دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 13 ربيع الأول 1441هـ/10-11-2019م, 02:31 AM
هيئة الإشراف هيئة الإشراف غير متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,790
افتراضي تطبيق سورة لقمان

تطبيق سورة لقمان

تدبّر سورة لقمان وأداء التطبيقات عليها ( اختياري )

- يمكن لكلّ طالب أن يتدبّر كلَّ يوم صفحة من السورة، ويمكن أن يتقاسم طلاب المجموعة الصفحات فيما بينهم.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 19 ربيع الأول 1441هـ/16-11-2019م, 11:45 PM
سارة المشري سارة المشري غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 544
افتراضي

تدبر سورة لقمان من آية ١- ١١



من آية (١-٥ )

دلت بدلالة المطابقة :
على أن هذه الآيات المنزلة على النبي صلى الله عليه وسلم، و المكونة من الحروف العربية المعروفة هي آيات الكتاب المستغرق للإحكام والحكمة و فيه الهداية والرحمة للمحسنين .

ودلت مطابقة على صفات المحسنين وهي إقام الصلاة وإيتاء الزكاة واليقين بالآخرة .
كذلك دلت على أن الفلاح لأهل الهداية .
وأن الهداية تُنال بالإحسان .


ودلت بالاقتضاء على وجوب الإيمان بها .

و على أنه ينقص من الهداية والرحمة للمرء بحسب ما ينقص من إحسانه .
وبمفهوم المخالفة أن من لم يتصف بالإحسان مطلقا فليس له حظ من الهداية والرحمة المذكورتين في الآية .

ودلت بالإيماء على اشتراط مصاحبة اليقين لقبول الأعمال فالشاكّ لاتنفعه أعماله وكذلك المرائي .
ودلت على أنه كلما زاد اليقين زاد نصيب العبد من الأعمال والتي هي سبب لحصول الهداية وكمالها .

دل قوله تعالى " أولئك" في إشارة البعيد على تعظيم شأنهم وتفخيمه .
ودل حرف الجر " على هدى "
على تمكنهم من الهدى واعتلائهم عليه .
ودل حرف الجر" من ربهم "
على أن الهدى من الله تعالى وحده .
ودل قوله تعالى " ربهم "
على محبة الله تعالى لهم وأنه المتولي لشؤونهم وتربيتهم بالالتزام .

دل تكرار قوله تعالى " وأولئك "
على تأكيد عظيم منزلتهم وعلوها عند الله .

دل قوله تعالى " هم المفلحون "
على التأكيد ، وكأن الفلاح هم أهله وخاصته .
ودلت بمفهوم المخالفة على انتفاء الهداية والفلاح عمن لم يتصف بتلك الصفات .

ومقصد الآيات ١-٥

وجوب الاهتداء بالآيات الشرعية .
أعظم الحكمة وأبلغها إنما تؤخذ من كتاب الله تعالى .
من أراد الهداية والرحمة والفلاح فعليه بالاتصاف بصفات المحسنين في الآيات .

الآيات ٦ و٧


دلت بالمطابقة على صفات البعض ممن يأخذ الملهيات ويتخذها وسيلة للإضلال والصد عن سبيل الله بغير علم ،
ويتخذ آيات الله محلا للاستهزاء والسخرية ، وإذا تليت عليه آيات الله أدبر وأعرض كأنه لم يسمع مشابها لحال من به صمم ، و عقوبة من كان بهذه الصفات أن يُبشّر بالعذاب المهين ويذوق العذاب الأليم .

دل التبعيض على تقسيم الناس
ودل لفظ الاشتراء على الرغبة الشديدة فيه مع وجود ثمن مدفوع مقابله .
دلت دلالة التضمن على دخول المعازف وآلات اللهو في لهو الحديث .
ودلت دلالة الاقتضاء على ذم اللهو و الهُزء ، و دل مفهوم المخالفة على استحباب الجِدّ .
دل قوله تعالى " لهم عذاب مهين " على استحقاق هذا العذاب وكأنه مملك لهم .
ودل قوله تعالى " مهين "
على ملازمة صفة الإهانة لمن يعمل الأعمال المذمومة السابقة .

ودل البناء للمجهول في قوله تعالى " تتلى عليه " على أن حاله واحدة أيا كان من جاءه بالبينات أو تلاها عليه .
ودلّ الشرط في قوله تعالى " إذا تتلى .. ولى " على شدة إعراضه فإن كان هذا حاله بعد السماع مباشرة فقبله أو من غيره من باب أولى .
دل قوله تعالى "ولّى" : على معنى زائد عن الإعراض وهو الفرار .
دل قوله تعالى " كأن لم يسمعها كأن في أذنيه وقرا " على أنه سمعها ، لكن سماعه لم ينفعه فشابه الأصم الذي لايسمع .
دل قوله تعالى " فبشره بعذاب أليم " على مناسبة كلمة التبشير لوضعه من الكِبر ، فأُمر بتبشيره بالعذاب تهكّما ،
كما قابل العذاب بالإهانة ما يناسب حاله من الكِبر .

آية ٨- ٩
دلت الآية بالمطابقة على التوكيد بأن الذين أدوا حق الله تعالى في الإيمان والأعمال الصالحة ، فإنهم موعودون وعد حق بدخول جنات النعيم وأنهم خالدون فيها لا يُخرجون .
ودلت على صفتي العزة والحكمة لله تعالى .

ومقصد الآية الحث على الإيمان والعمل الصالح ببيان جزائهما .
ودل مفهوم المخالفة على أن من لم يؤمن ويعمل الصالحات فليس له هذا الوعد .
دل ختم الآية " وهو العزيز الحكيم " بعد قوله تعالى "وعد الله حقا" ، على تمام القدرة التي لا تُغلب ، مع تمام الحكمة في وضع الأمور مواضعها .

آية ١٠-١١
دلت بالمطابقة على بناء السماء بغير عمد ، وتثبيت الأرض بالرواسي لئلا تضطرب ، و أنّ الله تعالى بثّ في الأرض من أنواع الدواب ، و أنزل المطر فأنبت به من كل صنف كريم .
ودلت كذلك على تحديه سبحانه للمشركين ، حيث طلب منهم أن يروه خلق الذين يعبدونهم من دونه ، وبيان أنهم ظالمون ضالون .

ومقصد الآية : إقامة الحجة على المشركين بوجوب توحيد الله في العبادة ، استدلالا بالربوبية من خلق وقدرة على الألوهية .
ونفي استحقاق غير الله للعبادة لافتقاره وعجزه .

في الآيات دلالة على عظيم قدرة الله ،
وفيها دليل على عظيم رحمته بعباده لما امتن به عليهم من نعم عظيمة جدا وجليلة .
دلت الآيات على حفظ الله تعالى لعباده بما أنعم عليهم من خلق السماء والرواسي والدواب وإنزال المطر كما دلت على عظيم رحمته بهم .

دلت الآيات أيضا على وجوب التفكر بآيات الله تعالى الكونية ، وأنها لم تُوضع عبثا .
دل قوله تعالى " فأروني "
على قوة الحجة في المطالبة بأمر مرئي ، نظير ما تقدم من مرئيات امتن الله بها على عباده .

كما دل قوله تعالى " من دونه" على أنه واحد أحد لا شبيه له ولا نظير دلالة إشارة .
كما دل على أن كل ما عبد و يعبد من دون الله فإنه لا يستحق العبادة دلالة تضمن .

كما دل قوله تعالى " بل الظالمون في ضلال مبين "على أن كل مشرك ظالم ضال دلالة تضمن .

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 20 ربيع الأول 1441هـ/17-11-2019م, 11:27 PM
ضحى الحقيل ضحى الحقيل غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 666
افتراضي

سورة لقمان
بسم الله الرحمن الرحيم

الم (1) تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ (2) هُدًى وَرَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ (3) الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4) أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5)
- جاء في سبب نزول السورة أن المشركين سألوا الرسول صلى الله عليه وسلم عن قصة لقمان، وهذه الآيات عبارة عن مقدمة للقصة مغزاها بيان أن غرض القصة هو مَا فِيهَا مِنْ عِلْمٍ وَحِكْمَةٍ وَهَدًى للمؤمنين لا للذين سألوا عنها. (ابن عاشور)
- قوله {تلك} تَنْبِيهٌ عَلَى تَعْظِيمِ قَدْرِ تِلْكَ الْآيَاتِ بِمَا دَلَّ عَلَيْهِ اسْمُ الْإِشَارَةِ مِنَ الْبُعْدِ الْمُسْتَعْمَلِ فِي رِفْعَةِ الْقَدْر (ابن عاشور)
- وَصْفِ الْكِتابِ بِهَذَا الْوَصْفِ {الحكيم} بَرَاعَةُ اسْتِهْلَالٍ لِلْغَرَضِ مِنْ ذِكْرِ حِكْمَةِ لُقْمَانَ (ابن عاشور)
- تخصيص الإيمان وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة بالذكر لأنها أفضل الحسنات (ابن عاشور)
- زيادة وصف الكتاب بأنه رحمة بعد وصفه بالهدى للتنبيه على ما تتضمنه قصة لقمان من الرحمة حيث تخلق بالحكمة التي فيها زيادة على الهدى (ابن عاشور)
- دلت الآيات بمنطوقها على أن آيات الكتاب تتصف بالحكمة وأنها هدى لمن اتصف بالإحسان وأقام الصلاة وآتى الزكاة آمن بالآخرة، وبمفهومها على أن غيرهم لا ينتفع بها ولا يدرك حكمتها ولا تكون له هدى ولا عليه رحمة والعياذ بالله.
- يفهم من الآيات أن التلازم بين تحقيق الإيمان والقيام بالعبادة وبين تحصيل الهدى والرحمة من القرآن، فكلما ازداد المرء إيمانا وعملا صالحا زاد نصيبه من هدى القرآن ورحمته وكلما طلب الهدى والرحمة من القرآن زاد نصيبه من الإيمان والعون على العمل الصالح


وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَها هُزُواً أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ (6)
- دل نص الآية على التوعد بالعذاب المهين لمن يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله ويتخذها هزوا
- ويتضمن منطوق الآية النهي عن الغناء المحرم وذم فاعله، كما يتضمن كل ما انطبق عليه وصف لهو الحديث.
- دل نص قوله ليضل عن سبيل الله كل ما من شأنه أن يلهي عن الطريق الموصل إلى الله وتضمن ما يتخذ ليلهي عن سماع القرآن


وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِ آياتُنا وَلَّى مُسْتَكْبِراً كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْها كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْراً فَبَشِّرْهُ بِعَذابٍ أَلِيمٍ (7)

- دل نص الآية على إعراض هذا الصنف من الناس وهو المذكور في الآية السابقة عن آيات الله وتكبره عن سماعها وعلى توعده بالعذاب الأليم
- تضمنت الآية ذم الاستكبار عن سماع آيات الله والأمر بإرخاء السمع لها
- تضمنت الآية مشروعية تلاوة الآيات على المعرض لتقوم بها الحجة عليه
- من مقاصد الآية التقديم لقصة لقمان بذم من يشتري لهو الحديث عن الحديث النافع ( ابن عاشور استنادا على ما قيل في أنها نزلت في النضر بن الحارث الذي كان يشتري كتب أخبار الملوك ليقصها على قريش ويصرفهم عن الاستماع للنبي صلى الله عليه وسلم )

إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ جَنَّاتُ النَّعِيمِ (8) خالِدِينَ فِيها وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (9)
- نص الآيات فيها بشارة لمن آمن وعمل صالحا بأن له الجنة ينعم فيها خالدا، وفيها تأكيد بهذه البشارة بأنها وعد حق من الله، وإثبات صفتي العزة والحكمة لله تعالى.
- وتتضمن الآيات إثبات قدرته سبحانه على الوفاء بهذا العهد بدلالة الصفات المذكورة، قال ابن عاشور: " وَإِجْرَاءُ الِاسْمَيْنِ الْجَلِيلَيْنِ عَلَى ضَمِيرِ الْجَلَالَةِ لِتَحْقِيقِ وَعْدِهِ لِأَنَّهُ لِعِزَّتِهِ لَا يُعْجِزُهُ الْوَفَاءُ بِمَا وَعَدَ، ولحكمته لَا يخطىء وَلَا يَذْهَلُ عَمَّا وَعَدَ،"


خَلَقَ السَّماواتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها وَأَلْقى فِي الْأَرْضِ رَواسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيها مِنْ كُلِّ دابَّةٍ وَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ مَاءً فَأَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ (10) هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (11)
- نص الآيات تقرير لعظمة خلق الله تعالى للسموات بغير عمد ولتثبيت الأرض بالجبال وما بث فيها من دابة وقدرته في إنزال المطر وإنبات الزرع وتحدي للمخاطبين بأن يأتي شركاؤهم الذين يعبدونهم بمثل هذا الخلق وتقرير لضلال من ظلم نفسه بالشرك.
- إذا تأملنا فيما يعبد من دون الله وجدنا أنهم لا يرتقون إلى التحدي بخلق هذه المخلوقات العظيمة، وأنهم أهون من ذلك أحقر وأنهم لو تحديتهم بخلق ذباب لم يستطيعوا، فثبت بدلالة الالتزام عدم استحقاقهم للعبادة من دون الله. (دلالة إيماء جلي؟)
- يفهم من الآيات بدلالة الأولى أن من لا يستطيع خلق ما دون المذكور من المخلوقات لا يستحق العبادة

والحمد لله رب العالمين

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 21 ربيع الأول 1441هـ/18-11-2019م, 12:55 AM
عقيلة زيان عقيلة زيان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 700
افتراضي

سورة لقمان
بسم الله الرحمن الرحيم
الم (1) تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ (2) هُدًى وَرَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ (3) الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4) أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5)**
**
{ تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ (2)}

- وفيه دلالة أن أخبار الكتاب صدق وأحكامه عدل و ألفاظه أفضل الألفاظ وقصصه أحسن القصص وغير ذلك.. لأنه موافق للحكمة ؛بل كل ما يدعو إليه موافق للحكمة داخل في قوله "الكتاب الحكيم" (دلالة التضمن)
-الحكيم: نعت للكتاب أنه حكيم؛ محكم ؛فيه الحكمة ؛ وصاحب حكم وهذا يقتضى كون آيات الكتاب محكمة مشتملة على الحكمة (دلالة الاقتضاء)
-أن منزل الكتاب حكيم (دلالة الاقتضاء )
تلك: اسم إشارة للبعيد ؛ فيها التنبيه إلى علو منزلة الآيات الكتاب و رفعة مكانتها. (دلالة الإيماء)
الكتاب: ..إشارة إلى كون القران سيكون مكتوبا مجموعا ( دلالة الإشارة)
{هُدًى وَرَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ3}.
دلالة المطابقة:
آيات الكتاب الحكيم الهدى؛ فمن اهتدى بها نالته الرحمة وأخص الناس انتفاعا فتلك الهداية والرحمة هو المحسنون الذي أحسنوا في عبادة الله عزوجل وأحسنوا إلى عباده الله
( دلالة تضمن )
*من اهتدى بآيات الله تناله رحمة الله
(دلالة الاقتضاء)
*الضلال والغضب والسخط في منأى عن المحسنين
(دلالة الإماء)
-وتخصيص الهداية والرحمة للمحسنين لكونهم المنتفعون بهدي الآيات الكتاب فنالتهم رحمة الله
- على حسب قوة إحسان العبد يوفق إلى الاهتداء بآيات الكتاب ونيل الرحمة ؛ بمعنى كلما قوى الإحسان في عبادة الله و الإحسان إلى الخلق زادت وقوية الهداية بآيات الكتاب وزادت الرحمة وكملت
-- على حسب اهتداء العبد بآيات الكتاب الحكيم تنال رحمة
(دلالة الإشارة)
*" قوله "هدى ورحمة " مصدر؛ نعت الآيات بالمصدر للدلالة أنها مشتملة على أكمل الهداية و أتمها وأحسنها وكذا موصلة لتمام الرحمة وأحسنها .
-من لوزام حصول الرحمة حصول السعادة و الفلاح والأمن والطمأنينة .
(الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4))
دلالة المطابقة
شروع في نعت وبيان صفات المحسنين؛ بأنهم يقيمون الصلاة ويعطون زكاة أموالهم إلى مستحقيها ؛ وهم على أعلا درجات الإيمان باليوم الآخر لأنهم بلغوا درجة اليقين
دلالة التضمن:
المحسنون يقيمون الصلاة ..هذا جزء وبعض من الأوصاف التي ذكرت
-المحسنون يؤتون الزكاة.. هذا جزء وبعض من الأوصاف التي ذكرت
-
دلالة الاقتضاء
-من مقتضيات إقامة الصلاة ؛الإحسان في وضوءها و الإتيان بجميع أركانها وواجباتها ومستحباتها و الإحسان في الوقوف فيها بين يدي رب العالمين..لأنه لا يسمى مقيما للصلاة حتى يكمل جميع حقوقها
-اليقين باليوم الآخر يقتضي عدم طرو الشك فيه بأي وجه من الوجوه
- الإيمان بالآخرة يقتضى الإيمان بكل ما يكون بعد الموت من عذاب القبر ونعيمه و البعث والنشور والحساب والجزاء والجنة والنهار ووقوف نار في عرصات القيامة...وغير ذلك
- اليقين بالآخرة يقتضي الإيمان بالله و بكمال صفاته والإيمان بالرسالة والملائكة.لأنه لا يتحقق اليقين باليوم الآخرة دون الإيمان بذلك
-والتعبير بالزكاة في إعطاء الصدقات إشارة إلى أنها تزكي النفس وتزكى المال وتزيده بركة ونماء..
دلالة الإيماء
-..قوة اليقين باليوم الآخر باعثة للعبد للمزيد في إحسانه في عبادته ومعاملته للناس؛ فكلما زاد الإيمان باليوم الآخر وقوي زاد الإحسان وعظم.
- قوله "هُمْ يُوقِنُونَ"؛اليقين فيه إشارة إلى كمال علمهم لأن اليقين أعلا درجات العلم
دلالة الإشارة
- أفضل الحسنات الإيمان باليوم الأخر و إقام الصلاة وإيتاء الزكاة قال ابن عاشور" وَمَعْنَى الْمُحْسِنِينَ: الْفَاعِلُونَ لِلْحَسَنَاتِ، وَأَعْلَاهَا الْإِيمَانُ و إِقَامُ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءُ الزَّكَاةِ، وَلِذَلِكَ خُصِّتْ هَذِهِ الثَّلَاثُ بِالذِّكْرِ بَعْدَ إِطْلَاقِ الْمُحْسِنِينَ لِأَنَّهَا أَفْضَلُ الْحَسَنَاتِ،" اهـ
- في الآية إشارة أن الإيمان باليوم الآخر حسنة بل هو من أفضل الحسنات يثاب عليها العبد..
- جمع بين عبادة الصلاة وعبادة الزكاة للإشارة أن المحسنين أحسنوا في أداء حق الله بأعظم العبادات بعد الإيمان به وهو الصلاة فهي ركن من أركان الإسلام وأحسنوا في أداء حق الناس بأفضل العبادات وهى الزكاة فهي ركن من أركان الإسلام
-المحسنون كملت عندهم القوة العلمية و القوة العملية جمعوا بين العلم والعمل
-الاقتصار على ذكر الإيمان باليوم الآخر دون غيره من أركان الإيمان فيه إشارة إلى أهمية هذا الركن وأنه لب أركان الإيمان.. لأن العلم اليقيني يدفع الإنسان لسلوك أبواب الخير و العمل والصالح والاستمرار والثبات عليه ولو كان فيه مشقة. ليقينه بالأجر العظيم الذي ينتظره
-" وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ" فيها عدة مؤكدات
أولها بتقديم الجار والمجرور،للدلالة على القصر" ما يوقن بالآخرة إلا هؤلاء.؛ يقينا كاملا ؛ أو هو قصر إضافي بالنسبة إلى الكفار ومشركي العرب
وثانيها بالجملة الاسمية،للدلالة على الاستمرار وذكر ضمير الفصل مرتين في صدر الجملة.
وآخرها.للدلالة على التوكيد...
فكل ذلك فيه إشارة أن هؤلاء قد خلصت قلوبهم وعقولهم وكل مداركهم لليوم الأخر بحيث أصبح حاضرا مشاهدا أمامهم ولا يغيب عنهم كما قال تعالى : {..إِنَّا أَخْلَصْنَاهُمْ بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ.}

-
- ) أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5)**
مطابقة :
المحسنون نالوا الدرجات و المنازل العلية والرفعة حتى اعتلوا على الهداية الربانية فصاروا من المفلحين
دلالة الإيماء
-قوله "أولئك" الإشارة بالبعيد تنبيها على علو منزلتهم ورفعة درجاتهم تشريفا وتكريما لهم.
قوله " أولئك " المشار إليه الذين سبق ذكر صفاتهم ففيه تنبيه إلى أن هذه الصفات هي علة الحكم
بأنهم على هدى من ربهم
-وقوله" وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ" فيه تنبيه أن الصفات السالف ذكرها هي أيضا سبب الفلاح و الفوز بالنعيم المقيم
- قوله "من ربهم" للدلالة على شرف الهداية وتمامها وكمالها ؛ وأن ابتداءها من الله وهي موصلة إليه
-و فيه تنبيه أن من مقتضيات الربوبية تربية عباده حتى يوصلهم إلى كمال الهداية وتمامها.فسلوك سبيل الهداية توفيق من رب العالمين
- التعبير بحرف على في قوله "على هدى من ربهم" فيه تنبيه أن المحسنين قد اعتلوا الهداية فتمكنوا منها لا يزايلونها .فأصحب تلك الصفات هم على هداية تامة مستمرة
- قوله " وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ " فيها عدة توكيدات: بالجملة الاسمية لدلالة على الاستمرار -دوام الفلاح- و بتعريف طرفي الجملة للدلالة على القصر "هم المفلحون لا غيرهم " ؛ و بضمير الفصل لزيادة التوكيد والحصر..وكل ذلك تنبيه على أن الذين اتصفوا بتلك الصفات نالوا كمال الفلاح والفوز بالنعيم والبعد عن العذاب الأليم ؛ ولا يُنال من نالوه إلا بسلوك سبيلهم
دلالة الإشارة
-وفي ذكر إقامة الصلاة إشارة إلى المعاني الروحية في العبادات الإسلامية من صلاة وصوم وحج (" أفاده أبو زهرة)


قوله تعالى :
وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَها هُزُواً أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ (6) وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِ آياتُنا وَلَّى مُسْتَكْبِراً كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْها كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْراً فَبَشِّرْهُ بِعَذابٍ أَلِيمٍ (7).
هذا شروع في بيان حال الطرف المقابل للمحسنين ؛ وهم المعرضون عن الآيات أعرضوا عن الاهتداء بها وصدوا غيرهم
قال تعالى :" {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَها هُزُواً أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ (6) }
دلالة المطابقة :
بعض الناس يعرض عن الاهتداء بآيات الكتاب الحكيم ويبيعها بلهو الحديث ولم يكتف بهذا بل صد غيره عن الاهتداء والانتفاع بالآيات وحتى يتم له مقصوده فلابد من التنقص من الآيات والحط من قيمتها فانتهج أسلوب السخرية الاستهزاء بها. فهذا له عذاب مهين جزاء من جنس العمال كما أهان الآيات أهانه الله بالعذاب
دلالة تضمن
-تحريم الغناء والطرب لأنه بعض وجزء من لهو الحديث
-تحريم الاستهزاء بآيات الله
دلالة الاقتضاء
- "مَنْ يَشْتَرِي" يقتضي أن هناك بيع ؛وسلعة ؛وثمن ؛وربح أو خسارة ؛ فهذا قد باع القران بلهو الحديث فخسر دنياه وآخرته
- قوله "يشترى" هذا يقتضي أنه راغب للهو الحديث قاصد طالب له؛ آثر له عن آيات الذكر الحكيم لأنه لا يشترى العبد شيئا لا يكون له فيه رغبة ومحبة وحاجة.
- قوله "لهو الحديث" ..اللهو يقتضي الإلتهاء والانشغال بما يلهي والإعراض عن غيره ..فهؤلاء قد قصدوا إلى جلب ما يشغلهم ويلهيهم عن آيات القران الحكيم
--قوله "ليضل عن سبيل الله " هذا يقتضي أنه هو ضال.لأنه لا يتصور أن يُضل من كان مهتديا....فهذا هو ضال في نفسه ثم سعى في إضلال غيره
-بغير علم يقتضى كونه جاهل؛ والتنكير للتقليل ؛ فهؤلاء ليس لهم أدنى علم
-الاستهزاء بآيات الله يقتضى التنقص والسخرية منها؛واحتقارها
-دلالة الإيماء
-- قوله "أولئك " إشارة إلى البعيد تنبيها على بعد منزلتهم في التسفل وهوانهم على الله
- قوله " أولئك " المشار إليه الذين سبق ذكر صفاتهم ففيه تنبيه إلى أن هذه الصفات هي علة حصول العذاب المهين...
دلالة الإشارة
-كل من أعرض عن آيات الكتاب الحكيم والاهتداء بها اشتغل بلهو الحديث؛ بل وجعل آيات الذكر الحكيم ثمنا للهو الحديث
-"لهو الحديث" كل ما يشغل عن آيات الكتاب الحكيم و الاهتداء بها .من لغو؛ أو نميمة أو غيبة؛ أو باطل أو سفه ..
- قوله "سبيل الله " هو الصراط المستقيم سبيل الهدى والحكمة والتنصيص على" سبيل الله" دون غيره من الألفاظ لبيان شناعة فعله وقبح صنيعه وأنه ما يأتي به فهو فاسد باطل في ضلال مبين؛ لأنه ليس ثمة إلا حق أو باطل " فليس بعد الحق إلا الضلال
-( ليضلّ عن سبيل الله ).. يدخل فيه كل أنواع الإضلال العقدي و الفقهى و الأخلاقي والفكري وغيرها
- "بغير علم" فيها إشارة لأن هؤلاء جهال ؛ انتفى عنهم الحجة والبينة والدليل؛ بل هم يتّبعون الجهل والتقليد الأعمى لا غير ، و يورطون ويشغلون الآخرين بجهلهم
-" ويتخذها هزؤا " لا يتم التضليل عن الحق إلا بتشويهه والتنقص منه.
-الجزاء من جنس العمل كما ناله العذاب المهين استهزأ بآيات الله
- "أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ" فيها عدة مؤكدات بالجملة الاسمية الدالة على الاستمرار عذاب مهين مستمر دائم ..وبتقديم الجار والمجرور الدال على القصر ؛قصر إضافي هم يصيبهم العذاب المهين دون غيرهم ممن أمنوا واهتدوا بآيات الكتاب الحكيم..أو العذاب المهين الكامل لهم
دلالة أولى
-في الآية ذم لمن استهزأ بآيات الله ؛ فمن باب أولى أن يذم من سب آيات الله وألحد فيها وكفر بها
دلالة شبه
المؤمن له نصيب من الآية..فمن آثار حديث الباطل واللهو ولغو الكلام عن الانتفاع بآيات القران والاهتداء بها فقد شابه أولاء القوم؛ فله نصيب وحظ من حكمهم
قال الله تعالى :{وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (7)} [لقمان: 7]
هذا وصف آخر لأولئك المعرضين عن آيات الله؛ وهو بيان ووصف حالهم وردة فعلهم عند تلاوة آيات القران عليهم أنهم يتولون مستكبرين عنها كأنه أصم لا يسمع آيات القرآن .فلهم البشارة بعذاب أليم
دلالة تضمن
إذا كان لا يسمع بأذنيه فهو لا يسمع بأذن واحدة
دلالة الإيماء
-ولى مستكبرا فيه تنبيه أن الاستكبار علة وسبب مانع من الانتفاع بآيات القران
-الكبر دافع نفسي يحول بين العبد وبين الانتفاع بآيات القران
دلالة الإشارة
- "إذا تتلى عليه" ؛ استخدام "إذا" الشرطية إشارة إلى كثرة ما تتلى عليه الآيات
- آياتنا إضافة الآيات إلى الله عزوجل بضمير العظمة فيه إشارة إلى شرف تلك الآيات وعظيم فضلها نفعها وبركتها؛ وإلى قبح جرم هذا المتكبر كيف يتكبر على ربه
- - ( ولّى مستكبراً ) إشارة إلى أنّ إعراضه لم يكن نابعاً من تضرّر مصالحه الدنيويّة والحدّ من رغباته وشهواته فحسب ، بل إنّ الأمر أكبر من ذلك ، فإنّ فيه دافع التكبّر أمام عظمة الله وآياته ، وهو أعظم ذنب فيه . (منقولة من كتب التفسير)
-
-(كأن لم يسمعها )؛ فيه إشارة لأنواع سماع القران
سماع إعراض واستكبار: سماع الجارحة فقط ؛ والقلب معرض
وسماع استجابة وإذعان وخضوع : اجتمع فيه سماع الجارحة وسماع القلب
-فيه الآية إشارة أن من حقوق القران عند تلاوته الاستماع له استماع إذعان وقبول و انقياد
-- (فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ)؛ استخدام البشارة مع العذاب الأليم للتهكم به.
- سميت البشارة بشارة لما يحصل من تغير على بشرة المبشَر....فالتبشير بالعذاب الأليم فيه إشارة أن بشرته ستتغير لمّا يسمع ما ينتظره من العذاب ؛ لكن تغيرها بما يسوءه كالسواد والظلمة والغبرة وغيرها

قال الله تعالى :
{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتُ النَّعِيمِ (8) خَالِدِينَ فِيهَا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (9) }.
بشارة من الله عزوجل لمن آمن به وبآياته وآمن برسوله وبما جاء به؛ و عمل الأعمال الصالحة أن لهم جنات يتنعمون فيها نعيما مقيما ؛ وهو وعد متحقق من الله عزوجل. لكمال لعزته و حكمته؛ فأمره نافذ لا راد لحكمه وقضائه واقتضت حكمته أن يوفق من وفق ويخذل من يخذل
-دلالة الاقتضاء
عملوا الصالحات أي عملوا الأعمال الصالح .ففيه التنبيه إلى إخلاص العمل لله ومتابعة النبي صلى الله عليه وسلم لأن العمل لا ينعت بالصلاح إلا باجتماع الشرطين
دلالة الإيماء:
- الإيمان وحده لا يكفي في الفوز بالجنات النعيم لابد من اقتران العمل
- تنكير الجنات للدلالة على كثرتها .وعظمتها وإضافتها للنعيم "جنات النعيم" فيه التنبيه أنه ليس في الجنة إلا النعيم.
- من رحمة الله بعباده تبشيرهم بما ينتظرهم من النعيم المقيم .
- الله يثبت عباده على الطاعات بالبشارات وما ينتظرهم بالنعيم المقيم
- أكد تحقق ما وعدهم بقوله "وعد الله " إضافة الوعد له و بقوله "حقا"؛ وهذا حتى يذهب عنهم الشك والريب و يزيد من تثبيتهم على طاعته
- قوله العزيز.فيه تنبيه أن وعده نافذ متحقق لأنه لا يمنعه أحد عن تحقيق ما أراد .
-
. لهم هذه الجنات وهذا الخلود تحقيقا لوعد الله الحق . ( وعد الله حقا )فقد بلغ من فضل الخالق على العباد أن يوجب على نفسه الإحسان إليهم جزاء إحسانهم لأنفسهم لا له سبحانه ! وهو الغني عن الجميع !
دلالة الإشارة
يحسن لمربي أو المعلم أن يثبت من تحت يديه ويحثهم على الاجتهاد والعمل بأن يبشرهم بما ينتظرهم من الجزاء الجميل
-ويحسن لمن يعد الوعود العظام أن يؤكد قوله بما يطمئن قلب الموعود له

خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ (10) هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (11)
هذا شروع في بيان أدلة التوحيد و استحقاق الله للعبادة والذل والمحبة والخضوع لأنه سبحانه المنفرد بالخلق فأوجده وأخرجه من العدم على مثال غير سابق ..
دلالة الاقتضاء
-" وأنزلنا من السماء " فيه تسمية السحاب سماء لأن المطر ينزل من السحاب
قوله "زوج" الزوجية تقتضى وجود الذكر والأنثى ففيه دلالة أن النبات مثل جنس الحيوان فيه ذكر وأنثى
- دلالة الإيماء
-"زوج كريم" فيه تنبيه أن كل ما أخرج الله من النبات فيه منافع
- دلالة الإشارة
قوله "وَأَنْزَلْنَا " و " فَأَنْبَتْنَا" التفات من الغيبة إلى التكلم فيه إشارة أن إنزال الماء وإنبات النبات له مزية خاصة أو فيه مزيد فضل على العباد؛ أو لعل فيه إشارة إلى أن عماد وأساس غذاء الإنسان الماء والنبات –والله أعلم-
-قوله "زوج كريم" ما أنبت الله أنفسه وأفضله وأحسنه ولن يصل العبد مهما حاول في تهجين بعض الثمار أن يخرج أفضل وأحسن مما أنبته الله
- زوج واللفظ يوحي إلى النفس باستقبال صنع الله بما يليق من التكريم والحفاوة والاحتفال ؛ لا بالاستهانة والغفلة والإغفال (منقولة من كتب التفسير)
مفهوم المخالفة
-لولا الجبال الراسيات لمادت الأرض ، ولما استقرت بساكنيها

هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (11)
دلالة الإيماء
–كل ما عبد من دون الله فهو عاجز عن الخلق ؛ وإذا انتفى الخلق عنهم انتفى الملك والتدبير والتصرف في الكون
-من ادعى أن لهذا الكون خالق غير الله فهو ظالم ؛ ومن ادعى أن غير الله يستحق العبودية فهوظالم
- قوله "في ضلال" التعبير ب في الظرفية تنبيها أنهم منغمسون في الضلال
-قطع الحجة على المشركين الذين يعبدون مع الله آله أخرى..يُقال لهم بأي حجة تعبدونهم..و الحال أنهم عاجزون عن الخلق والملك والتدبير والتصريف
-هناك مناسبة وعلاقة بين الظلم والضلال..لأن الظالم جانب الحكمة والصواب لم يهتد لها لهذا كان في ضلال
-بقدر ظلم العبد يكون انغماسه في الضلال والتيه.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 14 جمادى الأولى 1441هـ/9-01-2020م, 11:51 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سارة المشري مشاهدة المشاركة
تدبر سورة لقمان من آية ١- ١١


من آية (١-٥ )
[ لو ذكرت نصّ الآيات ]
دلت بدلالة المطابقة :
على أن هذه الآيات المنزلة على النبي صلى الله عليه وسلم، و المكونة من الحروف العربية المعروفة هي آيات الكتاب المستغرق للإحكام والحكمة و فيه الهداية والرحمة للمحسنين .

ودلت مطابقة على صفات المحسنين وهي إقام الصلاة وإيتاء الزكاة واليقين بالآخرة .
كذلك دلت على أن الفلاح لأهل الهداية .
وأن الهداية تُنال بالإحسان .

ودلت بالاقتضاء على وجوب الإيمان بها .

و على أنه ينقص من الهداية والرحمة للمرء بحسب ما ينقص من إحسانه .
وبمفهوم المخالفة أن من لم يتصف بالإحسان مطلقا فليس له حظ من الهداية والرحمة المذكورتين في الآية . [ الإحسان أعلى مراتب الدين، ونفي الرحمة والهداية عمن لم يبلغها غير صحيح، والأجود أن تقولي في مفهوم المخالفة: من أساء نقص نصيبه من الهداية والرحمة بقدر إساءته ]

ودلت بالإيماء على اشتراط مصاحبة اليقين لقبول الأعمال فالشاكّ لاتنفعه أعماله وكذلك المرائي .
ودلت على أنه كلما زاد اليقين زاد نصيب العبد من الأعمال والتي هي سبب لحصول الهداية وكمالها .

دل قوله تعالى " أولئك" في إشارة البعيد على تعظيم شأنهم وتفخيمه .
ودل حرف الجر " على هدى "
على تمكنهم من الهدى واعتلائهم عليه . [ واعتلاؤهم به ]
ودل حرف الجر" من ربهم "
على أن الهدى من الله تعالى وحده .
ودل قوله تعالى " ربهم "
على محبة الله تعالى لهم وأنه المتولي لشؤونهم وتربيتهم بالالتزام .

دل تكرار قوله تعالى " وأولئك "
على تأكيد عظيم منزلتهم وعلوها عند الله .

دل قوله تعالى " هم المفلحون "
على التأكيد ، وكأن الفلاح هم أهله وخاصته .
ودلت بمفهوم المخالفة على انتفاء الهداية والفلاح عمن لم يتصف بتلك الصفات .

ومقصد الآيات ١-٥

وجوب الاهتداء بالآيات الشرعية .
أعظم الحكمة وأبلغها إنما تؤخذ من كتاب الله تعالى .
من أراد الهداية والرحمة والفلاح فعليه بالاتصاف بصفات المحسنين في الآيات .

الآيات ٦ و٧

دلت بالمطابقة على صفات البعض [ لا تدخل أل على بعض إلا في العهد الذكري ] ممن يأخذ الملهيات ويتخذها وسيلة للإضلال والصد عن سبيل الله بغير علم ،
ويتخذ آيات الله محلا للاستهزاء والسخرية ، وإذا تليت عليه آيات الله أدبر وأعرض كأنه لم يسمع مشابها لحال من به صمم ، و عقوبة من كان بهذه الصفات أن يُبشّر بالعذاب المهين ويذوق العذاب الأليم .

دل التبعيض على تقسيم الناس
ودل لفظ الاشتراء على الرغبة الشديدة فيه مع وجود ثمن مدفوع مقابله . [ ما نوع هذه الدلالة؟ ]
دلت دلالة التضمن على دخول المعازف وآلات اللهو في لهو الحديث .
ودلت دلالة الاقتضاء على ذم اللهو و الهُزء ، و دل مفهوم المخالفة على استحباب الجِدّ .
دل قوله تعالى " لهم عذاب مهين " على استحقاق هذا العذاب وكأنه مملك لهم . [ هذه لام الاختصاص ]
ودل قوله تعالى " مهين "
على ملازمة صفة الإهانة لمن يعمل الأعمال المذمومة السابقة . [ ما نوع هذه الدلالة؟ ]

ودل البناء للمجهول في قوله تعالى " تتلى عليه " على أن حاله واحدة أيا كان من جاءه بالبينات أو تلاها عليه .
ودلّ الشرط في قوله تعالى " إذا تتلى .. ولى " على شدة إعراضه فإن كان هذا حاله بعد السماع مباشرة فقبله أو من غيره من باب أولى .
دل قوله تعالى "ولّى" : على معنى زائد عن الإعراض وهو الفرار .
دل قوله تعالى " كأن لم يسمعها كأن في أذنيه وقرا " على أنه سمعها ، لكن سماعه لم ينفعه فشابه الأصم الذي لايسمع .
دل قوله تعالى " فبشره بعذاب أليم " على مناسبة كلمة التبشير لوضعه من الكِبر ، فأُمر بتبشيره بالعذاب تهكّما ،
كما قابل العذاب بالإهانة ما يناسب حاله من الكِبر .

آية ٨- ٩
دلت الآية بالمطابقة على التوكيد بأن الذين أدوا حق الله تعالى في الإيمان والأعمال الصالحة ، فإنهم موعودون وعد حق بدخول جنات النعيم وأنهم خالدون فيها لا يُخرجون .
ودلت على صفتي العزة والحكمة لله تعالى .

ومقصد الآية الحث على الإيمان والعمل الصالح ببيان جزائهما .
ودل مفهوم المخالفة على أن من لم يؤمن ويعمل الصالحات فليس له هذا الوعد .
دل ختم الآية " وهو العزيز الحكيم " بعد قوله تعالى "وعد الله حقا" ، على تمام القدرة التي لا تُغلب ، مع تمام الحكمة في وضع الأمور مواضعها .

آية ١٠-١١
دلت بالمطابقة على بناء السماء بغير عمد [ نراها] ، وتثبيت الأرض بالرواسي لئلا تضطرب ، و أنّ الله تعالى بثّ في الأرض من أنواع الدواب ، و أنزل المطر فأنبت به من كل صنف كريم .
ودلت كذلك على تحديه سبحانه للمشركين ، حيث طلب منهم أن يروه خلق الذين يعبدونهم من دونه ، وبيان أنهم ظالمون ضالون .

ومقصد الآية : إقامة الحجة على المشركين بوجوب توحيد الله في العبادة ، استدلالا بالربوبية من خلق وقدرة على الألوهية .
ونفي استحقاق غير الله للعبادة لافتقاره وعجزه .

في الآيات دلالة على عظيم قدرة الله ،
وفيها دليل على عظيم رحمته بعباده لما امتن به عليهم من نعم عظيمة جدا وجليلة .
دلت الآيات على حفظ الله تعالى لعباده بما أنعم عليهم من خلق السماء والرواسي والدواب وإنزال المطر كما دلت على عظيم رحمته بهم .

دلت الآيات أيضا على وجوب التفكر بآيات الله تعالى الكونية ، وأنها لم تُوضع عبثا .
دل قوله تعالى " فأروني "
على قوة الحجة في المطالبة بأمر مرئي ، نظير ما تقدم من مرئيات امتن الله بها على عباده .

كما دل قوله تعالى " من دونه" على أنه واحد أحد لا شبيه له ولا نظير دلالة إشارة .
كما دل على أن كل ما عبد و يعبد من دون الله فإنه لا يستحق العبادة دلالة تضمن .

كما دل قوله تعالى " بل الظالمون في ضلال مبين "على أن كل مشرك ظالم ضال دلالة تضمن .

أحسنت بارك الله فيك



[مما يعين على جودة الاستنتاج تأمل جُمل الآيات ، مثلاً: قول الله تعالى: {وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم} يدلّ على منّة الله تعالى علينا بتثبيت الأرض ودلّ مفهوم العلة على أنه تعالى لو لم يلق في الأرض رواسي لمادت بنا، ودلّ بدلالة الإشارة على تثبيت ما هو أولى من الأرض وهي القلوب المؤمنة المهتدية بهداه، ثم في بقية الجمل على هذا النحو ]


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 15 جمادى الأولى 1441هـ/10-01-2020م, 12:08 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ضحى الحقيل مشاهدة المشاركة
سورة لقمان
بسم الله الرحمن الرحيم

الم (1) تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ (2) هُدًى وَرَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ (3) الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4) أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5)
- جاء في سبب نزول السورة أن المشركين سألوا الرسول صلى الله عليه وسلم عن قصة لقمان، وهذه الآيات عبارة عن مقدمة للقصة مغزاها بيان أن غرض القصة هو مَا فِيهَا مِنْ عِلْمٍ وَحِكْمَةٍ وَهَدًى للمؤمنين لا للذين سألوا عنها. (ابن عاشور)
- قوله {تلك} تَنْبِيهٌ عَلَى تَعْظِيمِ قَدْرِ تِلْكَ الْآيَاتِ بِمَا دَلَّ عَلَيْهِ اسْمُ الْإِشَارَةِ مِنَ الْبُعْدِ الْمُسْتَعْمَلِ فِي رِفْعَةِ الْقَدْر (ابن عاشور)
- وَصْفِ الْكِتابِ بِهَذَا الْوَصْفِ {الحكيم} بَرَاعَةُ اسْتِهْلَالٍ لِلْغَرَضِ مِنْ ذِكْرِ حِكْمَةِ لُقْمَانَ (ابن عاشور)
- تخصيص الإيمان وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة بالذكر لأنها أفضل الحسنات (ابن عاشور)
- زيادة وصف الكتاب بأنه رحمة بعد وصفه بالهدى للتنبيه على ما تتضمنه قصة لقمان من الرحمة حيث تخلق بالحكمة التي فيها زيادة على الهدى (ابن عاشور)
- دلت الآيات بمنطوقها على أن آيات الكتاب تتصف بالحكمة وأنها هدى لمن اتصف بالإحسان وأقام الصلاة وآتى الزكاة آمن بالآخرة، وبمفهومها على أن غيرهم لا ينتفع بها ولا يدرك حكمتها ولا تكون له هدى ولا عليه رحمة والعياذ بالله.
- يفهم من الآيات أن التلازم بين تحقيق الإيمان والقيام بالعبادة وبين تحصيل الهدى والرحمة من القرآن، فكلما ازداد المرء إيمانا وعملا صالحا زاد نصيبه من هدى القرآن ورحمته وكلما طلب الهدى والرحمة من القرآن زاد نصيبه من الإيمان والعون على العمل الصالح
- [ ودلّت بدلالة الإيماء الجلي على أن الإحسان سبب للهداية والرحمة ]
- [ودلّت بدلالة النص على أنّ من قام بهذه الأعمال المذكورة في الآيات فهو على هداية من ربه وموعود بالفلاح ]


وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَها هُزُواً أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ (6)
- دل نص الآية على التوعد بالعذاب المهين لمن يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله ويتخذها هزوا
- ويتضمن منطوق الآية النهي عن الغناء المحرم وذم فاعله، كما يتضمن كل ما انطبق عليه وصف لهو الحديث.
- دل نص قوله ليضل عن سبيل الله كل ما من شأنه أن يلهي عن الطريق الموصل إلى الله وتضمن ما يتخذ ليلهي عن سماع القرآن


وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِ آياتُنا وَلَّى مُسْتَكْبِراً كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْها كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْراً فَبَشِّرْهُ بِعَذابٍ أَلِيمٍ (7)

- دل نص الآية على إعراض هذا الصنف من الناس وهو المذكور في الآية السابقة عن آيات الله وتكبره عن سماعها وعلى توعده بالعذاب الأليم
- تضمنت الآية ذم الاستكبار عن سماع آيات الله والأمر بإرخاء السمع لها [ ما نوع هذه الدلالة؟ ]
- تضمنت الآية مشروعية تلاوة الآيات على المعرض لتقوم بها الحجة عليه
- من مقاصد الآية التقديم لقصة لقمان بذم من يشتري لهو الحديث عن الحديث النافع ( ابن عاشور استنادا على ما قيل في أنها نزلت في النضر بن الحارث الذي كان يشتري كتب أخبار الملوك ليقصها على قريش ويصرفهم عن الاستماع للنبي صلى الله عليه وسلم )

إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ جَنَّاتُ النَّعِيمِ (8) خالِدِينَ فِيها وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (9)
- نص الآيات فيها بشارة لمن آمن وعمل صالحا بأن له الجنة ينعم فيها خالدا، وفيها تأكيد بهذه البشارة بأنها وعد حق من الله، وإثبات صفتي العزة والحكمة لله تعالى.
- وتتضمن الآيات إثبات قدرته سبحانه على الوفاء بهذا العهد بدلالة الصفات المذكورة، قال ابن عاشور: " وَإِجْرَاءُ الِاسْمَيْنِ الْجَلِيلَيْنِ عَلَى ضَمِيرِ الْجَلَالَةِ لِتَحْقِيقِ وَعْدِهِ لِأَنَّهُ لِعِزَّتِهِ لَا يُعْجِزُهُ الْوَفَاءُ بِمَا وَعَدَ، ولحكمته لَا يخطىء وَلَا يَذْهَلُ عَمَّا وَعَدَ،"


خَلَقَ السَّماواتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها وَأَلْقى فِي الْأَرْضِ رَواسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيها مِنْ كُلِّ دابَّةٍ وَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ مَاءً فَأَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ (10) هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (11)
- نص الآيات تقرير لعظمة خلق الله تعالى للسموات بغير عمد ولتثبيت الأرض بالجبال وما بث فيها من دابة وقدرته في إنزال المطر وإنبات الزرع وتحدي للمخاطبين بأن يأتي شركاؤهم الذين يعبدونهم بمثل هذا الخلق وتقرير لضلال من ظلم نفسه بالشرك.
- إذا تأملنا فيما يعبد من دون الله وجدنا أنهم لا يرتقون إلى التحدي بخلق هذه المخلوقات العظيمة، وأنهم أهون من ذلك أحقر وأنهم لو تحديتهم بخلق ذباب لم يستطيعوا، فثبت بدلالة الالتزام عدم استحقاقهم للعبادة من دون الله. (دلالة إيماء جلي؟)
- يفهم من الآيات بدلالة الأولى [ الالتزام ] أن من لا يستطيع خلق ما دون المذكور من المخلوقات لا يستحق العبادة


[مما يعين على جودة الاستنتاج تأمل جُمل الآيات ، مثلاً: قول الله تعالى: {وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم} يدلّ على منّة الله تعالى علينا بتثبيت الأرض ودلّ مفهوم العلة على أنه تعالى لو لم يلق في الأرض رواسي لمادت بنا، ودلّ بدلالة الإشارة على تثبيت ما هو أولى من الأرض وهي القلوب المؤمنة المهتدية بهداه، ثم في بقية الجمل على هذا النحو ]
والحمد لله رب العالمين

أحسنت بارك الله فيك

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 15 جمادى الأولى 1441هـ/10-01-2020م, 12:40 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عقيلة زيان مشاهدة المشاركة
سورة لقمان
بسم الله الرحمن الرحيم
الم (1) تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ (2) هُدًى وَرَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ (3) الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4) أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5)**
**
{ تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ (2)}

- وفيه دلالة أن أخبار الكتاب صدق وأحكامه عدل و ألفاظه أفضل الألفاظ وقصصه أحسن القصص وغير ذلك.. لأنه موافق للحكمة ؛بل كل ما يدعو إليه موافق للحكمة داخل في قوله "الكتاب الحكيم" (دلالة التضمن)
-الحكيم: نعت للكتاب أنه حكيم؛ محكم ؛فيه الحكمة ؛ وصاحب حكم وهذا يقتضى كون آيات الكتاب محكمة مشتملة على الحكمة (دلالة الاقتضاء)
-أن منزل الكتاب حكيم (دلالة الاقتضاء )
تلك: اسم إشارة للبعيد ؛ فيها التنبيه إلى علو منزلة الآيات الكتاب و رفعة مكانتها. (دلالة الإيماء)
الكتاب: ..إشارة إلى كون القران سيكون مكتوبا مجموعا ( دلالة الإشارة)
{هُدًى وَرَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ3}.
دلالة المطابقة:
آيات الكتاب الحكيم الهدى؛ فمن اهتدى بها نالته الرحمة وأخص الناس انتفاعا فتلك الهداية والرحمة هو المحسنون الذي أحسنوا في عبادة الله عزوجل وأحسنوا إلى عباده الله
( دلالة تضمن )
*من اهتدى بآيات الله تناله رحمة الله
(دلالة الاقتضاء)
*الضلال والغضب والسخط في منأى عن المحسنين
(دلالة الإماء) [ الإيماء]
-وتخصيص الهداية والرحمة للمحسنين لكونهم المنتفعون بهدي الآيات الكتاب فنالتهم رحمة الله
- على حسب قوة إحسان العبد يوفق إلى الاهتداء بآيات الكتاب ونيل الرحمة ؛ بمعنى كلما قوى الإحسان في عبادة الله و الإحسان إلى الخلق زادت وقوية الهداية بآيات الكتاب وزادت الرحمة وكملت
-- على حسب اهتداء العبد بآيات الكتاب الحكيم تنال رحمة
(دلالة الإشارة)
*" قوله "هدى ورحمة " مصدر؛ نعت الآيات بالمصدر للدلالة أنها مشتملة على أكمل الهداية و أتمها وأحسنها وكذا موصلة لتمام الرحمة وأحسنها .
-من لوزام حصول الرحمة حصول السعادة و الفلاح والأمن والطمأنينة .
(الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4))
دلالة المطابقة
شروع في نعت وبيان صفات المحسنين؛ بأنهم يقيمون الصلاة ويعطون زكاة أموالهم إلى مستحقيها ؛ وهم على أعلا درجات الإيمان باليوم الآخر لأنهم بلغوا درجة اليقين
دلالة التضمن:
المحسنون يقيمون الصلاة ..هذا جزء وبعض من الأوصاف التي ذكرت
-المحسنون يؤتون الزكاة.. هذا جزء وبعض من الأوصاف التي ذكرت
-
دلالة الاقتضاء
-من مقتضيات إقامة الصلاة ؛الإحسان في وضوءها و الإتيان بجميع أركانها وواجباتها ومستحباتها و الإحسان في الوقوف فيها بين يدي رب العالمين..لأنه لا يسمى مقيما للصلاة حتى يكمل جميع حقوقها
-اليقين باليوم الآخر يقتضي عدم طرو الشك فيه بأي وجه من الوجوه
- الإيمان بالآخرة يقتضى الإيمان بكل ما يكون بعد الموت من عذاب القبر ونعيمه و البعث والنشور والحساب والجزاء والجنة والنهار ووقوف نار في عرصات القيامة...وغير ذلك
- اليقين بالآخرة يقتضي الإيمان بالله و بكمال صفاته والإيمان بالرسالة والملائكة.لأنه لا يتحقق اليقين باليوم الآخرة دون الإيمان بذلك
-والتعبير بالزكاة في إعطاء الصدقات إشارة إلى أنها تزكي النفس وتزكى المال وتزيده بركة ونماء..
دلالة الإيماء
-..قوة اليقين باليوم الآخر باعثة للعبد للمزيد في إحسانه في عبادته ومعاملته للناس؛ فكلما زاد الإيمان باليوم الآخر وقوي زاد الإحسان وعظم.
- قوله "هُمْ يُوقِنُونَ"؛اليقين فيه إشارة إلى كمال علمهم لأن اليقين أعلا درجات العلم
دلالة الإشارة
- أفضل الحسنات الإيمان باليوم الأخر و إقام الصلاة وإيتاء الزكاة قال ابن عاشور" وَمَعْنَى الْمُحْسِنِينَ: الْفَاعِلُونَ لِلْحَسَنَاتِ، وَأَعْلَاهَا الْإِيمَانُ و إِقَامُ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءُ الزَّكَاةِ، وَلِذَلِكَ خُصِّتْ هَذِهِ الثَّلَاثُ بِالذِّكْرِ بَعْدَ إِطْلَاقِ الْمُحْسِنِينَ لِأَنَّهَا أَفْضَلُ الْحَسَنَاتِ،" اهـ
- في الآية إشارة أن الإيمان باليوم الآخر حسنة بل هو من أفضل الحسنات يثاب عليها العبد..
- جمع بين عبادة الصلاة وعبادة الزكاة للإشارة أن المحسنين أحسنوا في أداء حق الله بأعظم العبادات بعد الإيمان به وهو الصلاة فهي ركن من أركان الإسلام وأحسنوا في أداء حق الناس بأفضل العبادات وهى الزكاة فهي ركن من أركان الإسلام
-المحسنون كملت عندهم القوة العلمية و القوة العملية جمعوا بين العلم والعمل
-الاقتصار على ذكر الإيمان باليوم الآخر دون غيره من أركان الإيمان فيه إشارة إلى أهمية هذا الركن وأنه لب أركان الإيمان.. لأن العلم اليقيني يدفع الإنسان لسلوك أبواب الخير و العمل والصالح والاستمرار والثبات عليه ولو كان فيه مشقة. ليقينه بالأجر العظيم الذي ينتظره
-" وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ" فيها عدة مؤكدات
أولها بتقديم الجار والمجرور،للدلالة على القصر" ما يوقن بالآخرة إلا هؤلاء.؛ يقينا كاملا ؛ أو هو قصر إضافي بالنسبة إلى الكفار ومشركي العرب
وثانيها بالجملة الاسمية،للدلالة على الاستمرار وذكر ضمير الفصل مرتين في صدر الجملة.
وآخرها.للدلالة على التوكيد...
فكل ذلك فيه إشارة أن هؤلاء قد خلصت قلوبهم وعقولهم وكل مداركهم لليوم الأخر بحيث أصبح حاضرا مشاهدا أمامهم ولا يغيب عنهم كما قال تعالى : {..إِنَّا أَخْلَصْنَاهُمْ بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ.}

-
- ) أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5)**
مطابقة :
المحسنون نالوا الدرجات و المنازل العلية والرفعة حتى اعتلوا على الهداية الربانية فصاروا من المفلحين
دلالة الإيماء
-قوله "أولئك" الإشارة بالبعيد تنبيها على علو منزلتهم ورفعة درجاتهم تشريفا وتكريما لهم.
قوله " أولئك " المشار إليه الذين سبق ذكر صفاتهم ففيه تنبيه إلى أن هذه الصفات هي علة الحكم
بأنهم على هدى من ربهم
-وقوله" وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ" فيه تنبيه أن الصفات السالف ذكرها هي أيضا سبب الفلاح و الفوز بالنعيم المقيم
- قوله "من ربهم" للدلالة على شرف الهداية وتمامها وكمالها ؛ وأن ابتداءها من الله وهي موصلة إليه
-و فيه تنبيه أن من مقتضيات الربوبية تربية عباده حتى يوصلهم إلى كمال الهداية وتمامها.فسلوك سبيل الهداية توفيق من رب العالمين
- التعبير بحرف على في قوله "على هدى من ربهم" فيه تنبيه أن المحسنين قد اعتلوا الهداية فتمكنوا منها لا يزايلونها .فأصحب تلك الصفات هم على هداية تامة مستمرة
- قوله " وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ " فيها عدة توكيدات: بالجملة الاسمية لدلالة على الاستمرار -دوام الفلاح- و بتعريف طرفي الجملة للدلالة على القصر "هم المفلحون لا غيرهم " ؛ و بضمير الفصل لزيادة التوكيد والحصر..وكل ذلك تنبيه على أن الذين اتصفوا بتلك الصفات نالوا كمال الفلاح والفوز بالنعيم والبعد عن العذاب الأليم ؛ ولا يُنال من نالوه إلا بسلوك سبيلهم
دلالة الإشارة
-وفي ذكر إقامة الصلاة إشارة إلى المعاني الروحية في العبادات الإسلامية من صلاة وصوم وحج (" أفاده أبو زهرة)


قوله تعالى :
وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَها هُزُواً أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ (6) وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِ آياتُنا وَلَّى مُسْتَكْبِراً كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْها كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْراً فَبَشِّرْهُ بِعَذابٍ أَلِيمٍ (7).
هذا شروع في بيان حال الطرف المقابل للمحسنين ؛ وهم المعرضون عن الآيات أعرضوا عن الاهتداء بها وصدوا غيرهم
قال تعالى :" {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَها هُزُواً أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ (6) }
دلالة المطابقة :
بعض الناس يعرض عن الاهتداء بآيات الكتاب الحكيم ويبيعها بلهو الحديث ولم يكتف بهذا بل صد غيره عن الاهتداء والانتفاع بالآيات وحتى يتم له مقصوده فلابد من التنقص من الآيات والحط من قيمتها فانتهج أسلوب السخرية الاستهزاء بها. فهذا له عذاب مهين جزاء من جنس العمال كما أهان الآيات أهانه الله بالعذاب
دلالة تضمن
-تحريم الغناء والطرب لأنه بعض وجزء من لهو الحديث
-تحريم الاستهزاء بآيات الله
دلالة الاقتضاء
- "مَنْ يَشْتَرِي" يقتضي أن هناك بيع ؛وسلعة ؛وثمن ؛وربح أو خسارة ؛ فهذا قد باع القران بلهو الحديث فخسر دنياه وآخرته
- قوله "يشترى" هذا يقتضي أنه راغب للهو الحديث قاصد طالب له؛ آثر له عن آيات الذكر الحكيم لأنه لا يشترى العبد شيئا لا يكون له فيه رغبة ومحبة وحاجة.
- قوله "لهو الحديث" ..اللهو يقتضي الإلتهاء والانشغال بما يلهي والإعراض عن غيره ..فهؤلاء قد قصدوا إلى جلب ما يشغلهم ويلهيهم عن آيات القران الحكيم
--قوله "ليضل عن سبيل الله " هذا يقتضي أنه هو ضال.لأنه لا يتصور أن يُضل من كان مهتديا....فهذا هو ضال في نفسه ثم سعى في إضلال غيره
-بغير علم يقتضى كونه جاهل؛ والتنكير للتقليل ؛ فهؤلاء ليس لهم أدنى علم
-الاستهزاء بآيات الله يقتضى التنقص والسخرية منها؛واحتقارها
-دلالة الإيماء
-- قوله "أولئك " إشارة إلى البعيد تنبيها على بعد منزلتهم في التسفل وهوانهم على الله
- قوله " أولئك " المشار إليه الذين سبق ذكر صفاتهم ففيه تنبيه إلى أن هذه الصفات هي علة حصول العذاب المهين...
دلالة الإشارة
-كل من أعرض عن آيات الكتاب الحكيم والاهتداء بها اشتغل بلهو الحديث؛ بل وجعل آيات الذكر الحكيم ثمنا للهو الحديث
-"لهو الحديث" كل ما يشغل عن آيات الكتاب الحكيم و الاهتداء بها .من لغو؛ أو نميمة أو غيبة؛ أو باطل أو سفه ..
- قوله "سبيل الله " هو الصراط المستقيم سبيل الهدى والحكمة والتنصيص على" سبيل الله" دون غيره من الألفاظ لبيان شناعة فعله وقبح صنيعه وأنه ما يأتي به فهو فاسد باطل في ضلال مبين؛ لأنه ليس ثمة إلا حق أو باطل " فليس بعد الحق إلا الضلال
-( ليضلّ عن سبيل الله ).. يدخل فيه كل أنواع الإضلال العقدي و الفقهى و الأخلاقي والفكري وغيرها
- "بغير علم" فيها إشارة لأن هؤلاء جهال ؛ انتفى عنهم الحجة والبينة والدليل؛ بل هم يتّبعون الجهل والتقليد الأعمى لا غير ، و يورطون ويشغلون الآخرين بجهلهم
-" ويتخذها هزؤا " لا يتم التضليل عن الحق إلا بتشويهه والتنقص منه.
-الجزاء من جنس العمل كما ناله العذاب المهين استهزأ بآيات الله
- "أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ" فيها عدة مؤكدات بالجملة الاسمية الدالة على الاستمرار عذاب مهين مستمر دائم ..وبتقديم الجار والمجرور الدال على القصر ؛قصر إضافي هم يصيبهم العذاب المهين دون غيرهم ممن أمنوا واهتدوا بآيات الكتاب الحكيم..أو العذاب المهين الكامل لهم
دلالة أولى
-في الآية ذم لمن استهزأ بآيات الله ؛ فمن باب أولى أن يذم من سب آيات الله وألحد فيها وكفر بها
دلالة شبه
المؤمن له نصيب من الآية..فمن آثار حديث الباطل واللهو ولغو الكلام عن الانتفاع بآيات القران والاهتداء بها فقد شابه أولاء القوم؛ فله نصيب وحظ من حكمهم
قال الله تعالى :{وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (7)} [لقمان: 7]
هذا وصف آخر لأولئك المعرضين عن آيات الله؛ وهو بيان ووصف حالهم وردة فعلهم عند تلاوة آيات القران عليهم أنهم يتولون مستكبرين عنها كأنه أصم لا يسمع آيات القرآن .فلهم البشارة بعذاب أليم
دلالة تضمن
إذا كان لا يسمع بأذنيه فهو لا يسمع بأذن واحدة [ {كأنّ في أذنيه وقراً} هذا تشبيه ، ولا يلزم منه أن يكون غير سليم الآلة ]
دلالة الإيماء
-ولى مستكبرا فيه تنبيه أن الاستكبار علة وسبب مانع من الانتفاع بآيات القران
-الكبر دافع نفسي يحول بين العبد وبين الانتفاع بآيات القران
دلالة الإشارة
- "إذا تتلى عليه" ؛ استخدام "إذا" الشرطية إشارة إلى كثرة ما تتلى عليه الآيات
- آياتنا إضافة الآيات إلى الله عزوجل بضمير العظمة فيه إشارة إلى شرف تلك الآيات وعظيم فضلها نفعها وبركتها؛ وإلى قبح جرم هذا المتكبر كيف يتكبر على ربه
- - ( ولّى مستكبراً ) إشارة إلى أنّ إعراضه لم يكن نابعاً من تضرّر مصالحه الدنيويّة والحدّ من رغباته وشهواته فحسب ، بل إنّ الأمر أكبر من ذلك ، فإنّ فيه دافع التكبّر أمام عظمة الله وآياته ، وهو أعظم ذنب فيه . (منقولة من كتب التفسير)
-
-(كأن لم يسمعها )؛ فيه إشارة لأنواع سماع القران
سماع إعراض واستكبار: سماع الجارحة فقط ؛ والقلب معرض
وسماع استجابة وإذعان وخضوع : اجتمع فيه سماع الجارحة وسماع القلب
-فيه الآية إشارة أن من حقوق القران عند تلاوته الاستماع له استماع إذعان وقبول و انقياد
-- (فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ)؛ استخدام البشارة مع العذاب الأليم للتهكم به.
- سميت البشارة بشارة لما يحصل من تغير على بشرة المبشَر....فالتبشير بالعذاب الأليم فيه إشارة أن بشرته ستتغير لمّا يسمع ما ينتظره من العذاب ؛ لكن تغيرها بما يسوءه كالسواد والظلمة والغبرة وغيرها

قال الله تعالى :
{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتُ النَّعِيمِ (8) خَالِدِينَ فِيهَا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (9) }.
بشارة من الله عزوجل لمن آمن به وبآياته وآمن برسوله وبما جاء به؛ و عمل الأعمال الصالحة أن لهم جنات يتنعمون فيها نعيما مقيما ؛ وهو وعد متحقق من الله عزوجل. لكمال لعزته و حكمته؛ فأمره نافذ لا راد لحكمه وقضائه واقتضت حكمته أن يوفق من وفق ويخذل من يخذل
-دلالة الاقتضاء
عملوا الصالحات أي عملوا الأعمال الصالح .ففيه التنبيه إلى إخلاص العمل لله ومتابعة النبي صلى الله عليه وسلم لأن العمل لا ينعت بالصلاح إلا باجتماع الشرطين
دلالة الإيماء:
- الإيمان وحده لا يكفي في الفوز بالجنات النعيم لابد من اقتران العمل [ ترك جنس العمل مناف للإيمان أصلاً ]
- تنكير الجنات للدلالة على كثرتها .وعظمتها وإضافتها للنعيم "جنات النعيم" فيه التنبيه أنه ليس في الجنة إلا النعيم.
- من رحمة الله بعباده تبشيرهم بما ينتظرهم من النعيم المقيم .
- الله يثبت عباده على الطاعات بالبشارات وما ينتظرهم بالنعيم المقيم
- أكد تحقق ما وعدهم بقوله "وعد الله " إضافة الوعد له و بقوله "حقا"؛ وهذا حتى يذهب عنهم الشك والريب و يزيد من تثبيتهم على طاعته
- قوله العزيز.فيه تنبيه أن وعده نافذ متحقق لأنه لا يمنعه أحد عن تحقيق ما أراد .
-
. لهم هذه الجنات وهذا الخلود تحقيقا لوعد الله الحق . ( وعد الله حقا )فقد بلغ من فضل الخالق على العباد أن يوجب على نفسه الإحسان إليهم جزاء إحسانهم لأنفسهم لا له سبحانه ! وهو الغني عن الجميع !
دلالة الإشارة
يحسن لمربي أو المعلم أن يثبت من تحت يديه ويحثهم على الاجتهاد والعمل بأن يبشرهم بما ينتظرهم من الجزاء الجميل
-ويحسن لمن يعد الوعود العظام أن يؤكد قوله بما يطمئن قلب الموعود له

خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ (10) هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (11)
هذا شروع في بيان أدلة التوحيد و استحقاق الله للعبادة والذل والمحبة والخضوع لأنه سبحانه المنفرد بالخلق فأوجده وأخرجه من العدم على مثال غير سابق ..
دلالة الاقتضاء
-" وأنزلنا من السماء " فيه تسمية السحاب سماء لأن المطر ينزل من السحاب
قوله "زوج" الزوجية تقتضى وجود الذكر والأنثى ففيه دلالة أن النبات مثل جنس الحيوان فيه ذكر وأنثى
- دلالة الإيماء
-"زوج كريم" فيه تنبيه أن كل ما أخرج الله من النبات فيه منافع
- دلالة الإشارة
قوله "وَأَنْزَلْنَا " و " فَأَنْبَتْنَا" التفات من الغيبة إلى التكلم فيه إشارة أن إنزال الماء وإنبات النبات له مزية خاصة أو فيه مزيد فضل على العباد؛ أو لعل فيه إشارة إلى أن عماد وأساس غذاء الإنسان الماء والنبات –والله أعلم-
-قوله "زوج كريم" ما أنبت الله أنفسه وأفضله وأحسنه ولن يصل العبد مهما حاول في تهجين بعض الثمار أن يخرج أفضل وأحسن مما أنبته الله
- زوج واللفظ يوحي إلى النفس باستقبال صنع الله بما يليق من التكريم والحفاوة والاحتفال ؛ لا بالاستهانة والغفلة والإغفال (منقولة من كتب التفسير)
مفهوم المخالفة
-لولا الجبال الراسيات لمادت الأرض ، ولما استقرت بساكنيها

هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (11)
دلالة الإيماء
–كل ما عبد من دون الله فهو عاجز عن الخلق ؛ وإذا انتفى الخلق عنهم انتفى الملك والتدبير والتصرف في الكون
-من ادعى أن لهذا الكون خالق غير الله فهو ظالم ؛ ومن ادعى أن غير الله يستحق العبودية فهوظالم
- قوله "في ضلال" التعبير ب في الظرفية تنبيها أنهم منغمسون في الضلال
-قطع الحجة على المشركين الذين يعبدون مع الله آله أخرى..يُقال لهم بأي حجة تعبدونهم..و الحال أنهم عاجزون عن الخلق والملك والتدبير والتصريف
-هناك مناسبة وعلاقة بين الظلم والضلال..لأن الظالم جانب الحكمة والصواب لم يهتد لها لهذا كان في ضلال
-بقدر ظلم العبد يكون انغماسه في الضلال والتيه.



أحسنت بارك الله فيك

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
تطبيق, سورة

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:02 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir