دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى السادس

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #4  
قديم 14 شعبان 1442هـ/27-03-2021م, 02:55 AM
الصورة الرمزية وسام عاشور
وسام عاشور وسام عاشور غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 347
افتراضي

2-قول معاذ بن جبل رضي الله عنه في تفسير قول الله تعالى: {لا انفصام لها} قال: (لا انقطاع لها دون دخول الجنة)

تخريج القول:
أخرج ابن أبي حاتم عن أبيه عن سريح بن النّعمان، عن ابن الرّمّاح، يعني عمرو بن ميمونٍ، عن حميد بن أبي الخزامى قال: سئل معاذ بن جبل عن قول الله "لا انفصام لها" قال: لا انقطاع لها- مرّتين- دون دخول الجنّة
[تفسير القرآن العظيم: 2/496]
توجيه القول:
الفصم في اللغة كما ذكر أبو عبيد: الفصم –بالفاء- فهو أن ينصدع الشيء من غير أن يبين، يقال منه: فصمت الشيء أفصمه فصما إذا فعلت ذلك
به، فهو مفصوم قال ذو الرمة يذكر غزالا شبهه بدملج فضة:
كـــأنــــه دمـــلــــج مــــــــن فــــضــــة نــــبــــهفي ملعب من جواري الحي مفصوم(غريب الحديث: 3/295-296)

وقال ابن منظور في لسان العرب : أَيْ لَا انْقِطَاعَ لَهَا، وَقِيلَ: لَا انْكِسَارَ لَهَا. وَفِي الْحَدِيثِ فِي صِفَةِ الْجَنَّةِ
دُرَّةٌ بَيْضاءُ لَيْسَ فِيهَا فَصْم وَلَا وَصْم
وَفِي حَدِيثِ أبِي بَكْرٍ: إِنِّي وَجَدْتُ فِي ظَهْرِي انْفِصاما ،أيِ انْصِدَاعًا، وَيُرْوَى بِالْقَافِ، وَهُوَ قَرِيبٌ مِنْهُ.
وَفِي الْحَدِيثِ :استَغْنُوا عَنِ النَّاسِ وَلَوْ عَنْ فِصْمة السِّوَاكِ،أيْ مَا انْكَسَرَ مِنْهُ، وَيُرْوَى بِالْقَافِ.
وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهَا: أَنَّهَا قَالَتْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَنْزِل عَلَيْهِ فِي الْيَوْمِ الشَّدِيدِ البرْدِ فَيُفْصِم الوَحْيُ عنه وإِنَّ جَبِينَه ليَتَفصَّد عرَقاً ،فيُفْصِم أَيْ يُقلِع عَنْهُ
وَفِي بَعْضِ الْحَدِيثِ:يُفصم عَنِّي وَقَدْ وَعَيْت يَعْنِي الوَحْي أَيْ يُقلع
لسان العرب ص453

والفصم بالفاء غير القصم بالقاف : القصمُ - بالقاف- هو أن ينكسر الشيء، فيبين
يقال منه: قصمت الشيء أقصمه قصماً: إذا كسرته حتى يبين(غريب الحديث: 3/295-296)

*وعليه فإن التعبير بالفصم ينفي حتى الانفصام البسيط الذي لا بينونة فيه فهو يوحي بجانب المتانة بوعد كريم من المولى عز وجل بعدم التخلي عن المؤمن
======================================================================================================
5-قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه في تفسير التوبة النصوح: (أن تتوب من الذنب ثم لا تعود فيه، أو لا تريد أن تعود)

تخريج القول:
روى عبد الرزاق وابن جرير من طريق سماك بن حربٍ، عن النّعمان بن بشيرٍ، عن عمربن الخطاب التوبة النصوح أن يتوب من الذّنب ثمّ لا يعود فيه أبدًا أو لا يريد أن يعود
قال ابن جرير: واختلفت القرأة في قراءة ذلك، فقرأته عامّة قرأة الأمصار خلا عاصمٍ: {نصوحًا} بفتح النّون على أنّه من نعت التّوبة وصفتها، وذكر عن عاصمٍ أنّه قرأه: (نصوحًا) بضمّ النّون، بمعنى المصدر من قولهم: نصح فلانٌ لفلانٍ نصوحًا، وبنحوه قال الفراء
وقال ابن جرير وأولى القراءتين بالصّواب في ذلك قراءة من قرأ بفتح النّون على الصّفة للتّوبة لإجماع الحجّة على ذلك

*فحاصل ما يروي عن ابن عمر في التوبة النصوح هي أن يذنب العبد الذنب ثم :
-لا يعود فيه أبدا
-أو لا يريد أن يعود فيه أبدا

توجيه الأقوال:
التوبة هي الرجعة إِلى اللّه تعالى من كل ذنب،
نصح: نَصَحَ الشيءُ: خَلَصَ. والناصحُ: الْخَالِصُ مِنَ الْعَسَلِ وَغَيْرِهِ. وَكُلُّ شيءٍ خَلَصَ،
توبةٌ نَصُوح بَالِغَةٌ فِي النُّصْح، وفَعُول مِنْ أَبنية الْمُبَالَغَةِ فهي مِنْ صِفَةِ التَّوْبَةِ ، أي خالصة لا تشوبها شائبة معصية بعدها
فيكون المعنى أَنْ لَا يَرجِعَ العَبْدُ إِلى مَا تَابَ عَنْهُ
وَمَنْ قرأَ نُصُوحاً فَمَعْنَاهُ يَنْصَحُون فِيهَا نُصوحاً فهي من المصدرأو مفعول لأجله كقعد قُعود فَمَعْنَاهُ يَنْصَحُون فِيهَا نُصوحاً أي تنصح للعبد فلا يحدث نفسة بالمعصية بعدها أو لا ينوي أن يعود فيها ،أو أن متعلق الناس فينصح العبد لغيره(لسان العرب ص616، وتاج العروس ص179 ....بتصرف)

وللزمخشري كلام متاع في هذا الباب:
"..: نصوحا من نصاحة الثوب، أى: توبة ترفو خروقك في دينك، وترم خلك وقيل: خالصة، من قولهم: عسل ناصح إذا خلص من الشمع. ويجوز أن يراد: توبة تنصح الناس، أى: تدعوهم إلى مثلها لظهور أثرها في صاحبها"( الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل ص569)

وذكر العز بن عبد السلام ماهو أمتع من ذلك"
".. والنصوح من النصاحة وهي الخياطة لأنها أحكمت الطاعة كما يحكم الخياط الثوب بالخياطة، أو لأنها تجمع بينه وبين أولياء الله تعالى وتلصقه بهم كما يجمع الخياط الثوب ويلصق بعضه ببعض..."( تفسير القرآن ص337)

وذكر لأبو حيان للتوبة ستة شروط:
عَلَى الْمَاضِي مِنَ الذُّنُوبِ النَّدَامَةُ، وَعَلَى الْفَرَائِضِ الْإِعَادَةُ، وَرَدُّ الْمَظَالِمِ وَاسْتِحْلَالُ الْخُصُومِ، وَأَنْ يَعْزِمَ عَلَى أَنْ لَا يعودوا، وَأَنْ تُدْئِبَ نَفْسَكَ فِي طَاعَةِ اللَّهِ كَمَا أَدْأَبْتَهَا فِي الْمَعْصِيَةِ، وَأَنْ تُذِيقَهَا مَرَارَةَ الطَّاعَةِ كَمَا أَذَقْتَهَا حَلَاوَةَ الْمَعَاصِي (البحر المحيط في التفسيرص213)
وذكرابن كثيرشروطا أخرى:
" التّوبة النّصوح هو أن يقلع عن الذّنب في الحاضر، ويندم على ما سلف منه في الماضي، ويعزم على ألّا يفعل في المستقبل. ثمّ إن كان الحقّ لآدميٍّ ردّه إليه بطريقه"

*قال ابن عطية أنه إذا تاب العبد وحصلت توبته بشروطها وقبلت ثم عاود الذنب، فتوبته الأولى لا تفسدها عودة بل هي كسائر ما تحصل من العبادات، والنصوح بناء مبالغة من النصح إلى توبة نصحت صاحبها وأرشدته، وبنحوه قال ابن كثير

======================================================================
7-قول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: (الأمة: الذي يعلم الخير، والقانت: المطيع لله ولرسوله).
تخريج القول:
أخرجه البخاري في صحيحه، وابن جرير في تفسيره، وعبد الرزاق في تفسيره والحاكم في المستدرك من طريق الشعبي عن مسروق عن ابن مسعود أنه قال :
إنّ معاذًا كان أمّةً قانتًا للّه، قال فروة بن نوفل الأشجعي (وفي رواية أنه أبو قروة الكندي): نسي أو وهم، إنّما ذاك إبراهيم فقال عبد اللّه: " من نسي، إنّما كنّا نشبّهه بإبراهيم, والأمة: معلّم الخير"
واخرجه ابن جريركذلك من طريق الشعبي عن فروة ابن نوفل مباشرة واخرجه كذلك من طريق الشعبي عن ابن مسعود

وأخرجه ابن جرير من طرق أخرى منها:
-من طريق أبي العبيدين عن ابن مسعود:أن الأمة معلم الناس الخير
-وأخرج كذلك من طريق أبو كريبٍ عن أبي بكرٍعن ابن مسعود مثله
-واخرج من طريق ابن عبد الأعلى عن محمّد بن ثورٍ عن معمرٍ عن قتادة عن ابن مسعود مثله

توجية الأقوال:
ذكر الطيبي في حاشيته على الكشاف
أن (أمّة) بمعنى: مأموم أي: مقصود، "يؤمه الناس" أي: يقصدونه ليأخذوا منه الخير
فتوح الغيب في الكشف عن قناع الريب (حاشية الطيبي على الكشاف) ص270

وذكر ابن منظور في لسان العرب أن
"أَصْلُ هَذَا الْبَابِ كُلِّهِ مِنَ القَصْد. يُقَالُ: أَمَمْتُ إِلَيْهِ إِذَا قَصَدْته، فَمَعْنَى الأُمَّة فِي الدِّينِ أَنَّ مَقْصِدَهم مقْصِد وَاحِدٌ، وَمَعْنَى الإِمَّة فِي النِّعْمة إِنَّمَا هُوَ الشَّيْءُ الَّذِي يَقْصِده الخلْق ويَطْلُبونه...." لسان العرب ص284

ولابن تيمية في ذلك كلام جميل في هذا الباب قال
" امة والامة هُوَ الْقدْوَة الَّذِي يؤتم بِهِ قَالَ ابْن مَسْعُود والامة الْمعلم للخير وَهِي فعلة من الائتمام كقدوة وَهُوَ الَّذِي يَقْتَدِي بِهِ وَالْفرق بَين الامة والامام من وَجْهَيْن احدهما ان الامام كل مَا يؤتم بِهِ سَوَاء كَانَ بِقَصْدِهِ وشعوره اولا وَمِنْه سمى الطَّرِيق إِمَامًا كَقَوْلِه تَعَالَى وَإِن كَانَ اصحاب الايكة لظالمين فانتقمنا مِنْهُم وإنهما لبإمام مُبين أَي بطرِيق وَاضح لَا يخفى على السالك وَلَا يُسمى الطَّرِيق امة الثَّانِي ان الامة فِيهِ زِيَادَة معنى وَهُوَ الَّذِي جمع صِفَات الْكَمَال من الْعلم وَالْعَمَل بِحَيْثُ بَقِي فِيهَا فَردا وَحده فَهُوَ الْجَامِع لخصال تَفَرَّقت فِي غَيره فَكَأَنَّهُ باين غَيره باجتماعها فِيهِ وتفرقها اَوْ عدمهَا فِي غَيره"مفتاح دار السعادة ص22

*وعليه فالأمة هو رجل قصده غير قصد سائر الناس وأن الناس يقصدونه ليأخذوا عنه الخير
فهو رجل تجمعت فيه خصال الخير فصار يعلمها للناس
فهو إمام في نفسه والناس كذلك يأمونه أي يقصدونه ليتعلموا منه الخير

*وعلى هذا يمكن تصنيف قول ابن مسعود بأنه تفسير بالمثال سواء اكان إبراهيم أو معاذ فالاختلاف اختلاف تنوع لا تضاد

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مجلس, أداء

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:31 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir