10- الاستخدامُ: هوَ ذكْرُ اللفظِ بمعنًى، وإعادةُ ضميرٍ عليهِ بمعنًى آخَرَ، أوْ إعادةُ ضميرينِ تُريدُ بثانيهما غيرَ ما أَرَدْتَهُ بأَوَّلِهما.
فالأوَّلُ نحوُ قولِه تعالى: {فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ}، أرادَ بالشهْرِ الهلالَ، وبضميرِه الزمانَ المعلومَ. والثاني كقولِه:
فسَقَى الغَضَا والساكِنِيهِ وإنْ همُ ..... شَبُّوهُ بينَ جَوانِحِي وضُلُوعِي
الغَضَا: شَجَرٌ بالباديةِ، وضميرُ (ساكنِيه) يعودُ إليه بمعنى مكانِه، وضميرُ (شَبُّوهُ) يَعودُ إليه بمعنى (نارِه).
11- الاستطرادُ: هوَ أنْ يَخْرُجَ الْمُتَكَلِّمُ من الغَرَضِ الذي هوَ فيهِ إلى آخَرَ لمناسَبَةٍ، ثمَّ يَرجِعُ إلى تَتْمِيمِ الأوَّلِ، كقولِ السَمَوْءَلِ:
وإنَّا أُناسٌ لا نَرى القتْلَ سُبَّةً ..... إذا ما رأَتْهُ عامِـرٌ وسَلولُ
يُقَرِّبُ حبُّ الموتِ آجالَنا لنا ..... وتَكـرَهُه آجالُهم فتَطُـولُ
وما ماتَ منَّا سيِّدٌ حَتْفَ أنْفِه ..... ولا طَلَّ منَّا حيثُ كانَ قتيلُ
فسِياقُ القصيدةِ للفَخْرِ، واستطْرَدَ منهُ إلى هِجاءِ عامرٍ وسَلولَ، ثمَّ عادَ إليهِ.
12- والافتنانُ: هوَ الجمْعُ بينَ فنَّيْنِ مختلِفَيْنِ؛ كالغَزَلِ والحماسةِ، والمدحِ والهجاءِ، والتعزِيَةِ والتهنئةِ، كقولِ عبدِ اللَّهِ بنِ همَّامٍ السلوليِّ حينَ دَخَلَ على يزيدَ، وقدْ ماتَ أبوهُ معاويةُ، وخَلَفَهُ هوَ في الْمُلْكِ: آجَرَكَ اللَّهُ على الرَّزِيَّةِ، وبارَكَ لكَ في الْعَطِيَّةِ، وأعانَكَ على الرعيَّةِ؛ فقدْ رُزِئْتَ عظيمًا، وأُعْطِيتَ جَسيمًا، فاشْكُرِ اللَّهَ على ما أُعْطِيتَ، واصْبِرْ على ما رُزِئْتَ؛ فقدْ فَقَدْتَ الخليفةَ، وأُعْطِيتَ الخلافةَ، ففارَقْتَ خليلًا، ووُهِبْتَ جليلًا:
اصْبِرْ يَزيدُ فقدْ فَارَقْتَ ذا ثِقَةٍ * واشكُرْ حُباءَ الذي بالْمُلْكِ أصْفَاكَ
لا رُزْءَ أصْبَحَ في الأقوامِ نَعْلَمُهُ * كما رُزِئْتَ ولا عُقْبَى كَعُقْبَاكَ