياه وأنزلناه بما سمع.
-معنى الإنزال:
في اللغة :الانتقال من علو إلى سفل.
-المقصود بالإنزال.
أي النزول الابتدائي: أي جملة واحدة إلى بيت العزة في السماء الدنيا .
*كان إنزال القرآن من اللوح المحفوظ إلى السفرة-وهم الكتبة من الملائكة في السماء الدنيا -فكان ينزل ليلة القدر تدريجيا ؛ حتى نزل القرآن كله في ليلة القدر، ثم نزل به جبريل على محمد صلى الله عليه وسلم في عشرين سنة.[ذكره مقاتل]
النزول الثاني: نزل بعد ذلك على مدى عشرين سنة؛لقوله تعالى:{وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا}.
فرَّقناه:آية بعد آية وسورة بعد سورة / على مكث :تؤدة وترسل /ونزلنان تنزيلا :أي نجم بعد نجم على فترات.[قاله ابن عباس،ذكره أبي عبيد القاسم في فضائل القرآن]
~ الأقوال في المقصود بالإنزال الخاص المضاف إلى ليلة القدر:
أحدها: بداية نزوله فيها.
والثاني: نزوله فيه جملة واحدة .
والثالث: أنه أنزل في عشرين ليلة من عشرين سنة.


-حال الملائكة عند سماع الوحي.
وذلك يتوضح في معنى قوله: {حتى إذا فزع عن قلوبهم}،إذ غشي على أهل السماوات عند تلقي جبريل عليه السلام القرآن من الله تعالى من هيبة كلامه عزوجل ،فعندما أفاقوا سألوا جبريل:{ماذا قال ربكم قالوا الحق}، يعني القرآن، ثم أملاه للملائكة الكتبة.

-هل كان الإنزال قبل ظهور النبوة أم بعدها.
الأمرين محتملين؛ فوجه أن يكون قبل النبوة :
لأن فيه إعلام الملائكة بقرب ظهور أمة محمد الموصوفة فيما سبق من الكتب.
وإرسال خليفة الأرض كما بين الله تعالى ذلك لملائكته قبل خلق آدم.
إخراج محمد من ذرية آدم وهوسيد ولده ؛وهو أيضا ما أشير إليه .

- الحكمة من إنزال القرآن جملة واحدة.
1) لعظم شأن القرآن ومنزلته.
2) عطم منزلة النبي صلى الله عليه وسلم.
3) تكريم لبني آدم وتعظيم شأنهم عند الملائكة.

-الحكمة من إنزال القرآن منجمًا إلى الأرض.
1) تثبيت قلب النبي صلى الله عليه وسلم ؛قال تعالى :{لنثبت به فؤادك}
2) الإجابة عن أمور يسأل عنها النبي صلى الله عليه وسلم .
3) وجود الناسخ والمنسوخ لا يكون إلا بنزول القرآن مفرقا.

-مدة نزول القرآن.
لا خلاف بأن مدة نزول القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة عشر سنوات.
والخلاف في مدة نزوله في مكة :
قيل:عشر، وقيل: ثلاث عشرة، وقيل: خمس عشرة.

ج:بيان نزول القرآن.
-أول ما نزل من القرآن.
أول ما نزل صدر سورة العلق عند بدء نبوته صلى الله عليه وسلم:{اقرأ باسم ربك الذي خلق}،ثم نزل {يا أيها المدثر} ؛وبعدها صار ينزل بحسب الوقائع والنوازل.
-حال النبي صلى الله عليه وسلم عند تلقي القرآن.

كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا نزل عليه الوحي يحرك لسانه وشفتيه ،يتعجل بحفظه حتى لا يفوته؛ فأنزل تعالى :{لا تحرك به لسانك لتعجل به * إن علينا جمعه وقرآنه}.
"فكان إذا أتاه جبريل عليه السلام أطرق، فإذا ذهب قرأه كما وعده الله تعالى" [روي عن ابن عباس في الصحيحين.]
- وعد الله لنبيه صلى الله عليه وسلم بحفظ كتابه وبيانه :
قال تعالى {لا تحرك به لسانك لتعجل به * إن علينا جمعه وقرآنه}، أي نجمعه في صدرك فلا يتفلت منه.
وقوله تعالى: {سنقرئك فلا تنسى}، أي تحفظه لا تنساه.
-آخر ما نزل من القرآن.
وفيه أقوال:
1)قيل قوله تعالى{واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله} ،وقيل آيات الربا.[ذكره ابن عباس]
وقيل: {يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة} إلى آخرها.
وقيل: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم} إلى آخر الآيتين.
و قيل يوم عرفة في حجة الوداع: {اليوم أكملت لكم دينكم} الآية.
و قيل: آخر القرآن عهدا بالعرش آية الربا وآية الدين.[ذكره ابن شهاب]

د- بيان جمع القرآن:
- لم يكن جمع القرآن مرة واحدة.
جمع في الصدور وعلى الألواح وغيرها؛زمن النبي صلى الله عليه وسلم.
جمع زمن أبي بكر رضي الله عنه.
جمع في عهد عثمان رضي الله عنه.
*في العهد النبوي:
-عرض جبريل القرآن على النبي .
~عرض جبريل عليه السلام القرآن الذي نزل على النبي في كل سنة مرة في رمضان.
~عرض جبريل عليه السلام القرآن الذي نزل على النبي في السنة التي قبض فيها مرتين في رمضان.
أسر النبي صلى الله عليه وسلم لابنته فاطمة رضي الله عنها: (أن جبريل كان يعارضني بالقرآن في كل سنة، وأنه عارضني العام مرتين، ولا أراه إلا حضر أجلي).
~(تابع الله تعالى الوحي على رسوله قبل وفاته حتى توفاه أكثر ما كان الوحي)،[ذكره أنس وأخبر به ابن شهاب.]
-أمر النبي صلى الله عليه وسلم بكتابة ما ينزل من القرآن.
كان صلى الله عليه وسلم حين تنزل عليه السور ذات العدد يأمر كتبة الوحي بوضعها حيث يشير عليهم، فكان يقول ((ضعوا هذه الآيات في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا)).
-من كتاب الوحي:
زيد بن ثابت ؛قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((ادع لي زيدا...))
- أدوات الكتابة.
~الألواح والدواة والأكتاف والرقاع والعسب واللخاف.
قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((ادع لي زيدا، وليجئ باللوح والدواة والكتف)) -أو الكتف والدواة-
-تأليف النبي صلى الله عليه وسلم للقرآن.
عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: كنا حول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نؤلف القرآن؛وذلك بجمع الآيات المتفرقة ووضعها في السور بإشارة من النبي صلى الله عليه وسلم.[أسنده البيهقي في "كتاب المدخل" و"الدلائل" ]
- الصحابة الذين حفظوا القرآن في عهد النبي.
*فيه أقوال:
~روى عبد الله بن عمرو ((خذوا القرآن من أربعة؛ من عبد الله بن مسعود، وسالم، ومعاذ بن جبل، وأبي بن كعب)).
~قيل:(أبي بن كعب ومعاذ بن جبل وزيد بن ثابت وأبو زيد.) وفي رواية: مات النبي صلى الله عليه وسلم ولم يجمع القرآن غير أربعة: أبو الدرداء ومعاذ بن جبل وزيد بن ثابت وأبو زيد،[ذكره قتادة]
~قيل: أبي بن كعب وزيد بن ثابت ومعاذ بن جبل وأبو الدرداء وسعد بن عبيد وأبو زيد. ومجمع بن جارية قد أخذه إلا سورتين أو ثلاثا،
قال: ولم يجمعه أحد من الخلفاء سوى عثمان رضي الله عنهم.[ذكره الشعبي]
~وقيل العدد أكثر من ذلك ؛ودلَّ عليه مقتل سبعين من الحفظة يوم اليمامة.[ذكره القاضي أبو بكر محمد بن الطيب رحمه الله في "كتاب الانتصار"]

~وقيل في تأويل حصر هؤلاء الصحابة:
1) أن جمعهم كان للوجوه والأحرف والقراءات التي نزل بها.
2)أن جمعهم كان لما نسخ منه وأزيل رسمه بعد تلاوته مع ما ثبت رسمه وبقي فرض حفظه وتلاوته.
3) أنهم تلقوه من النبي صلى الله عليه وسلم.
4)أنهم أكملوه واستجازوا به.
5)ِ
*جمع أبي بكر رضي الله عنه:
-ظهور الحاجة لجمع القرآن.
مقتل أكثر الحفظة في يوم اليمامة.
* في جمع عثمان رضى الله عنه.
في جمع عثمان كان ترتيب السور الذي عليه الآن .
- ما جمعه عثمان هو جميع ما أنزله الله تعالى.
ذكر القاضي أبو بكر بن الطيب:أن جميع ما أنزله الله وأثبته ،حواه مصحف عثمان ، من غير زيادة أو نقصان،ونقله الخلف عن السلف، حفظ كما حفظه الله ورتبه.

ه- أوجه نسخ القرآن:
1) ما نسخت تلاوته وبقي حكمه.
مثال:في صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها: ((كان مما أنزل من القرآن: عشر رضعات معلومات يحرمن)). ثم نسخن بـ"خمس معلومات يحرمن".
2) ما نسخت تلاوته وحكمه، كآيتي الرجم والرضاع.
مثال:صحيح البخاري عن عمر رضي الله عنه قال: ((إن الله بعث محمدا صلى الله عليه وسلم بالحق، وأنزل عليه الكتاب، فكان مما أنزل عليه آية الرجم فقرأتها وعقلتها ووعيتها)).
3)ما نسخ حكمه وبقيت تلاوته .
مثال :آية عدة الوفاة حولا نسخت بقوله تعالى: {أربعة أشهر وعشرا}.




● تلخيص مقاصد الباب الثاني:
للطالبة : هبه الديب

أ:التأليف زمن النبي صلى الله عليه وسلم:
-كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر كتاب الوحي بكتابة ما ينزل عليه من القرآن ، وكان يعلمهم بمواضع الآيات التي في مصاحفنا اليوم فيقول -هذه الآية تكتب عقيب آية كذا في السورة التي يذكر فيها كذا- بتوقيف جبريل على ذلك.

-ومما روي عن ابن عباس:( لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يعلم ختم السورة حتى ينزل "بسم الله الرحمن الرحيم"، فإذا أنزل "بسم الله الرحمن الرحيم" علم أن السورة قد ختمت)،لأن القرآن مكتوب في اللوح المحفوظ على الترتيب الذي هو في مصاحفنا، أنزله الله تعالى إلى السماء الدنيا في ليلة القدر جملة واحدة ، ثم كان ينزله مفرقا على رسول الله صلى الله عليه وسلم حسب الحوادث على ما يشاء الله عز وجل:


ب:بيان رؤية عمر بن الخطاب رضي الله عنه في ضرورة جمع القرآن.
- السبب الداعي لهذا الجمع.
مقتل عدد كبير من قراء القرآن يوم اليمامة والخشية على ضياع القرآن.
- الإلحاح على أبي بكر .
لما رأى عمر بن الخطاب رضي الله عنه الخطر المحدق بالقرآن أشار عى أبي بكر بالجمع ،فأنكر أبو بكر رضي الله عنه بادئ الأمر ، ولا يزال عمر يراجعه ويلح عليه حتى شرح الله صدره لفعله.
ج:بيان مراحل جمع أبو بكر رضي الله عنه للقرآن.
-موقف أبو بكر من الجمع.
خشي أبو بكر من استحداث فعل لم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم ، وبعدما شرح الله صدره لهذا الأمر ؛تبين له مصلحة الدين في ذلك.
-المقصود بالجمع.
جمع ما دُوِّن من القرآن زمن النبي صلى الله عليه وسلم المكتوب في العسب واللخاف والرقاع ،وجمعها في صحف .
-اختيار المكلفين.
تكليف زيد بن ثابت ؛لما كان له من رجاحة العقل ،والأمانة ،ولأنه كان من كتاب الوحي زمن النبي صلى الله عليه وسلم.
و أبي بن كعب .
- مراحل الجمع.
* تتبع زيد وأبي لجمع القرآن من الألواح والأكتاف واللخاف والعسيب. ومن صدور الرجال.
* طلب أبو بكر من عمر وزيد بالجلوس عند باب المسجد لطلب شاهدين على ما أنكر زيد من الآيات.
"اقعدا على باب المسجد، فمن جاءكما بشاهدين على شيء من كتاب الله تعالى فاكتباه."[روي عن هشام بن عروة عن أبيه،ذكره أبي بكر عبد الله بن أبي داود ]
وقيل المراد من الحديث :
1- أي الذي كتب بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم،لأن زيدا كان جامعا للقرآن.
2-أي من الوجوه السبعة التي نزل بها القرآن.
* جمع كل سورة أو سورتين أو أكثر من ذلك في صحيفة على قدر طول السورة وقصرها.
* كتبوه في ورق وقراطيس، والتمَسوا اسما له.
*بقيت المصاحف عند أبي بكر ،ثم عمر ،ثم حفصة زوج النبي صلى الله عليه وسلم.
- إطلاق مسمى المصحف على القرآن.
اختلف على تسميته منهم من رأى بتسميته "سفرا" ،ومنهم من رأى تسميته بالمصحف نسبة لتسميته في الحبشة،فسميَّ كذلك.
- معنى قول علي : "أبو بكر أول من جمع القرآن بين اللوحين".
اختلف عل معنى قول علي رضي الله عنه :
*القول الأول :
أنه تم كتابه أولا في صحف ومدارج ثم نسخت ونقلت إلى مصاحف جعلت بين لوحين.
*القول الثاني:
أي ماعليه المصحف اليوم يعود لأول جمع القرآن.
الراجح:
القول الثاني ،بعد الجمع بين الروايات.[ذكره أبو الحسن في جمال القراء]
- عظم فعل أبي بكر في الجمع.
قال علي: ((يرحم الله أبا بكر، هو أول من جمع ما بين اللوحين)).
وفي رواية عنه: ((أعظم الناس أجرا في المصاحف أبو بكر)).
د:بيان نسخ عثمان رضي الله عنه للقرآن.
- موقف حذيفة بن اليمان والحاجة الماسة لحفظ القرأن.
اختلاف الناس على قراءة القرآن بعد فتح أرمينية وأذر بيجان،فسارع إلى عثمان لحماية الأمة عن الاختلاف.
-اختيار المكلفين.
*أمر زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحرث بن هشام.
*في رواية:"فليكتب زيد وليمل سعيد"
*وفي أخرى:ابي يمل ويكتب زيد وسعيد بن العاص.
وذلك لفصاحة سعيد فهو أعرب الناس ،وعلم أُبي بوجوه القراءات.[ذكره الحافظ البيهقي في كتابه المدخل]
-مراحل النسخ:
*طلب عثمان من حفصة المصاحف التي كانت عندها.
*تتبع زيد لآيات القرآن.
-وصية عثمان للنساخ.
(إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش، فإنما نزل بلسانهم).
-الاجتهاد في تأليف سورة براءة.
سورة براءة من أواخر ما نزل من القرآن ولم تنزل في بدايتها البسملة ولم تألف في حياة النبي صلى الله عليه وسلم حتى قبض،فاجتهد عثملن في وضعها بعد الأنفال لتشابه موضوعاتها.
حديث ابن عباس قال: قلت لعثمان رضي الله عنه: ما حملكم على أن عمدتم إلا "براءة" وهي من المئين، وإلى "الأنفال" وهي من المثاني، فقرنتم بينهما، ولم تجعلوا بينهما سطرا فيه {بسم الله الرحمن الرحيم}، ووضعتموها في السبع الطوال؟ فقال: كانت "الأنفال" من أول ما نزل عليه بالمدينة، وكانت "براءة" من آخر القرآن نزولا، وكانت قصتها تشبه قصتها، فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبين أمرها، فظننت أنها منها.[ذكره البيهقي في كتاب المدخل]
-تعداد نشرها في الأمصار.
اختلف على عدد النسخ التي نسخها عثمان :
*قيل أربع المصاحف :فوجه إلى الكوفة ، وإلى البصرة، وإلى الشام ، وحعل له واحدا.[ذكره أبو عمرو الداني في المقنع]
*وقيل:سبعة مصاحف، فبعث ل مكة، و الشام، و اليمن، والبحرين، و البصرة، و إلى الكوفة، وحبس لنفسه واحدا.[ذكره السجستاني]
- أمر عثمان بإحراق المصاحف التي كانت عند الأمصار ،والإجماع على فعله.
-بيان فضل عمل عثمان.
*قال أبو مجلز لاحق بن حميد رحمه الله :يرحم الله عثمان، لو لم يجمع الناس على قراءة واحدة لقرأ الناس القرآن بالشعر.
* وقال حماد بن سلمة: كان عثمان في المصحف كأبي بكر في الردة.
* وقال عبد الرحمن بن مهدي: كان لعثمان شيئان ليس لأبي بكر ولا عمر مثلهما: صبره نفسه حتى قتل مظلوما، وجمعه الناس على المصحف.
ه: الفرق بين جمع أبي بكر ونسخ عثمان رضي الله عنهم أجمعين من حيث:.
-المقصد العام.
*فأبو بكر قصد جمعه في مكان واحد.
عثمان قصد أن يقتصر الناس على تلاوته على اللفظ .دون الأوجه السبعة.

-طريقة الجمع:
* أبو بكر رضي الله عنه جمع كل سورة أو سورتين أو أكثر من ذلك في صحيفة على قدر طول السورة وقصرها.
عثمان رضي الله عنه نسخ من تلك الصحف مصحفا جامعا لها، مرتبة سورة سورة على هذا الترتيب.

*أبو بكر جمع كتابة آيات كل سورةمن الأوراق المكتوبة بين يدي النبي -صلى الله عليه وسلم-، بإملائه
عثمان جمع السور على هذا الترتيب في مصحف واحد ناسخا لها من صحف أبي بكر.
و: دور مروان بن عبد الملك في درء الفتنة.
طلب مروان بن عبدالملك من ابن عمر بتمزيق المصاحف التي كانت عند حفصة خشية أن يكون هناك خلاف بين المصاحف ،فسد هذا باب .




●تلخيص المقاصد الفرعية للباب الثالث:
للطالبة:هناء هلال
بيان الأحرف السبعة وأدلتها وأحكامها.
- المقصود بالحرف
قال أبو جعفر محمد بن سعدان النحوي : لفظ الحرف لفظ مشكل لا يدرى معناه؛ لأن العرب تسمي الكلمة المنظومة حرفا، وتسمي القصيدة بأسرها كلمة، والحرف يقع على الحرف المقطوع من الحروف المعجمة، والحرف أيضا المعنى والجهة كقوله تعالى: {ومن الناس من يعبد الله على حرف}؛ أي على جهة من الجهات ومعنى من المعاني.

- المقصود باللغات السبع
يبين ذلك قول ابن مسعود رضي الله عنه: "إني سمعت القرأة فوجدتهم متقاربين، فاقرءوا كما علمتم، إنما هو كقول أحدكم هلم وتعال"، وكذلك قال ابن سيرين: "إنما هو كقولك هلم وتعال وأقبل"، ثم فسره ابن سيرين فقال: في قراءة ابن مسعود (إن كانت إلا زقية واحدة)، وفي قراءتنا: {صيحة واحدة}، فالمعنى فيهما واحد، وعلى هذا سائر اللغات.

- المراد بالأحرف السبعة والراجح منها:
أ - القول الأول : هم اللغات السبع مع اتحاد صورة الكتاب
قال أبو عبيد القاسم بن سلام رحمه الله تعالى في كتاب "غريب الحديث": قوله سبعة أحرف يعني سبع لغات من لغات العرب، وليس معناه أن يكون في الحرف الواحد سبعة أوجه، هذا لم نسمع به قط، ولكن نقول: هذه اللغات السبع متفرقة في القرآن:
- اللغات التي نزل بها القرآن :
1- لغة قريش :
عن أنس بن مالك: أن عثمان -رحمة الله عليه- قال للرهط القرشيين الثلاثة حين أمرهم أن يكتبوا المصاحف: "ما اختلفتم فيه أنتم وزيد بن ثابت فاكتبوه بلسان قريش، فإنه نزل بلسانهم".
قال أبو شامة : يعني أول نزوله قبل الرخصة في قراءته على سبعة أحرف.

- الرد على من أنكر نزول القرآن بغير لغة قريش
سمعت أبا جعفر أحمد بن عبد الله بن مسلم يقول: سمعت أبي يقول:
هذا القول عظيم من قائله؛ لأنه غير جائز أن يكون في القرآن لغة تخالف لغة قريش لقوله تعالى: {وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه}، إلا أن يكون القائل لهذا أراد ما وافق من هذه اللغات لغة قريش.
قال أيوب السختياني أنه قال: معنى قوله تعالى: {إلا بلسان قومه} أراد العرب كلهم.
قلت: فعلى هذا القول لا يستقيم اعتراض ابن قتيبة على ذلك التأويل

2- لغة الكعبين
قال أبو عبيد: وكذلك يحدثون عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عمن سمع ابن عباس يقول: نزل القرآن بلغة الكعبين، كعب بن قريش وكعب بن خزاعة قيل: وكيف ذاك؟ قال: لأن الدار واحدة.

3- لغة العجز من هوازن
وأما الكلبي فإنه يروي عنه عن أبي صالح عن ابن عباس قال: نزل القرآن على سبع لغات، منها خمس بلغة العجز من هوازن.

4- خمس منها بلغة هوازن، وحرفان لسائر لغات العرب
وقد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ربي في هوازن ونشأ في هذيل.

5- لغة مضر
وقال آخرون: هذه اللغات كلها السبع، إنما تكون في مضر، واحتجوا بقول عثمان -رضي الله عنه-: نزل القرآن بلسان مضر، وقالوا: جائز أن يكون منها لقريش، ومنها لكنانة، ومنها لأسد، ومنها لهذيل، ومنها لتميم، ومنها لضبة، ومنها لقيس، فهذه قبائل مضر تستوعب سبع لغات على هذه المراتب".
وقد أنكر آخرون أن تكون كلها في مضر وقالوا: في مضر شواذ، لا يجوز أن يقرأ القرآن عليها ، وقد ذكر عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان أن الله تعالى أنزل القرآن بلغة قريش .
قال أبو شامة : أشار عثمان رضي الله عنه إلى أول نزوله، ثم إن الله تعالى سهله على الناس، فجوز لهم أن يقرءوه على لغاتهم ، لأن الكل لغات العرب، فلم يخرج عن كونه بلسان عربي مبين.

6- لغة كل حي من أحياء العرب
جاء عن علي بن أبي طالب وابن عباس رضي الله عنهما أنهما قالا: "نزل القرآن بلغة كل حي من أحياء العرب". وفي رواية عن ابن عباس: "أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يقرئ الناس بلغة واحدة، فاشتد ذلك عليهم، فنزل جبريل فقال: يا محمد، أقرئ كل قوم بلغتهم".

- الراجح في ذلك .
أن القرآن نزل بلغة كل حي من أحياء العرب ، منا من الله سبحانه .
*قال أبو بكر بن العربي: "لم تتعين هذه السبعة بنص من النبي -صلى الله عليه وسلم-، ولا بإجماع من الصحابة، وقد اختلفت فيها الأقوال" .
*قال بعض الشيوخ: الواضح من ذلك أن يكون الله تعالى أنزل القرآن بلغة قريش ومن جاورهم من فصحاء العرب، ثم أباح للعرب المخاطبين به المنزل عليهم أن يقرءوه بلغاتهم التي جرت عادتهم باستعمالها على اختلافهم في الألفاظ والإعراب..."
قال "وقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وكل رجل منهم متمسك بما أجازه له صلى الله عليه وسلم وإن كان مخالفا لقراءة صاحبه في اللفظ، وعول المهاجرون والأنصار ومن تبعهم على العرضة الأخيرة التي عرضها رسول الله صلى الله عليه وسلم على جبريل عليه السلام في العام الذي قبض فيه..." [قال أبو شامة : وهذا كلام مستقيم حسن .]


- حكم من أراد حفظه من غير العرب :
من أراد من غير العرب حفظه فالمختار له أن يقرأه على لسان قريش، وهذا إن شاء الله تعالى هو الذي كتب فيه عمر إلى ابن مسعود رضي الله عنهما: "أقرئ الناس بلغة قريش"؛ لأن جميع لغات العرب بالنسبة إلى غير العربي مستوية في التعسر عليه، فإذا لا بد من واحدة منها، فلغة النبي صلى الله عليه وسلم أولى له، وإن أقرى بغيرها من لغات العرب، فجائز فيما لم يخالف خط المصحف، وأما العربي المجبول على لغة فلا يكلف لغة قريش لتعسرها عليه، وقد أباح الله تعالى القراءة على لغته، والله أعلم.

- الرد على من قال أن الأحرف السبع هي اللغات السبع
قال أبو عمر: وأنكر أكثر أهل العلم أن يكون معنى حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "أنزل القرآن على سبعة أحرف" سبع لغات، وقالوا: هذا لا معنى له؛ لأنه لو كان كذلك لم ينكر القوم بعضهم على بعض في أول الأمر؛ لأنه من كانت لغته شيئا قد جبل وطبع عليه وفطر به لم ينكر عليه، وأيضا فإن عمر بن الخطاب وهشام بن حكيم كلاهما قرشي مكي، وقد اختلفت قراءتهما، ومحال أن ينكر عليه عمر لغته، كما محال أن يقرئ رسول الله صلى الله عليه وسلم واحدا منهما بغير ما يعرفه من لغته، والأحاديث الصحاح المرفوعة كلها تدل على نحو ما يدل عليه حديث عمر هذا. وقالوا: إنما معنى السبعة الأحرف سبعة أوجه من المعاني المتفقة المتقاربة بألفاظ مختلفة، نحو: أقبل وتعال وهلم، وعلى هذا أكثر أهل العلم.
وعن أبي هريرة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف، فاقرءوا، ولا حرج، ولكن لا تختموا ذكر رحمة بعذاب ولا ذكر عذاب برحمة".
قال: "وهذه الآثار كلها تدل على أنه لم يعن به سبع لغات، والله أعلم"
وقد ضعف الأهوازي تفسير الأحرف السبعة باللغات، قال: لأن اللغات في القبائل كثير عددها .

ب - القول الثاني : الألفاظ المترادفة والمتقاربة المعاني
قال أبو عمر : إن معنى السبعة الأحرف سبعة أوجه من المعاني المتفقة المتقاربة بألفاظ مختلفة، نحو: أقبل وتعال وهلم، وعلى هذا أكثر أهل العلم.
- الأدلة على ذلك :
حديث أبي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أقرئت القرآن فقلت: على حرف أو حرفين، فقال لي الملك الذي عندي: على حرفين، فقلت: على حرفين أو ثلاثة، فقال الملك: على ثلاثة، فقلت: على ثلاثة، هكذا حتى بلغ سبعة أحرف وليس منها إلا شاف كاف، غفورا رحيما، عليما حكيما، عزيزا حكيما، أي ذلك قلت فإنه كذلك" -زاد بعضهم- "ما لم تختم عذابا برحمة أو رحمة بعذاب".
ومنها: حديث أبي هريرة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف، فاقرءوا، ولا حرج، ولكن لا تختموا ذكر رحمة بعذاب ولا ذكر عذاب برحمة".
وجاء عن أبي بن كعب أنه كان يقرأ: {للذين آمنوا انظرونا}، مهلونا، أخرونا، أرجئونا، وكان يقرأ: {كلما أضاء لهم مشوا فيه}، مروا فيه، سعوا فيه، كل هذه الحروف كان يقرأ بها أبي بن كعب، إلا أن مصحف عثمان الذي بأيدي الناس اليوم هو منها حرف واحد وقال: "وعلى هذا أهل العلم" .

ج - القول الثالث : سبع أنحاء وأصناف
- معنى الأنحاء السبعة :
منها زاجر، ومنها آمر، ومنها حلال، ومنها حرام، ومنها محكم، ومنها متشابه ، ومنها أمثال .

- الأدلة على ذلك :
ما روي عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "كان الكتاب الأول نزل من باب واحد على حرف واحد، ونزل القرآن من سبعة أبواب على سبعة أحرف: زاجر وآمر وحلال وحرام ومحكم ومتشابه وأمثال، فأحلوا حلاله وحرموا حرامه، وافعلوا ما أمرتم به وانتهوا عما نهيتم عنه واعتبروا بأمثاله واعملوا بمحكمه وآمنوا بمتشابهه وقولوا: آمنا به كل من عند ربنا".

- الرد على من قال أن الأحرف السبعة هي سبع أنحاء وأصناف :
1- قال ابن عبد البر : هذا حديث عند أهل العلم لم يثبت، وأبو سلمة لم يلق ابن مسعود، وابنه سلمة ليس ممن يحتج به، وهذا الحديث مجتمع على ضعفه من جهة إسناده، وقد رده قوم من أهل النظر.
2- رواه البيهقي في "كتاب المدخل" وقال: فإن صح فمعنى قوله: "سبعة أحرف": أي سبعة أوجه، وليس المراد به ما ورد في الحديث الآخر من نزول القرآن على سبعة أحرف، ذاك المراد به اللغات التي أبيحت القراءة عليها، وهذا المراد به الأنواع التي نزل القرآن عليها، والله أعلم.
3- قال أبو شامة : عندي لهذا الأثر أيضا تأويلان آخران:
أحدهما: ذكره أبو علي الأهوازي في "كتاب الإيضاح"، والحافظ أبو العلاء في "كتاب المقاطع"، أن قوله "زاجر وآمر" إلى آخره استئناف كلام آخر، أي هو كذلك، ولم يرد به تفسير الأحرف السبعة، وإنما توهم ذلك من توهمه، لاتفاقهما في العدد وهو السبعة، وروي "زاجرا وآمرا..." بالنصب، أي نزل على هذه الصفة من سبعة أبواب على سبعة أحرف، ويكون المراد بالأحرف غير ذلك.
التأويل الثاني: أن يكون ذلك تفسيرًا للأبواب، لا للأحرف، أي هذه سبعة أبواب من أبواب الكلام وأقسامه وأنواعه، أي أنزله الله تعالى كائنا من هذه الأصناف، لم يقتصر به على صنف واحد، بخلاف ما يحكى أن الإنجيل كله مواعظ وأمثال، والله أعلم.
4- وقد أبطل الأهوازي تفسير الأحرف السبعة بالأصناف؛ لأن أصنافه أكثر من ذلك، منها الإخبار، والاستخبار على وجه التقرير والتقريع، ومنها الوعد، والوعيد، والخبر بما كان وبما يكون، والقصص، والمواعظ، والاحتجاج، والتوحيد، والثناء، وغير ذلك.

د - القول الرابع : هم القراءات السبع المشهورة
حاول جماعة من أهل العلم بالقراءات استخراج سبعة أحرف من هذه القراءات المشهورة فقال بعضهم: تدبرت وجوه الاختلاف في القراءة فوجدتها سبعة: منها ما تتغير حركته ولا يزول معناه ولا صورته، مثل {هن أطهر لكم} , (أطهر لكم)، {ويضيق صدري} (ويضيق صدري) بالرفع والنصب فيهما، ومنها ما يتغير معناه ويزول بالإعراب ولا تتغير صورته، مثل (ربنا باعد بين أسفارنا) و {ربنا باعد بين أسفارنا}، ومنا ما يتغير معناه بالحروف واختلافها باللفظ ولا تتغير صورته في الخط، مثل (إلى العظام كيف ننشرها) بالراء والزاي، ومنها ما تتغير صورته ولا يتغير معناه، مثل {كالعهن المنفوش} و(كالصوف المنفوش)، ومنها ما تتغير صورته ومعناه، مثل {وطلح منضود} "وطلع منضود". ومنها التقديم والتأخير، مثل {وجاءت سكرة الموت بالحق} "وجاء سكرة الحق بالموت"، ومنها الزيادة والنقصان، نحو "نعجة أنثى"، و"من تحتها" في آخر التوبة، و"هو الغني الحميد" في الحديد.
واعتمد على هذه الأوجه مكي ، قال: "وإلى هذه الأقسام في معاني السبعة ذهب جماعة من العلماء، وهو قول ابن قتيبة، وابن شريح، وغيرهما .
قال: "وهو الذي نعتقده ونقول به وهو الصواب إن شاء الله تعالى"
قال ابن عبد البر: "وهذا وجه حسن من وجوه معنى الحديث.

هـ - القول الخامس : إحاطة القرآن بجميع اللغات الفصيحة .
قال أبو بكر محمد بن علي بن أحمد الأذفوي في "كتاب الاستغناء في علوم القرآن" فيما نقله عن أبي غانم المظفر بن أحمد بن حمدان، قال:
"القرآن محيط بجميع اللغات الفصيحة، وتفصيل ذلك أن تكون هذه اللغات السبع على نحو ما أذكره.
1- تحقيق الهمز وتخفيفه في القرآن كله، في مثل {يؤمنون}.
2- إثبات الواو وحذفها في آخر الاسم المضمر، نحو: "ومنهمو أميون".
3- اختلاف حركة وتسكينها، في مثل {غشاوة}، و"غشوة".
4- تغيير حرف، نحو "ننشرها"، و"يقض الحق"، و {بضنين} ".
5- التشديد والتخفيف، نحو {يبشرهم}، و"يبشرهم".
6- المد والقصر، نحو "زكرياء" و {زكريا} ".
7- زيادة حرف من "فعل" و"أفعل"، مثل (فاسر بأهلك)، و {نسقيكم}".
واختار نحو هذه الطريقة في تفسير الأحرف السبعة القاضي أبو بكر محمد بن الطيب في "كتاب الانتصار" فذكر التقديم والتأخير وجها، ثم الزيادة والنقص، نحو {وما عملته أيديهم} و"يا مال" و"ناخرة" و"سرجا"، و {خرجا}.

و - القول السادس : الاختلاف الواقع في القرآن سبعة أوجه :
- الوجه الأول :
الجمع والتوحيد، كقوله تعالى: {وكتبه} "وكتابه"، والتذكير والتأنيث، كقوله تعالى: {لا يقبل} و"لا تقبل"، والإعراب، كقوله تعالى: "المجيد" و {المجيد}، والتصريف، كقوله تعالى: "يعرشون" و {يعرشون}، والأدوات التي يتغير الإعراب لتغيرها، كقوله تعالى: "ولكن الشياطين" {ولكن الشياطين}، واللغات، كالهمز وتركه، والفتح، والكسر، والإمالة، والتفخيم، وبين بين، والمد، والقصر، والإدغام، والإظهار، وتغيير اللفظ والنقط بالتفاق الخط، كقوله تعالى: "ننشرها" و {ننشزها}، ونحو ذلك".
قال: "وهذا القول أعدل الأقوال وأقربها لما قصدناه، وأشبهه بالصواب".

الوجه الثاني : سبع معان في القراءة
قال : أبو علي الأهوازي ، قال بعضهم: معنى ذلك سبعة معان في القراءة".
"أحدها: أن يكون الحرف له معنى واحد، تختلف فيه قراءتان تخالفان بين نقطة ونقطة مثل {تعملون} و"يعملون".
"الثاني: أن يكون المعنى واحدا وهو بلفظتين مختلفتين، مثل قوله تعالى: {فاسعوا} و"فامضوا".
"والثالث: أن تكون القراءتان مختلفتين في اللفظ، إلا أن المعنيين متفرقان في الموصوف، مثل قوله تعالى: "ملك" و {مالك}.
"والرابع: أن تكون في الحرف لغتان، والمعنى واحد وهجاؤها واحد، مثل قوله تعالى: "الرشد" والرشد".
"والخامس: أن يكون الحرف مهموزا وغير مهموز، مثل "النبيء" و {النبي}.
"والسادس: التثقيل والتخفيف، مثل {الأكل} و"الأكل".
"والسابع: الإثبات والحذف، مثل "المنادي" و {المناد} ".

الوجه الثالث :
اختلاف الصورة والمعنى، نحو: {وطلح منضود}، "وطلع منضود".
الوجه الرابع :
أن يكون الاختلاف في القراءتين، اختلافا في حروف الكلمة بما يغير معناها ولفظها من السماع، ولا يغير صورتها في الكتاب، نحو "ننشرها" و {ننشزها}.
الوجه الخامس :
الاختلاف في بناء الكلمة بما لا يزيلها عن صورتها في الكتاب ولا يغير معناها، نحو "البخل" و"البخل"، و"ميسرة"، و"ميسرة"، "يعكفون"، و{هل نجازي إلا الكفور} ".
الوجه السادس :
تغيير الصورة دون المعنى، نحو "العهن" و"الصوف"، و {صيحة} و"زقية"، {فومها} و"ثومها"
الوجه السابع :
اختلاف حركات الإعراب والبناء، بما يغير المعنى، والصورة واحدة، نحو "باعد، وباعد بين أسفارنا"
قال: "فهذا، والله أعلم، هو تفسير السبعة الأحرف دون جميع ما قدمنا ذكره".

ز - القول السابع : أن الأحرف السبعة متفرقة في القرآن على سبعة أوجه :
الأول: كلمتان تقرأ بكل واحدة في موضع الأخرى، نحو {يسيركم} و"ينشركم"، و {لنبوئنهم} و"لنثوينهم"، و {فتبينوا} و"فتثبتوا".
الثاني: زيادة كلمة، نحو "من تحتها"، و {هو الغني} ".
الثالث: زيادة حرف، نحو {بما كسبت} و"فبما كسبت"، -يعني في سورة الشورى".
الرابع: مجيء حرف مكان آخر، نحو {يقول} و"نقول"، و {تبلو} و"تتلو".
الخامس: تغيير حركات، إما بحركات أخر، أو بسكون، نحو {فتلقى آدم من ربه كلمات}، و"ليحكم أهل الإنجيل".
السادس: التشديد والتخفيف، نحو {تساقط} و"بلد ميت وميت".
السابع: التقديم والتأخير، نحو {وقاتلوا وقتلوا}، (وقتلوا وقاتلوا).
ذكره أبو الحسن رحمه الله في كتابه "جمال القراء" .

- الراجح في الأحرف السبعة :
الوجه الرابع،[رجحه القاسم بن ثابت بن عبد الرحمن العوفي السرقسطي رحمه الله- الوجه الرابع ،واستحسنه ابن عبد البر من قول بعضهم]
الدليل:
* وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يقرئهم بما يفقهون، ويخاطبهم بالذي يستعملون بما طوقه الله من ذلك، وشرح به صدره، وفتق به لسانه، وفضله على جميع خلقه".
ثم ذكر حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "نزل القرآن على سبعة أحرف عليما حكيما غفورا رحيما".
*قال صاحب شرح السنة:
"أظهر الأقاويل وأصحها وأشبهها بظاهر الحديث أن المراد من هذه الحروف اللغات، وهو أن يقرأ كل قوم من العرب بلغتهم، وما جرت عليه عادتهم من الإدغام والإظهار والإمالة والتفخيم والإشمام والإتمام والهمز والتليين وغير ذلك من وجوه اللغات إلى سبعة أوجه منها في الكلمة الواحدة".

- الأدلة على ثبوت الأحرف السبعة .
*ففي الصحيحين عن ابن شهاب قال: حدثني عبيد الله بن عبد الله أن عبد الله بن عباس حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أقرأني جبريل عليه السلام على حرف واحد فراجعته فلم أزل أستزيده ويزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف".
* عن عمر بن الخطاب أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : "إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرءوا ما تيسر منه". واللفظ للبخاري.
* في صحيح مسلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال لأبيّ بن كعب : "يا أبي إن ربي أرسل إلي أن أقرأ القرآن على حرف فرددت إليه أن هون على أمتي، فرد إلي الثانية: اقرأه على حرفين، فرددت إليه يهون على أمتي فرد إلي في الثالثة: اقرأه على سبعة أحرف ولك بكل ردة رددتكها مسألة تسألنيها، فقلت: اللهم اغفر لأمتي، اللهم اغفر لأمتي، وأخرت الثالثة ليوم يرغب إلي الخلق كلهم حتى إبراهيم -صلى الله عليه وسلم-".
قال أبو عبيد: قد تواترت هذه الأحاديث كلها على الأحرف السبعة، إلا حديثا واحدا يروى عن سمرة بن جندب عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "أنزل القرآن على ثلاثة أحرف". قال أبو عبيد: ولا نرى المحفوظ إلا السبعة؛ لأنها المشهورة.

- الحكمة من إباحة الله بقراءة القرآن على سبعة أحرف .
الحكمة هي التوسعة على العباد والتهوين عليهم ، ورفع المشقة.
*كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول لما أوحي إليه أن يقرأه على حرفين وثلاثة : "هون على أمتي..." ,
*قال أبو سليمان الخطابي : قال بعضهم : أريد بهذا الرخصة والتوسعة ، وذلك لتسهل قراءته على الناس، ولو أخذوا بأن يقرءوه على حرف واحد لشق عليهم، ولكان ذلك داعية إلى الزهادة فيه وسببا للنفور عنه".
*قال: "وقيل: فيه وجه آخر، وهو أن المراد به التوسعة، ليس حصرا للعدد".
*إنما أبيح أن يقرأ بغير لسان قريش توسعة على العرب، فلا ينبغي أن يوسع على قوم دون قوم، فلا يكلف أحد إلا قدر استطاعته.[ذكره أبو شامة]

- حكم القراءة بالأحرف السبعة المخالفة للمصحف الإمام :
*قال البيهقي : صح عن زيد بن ثابت -رضي الله عنه- وعن غيره أنه قال: "إن القراءة سنة". أراد أن اتباع من قبلنا في الحروف سنة متبعة، لا يجوز مخالفة المصحف الذي هو إمام، ولا مخالفة القراءات التي هي مشهورة، وإن كان غير ذلك سائغا في اللغة، أو أظهر منها.
*قال أبو بكر بن العربي: سقط جميع اللغات والقراءات إلا ما ثبت في المصحف بإجماع من الصحابة وما أذن فيه قبل ذلك ارتفع وذهب والله أعلم.
*قال أبو عمر: معناه عندي أن يقرأ به في غير الصلاة على وجه التعليم والوقوف على ما روي في ذلك من علم الخاصة، وإنما ذكرنا ذلك عن مالك تفسيرا لمعنى الحديث، وإنما لم تجز القراءة به في الصلاة؛ لأن ما عدا مصحف عثمان لا يقطع عليه، وإنما يجري مجرى السنن التي نقلها الآحاد، لكنه لا يقدم أحد على القطع في رده، وقد قال مالك: إن من قرأ في صلاته بقراءة ابن مسعود، أو غيره من الصحابة مما يخالف المصحف لم يصل وراءه".
"وعلماء المسلمين مجمعون على ذلك، إلا قوما شذوا"
*قال أبو جعفر الطحاوي : تلك السبعة الأحرف إنما كانت في وقت خاص، لضرورة دعت إلى ذلك، ثم ارتفعت تلك الضرورة فارتفع حكم هذه السبعة الأحرف، وعاد ما يقرأ به القرآن إلى حرف واحد".

●هل مصحف عثمان يحتوي الأحرف السبع أم حرف واحد ؟
فيها أقوال :
- القول الأول :
قول أبو جعفر الطبري والأكثرون من بعده على أنه حرف منها:
قال : الأمة أمرت بحفظ القرآن، وخيرت في قراءته بأي الأحرف السبعة شاءت: فرأت -لعله من العلل أوجبت عليها الثبات على حرف واحد- قراءته بحرف واحد، ورفض القراءة بالأحرف الستة الباقية، ولم تحظر قراءته بجميع حروفه على قارئه بما أذن في قراءته به".
ولاسبيل اليوم لأحد إلى القراءة بها لدثورها، وعفو آثارها، وتتابع المسلمين على رفض القراءة بها، من غير جحود منهم صحتها، فلا القراءة اليوم لأحد من المسلمين إلا بالحرف الواحد الذي اختاره لهم إمامهم الشفيق الناصح، دون ما عداه من الأحرف الستة الباقية".

- القول الثاني :
قول القاضي أبي بكر إلى أنه جميعها:
*قال : "ليس الأمر على ما توهمتم من أن عثمان رضي الله عنه جمعهم على حرف واحد وقراءة واحدة، بل إنما جمعهم على القراءة بسبعة أحرف وسبع قراءات، كلها عنده وعند الأمة ثابتة عن الرسول صلى الله عليه وسلم".
*"وعرف عثمان حاجة الناس إلى معرفة جميع تلك الأحرف، كتبها في مصاحفه، وأنفذ كل إمام منها إلى ناحية، لتكون جميع القراءات محروسة محفوظة".
*ميل الشيخ الشاطبي إلى قول القاضي فيما جمعه أبو بكر، وإلى قول الطبري فيما جمعه عثمان رضي الله عنهما.

- القول الثالث :
أنه بعض الحروف السبعة التي نزل عليها القرآن.
*قول أبو العباس أحمد بن عمار المقرئ في "شرح الهداية":
"أصح ما عليه الحذاق من أهل النظر في معنى ذلك إنما نحن عليه في وقتنا هذا من هذه القراءات هو بعض الحروف السبعة التي نزل عليها القرآن".
قال: "وتفسير ذلك أن الحروف السبعة التي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن القرآن نزل عليها تجري على ضربين":
الضرب الأول:
1-زيادة كلمة ونقص أخرى، وإبدال كلمة مكان أخرى، وتقديم كلمة على أخرى
مثال:
وذلك نحو ما روي عن بعضهم: (ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم في مواسم الحج)، وروي عن بعضهم: (حم سق)، (إذا جاء فتح الله والنصر)
حكمه:
متروك، لا تجوز القراءة به، ومن قرأ بشيء منه غير معاند ولا مجادل عليه وجب على الإمام أن يأخذه بالأدب، بالضرب والسجن على ما يظهر له من الاجتهاد، فإن جادل عليه ودعا الناس إليه وجب عليه القتل
الدليل:
لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "المراء في القرآن كفر" ولإجماع الأمة على اتباع المصحف المرسوم".
والضرب الثاني:
ما اختلف القراء فيه من إظهار، وإدغام، وروم، وإشمام، وقصر، ومد، وتخفيف، وشد وإبدال حركة بأخرى، وياء بتاء، وواو بفاء، وما أشبه ذلك من الاختلاف المتقارب".
حكمه:
فهذا الضرب هو المستعمل في زماننا هذا، وهو الذي عليه خط مصاحف الأمصار، سوى ما وقع فيه من اختلاف في حروف يسيرة".
فثبت بهذا: أن هذه القراءات التي نقرؤها، هي بعض من الحروف السبعة التي نزل عليها القرآن، استعملت لموافقتها المصحف الذي اجتمعت عليه الأمة وترك ما سواها من الحروف السبعة لمخالفته لمرسوم خط المصحف؛ إذ ليس بواجب علينا القراءة بجميع الحروف السبعة التي نزل عليها القرآن؛
الدليل:
قد أباح النبي -صلى الله عليه وسلم- لنا القراءة ببعضها دون بعض، لقوله تعالى: {فاقرأوا ما تيسر منه}، فصارت هذه القراءة المستعملة في وقتنا هذا هي التي تيسرت لنا بسبب ما رواه سلف الأمة رضوان الله عليهم، من جمع الناس على هذا المصحف، لقطع ما وقع بين الناس من الاختلاف وتكفير بعضهم لبعض".
قال: "فهذا أصح ما قال العلماء في معنى هذا الحديث".

- الراجح في ذلك :
قال أبو شامة :
والحق أن يلخص الأمر على ذلك فيقال: المجموع في المصحف هو المتفق على إنزاله المقطوع به، وهو ما كتب بأمر النبي صلى الله عليه وسلم، أو ثبت عنه أنه قرأ به أو أقرأ غيره به.
وما اختلفت فيه المصاحف حذفا وإثباتا، نحو "من تحتها"، {هو الغني}، {فبما كسبت أيديكم} فمحمول على أنه نزل بالأمرين، وأمر النبي صلى الله عليه وسلم بكتابته على الصورتين لشخصين أو في مجلسين، أو أعلم بهما شخصا واحدا وأمره بإثباتهما.
وأما ما لم يرسم فهو مما كان جوز به القراءة، وأذن فيه، ولما أنزل ما لم يكن بذلك اللفظ خير بين تلك الألفاظ توسعة على الناس وتسهيلا عليهم، فلما أفضى ذلك إلى ما نقل من الاختلاف والتكثير اختار الصحابة رضي الله عنهم الاقتصار على اللفظ المنزل المأذون في كتابته، وترك الباقي للخوف من غائلته، فالمهجور هو ما لم يثبت إنزاله، بل هو من الضرب المأذون فيه بحسب ما خف وجرى على ألسنتهم.

- قال صاحب "شرح السنة":
"جمع الله تعالى الأمة بحسن اختيار الصحابة على مصحف واحد، وهو آخر العرضات على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. كان أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- أمر بكتبته، جمعا بعد ما كان مفرقا في الرقاع ليكون أصلا للمسلمين، يرجعون إليه ويعتمدون عليه، وأمر عثمان بنسخه في المصاحف، وجمع القوم عليه، وأمر بتحريق ما سواه قطعا لمادة الخلاف، فكان ما يخالف الخط المتفق عليه في حكم المنسوخ والمرفوع، كسائر ما نسخ ورفع منه باتفاق الصحابة، والمكتوب بين اللوحين هو المحفوظ من الله عز وجل للعباد وهو الإمام للأمة، فليس لأحد أن يعدو في اللفظ إلى ما هو خارج من رسم الكتابة والسواد".
"فأما القراءة باللغات المختلفة مما يوافق الخط والكتاب فالفسحة فيه باقية، والتوسعة قائمة بعد ثبوتها وصحتها، بنقل العدول عن رسول الله صلى الله عليه وسلم".

-قال أبو شامة : ولا يلزم في ذلك تواتر، بل تكفي الآحاد الصحيحة من الاستفاضة وموافقة خط المصحف وعدم المنكرين لها نقلا وتوجيها من حيث اللغة، والله أعلم.



تلخيص المقاصد الفرعية للباب الرابع:
للطالبة :أمل يوسف


-معنى حديث "أنزل القرءان على سبعة أحرف"
قال أهل العلم :سبعة أحرف أى سبع لغات اختلاف صورة اللفظ مع اتفاق المعنى
الدليل :قول بن مسعود إن ذلك كقولك هلم وتعال وأقبل

-أمثلة على الأحرف السبعة والاختلاف فيها
قراءة عبد الله بن مسعود:"إن كانت إلا زقية واحدة"
وقوله"كالصوف المنفوش"
قراءة أبى رضى الله عنه"أن بوركت النار ومن حولها"
وقوله"من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الكفار"
قراءة بن عباس "وعلى كل ضامر يأتون"

-الأمر بقراءة القرءان على سبعة أحرف أمر تخيير
قال أبوجعفر بن جرير:فثبتت الامة على حرف واحد من السبعة التى خيروا فيها
ودليله :ما أجمع عليه صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم حين خافوا على الأمة تكفير بعضهم بعضا أن يستطيل ذلك فأجمعوا على حرف ونبذ ما عداه لتصير الكلمة واحدة

-القرءان اليوم متلو على حرف واحد متفق فى صورة الرسم
القرءان الذى بين أيدينا اليوم هو ما كان فى مصحف عثمان الذى أجمع عليه المسلمون
والذى بين أيدينا من القراءات هو ما وافق خط ذلك المصحف
وسقط العمل بما خالف هذا الخط من القراءات الاخرى
فالقرءان اليوم متلو على حرف واحد متفق الصورة فى الرسم غير متناف المعانى إلا حروفا يسيرة اختلفت صور رسمها واتفقت معانيها فجرت مجرى ما اتفقت صورته
مثال ذلك:
قوله تعالى "وأوصى بها إبراهيم "----مصحف أهل المدينة والشام
قوله تعالى "ووصى بها إبراهيم "------مصحف الكوفيين
قوله تعالى "لئن انجيتنا "----مصحف أهل الحرمين
قوله تعالى "لئن أنجينا"----مصحف الكوفيين

-سبب اختلاف الرسم فى بعض الأحرف
قال المصنف:لا شك أن زيد بن ثابت سمعها من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرؤها على هذه الهيئات فأثبتها فى المصاحف مختلفة الصور على ما سمعها من رسول الله

-كيف نشأت القراءات من أول ذلك الأمر إلى آخره
قال الإمام أبو عبيد فى كتابه القراءات:
بعد أن ذكر القراء من الصحابة والتابعين الذين يحكى عنهم عظم القراءة وكان الغالب عليهم الفقه والحديث
قام بعدهم بالقرءان قوم ليست لهم أسنان من سبقهم ولا قدمهم غير أنهم تجردوا للقراءة فاشتدت عنايتهم به حتى صاروا أئمة يأخذها الناس عنهم
وهم خمسة عشر رجلا من الأمصار الخمسة التى أرس إليها عثمان رضى الله عنه بالمصاحف فى كل مصر ثلاثة رجال
فكان من قراء المدينة: أبو جعفر ثم شيبة بن نصاح ثم نافع وإليه صارت قراءة أهل المدينة".
"وكان من قراء مكة: عبد الله بن كثير وحميد بن قيس الأعرج ومحمد بن محيصن، وأقدمهم ابن كثير، وإليه صارت قراءة أهل مكة أو أكثرهم".
"وكان من قراء الكوفة: يحيى بن وثاب وعاصم والأعمش، ثم تلاهم حمزة رابعا، وهو الذي صار عظم أهل الكوفة إلى قراءته من غير أن يطبق عليه جماعتهم. وأما الكسائي فإنه يتخير القراءات، فأخذ من قراءة حمزة بعضا وترك بعضا".
"وكان من قراء البصرة: عبد الله بن أبي إسحاق، وأبو عمرو بن العلاء وعيسى بن عمر. والذي صار إليه أهل البصرة في القراءة، واتخذوه إماما أبو عمرو. وقد كان لهم رابعا، وهو عاصم الجحدري، غير أنه لم يرو عنه في الكثرة ما روي عن هؤلاء الثلاثة".
"وكان من قراء الشام: عبد الله بن عامر ويحيى بن الحارث الذماري وثالث، قد سمي لي بالشام ونسيت اسمه، فهؤلاء قراء الأمصار الذين كانوا من التابعين"
قال المصنف:الذي نسيه أبو عبيد، قيل: هو خليد بن سعد صاحب أبي الدرداء، وعندي أنه عطية بن قيس الكلابي أو إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر. فإن كل واحد منهما كان قارئا للجند، وكان عطية بن قيس تصلح المصاحف على قراءته بدمشق
ثم إن القراء بعد هؤلاء كثروا وتفرقوا فى البلاد وخلفهم أمم بعد أمم عرفت طبقاتهم واختلفت صفاتهم فمنهم المحكم للتلاوة المعروف بالرواية والدراية ومنهم من اقتصر على أحد هذه الأوصاف
بسبب ذلك كثر الخلاف وقل الضبط واتسع الخرق والتبس الحق بالباطل إلا أن جهابذة العلماء ميزوا ذلك فى تصانيفهم

-القراءات السبع ليست هى الأحرف السبع
فإن الاوجه التى اختلف فيها أئمة القراء بالأمصار ليست من الأحرف السبعة فقد اختلفوا فى النصب والرفع والتحريك والإسكان والهمز وتركه والتشديد والتخفيف والمد والقصر وإبدال حرف بحرف يوافق صورته
وكل ذلك ليس بداخل فى معنى قول النبى صلى الله عليه وسلم "أنزل القرءان على سبعة أحرف"
ودليل ذلك الفرق :أن كل حرف اختلف فيه أئمة القراء لا يوجب المراء فيه كفرا فى قول أحد من المسلمين بينما أثبت النبى صلى الله عليه وسلم الكفر للممارى بكل حرف من الأحرف السبعة
فهذه القراءات التى يقرؤها الناس اليوم وصحت روايتها عن الأئمة هى جزء من الأحرف السبعة التى نزل بها القرءان ووافق اللفظ بها خط المصحف الذى أجمع عليه الصحابة فمن بعدهم وعلى اطراح ما سواه بدون نقط ولا ضبط فاحتمل التأويل وليس كل قراءة حرف من الأحرف السبعة

-نسبة القول بأن الأحرف السبع هى القراءات السبع لابن مجاهد والرد على ذلك
قال المصنف :وقد رام جماعة ممن لا خبرة لهم بأصول هذا العلم أن قراءة هؤلاء الأئمة السبعة هى التى عبر عنها النبى بالأحرف السبعة وقد أخطأمن نسب ذلك لابن مجاهد أنه قال ذلك بأنه اعتقد ان تفسير الحديث بأن الأحرف السبعة هى القراءات السبعة
وهذا باطل فإن أبا بكر أيقظ من أن يتقلد مذهبا لم يقل به أحد ولا يصح عند التفتيش والفحص

-سبب اختلاف أئمة القراء بعد المرسوم لهم
خلو المصاحف من الشكل والإعجام وحصر الحروف المحتملة على أحد الوجوه
كان أهل كل ناحية من النواحى التى وجهت إليها المصاحف معلمون من الصحابة كأبى موسى بالبصرة وعلى وعبد الله بالكوفة وزيد وأبى بالحجاز ومعاذ وأبى الدرداء بالشام
انتقلوا عما بان لهم أنهم أمروا بالانتقال عنه مما كان بأيديهم وثبتوا على ما لم يكن فى المصاحف الموجهة إليهم مما يستدلون به على انتقالهم عنه
وقال بن العربى فى كتاب القبس فى علة اختلاف القراءات السبع بعد المرسوم لهم:
أرسل عثمان المصاحف إلى الأمصار الخمسة بعد ان كتبت بلغة قريش وأذن لكل طائفة من العرب أن تقرأ بلغتها رحمة من الله
فلما صارت المصاحف فى الآفاق غير مضبوطة ولا معجمة قرأها الناس فما أنفذوه منها نفذ وما احتمل وجهين طلبوا فيه السماع حتى وجدوه

-الرد على من قال أن كل قراءة من القراءات السبع هى حرف من الأحرف السبعة
يلزم من قال بأن هذه القراءات السبع هى الاحرف السبعة ترك ما روى عن أئمة هؤلاء السبعة وقد ذكر أنهم اكثر من سبعين ممن هو اعلى رتبة وأجل قدرا من هؤلاء السبعة
ترك جماعة من العلماء فى كتبهم ذكر بعض هؤلاء السبعة حيث ترك أبو حاتم وغيره ذكر قراءة حمزة والكسائى وبن عامر وزاد نحو عشرين رجلا من الأئمة فمن فوقهم وزاد الطبرى على هؤلاء السبعة نحو خمسة عشر رجلا
لم يكن هذا بنص من النبى صلى الله عليه وسلم فكيف يتصور أن قراءة كل واحد من هؤلاء المتأخرين هى أحد الحروف السبعة
أثبت مجاهد فى سنة ثلاثمائة أو نحوها الكسائى فى موضع يعقوب والكسائى قرأعلى حمزة أحد القراء السبعة فكيف يخرج حرف آخر من الحروف السبعة

-وجه جعل القراءات سبعة
جعلت هذه القراءات على سبعة أوجه مما شذ عن خط المصحفمن الضبط اقتداء بقوله صلى الله عليه وسلم "أنزل القرءان على سبعة أحرف"
وليست هذه الروايات بأصل فى التعيين بل ربما خرج عنها ما هو مثلها أو فوقها كحروف بن جعفر المدنى وغيره

-العلة فى جعل الذين اختيروا للقراءة سبعة
أن عثمان رضى الله عنه كتب سبعة مصاحف ووجه بها إلى الأمصار فجعل عدد القراء على عدد المصاحف
فجعل ذلك تأسيا بعدة المصاحف الأئمة
وتأسيا بقول النبى صلى الله عليه وسلم"إن هذا القرءان أنزل على سبعة احرف من سبعة ابواب"
ولو جعل عددهم أكثر او أقل لم يمتنع ذلك إذ عدد الرواة الموثوق بهم أكثر من ذلك وقدألف بن جبير كتابا فى القراءات سماه كتاب الخمسة وألف غيره كتابا سماه كتاب الثمانية زاد على السبعة يعقوب الحضرمى
فهؤلاء السبعة من اهل الحجاز والعراق والشام خلفوا التابعين فى القراءة وأجمع على قراءتهم العوام من أهل كل مصر وما يقرب منها من البلدان

-كون هؤلاء القراء من الأمصار الخمسة دون غيرها من الأمصار
لأن عثمان رضى الله عنه لما أرسل لكل مصر مصحفا وأمر باتباعه
لكن لما وجه إلى اليمن والبحرين بالمصاحف لم يسمع لهما خبرا ولاروى لهما أثرا

-العلة من اشتهار السبعة بالقراءة دون غيرهم ممن فوقهم رتبة
الرواة عن الأئمة من القراء كانوا فى العصر الثانى والثالث كثيرا فى العدد وكثيرا فى الاختلاف
فى العصر الرابع أراد الناس الاقتصار على القراءات التى توافق رسم المصحف مما يسهل حفظه وتنضبط القراءة به
فنظروا إلى إمام اشتهر أمره وأجمع أهل مصره على عدالته فيما نقل وثقته فيما قرأ وعلمه بما يقرىء به مما وافق خط مصحفهم المنسوب إليهم
فكان أبو عمرو من أهل البصرة
وحمزة وعاصم من أهل الكوفة وسوادها
وكان الكسائى من أهل العراق
وبن كثير من أهل مكة
وبن عامر من أهل الشام
ونافع من أهل المدينة
وهؤلاء السبعة لزموا القيام بمصاحفهم وانتصبوا لقراءته وتجردوا لروايته ولم يشتهروا بغيره واتبعوا ولم يبتدعوا
وقد كان فى وقتهم جماعة فى مصر كل واحد منهم من القرأة ولم يجمعوا عليهم لأجل مخالفتهم للمصحف فى حروف يسيرة
ومع هذا لم يترك الناس نقل ما كان عليه أئمة هؤلاء القراء من الاختلاف ولاتركوا القراءة بذلك
مثال:قراءة يعقوب الحضرمى وعاصم الجحدرى وأبى جعفر وشيبة إمامى نافع

-الأصل فى ثبوت القراءة واختيار السبع لقراءاتهم
اختار كل من هؤلاء القراء مما قرأ وروى قراءة تنسب إليه بلفظ الاختيار
وأكثر اختياراتهم فى الحرف إذا اجتمع فيه ثلاث أشياء:
ما صح سنده وأجمعت الأمة عليه
ما استقام وجهه فى العربية
موافقته لخط المصحف
العامة عندهم ما اتفق عايه أهل المدينة وأهل الكوفة فهى حجة قوية توجب الاختيار
أو ما اجتمع عليه أهل الحرمين
أو جعلوا الاختيار ما اتفق عليه نافع وعاصم والسبب:
أنها أوثق القراءات وأصحها سندا وأفصحها فى العربية
يتلوها قراءة أبى عمرو والكسائى

-علة انفراد كل واحد من القراء السبعة بقراءة اختارها
كل واحد من الأئمة قرأ على جماعات بقراءات مختلفة فنقل ذلك على ما قرأ
فمن قرأ عليهم بأى حرف مما قرؤا به على أئمتهم لم يردوه عنه
قرأ نافع على سبعين من التابعين قال:فما اتفق عليه اثنان أخذته وما شك فيه واحد (أى مما خالف المصحف)تركته
كان يقرىء الناس بكل ما قرأحتى يقال له نريد أن نقرأ عليك باختيارك مما رويت
كان قالون ربيبه وورش أشهر المتحملين عنه ومع ذلك اختلفا فى أكثر من ثلاثة آلاف حرف ما بين همز وقطع وتخفيف وادغام ونحوه
لم يوافق أحد من الرواة عن نافع رواية إلا رواية ورش عنه ولا نقلها عنه إلا ورش
والسبب فى ذلك أن وافقت رواية ورش التى تعلمها فى بلده رواية قرأها نافع على بعض أئمته فتركه عليها
وكذا ما قرأ عليه به قالون وغيره

-سبب تمادى بعض الناس على القراءة بما يخالف الخط العثمانى
قال أبو محمد مكى:السبب فى ذلك:
ما قيل أن النسخ للقرءان بالإجماع فيه اختلاف
وهذا ليس بصواب وفيه أخذ للقرءان بخبر الآحاد وهو غير جائز
والأصوليون لا يرضون هذه العبارة وأن الإجماع لا ينسخ به إذ لا نسخ بعد انقطاع الوحى وما نسخ بالإجماع فالإجماع يدل على ناسخ قد سبق زمن نزول الوحى من كتاب أو سنة
مثاله قراءة بن مسعود وأبى الدرداء "والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى والذكر والأنثى"
وقراءة الجماعة على وفق خط المصحف

-أول من اقتصر على هؤلاء السبع فى القراءة
هو أبو بكر بن مجاهد قبل سنة ثلاثمائة او نحوها وتابعه من بعده إلى الآن وقد ذكرنا السبب فى ذلك

-ما فعله بن مجاهد لاختيار القراء السبع
اختار من القراءات ما وافق خط المصحف
ومن القراء ما اشتهرت قراءته وفاقت معرفته وعرف بالعدل والديانة والأمانةواختاره أهل عصره فى هذا الشأن وأطبقوا على قراءته وقصد من سائر الأقطار
وكان أول من صنف كتابا فى قراءاتهم واتبعه الناس على ذلك

-اتهام بن مجاهد بالتقصير لاقتصاره على السبع والرد على ذلك
أضاف قوم بعد مجاهد إلى هؤلاء السبعة يعقوب الحضرمى ظنا منه أن بن مجاهد قصر فى ذلكه لنزول الإسناد
ولما فيها من الخروج على قراءة العامة
والصواب أنه لم يكن عالما بغرض بن مجاهد فى ذلك الاقتصار
فأما يعقوب فقراءته خارجة عن غرض

-كلام أبو طاهر فى قراءة بن عامر
وقع لأبى طاهر فى كتابه البيان كلام للطبرى ظن منه أنه طعن على قراءة بن عامر وليس كذلك وغاية الأمر أن بن جرير استبعد أن يكون بن عامر قرأ على عثمان رضى الله عنه
ولا ضرر فى ذلك لأنه إن كان كذلك فقد أدرك غيره من الصحابة وقدماء السلف كثيرا
وقال أبو طاهر أنه لولا أن اختيار بن عامر هو اختيار شيخنا بن مجاهد فاقتدينا بفعله واهتدينا بهديه لكان أبو محمد سليمان بن مهران الأعمش أولى من بن عامر إذ قراءته منقولة عن الأئمة المرضيين وموافقة للمصحف المأثورباتباع ما فيه

-علة اختيار بن مجاهد لابن عامر من القراء السبعة دون غيره
غرض بن مجاهد أن يأتى بسبعة من القراء من الأمصار التى نفذت إليها المصاحف
لم يمكنه ذلك فى اليمن والبحرين لإعواز أئمة القراءة منهما
فأخذ بدلهمامن الكوفة لكثرة القراء بها
وكان لابد من ذكر إمام من أهل الشام ولم يكن فيها من انتصب لذلك من التابعين مثل بن عامر فذكره

-سبب اختلاف القراء فى الشىء الواحد مع اختلاف المواضع
قال أبو بكر الأشعرى:
جميع ما قرأبه قراء الأمصار مما اشتهر عنهم واستفاض ولم يدخل فى حكم الشذوذ ولم يقع بين القراء تناكر له ولا تخطئة لقارئه بل رواه سائغا من همز وإدغام ومد وتشديد وحذف وإمالة أو ترك ذلك كله أو شىء منه أو تقديم أو تأخير كله منزل من عند الله ومما وقف الرسول على صحته وخير بينه وبين غيره وصوب جميع القراءة به
وجوز أن يكون الرسول يقرىء واحدا بعض القرءان على حرف وبعضه بحرف آخر على قدر ما يراه أيسر على القارىء
فظهر من هذا أن اختلاف القراء فى الشىء الواحد مع اختلاف المواضع من هذا على قدر ما رووا
وأن المتلقن لهذا الوجه من النبى صلى الله عليه وسلم أقرأ غيره كما سمعه ثم من بعده كذلك إلى أن اتصل بالسبعة
مثاله:قراءة نافع "ليحزن"بضم الياء وكسر الزاى فى جميع القرءان إلا حرف الأنبياء
وقراءة بن عامر "إبراهام"بالألف فى بعض السور دون بعض مما يقال فيه جمع بين اللغتين


تلخيص مقاصد الباب الخامس:
للطالبة :ريم الحمدان
(1) سبب اختلاف القراءات :
تختلف القراءات بحسب ما تواتر نقله عن التابعين ثم الصحابة رضوان الله عليهم وهي متقاربة فيما بينها ، ولقد شرعها الله رحمة بالمسلمين . ( ابن مجاهد )

(2) أنواع المقرئين : ( ابن مجاهد )
1- المقريء العالم الذي يؤخذ منه ،وصفاته :
أ~ العلم بوجوه الاعراب في القراءات .
ب~ العلم بأوجه القراءات المختلفة .
ج~ العلم بالأخطاء التي يقع فيها القراء .
د~العلم بالآثار .
2- القاريء الذي يعرف الاعراب ويميز اللحن ولكن لا علم له بأوجه القراءات، ولا يؤخذ من مثله .
3- القاريء الحافظ الذي يؤدي ما تعلمه، ولا يعرف الإعراب ،ومن عيوب هذا الصنف أنه قد يقرأ بلحن ولا يدري وقد ينسب خطأه إلى من أخذ عنه فيقع في الشبهة . وهذا لا يؤخذ عنه القراءة ولا يحتج بنقله.

(3) أقسام الآثار التي رويت في الحروف :
هي تشبه الأحكام ، منها :
1-المجمع عليه .
2- المتروك المكروه عند الناس ، فلا يؤخذ به .
3-المختلف فيه
4- اللغة الشاذة القليلة .
5-الغريب الذي قد قرأ به .
6- ما توهم بصحته وهو لحن جلي ولكن لا يعرفه الإ أهل العلم بالقراءات .

(4)كيف وصلتنا القراءات :
1- أخذ المسلمون القراءات بالتلقي عمن فوقهم .
2-القراءة أخذت من رجال ممن أخذ عن التابعين.
3-تحقق فيها اجتماع الخاصة والعامة .
4- المقصود بالقراءة :( ماهو موجود في المصحف )
5-حكمها : سنة
6-الدليل :
1-عن عمر بن الخطاب وزيد بن ثابت رضي الله عنهما من الصحابة، وعن ابن المنكدر وعروة بن الزبير وعمر بن عبد العزيز وعامر الشعبي من التابعين أنهم قالوا: القراءة سنة يأخذها الآخر عن الأول، فاقرءوا كما علمتموه
2-قال زيد: القراءة سنة".

(5)موافقة المصحف للعرض الأخير للقرآن :
1-قال محمد بن سيرين :يرجو العلماء أن تكون قرائتنا هذه أقرب ما تكون لآخر ما نزل من القرآن وللعرضة الأخيرة التي عرض بها الرسول صلى الله عليه وسلم القرآن على جبريل عليه السلام . أخرجه أبو عبيدة
2-وعنه عن عبيدة السلماني قال: "القراءة التي عرضت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في العام الذي قبض فيه، هي التي يقرؤها الناس اليوم".

(6)سبب كثرة القراءات واختلافها في عهد الصحابة :
1--في السنة التي توفي فيها الرسول صلى الله عليه وسلم قرأ القرآن وأذن بقرائته وقال :( إن القرآن نزل على سبعة أحرف )، من أجل ذلك كثرت القراءات في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ومن بعده .
3- فلما جمع المصحف أبقى المسلمون على ما وافق المصحف وتركوا ما خالفهامن القراءات .
4- من أمثلة ما أبقى المسلمون :
أ~ ما وافق المصحف صراحة : كلمة ( الصراط) بالصاد .
ب~ ما وافق رسم المصحف احتمالاً:كلمة ( ملك يوم الدين ) والأصل قرائتها ( مالك ) .

(7) شروط قبول القراءة :
1- ثبوت نقلها بالنص الصريح عن اللنبي صلى الله عليه وسلم وان كان خبر آحاد .
2- أن لا يكون مخالفاً لرسم المصحف .
3- أن تكون من ناحية اللغة صحيحة .

(8) أصح القراءات :
-وقد ذكر شيخنا أبو الحسن رحمه الله في كتابه "جمال القراء" في باب مراتب الأصول وغرائب الفصول بأن أصح القراءات :
1-قراءة عاصم ونافع فيما اتفقا عليه ، فقالوا عنها أصح سنداً وأفصحها لغة .
2- تليها في الفصاحة قراءة أبي عمرو والكسائي .

(9)المقصود بالقراءة العامة :
هي ما اتفق عليه أهل المدينة وأهل الكوفة من القراءة .وهو سبب لقوة وصحة القراءة وكذلك اتفاق قراء الحرمين سبب قوي أيضاً .

(10)المقصود بموافقة خط المصحف :
نقصان أحرف الكلمة أو زيادتها في المصحف .

(11)رسم المصحف :
كتب على آخر عرضة عرضها الرسول صلى الله عليه وسلم ، ولا يرجع لقواعد الهجاء في ذلك ، فقد عارضها المصحف في بعض الواقع مثل : الصلواة ، الزكوة ، وهي لا تقرأ بالواو مطلقاً .

(12)القراءات السبع الصحيحة :
هي التي أجمع المسلمون عليها وعلى صحتها مما اشتهر به القراء السبعة وأخذ الناس عنهم ، فالقراءات إليهم نسبت وعنهم أخذت .

(13)هل يوجد في القراءات ضعف ؟
نعم قد يوجد بعض الكلمات التي لم تستوف الشروط السابقة للقراءة الصحيحة فيحكم عليها بالضعف أو الشذوذ ، غير أن العلماء أقروا قرائتهم لشهرتهم وأخذ الناس عنهم .

(14)أمثلة لبعض ما خالف الفصيح من اللغة :
1-الجمع بين الساكنين في تاءات البزي.
2-بعض الإدغام لدى أبي عمرو .
3-قراءة حمزة ( ما اسطاعوا ) .
4-وتسكين من أسكن "بارئكم" و"يأمركم.
5-وكذلك" سبأ" و"يا بني" و"مكر السيئ".
6-وإشباع الياء في "نرتعي" و"يتقي ويصبر"
7-قراءة "ليكة" بفتح الهاء.
8-وهمز "سأقيها".
9-وخفض "والأرحام".
10-ونصب "كن فيكون".
11-والفصل بين المضافين في "الأنعام".

(15)السبب في هذه المخالفة :
1-قلة ضبط الرواة .
2- أن تكون من أوجه القراءات السبع .

وأما بعد كتابة المصاحف على اللفظ المنزل، فلا ينبغي قراءة ذلك اللفظ إلا على اللغة الفصحى من لغة قريش وما ناسبها، حملا لقراءة النبي [صلى الله عليه وسلم] والسادة من أصحابه على ما هو اللائق بهم، فإنهم كما كتبوه على لسان قريش، فكذا قراءتهم له.

(16)القول في تواتر القراءات السبع :
1- قال بعض المتأخرين أن القراءات متواترة ،والقطع بأنها منزلة من عند الله واجب ،وهو غير صحيح .
2-القول الصحيح أن بعض طرق تلك القراءات متواتر وبعضها غير متواتر .
3- من أمثلة ذلك ،إدغام أبي عمرو ونقل الحركة لورش وصلة ميم الجمع وهاء الكناية لابن كثير ، فلو نظرنا في سندها لوجدناها أخبار آحاد .
4-كل قراءة اشتهرت بعد صحة إسنادها وموافقتها خط المصحف ولم تنكر من جهة العربية فهي القراءة المعتمد عليها وما سوى ذلك يعد شاذاً أو ضعيفاً.
5--قال أبو القاسم الهذلي في كتابه "الكامل":"وليس لأحد أن يقول: لا تكثروا من الروايات، ويسمي ما لم يصل من القراءات الشاذ؛ لأن ما من قراءة قرئت ولا رواية رويت إلا وهي صحيحة إذا وافقت رسم الإمام ولم تخالف الإجماع".



(17) البسملة بين السورتين :
1-البسملة مشروعة بين السورتين وعند الابتداء بالسورة وذلك تبعاً لرسم المصحف وهو قول راجح .
2- هناك من لا يذكر البسملة عند كل سورة ،جائز وهو قول مرجوح .


(18) الشاذ في القراءة :
1-تعريف الشاذ
لغة :
يقال شذ الرجل يشذ ويشذ شذوذا، إذا انفرد عن القوم واعتزل عن جماعتهم.
اصطلاحاً :
والقراءة الشاذة ما نقل قرآنا من غير تواتر واستفاضة، متلقاة بالقبول من الأمة. ( ابن جني )

2- حكمه :
1\قال جمهور العلماء والفقهاء :لا تجوز القراءة بالشواذ وتجتنب ويجب لزوم القراءة المشهورة .

3-أقوال العلماء :
1\قال الإمام مالك :"من قرأ في صلاته بقراءة ابن مسعود أو غيره من الصحابة مما يخالف المصحف، لم يصل وراءه".
2\قال شيخ المالكية :"لا يجوز أن يقرأ بالقراءة الشاذة في صلاة ولا غيرها، عالما كان بالعربية أو جاهلا. وإذا قرأ بها قارئ فإن كان جاهلا بالتحريم عرف به وأمر بتركها، وإن كان عالما أدب بشرطه، وإن أصر على ذلك أدب على إصراره وحبس إلى أن يرتدع عن ذلك".
2\قال ابن مهدي: لا يكون إماما في العلم من أخذ بالشاذ من العلم أو روى عن كل أحد أو روى كل ما سمع".
3\وقال خلاد بن يزيد الباهلي: قلت ليحيى بن عبد الله بن أبي مليكة: إن نافعا حدثني عن أبيك عن عائشة أنها كانت تقرأ "إذ تلقونه" وتقول: إنما هو ولق الكذب. فقال يحيى: ما يضرك أن لا تكون سمعته عن عائشة، نافع ثقة على أبي وأبي ثقة على عائشة، وما يسرني أني قرأتها هكذا، ولي كذا وكذا. قلت: ولم وأنت تزعم أنها قد قرئت؟ قال: لأنه غير قراءة الناس، ونحن لو وجدنا رجلا يقرأ بما ليس بين اللوحين ما كان بيننا وبينه إلا التوبة أو نضرب عنقه، نجيء به، نحن عن الأمة عن الأمة عن النبي صلى الله عليه وسلم عن جبريل عن الله عز وجل. وتقولون أنتم: حدثنا فلان الأعرج عن فلان الأعمى أن ابن مسعود يقرأ ما بين اللوحين، ما أدري ما ذا، إنما هو والله ضرب العنق أو التوبة".
4\"وقال هارون: ذكرت ذلك لأبي عمرو -يعني القراءة المعزوة إلى عائشة فقال: قد سمعت هذا قبل أن تولد، ولكنا لا نأخذ به.
5\ أفتى بعض فقهاء الشافعية بعدم صحة صلاة من قرأ بالشاذ .

3-أول من أخذ بالشاذ في القراءة :
هارون بن موسى الأعور
أقوال العلماء فيه :
1-"قال أبو حاتم السجستاني: أول من تتبع بالبصرة وجوه القراءات وألفها وتتبع الشاذ منها فبحث عن إسناده هارون بن موسى الأعور، وكان من العتيك مولى، وكان من القراء فكره الناس ذلك، وقالوا: قد أساء حين ألفها، وذلك أن القراءة إنما يأخذها هارون وأمة عن أفواه الأمة، ولا يلتفت منها إلى ما جاء من وراء وراء".
2-"وقال الأصمعي عن هارون المذكور: وكان ثقة مأمونا، قال: وكنت أشتهي أن يضرب لمكان تأليفه الحروف".

4-سبب رد الشاذ :
1- مخالفتها إجماع المسلمين .
2- بعضها روي عن طريق آحاد وهذا غير مقبول
3- بعض رواة الشاذ لا يعتد بنقله وعدالته .

(19) حكم قراءة الكلمة في القرآن بالقراءات العشر :
1-قال بعض فقهاء الشافعية يشترط في ذلك :
1/ أن يكون متواتراً عن النبي صلى الله عليه وسلم .
2/أن يكون مشهوراً وتلقته الأمة بالقبول .
3/ان يكون من القراءات السبع أو العشر المعروفة .
4/فيما عدا ذلك فحكمه حرام ، يجب النهي عنه .
2-رأي المالكية :
الأولى أن لا يفعل،إن قرأ بقراءتين في موضع إحداهما مبنية على الأخرى ، مثاله :
1-أن يقرأ "نغفر لكم" بالنون و"خطيئاتكم" بالرفع،
2-ومثل "إن تضل إحديهما" بالكسر "فتذكر إحديهما" بالنصب .
3-رأي المؤلف:
أكره ترداد الآية بقراءات مختلفة كما يفعله أهل زماننا في جميع القراءات لما فيه من الابتداع، ولم يرد فيه شيء عن المتقدمين

(20)حكم القراءة بالمعنى :
لا تجوز اطلاقاً ويعد من الضلال ويجب منع قارئه وتأثيمه وبيان حكمه فإن لم يتب يعاقب ويعزر .


(21) من أمثلة من اشتهر بقراءة الشاذ :قصة ابن شنبوذ البغدادي :
اسمه :هو أبو الحسن محمد بن أحمد بن أيوببن الصلت المقرئ المعروف بابن شنبوذ البغدادي في طبقة ابن مجاهد مقرئ مشهور.
أقوال العلماء فيه :
1-قال عنه الخطيب البغدادي :"روى عن خلق كثير من شيوخ الشام ومصر وكان قد تخير لنفسه حروفا من شواذ القراءات تخالف الإجماع يقرأ بها. فصنف أبو بكر بن الأنباري وغيره كتبا في الرد عليه".
2- ورد في تاريخ الهارون بن مأمون :"وفي أيام الراضي ضرب ابن مقلة ابن شنبوذ سبع درر لأجل قراءة أنكرت عليه ودعا عليه بقطع اليد وتشتت الشمل فقطعت يده ثم لسانه.
قصته :
ظهر ابن شنبوذ في سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة للهجرة وكان يقرأ بقراءة شاذة عن ابن مسعود وأبي بن كعب تخالف رسم المصحف فاستدعاه الوزير ابن مقلة آنذاك وحبسه أياماً ، ثم دعا أهل القرآن المعروفين في زمانه منهم :أبو الحسين عمر بن محمد وأبو بكر أحمد بن موسى بن مجاهد وجماعة . حصلت بعدها مناظرة بين ابن شنبوذ و أهل القرآن فادعى ابن شنبوذ بأنه أعلم منهم وانه سافر وطلب العلم وهم لم يفعلوا فاغتاظ منه الوزير وأمر بضربه بالدرة ثم تاب وعاد عن قوله وكتب كتاباً في ذلك .
توبته :
كتب كتاباً جاء فيه : "يقول محمد بن أحمد بن أيوب المعروف بابن شنبوذ: قد كنت أقرأ حروفا تخالف ما في مصحف عثمان المجمع عليه الذي اتفق أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على تلاوته، ثم بان لي أن ذلك خطأ، فأنا منه تائب، وعنه مقلع، وإلى الله عز وجل منه بريء؛ إذ كان مصحف عثمان هو الحق الذي لا يجوز خلافه ولا أن يقرأ بغير ما فيه".

مما تاب منه ابن شنبوذ :
1- "فامضوا إلى ذكر الله"
2- "وتجعلون شكركم أنكم تكذبون".
3- "وكان أمامهم ملك يأخذ كل سفينة صالحة غصبا"
4-"كالصوف المنفوش"
5- "تبت يدا أبي لهب وقد تب".
6-"فلما خر تبينت الإنس أن الجن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا حولا في العذاب".
7-"والنهار إذا تجلى والذكر والأنثى".
8- "فقد كذب الكافرون فسوف يكون لزاما".
9- "ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويستعينون الله على ما أصابهم"، 10-"تكن فتنة في الأرض وفساد عريض".

وفاته :
توفي ابن شنبوذ في صفر سنة ثمان وعشرين بعد موت ابن مجاهد بأربع سنين .




●تلخيص المسائل الواردة في المقاصد الفرعية:
للطالبة :منيرة محمد

المقصد الأول : التعامل الأمثل مع القرأن .
▪ تعظيم القرأن
قال عبد الله بن عروة بن الزبير: قلت لجدتي أسماء بنت أبي بكر: كيف كان أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا سمعوا القرآن؟ قالت: تدمع أعينهم وتقشعر جلودهم كما نعتهم الله.
- وقال محمد بن جحادة: قلت لأم ولد الحسن البصري: ما رأيت منه؟ فقالت: رأيته فتح المصحف، فرأيت عينيه تسيلان وشفتيه لا تتحركان.
- حدث ابن المبارك عن مسعر عن عبد الأعلى التيمي قال: من أوتي من العلم ما لا يبكيه: فليس بخليق أن يكون أوتي علما ينفعه؛ لأن الله تبارك وتعالى نعت العلماء فقال: {إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجدا * ويقولون سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا * ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا}.
قال عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-: ينبغي لحامل القرآن أن يعرف بليله إذا الناس نائمون، وبنهاره إذا الناس مفطرون، وبورعه إذا الناس يخلطون، وبتواضعه إذا الناس يختالون، وبحزنه إذا الناس يفرحون، وببكائه إذا الناس يضحكون، وبصمته إذا الناس يخوضون.
- قال أبو عبيد: جلست إلى معمر بن سليمان بالرقة، وكان من خير من رأيت، وكانت له حاجة إلى بعض الملوك، فقيل له: لو أتيته فكلمته، فقال: قد أردت إتيانه، ثم ذكرت القرآن والعلم، فأكرمتهما عن ذلك.
- وقال أبو بكر بن أبي شيبة في "كتاب ثواب القرآن".
- حدثنا جرير عن مغيرة عن إبراهيم قال: كان يكره أن يقرأ القرآن عند الأمر يعرض من أمر الدنيا.
- حدثنا حفص عن هشام بن عروة قال: كان إذا رأى شيئا من أمر الدنيا يعجبه، قرأ: {ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم} الآية.
"قال سفيان بن عيينة: من أعطى القرآن فمد عينيه إلى شيء مما صغر القرآن، فقد خالف القرآن، ألم تسمع قوله سبحانه وتعالى: {ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم * لا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم}. وقال: {ورزق ربك خير وأبقى}، يعني القرآن".
- قال الشيخ رحمه الله: "أي ما رزقك الله من القرآن خير وأبقى مما رزقهم من الدنيا".
▪ ترتيل القرأن والتفكر فيه ، والنهي عن هذّه .
عن ابن عباس {ورتل القرآن ترتيلا}، قال: بينه تبيينا. وعن مجاهد قال: بعضه في إثر بعض.
- وعن مجاهد في قوله تعالى: {ورتل القرآن ترتيلا}، قال: ترسل فيه ترسلا.
- وعن محمد بن كعب قال: لأن أقرأ {إذا زلزلت} و {القارعة}، أرددهما وأتفكر فيهما، أحب إلي من أن أهذ القرآن.
- وعن أبي حمزة قال: قلت لابن عباس: إني سريع القراءة، وإني أقرأ القرآن في ثلاث، فقال: لأن أقرأ البقرة في ليلة، فأدبرها وأرتلها، أحب إلي من أن أقرأ كما تقول.
وسئل مجاهد عن رجل قرأ البقرة وآل عمران، ورجل قرأ البقرة، قيامهما واحد وركوعهما واحد وسجودهما واحد وجلوسهما واحد، أيهما أفضل؟ فقال: الذي قرأ البقرة، ثم قرأ: {وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا}.
- وحدثنا جرير عن مغيرة عن إبراهيم قال: قرأ علقمة على عبد الله، فكأنه عجل، فقال عبد الله: فداك أبي وأمي، رتل، فإنه زين القرآن.
- وعن عبد الملك بن شبيب عن رجل من ولد ابن أبي ليلى قال: دخلت على امرأة وأنا أقرأ سورة هود، فقالت لي: يا أبا عبد الرحمن، هكذا تقرأ سورة هود، والله إني فيها منذ ستة أشهر، وما فرغت من قراءتها
- وعن أبي الدرداء رضي الله عنه: إياكم والهذاذين الذين يهذون القرآن ويسرعون بقراءته، فإنما مثل ذلك كمثل الأكمة التي لا أمسكت ماء ولا أنبتت كلأ.
- وعن إبراهيم عن علقمة قال: قال ابن مسعود -رضي الله عنه-: لا تنثروه نثر الدقل ولا تهذوه هذ الشعر، قفوا عند عجائبه، وحركوا به القلوب، ولا يكن هم أحدكم آخر السورة.

▪ استحباب تكرار الأية في الصلاة
- وعن أبي ذر رضي الله عنه قال: قام رسول الله [صلى الله عليه وسلم] ليلة من الليالي يقرأ آية واحدة الليل كله، حتى أصبح، بها يقوم وبها يركع وبها يسجد: {إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم}.
- وعن تميم الداري: أنه أتى المقام ذات ليلة، فقام يصلي، فافتتح السورة التي تذكر فيها الجاثية، فلما أتى على هذه الآية: {أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون}، لم يزل يرددها حتى أصبح.
- وعن ابن مسعود رضي الله عنه: أنه يردد: {وقل رب زدني علما}، حتى أصبح.
- وعن عامر بن عبد قيس: أنه قرأ ليلة من سورة المؤمن فلما انتهى إلى قوله تعالى: {وأنذرهم يوم الآزفة إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين}، لم يزل يرددها حتى أصبح.
- وعن هشام بن عروة عن عبد الوهاب بن يحيى بن حمزة عن أبيه عن جده قال: افتتحت أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما "سورة الطور" فلما انتهت إلى قوله تعالى: {فمن الله علينا ووقانا عذاب السموم}. ذهبت إلى السوق في حاجة ثم رجعت، وهي تكررها: {ووقانا عذاب السموم}، قال: وهي في الصلاة.
- وعن سعيد بن جبير: أنه ردد هذه الآية في الصلاة بضعا وعشرين مرة: {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون}.
وعنه أنه استفتح بعد العشاء الآخرة بسورة: {إذا السماء انفطرت} فلم يزل فيها، حتى نادى منادي السحر.
و"حكي عن أبي سليمان الداراني أنه قال: إني لأتلو الآية فأقيم فيها أربع ليال، أو خمس ليال، ولولا إني أقطع الفكر فيها، ما جاوزتها إلى غيرها".

▪ الأمر بقراءة القرأن بحزن وتزيين الصوت عند قراءته
عن سعد بن مالك قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ((إن هذا القرآن نزل بحزن، فإذا قرأتموه فابكوا، فإن لم تبكوا فتباكوا)):
- وعن بريدة رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((اقرءوا القرآن بحزن فإنه نزل بحزن)).
- المراد بتحسين الصوت بالقرأن
حديث حذيفة بن اليمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اقرءوا القرآن بلحون العرب وأصواتها، وإياكم ولحون أهل الفسق وأهل الكتابين، وسيجيء قوم من بعدي يرجعون القرآن ترجيع الغناء والرهبانية والنوح، لا يجاوز حناجرهم، مفتونة قلوبهم وقلوب الذين يعجبهم شأنهم)).
-ورد عن طاووس ، قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الناس أحسن صوتا بالقرآن -أو أحسن قراءة- فقال: ((الذي إذا سمعته رأيته يخشى الله تعالى)).
وعنه: ((أحسن الصوت بالقرآن أخشاهم لله تعالى)).
- القول في القراءة على الألحان
ورد عن ابن جريج قال: قلت لعطاء ما تقول في القراءة على الألحان؟ فقال: وما بأس بذلك، سمعت عبد الله بن عمر يقول: كان داود عليه السلام يفعل كذا وكذا لشيء ذكره، يريد أن يبكي بذلك ويبكي.
وذكر أبو عبيد أحاديث كثيرة في تحسين الصوت بالقرآن، ثم قال: وعلى هذا المعنى تحمل هذه الأحاديث، إنما هو طريق الحزن والتخويف والتشويق، لا الألحان المطربة الملهية.
-ومما ورد في النهي عن قراءة القرأن بالأ لحان ، حديث أنس: أنه سمع رجلا يقرأ بهذه الألحان التي أحدث الناس، فأنكر ذلك ونهى عنه.
- وعن عابس الغفاري أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يتخوف على أمته خصالا: بيع الحكم، والاستخفاف بالدم، وقطيعة الرحم، وقوما يتخذون القرآن من أمير، يقدمون أحدهم ليس بأفقههم ولا بأفضلهم، إلا ليغنيهم به غناء.
- وقال شعبة: نهاني أيوب أن أحدث بهذا الحديث: ((زينوا القرآن بأصواتكم)).
- قال أبو عبيد: وإنما ذكره أيوب فيما يرى أن يتأول الناس بهذا الحديث الرخصة من رسول الله [صلى الله عليه وسلم] في هذه الألحان المبتدعة، يعني معنى الحديث غير ذلك، وهو لما سبق.

▪ التحذير من الغلو والتنطع
- قال حذيفة: إن من أقرأ الناس المنافق الذي لا يدع واوا ولا ألفا، يلفت كما تلفت البقرة بلسانها، لا يجاوز ترقوته.
- وقال عبد الله: إياكم والتنطع والاختلاف.
رواه البيهقي في "الشعب" عن أبي موسى رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن من إجلال الله عز وجل إكرام ذي الشيبة المسلم وحامل القرآن غير الغالي فيه ولا الجافي عنه ....))
- قال صاحب الغريبين في الحديث: ((هلك المتنطعون...)).
"هم المتعمقون الغالون"، قال: "ويكون الذين يتكلمون بأقصى حلوقهم، مأخوذ من النطع، وهو الغار الأعلى". قال: "وفي حديث حذيفة: من أقرأ الناس منافق لا يدع منه واوا ولا ألفا يلفته بلسانه، كما تلفت البقرة الخلاء بلسانها، أي تلويه، يقال: لفته وفتله، أي لواه" والخلاء الرطب من الكلأ ،.

▪ الحث على العمل بالقران والتحذير من تركه
- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من قرأ القرآن فقام به آناء الليل والنهار يحل حلاله ويحرم حرامه خلطه الله بلحمه ودمه، وجعله رفيق السفرة الكرام البررة، وإذا كان يوم القيامة كان القرآن له حجيجا)).
- أخرج أبو عبيد القاسم بن سلام في "كتاب فضائل القرآن" عن ابن عباس ومجاهد وعكرمة في قوله تعالى: {الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته}، قال: يتبعونه حق إتباعه.
وعن الشعبي في قوله تعالى: {فنبذوه وراء ظهورهم}، قال: أما إنه ما كان بين أيديهم، ولكن نبذوا العمل به.
وعن أبي الزاهرية: أن رجلا أتى أبا الدرداء بابنه فقال: با أبا الدرداء، إن ابني هذا جمع القرآن، فقال: ((اللهم اغفر، إنما جمع القرآن من سمع له وأطاعه)).
وروي مرفوعا وموقوفا: ((اقرءوا القرآن ما نهاك، فإذا لم ينهك فلست تقرؤه)).
وعن الحسن: أن أولى الناس بالقرآن من اتبعه وإن لم يكن يقرؤه.
- وعن الحسن البصري قال: إن هذا القرآن قد قرأه عبيد وصبيان، لا علم لهم بتلاوته، ولم ينالوا الأمر من أوله. قال الله عز وجل: {كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته}، أما تدبر آياته، اتباعه والعمل بعلمه، أما والله ما هو بحفظ حروفه وإضاعة حدوده، حتى إن أحدهم ليقول: قد قرأت القرآن كله، فما أسقط منه حرفا، وقد والله أسقطه كله ما يرى له القرآن في خلق ولا عمل، حتى إن أحدهم ليقول: إني لأقرأ السورة في نفس واحد، والله ما هؤلاء بالقراء ولا العلماء ولا الحكماء ولا الورعة، متى كانت القراء تقول مثل هذا، لا كثر الله في الناس مثل هؤلاء.
- وقال عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-: ينبغي لحامل القرآن أن يعرف بليله إذا الناس نائمون، وبنهاره إذا الناس مفطرون، وبورعه إذا الناس يخلطون، وبتواضعه إذا الناس يختالون، وبحزنه إذا الناس يفرحون، وببكائه إذا الناس يضحكون، وبصمته إذا الناس يخوضون.
- و قال أبو حامد الغزالي في كتاب ذم الغرور:
"اللب الأقصى هو العمل، والذي فوقه هو معرفة العمل، وهو كالقشر للعمل وكاللب بالإضافة إلى ما فوقه، والذي فوقه هو سماع الألفاظ وحفظها بطريق الرواية، وهو قشر بالإضافة إلى المعرفة ولب بالإضافة إلى ما فوقه، وما فوقه هو العلم باللغة والنحو، وفوق ذلك القشرة العليا وهو العلم بمخارج الحروف، والعارفون بهذه الدرجات كلهم مغترون إلا من اتخذ هذه الدرجات منازل، فلم يعرج عليها إلا بقدر حاجته، فتجاوز إلى ما وراءه، حتى وصل إلى باب العمل، وطالب بحقيقة العمل قلبه وجوارحه، ورجى عمره في حمل النفس عليه وتصحيح الأعمال وتصفيتها عن الشوائب والآفات، فهذا هو المقصود المخدوم من جملة علوم الشرع، وسائر العلوم خدم له ووسائل إليه وقشور له ومنازل بالإضافة إليه، وكل من لم يبلغ المقصد فقد خاب، سواء كان في المنزل القريب، أو في المنزل البعيد، وهذه العلوم لما كانت متعلقة بعلوم الشرع اغتر بها أربابها".

العنصرالثاني : الأسباب المانعة لفهم القران .
١- االتركيز على تحقيق الحروف .
قال أبو حامد الغزالي في كتاب تلاوة القرآن: "أكثر الناس منعوا من فهم القرآن لأسباب وحجب سدلها الشيطان على قلوبهم، فعميت عليهم عجائب أسرار القرآن: أولها أن يكون الهم منصرفا إلى تحقيق الحروف بإخراجها من مخارجها، وهذا يتولى حفظه شيطان وكل بالقراء ليصرفهم عن معاني كلام الله تعالى، فلا يزال يحملهم على ترديد الحرف، يخيل إليهم أنه لا يخرج من مخرجه، فهذا يكون تأمله مقصورا على مخارج الحروف، فأنى تنكشف له المعاني؟ وأعظم ضحكة الشيطان لمن كان مطيعا لمثل هذا التلبيس".

٢- الإهتمام بالحفظ والسرعة في القراءة.
عن الحسن البصري قال: إن هذا القرآن قد قرأه عبيد وصبيان، لا علم لهم بتلاوته، ولم ينالوا الأمر من أوله. قال الله عز وجل: {كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته}، أما تدبر آياته، اتباعه والعمل بعلمه، أما والله ما هو بحفظ حروفه وإضاعة حدوده، حتى إن أحدهم ليقول: قد قرأت القرآن كله، فما أسقط منه حرفا، وقد والله أسقطه كله ما يرى له القرآن في خلق ولا عمل، حتى إن أحدهم ليقول: إني لأقرأ السورة في نفس واحد.

العنصر الثالث : أصناف قراء القران .

- قال الحسن: قراء القرآن على ثلاثة أصناف:
صنف اتخذوه بضاعة يأكلون به، وصنف أقاموا حروفه وضيعوا حدوده واستطالوا به على أهل بلادهم واستدروا به الولاة، كثير هذا الضرب من حملة القرآن، لا كثرهم الله، وصنف عمدوا إلى دواء القرآن فوضعوه على داء قلوبهم واستشعروا الخوف وارتدوا الحزن، فأولئك يسقي الله بهم الغيث وينصرهم على الأعداء، والله لهذا الضرب من حملة القرآن أعز من الكبريت الأحمر".

العنصر الرابع كيفية التلاوة الصحيحة ، والنهي عن التكلف فيها .
ذكر أبو حامد الغزالي في كتاب " ذم الغرور" كيفية القراءة الصحيحة
فقال : وتلاوة القرآن حق تلاوته أن يشترك فيه اللسان والعقل والقلب، فحظ اللسان تصحيح الحروف بالترتيل، وحظ العقل تفسير المعاني، وحظ القلب الاتعاظ والتأثر والانزجار والائتمار. فاللسان يرتل والعقل يترجم والقلب يتعظ".
قال أبو شامة المقدسي " ، صدق رحمه الله ومع أن الأمر كذلك، فقد تجاوز بعض من يدعي تجويد اللفظ إلى تكلف ما لا حاجة إليه، وربما أفسد ما زعم أنه مصلح له.
- قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني الحافظ المقرئ رحمه الله:
"التحقيق الوارد عن أئمة القراءة حده أن يوفي الحروف حقوقها من المد والهمز والتشديد والإدغام والحركة والسكون والإمالة والفتح، إن كانت كذلك من غير تجاوز ولا تعسف ولا إفراط ولا تكلف".
قال: "فأما ما يذهب إليه بعض أهل الغباوة من القراء من الإفراط في التمطيط، والتعسف في التفكيك، والإسراف في إشباع الحركات إلى غير ذلك من الألفاظ المستبشعة والمذاهب المكروهة فخارج عن مذاهب الأئمة وجمهور سلف الأمة، وقد وردت الآثار عنهم بكراهة ذلك".
- وما أجمل ما ذكر " سليم " رحمه الله لرجلٌ" قال له : جئتك لأقرأ عليك التحقيق، فقال سليم: يا ابن أخي، شهدت حمزة وأتاه رجل في مثل هذا، فبكى وقال: يا ابن أخي، إن التحقيق صون القرآن، فإن صنته فقد حققته، وهذا هو التشديق".
- وعن ابن المنكدر عن جابر رضي الله عنه قال: كنا جلوسا نقرأ القرآن، فخرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم مسرورا فقال: ((اقرءوا القرآن، فيوشك أن يأتي قوم يقرءونه، يقومونه كما يقوم القدح ويتعجلونه ولا يتأجلونه)).
- وفي رواية سهل بن سعد: يقومون حروفه كما يقام السهم، لا يجاوز تراقيهم، يتعجلون آخره ولا يتأجلونه.
- قال أبو بكر بن مجاهد:
"كان أبو عمرو سهل القراءة، غير متكلف، يؤثر التخفيف ما وجد إليه السبيل".
- وقال حمزة:
إن لهذا التحقيق منتهى ينتهي إليه، ثم يكون قبيحا مثل البياض، له منتهى ينتهي إليه، فإذا زاد صار برصا.
- وأنشدالشيخ أبو الحسن علي بن محمد السخاوي رحمه الله تعالى قصيدة من نظمه في علم التجويد، يقول فيها:
لا تحسب التجويد مدا مفرطا أو مد ما لا مد فيه لوان
أو أن تشدد بعد مد همزة أو أن تلوك الحرف كالسكران
أو أن تفوه بهمزة متهوعا فيفر سامعها من الغثيان
للحرف ميزان، فلا تك طاغيا فيه، ولا تك مخسر الميزان
إلى أخر ما قال من الأبيات التي تنيف على ستين بيتا



*طالبات المجموعة الثالثة:

هبة الديب :الباب الأول والثاني والتنسيق.
هناء هلال :الباب الثالث.
أمل يوسف: الباب الرابع.
ريم الحمدان:الباب الخامس.
منيرة محمد:الباب السادس.




تم بحمد الله وفضله


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 13 شعبان 1436هـ/31-05-2015م, 11:40 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

أحسنتم أخواتي، بارك الله فيكم ونفع بكم وزادكم من فضله

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 13 شعبان 1436هـ/31-05-2015م, 05:27 PM
هناء هلال محمد هناء هلال محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 663
افتراضي

جزاكم الله خيرا أختي هبة وبارك الله فيك على ما بذلتيه من جهد واضح .

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 17 شعبان 1436هـ/4-06-2015م, 08:20 AM
منيرة محمد منيرة محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
الدولة: السعودية
المشاركات: 668
افتراضي

أختي هبة
جمَّل الله حياتكِ بالتقىٰ والإيمان ، كما جمَّلتِ هذا التلخيص بالمساتك المميزة

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مقاصد, تلخيص

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:54 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir